شبهة : هل غفل النبي مائة مرة ليستغفر مائة مرة - هل للشيطان سلطان على قلب النبي - كيف يحدث غفلة للنبي وقلبه محل التجلي الإلهي - لماذا استغفر عن ارتقاءاته الروحية - لماذا استغفر مائة مرة - التسليط الشيطاني على الرسل هل تمكين من القلب أم إيحاء بعرض فكره ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(شبهة في حديث)

( إنه لَيُغانُ على قلبي .. 

وإني لأستغفرُ اللهَ في اليومِ .. مائةَ مرةٍ )

********************

هل غفل النبي مائة مرة ليستغفر مائة مرة ؟

هل للشيطان سلطان على  قلب النبي ؟

التسليط الشيطاني على الرسل هل تمكين من القلب أم إيحاء ؟

كيف يحدث غفلة للنبي وقلبه محل التجلي الإلهي  ؟

لماذا استغفر عن ارتقاءاته الروحية ؟

لماذا استغفر مائة مرة ؟ 

* فهرس :

1- ما هو الغين ؟

2- هل الغين عن الشيطان أم عن الله ؟

3- هل للشيطان سلطان على  قلب النبي ؟

4- هل التسليط معناه تمكين فعل أم إيحاء فكرة ؟

5- سيدنا عيسى والشيطان ؟

6- مواجهة بالعقل والشرع ؟

7- هل أثبت القرآن حدوث نزغ شيطاني للنبي ؟

8- كيف يحدث غفلة للنبي وقلبه محل التجلي الإلهي "نزول القرآن" ؟

9- ما المقصود بالغين على قلب النبي ؟

10- ولكن لماذا استغفر عن ارتقاءاته الروحية ؟

11- ولماذا استغفر مائة مرة ؟

12- فهل كان النبي يغفل عن الله مائة مرة في اليوم ؟

 ******************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أهلا بكم في موضوع بسيط عن حديث استغفار النبي في اليوم مائة مرة .. فقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي قال : ( إنه لَيُغانُ على قلبي . وإني لأستغفرُ اللهَ ، في اليومِ ، مائةَ مرةٍ )

* في هذا الموضوع سيكون رد على معنى تفسيري للحديث ذكره البعض .. وأثناء كتابتي للرد على هذا الشيخ .. ومن خلال فكر هذا الشيخ .. خطر على بالي شبهة قد تطرأ على العقل بتحريض من الشيطان .. فأدرجتها ضمن الموضوع .. ورددت عليها بما لا يجعل في قلبك أو عقلك مجال للوسوسة بعد ذلك في هذا الحديث .. إن شاء الله تعالى ..

وأسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى .. آمين .

* ولا يخفى أنك ستتعلم شيء جديد عن التسليط الشيطاني .. وهو تفصيل دقيق فانتبه إليه جيدا ..

* وأرجو من الله أن يمدنا بمدده ويزيدنا من فضله .. آمين ..

* وهذا الموضوع عبارة عن سؤال وجواب .. قبل العودة للمواضيع الكبيرة ..

نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

******************************

..:: أسئلة الشبهة ::..

( إنه لَيُغانُ على قلبي . 

وإني لأستغفرُ اللهَ ، في اليومِ ، مائةَ مرةٍ )

1- قال الذي يظن نفسه عاقلا :

هذا سؤال خطر على بالي أثناء كتابة الموضوع عن الحديث .. فأدرجته لكم تحسبا أن يخطر ببال أحد يوما ما أو ما يشابهه .. وهو :

* أنه قد يخطر على عقل إنسان من قرائته لهذا الحديث بتحريض من شيطانه .. تحت مظلة (تعال نتكلم بالعقل) فيقول له :

* " أن الحديث يثبت أن هذا تسليط شيطاني على باطن النبي أي قلبه .. فكيف تؤمن بنبي يتسلط الشيطان على باطنة .. ويغفل عن ربه مائة مرة بدليل أنه يستغفر مائة مرة .. فما الذي يمنع أن يكون هذا القرآن حدث نتيجة وقت غفلاته وتحدث به عن نفسه وليس عن ربه .. ؟ "

2- قال الذي جعله من نفسه شيخا داعيا :

قد قرأت لبعض من المشايخ أنه فسر الحديث على أنه غين غفلة عن الذكر وضعف هِمَّة مع الله "فتور عبادة" كما يحدث على فترات للإنسان في حياته ..

********************************

(1)

..:: الرد على من ظن في نفسه العقل ؟ ::..

* قلت صاحب الموضوع :

أولا : ما هو الغين ؟

هو الشجر الملتف الكثيف أغصانه وأوراقه .. والمقصود به الغفلة أو حدوث حالة مثل الحجاب ..

ثانيا : بأي صيغة جاء فعل "يُغان" .. في الحديث  ؟

جاء بصيغة الفعل المبني للمجهول .. وكأن حالة الغين على القلب النبوي تحدث بفعل فاعل .. أي هذا الغين يحدث ليس بسببه وإنما بسبب آخر .. وهو فعل الله معه ..

ثالثا : هل التسليط معناه تمكين فعل أم إيحاء فكرة ؟

بالتأكيد هو إيحاء الفكرة .. مع معلومية الرسول بهذه الفكرة أنها من الشيطان ولذلك لا يتبعها .. لأنه لو اتبعها لكان متبع لخطوات الشيطان ..

* كما حدث مع عيسى عليه السلام في اختبار الشيطان في عزلته حيث كان من تسليط الفكرة على سيدنا عيسى هو قول الشيطان له : لو كان إلهك يحبك فألقي نفسك من على الجبل وهو سينجيك ؟ فأجابه عيسى عليه السلام .. مكتوب عند الرب لا تجرب "أي لا تختبر" الرب إلهك ..!!

* فجواب سيدنا عيسى جاء نتيجة معلومية وحي .. بأن هذا الفعل منكر .. لأنه معنى أنه يفعل ذلك .. فهذا معناه أنه قد شك في محبة الله له .. وهذا معناه سقوط في العبودية واتهام للربوبية .. فضلا عن أن التجربة مع الله شك .. والشك يحبط العمل ..!!

* إذن كان مجرد عرض أفكار من الشيطان .. ولكن الرسول رفضها ..

فكذلك الحال .. قد يحدث تسليط بأفكار مخالفة لمنهج الله .. فيأتي الرسول أو النبي يُعلِّم بذلك أمته أن يستعيذوا بالله من أفكار الشيطان "الوسواس" ..  حيث لا راد له إلا بالله ..

* إذن مما سبق يتبين فساد قول من قال : بأن التسليط يكون على الباطن .. وهذا إفساد وتضليل للحقائق وخلط للأوراق ببعضها البعض للتدليس على الناس ..

* ويكفي أن نقول للمؤمنين .. أن أي نبي أو رسول مستحيل فيه تسليط تمكين لأفكار الشيطان .. لأن الرسول أو النبي في معيَّة الله .. فكيف الذي يكون في معيَّة الله غافلا عن مولاه ..؟!!

ودليل عدم غفلته عن مولاه .. هو استعاذته بمولاه في كل أنفاسه ..!!

فكيف يستعيذ مَن هو عن مولاه غافلا ..!!

* فثبت بذلك دوام حضور قلوب الأنبياء والرسل وعدم أتباعهم لخطوات الشيطان .. !!

 لأن اتباع فكرة الشيطان هي المحظور .. وليس مجرد عرض الفكرة الشيطانية بالإيحاء .. !!

* ولكن هنا خصوصية رسول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وهي أن قرينه الشيطاني الموكل بالوسوسة .. قد خضع له واستسلم عن عرض أي فكرة أو إيحاء .. وقيل أنه أسلم أيضا ..

وبالمعنى البسيط نقول : قد قهر النبي شيطان الخيال قهرا حتى أخضعه له خضوعا تاما .. فلم يعد له حتى مجرد عرض أي فكرة لمخالفة منهج الشرع ..!!

* وبهذا البيان السابق نكون قد أجبنا عن الذين قد يتوهموا تسلط الشيطان على قلوب الأنبياء عليهم السلام أو على النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

والله أعلم .

* ونجيب على سبب الإستغفار في ختام الموضوع ..

****************************

(2)

:: الرد على من جعل من نفسه شيخا داعيا ::

..:: أما عن تفسير أن النبي أصابته الغفلة ؟!! ::..

* لم أظن أن يتهم النبي بهذا الإتهام ويجعل من نفسه داعية وشيخ ..!!

* فإذا كان هذا الشيخ يظن أن النبي كان يعتري قلبه بالغفلات .. فهذا انحراف مبين في الفهم للحديث .. واتهام للرسول صلى الله عليه وسلم .. !! بل وإسقاط لرسالته .. فإذا كان هو غافلا عن ربه .. فمن هو الذي يكون يقظ بالله ..؟!!

* وعموما هذا الأمر ممتنع عقلا وشرعا .. وإليك البيان ..

*********************************

..:: مواجهة بالعقل والشرع ::..

* أما عقلا :

1- فكونه رسول ويغفل عن ذكر ربه .. فهذا معناه أنه مشغول بغيره .. وطالما مشغول بغيره .. فهو في حالة غفلة .. وليس مع مولاه ..!! .. وطالما الأمر كذلك فما الذي يمنع أن يتسلط عليه الشيطان ويُملي عليه كلاما ويحسب أنه قرآن .. لأن الغفلة محلها القلب .. !!

وهذا كلام بالتأكيد باطل ..

* لأن الحديث يقول (يغان على قلبي) والفعل "يغان" مبني للمجهول "وقد شرحنا ذلك" ..

بالإضافة إلى أن قلب النبي محل تنزل القرآن (نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ) .. فكيف يقال أن "الغين" هو غفلة عن الذكر أو قصور في همته مع الله ..!!

فكيف يحدث ذلك وقلبه محل التجليات الإلهية ..!!

أفلا تعقلون ..!!

ولأن القرآن بحفظ الله .. فثبت العصمة لقلبه صلى الله عليه وسلم .. فكيف يكون غافلا

2- كما قلنا أن هذا الغين : كان يحدث للنبي بفعل فاعل وليس عن فتور نفسه الشريفة عن العبادة .. أو غفلة عن ذكر ..

فإما أن نقول أن فعل "الغين" معه .. كان عن شيطان وإما أن نقول أنه عن الله ؟؟!!

* فإن قلنا أنه من الشيطان .. كان ذلك مخالفا للعصمة النبوية في تبليغ الوحي وطعنا في الدين .. !! فضلا عن كوننا نكون قد جعلنا للشيطان سلطان على النبي بالتصرف فيه .. وهذا مناقض لقوله تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الحجر42 ..

فإذا كان عباد الله ليس للشيطان عليهم سلطان .. أيكون له سلطان على النبي ..!! أفلا تعقلون ..!!

* ولو قلنا أن هذا الغين هي حالة ربانية .. فما وجه الإستغفار هنا .. ؟ .. فهنا يجب أن نوضح ما هي هذه الحالة .. حتى نعرف لماذا كان الإستغفار .. "وسيأتي توضيح ذلك" .. بعد استكمال الرد ..

* أما شرعا : فغير مقبول لأمرين ..

* الأول ما حدث قبل النبوة :

1- مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ شَقِّ الصَّدْرِ: ( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتاهُ جبريلُ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ يلعَبُ معَ الغلمانِ ، فأخذَهُ فصرعَهُ فشقَّ عن قلبِهِ ، فاستَخرجَ القلبَ ، فاستَخرجَ منهُ علَقةً ، فقالَ : هذا حظُّ الشَّيطانِ منكَ)

* الثاني ما حدث بعد النبوة :

1- إستسلام الشيطان الموكل بفتنة النَّفْسِ كما جاء في الحديث : ( ما منكُم من أحدٍ إلَّا ومَعهُ شيطانٌ ، قالوا : ومعَكَ ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ومَعي إلَّا أنَّ اللهَ تعالى أَعانَنِي عليهِ فَأسلمَ ) ..  

2- قوله تعالى : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .. فإذا كان عصمه من الإنس "عالم الظاهر" .. أفلا يعصمه من عالم الجن "عالم الباطن" .. وقد ثبت له التمكين من ذلك بنص الحديث الصحيح : ( اعترَض الشَّيطانُ في مُصلَّاي فأخَذْتُ بحَلْقِه فخنَقْتُه حتَّى وجَدْتُ بَرْدَ لسانِه على كفِّي ولولا ما كان مِن دعوةِ أخي سُليمانَ لأصبَح موثَقًا تنظُرون إليه ) .. !!

3- ما جاء في الحديث : ( إنِّي لستُ كهيئتِكم ، إنِّي أبيتُ عند ربِّي يُطعمُني ويَسقيني )

4- كيف يكون محل التنزيل (أي قلب النبي) مرتعا للشياطين ..؟! حيث يقول تعالى : ( نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ ) .. وتقول أنه غفل عن ذكر ربه ؟!!

* فمَن الذي يكون حاضر بقلبه مع ربه إذا كان النبي قد غفل .. ؟!!

وبنفس فكر هذا الشيخ .. نسأله : فما الذي يمنع في أوقات الغفلة (على زعمه الباطل) حيث أنها أكثر من مائة مرة "كما جاء في الحديث انه يستغفر مائة مرة" .. فماذا يمنع أن يوحي له الشيطان في غفلته ويخلط عليه دينه ؟!!

* فلا أستطيع أن أقول إلا أن هذا  إفتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

5- أما عن قوله ضعف الهمة أحيانا .. فهذا أمر يدعو للتعجب .. فأي داعية هذا ؟!!

ألم يسمع حديث المغيرة بن شعبة في البخاري حيث قال ( قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى تورَّمَتْ قدَماه ، فقيل له : غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر ، قال : ( أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا )

فأي سخافة يتصورها هؤلاء في النبي ..!!

* بعد ما سبق .. فهل يظن ظانا أو متوهما بتسليط الشيطان عليه تمكين فعل من قلبه الشريف .. وهو الذي ينزل الوحي على قلبه الشريف !!

"كالشيخ الذي ظن أن النبي غفل عن الذكر أو ضعفت همته" .. !!

فبالتأكيد قد أخطأ في حق النبي صلى الله عليه وسلم ..!! .. بل هذا بهتان على النبي .. !!

* فمما سبق من العقل والشرع .. يتبين استحالة تسليط الشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم .. بتسليط التمكين أبدا .. وإنما بتسليط الفكرة حتى يظل منشغلا في الإستعاذة بمولاه ويقظا به عن غيره ..

فتسليط الفكرة أو ما يسمى بالنَّزغ .. ما هو إلا وسيلة لدوام اليقظة الإيمانية في قلب العبد .. ويكون دائما منتبها بالله ..!!

*****************************

س: هل أثبت القرآن حدوث نزغ شيطاني للنبي صلى الله عليه وسلم .. أو ما نسميه تسليط الفكرة ؟

لا .. لم يحدث والقرآن شاهد على ذلك .. حيث يقول تعالى ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأعراف200 ..

* فالقرآن لم يثبت حدوث النزغ الشيطاني للنبي ..!! ولكن أخبره أنه إن حدث ذلك فاستعذ بالله .. !!

ونفهم أيضا أنه ليس بممتنع حدوث النزغ الشيطاني للأنبياء والرسل .. !! ولكن كعرض فكره وليس كتمكين فعل في قلب الأنبياء والرسل .. كما شرحنا سابقا ..

* والحديث في الآية وإن كان لأمته .. إلا أنه هو تعليم لأمته صلى الله عليه وسلم في كيفية مواجهة هذا الغيب الشيطاني ..!!

* ولكن قد ثبت مجاهدة النبي للشيطان حتى أسلم له .. وهذا معناه أنه كان يوجد تسليط وقهره رسول الله .. وهذا ما نفهمه من الحديث ( الله أعانني عليه فأسلم ) ..

ولكن لا أجد شاهد في القرآن على ذلك .. والآية لا تدل على ذلك .. والله أعلم .

********************************

..:: س: ما هو المقصود من الغين في الحديث ؟ ::..

* فإذا علمت ما سبق :

تبقى لنا جزئية واحدة .. وهي .. ما المقصود بالغين على قلب النبي ؟

المقصود به أنوار التجليات التي كان يغيب فيها النبي  متحققا من الصفات الإلهية في الكون .. مكاشفا عالم الملكوت من بديع صنع الله (جلالا وجمالا) ..

* فكلما كان يرتقي إلى مقام أعلى وينكشف له في هذا المقام من بديع تجليات الله عن المقام الذي يسبقه .. كلما كان مستغفرا من المقام الذي كان يسبقه .. حتى أصبح النبي يقول ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) .. لأنه لا نهاية لفضل الله في منح العطاءات الإلهية لكثرة التجليات الإلهية ..

****************************

..:: ولكن لماذا استغفر عن ارتقاءاته الروحية ؟ ::..

لأنه كان ينظر للمقام السابق الذي كان عليه .. ما هو إلا تقصيرا منه في توجهه لمولاه .. فكان يتأدب بالإستغفار .. معترفا بتقصيره ..

فاستغفار النبي هو استغفار أنوار .. وليس استغفار أغيار (نتيجة انشغال بالحياة عن الله) ..!!

أو تقول : استغفار ارتقاءات وليس استغفار غفلات ..

أي استغفار عن ارتقاءات وليس عن غفلات ..

*****************************

..:: ولماذا مائة مرة ؟ ::..

طبعا ليس لوجود مائة غفلة أو ذنب فعله النبي كما أوضحنا منذ قليل .. وإنما لأحد أمرين أو كلاهما ..

1- قد يكون لارتقاءه كل يوم لمائة مقام أو لمائة تجلي وكشف ملكوتي جديد يبصره من فضل الله الواسع العليم .. وليس ذلك على الله بعزيز .. حيث يقول تعالى ( وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة261 ، ويقول صلى الله عليه وسلم ( الحسنةُ بعشرِ أمثالِها إلى سبعِمائةِ ضِعفٍ ) ..

فلا يمنع شرعا ولا عقلا .. أن يحدث هذا للنبي من ارتقاءات كل يوم .. بما لا يعلم قدره إلا مولاه .. ولا ينكر ذلك إلا جاحد ..

2- وقد يكون العدد كناية عن كثرة الإستغفار ..

والله أعلم .

*****************************

..:: استنكار ::..

* وعن نفسي لا أعجب من الذي يطعن في الحديث وهو على غير ديني .. وإنما أعجب من الذي شرح الحديث ونسب نفسه لأهل العلم .. حيث أنه جعل استغفار النبي : أنه استغفار عن وقت غفلة عن الذكر لم يذكر فيها الله ..!!

فلا أدري كيف صور له عقله .. أن قلب النبي الذي هو محل التنزلات الإلهية .. ممكن أن يغفل عن مولاه !!

* فهل كان النبي يغفل عن الله مائة مرة في اليوم .. حتى يستغفر عن غفلته مائة مرة ..!!

ما هذا الكلام السخيف .. الذي لا معقولية فيه !!

* فكيف النبي يغفل في اليوم مائة مرة .. وهو جالسا في حضرة مولاه دائما أبدا قولا وفعلا وروحا .. ؟!!

ولماذا يقيسون هيئته الشريفة النورانية بنور القرآن .. كهيئتنا نحن .. !!

* والأعجب أنك تجد هذا الشيخ يقول للناس : اتبعوا النبي في قوله وفعله ..؟!!

فمن الذي ترجو أن نتبعه وقد جعلت منه غافلا عن ربه ومقصرا في فعله .. !! 

فهل بعد الذي قلته فيه .. يستدعي أن اتبعه كنبي ؟!!

* سبحانك يا رب فهذا بهتان على النبي .. وقول منكرا في حقه صلى الله عليه وسلم ..!!

* اللهم إن هذا كلام ضال ومنحرف تماما عن الحق ومخالفا للكتاب والسنة .. وقد برئت إليك مما قالوا وشهدوا به على النبي !!

* أيها السادة : ما أثبته هنا هو اجتهادي وعقيدتي في فهم وفقه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

والله أعلم ..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..