رسالة : الفضل والمدد الأحدي لخاتم المقام النبوي : هل هناك رابطة روحية مع النبي - قوة المدد الروحي في الدعاء لله (للأحياء والأموات) - قوة مدد الدعاء لنفع الميت - قوة مدد الدعاء بالنسبة للأحياء - قوة مدد الدعاء من الأموات للأحياء - المدد الروحي للإنسان في تواصله مع الله - كذبوا فقالوا : لا فضل للنبي ولا مدد - دعوة الرسول مدد في كل الأزمان - أيوجد عاقل يرفض أن يدعو له رسول الله - النور والإيمان والتأييد بروح منه هي روابط روحية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

( رسالة )
( الفضل والمدد الأحدي لخاتَم المقام النبوي )

" فضل النبي حيا وميتا في الدعاء لأمته

ومددا موصولا لمن اتبع طريقته وسنته "

***************************

هل هناك رابطة روحية مع النبي ؟

قوة المدد الروحي في الدعاء لله  (للأحياء والأموات) ؟

قوة مدد الدعاء لنفع الميت  ؟

قوة مدد الدعاء بالنسبة للأحياء ؟

قوة مدد الدعاء من الأموات للأحياء ؟

المدد الروحي للإنسان في تواصله مع الله

كذبوا فقالوا : لا فضل للنبي ولا مدد

دعوة الرسول مدد في كل الأزمان ؟

أيوجد عاقل يرفض أن يدعو له رسول الله ؟

النور والإيمان والتأييد بروح منه .. هي روابط روحية ؟

 

* فهرس :

:: الفصل الأول ::

1- مقدمة لابد منها .. ما معنى مدد ؟

2- مدد نفسي – مدد روحي – مدد حسي ؟

3- قوة المدد الروحي في الدعاء لله  (للأحياء والأموات) ؟

4- قوة مدد الدعاء لنفع الميت  ؟

5- قوة مدد الدعاء بالنسبة للأحياء ؟

6- قوة مدد الدعاء من الأموات للأحياء ؟

:: الفصل الثاني ::

7- الدعاء هو مدد من الله .. ومطلب واجب عليك لله

8- الدعاء هو المدد الروحي للإنسان في تواصله مع الله ؟

9- ما هو معنى الآية التي حرفوا تفسيرها عن معناها ؟

10- (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)  ؟

:: الفصل الثالث ::

11- الجاحد لمدد الرسول إما ضال أو بدعي أو حديث عهد بالدين ؟

12- كذبوا فقالوا : لا فضل للنبي ولا مدد من رده للسلام على المؤمنين ؟

13- ماذا يسمى دعاء النبي لمن حوله أمواتا وأحياء ؟

14- ماذا يسمى دعاء النبي لأمته في الآخرة ؟

15- توهمات وظنون فاسدة .. فهل يكذبون على الرسول ؟

16- كذبوا فقالوا : الرسول لا يدعو لأمته لأنه مات ؟

17- الأموات يدعون لأقاربهم في برزخهم .. ألا يدعو النبي لأمته في برزخه وهو أبوهم الروحي ؟

18- دعوته مدد في كل الأزمان ؟

19- ويرحم اللهُ المستقدمين منا والمُستأخِرين ؟

20- حتى تستحق أن تصيبك دعوة النبي ؟

21- هكذا يخدعون أنفسهم والناس ؟

22- أيوجد عاقل يرفض أن يدعو له رسول الله ؟

:: الفصل الرابع ::

21-  أما الذي ينكر الرابطة الروحية مع النبي ؟

22- يجد القرآن في قلبه وتعاليم النبي في قلبه .. أليست هذه روابط روحية ؟

23- النور والإيمان والتأييد بروح منه .. هي روابط روحية ؟

24- خاتمة : بدعاء إلى الله ؟

 ***************************

..:: مدخل ::..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذه رسالة بسيطة .. أقوم فيها بالرد على سؤال تم إرساله من أحد الأعضاء .. يستوضح منه بعض الأمور الخاصة بفضل النبي وممده لأمته صلى الله عليه وسلم وعن شيء ما عن الرابطة الروحية ..

* فأحببت أن أجيبه في رسالة مستقلة .. مثبتة بالأدلة لتوضيح وبيان ما قام به بعض المتمسلفين من تحريف تفسيري في آية سورة التوبة 59 ( حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ ) ..  

* إنهم حقا يحرفون بالتدليس على كلام الله .. والاعتقاد فيه بما لم يحمله النص من معاني .. وجحدوا أن يكون لرسول الله فضل على أمته .. لأنه مات !!

* وخدعوا الناس بأنهم لو دعوا الله بآية سورة التوبة .. وقالوا كلمة "رسوله" .. فيكونوا أشركوا بالله لأنهم جعلوا لرسول الله فضل إيجاد مع فضل الله الموجد .. وإنهم لكاذبون ..!!

* لأن الآية تشهد عليهم أنهم لكاذبون .. لأن هذا ليس معنى كلام الله .. والرسول لم يشهد لنفسه بفضل الإيجاد .. بل قال (الله معطي وأنا قاسم) .. !!

* وفي هذه الرسالة نظهر لكم فضل رسول الله على أمته .. في كل الأزمان .. ونجيب على كل من جحد فضل النبي سواء في حياته أو مماته .. 

ونكشف لكم خاصة هؤلاء البدعيون الذين تلاعبوا بالتحريف في تفسير آية التوبة59 - ليرضوا خيالهم المريض .. الناتج من عمه قلوبهم .. !!

خاصة وأن هؤلاء البدعيون من هواياتهم أن يحكموا على الخلق بالشرك والكفر .. خاصة لمن خالفهم .. متبعين أسلوب الخوارج .. !!

وإنهم لضالون في تفسيرهم الذي تصوروه .. !!

* وكلامي في هذه الرسالة عموما لمن جحد فضل رسول الله وأنكر أن يكون دعاءه فضلا ومددا له من الله الأحد .. سواء في حياته أو مماته صلى الله عليه وسلم .. !!

* ولا أدري من هذا الذي يرفض أن يؤتيه الله من فضل دعاء الرسول له سواء من رد السلام عليه أو الإستغفار له في حياة الشخص أوالشفاعة له يوم العرض على الله .. ؟

حتى يجحد آية سورة التوبة 59 .. ولا يدعو بها .. ولو دعا يحذف كلمة رسوله .. لأن الرسول مات ولا فضل له ..!!

أكيد هذا إنسان عقله مش مظبوط .. وقلبه قد امتلأ غلا للرسول وحقدا عليه .. من أن يرى كرامة للرسول من الله ..!!

* نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

********************************

:: ملخص ما جاء في أسئلة السائل ::

قال السائل :

أستاذ خالد :

أحببت أن استفسر عن شيء :

أراني اشعر بفقر معرفيّ واسع في فهم هذا التّباين .. إذ أن بعض المتمصوفين يَرَوْن أنّ مدد الأولياء بلا حدود حتّى بعد وفاتهم ..!!

* أمّا الآن فهناك من لا يرون لوجود أيّ مدد لرسول الله - صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما - بعد وفاته ، وحتّى مدده ليس إلّا ردّ السّلام على المسلّمين عليه .. وبهذا هم لا يعتبرونه مددا أصلا .. ؟!

ولذلك أيضا يرون عدم التوسّل بآية التوبة59 ( حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ ) .. ؟

* فهل تزيدونا فهما حول مدد رسول الله بعد مماته ؟ أم أنّ مفهوم المدد هو فقط السّلام والدّعاء لأمّته ؟

بارك الله لكم وفيكم وعليكم أستاذ خالد .

*********************************

:: الجواب ::

* أخي الفاضل :

أراك خلطت بين المغالين والجاحدين ..!!

* فأما المغالين " المتلاعب بهم شيطانهم" .. فقد جعلوا للولي تصريفا كونيا قدريا .. وهذا في حد ذاته شرك ..

* وأما الجاحدين الحاقدين "الموتى قلوبهم" .. فقد أنكروا ان يكون لرسول الله فضل لأنه مات ..!!

وكأن هؤلاء الجاحدين قد حسبوا أن المسلمين يدعون النبي لقضاء حوائجهم .. وكأنه إله مع الله .. !!

وهذا أمر لم يقل به مسلم مؤمن بالله ربا وبمحمد نبيا ورسولا ..!!

* وعموما كلا الفريقين .. قد انحرف بعيدا ..

* وإليك البيان .. بمقدمة لابد منها ..

****************************

..:: الفصل الأول ::..

****************************

(1)

..:: مقدمة لابد منها ::..

..:: ما معنى مدد ؟ ::..

* معنى مدد : أي مساعدة أو معونة .. وله ثلاثة أحوال مع المؤمن :

1- فهناك مدد نفسي ( ووسيلته الرضا بالقضاء والقدر ) : ( فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر8 ..، ( قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى ) طه68 .

2- وهناك مدد روحي (ووسيلته الدعاء وصدق التوجه إلى الله ) : ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ) الأنفال9 ..، ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) المجادلة22 ..

3- وهناك مدد حسي (ووسيلته طلب الحلال المباح) وله أقسام عديدة منها الدنيوي والديني :  فالدنيوي مثل ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) الأعراف32 .. والديني مثل ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) ..، ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة71 ..

* وللمؤمن مدد وللكافر مدد .. مصداقا لقوله تعالى ( كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً ) الإسراء20

"ملخص من مقدمة رسالة / المدد العظيم في السنة النبوية والقرآن الكريم " .. ا/ خالد أبوعوف .

*************************

(2)

..:: قوة المدد الروحي في الدعاء لله ::..

(للأحياء والأموات)

أخي المؤمن : اعلم أن قوة مدد المؤمن في صدق توجهه إلى الله .. ولا تستخف بقوة الدعاء .. لأنه رابطة روحية بينك وبين مولاك .. فكيف تستقل أو تستخف به ؟!!

ألم يصف لنا تعالى حال المؤمنين في صدق توجههم لمولاهم استغاثة به سبحانه .. فيقول تعالى ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ) الأنفال9   

* فتأمل قوة الألفاظ في الآية : ( تستغيثون – فاستجاب – ممدكم ) !!

* فلا تستقل ولا تستخف من قوة الدعاء .. أو تظن أن المدد الروحي شيء آخر غير الدعاء .. وإليك الدليل في قوة الدعاء ومدده الروحي ..!!

1- فتأمل قوة مدد الدعاء لنفع الميت الذي انقطع عمله .. حيث يقول النبي ( إذا مات الإنسانُ انقطَع عملُه إلا يدعو إلَّا مِن ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ أو عِلمٍ يُنتفَعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له )

2- وانظر لقوة مدد الدعاء بالنسبة للأحياء .. حيث يقول النبي ( دعوةُ المسلمِ لأخيه ، بظهرِ الغيبِ ، مُستجابةٌ . عند رأسِه ملَكٌ مُوكَّلٌ . كلما دعا لأخيه بخيرٍ ، قال الملَكُ الموكلُ به : آمين . ولكَ بمِثل ) .. وفي رواية أخرى ( إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين ولك بمثل )

* وهناك دعاء يجمع بين الدعاء للأموات وللأحياء .. حيث يقول تعالى ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر10

3- وبالنسبة لدعاء الأموات للأحياء .. فتأمل الحديث الصحيح .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أعمالَكم تُعرَضُ على أقاربِكم وعشائرِكم من الأمواتِ ، فإن كان خيرًا استبشَروا به ، وإن كان غيرَ ذلك قالوا : اللهم لا تُمِتْهُم حتى تهديَهم كما هديتَنا )

* فإذا كان هذا هو حال الأقارب الأموات يدعون لأقاربهم الأحياء .. فما ظنك بأبي المؤمنين الروحي وهو سيدنا رسول الله .. ألا يدعوا لأمته ..؟!!

وفي الحديث الصحيح .. يقول صلى الله عليه وسلم ( حياتي خيرٌ لكم وموتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالُكم فما كان من حسَنٍ حمَدتُ اللهَ عليه وما كان من سيِّءٍ استغفرتُ اللهَ لكم )

* أيها المؤمن لا تستقل من قوة المدد في الدعاء .. فيكفي أن هذا المدد هو عطاء من الله لك .. وطلب من الله منك .. لترتقي به إليه .. أفلا تعقلون ؟!

"منقول من رسالة / المدد العظيم في السنة النبوية والقرآن الكريم " .. ا/ خالد أبوعوف .

****************************

..:: الفصل الثاني ::..

****************************

(1)

..:: الدعاء هو مدد من الله .. ومطلب واجب عليك لله ::..

* فإذا علمت ما سبق .. فاعلم ان الدعاء هو مدد من الله .. ومطلب واجب عليك لله .. وفاءا بحق العبودية واعترافا بعز الربوبية ..

* فإذا لم يكن الدعاء من وسائل المدد .. فكيف يكون المدد الروحي للإنسان في تواصله مع الله ..؟!!

إذا كان الله يقول ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر60 .. ويقول ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ) الفرقان77 .. فماذا تريد بعد ذلك من مدد ؟!!

* فالدعاء (وكل العبادات والمعاملات) هو وسيلة إلى الله أمدك الله بها لتتواصل بها معه سبحانه .. وفي ذات هذا المدد يوجد مطلب إلهي بوجوب استخدام هذه الوسيلة أو المدد الإلهي (فعل طاعة وترك معصية) ..

فهو الذي أعطاك المدد وهو الذي أمرك أن تستخدمه لتصل به إليه .. ومن جملة المدد " القرآن والصلاة والدعاء " ..

* وشرط الدعاء وأي عبادة هو التحقيق بالعبودية كما طلب منك من خلال ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .. مع التسليم والرضا القلبي بمجريات القضاء والقدر ..!!

********************************

(2)

..:: ما هو معنى الآية التي حرفوا تفسيرها عن معناها ؟ ::..

( حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ) التوبة59

والمتأمل للآية : سيجد أمور :

1- " حسبنا الله " : وهذا تفويض وتوكيل واعتراف لله بانه كافينا كل شيء .. ولم يقل تعالى "حسبنا الله ورسوله" ..!!

2- " سيؤتينا " . فهذا أمر مستقبلي . لأن المؤمن يعلم أن فضل الله سيأتيه .. ولكن متى  الله سيؤتينا .. من فضله سواء على يدي رسوله او غيره ؟

طبعا في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد  ..!!

3- " من فضله " : أي من فضل الله ..

4- " ورسوله " : أي سيؤتينا رسوله من فضل الله الذي سيمده به .. لأنه الواسطة لهذا الفضل الإلهي .. كما هو الواسطة للفضل الإلهي في تبليغ الدعوة السماوية لأهل الأرض ..!!

* فالمؤمن يعرف أن من جملة أفضال الله على عبادة هي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إذا لولا اتباعه لما وجدت محبة الله وغفرانه للعبد ..!!

ومن جملة أفضال الرسول على المؤمنين التي اعطاها الله لنبيه .. هي دعاء النبي لأمته .. وشفاعته لهم  ..

*  فمن لا يعترف بأن الرسول له فضل وأنه يؤتيه فضل من رسول الله حاليا (من اتباع سنته ودعاءه الشريف لنا) ..، ومستقبلا (شفاعته والشرب من يديه الشريفة) .. ولا يرى أن دعاء الرسول هو فضل من الله علينا ..!!

فهو جاحد أو حاقد أو حديث عهد بالدين فهو جاهل  .. لفضل رسول الله الذي أعطاه الله له ..

* ونسأل الله له التوبة وحسن الأدب مع الرسول ومراعاة حرمته ..!!

****************************

(3)

(وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)

* ويكفيك قوله تعالى ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) البقرة237

فذا كان هؤلاء جحدوا فضل رسول الله وجحدوا أن يكون لرسول الله فضلا على أمته في حياته ومماته .. فهم قد جحدوا القرآن حينما حرفوا في قوله تعالى بحذف كلمة "رسوله" .. ( حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ ) التوبة59 ..

فماذا تنتظر من قوم جحدوا كلام الله .. أتراهم يعترفون بفضل رسول الله .. والقرآن يقول (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) ..!! ..

فالذي يجحد القرآن .. يجحد الفضل .. لأن القرآن أمرنا بأن نعترف بالفضل ولا ننساه فيما بيننا .. أفلا نعترف به لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

* واعلم أن من يجحد فضل الرسول فلا يناله فضل الرسول .. لأنه قال ( كما تدين .. تدان) .. أي كما تفعل يفعل بك .

************************

..:: الفصل الثالث .. إجابة السؤال ؟ ::..

***********************

(1)

..:: الجاحد لمدد الرسول إما ضال أو بدعي أو حديث عهد بالدين ؟ ::..

* فإذا كنت عقلت ما ذكرته لك سابقا .. فنقول لمن جحد فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

 * فأما الذين لا يرون مدد الرسول إلا رد السلام .. أو لا يعتبرونه مددا من أساسه .. فهو موصوف بأحد أمور :

1- إما ان يكون جاحد للشفاعة .. فهذا إنسان ضال ومضل بلا ريب ..

2- وإما أن يكون حاقد على الرسول .. فهو بدعي منحرف ..

3- وإما ان يكون حديث عهد بالدين .. فلا ملام عليه .. لأنه لا يعرف !!

* ومعنى الآية كما قلنا سابقا: " حسبنا الله " .. أي يكفينا هو وحده دون  غيره ولا مطلب لنا سواه .. سيعطينا من فضل كرمه بلا وسائط أو بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم .. !!

فالرسول لا يعطي من ذاته وإنما الله معطي والنبي قاسم لهذا العطاء .. والله ذو الفضل وهو مَظهر "بفتح الميم" لهذا العطاء .. والله متفضل ورسول الله وسيلة لإظهار هذا الفضل .. كما أن الله يرزق الناس ويجعلهم يعطون بعضهم بعضا من فضل الله عليهم .. !!

* فلماذا يثبتون لأنفسهم الفضل .. ويجعلون الناس تصفهم بأوصاف مثل "صاحب الفضيلة" .. ويجحدون فضل رسول الله ..!!

* ويكذبون على المسلمين .. ويقولون له لو أنك قلت وانت تدعو كلمة "رسوله" .. فهذا معناه أنه دعاء للرسول أو طلب من الرسول .. ولذلك لا تقل "رسوله" ؟!.. فهذا كذب على كلام الله ..!! ليه كذب ؟

لأن الآية هي توسل إلى الله واستبشارا بما سيكون من فضله سواء بأسباب عادية أو من خلال رسول الله ..!! فلماذا يحرفون الكلم عن حقيقته التفسيرية وهم يعلمون ..!!

* بل لماذا لم يحذفوها من القرآن .. طالما في عقولهم وقلوبهم هذا المفهوم المريض الغير سوي ؟!!

فالذي يجعل من الدعاء تحريف وباطل .. فهو يجعل من الآية باطل وتحريف ..!!

* أن ما يروجون له هو تلاعب في كلام الله وتدليس في فهم الآية .. لأنه لا أحد يقول بألوهية الرسول حتى نجعله خالقا للفضل ..!!

والغرض من كلامهم لا نرى من وراءه إلا الجحود لفضل رسوله صلى الله عله وسلم الذي آتاه الله من فضله ..!!

************************

(2)

..:: كذبوا فقالوا : لا فضل للنبي ولا مدد من رده للسلام على المؤمنين ::..

*  أما قولك عن هؤلاء الجاحدين لفضل النبي : أنهم يعترفون بأن الرسول يرد السلام .. ولا يرون أن لهذا فضيلة .. فهذا يظهر ويكشف لنا أحد ثلاثة أمور  :

1-  فإما أنهم ينكرون فضل الله أصلا .. فهذا جحود كفر ..!

2- إما أنهم جهلة بالقرآن .. فيكونوا أصحاب بدعة وضلالة .. لأنهم تكلموا في القرآن بأهوائهم .

3- وإما يزعموا أنهم أهل علم فيكون كلامهم تضليل وتحريف عمدا في كلام الله .. لأن القرآن جعل من دعاء النبي للمؤمن سكينة لهم (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) التوبة 103 ..

ويكون رد السلام من النبي على من يسلم عليه .. بالتأكيد يصاحبه سكينة في قلبه كرامة من الله لرد سلام النبي على المؤمن .. لأن الله هو من حكم بذلك .. (إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) .. !!

* فكيف تصدق بعد ما سبق .. أي حاقد وجاحد لكلام الله .. أن يقول ليس هناك فضل لرسول الله حتى تحرم نفسك أن تسأل الله أن يصيبك بفضله من خلاله صلى الله عليه وسلم ..؟!!

****************************

(3)

..:: (ماذا يسمى دعاء النبي لمن حوله أمواتا وأحياء) ؟ ::..

* ماذا يسمى دعاء النبي لصحابته الأموات والموجودين من حوله ؟

قد ثبت أن النبي كان يزور أهل البقيع من موتى المسلمين ويدعو مستغفرا لهم .. وكذلك كان يدعو لأصحابه من حوله ..

ألا يسمى دعاء الرسول هو فضلا منه عليهم .. ويعتبر دعاءه الشريف لهم هو مددا لهم يساعدهم ويعينهم به .. ؟!

* وإلا فما فائدة دعائه لهم .. وقد انقطعت أعمال من مات من أصحابه ؟! .. وما فائدة دعاءه للأحياء إن لم تكن مددا بالسكينة لهم كما أخبرنا القرآن (صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) .. أي دعاءك لهم يجعل لهم سكينة تسكن قلوبهم وتطيبهم .. ؟!!

* ألم يمدهم النبي بدعاءه لهم متفضلا عليهم بما أعطاه الله من كرامة استجابة الدعاء ..؟!! أي يساعدهم بدعوته لهم وهو مستجاب الدعاء صلى الله عليه وسلم .. أم أنكم ترونه جاحدا لفضل أصحابه (وحاشاه صلى الله عليه وسلم) .. ولذلك لا يحق له أن يبادلهم الفضل بالفضل بالرغم من أنه صاحب الفضل عليهم بأن هداهم للإيمان .. إلا انه يتذكر فضلهم عليه بإخلاصهم في حبهم له ..!!

* فثبت بذلك فضله على أمته .. أمواتا وأحياء .. رغم أنف الجاحدين ..  !!

**********************************

(4)

..:: ( ماذا يسمى دعاء النبي لأمته في الآخرة ؟ ) ::..

إذا لم يكن دعاء النبي لأمته في الآخرة هو من فضل الله ومدد من الله أعطاه لنبيه ؟! فبماذا يسمى ؟!..

بل قد أعطاه سبحانه من مدده ما يكون به له فضل على العالمين يوم القيامة .. لأنه واسطة لبدأ الحساب .. فكانت له الوسيلة والفضيلة .. ؟!

فأي جاحد ينكر فضل ومدد الرسول ؟!

* في الحديث :( إذا كانَ يومُ القيامةِ ماجَ النَّاسُ بعضُهم في بعضٍ قال فيؤتى آدمُ عليهِ السَّلامُ فيقالُ آدمُ اشفع في ذرِّيَّتِك قال فيقولُ لستُ لَها ولَكن عليكم بإبراهيمَ فإنَّهُ خليلُ اللَّهِ فيؤتى إبراهيمُ فيقولُ لستُ لَها ولَكن عليكم بموسى فإنَّهُ كليمُ اللَّهِ فيؤتى موسى فيقولُ لستُ لَها ولَكن عليكم بعيسى فإنَّهُ روحُ اللَّهِ وَكلمتُه فيؤتى عيسى فيقولُ لستُ لَها ولَكن عليكم بمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأوتي فأقولُ أنا لَها فأنطلِقُ فأستأذنُ على ربِّي فيؤذنُ لي عليهِ فأقومُ بينَ يديهِ ويلهمني محامدَ لا أقدِرُ عليها الآنَ فأحمدُه بتلكَ المحامدِ .. ثمَّ أخَّرُ ساجدًا فيقالُ لي يا محمَّدُ ارفع رأسَك وقل يسمع وسل تعطَه واشفع تشفَّع فأقولُ يا ربُّ أمَّتي أمَّتي قال فيقالُ لي انطلِق فمن كانَ في قلبِه "إمَّا إن قال مثقالَ برَّةٍ" "وإمَّا أن قال مثقالَ شعيرةٍ" .. منَ الإيمانِ فأخرجَه منها ...)

* أليس دعاءه لله لبدأ الحساب هو فضل منه صلى الله عليه وسلم على كل الخلائق .. أعطاه له الله .. وهذا يعتبر مدد من الله واصل لنبيه ..!!

* أليس شفاعته هي فضل منه على أمته .. وقد أعطاها الله له ..؟! وهي تعتبر مدد لنا لخلاصنا من العذاب ؟!!

* فلماذا جحود فضل النبي وإنكار مدده الذي أعطاه الله له ؟!!

فهل يوجد مسلم يعتقد أن النبي يخلق المدد والفضل ؟

لا يوجد .. وإنما يوجد فقط في خيال هؤلاء المرضى قلوبهم ..!!

****************************

..:: الفصل الثالث ::..

****************************

(1)

..:: توهمات وظنون فاسدة .. فهل يكذبون على الرسول ؟ ::..

قالوا (الرسول لا يدعو لأمته لأنه مات) !!

قلنا : (بل دعوته مدد لأمته في كل الأزمان) !!

# أما إن كان أحد لا يظن أن الرسول لا يدعو لأمته ..

فنحن نكون بين أمور .. كلها تحتمل الكذب على الرسول .. فمن يجحدها فقد كذب على الرسول متعمدا وليتهيأ لمقعده من النار من الآن .. وحسبه جهنم وبئس المصير .. وإليك البيان فيما يكذب أن الرسول يدعو لأمته .. وأن منكر ذلك كاذب على الرسول بلا ريب :

1- إما أنه يكذب الحديث : ( حياتي خيرٌ لكم وموتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالُكم فما كان من حسَنٍ حمَدتُ اللهَ عليه وما كان من سيِّءٍ استغفرتُ اللهَ لكم ) .. ويتجاهل جحودا وحقدا ما قاله المحدثون الثقات مثل الهيثمي والعراقي والسيوطي .. ومؤخرا صححه الألباني من طريق المزني وليس من طريق بن مسعود ..

* فالجاحد لفضل الرسول فهذا شأنه هو .. لأنه بطبعه جاحد للرسول ولغير الرسول .. فماذا تنتظر منه .. ولكن يكفي أن تعرف أنه لم يجحد فضل الرسول بل كذب عليه أيضا ..؟!!

* ولو تعامينا وتغافلنا .. وقلنا بضعف الحديث "وهو ليس كذلك" .. فهو على أقل تقدير من فضائل الأعمال التي تُرجى من الله .. وفي فضائل الأعمال يتم الأخذ بالحديث الضعيف عند علماء الحديث .. فهل نجحد فضيلة للرسول بسبب قلوب مريضة حاقدة وجاحدة للنبي ..؟!!

* والذي يرشدك لكذبهم على النبي يقينا .. هو حديث النبي عن دعاء الاموات لأقاربهم .. ففي الحديث الصحيح .. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أعمالَكم تُعرَضُ على أقاربِكم وعشائرِكم من الأمواتِ ، فإن كان خيرًا استبشَروا به ، وإن كان غيرَ ذلك قالوا : اللهم لا تُمِتْهُم حتى تهديَهم كما هديتَنا ) .

* فإذا كان الأموات يدعون لأقاربهم في برزخهم .. ألا يدعو النبي لأمته في برزخه وهو أبوهم الروحي ..!!

ألا ترى أنهم يكذبون على الرسول .. جاحدون لفضله !!

* وبمفهوم العقل البسيط : ماذا يسمى دعاء النبي لصحابته الأموات والموجودين من حوله ؟

قد ثبت أن النبي كان يزور أهل البقيع من موتى المسلمين ويدعو لهم .. وكذلك كان يدعو لأصحابه من حوله ..

* ألا يسمى دعاء الرسول مددا لهم .. وإلا فما فائدة دعائه لهم .. وقد انقطعت أعمال من مات من أصحابه .. وما فائدة دعاءه للأحياء إن لم تكن مددا بالسكينة لهم كما أخبرنا القرآن (صلاتك سكنا لهم) .. أي دعاءك لهم يجعل لهم سكينة تسكن قلوبهم وتطيبهم .. ؟!!

* فإذا كان قد دعا لمن مضى من المسلمين ولمن حضر .. أفلا يدعو لمن هو آت ..؟!!

2-  وإما أن هذا الجاحد يكذب حديث : ( ما مِن أحَدٍ يُسلِّمُ علَيَّ إلَّا ردَّ اللهُ علَيَّ رُوحي حتَّى أرُدَّ عليه السَّلام  ) ..

ولا يوجد عاقل يقول أبدا بأن هذا ليس فضلا وليس مددا من الله للمؤمنين على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟!!

وإلا فكيف يكون دعاءه سكن للمؤمنين (إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ) ..!!

أنكذب كلام الله من أجل هذا الجاحد المعتدي على كلام الله ..؟!

3- وإما أنه يكذب أن يكون دعوة الرسول للمؤمنين في حياته الشريفة لم يعد لها فضل وجود ومستمرة بركاتها في كل الأزمان .. فهذا يكون شخص قد ارتقى لمنازل التخريف ما لم يصل له إنسان .. ليه ؟

نوضح ذلك بمثال : لما كان الرسول يدعو ويتوسل متوجها إلى الله في فاتحة الكتاب ويقول ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) .. فهل كان يقولها لنفسه أم لأمته ؟!!

فلوكان يقولها لنفسه فهذا لا يصح .. لأنه بصيغة الجمع ..

ولو كان يقولها قاصدا بها صحابته فقط .. فهذا لا يصح لأن صحابته ليس هم فقط كل المؤمنين .. وليسوا كل أمته ؟!!

* والقرآن يقول (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) .. !! ويقول النبي في الحديث الصحيح ( أنا لكم بمنزلة الوالد ..) ..

فثبت بذلك أن الأب الروحي لكل المؤمنين في كل الأزمان ودعاءه وصل إليهم ..

* ودليل آخر على أن دعاءه لكل المؤمنين في كل زمان :

* قلنا إذا كان قد دعا لمن مضى من المسلمين ولمن حضر .. أفلا يدعو لمن هو آت ..؟!!

بلى قد فعل .. وقد جاء في صحيح مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن جبريل قال للنبي : ( إنَّ ربَّك يأمرُك أن تأتيَ أهلَ البقيعِ فتستغفرَ لهم " . قالت : قلتُ : كيف أقول لهم ؟ يا رسولَ اللهِ !

قال : قولي : السلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللهُ المستقدمين منا والمُستأخِرين . وإنا ، إن شاء اللهُ ، بكم لَلاحقونَ ) .

* فقد دعا رسول الله للمستقدمين الذين توفاهم الله .. والمستأخرين الذين لازالوا أحياء .. وهي دعوة عامة بالرحمة لكل المؤمنين والمسلمين في كل الأزمان دون تقييد بزمن دون زمن .. !!

* ودليل آخر على أن دعاءه لكل المؤمنين في كل زمان :

قوله الشريف ( لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم ، فإن فعل فقد خانهم ) ..

فإذا كان هذا في حال إمام المصلين في جماعة .. أن يشملهم بدعاءه .. !! فما بالك بإمام المسلمين كلهم .. ألم يكن له علينا حق الدعاء لنا ؟!! بل والقرأن أرشده لذلك (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) آل عمران159 - ؟!!

* وبطريق آخر : هل الملائكة أفضل من رسول الله في دعائهم .. وهم الذين يدعون للمؤمنين والمؤمنات ؟!!

* فثبت بما سبق ان دعاء الرسول فعال في كل الأزمنة وأنه مدد موصول لكل أمته حتى يوم القيامة ..

*****************************

(2)

..:: ولكن انتبه جيدا ::..

( حتى تستحق أن تصيبك دعوة النبي )

# إذا كانت الدعوة النبوية هي رحمة من رحمات الله وفضل من الله يصيب به من يشاء .. فمن المستحق لذلك ؟

* تأمل الآتي :

يقول تعالى : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف 156

يقول تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة54

يقول تعالى : ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الحديد21

****************************

(3)

..:: هكذا يخدعون أنفسهم والناس ؟ ::..

* والذي يرشدك لجحودهم على النبي وخداعهم لأنفسهم  والمؤمنين .. هو اتباعهم لفضل الرسول .. ويَحُث الناس على ذلك .. !!

كيف ذلك ؟

أليس في اتباع سنته فضل له عليهم ..!!

ومستقبلا منتظرين منه شفاعته والشرب من يديه .. ؟!!

فأي جحود هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. لمن أنكر أن يكون له فضل عليه .. ويزعم أنه يتبعه ويحث الناس على اتباعه وهو له جاحد ..؟!!

* وكيف ينكر على مؤمن أن يدعو الله أن يؤتيه من فضله على يدي رسوله .. بأن تصيبه دعوة من رسول الله فيستغفر له أو تصيبه دعوته برد السلام عليه فتكون سكنا له وطمأنينة في قلبه .. ؟!!

* أيوجد عاقل يرفض أن يدعو له رسول الله بما أعطاه الله من كرامة ذلك ؟

إنهم حقا يحرفون الكلم عن مواضعه .. بالتدليس على كلام الله .. والاعتقاد فيه بما لم يحمله النص من معاني .. وخدعوا الناس بأنهم لو قالوا كلمة "رسوله" .. فيكونوا أشركوا بالله لأنهم جعلوا لرسول الله فضل إيجاد مع فضل الله الموجد .. وإنهم لكاذبون .. لأن الآية تشهد عليهم أنهم لكاذبون .. لأن هذا ليس معنى كلام الله .. والرسول لم يشهد لنفسه بفضل الإيجاد .. بل قال (الله معطي وأنا قاسم) .. !!

* فثبت بذلك خداعهم للمؤمنين .. وتحريفهم وتدليسهم في كلام الله ..

****************************

..:: الفصل الرابع ::..

****************************

(1)

::.. أما من ينكر الرابطة الروحية ؟ ..::

* فلا ندرى ما وجه نكارتها إلا إن كان هذا المنكر جاهلا إنها تكون عن غلبة محبة قلبية ..!! ويكون الرسول أحب إلى المحب من نفسه .. أو غلبه حب النبي في قلبه حتى ولو كان عاصيا .. ودليل ذلك كما في البخاري ( أن رجلًا على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان اسمُه عبدَ اللهِ .. ، وكان يُضحِكُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ جلَدَه في الشَّرابِ، فأُتيَ بهِ يومًا فأمَرَ بِهِ فجُلِدَ، فقال رجلٌ مِنَ القَومِ : اللَّهُمَّ العَنْهُ، ما أكثَرَ ما يُؤتَى بهِ ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لا تَلْعَنُوه ، فواللهِ ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه )

فقد شهد له الرسول بمحبة الله ورسوله وهو في حال ارتكاب معصية شرب الخمر وعقابه .. ونهى الصحابة عن شتمه وسبه وزجره لأنه محب .. وصادق في حبه حتى وإن غلبته نفسه بارتكاب كبيرة ..!!

فهل ينكر أحد المحبة لله والرسول .. إلا أعمى القلب ؟

* فإذا علمت ما سبق .. نعود لمسألة الرابطة الروحية :

فأبسط شيء يقال لهؤلاء الجاحدون :

كيف يرى المؤمن المحب رسول الله مناما ؟

أليست هذه رابطة روحية أتت من غلبة محبة ؟!

* فهل قال أحد في أمة محمد أن الذي يأتي هو ذات النبي بجسده ؟! بالطبع لا .. لم يقل أحد بذلك .. ؟!!

بل هو انعكاس لروح النبي بما لها من خصائص أكرمه الله بها .. فيكون المرسل روحا ملائكية متشبهة بمثالا للرسول .. ولذلك قال النبي (الشيطان لا يتمثل بي) .. ولم يقل ولا الملائكة .. فافهم ..!!

فإذا كانت الملائكة تتشكل بأشكال الصحابة مثل تشكل جبريل عليه السلام كثيرا بصورة الصحابي (دحية بن خليفة الكلبي) وكان ذلك في حياة النبي .. أفلا تتشكل لصاحب الرؤية بشكل النبي ؟! .. أفلا تعقلون ؟!

وبطرق أخرى نقول لك :

* فالذي يجد القرآن في قلبه وتعاليم النبي في قلبه .. أليست هذه روابط روحية بينك وبين القرآن والنبي ؟

* فإذا جحدوا ما سبق فكيف يجحدون قوله تعالى ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) ..، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الحديد28 ..

* أليس النور والإيمان والتأييد بروح منه .. هي روابط روحية ..؟!!

أليس اليقين والتوكل والإخلاص والرضا .. روابط روحية ؟

أليست المراقبة لله واليقظة بالله هي روابط روحية ؟

* فإذا كان كل ما سبق ليس روابط روحية .. فكيف يحي المؤمن بالله ؟! كما يقول تعالى : (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) الأنعام 122

حتى أن تعالى قد وصف القرآن كونه روحا .. لأن الله يحيي به القلوب (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا) الشورى52

فكيف تنكرون الروابط الروحية ؟

إلا إن كنتم جاحدون .. وفي الجهل تتنعمون .. وقد انطمست بصيرتكم .. فماذا نفعل لكم .. ؟!!

***************************

..:: خاتمة : بدعاء إلى الله ::..

* اللهم آتني من واسع فضلك أن اتبع نبيك في الدنيا ما تحي به قلبي وتثبتني به على الصراط المستقيم .. حتى يسكن حب رسول الله في قلبي بثبات التمكين .. وتسمعني منه صلاته علي برَدِّ سلامه لتكون سكنا لي في الدنيا فيطمئن قلبي بحب الأمين .. وتمتعني برؤيته حتى أعلم أنه الحق اليقين .. وفي الآخرة ارزقني شفاعته والشرب من فضل يديه الذي أعطيته ولم تعطيه لأحد غيره من النبيين والمرسلين .. واسكني بحضرته دائما أبدا في الدنيا ويوم الدين ..  يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين .. آمين .

* وأنعم بذلك كذلك لكل المحبين من أحب نبيك بهذا الحب واعترف له بالفضل ماضيا وحاضرا ومستقبلا بما خصصته ومددته به كرامة منك وفضلا .. يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين .. آمين .

* وارضى عن أهل المدونة المحبين لك ولرسولك .. واجعلنا سندا ومددا لكل مؤمن ومسلم بل وكل انسان احتاجنا فوجدنا بك معه .. ونسألك جميعا الغفران المبين .. يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين .. آمين ..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم ..

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..