بسم الله الرحمن الرحيم
) الجزء الرابع (
من رسالة التحقيق
في الفرق بين "السبيل
والصراط والطريق"
*************
معاني الطريق
في القرآن ؟
الطريق المستقيم .. وعلاقته بالجن ؟
ما معنى " طرائق
قددا " ؟
لماذا اختار
الجن الإشارة للدين ب "طريق مستقيم" ؟
لماذا
لم يذكر الجن زبور داوود ولا إنجيل عيسى ؟
ما معنى " اسْتَقَامُوا
عَلَى الطَّرِيقَةِ " ؟
مَن هم الصالحون
الذين ذكرهم الجن ؟
هل الكافر يكون صالح ؟
هل الكافر
صلاحه ينفعه في الدنيا ويُكرم به ولا يهلك بكفره ؟
* فهرس :
:: الحادي عشر ::
1- معاني الطريق
في القرآن ؟
2- معنى كلمة طريق ؟ ومعنى مستقيم ؟
:: الفصل
الثاني عشر ::
3- الطريق
المستقيم .. وعلاقته بالجن ؟
4- ما معنى
" طرائق قددا " ؟
5- لماذا اختار الجن الإشارة للدين
ب "طريق مستقيم" ؟
6- لماذا
لم يقولوا "سُبُلا قِدَدَا" ؟
:: الفصل الثالث عشر
::
7- ما معنى
" اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ " ؟
8- لماذا
لم يذكر الجن زبور داوود ولا إنجيل عيسى ؟
9- خلاصة توصيف القرآن ؟
10- لماذا
كلمة "الحق" بالتعريف .. و"طريق" بالتنكير ؟
11- طرق حق
وطرق باطل ؟
12- لماذا حف كلمة سبيل مع القرآن في
سورة الجن ؟
:: الفصل الرابع عشر
::
13- لا تكن
مقلدا أحمقا .. ولكن كن عاقلا متحققا ؟
14- من هم
الصالحون الذين ذكرهم الجن ؟
15- هل الكافر يكون صالح ؟
15- هل الكافر يكون صالح ؟
16- هل الكافر صلاحه ينفعه في الدنيا ويُكرم
به ولا يهلك به ؟
17- الناس
معادن كمعان الذهب والفضة ؟
18- إشارة : الطريق المستقيم
أوله كلام الله وآخره رضوان الله ؟
*******************************
:: مقدمة ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
* نستكمل مع
حضراتكم رسالة التحقيق في الفرق بين
(السبيل والصراط والطريق) .. وأرجو من الله التوفيق لما يحب ويرضى .. آمين ..
* ونناقش فيها المرحلة
الثانية من بحثنا .. وهي مفهوم كلمة الطريق في القرآن .. وأنه
المرحلة الثانية للإرتقاء من السبيل إلى .. حتى الوصول إلى التمكين من .. والمقصود
به "الطريق" ..
* وأسأل الله لكل أهل المدونة
الحاضرين والغائبين .. أن يرضى عنهم برضاه ويسعدهم بتقواه .. ويحجبهم عن معصيته ..
بل ولكل مسلم ومسلمة .. آمين يارب العالمين .
نبدأ بسم الله ..
توكلت على الله ..
*****************************************
..:: الفصل الحادي عشر ::..
**********************************
..:: الطريق ::..
إذا
ما أتينا للفظ الطريق في القرآن .. فسنجده على ثلاث معان :
1- طريق
الإيمان والكفر .. ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ
لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً . إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً
وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً ) النساء168-169
2- وهناك الطريق الفكري : ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً
إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً ) طه104 ..
3- الطريق المادي "المسير" : ( وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ
لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى
) طه77
* وما
يهمنا هنا هو الطريق الإيماني .. والمشار إليه بالطريق المستقيم في الآيات التالية
..
( قَالُوا
يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الأحقاف30
( وَأَلَّوِ
اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ
لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً ) الجن16
* قلنا أن هناك فرق بين الألفاظ الثلاثة (سبيل وطريق وصراط) .. وإن كان الثلاثة لهم مفهوم واحد وهو طريق .. ولكن كل
لفظ وله دلالته ..
وقد
شرحنا من قبل أن لفظ "السبيل" : معناه هداية بيان للدلالة والإشارة إلى
طريق الإيمان .. وهو طريق الله ..
فالسبيل مجرد بيان إرشادي لطريق الإيمان ..
* ولكن
ما معنى كلمة طريق ؟ ومعنى كلمة مستقيم ؟ حيث أن كلمة الطريق جاءت مصاحبة لكلمة
مستقيم ؟ وما الفرق بين طريق مستقيم وصراط مستقيم ؟
تعالوا
نستكشف هذا الأمر ..
*********************************
..:: معنى كلمة طريق ؟ ومعنى مستقيم ؟ ::..
* الطريق
: معناه المسلك الذي يسلكه الإنسان للوصول إلى بغيته أو هدفه الذي يريد الوصول
إليه .. ولكن قد يكون هذا الطريق فيه خلل أو اعوجاج .. ولذلك تبارك وتعالى أخبرك
أنه طريق مستقيم ..
* والمستقيم
: هو الذي لا اعوجاج فيه .. يسير بك في اتجاه واحد مختصر .. لا انحراف فيه ..
لأن الخط المستقيم هو أقصر
طريق بين نقطتين ..
إذن : الطريق
المستقيم إلى الله :
هو الطريق السهل المختصر الذي لا اعوجاج فيه بلا إفراط ولا تفريط .. الذي إن
اتبعته وصلت إلى الله بأمان تام .. والمقصود به دين الإسلام .. وهو المشار إليه ب
" بالطريقة" .. في قوله تعالى (استقاموا على الطريقة) ..
* وإذا تأملنا كلمة
الطريق في القرآن ..
ووصفها بالمستقيم .. فستجد كلمة الطريق تأتي محاطة بمفهوم العقيدة والإيمان بالله
.. ولذلك الآيات التي جاءت فيها كلمة الطريق المستقيم هي آيات مكية .. حيث كان الإسلام وتعاليم القرآن
تنزل لتصحيح العقيدة والإيمان بالله ..
* ما عدا آيتا سورة
النساء وهي سورة مدنية ..
وقد جاء فيها كلمة طريق بدون مستقيم .. لأن الكلام في حقيقته هو هداية إرشاد لطريق
الإيمان .. أي لن يمكنهم من الوصول للطريق .. أي أنه تعالى منع عنهم السبيل (الذي
هو فهم القرآن) الموصل لطريق الإيمان .. لأنهم ارتضوا بقلوبهم الكفر على الإيمان
..!! ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ
لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ
طَرِيقاً . إِلاَّ طَرِيقَ
جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً
) النساء168-169 ..
فكأن الله حكم عليهم بعدم
وصولهم لطريق الإيمان أبدا .. مهما جائتهم سبل إرشاد الحق ..!! لأنهم ارتضوا
بالكفر دينا وعقدوا العزم على ذلك بمحاربة دين الله والمؤمنين ..!!
*****************************************
..:: الفصل الثاني عشر ::..
**********************************
..:: الطريق .. وعلاقته بالجن ::..
* وصف القرآن كونه
"طريق مستقيم"
في القرآن لم يأتي إلا على لسان الجن فقط .. وكانوا الجن الذي آمن بالنبي صلى الله
عليه وسلم .. ووصفوا هذا الطريق بالمستقيم .. ولكن لماذا قالوا طريق ولم يقولوا
صراط ؟!!
ولكن قبل أن أجيبكم على هذا
السؤال .. سأنقل لكم الآيات الخاصة بالجن وعلاقتها بكلمة الطريق .. لأن هذا سيبين
لنا سبب قولهم لكلمة طريق ..
* في سورة الجن
: يقول تعالى في كتابه .. نقلا عن وصف الجن لأنفسهم فيقولون : ( وَأَنَّا
مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً . وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ
اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً . وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى
آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً . وَأَنَّا
مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا
الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) الجن 11-15 ..
ثم يقول تعالى مخبرا رسوله ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً
) الجن16 ..
* في سورة
الأحقاف : يقول تعالى لنبيه الكريم ( وَإِذْ
صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ
قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ . قَالُوا
يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ . يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ
اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ . وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ
لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) الأحقاف
30-32
* فلفظ الطريق ..
جاء على لسان الجن في سورة الأحقاف وفي سورة الجن .. والمقصود به الإيمان بدين
الحق .. وقبل أن نجيب على سؤال "لماذا اختاروا كلمة
طريق مستقيم" ..؟ ..
* نشرح أولا .. معنى
"طرائق قددا" ؟
*********************************
..:: ما معنى " طرائق قددا " ؟ ::..
* ما معنى طرائق
قددا ؟
أي طرق مختلفة ومتفرقة ..
وكلمة (قددا) جمع قدة من قد ..
إذا قطع .. كأن كل طريق له معتقد خاص به .. مقطوع به عن غيره من الطرق ..
* قال الإمام القرطبي رحمه الله :
وَالطَّرَائِقُ: جَمْعُ
الطَّرِيقَةِ وَهِيَ مَذْهَبُ الرَّجُلِ ، أَيْ كُنَّا فِرَقًا مُخْتَلِفَةً .
وَيُقَالُ:
الْقَوْمُ طَرَائِقُ أَيْ عَلَى مَذَاهِبَ شَتَّى .
القرطبي ج19 ص15
* قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :
وَقَوْلُهُ:(كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً) تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ، شَبَّهَ تَخَالُفَ
الْأَحْوَالِ وَالْعَقَائِدِ بِالطَّرَائِقِ تُفْضِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا
إِلَى مَكَانٍ لَا تُفْضِي إِلَيْهِ الْأُخْرَى.
وطَرائِقَ: جَمْعُ طَرِيقَةٍ ، وَالطَّرِيقَةُ هِيَ
الطَّرِيقُ ، وَلَعَلَّهَا تَخْتَصُّ بِالطَّرِيقِ الْوَاسِعِ الْوَاضِحِ لِأَنَّ
التَّاءَ لِلتَّأْكِيدِ مِثْلَ دَارٍ وَدَارَةٍ ، وَمِثْلَ مَقَامٍ وَمَقَامَةٍ ،
وَلِذَلِكَ شُبِّهَ بِهَا أَفْلَاكُ الْكَوَاكِبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ
طَرائِقَ)
[الْمُؤْمِنُونَ: 17] وَوُصِفَتْ بِالْمُثْلَى فِي قَوْلِهِ : (وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) [طه: 63] .
* وَوَصْفُ طَرائِقَ بِ قِدَداً ، وَهُوَ اسْمُ جَمْعِ قِدَّةٍ
بِكَسْرِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ ..
وَالْقِدَّةُ : الْقِطْعَةُ مِنْ جِلْدٍ وَنَحْوِهِ
الْمَقْطُوعَةُ طُولًا كَالسَّيْرِ ، شُبِّهَتِ الطَّرَائِقُ فِي كَثْرَتِهَا
بِالْقِدَدِ الْمُقْتَطَعَةِ مِنَ الْجِلْدِ يَقْطَعُهَا صَانِعُ حِبَالِ الْقِدِّ
كَانُوا يُقَيِّدُونَ بِهَا الْأَسْرَى .
وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِخْوَتَهُمْ إِلَى
وَحْدَةِ الِاعْتِقَادِ بِاقْتِفَاءِ هُدَى الْإِسْلَامِ ..
* فَالْخَبَرُ
مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّعْرِيضِ بِذَمِّ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَأَنَّ
عَلَى الْقَوْمِ أَنْ يَتَّحِدُّوا وَيَتَطَلَّبُوا الْحَقَّ لِيَكُونَ
اتِّحَادُهُمْ عَلَى الْحَقِّ.
التحرير والتنوير ج29 ص233
*******************************
..:: لماذا اختار الجن الإشارة للدين ب "طريق مستقيم" ؟ ::..
* الأن نرجع لسؤالنا عن سبب اختيار الجن لكلمة " طريق
مستقيم" ..
لسبب وجيه .. وهو للمناسبة
.. أي لأنهم لما قالوا أن عالم الجن طرائق متفرقة في العقائد والأهواء والمذاهب وغير ذلك .. فناسب ذلك
أن يقولوا لقومهم أن هناك طريق
واحد للهدى وهو طريق مستقيم .. الذي هو دين الإسلام .. ولذلك قال الحق
سبحانه بعد ذلك للجاحدين طريق ملة الإسلام (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا
عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً) الجن16
* فكلمة الطريق تشمل عموم
الدين ككل ..
* وكأنهم يقولون
لقومهم .. أن مناهج السلوك التي سلكتوها كلها ضالة
ومنحرفة عن الحق .. لأن الإرشاد كان خطأ .. فالطريق سيكون منحرف ومضلل .. فإذا
أردتم طريق مستقيم في العقيدة والمنهج .. فنحن سمعنا الهدى فاسترشدنا به ووجدنا
فيه أدلة وبراهين على أنه الحق .. فآمنا به .. ونريد لكم ذلك أن تسلكوا هذا الطريق
المستقيم "دين الإسلام" الذي لا يميل عن الحق لأنه لا أهواء فيه .. فلن
يكون قددا .. !!
************************************
..:: لماذا لم يقولوا "سُبُلا قِدَدَا" ؟ ::..
للبيان على أن كل فرقة منهم
قد انتهت من منهجية الإرشاد إلى أنها قد تمكنت من الطريق التي عليه حتى استوطنته
النفوس ولا تحيد عنه .. ولا يعرفون غيره .. فأصبح كمن يقول هذا ما وجدنا عليه
آبائنا .. !!
أي أن هذه الفرق قد تمكنت من
معتقدها في الطريق الذي قررت تسلكه ..
فلا مجال للبحث فيه مرة أخرى
لأنهم ارتضوه مسلكا لهم .
*****************************************
..:: الفصل الثالث عشر ::..
**********************************
..:: ما معنى " اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ " ؟ ::..
ذكرت في بداية هذا الفصل شرح
لكلمة طريق وكلمة مستقيم .. ولكن قال تعالى في سورة الجن تعقيبا على من جحدوا طريق
الإسلام من الإنس والجن سواء .. فيقول تعالى : (وَأَلَّوِ
اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً) الجن 16
* الماء الغدق : أي الكثير .. وهو كناية عن
سعة الرزق .. مثل قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى
آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)
الأعراف96
* وهنا تفسيرين
لمعنى الطريقة :
1- الطريقة
بمعنى الإيمان بملة الإسلام ( وهو الذي عليه غالب المفسرين) :
أي لو سلكوا هؤلاء الذين رفضوا
الإسلام .. استقاموا على الطريقة المثلى التي هي ملة الإسلام .. لكان خيرا لهم
ووسع الله لهم رزق الدنيا ..
وهو مثل قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) فصلت30
2- وهناك رأي
تفسيري يقول أن الطريقة هي طريقة الضلال (قول مرجوح):
وقيل المعنى أنه لو استقام الجن على طريقتهم وهي الكفر ولم يسلموا باستماع القرآن
لوسعنا عليهم الرزق استدراجا لنوقعهم في الفتنة ونعذبهم في كفران النعمة .
تفسير الألوسي ج15 ص101
* وهذا القول الثاني استبعده العلماء .. لأنه لا يوجد استقامة على طريق الكفر .. فكيف يكون
الطريقة هي الكفر ويوصفها بالإستقامة ؟! ..!!
* بطريق الإشارة : وقال
بعض اهل المعرفة المراد بالاستقامة على الطريقة هو القيام على سبيل السُّنَّة والميل الى أهل
الصلاح وبالاسقاء الإفاضة على قلوبهم ماء الوداد .
روح البيان ج10 ص196
* قال
الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :
وَالِاسْتِقَامَةُ
عَلَى الطَّرِيقَةِ : اسْتِقَامَةُ السَّيْرِ فِي الطَّرِيقِ وَهِيَ السَّيْرُ عَلَى بَصِيرٍ بِالطَّرِيقِ
دُونَ اعْوِجَاجٍ وَلَا اغترار ببينات الطَّرِيقِ .
والطَّرِيقَةِ: الطَّرِيقُ: وَلَعَلَّهَا خَاصَّةٌ
بِالطَّرِيقِ الْوَاسِعِ الْوَاضِحِ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا فِي قَوْلِهِ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً [الْجِنّ: 11] .
وَالِاسْتِقَامَةُ
عَلَى الطَّرِيقَةِ : تَمْثِيلٌ لِهَيْئَةِ الْمُتَّصِفِ بِالسُّلُوكِ الصَّالِحِ
وَالِاعْتِقَادِ الْحَقِّ بِهَيْئَةِ السَّائِرِ سَيْرًا مُسْتَقِيمًا عَلَى
طَرِيقَةٍ ، وَلِذَلِكَ فَالتَّعْرِيفُ فِي الطَّرِيقَةِ لِلْجِنْسِ لَا
لِلْعَهْدِ .
التحرير والتنوير ج29 ص238
* قال
الشيخ القرطبي رحمه الله :
أَيْ لَوِ اسْتَقامُوا
عَلَى الطَّرِيقَةِ طَرِيقَةِ الْحَقِّ وَالْإِيمَانِ وَالْهُدَى وَكَانُوا مُؤْمِنِينَ مُطِيعِينَ لَأَسْقَيْناهُمْ مَاءً غَدَقاً
أَيْ كَثِيرًا .
تفسير القرطبي ج19 ص18
******************************
..:: لماذا لم يذكر الجن زبور
داوود ولا إنجيل عيسى؟ ::..
( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ
مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
الأحقاف30
* قال الطاهر
بن عاشور رحمه الله :
وَوَصَفَ الْكِتَابَ
بِأَنَّهُ (أُنْزِلَ
مِنْ بَعْدِ مُوسى) دُونَ: أُنْزِلَ على مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ
«التَّوْرَاةَ» آخِرُ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ الشَّرَائِعِ نَزَلَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَأَمَّا مَا جَاءَ
بَعْدَهُ فَكُتُبٌ مُكَمِّلَةٌ لِلتَّوْرَاةِ وَمُبَيِّنَةٌ لَهَا مِثْلُ «زبور
دَاوُد» و «إنجيل عِيسَى» ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ شَيْءٌ جَدِيدٌ بَعْدَ
«التَّوْرَاةِ» فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ جَاءَ بِهَدْيٍ مُسْتَقِلٍّ غَيْرِ
مَقْصُودٍ مِنْهُ بَيَانُ التَّوْرَاةِ وَلَكِنَّهُ مُصَدِّقٌ لِلتَّوْرَاةِ
وَهَادٍ إِلَى أَزْيَدَ مِمَّا هَدَتْ إِلَيْهِ «التَّوْرَاة» .
* و ( لِما بَيْنَ
يَدَيْهِ ):
مَا سَبَقَهُ مِنَ الْأَدْيَانِ الْحَقِّ. وَمَعْنَى يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ:
يَهْدِي إِلَى الِاعْتِقَادِ الْحَقِّ ضِدَّ الْبَاطِلِ مِنَ التَّوْحِيدِ وَمَا
يَجِبُ لِلَّهِ تَعَالَى مِنَ الصِّفَاتِ وَمَا يَسْتَحِيلُ وَصْفُهُ بِهِ.
* وَالْمُرَادُ بِالطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ: مَا يُسْلَكُ مِنَ الْأَعْمَالِ
وَالْمُعَامَلَةِ. وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْجَزَاءِ، شَبَّهَ
ذَلِكَ بِالطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ الَّذِي لَا يَضِلُّ سَالِكُهُ عَنِ الْقَصْدِ
مِنْ سَيْرِهِ.
التحرير والتنوير ج26 ص60
****************************************
..:: خلاصة توصيف القرآن ::..
* القرآن هو طريق لوحده إلى
الله لمن التزم به ..
وقد شرحنا سابقا لماذا اختار
الجن لفظ "طريق" .. وذلك للمناسبة لكلامهم عن الطرائق القددا .. وكونهم
يشيرون به لكلية الدين .. أي دين الإسلام .
* وعموما كخلاصة
لتوصيف القرآن :
- وهو أن القرآن من
حيث هو إرشاد في الوصول للعقيدة الصحيحة ومعرفة الأعمال
الصالحة .. فهو سبيل (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)
- ومن حيث أنه
يمكنك هذا السبيل إلى الإيمان بالتوحيد وصدق المنهج الإلهي .. فهو طريق (طريق مستقيم)
- ومن حيث أنه
يدفعك للتحقيق من التوحيد بمزيد يقين وتحقيق من العمل بالمنهج الإلهي .. فهو صراط (وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرِاطٍ مسْتَقِيم)
*****************************
..:: لماذا كلمة "الحق" بالتعريف .. و"طريق" بالتنكير ؟
::..
(يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى
طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ)
* وقد جاء
بكلمة "الحق" .. للإيمان بالمعبود الحق .. وجاء بلفظ "طريق" .. لتوضيح حقيقة ما يؤدي إليه هذا الإيمان
.. وهو إيمان بدين مستقيم .. أي الإيمان بمنهج هذا المعبود الحق .
* ولم يأتي
بالتعريف للفظ "طريق" .. حيث
أن التعريف في لفظ "الحق" أغنى عن وضع
التعريف في كلمة طريق .. لأن هذا الطريق فرع من الحق .. فالحق يشمل الطريق ولكن
الطريق لا يشمل الحق .. والله أعلم ..
"وهذا رأيي والله
أعلم" ..
* الخلاصة
في كلمة الطريق : أن كلمة "الطريق" .. تعبير عن توفيق وتمكين الإيمان في القلب للدين
القويم .. ويكون بداية سلوك الصراط المستقيم على هذا الطريق ..
**********************************
..:: طرق حق وطرق باطل ::..
1- وكما أن
هناك سبل حق وسبل باطل :
فسبل الحق من اتباع النور النبوي
والهدي القرآني (يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ
) المائدة 16
وسبل الباطل من اتباع غير دين
الإسلام ( وَأَنَّ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فاتبعوه وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ )
الأنعام153
2- فهناك طريق للحق وطريق للباطل :
فطريق الباطل مثل : ( إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً . إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً
) النساء168-169
وطرق
الباطل .. هي طرق المعتقدات الباطلة التي إن اتبعها الإنسان خسر حياته وآخرته .. مثل
من يسلك سبيل أهل السحر ( قَالُوا إِنْ هَذَانِ
لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ
أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى
) طه63 .. والطريقة المثلى هنا المقصود بها عقيدة السحر .
* وطريق الحق مثل اتباع ملة
الإسلام : ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم
مَّاء غَدَقاً ) الجن16 ، ومثل قوله تعالى عن القرآن ( يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
الأحقاف30
******************************
..:: ختاما لما سبق ::..
* ما نريد
الوصول إليه .. هو
أن كلمة الطريق المستقيم .. للدلالة
على التمكين من الإيمان بالحق والتمكين من معرفة منهجه المستقيم الذي يؤدي
إلى رحمات الله وغفرانه ورضوانه وجناته ..
* فكلمة السبيل
كانت مجرد هداية دلالات وإرشاد للإيمان .. وكلمة الطريق تؤدي
لهداية التمكين من الإيمان ..
* وتأمل معي قوله تعالى على
لسان الجن ( يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ - فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا
أَحَداً ) الجن2
فهداية الإرشاد أوصلتهم إلى
هداية التمكين وهو طريق الحق .. والمقصود بالرشد في كلام الجن هو سبيل الرشد ..
لقوله تعالى ( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ
فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا
وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ
لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ) الأعراف146
* وقد حذف كلمة
سبيل في آية الجن .. فلم يقل سبيل الرشد كما في
آية الاعراف .. لأن الآية السابقة لآية الجن جاء فيها توضيح هذا السبيل وهو القرآن
.. فكان مفهوما أن القرآن هو السبيل لهذا الرشد
(اسْتَمَعَ نَفَرٌ
مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ - فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً ) الجن2-1
*****************************************
..:: الفصل الرابع عشر ::..
**********************************
..::
متفرقات على هامش الموضوع ::..
..:: لا تكن مقلدا أحمقا .. ولكن كن عاقلا متحققا ::..
حينما تبحث عن طريق
الله .. فكن متحققا وباحثا غير غافلا ولا متجاهلا .. وابحث عن إجابات لأسئلتك ..
ولا ترضى بالتسليم والخضوع لأي شخص لمجرد أنه قال لك أنه شيخ طريقة أو أن معه عهد
طريق ..!!
* قال الشيخ المراغي رحمه الله :
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ
الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً) أي وأنا كنا نظن أن لن يكذب أحد على الله
تعالى، فينسب إليه الصاحبة والولد، ومن ثم اعتقدنا صحة قول السفيه، فلما سمعنا
القرآن علمنا أنهم كانوا كاذبين ..
وهذا
منهم بإقرار بأنهم إنما وقعوا فى تلك الجهالات بسبب التقليد ، وأنهم إنما تخلصوا
منها الاستدلال والبحث.
تفسير المراغي ج29 ص96
* قال الشيخ محمد صديق خان رحمه الله :
(فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً) أي قصدوا طريق الحق وتوخوه باجتهاد، ومنه
التحري في الشيء، قال الراغب: حرى الشيء يحريه أي قصد حراه أي جانبه وتحراه كذلك.
وقال الفراء: أموا الهدى قال النسفي: تحرى طلب الأحرى. أي الأولى ..
وفيه دليل على أن الجن يثاب بالجنة.
فتح البيان
في مقاصد القرآن ج14 ص359
**********************************
..:: تفسير أحببت مشركتكم به ::..
:: مَن هم الصالحون الذين ذكرهم
الجن ؟ ::..
(وَأَنَّا مِنَّا
الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً)
* قلت صاحب الموضوع :
لقد
بحثت كثيرا عن هذا الأمر في التفسير .. من هم الصالحون الذين قصدهم الجن .. خاصة
وأنهم لم يكونوا قد آمنوا .. بدليل ما جاء بعد آية الصلاح ..
والذي
قد قرأته أن غالب المفسرين ينظرون للآية على أنه "صلاح إيمان" فقط ..
وهو قول فيه نظر .. والبعض الآخر ذكر صلاح نفس فقط وأيضا هو قول فيه نظر .. !!
ووجدت
ان الجمع بين القولين هو الصواب
* أحب أن أذكر لكم
شيئا ما يختلج في صدري بخصوص آية (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً) .. حيث أن المفسرون رضوان الله عليهم
يفسرون الصلاح في الآية على أنها صلاح إيمان .. كما
قال الإمام القرطبي وهو أحسنهم رأيا في ذلك رحمه الله حيث يقول :
لأنه
كان في الجنّ من آمن بموسى وعيسى ، وقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم قالوا: (إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه)
وهذا يدل على إيمان قوم منهم بالتوراة .
تفسير
القرطبي ج19 ص18
* ورأي الإمام القرطبي على وجاهته ورجاحته .. إلا أنه قول محدود المعنى ؟ لماذا
؟
لأن
كلمة الصلاح لا تتعلق فقط بالإيمان .. وإنما تتعلق بالنفس عموما .. ثم يأتي الدين
فيرتقي بالنفس ويزيدها هداية ونورا .. لو تعلقت بالمنهج الروحي الحق .. وإنما
فضائل الأعمال النفسية .. أي خيرية الفعل فهي غالبا ما تعلمها النفوس الصالحة ..
وفي كل زمان ومكان يوجد نفوس صالحة وإن لم تكن مؤمنة ..!!
* فالصلاح الإيماني شيء (لأنه صلاح عقيدة ومنهج) لأنه عطاء ألوهية .. والصلاح النفسي شيء آخر لأنه عطاء ربوبية ..
* وسبب كلامي هو : أن
الجن يصفون أنفسهم ان فيهم نفوس خيرة ونفوس غير ذلك .. وأنهم في ذلك طرق ومذاهب مختلفة
.. سواء كانت هذه النفوس
مؤمنة أو غير مؤمنة .. فكلامهم يتعلق بالصلاح العام وليس خاص ..
* وقد وجدت تفسيرين وحيدين يشيرا لهذا المعنى ..
1- قال الشيخ اسماعيل حقي النازلي رحمه الله :
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ) اى الموصوفون بصلاح الحال
فى شأن أنفسهم وفى معاملتهم مع غيرهم او ما يكون الى الخير والصلاح حسبما تقتضية الفطرة
السليمة لا الى الشر والفساد كما هو مقتضى النفوس الشريرة .
روح البيان ج10 ص194
2- قال الشيخ محمد صديق خان
رحمه الله :
(وَأَنَّا
مِنَّا الصَّالِحُونَ) أي قال بعضهم لبعض لما دعوا أصحابهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وآله
وسلم وإنا كنا قبل استماع القرآن منا الموصوفون بالصلاح (ومنا دون ذلك) أي قوم دون الموصوفين بالصلاح ، وقيل أراد
بأهل الصلاح المؤمنين وبمن هم دون ذلك الكافرين ، والأول أولى .
فتحُ البيان في مقاصد القرآن
ج14 ص358
* واختلف مع الرأي التفسيري السابق للشيخ النازلي والشيخ خان .. على حصرهما على خيرية فعل النفس فقط دون إيمان (وهو
الظاهر من كلامهما) ..
وسبب اختلافي هو : أن الصلاح للنفس يشمل خيرية الفعل وخيرية الإيمان ..
* وبهذا
الفهم يتم الجمع بين ما قاله جمهور المفسرين رضوان الله عليهم ..
* وعموما لأثبت لكم صحة هذا الرأي .. (أن الصلاح للنفس
يشمل خيرية الفعل وخيرية الإيمان ..) .. يعني يجمع غير المؤمن الصالح فعله .. وبين المؤمن
الصالح فعله وعقيدته ..
* فمعي شاهدي عدل على كلامي من الكتاب والسنة .. ثم فقه بسيط لترتيب الآيات
التي جاءت بعد الآية محل البحث أي آية (منا الصالحون ...) ..
على
أن المقصد من كلام الجن هو عموما الصلاح "سواء صلاح نفس أوصلاح نفس مع اتباع
منهج".. وليس بخصوص الصلاح "وهو الإيمان بالمنهج فقط " ..
*************************************
..:: الشاهد الأول من كتاب الله ::..
(وفيه دلالة على أن الكافر صلاحه
ينفعه في الدنيا ويُكرم به)
:: وكلام رائع للشيخ المراغي والشعراوي رحمهما
الله ::
1-
الشاهد الأول قوله تعالى : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
) هود117
* قال الشيخ المراغي رحمه الله :
بين سبحانه ما يحول
بين الأمم وإهلاكها فقال:
(وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى
بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) الظلم هو الشرك .. أي إنه تعالى ليس من سنته أن يهلك
القرى بشرك أهلها ماداموا مصلحين فى أعمالهم الاجتماعية والعمرانية والمدنية، فلا
يبخسون الناس حقوقهم كما فعل قوم شعيب ، ولا يبطشون بالناس بطش الجبارين كقوم هود ، ولا
يذلّون لمتكبر جبار كقوم فرعون ولا يرتكبون الفواحش ويقطعون السبيل ويأتون فى
ناديهم المنكر كقوم لوط، بل لا بد أن يضموا إلى الشرك الإفساد فى الأعمال والأحكام
، ويفعلوا الظلم المدمّر للعمران، ومن ثم قالوا: الأمم تبقى مع الكفر ولا تبقى مع
الظلم والجور ..
* ويؤيد هذا ما أخرجه
الطبراني والديلمي
وابن مردويه عن جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن
تفسير هذه الآية فقال: «وأهلها ينصف بعضهم بعضا» .
تفسير المراغي ج12 ص98
* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :
والإصلاح في الكون : هو استقبال ما خلق الله سبحانه لنا في الكون
من ضروريات لننتفع بها، وقد كفانا الله ضروريات الحياة؛ وأمرنا أن نأخذ بالأسباب
لنطور بالابتكارات وسائل الترف في الحياة.
* وضروريات الحياة من طعام وماء وهواء موجودة في الكون،
والتزاوج متاح بوجود الذكر والأنثى في الكائنات المخلوقة ..
* أما ما نصنعه نحن من
تجويد لأساليب الحياة ورفاهيتها فهذا هو الإصلاح المطلوب منا.
* وسبق أن قلنا: إن المصلح هو الذي يترك الصالح على صلاحه،
أو يزيده صلاحاً يؤدي إلى ترفه وإلى راحته، وإلى الوصول إلى الغاية بأقل مجهود في
أقل وقت.
* والقرى
التي يصلح أهلها ؛ لا يهلكها الله ..
لأن الإصلاح :
1- إما أن يكون قد جاء
نتيجة اتباع منهج نزل من الله تعالى ؛ فتوازنت به حركة الإنسان مع حركة الكون ،
ولم تتعاند الحركات؛ بل تتساند وتتعاضد، ويتواجد المجتمع المنشود.
2- وإما أن هؤلاء الناس
لم يؤمنوا بمنهج سماوي، ولكنهم اهتدوا إلى أسلوب عمل يريحهم، مثل الأمم الملحدة التي اهتدت إلى
شيء ينظم حياتهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يمنع العقل البشري أن يصل إلى وضع
قانون يريح الناس.
لكن هذا العقل لا يصل
إلى هذا القانون إلا بعد أن يرهق البشر من المتاعب والمصاعب، أما المنهج السماوي
فقد شاء به الله سبحانه أن يقي الناس أنفسهم من التعب ، فلا تعضهم الأحداث .
وهكذا نجد القوانين
الوضعية وهي تعالج بعض الداءات التي يعاني منها البشر، لا تعطي عائد الكمال
الاجتماعي ، أما قوانين السماء فهي تقي البشر من البداية فلا يقعون فيما يؤلمهم .
* وهكذا
نفهم قول الحق سبحانه:
(وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هود117 .
لأنهم إما أن يكونوا
متبعين لمنهج سماوي، وإما أن يكونوا غير متبعين لمنهج سماوي، لكنهم يصلحون أنفسهم.
* إذن: فالحق سبحانه
وتعالى لا يهلك القرى لأنها كافرة ؛ بل يبقيها كافرة ما دامت تضع القوانين التي
تنظم حقوق وواجبات أفرادها؛ وإن دفعت ثمن ذلك من تعاسة وآلام.
* ولكن على المؤمن
أن يعلن لهم منهج الله ؛ فإن أقبلوا عليه ففي ذلك سعادتهم ، وإن لم يقبلوا ؛ فعلى المؤمنين أن
يكتفوا من هؤلاء الكافرين بعدم معارضة المنهج الإيماني .
* ولذلك نجد في
البلاد التي فتحها الإسلام أناساً بَقَوْا على دينهم؛ لأن الإسلام لم يدخل أي بلد لحمل الناس على أن
يكونوا مسلمين ، بل جاء الإسلام بالدليل المقنع مع القوة التي تحمي حق الإنسان في
اختيار عقيدته.
يقول الله جَلَّ علاه:
{لاَّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدين وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ
وتقسطوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} [الممتحنة: 8] .
* فإذا كانت بعض المجتمعات غير مؤمنة بالله ، ومُصْلِحة ؛ فالحق سبحانه لا
يهلكها بل يعطيهم ما يستحقونه في الحياة الدنيا؛ لأنه
سبحانه القائل:
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة نَزِدْ
لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدنيا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ
فِي الآخرة مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: 20] .
تفسير الشعراوي ج11 ص6755-6756 – مع بعض التصرف بوضع أرقام لتقسيم مناهج
الإصلاح لمزيد توضيح .
* قال الشيخ
أبو زهرة رحمه الله :
* الظلم ذكر بعض
العلماء أنه الشرك لقوله تعالى حاكيا عن لقمان: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ). وإنه ظلم بلا ريب فيه ، ويكون المعنى على
هذا: وما كان الله يهلك القرى
بشركها، وأهلها مصلحون فيما
بينهم يتعاونون ويقيم الحق في معاملاتهم ..
حتى لقد قال بعضهم إن الشرك مع إقامة العدل لا يهلك،
والإيمان مع ظلم التعامل يهلك الأمم.
* وقال بعض المفسرين: إن المراد والظاهر أنه مراد، أنه ما كان
ربك ليهلك القرى ظالما لها، وأهلها مصلحون يعدلون فيما بينهم، ولا يشركون بالله ولا يكون منهم ظلم بل نصفة وعدل ، فما
كان الله ظالما لعباده .
زهرة التفاسير ج7 ص3773
************************************
..:: الشاهد الثاني : من
كلام النبي صلى الله عليه وسلم ::..
2-
الشاهد الثاني : من كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : (تجدون الناس معادن: فخيارهم في الجاهلية
خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا ) وفي رواية (((الناس معادن كمعان الذهب والفضة، خيارهم في
الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))
* قال الشيخ الصنعاني رحمه الله في شرح الحديث :
(تجدون
الناس معادن) أي أصولاً مختلفة كاختلاف المعادن فيها
الذهب والفضة والنحاس ونحوها قال الرافعي: وجه الشبه أن اختلاف الناس في الطبائع
كاختلاف المعادن في الجواهر وأن رسوخ الاختلاف في النفوس كرسوخ عروق المعادن فيها
وأن المعادن كما أن منها ما لا تتغير صفته فكذا صفة الشرف لا تتغير ثم بين أفضلهم
حالاً وصفه بقوله: (فخيارهم في الجاهلية) أي الذين عرفوا في الجاهلية بالمروءة والوفاء والصدق وحسن الجوار والصحبة
وسخو النفس ونحوها من صفات الخير هم: (خيارهم في الإِسلام) فإنه ينضاف الكمال الإِسلامي إلى الكمالات
الأصلية فيكون خيراً إلى خير وقيد ذلك بقوله: (إذا فقهوا) بضم القاف أي صاروا فقهاء فإنه يتم لهم
الخير فإن شرف الإِسلام لا يتم إلا بالفقه في الدين .
التنوير شرح الجامع الصغير ج5 ص8
* وقال الإمام بن الجوزي رحمه الله :
وَقَوله: ((النَّاس معادن)) الْإِشَارَة إِلَى أصل الْموضع، فمعدن
الذَّهَب ينْبت الذَّهَب، ومعدن القار والنفط لَا يَجِيء مِنْهُ إِلَّا ذَلِك،
ويوضح هَذَا قَوْله: ((خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام))
الْمَعْنى أَن الأَصْل الْجيد
فِي الْجَاهِلِيَّة يزِيدهُ الْإِسْلَام جودة.
كشف المشكل من الصحيحين ج3 ص329
* ثم لو تأملنا تسلسل الآيات سنجد أنهم ذكروا ذلك لأن النفوس الصالحة هي التي ستكون لديها
قابلية لقبول الحق وسلوك الطريق المستقيم ..
* بدليل أنهم قالوا بعد ذلك : (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ) .. فهذه النفوس لما سمعت هُدى الله آمنت
به .. لقابليتها الصالحة في استقبال هذا الهدى .. وإلا فلماذا لم يؤمن يهود الإنس
وسائر يهود الجن بالدين الإسلامي .. ؟!! لأن نفوسهم غير صالحة لقبول هذا الفضل
الإلهي "الايمان بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم" ..
* وبدليل قولهم بعد
ذلك (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً) .. فالنفوس الصالحة هي التي
تتحرى عن الحقائق وتبحث عنها .. وهذه النفوس كانت محل لاستقبال الحق لأنها أرادت
البحث عنه والتحقق منه .. فيسر الله لها السبيل ووجهها لتسمع كلام الله .. ثم لما
قبلت سبيل الله .. فقد مكنها من طريق الإيمان وجعلها مؤمنة ..
*****************************************
* لأن الآخرة هي عطاء ألوهية بحت .. أي عطاء نتيجة إيمان بعقيدة الحق ..!!
..:: انتبه : الأعمال
الصالحة للكافر لا يكافأ عليها في الآخرة !! ::..
فما ذكرناه له سابقا من مكافأة الكافر على صلاحه .. من
كلام العلماء في شرح كلام الله والحديث .. فهو يتعلق بالدنيا .. أما في الآخرة .. فلا
.. لماذا ؟
يقول تعالى
:
1- (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ) الأنبياء94
2- (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً ) طه112
3- (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ
مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ
يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) النساء124
* مما سبق أن قبول صلاح الأعمال في الآخرة وفق عقيدتنا له ضابط .. هو قوله تعالى :(وهو مؤمن) .. لماذا ؟
* لأن الآخرة هي عطاء ألوهية بحت .. أي عطاء نتيجة إيمان بعقيدة الحق ..!!
* أما عن الشخص الغير مسلم الذي يعمل صالحا
.. فهو يكافأ عليه في الدنيا (كما أوضحنا من قبل) .. ولكن يُحبط عنه عمله في الآخرة لأنه لم يعمله عن إيمان وإنما
لأنه يراه أنه الصواب ..!!
* ملحوظة عن إحباط عمل الغير مسلم :
وإحباط عمل الغير مسلم ناتج على افتراض أن هذا الشخص وصلته الدعوة وتم إقامة الحجة عليه ولم يؤمن ..!!
وإحباط عمل الغير مسلم ناتج على افتراض أن هذا الشخص وصلته الدعوة وتم إقامة الحجة عليه ولم يؤمن ..!!
أما الذين لم تصلهم الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن .. فهؤلاء حسابهم في علم الله
.. فالله أعلم بأحوالهم وكيفية حسابهم .. وراجع ما ذكرناه في الجزء الأول من رسالة التحقيق عن اهل الفترة والذين يتشابهون معهم في الحكم ..
*******************************
..:: إشارة من صاحب الموضوع ::..
(الطريق المستقيم أوله كلام الله وآخره
رضوان الله)
* إشارة : الطريق المستقيم هو طريق مختصر بين
نقطتين .. فكأن الطريق المستقيم .. بدايته القرآن
ونهايته مرضاة الله وما يترتب على ذلك من نعيم .. وما بين النقطة الاولى والثانية
هو الإرتقاءات في الدرجات والرتب الإيمانية ..
والله أعلم
******************************
..:: الفصل الخامس عشر ::..
**********************************
..:: الصراط ::..
يتبع إن
شاء الله تعالى
***************************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
السلام عليكم ورحمة الله.ا.خالد مشكور علي المجهود الجميل ربنا يجعله في ميزان حسناتك.بانتظار المقال القادم ان شاء الله
ردحذفماشاء الله تبارك الله
ردحذفلااله الا الله سيدنا محمد سول الله
ماشاء الله ..
حذفجزاك الله خيرا أستاذى الجليل على ماتنفعنا به .. جعلك الله عزا للإسلام و نفعا للمسلمين آمين ..
و لقد ختمت الموضوع بإشارة رائعة .. ننتظر المزيد في الموضوع القادم ان شاء الله .
تحياتى لك
أحسن الله إليكم أستاذنا وزادكم علما وفقها
ردحذفأدهشني وأعجبني جمعكم لأقوال العلماء عن قوله تعالى ( وأهلها مصلحون ) ما هذا الإنصاف
وحقيقة سرد الأمم الهالكة كان بسبب الشرك مع وجود معاصي عظيمة بينهم ( رائعة )
والسؤال (:
في تفسير قوله تعالى ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا )
هل تكون نتيجة الاستقامة على طريق الحق هي الفتنة دائما ؟ ألم تكن كثرة الطرق وتعددها فتنة للإنسان كذلك فلما قاوم وأعانه الله واستقام على الطريق الحق يفتن أيضا ؟
نعم أعلم أن الله تعالى قال : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )
أليس الإيمان هنا يعني الإسلام أم أنه الإيمان بمعناه من التصديق والعمل
وهل هنا الإيمان يعني أن المرء قد يهتدى إلى الطريق الحق وسائر عليه وما زال يفتن ليمحص أم أني أسأت الفهم ؟
أم أن قوله تعالى لنفتهم هو من باب الاستدراك لهم كما ذكر الفريق الآخر لو استمروا واستقاموا على طريقتهم السيئة
فإن الله سيختبرهم ويعاقبهم ؟
مثل قوله تعالى ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى )
أثقلت عليك اليوم كثيرا فعذرا أستاذي
أخى الفاضل أحمد ..
حذفسأجيبك بوجه عام ، و الله المستعان :
اخى الكريم ..اذا رجعت لأول رسالة تحقيق لأستاذنا ستجد أن الله أوجد لعموم خلقه هدايات يهتدى بها الى الحق و الصواب ، و من تلك الهدايات العقل و المعرفة و القدرة على التمييز .. فإما شاكرا ، و إما كفورا .. قال تعالى :﴿ نَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ .
* من آمن منهم يفتنه الله .. قال ربنا عز وجل :﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" .. فيكون ذلك حجة له أو عليه .
* يقال أن الإيماء ليس بالإدعاء .. و للتوضيح ..
قد يقول شخصا : أنا لا أقبل الرشوة ، و لا أقبل أن يأكل أولادى من مال حرام ، و لكن عندما تعرض عليه الرشوة يقبلها ..
مثال أخر : شخص يدعى أنه متسامح ، ويقايل السيئة بالحسنة ، و نراه اذا أساء اليه أخر ؛ ثأر لنفسه بلا هوادة ..
نستخلص من ذلك أن المواقف تظهر بواطن الناس و معادنهم ..
لذلك كانت الابتلاءات و الفتن .. تظهر من هو مؤمن ، و من هو ضيعيف الايمان ، و من الذى يعرض عن الايمان ..
قال الله تبارك و تعالى : ﴿أَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا * لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ"وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾
* كما ان الفتن و الإبتلاءات تمحيص للمؤمنين .. منها يتعلم ، و بها يرتقى .. فبقدر ما سيصبر ؛ بقدر ما يرتقى و يرتفع درجات ..
لذلك يقول أستاذى الجليل خالد : من يريد أن يسلك معى الطريق فعليه أن يعلم أولا أنه سيصيبه إبتلاءات !!
و فى ذلك ؛ سئل الإمام الشافعى رحمه الله : أندعو الله بالتمكين أم بالإبتلاء ؟ فتبسم الشافعى و قال : لن تمكن قبل أن تبتلى !.
* اذن الفتنة ليست نتيجة للإيمان ، و لكنها اختبار ،و تمحيص ..
يقول تعالى : ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾
هذا و الله أعلم
تحياتى لك
تابع ..
حذفالإبتلاءات و الفتن تكون للمؤمنين تمحيصا : تأديبا لهم ، فالله اذا أحب عبدا ابتلاه ..
اما للمنافقين و غير المؤمنين : فهى عقابا ، يأخذهم الله بذنوبهم .
اما عن الاستدراج: فهى ان يترك الله عبده العاصى فى عصيانه دون تأديب ، و يعطيه ما يطلب و يتمناه ..
قالرسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ .
و لمعرفة النعم من الاستدراج .. يقول ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: تَمْيِيزُ النِّعْمَةِ مِنَ الْفِتْنَةِ: فَلْيُفَرِّقْ بَيْنَ النِّعْمَةِ الَّتِي يُرَى بِهَا الْإِحْسَانُ وَاللُّطْفُ ، وَيُعَانُ بِهَا عَلَى تَحْصِيلِ سَعَادَتِهِ الْأَبَدِيَّةِ، وَبَيْنَ النِّعْمَةِ الَّتِي يُرَى بِهَا الِاسْتِدْرَاجُ ، فَكَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالنِّعَمِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ الْجُهَّالِ عَلَيْهِ، مَغْرُورٍ بِقَضَاءِ اللَّهِ حَوَائِجَهُ وَسَتْرِهِ عَلَيْهِ!
(منقول)
تحياتى للجميع
تصحيح الاية فى التعقيب الأول
حذف﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾
اللهم إنا نسألك العفو و العافية فى الدين و الدنيا و اللآخرة
حقا الابتلاات والفتن تكون دوما من نصيب المؤمنين لعدة اسباب 1=للاختبار 2-للتخفيف يوم السؤال 3-لرفع الدرجات بما لايسطتيعه العبد من ممارسة عبادة
حذفبارك الله بك أستاذتي وشاكر لك حسن ردك وفضل علمك
حذفنعم كلام يجعل القلب مسرورا مطمئنا حقا ...اعجبني كل كلام حضرتك والذي جعلني اكثر انبهارا وجعلني اركز في كل حرف هو ان الحياه كلها والهدف منها هو حب الله ورضاه ...ولا يتحقق هذا الا ان نسلك الطريق المستقيم ...القران الكريم كلام الله جل جلال الله هو بدايه انطلاق الرحله السعيده نحو رضاء الله جل جلال الله ..ولا يتحقق الاطمنئان ولا السعاده ولا الخير ولا التوفيق في الدنيا ولا الجنه في الاخره....الا بحب الله جل جلال الله ..حب الله يتحقق بتلاوه القران وفهم حروفه وتتبيطق حدوده
ردحذفاستاذي فتح الله عليك وبارك فيك ورفع درجاتك رب السموات السبع ورب العرش العظيم في اعلي عليين
وحيا الله الجميع الاخوه الموجودين
وحشتونى اسرة المدونة ابتداء من امنا هالة انتهاء بانجى عروس المدونة حفظكم الله دوما وحفظ لنا الاستاذ خالد الجليل لايكفى ثنائ عليكم ساعدتمونى وانقذتم خلفي تلات اسر من مرض شيطانى لعين لله الحمد تم الشفا للجميع
ردحذفحبيبتى أسماء ..
حذفنورتى المدونة بوجودك ، و أسعدتينى بتعليقاتك
حفظك الله أنت و أسرتك ،و أهلك و المسلمين .. امين
ويارب عودة بلا غياب
تحياتى لك
بارك الله فيكِ يا أسماء دائماً ما تكرميني بكلامك الجميل.. و ربنا يسعدك و يحفظك إنتِ و أهلك و جميع أهل المدونة الكرام.
حذفاهلا يا اسماء ..لا حرمنا الله وجودك ودعاءك الجميل لنا .🌹🌹🌹
حذفاهلا هبة الجاويش عفوا لم اذكرك وانت سابقة بالخير رزقكم ربى الظفر والنصر على اعداء دينه واعداء انبياءه واوليائه وتوحيده ربنا ادم عليهم نعمة خلوص الايمان
حذفآمين ولك مثله اضعافا مضاعفه من فضل الله الكريم .. حبيبتي
حذفالمقال جميل جدا وقرائته ممتعه كل سطر يقودك للذي يليه دون ملل حتى اني ارغب احيانا ان لا ينتهي ^_^ لذلك احبك في الله وجميع اهل المدونه زادكم الله علما ونورا وجعلكم من المقربين..آميين
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
أصل سيدنا النبي ملوش زي (٧٦) :
ردحذفالإنسان ليس مسئولا عن دِين غيره ، بِقَدر ما هو مسئولٌ عن القيام بإصلاح نفسِهَ ، ولذلك عليه أنْ لا يَشُكَّ في مَن أمَامَه ، بل يتعلم ويتربَّي على أنْ يُحسِن الظن بمَن حَوْله ، فليس لنا مِن الناس إلا ما تقوله ألسنتُهم ، ولا شأنَ لنا بما تحويه قلوبُهم ... انظر كيف علَّمَنا حبيبنا ذلك ، لننجو بفضل توجيهه من الوقوع في المهالك ، ألمْ يغضب غضبًا شديدًا وقال لحبيبه أسامة بن زيد حين قتل رجلا من الكفار في معركة بعد أن نطق الرجل بالشهادة : " أَقَالَ : لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ ؟ " قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفاً مِنَ السِّلاحِ ، قال : " أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لا؟ " .
د . مجدي عاشور
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا ا.خالد .
ردحذفجميل شرحك في لفظة " مصلحون "
اذن الطريق هو التمكين من الإيمان والعمل مع الإيمان.
أيضا اشارتك ان الامم التي ينتشر فيها العدل والصلاح يبقيها الله رغم كفرهم. .. سبحان الله ..كأن الله يمتعهم بما اصلحوه واقاموه من شؤون دنياهم حتى لا يسألوا عن حظ اخر لهم في الآخرة، فالله الجليل العدل مكنهم بعلمهم واصلاحهم من التمتع بما سعوا إليه في دنياهم ..حتى لا يسألوا عن جزاء اخر لهم يوم القيامه .
سيحان الله وبحمده ،سبحان الله العظيم .
حمد لله على سلامتك هبة الغالية .. آدام الله عليك نعمة الصحة والعافية .. اللهم آمين
حذفالسعاده الحقيقيه
تعالوا اقول لكم ايه هى السعاده الحقيقيه؟؟؟
اولا الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها من نعمه
احبتى فى الله تدرون ماهى السعادة الحقيقيه
هى الرضا هى القناعه هى اكثر من ذلك هى القرب من الله والله يا اخوتى مهما سكنا القصور وركبنا الغالى من المطايا والجسور ولبسنا افخم الملابس وتعطرنا بافخم العطور وتجولنا فى سائر المدن فلن نجد متعه ابدا الا فى القرب من ملك الملوك فعندما نتقرب اليه نجد انفسنا فى راحه عجيبه لاننساها ابدا فعندما نلبس الجديد وناكل اللذيذ فهذا فى وقته اما لذة الطاعه لاتنسوها ابدا ولا يصدق ذلك الا من ذاق حلاوة الطاعه لله
اخواتى ايضا السعاده فى القناعه اما قرأتوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول ازهد فيما فى ايدى الناس يحبك الناس
وعندما سئل سيدنا على عن التقوى فقال انها هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل
والاستعداد ليوم الرحيل
اذا القناعه تدل على تقوى الله والزهد ففيها سعاده للنفس وتربيه لها على الصبر والعفه
السعاده ايضا فى صفاء الضمير من الغل والاحقاد وان نتمنى الخير لكل الناس ولاتنسى قوله تعالى (الا من اتى الله بقلب سليم)
وان تحب لاخيك كما تحب لنفسك
اخوتى مفاتيح السعاده كثيره والعاقل من يسعد نفسه والشقى من يشقيها
ولاتنسوا ان السعادة الحقيقيه هى القرب من خالقنا وبارئنا فلا خاب وخسر من لجىء اليه
منقول
الله يسلمك زهراء غاليتي 💓
حذفوصال سبب الإتصال
ردحذفهذه قصة فتاة جميلة جدا اسمها وصال أراد أحد الشباب القرب منها بالحرام...
فقالت له: أسمح لك بالقرب مني ولكن بشرط أن تصلي الفجر جماعة في المسجد لمدة 40 يوما
فقال الشاب: هذا سهل وفعلا بدأ الشاب بصلاة الفجر أربعين لم يتخلف عن ...الجماعة يوما واحدا فلما انتهت الأيام جاءت وصال لتنفذ ماوعدت به الشاب
ولما خرج الشاب من صلاة الفجر قالت له الفتاة انتهت الأربعين يوما وأنا مستعدة لأنفذ ماوعدتك به
فقال: يا وصال لقد كنت سببا في الاتصال.. فلا تكوني سببا في الإنفصال ...
عندما يتعلق الإنسان بحب الله يسقط من عينه كل حب سواه ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأيها الاحبه و بارك الله فيكم و زادكم من علمه الأخ خالد على الشرح المفصل و الوافي و هذا التبيان الجميل يحفظك و يجعلك ذخرا للامه
و السلام
أصل سيدنا النبي ملوش زي (٧٧) :
ردحذففَرق كبيرٌ بين أنْ يفرض الإنسانُ رأيَهُ على الناس ، وبين أنْ يمتلك قلوبَ الناس ، فغرض الرأي يكون بالقوة وهي تزول مع أول صحوة منهم ، وامتلاك القلوب يكون بالأخلاق وهي تبقى دائما معهم .... أرأيت كيف زال ملك قريش وأبي سفيان ، وأسلمت القلوب وشَهِدت لأكمل إنسان ؟! فقد سأل هرقل مَلِك الروم أبا سفيان عندما كان مشركا عن صفات نبينا ، فلما أخبره بحُسْن أخلاقه أعلنها هرقل صراحة كيف أن القلوب كلها ستخضع لحبيبنا .. قال له : " فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدميّ هاتين . وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشّمتُ - أي حاولت ولو بمشقة - لقاءه، ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قدمه ( أي : لجلست عند قدميه ) " .
د . مجدي عاشور
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله صحبه أجمعين
مدرسة القدر - الجزء الثاني -
ردحذفنستكمل الرحله بعون الله بعدما يسَّر أمر السكن, فتوجهنا إلى الشقة التي سأسكن فيها بوسط إمارة الشارقة, ولم أكن أتخيل أنني سأشهد بنفسي مشهداً كلاسيكياً من مشاهد السينما المصرية لحظة دخول السكن في الغربه, حيث تراكمت الأحذيه خارج بابها كتراكمها أمام مسجد من المساجد الكبيرة عندنا, مما ينُم عن الجموع الغفيره التي تقطنها (هههه). عندها بدأت لحظات السعاده في الإختفاء خاصة عندما تأكدت من إزدحام السكن بأناس من شتى الجنسيات , والتى إمتلئت جنباتها بأحلامهم المتكسرة على صخرات القدر, أو بمجاهدات بعضهم وطموحاتهم لتحقيقها...
رغم كل ذلك كان هناك إحساس داخلي أن الله لن يخذلني وأنه لابد من وجود الصعوبة في بداية أي أمر وأن لطف الله موجود, وأن الليل لابد له من نهار... وقد استفدت في هذه الفترة من تجربتي في التجنيد قبل سفري , وفي هذه اللحظات فهمت الحكمة الربانية من دخولي الجيش ومن تعرضي لحياة خشنه فيه, فمن المؤسف أننا رغم معرفتنا ويقيننا بوجود حكمة في أحداثنا الماضية, فإننا لا نثق بوجود الحكمة في حاضرنا, فكل الصعوبات التي تقابلنا في حاضرنا هي إعداد لابد منه لمستقبلنا ...
فقد كان ولابد من الإعداد النفسي والبدني قبل السفر لتحمل المعيشة في ظروف قد تبدوا صعبه في نظر الكثيرين , وهذا كان هو الدرس التالي وهو قوله صلى الله عليه وسلم وإن كان في الحديث ضعف "اخشوشنوا وتمعددوا، فإن النعم لا تدوم", فالدنيا من طباعها التقلب بأهلها , اليوم مقبله وغداً مدبره, والكيس الفطن من لا يلتفت لحركتها فلا تسره إذا أقبلت ولا تحزنه إذا أدبرت, فيعيش سليم النفس منشرح الصدر... وحتى يتعود الإنسان على تحمل ضربات القدر تلك, فلابد أن يكون مجاهداً لشهواته مترقباً لنزواته... فالحزن مربوط بالتعلق , فمن اراد الا يحزن أبداً فلا يُعلق قلبه بشئ أبدا. فهذا الخليل تعلق بإبنه فأمره الله ان يذبحه برهاناً على مقام الخلة , فلا يصح أن تدَّعي محبته ثم تقدم رغباتك أو زوجتك أو أولادك عليه... وهذا نبي الله موسى عندما قال هي عصاي أتوكأ عليها, قيل له ألقها يا موسى في رمزية بديعه لتحقيق كمال التوكل على الله سبحانه وتعالى, فلا يليق أن تتكئ على غيره وأنت في حضرته سبحانه.
وكما ذكرنا من قبل أن اللطف دائماً ما يحيط بالمحنه, ولكن السعي مطلوب, فالسعي هو من جملة القدَر الإلهي, فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل... فبحثت عن بعض أصدقاء الجامعة جزاهم الله خيرا لأسألهم هل عندهم مكان للعمل في شركاتهم؟ لكن معظمهم كانوا مسافرين جدد ولم يكن ذلك متاحاً, ففوضت الأمر إلى الله, ولكن إتفقنا أن نتقابل لنسلم على بعضنا ولنسترجع الذكريات ودائماً الغريب أعمى ولو كان بصيراً... وعزمت في نفس الوقت على مراسلة بعض الإعلانات في الجرائد, فهاتفتني شركة مقاولات من دبي لتحدد لي مقابله بعد يومين أو ثلاثة ...
يتبع ,,,,
اجتمعت مع أصدقائي وفي صحبة عدد آخر من الأشخاص المحترمين الذين تعرفت عليهم, وعندما علم أحد هؤلاء الأشخاص المحترمين أنني أبحث عن عمل قال أنه يعرف أحد اصدقاؤه يملك مكتباً إستشارياً في الشارقة فاتصل به فرد عليه وقال أنه يحتاج لمهندس معماري بسرعة وأنني يمكنني البدء في العمل على الفور... بدأت أشعر بالفرحة والسعاده , فهاهي تباشير الأمل قد بدأت والله سبحانه قد حقق لي ما أريد , فوجود العمل يعني أنني سأقدر على الإنتقال لمكان افضل والحياة بشكل أحسن... ولكن يا له من مسكين هذا الذي يقدِّر الأمور بناءاً على مايراه أمامه من أحداث, وينسى أن تفكيره قاصر وأنه ينظر للأمور بعلمه المحدود وبصيرته المحدوده , فيعتقد أنه حاذق ماهر يفهم مجريات الأمور وأنه قادر على تدبير أموره , ولايعلم المسكين أنه كحاطب بليل, لا يرى شيئاً فيمسك الثعبان ويفرح ظنا منه أنه قد جمع الحطب...
ردحذفوهذا درس آخر تعلمته ولكن بمراره وهو " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" ... فياليتنا لا نتعالى ونتعدى قدْرنا, فكل القلق والهم الذي نعيشه يأتي من هذه الجهة , فنحن نحزن من فوات أو حصول الشر (الذي نظنه خير) ... وذلك لعدم إتخاذ الله مولى لنا , فالله ولي المؤمنين وهو يدبر أمورهم , ولكن أكثر الناس يرفضون أو يغفلون عن هذه الولايه , فيفوتهم الخير ويصيبهم الشر, وهم تائهون محجوبون بالأسباب الظاهره , فيجاهدون المرض ويجاهدون الفقر و ينسون التضرع لمن قدَّر المرض , وينسون الإنابة للرزاق المقدر سبحانه. فيكونون كالسوائم يسرحون من أجل العلف... غاية همهم الخروج لفسحه , أو التغزل في طعم أكلَه, ثم يشكون من فقدان السعاده. مساكين لا يعلمون أن السعاده نور من رضوان الله سبحانه يقذفه الله في قلب من يشاء من العباد , فتجده بارداً من ناحية الدنيا لا تثيره ملذاتها ولا ترعبه صولاتها.
كان ثمن الدرس غالياً ولمده عام كامل , فقد ذهبت للمقابله في شركة المقاولات وكذلك للمقابله في المكتب الإستشاري في دبي والذي عرفت أنني سأعمل في مكتبهم في الشارقة... وكم هي صعبة لحظات إتخاذ القرارات المصيريه التي تحدد الكثير في مستقبلنا, خاصة عندما لا نعلم ماذا سيحدث مستقبلاً... عندها هرعت إلى تلك الإستخارة الصورية التي يفعلها أغلبنا , كزر خفي أو عمل سحري لجلب الخير والسعاده... تباً لتلك النظرة الطفوليه للأمور التى تعتقد ان هناك راحة ونعيم كامل في الدنيا ... فلو كان الأمر كذلك فلماذا تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للأذى وهو من علمنا الإستخاره؟؟؟. فركعت تلكم الركعات ودعوت تلكم الدعوات , ولكن من دون يقين ومن دون تفويض وهو أمر عرفته أيضاً بعد سنوات , فالإستخارة النبوية شئ آخر يحتاج لصدق وعمل مع الله , وليس مجرد كلام أجوف من قلب غافل ... ثم قلت لنفسي سأختار مكتب الشارقة لعدة أمور أهمها أنه قريب من مكان السكن وأيضاً والأهم أن صديقنا الجديد هو صديق شخصي لصاحب المكتب, وهذا سينفعني مستقبلاً, وتناسيت الدرس السابق للأسف, وهو إعتماد القلب على غير الله سبحانه...
حسناً الأمور الآن تسير بشكل جيد , فهانا ذا قد تركت السكن المزدحم واستأجرت شقة صغيرة مع أحد أصدقائي من ايام الجامعة في إمارة عجمان. ولكن دائماً إذا نُسِىَ الدرس فلابد من إعادة الغرس, فكما قلت الدنيا لا تستقر على حال , إذا إنصلح حال السكن , فسد حال العمل , وإن صلحا معاً فسد أمر الزوج أو الزوجه , وإن صلحا جميعا , فسد أمر الأهل, وهكذا فدائماً نعيمها منغَّص... فقد كان مكتباً كئيباً لدرجه لا تطاق على عكس ما توقعت, وبه مديرا أصلحه الله وهداه, يعيش بفكر العصور الوسطى ... وسرعان ما إختلف صديقي مع صاحب المكتب ودب الشقاق بينهما على خلاف بينهما في العمل, ففقدت الظهير الذي قد يحميني من مدير الفرع, بل وصرت محسوباً على صديقي هذا الذي إنتقل لمعسكر الأعداء. كانت فترة عصيبة لدرجة أنني عندما تركتهم بعد عام كامل جمعت ملابسي التي كنت ألبسها والقيتها في صندوق المهملات حتى لا اتذكر تلك الأحداث...
يتبع,,,
من المضحك المبكي فعلا أن يتكرر الدرس للإنسان أكثر من مرة وتتعدد الطريقة عسى أن يفهم أو ينتبه, ولكن لا خير مهما تعددت الرسائل طالما القلب محجوب , فالنور موجود ولكن القلب مقفول... والعجيب فعلاً اننا لا ننتبه للحكمه من الإبتلاء إلا بعد أن نعبر تلك المرحله, وقد يأخذ الأمر سنوات حتى نستوعب تلك الحكم الجليله, فقد كانت هذه الفترة لي بمثابة عزله عن الناس فلم يكن عندي معارف أو أصدقاء سوي أفراد قليلين , ولا يوجد بالعمل من أتحدث معه ومكتبي أصلا لم يكن فيه عرب غيري... ثم إن السكن في إمارة والعمل في إمارة أخرى , والعمل على فترتين بينهما اربع ساعات , ولا أستطيع العودة للمنزل فيه. ولم يكن عندي سيارة فلم أستطع الإلتقاء بأحد إلا قليلا... فكنت أقضي هذه الساعات في مسجد مجاور ... شاهدت في هذه الساعات أنواع من الناس الذين لا ننتبه لهم في أحوالنا العاديه, غايه في البساطه والتوكل وغاية في الإجتهاد والسعي على الرزق من عُمَّال و بسطاء ...
ردحذفوصحيح فعلا عندما يغض الإنسان النظر عن الدنيا وعن كثرة الإختلاط بالناس فيتنور باطنه وتنطلق ملكاته الفكريه في عوالم أخرى تقربه من معرفة حقيقته ومصيره, ولطف الله دائما محيط بنا, فإذا أغلق باب فلابد أن يفتح باب آخر... ففي هذه السنه لا أدري حُبب إلى قراءة القرآن وسماعه بشكل لا أستطيع وصفه . فبدأت في حفظ بعض سور القرآن الكريم والمداومه على القراءة والسماع بشكل متواصل سواء قائما او قاعدا أو في الشارع, حتى اثناء النوم فكنت أنام وأنا أضع السماعات في أذني لأسبح في هذا البحر الهائج من الأنوار الإلهيه, وقد رُزقت حب صوت الشيخ المنشاوي رحمه الله , فهو صديقي الصدوق ... وكنت أحب سماع سورة يوسف وخاصة آية الدرس التالي " إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"... فالنبي يحزن ويصيبه الآذى ولكنه لا يفزع ولا يشكو إلا لله سبحانه, والشكوى لله تختلف عن الشكوى للناس , الشكوى للناس تَسَخُّط على قدر الله , والشكوى لله تعريض بالحال طمعاً في حصول النوال... وقد كان لهذا الإنعزال البسيط والسماع للقرآن أثر كبير في نفسي فأصبحت هادئ النفس بعكس ما قبل, وتعودت على الا أستاء من الوحده أو عدم وجود أصدقاء حولي, نعم أحب الناس ولي أصدقاء كثيرون والحمد لله, ولكن إن كنت بمفردي فلا أحزن أو أشعر بالفقد والحمد لله, فللقرآن تأثير روحاني على الإنسان ولكن لا يشعر به إلا من يدوام على تلاوته أو سماعه, ومن ذاق عرف ... وقد كان هذا من فضل الله علي وبمثابة إعداد لمواجهة نوع آخر وإختبار جديد يتعرض له كثير منا, وهو فتنة النساء (هههه) سيكون له فصل عظيم وبه فوائد كثيره بإذن الله ...
رغم صعوبة الأحداث فقد انتهت تلك السنه بخير والحمد لله وقد تعلمت فيها الكثير واستفدت فيها أكثر سواء من الأحداث الحسنة أو السيئه, فرغم سوء حال العمل, تمكنت من استخراج رخصة قياده, واكتسبت خبرة البلد وخبرة العمل فيه, وتحسنت أحوالي الماديه عما قبل , وعندها قررت البحث عن عمل آخر في مكان آخر, أريد بلد الفرص , أريد مكان أكثر رفاهيه, أريد مكان يتحدث عنه كل الناس والأصدقاء , إذن لأبحث في دبي فهي بلد الاحلام حسب إعتقادي وانبهاري ذلك الوقت ... وبالفعل يسر الله العمل في مكتب استشاري يعمل فيه صديق وبالفعل دبرت أمر سكن جديد في دبي, فاستأجرت شقة هناك ,وبدأت الأمور تسير بشكل جيد , فالعمل جيد والسكن جيد.
حتى هنا أرى انكم تتشوقون لمعرفة المزيد , وهذا ما سنذكرة في الفصل القادم بإذن الله.
أترككم في امان الله ومع نصيحة اليوم "كن في ما عند الله أوثق مما في يدك"
تحياتي وعذراً للإطاله
نعم اخي الفاضل محمود ؛ وأضف على نصيحتك زادك الله من فضله ؛ ما جاء في الحكم العطائية :
حذفسوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار !!
و : ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ، ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك !!
اللهم عرفنا بك عليك وعلمنا منك وفهمنا عنك لا حول ولا قوة الا بك
وفي انتظار بقية المشوار ....
فعلا تتكرر المحن ليثبت الدرس وليتنا نعي هذا ..بل نظل نتخبط ونتساءل لماذا يعاقبنا الله ..لماذا نتخبط ولا نوفق. ..!!
حذفتذكرت ايام كنت في الثانوية العامه ، كنت قد قررت دخول قسم علمي لم يدخله احد سواي .. لظني حينها انه يستحيل ان اذاكر مادة الأحياء. ..!!
اخترت مااريد دراسته من مواد حسب ما تقرر حينها من اقسام ونظام في الثانويه العامه .. وصدمت ان المدرسة رفضته لانه لا احد فيه الا انا...!!
بكيت كثيرا وانهرت تماما وكأن الدنيا اظلمت ولم يبق فيها الا هذا القسم ..ههه !!
افقت على مقوله لامي - غفر الله لها ورحمها وبارك في عمرها - قالت لي ما معناه :" ايه الدنيا اتهدت مثلا ولا فيه ايه ..خلاص ربنا رايد كدا هتعيطي على ايه ..عياطك هيخليهم يفتحوا لك فصل مثلا .."
وكي اهرب من الاحياء قررت تجربة قسم الأدبي الذي لم اطيق المكوث فيه اكثر من يومين ..!! فقررت دخول العلمي واختيار الاحياء التي كانت من امتع المواد التي حصلت فيها على مجموع ممتاز مقارنة بمواد اخرى كنت اظنها اشد سهوله ..سبحان الله .. محطات حياتنا التي نمر بها واقدار الله التي يقدرها ويختارها لنا هي حقا خير نتعلم منها دروس كثيرة أهمها تفويض الامر لله والرضا بما قضاه وحسن الظن به سبحانه وحسن التوكل عليه جل في علاه.
بالتأكيد اسلوبي اقل مهارة من اسلوبك اخي محمود ولكن حقا لامس قلبي ماتكتبه من دروس في مدرسة القدر .
تحياتي لك وانتظر القادم ان شاء الله.
أخي الكريم أ. خالد أشكرك على هذه السلسله التي أوضحت لنا الكثير من معالم الطريق , واهمها إتباع سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم. فجزاك الله عنا خير الجزاء
ردحذفعندي سؤالين وأرجو التكرم بتوضيح حولهما إن تيسر ذلك.
الأول: حول موضوع تعارض الكشف مع الحديث النبوي (خاصة أحاديث العقائد), بمعنى أن الحديث النبوي فيه صحيح وضعيف , فقد يضعف العلماء حديثاً حسب القواعد الحديثية, وقد يثبت عند البعض كشفاً أن الحديث صحيح... أو أن حديثاً صحيحاً حسب القواعد الحديثيه ولكنه لم يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم.
فأيهما الذي يعمل به؟؟؟
وقد قرأت لابن عربي رحمة الله عليه أنه قال ما معناه , أن من ثبت عنده بالكشف صحة حديث ضعفه العلماء, أوتضعيف حديث صححه العلماء , فليأخذ به ولا ينكر على العلماء الذين يضعفون , ويعاملهم على أنهم اجتهدوا وأخطأوا.
خاصة وأن الكثير من العلماء لا يستبعد إحتمالية أن يكون بعض الأحاديث الضعيفة صحيحه... فهل هذا الكلام صحيح ؟
السؤال الثاني: وهو خاص بصديق
بخصوص ما وصلنا من السنة النبوية المطهرة, فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قد جمعها العلماء وصنفوها, ولكن هذه المجلدات بالطبع لم تحوي كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم, خاصة أن هناك مصنفات قد فقدت أو أحاديث لم يتم نقلها... وقد يكون من هذه الأحاديث ما يغير حكمنا على كثيرمن الأشياء سواء بالجواز أو المنع. فما هو توجيهكم أثابكم الله.
تحياتي
أخ الفاضل الحبيب .. محمود بدر ..
حذف1- الكشف لا يُعتمد حُكما إلا بشاهد عدل .. (الكتاب أو السنة) .. بخلاف ذلك .. فلا .. وعلى هذا كل أئمة التصوف بلا استثناء .. أقصد العلماء منهم .. مثل الشاذلي والقادري رضوان الله عليهما ..
ولا يصح الكلام عن كشف إلا مع الذين على نفس الشاكلة .. فقط ..!! وإلا فكيف تصف الطريق لأعمى ؟!! فما بالك لو كان أعْمَه ؟!!
* فضلا عن أن الأمور الكشفية .. لا تزيد عن كونها اجتهادات روحية لا علاقة لها بالدين ..!!
فمثلا : كان يناقشوني البعض في مسائل مثل : الخضر حيا ، ويوجد الأقطاب والأبدال ووووو ، والكون تم خلقه من نور النبي ؟!!
فكنت أقول لهم :
وما علاقة هذا في الطريق إلى الله ؟!! وماذا يزيدني في علاقتي بربي ؟
وسواء كان الخضر حيا أم ميتا .. أو يوجد أقطاب وأبدال ونجباء وأوتاد وغير ذلك من جند الله ما لا نعرفه .. فماذا سيفعلون لي إن كنت عاصيا وغافلا عن مولاي ؟
وإذا تعلق قلبي بمولاي .. وصدقت في التوجه إليه .. فالكون كله سينفعل بالدعاء لي بامر من الله لهم .. مهما كانوا هؤلاء الصالحين ..
ولكن أن يقول لي شخص : هناك كذا وكذا .. فسأقول له : وهناك ملائكة لله ..
وفي النهاية ماذا سيفعلون كل هؤلاء الصالحون ؟!! إن كنت غافلا عن مولاي .. وكيف ينفعل الكون معك وأنت غافلا عن مولاك ..!!
فلا أنكر وجود أرواح لطيفة وشريفة .. مهما كان مسماها .. ولكن أنكر ان يتم الترويج لذلك .. لأن هذا فيه إلتفات لغير الله .. وسقوط في الطريق إلى الله .. !!
وكيف يصل ملتفت لغير مولاه ..!!
أما ما يذكروه من كون السلسلة الشريفة تجعل منك الرجل الخارق والولي الناجح وما شابه .. فهذا هراء ومخالف للنص .. والنص يشهد عليهم وليس لهم .. وهذا سيكون رده في سلسلة الطريق إلى الله .. إن شاء الله تعالى ..
* أما عن نورانية النبي .. فالمنكر هو أصلا شخص جاهل ومش فاهم إيه المقصود بنورانية النبي عند الصوفية في كشفهم .. !! فهو يعتقد أن صوفية الكشف تقول أن النبي جسد نوراني والله يخلق منه كل الأشياء ..!! (وهذا إن دل فإنما يدل على فساد عقل قائله .. والمدرسة التي تلقى عنها علمه) ..!!
فلم يقل أحد أبدا من أهل الكشف بذلك .. إلا لو كان مختل عقليا بالتأكيد .. وبالتالي لن يكون من أهل الكشف أصلا ..!!
* وفي كل الأحوال : طالما هذه المسألة .. موضع حيرة ولخبطة .. يبقى نتكلم أحسن وأفضل عن كون النبي نور هداية للبشرية .. وفي هذا يستقيم كل العقول والقلوب في التلقي عن الله .. وكلما ارتقى العبد في علاقته بربه .. وتتفتح مسامع قلبه وعين قلبه .. فسيدرك أمورا أخرى زائدة على ما كان يعرفه من قبل ..!!
مش كده ولا إيه ؟!!
يبقى الوقوف مع ظاهر العقل والقلب أمر طيب يجتمع عليه عموم الخلق .. وحضرة النبي كما رُوي عنه (أُمرت ان أُخاطب الناس على قدر عقولهم) أو كما قال ..
* اسف اطلت عليك .. ولكن أحببت أوضح لك بأمثلة ..
2- بالنسبة لسؤالك الثاني :
لو كان مراد الحق أن يظهر لنا ما خفي عنا .. لكان أظهره .. فطالما أخفاه .. فهو لحكمة .. وليس لنا إلا البحث فيما هو متاح لنا وليس فيما هو غائب عنا ؟!!
مع ملاحظة .. انه لا يوجد شيء غائب عنا أبدا .. ولكن هل هناك قلوب استوعبت ما هو متاح حتى تطلب ما هو غير متاح ؟!!
وبلسان الشريعة : الرسالة مكتملة .. فلا يوجد شيء خفي ولم يصلنا .. وإلا كان اتهام لنص القرآن .. !!
وبلسان الحقيقة ( واعلموا أن فيكم رسول الله ) ؟!! فكيف يخفى عليك من أمر رسول الله شيئا إن كنت متبعا له ؟!..
ولا يخفى عليك أن الإتباع درجات ومقامات .. فالصحابة كانوا كثيرون .. ولكنهم طبقات ودرجات وليسوا على قدر واحد .. والجميع شاهد النبي .. ولكن من منهم علم أنه فيهم رسول الله وأدرك ذلك ؟!!
ولماذا قال النبي للصحابي في الحديث الذي آخره ( آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنيك الذي أرسلت ) .. ولما طلب النبي منه اعادة الدعاء فأخطأ الصحابي وقال (وبرسولك الذي أرسلت) .. فصحح له النبي وقال له : لا .. وبنبيك الذي أرسلت ..!!
فما الفرق ؟!! ولماذا اهتم النبي بلفظ النبي دون الرسول ..!!
* حبيبي يا رسول الله .. صلى الله عليك وسلم يا كامل النور ظاهرا وباطنا .. وعلى آلك وأصحابك كذلك .. وعلينا معهم كذلك .. آمين .
فافهم يا محمود .. وأبصر ..
وكلما اغلق عليك أمر .. فاسأل واسأل واسأل .. حتى ترضى .. ويطمئن قلبك حتى لا تلتفت للسؤال بعد ذلك ..
تحياتي لك
بارك الله فيك الأخ الفاضل / محمود بدر
حذفاستوقفتني عدة نقاط فى كلامك لكن للأسف هذا حالنا جميعاً لا ندرك الحكمة في كثير من الأحداث إلا بعد وقت
نسأل الله الرشد والتوفيق لأمور الدنيا والأخرة
ــــــ
استاذ خالد
أليس من الوارد أن يكون الكشف أى كان نوعه فتنة ؟
يعني مثلاً بلعم بن باعوراء أتاه الله الأسم الأعظم وهذا من أعلى انواع الكشف ومع ذلك وقع فى الفتنة !!!
ورغم ذلك أرى كثيرين يظنون ان الكشف مزية وانه علامة على صحة الطريق ولا يدركون أنه قد تكون عين الفتنة
فهل هو دائماً محل للأختبار ولاا على حسب نوع الكشف ؟
ربما ظني ان الكشف العقلي او القلبي أو غيرهم فى مأمن بعض الشئ عن الكشف البصري او السمعي ؟
أختنا الفاضلة نجوى ..
حذفالعطاءات كلها فتنة أيا ما كانت .. حتى لو كان مجرد النَّفَس .. !!
فكل النعم بداية من الإيجاد مرورا بالإمداد .. فهي فتنة ..
فما بالك لو كان كشفا ..!!
ولكن انتبهي : فلكل مقام رجاله .. (هم درجات عند الله) .. ورجال الله لا يطلبون كشفا ولاغيره .. وإنما الكشف هو الذي يطلبهم .. ولا يرتكنون إليه !!
أما عن بلعام بن باعوراء فلم يكن كشفا .. لأنه لو كان لديه كشفا صادقا ما كان دعا على موسى ..!!
فهو مجرد عالم كان مجاب الدعاء .. وتم فتنته ..
وهذا هو الفرق بين العالم والعارف ..!! (البصيرة على قدم نبي) .. وليس من اجتهاد نفس ..!!
* ولا علامة للكشف بصحة الطريق .. وإلا كان إبليس من أعبد الخلق ..!! حيث أنه لايزال الكشف مفتوح عنده حتى الآن ..!!
بدليل رؤيته للملائكة في معركة بدر الكبرى .. وغير ذلك ..
* كما أخبرتك .. أي عطاء لله فهو فتنة للإنسان ليشكر أم ليكفر .. سواء كان كشف أو بصر أو بصيرة أو شربة ماء ..!!
* لا يأمن مكر الله إلا القوم الغافلون عن حدود (إياك نعبد وإياك نستعين) ..
تحياتي لك
زادنا الله واياك علما ونورا يا اخ محمود
حذفواشكرك على الاسئلة التي اتاحت لنا التطيب بكلام الأستاذ خالد ..
فجزاك الله خيرا استاذنا الفاضل على ما اكرمتنا به من ردود طيبة شافية ومؤثرة .. فقد لمست فيها محبة وحرص الوالد على ولده .. بارك الله فيك وحواليك ..
وبالنسبة لتصحيح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابي قوله : وبنبيك الذي أرسلت ..
فهو والله أعلم .. تأكيدا منه عليه الصلاة والسلام على حسن الاتباع ؛ حتى باللفظ فلا يستبدل كلمة بأخرى ولا حرفا بغيره ؛ وهذا من صدق الاتباع ومحبة المتبوع .. حتى ان البعض يستخدم كلمتي ( وبنبيك الذي ارسلت ) كرمز للتصحيح والتدقيق في النقل ) .. فينبه القاريء او الناقل انه أخطأ بتلك الكلمتين ..
ألا وان الدقة في الاتباع تكون في الفعل حتى و لو كان ضحكا .. كما فعل سيدنا علي رضي الله عنه ذات مرة .. بعد ان ركب دابة وسبح وذكر دعاء الركوب .. ثم ضحك .. سألوه عن ذلك قال : رأيت رسول الله صنع كما صنعت ..
فصحة الاتباع له روحانياته .. وبقدر الصدق والمحبة تتجلى انواره ..
عدا عن كون الاختلاف المعروف في معاني اللفظين : نبي و رسول .. فليس كل رسول نبي .. وقد فرق القرآن الكريم بينهما : " رسول الله وخاتم النبيين " .. فكل لفظ له موقعه ودلالته التي لا شك فيها .. فلا يتقدم حرف ولا لفظ الا وفيه مغزى و اعجاز ..
وربما ميزة الختم في نبينا صلى الله عليه وسلم .. هي من اعظم الفروق ..
هذا .. والله اعلم
كتبت على قدر علمي ومنتهى فهمي
ومتشوقة جدا لاعرف منك المزيد من الإشارات والتذوق .. زادك الله نورا على نور
أختي الكريمة نجوى
حذفأشكرك على مداخلتك اللطيفة .. لقد أفادني جدا رد الأستاذ خالد عليها .. أعطاني طاقة " يقظة " و قوة نظر هههه .. وخاصة عندما قال : اي عطاء لله هو فتنة للانسان ليشكر او يكفر .. !!
وفعلا .. فكل شيء بين ايدينا او حال نكون عليه ؛ فهو كفيل بأن [ يجذبنا الى النور او يسلب منا النور ] .. والفيصل في ذلك هو (( اليقظة )) التي يجب ان نكون عليها ..
وتذكرت كلاما لسيدنا أبو العباس المرسي رضي الله عنه .. وأحب دائما ان أؤدب نفسي به .. وهو :
أوقات العبد أربعة لا خامس لها :
النعمة
والبلية
والطاعة
والمعصية
ولله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية .
فمن كان وقته الطاعة فسبيله : شهود المنة من الله عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها
ومن كان وقته للمعصية : فمقتضى الحق منه وجود الاستغفار والندم
ومن كان وقته النعمة : فسبيله الشكر وهو فرح القلب بالله
ومن كان وقته البلية : فسبيله الرضا بالقضاء و الصبر .
وفي الحديث : " من أعطي فشكر و ابتلي فصبر و ظلم فغفر و ظلم فاستغفر أولئك لهم الأمن و هم مهتدون "
جعلنا الله واياكم من المهتدين الآمنين
أستاذنا الحبيب
حذفاحسن الله إليك وجزاك خيرا على ما أمتعتنا به من تفصيل, ولا داعي للأسف على الإطالة , بل نحن نود أن تطيل دائما وتبين لنا معالم الطريق.
سأعيد ما فهمته من الموضوع حتى أتثبت منه وارجوا التصحيح
هناك كشف معرفي كواردات إلهيه (فهم في النص) وهذا هو أرقى أنواع الكشف لأنه يزيدنا محبة ويقوي العزيمه على الإتباع, وهذا الكشف لنا أن نطلبه لانه هو مطلوب الله ,إتباعاً لأمر الله "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا "... وهذا الفهم في بعض من الأحيان قد يكون غير مذكورسابقاً في التفاسير والشروح كما تعلمُنا مما أفاض الله عليك... وهذه الفهوم الكشفيه تختلف من عصر لأخر وحسب الصفاء النفسي للإنسان وهذا ناتج عن حكمة النص القرآني والنبوي.
فالنص القرآني والنبوي يمتاز بالحكمة , والحكمة هي التعبير بإيجازوبإمتياز, فنجد العبارة الواحده من القرآن تحمل مثلا ألف معنى, وكلما ترقى الإنسان وازداد قرباً من الله يكشف الله له معني من هذه المعاني (نور من الأنوار) التي تزيده حباً وشوقاً لله وتصحيحاً لما قد يكون من الأوهام... وغالباً هذا الفهم لا يصطدم بالنص بل هو شارح ومبين لمعانيه.
ثم هناك كشف بصري أو سمعي سواء هواتف أو تمثلات لأرواح أنبياء أوأولياء أو صالحين أوملائكه, أو من خلال المنامات , حيث تتمثل هذه الأرواح الشريفه في صور لترشد الإنسان إلى فضيله أو تزجره عن رزيله, أو تزيده علماً حول مسأله دينيه معينه , أو للتأنيس... وهذه التمثلات يختلط فيها الصحيح والغير صحيح... وهي مجال لتلاعبات الشيطان والنفس... لهذا فلابد من عرضها على الكتاب والسنه ومن ثم قبول ما يتوافق معها...
ثم هناك مكاشفات ومشاهدات قد يراها الإنسان من تمثُلات المعاني , وهذه المكاشفات قد لا تكون على الحقيقه ولكن هي تمثُل للمعنى... فيراها المكاشف وقد يصفها لغيره أو يكتب عنها كما في كتب ابن عربي رحمه الله... وهذه المكاشفات تكون فتنه للغير,لأنها ليست الحقيقه بل هو تمثُل للحقيقه وهذا التمثُل يختلف أيضاً حسب حالة كل إنسان... فقد تكون الحقيقة واحده ولكنها تتمثل بأشكال وصور شتى , ولهذا يحدث الإضطراب والخلط والمخالفه التي توجد في كتب بعض الأئمه كابن عربي مثلا في كتاب الفتوحات.
فمثلا كما أشرت استاذنا إلى أن الكون هو أثر من آثار تجلي صفات الجمال والجلال الإلهي, وهذه حقيقه كما تفضلت ... ولكن هذه الحقيقه رآها ابن عربي كشفاً أن صفة المدبر كانت أول الصفات التي قامت ونادت على باقي الصفات كالحكيم أو العليم ثم قامت بالطلب من إسم الله أن يطلب من الذات الإلهيه أن تتجلى في الكون , فطل إسم الله الذات فكان بداية ظهور الكون بتجلي صفات الله سبحانه وتعالى.
فهذا الذي حكاه من مشهد وقيام الصفة ليس حقيقياً ولكنه تمثُل كشفي أورده عليه الله حتى يفهم حقيقة الكون والهدف منه, كناية عن إرادة الله سبحانه بقيام الكون من العدم... ولعل هذا من أسباب تحذيركم من قراءة كتب المكاشفات في نظري , لأنها ليست حقائق بل إشارات للحقائق.
ولعل هذا ما فهمته من قولك "ولا يصح الكلام عن كشف إلا مع الذين على نفس الشاكلة "... لان من يقرأ كلام هذا الكلام من دون أن يعرف ماهية الكشف سيأخذ الكلام على ظاهره فيظن أن صفات الله هي مخلوقات تقوم وتتكلم وتطلب من الله والحقيقه غير ذلك كما ذكرت.
هذا ما تكون لدي من فهم بناءاً على ما تفضلت به , فأرجوا التصحيح وجزاكم الله خيراً...
تحياتي لكم جميعاً
بخصوص السؤال الثاني
حذفخطر لى بعد قراءة ردك قوله تعالى "اليوم اكملت لكم دينكم" فقال أكملت لكم ولم يقل أكملت لك , في إشارة أن أمر هذا الدين كامل وسيشظل محفوظاً بحفظ الله سبحانه وتعالى.
أخي الفاضل محمود بدر ..
حذفما تفضلت بفهمه هو صحيح ..
"مع التحفظ على كلام السيخ بن عربي" .. لانه يغلب عليه طبع التوصيف الفلسفي .. وهذا شيء أكرهه شخصيا .. لأنه لا يليق بدين .. !!
فضلا عن ان كتب الكشف لعنة وسقوط في الطريق لا محالة !!
فاقرأ ما هو شرعي عرفاني .. واترك كتب المكاشفات حتى لا تسقط ..!!
2- واستشهادك بالآية (اليوم اكملت لكم دينكم ) أيضا صحيح ..
تحياتي لك
كان هناك رجل صالح له جار يهودي
ردحذفوكانا يكثران من الجلوس مع بعضهما وكان الرجل الصالح عندما يريد عمل شي يقول:
ماتقضى الحاجة الا بالصلاة على النبي..
كانت هذه الكلمة لا تفارق كلام الرجل او عمله..
مما اثاراستغراب اليهودي فسأله ماذا تستفيد من كثر الصلاة على نبيك فقال الرجل الصالح يكفيني أن الهم لا يقربني..
فآراد اليهودي أن يكيد على جاره ليستهزئ بالمسلمين
ذهب اليهودي الى الرجل وقال له:
خذ هذا الخاتم عندك حتى أرجع من السفر فاجابه الرجل بقوله: لا تقضى الحاجه الا بالصلاة على النبي وكانت الخواتم في ذالك الزمان مميزة ولايوجد لها شبيه لأن من يصنعها حرفي ولا يصنع لها شبيه ابدا”
وراقب اليهودي بيت الرجل الصالح حتى خرج جميع من فيه ودخل وبحث عن الخاتم حتى وجده
وكان في ذلك الزمان لا يوجد أثاث كثير والأبوب لاتقفل فمن السهل سرقة أي شيء، فذهب اليهودي بالخاتم إلى بحر قريب وفي وسط البحر وهو على القارب ألقى الخاتم
عاداليهودي وذهب الى الرجل ليطلب منه الخاتم فوجده عائد من عمله
قال اليهودي :
اريد خاتمي
قال الرجل الصالح:
لاتقضى الحاجه الا بالصلاة على النبي
قال اليهودي:
“اريد خاتمي الآن”
قال الرجل الصالح:
“إني اليوم بالصلاة على النبي وفقني الله إلى صيد سمكة كبيرة
والله ما أعطيك خاتمك الا إذا تغديت معنا اليوم” وأصرعليه حتى قبل اليهودي فدخل وأعطى الرجل الصالح زوجته السمكة لتطهوها وبينما هو جالس مع اليهودي إذ نادته زوجته لتريه ما وجدت في بطن السمكة. فلما رأى الخاتم صعق واصفر لونه
فقال الرجل الصالح:
“والله انه لخاتم اليهودي” وذهب الى مكان الخاتم في مخبئه ولم يجده وبينما هو في حيرة..
قال اليهودي:
“لماذا اصفروجهك إن لم تعطني خاتمي لأشهدن عليك اليهود والمسلمين”
قال الرجل الصالح:
“لا تقضى الحاجات الى بصلاة على النبي”
قال اليهودي:
“لا أظنك سوف تصلي على نبيك بعد اليوم إن لم تعطني خاتمي لافضحن أخلاق المسلمين بك وسوف تكون أنت مثلا نسكت به المسلمين ونعايرهم به”
قال الرجل الصالح:
والله ما حيرتي في خاتمك ولكن شيء آخرحيرني خذ هذا خاتمك..”
فتلون وجه اليهودي واسودت شفتاه وهو يفحص الخاتم ويقول:
“إنه هو.. إنه هو..” فاستغرب الرجل الصالح وقال رفقا” بنفسك ماذا أصابك؟
قال له اليهودي:
استحلفك بربك كيف وصل اليك..”
قال الرجل الصالح:
“لابد أن عقلك قد ذهب ألم تأمني على خاتمك حتى تعود من سفرك..”
قال اليهودي:
“استحلفك بربك أين وجدته؟؟؟”
قال الرجل الصالح:
“وجدته في بطن السمكة” فصعق اليهودي وأغمي عليه وبعد ان عاد اليه وعيه حكى للرجل الصالح ماذا فعل
فقال الرجل الصالح:
“انت استطعت بكيدك أن تسرق الخاتم وترميه في البحر.. والله استطاع بقدرته أن ينزل الخاتم في بطن سمكة اصطدتها.. ألم اقلك أنها لا تقضى حوائجنا إلا بالصلاة على النبي..”
فقال اليهودي:-
صدقت ياجاري وانا أشهد انه لا إله إلا الله وأن محمدا” رسول الله
مااروع قصتك أخي عادل .
حذفاللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ردحذفقصه راااااااااااااااااااااااااائعه
كان مجموعة من الطلاب العرب من جنسيات مختلفة مبتعثين للدراسة في إحدى الدول الأوروبية، وفي إحدى المحاضرات، دخل عليهم عميد الكلية ..
وأخبرهم بأنه سيزورهم أحد القساوسة الكبار..
دخل القسيس وبرفقته عدد من الشخصيات.. انتظروا حتى انتهت محاضرة الدكتور. توجه القس إلى منصة الدكتور المحاضر .. فتكلم عن العلم .. وختم كلامه بقوله : إني أريد أن أسأل الطلاب المسلمين بعض الأسئلة ..
طرح القس أول أسئلته قائلا : جاء في القرآن أن النبي محمدا أسري به في ليلة واحدة من مكة إلى فلسطين وعرج به من الأرض إلى السماء السابعة وعاد في ليلته.. كيف يحدث هذا وأنتم تعلمون بعد المسافات بين الأرض والسماء وبين كل سماء وسماء .. أجيبوني ؟.
فقال أحد الطلاب من جنسية عربية .. أيها القس : قارئ الأخبار في إذاعة لندن قبل أن يكمل الكلمة الواحدة من الخبر وهو في وسط لندن يتلقاها - في جزء من الثانية - مستمع آخر في أقصى الشرق أو الغرب ، فإذا كانت هذه قدرات (الراديو) وهو من صنع مخلوق آدمي .. فكيف بقدرة الخالق جل وعلا الذي هو على كل شيء قدير ..
فقال القس : أحسنت . وهذا هو الذي بخاطري أنا أيضا ، فاكتظت القاعة بالتصفيق للطالب لأكثر من عشر دقائق متواصلة .
ثم قال القس : عندي سؤال آخر.. قال الطلاب هاته:
فقال القس: إذا سقطت طائرة في المحيط الهادي وبها مئات الركاب فماتوا جميعا .. ووقع حادث قطار في نفس الثانية وبه عشرات الركاب في إحدى المدن الصينية.. كيف يقبض ملك الموت أرواحهم في نفس الجزء من الثانية مع تباعد المسافات وكثرة عدد الوفيات في ذات اللحظة ؟ أجيبوني ؟
فقال الطالب : أيها القس هذه المدينة التي نحن وأنتم فيها الآن.. كم فيها من مصباح كهربائي مضاء ؟
قال القس: فيها مئات الآلاف بل ربما ملايين المصابيح المضاءة.
فقال الطالب : أليس مفتاح واحد صنعه مخلوق إدمي يطفئها في جزء من الثانية .. فقال القس: بلى.. فقال الطالب : فكيف بملك يرسله الخالق جل جلاله- لقبض أرواح من حان أجلهم من المخلوقين !!
ثم تلى الطالب قول الله تعالى:
{فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
فدوت القاعة بالتصفيق مرة ثانية .. ونهض الطلاب من أماكنهم وحملوا زميلهم على أكتافهم وأخذوا يدورون به بين أروقة الكلية ، وأقاموا له حفل عشاء كبير تكريما له وإعجابا بسرعة بديهته ..
.
انسحب القس من القاعة ولم يكمل أسئلته .
اللهم وفق ذريتنا للحق وأنر بصائرهم
كذلك هنالك دواء مفعوله اكيد
اسم الدواء:
لاتقلق بعداليوم
مكوناته:
لاإله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
طريقة استعماله:
من الأفضل ان تقراه وأنت ساجد .
مردوده السريع :
فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين .
خواصه:
يتميز هذاالدواء بخواص مسكنه تبعث في النفس الطمأنينة والراحه وتطرد الخوف والحزن والقلق والتوتر العصبي ويدفع عنك سرطان الذنوب وأورام المحرمات وسيئ الأخلاق
دواعي الاستعمال :
يستعمل عند احساسك بالظلم والقهر والغم ويعتصر قلبك من منغصات الحياة ومهازلها.
مدة العلاج :
مدى الحياه
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
1- لم أفهم لماذا لم يقولوا سبلا قددا.. أليس السبيل إرشاد.. ما المانع قول أن توجهاتهم المختلفة المتفرقة خاطئة؟ و هل يعني هذا أن الطوائف الأخرى من الجن كانت بالفعل تسلك هذه الطرائق منذ فترة و لذلك إنتهت مرحلة الإرشاد معهم؟ .. أرجو شرح هذه الجزئية فقد استغلق علي فهمها.
ردحذف2- ما معنى أن التوراة آخر كتاب نزل فيه شرائع؟ أليس الإنجيل أحد الكتب السماويه و كذلك فيه تشريعات؟ .. هل. المقصود أن الإنجيل جزء من التوراة و لذلك تسمى التوراة العهد القديم و الإنجيل العهد الجديد؟ أم أن المقصود الإختلاف في التشريع بين (الإنجيل و التوراة) من جهة.. و (القرآن) من جهة أخرى؟ الرجاء شرح هذه الجزئية.
*****************
أعجبني جداً خلاصة توصيف القرآن و رأي صاحب المقال في التنكير و التعريف ل "الحق" و "طريق".. و كذلك الإشارة في آخر المقال أكثر من رائعة.
**************
مناقشة "الصالحون" و "معادن الناس" تحتاج مقال منفرد يا ا/خالد.. بالأخص صلاح النفس و العمل و صلاح العقيدة.. كثيراً ما سمعت هذا السؤال.. لماذا فلان يعيش حياة مرفهه أو لماذا الدولة الفلانيه من الدول المتقدمة و بعض الدول الإسلامية تعاني.. مناقشة حضرتك لكلمة "الصالحون" أجابت عن الكثير و لكن لأهميتها نتمنى إفرادها في مقال أو حتى رسالة من الرسائل القصيرة بين المقالات.. جزاكم الله خيراً .
*************
سلسلة ممتازة من المقالات و أسلوب متميز في المناقشة عقلاً و فِقهاً و تذوقاً .. ننتظر بلهفة رسالة الطريق إلى الله.. جزاكم الله خيراً و جعل عملكم خالصاً لوجهه الكريم مُتقبلاً بفضله العظيم.. حيا الله الجميع.
أختنا الفاضلة .. انجي
حذف1- انتب بالفعل اجبتي على السؤال .. حينما قلتي .. انهم يسلكون هذه الطرائق منذ فترة !!
وكأن نفوسهم استوطنت هذه الطرق .. فلا مجال للعودة باحثين لإرشاد إلى طريق آخر .. لظنهم ان هذا هو طريق الصواب الخاص بكل فرقة فيهم ..!!
أي أن هذه الطرق أصبحت عقيدة غير قابلة للمناقشة ..!!
2- الشريعة نعني بها ما جاء فيها أحكام تشريعية للحياة .. وهذا كان موجود في شريعة موسى .. وإنما سيدنا عيسى هو يهودي متبع لسيدنا موسى .. وجاء بوحي لنشر الرحمة بدلا من غلظة التشريع التي غلبت أحبار اليهود .. (مثلما يحدث مع فرق الجماعات التي تعيش بيننا حيث كأنهم قد عبدوا الشريعة وتجاهلوا الرحمة .. فعميت قلوبهم عن إدراك الحق !! .. فباتوا غلاض القلب ذو جفاء وأهل تنفير للدين )
..
فعيسى جاء مكمل وموضح لما اختلف في ليهود من شريعة موسى .. وليس بوحي مستقل عنه .. {وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ }الزخرف63 ..
وفي الانجيل الذي بين يدي مسيحي اليوم مكتوب (ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمل) ..
ولذلك المسيحي يؤمن بالتوراة لأنها استكمال للإنجيل ( وإن كان أهل المسيحية لهم قوانين خاصة بهم جاءت من رسائل قسيسيهم وجعلوها انجيل !!)
* عموما الانجيل لا يعتبر شريعة له أحكام تشريعية مستقلة عن التوراة .. وإنما هو كان كتاب وحي فيه نشر للرحمة والحكمة لحياة القلوب .. (ولكن تم التحريف والتغيير والبيديل على كثير منه وليس كله ) ..!!
وطالما تم التلاعب فيه فقد سقط عنه خصوصية الوحي .. حتى وإن كان فيه شيء من الوحي لازال موجودا ..!!
والله أعلم ..
تحياتي لك
يارسول الله
ردحذفقلبي يحبك في فؤادي لك علاقة وثيقة
ا. خالد.. كان عندي سؤال لا علاقة له بالمقال لو تكرمت بتوضيحه أكن لك من الشاكرين.. ما هي ليلى المذكورة في بعض كتب التصوف؟ .. قرأت تفسيرات عديدة بعضها مقبول و البعض الآخر لم أفهمه و لم أستسغه.. ربما تفضلت بتوضيح رأيك الخاص.. جزاكم الله خيراً.
ردحذفمكاشفة الروح لبارئها .. وحنينها الى اللقاء الأول ( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا ) ..
حذففكما يشتاق كل طفل لوالداه لما يغيبا عنه .. فكذلك الروح تشتاق للإتصال بخالقها .. لأن ما فيكي هو من روح الله ..(ونفخت فيه من روحي) !!
تحياتي لك
جزاكم الله عنا خيراً ..حياك الله.
حذفانجى لازلت اصفك بعروس المدونة فسؤالك ينم عن رقى بالغ وهيام بروحك اللطيفة هكذا اشعر بك فلطالما شعرت انك تهيمين ولاتعلمين تمم الله قصدك فيه دعواتك عروسنا السعيدة كريمة علينا بدعواتك
حذفوحشتيني ووحشني جبرك للخواطر يا أسماء ☺ .. أرى بين كلماتك نضج و رقي إشتقت له.. إن شاء الله تكون فترة الفراق إنتهت و نتقابل من جديد.. أرى التغيير قادم في كل شيء.. إن شاء الله و قَدَر و أذِن.
حذفيحكي ان كان هناك رجلاً يريد أن يبيع منزله بعد أن عاش به زمناً طويلاً، قائلاً انه منزل صغير وكئيب وقد كرهه وكره العيش به، ويريد ان يتركة لينتقل إلي منزل أفضل منه، فذهب إلي صديق له يعمل في مجال التسويق والعقارات، وطلب أن يساعده ليقوم بكتابه عنوان يصف فيه منزله بشكل مفصل وجذاب حتي يجد له مشتري بأسرع وقت، و كان صديقة هذا خبيراً في مجال التسويق، فقام بكتابة وصفاً مفصلاً تحدث فيه عن الموقع الجميل للمنزل والمساحة الكبيرة والحديقة الرائعة ورسم تصميم هندسي رائع له .
ردحذفوبعد ذلك قام بعرض هذا الوصف علي صديقة صاحب المنزل، الذي أخذ يقرأ الإعلان بإهتمام شديد ويعيد قراءته عدة مرات، وفجأة صرخ قائلاً : ” يا له من منزل رائع، لقد ظللت طوال حياتي أحلم دائماً ان يكون لدي مثل هذا المنزل، ولم أدرك قط أنني أعيش فيه بالفعل، حتي سمعتك تصفة، وقام بتمزيق الإعلان وهو يبتسم قائلاً منزلي ليس للبيع .
الحكمة من القصة : ﺃﺣﺼﻲ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻭﺍﻛﺘﺒﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﻤﺎ ﻗﺒﻞ .. ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﻧﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﺄﻣﻞ في ﺎﻟﺒﺮﻛﺎﺕ ﻭﻻ ﻧﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ…ﻭﻷﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻓﻨﺘﺬﻣﺮ ﻭﻻ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ والنعم .. وقل الحمد لله دائماً وأبداً .
منقول
حذفاستاذ خالد جزاك الله كل خير عنا انا استطلعة على المدلانيونة وافتخر بك في طريق المامنين واريدك انتساعدني لاني تعبا كثيرا واحد التواصل معك
ردحذفاهلا بك اخي / اختي شمس الامل
حذفالتواصل مباشرة مع أ.خالد من خلال برنامج الهانج اوت وعلى الايميل الموجود يمين صفحة المدونة .
كفاك اللهم ما أهمك
واذهب عنك غمك
وجميع المسلمين آمين
شكرا اختي الله ينور دربكي بنوره كما نورتي طريقي وجزاك الله عني كل خير امين يارب
ردحذفالانحراف الديني يعزز العلمانية السلبية
ردحذفمع ازدياد الترويج لأفكار التحرر للمرأة والمساواة الكاملة بينها ويبن الرجل من مبدأ أن الدين يقيد المرأة ويسلب حريتها بالقيود الفقهية، ومن مبدأ حماية حقوق الإنسان المزيفة لدى اتجاه من الذين يصفون أنفسهم بالعلمانيين، من خلال فصل الدين عن الحياة العامة، هادفين لتدمير مؤسسة الأسرة بسلوكيات عديدة، منها ما تجلى للأسف في السنوات الأخيرة بأشكال مقززة من الشذوذ والحيوانية.
العالم - مقالات
في العدد الأكبر من البلاد العربية أظهرت الإحصاءات في السنوات الأخيرة زيادة أعداد النساء اللواتي يطلبن الطلاق، من دون تحقق الشروط الشرعية، أو وجود الأسباب الوجيهة لحصول الانفصال بين الزوجين، ولاحظ كثير من المتابعين أن مثل هذه الثقافة المدمرة تعززت في سنوات بث المسلسلات المنفتحة بلا قيود والمنتج أغلبها في تركيا !!!!!!
من هنا شاعت ظاهرة امرأة وطفل، وتذكير الأنوثة وتأنيث الذكورة، وشاع مفهوميْ الأمومة والأبوَة، وأنّ المرأة التي لا توافق هذا القالب فهي خارجة عن المثال فلا تسري عليها امتيازات الحداثة أو أنها رجعية، متخلفة عن الركب, إن ذلك مستنداً على خلفية من غياب الثوابت والمعايير الحاكمة لأخلاقيات المجتمع والتطور التكنولوجي الذي يتيح بدائل لم تكن موجودة من قبل، وبدأت هذا الأنماط تلاحظ في العديد من العواصم العربية.
هناك جانب حضاري في العلمانية الايجابية التي تعني احترام المخالف مع إعطائه الحرية الكاملة ما لم يوجه الضرر للمجتمع، بينما العلمانية الشائعة في الدول الاستعمارية تاريخيا، فتعمل بوضوح على إفساد المرأة التي هي اللبنة الأساسية للمجتمع، ومتى ما أفسدوا المرأة ونجحوا في تغريبها وتضليلها فحين ذلك تهون عليهم حصون الإسلام بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة.
وكذلك بجب أن لا ننسى أن موقف بعض رجال الدين من مختلف الطوائف وبسبب تشددهم واعتدادهم بآرائهم وتهجمهم على الآخر ومصادرة حقه، وانسياق بعضهم مع المجمعات التكفيرية، كل ذلك ساهم في تنفير الناس من الدين، وعدم فهم أحكامه بطريقة صحيحة، مما أدى إلى مواقف سلبية في المجتمع الإسلامي، ومن ثم تبني مفاهيم العلمانية والتحرر الخاطئة، في الوقت الذي يجب فيه أن يرسخوا مفاهيم الدين الصحيح، وأن حرية الإنسان والمرأة في إتباع الإسلام المحمدي الأصيل لا بإتباع مفاهيم العلمانية، أو الايدولوجيا الاقصائية.
الكاتبة : سامية هذيل
منقول من موقع : العالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفكثيرا مايخطر على بالي سؤال عندما حضرت جلسة ذكر بعد صلاة الجمعه ورأيت جميع من في المسجد يسقف بكلتا اليدين
مع الذكر بصوت عالي ومدح الرسول وهم جماعه من الصوفيين وكل ما خطر على بالي هل ذلك على المنهج الصحيح
والصراط المستقيم ،، هل ورد ذلك في الكتاب والسنه ؟؟ الغريب عندما واجهتهم بذلك وافصحت عما في صدري قال أحدهم
الجلسه القادمه ساحضر لك الدليل على ذلك ارجو من الأستاذ خالد أن يوضح لي ذلك أن شاء فضلا لا أمرا
واسف على أن السؤال ليس له علاقة بالموضوع
جزاكم الله خيرا جميعا
اخي الفاضل محمد ..
حذفالتصفيق لا علاقة له بالذكر .. لا يصح خلطه بالذكر .. حتى ولو كان لرفع الهمة ..
اما عن الاجتماع على الذكر والذكر بصوت عالي فلا مانع منه وكذلك الصلاة على النبي ..
والله اعلم
تحياتي لك
جزاك الله خيرا
حذفوفتح عليك في الدارين فتوح الاصفياء المخلصين
هل ينطبق نفس الكلام على حركة الجسم أثناء الذِكر يا ا. خالد .. مع العلم ان الحركة أحياناً تكون لا إرادية.. يعني أثناء الذكر ممكن تجد الرأس أو الجذع يتمايل.. ما حكم ذلك لو تكرمت؟ جزاكم الله خيراً .
حذفحبيبتى إنجى ..
حذفسأعرض عليك إجابة على سؤالك كنت كتبتها سابقا ردا على نفس سؤالك من الابن محمد مشالى ، و كانت الاجابة كالتالى :
فهو شيء لا إرادى يحدث نتيجة تفاعل الجسد و الروح مع الذكر كالذى يتمايل طربا عند سماع موسيقى مثلا .. بل انه فى حالة الذكر يكون الاحساس اكثر طربا و انسجاما .. قد تأخذك فيه الروح الى عالم الملكوت .. كلما كان ذهنك اكثر صفاءا و قلبك اكثر طهرا من الاغيار ولا يتعلق بغير الله ..
اما التمايل المتعمد فإن كان لمساعدة النفس على الاندماج فى الذكر او كما قال استاذنا فى اسباب التمايل اثناء ذكر ( لا اله الا الله) فى موضوع (كرامة الموحدين بذكر لا اله الا الله) ان :
المقصود بالتمايل يسارا و يمينا يفعله معظم الذاكرين ولا يعرفون ما المقصود منه .. فالمقصود هو التخلية و التحلية .. اى ان عند قول(لا اله) تميل يسارا بنية ان تخلى الوجود و تنفى منه ماهو غير الله من قلبك .. و عند قول(إلا الله) فأنت تميل يمينا بنية اثبات ان الوجود لله وحده و تطلب منه الغفران و الرضوان ..
و هذا ليس شرطا فى الذكر .. فيمكن للإنسان ان يذكر قياما و قعودا و.. و.. كما قال رب العزة جل جلاله:"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" .. هذا و الله اعلم
تحياتى لك 🌹
أختنا الفاضلة إنجي .. :
حذف1- حركة الجسم لا مانع منها فهي حالة وجدانية تنتاب الإنسان حينما يتفاعل مع الذكر أو قراءة القرآن أو الصلاة أو الدعوة .. ولا مانع منه شرعا .. طالما لا يخرج عن حدود الآداب الإسلامية ليصل إلى مرحلة الرقص أو خلع الملابس او الصريخ والصويت وما شابه ذلك ..
فهذه ليست حالات انبساط مع الله .. ولكن حالات انسجام مع النفس والاهواء !!
2- فالحركة في حد ذاتها ليست حراما ولا مكروها .. فما بالك لو كانت لا إرادية أو نتيجة غلبة شوق أو محبة او جذب لكلام الله ..!!
وإذا كان الله لا يؤاخذنا باللغو في أيماننا (القسم الغير مقصود مثل ان تقول لا والله أي والله .. ) ..
أفيؤاخذنا بما انسجمت به قلوبنا محبة وشوقا إليه وفرحا بكلامه..!!
3- وحالات التمايل أثناء الذكر مثل الحالات النفسية التي تنتاب المحبين لله مثل الخشوع والوجل والخوف والفرح .. فلماذا لا تمنع ظهور أثار هذه الحالات في أفعالك .. فوجهك يبتسم وقت الفرح .. والعين تبكي وقت الحزن والفراق .. وهكذا .. فثبت أن ما يشعر به الإنسان في باطنة يظهر على ظاهره بلا ريب ..
اما الذي فقد الإحساس فهذا كالجيفة (كالحيوان الميت المتعفن) ..!!
4- ولا يخفى أن التسليم في الصلاة يكون تمايلا يمينا ويسارا ..
وقد قال بعض (من جماعة السوء) أن التمايل بدعة .. فقد كذب بذلك على الرسول في فعله .. لأن الصلاة دعاء وذكر لله ..!!
مش كده ولا إيه ..!!
5- فالتمايل يأتي نتيجة الوجد (حالة قلبية يستشعر الانسان وجوده بين يدي ربه .. او انبساط في الذكر) ..
ونجد الرسول في خطبته يميل يمينا ويسارا وهو يتحدث عن الله .. كما روي عن عبد الله بن عمرو( يأخُذُ الجبَّارُ سمواتِه وأرضَه بيدِه وقبَض يدَه وجعَل يقبِضُها ويبسُطُها ثُمَّ يقولُ أنا الجبَّارُ أنا المَلِكُ أين الجبَّارونَ أين المتكبِّرونَ قال : ويميلُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن يمينِه وعن شمالِه حتَّى نظَرْتُ إلى المنبرِ يتحرَّكُ من أسفلِ شيءٍ منه حتَّى إنِّي لأقولُ أساقطٌ هو برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)
وكلام الرسول عن الله هو ذكر .. فالذي ينكر التمايل فلماذا لم ينكر على الرسول ؟!!
ونظرا لأنه كذاب على الرسول .. ويقوم بتلفيق التهم على الخلق ليتناسب مع اهواءه الخاصة .. ليظل حاكما عليهم بسلطته الدينية ..!!
فنصيحة لا تلتفتوا لكلام هؤلاء ..!!
6- وروي الذهبي بسند صحيح (افتتحَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ البَقَرَةَ في يومِ عِيدِ فِطْرٍ أوْ أَضْحَى ، فقلْتُ : يقرأُ عشرَ آياتٍ ، فلمَّا جَاوَزَ العشرَ ، قُلْنا : يقرأُ مِائةَ آيَةٍ ، حتى قرأَها ، فَرأيْتُ أَشْياخَ أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَمِيلونَ )
* باختصار .. ألم يكن التمايل من فعل النبي ؟!!
فلو قال أحد : لم يفعله مع الذكر ؟
قلنا له : وهل فعل النبي إلا ذكر لله .. وهل صلاة ليست ذكر وخطبته ليس ذكر ..؟!!
* فثبت بذلك أن المنكر ليس بدعي فقط .. بل ثبت كذبه على رسول الله وتدليس كلامه على المسلمين انتصارا لجماعة السوء خاصته .. وفرض سلطته الدينية .. والتفريق بين المسلمين ..!!
* إذن ففعل النبي فضح هذا المنكر للتمايل أثناء الذكر ..!!
مش كده ولا إيه ..!!
* ملحوظة : هذا الرد خاص باجتهادي .. لأني أرفص النصوص الذي يستند إليها بعض الفرق المجيزة للفعل .. في كلامهم واستدلالهم لأن أكثره ضعيف جدا .. مثل الحديث المروي عن سيدنا علي ( عن أبى أراكة قال: صليت مع على بن أبى طالب الفجر، فلما انقلب عن يمينه مكث كأن عليه كآبة، ثم قلب يده، وقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، بين أعينهم كأمثال ركب المعز، قد باتوا لله سجدا وقياما، يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر فى يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم)
وبالرغم من صحة متن الحديث فلا يوجد فيه ما يخالف شرعا .. إلا أن السند لا يصح الاحتجاج به ..!!
ولذلك لم احتج به ..
* اما عن أحوال الصحابة والسلف وما كان يظهر عليهم من وجل وشوق ومحبة وخوف وأحوال قلبية شريفة ... فهذا مما لا يحصى بيانه ويمكن الرجوع فيه لكتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي .. وأسد الغابة لابن الأثير .. وطبقات بن سعد .. وطبقات الأولياء لابن الملقن .. وسير السلف الصالحين للأصبهاني ... وغيرها من المؤلفات ..
* وستعرف من خلال هذه الكتب أن هذا المنكر ما هو إلا إنسان مضلل .. هوايته نشر الفتنة والتفرقة بين المسلمين .. بتبديع هذا وتكفير ذاك ..!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء .. !!
والله أعلم
تحياتي لك