ج1 : رسالة الشهوة الحميمية - ما هي الشهوة - هل المرأة شهوة - ما هو السكن – المودة – الرحمة - لماذا قد ذكر النساء دون الرجال في حب الشهوات - هل فكرت يوما في هذه الفكرة - هل قال الحكماء عن الجنس .. شهوة بهيمية .

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الأول )

(رسالة الشهوة الحميمية)

و علاقة الجنس بالمس والأعمال الروحانية

في الحياة الزوجية والغير زوجية

ومحاورة عقلية لكاتبة إعلامية

والرد على من اتهم الرسول بالشهوانية

* فهرس :

:: الفصل الأول ::

1- الزواج .. سكينة قوامها المودة ورحمة  ؟

2- ما هو السكن – المودة – الرحمة ؟

3- (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) ؟

4- ما هي الشهوة ؟

5- هل المرأة شهوة ؟

6- (زُينَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) ؟

7- لماذا قد ذكر النساء دون الرجال في حب الشهوات ؟

8- الشهوة المحمودة والشهوة المذمومة  ؟

9- لماذا قال تعالى فعل (زُينَ) للمجهول ؟

10- هل قال الحكماء عن الجنس .. شهوة بهيمية ؟

11- ما هو مقصد الشرع من الشهوة الجنسية ؟

12- هل فكرت يوما في هذه الفكرة ؟

***************************

..:: مقدمة ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟؟ أهلا ومرحبا بكم يا سادة في رسالة لطيفة وبسيطة وخفيفة .. !!

وهذه الرسالة تدور حول علاقة الجنس ( العلاقة الحميمة ) بالمس الروحاني ؟

وبمعنى آخر :

هل هناك رابطة بين المس الروحاني والعلاقة الحميمة ؟
وكيف يحدث وكيف يتم علاجه ؟

* في الحقيقة هناك ترابط قوي بين الجنس والمس الروحاني بين الأزواج .. وأيضا الغير متزوجات ..؟ كيف ذلك ..؟

هذا ما سنكتشفه من خلال هذا البحث البسيط محتواه والكبير فحواه ..

* وقد جعلت الرسالة مقسمة على أجزاء .. فجعلت الفصل الأول له كمقدمة يجب أن تعرفها جيدا .. 

* ثم الفصل الثاني .. والتعريف بعلاقة المس بالعلاقة الحميمية ..

* ثم الفصل الثالث .. وقد ألحقت به شبهة لكاتبة إعلامية ..

* وختمت الرسالة بالرد على من طعن على كلام الرسول .. وظن فيه أنه شهواني .. (وحاشاه – صلى الله عليه وسلم) ..

بسم الله ..

توكلنا على الله ..

*******************************

:: الفصل الأول ::

*************************

..:: الزواج .. سكينة قوامها المودة ورحمة ::..

* يقول تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)

* وجدت تفاسير تميل .. إلى أن تجعل النفس في الآية هو آدم .. وعلى ذلك يترتب على أن كلمة أزواجا المقصد بها المرأة .. فيجب أن تكون المرأة بذلك محل السكن والأمان للرجل ..!!

* وهذا الرأي عن نفسي أرفضه .. لأنه يميل لذكورية التفسير .. ويخالف ظاهر الآية ..!!

لأن اللفظ القرآني لم يخصص ... فلماذا التخصيص وإلقاء مسئولية السكينة على المرأة .. وكأن الرجل حمامة السلام .. والمرأة هي النسر الجارح ..!!

* ولذلك قبلت التفسير القائل .. بان معنى (من أنفسكم) .. أي من جنسكم على هيئتكم وشكلكم لتأنسوا إليها .. ويكون معنى (لتسكنوا إليها) .. أي ليسكن بعضكم إلى بعضكم .. فتجدوا مع هذا التزاوج الهدوء الطمأنينة وراحة البال .. بل وجعل قوام هذه العلاقة بينكما قائمة على المودة والرحمة وفق ضوابط تشريعة تحدد مسئوليات كل طرف .. لتستقيم الحياة ..

******************************

..:: ما هو السكن – المودة – الرحمة ؟ ::..

1- ما هو السكن ؟

هو الهدوء والطمأنينة وراحة البال .. فالمسكن دائما هو المكان الذي يأوي إليه الإنسان .. للراحة ..

فالرجل يسكن لزوجته لتحتويه بعاطفتها وأنوثتها .. والمرأة تسكن لزوجها ليحتويها بحسن معاملته ورجولته ..

فيكفي كل منهما الآخر .. بما يُعِينَه على الحياة ومصاعبها ..!!

2- ما هي المودة ؟

الإحترام والتقدير والألفة والتوافق والمؤانسة بين الاثنين نفسيا .. وكأنها حالة رضا بالشخص الآخر عن قناعة .. ولما تشابهت بالمحبة .. فجعلوها مرادفا للحب على سبيل المجاز ..

* ولكن الحب هو تعلق القلب بالآخر .. وهذا خلاف المودة ..

* ولما كان الحب أمر يحتاج لمعاشرة زمنية حتى يحدث بين اثنين .. فكانت الألفة والتوافق في الطباع هي محل الإتفاق في الشريعة بين الطرفين حيث يستطيع كل شخص أن يعرض طباعه وأفكاره للآخر .. فيحدث التقابل الفكري والقبول النفسي .. 

* لأن مقصد الآية العلاقة بعد الزواج وليس كما يحدث الآن من علاقات غرامية تلفزيونية ..!!

* ولذلك كانت من ضوابط الشريعة في الزواج التوافق الإجتماعي والعلمي لاستمرار توافق الطباع الإجتماعية والفكرية التي هي أحد أشكال استمرار الحياة ..

* فالمودة غير الحب : وإنما المودة مرحلة تسبق الحب .. ثم يترتب على استمرار هذه المودة انبعاث الحب في القلوب .. ونادرا ما يحدث .. لأنه أمر ليس بيد العباد .

* والمقصد بها من الآية .. المداعبة والملاطفة والمؤانسة في الحياة لكل من الطرفين بما منحه الله من مزايا وخصائص يشارك بها الآخر .. فالمرأة تداعب الرجل بأنوثتها .. والرجل يكرم المرأة بماله .. وكلاهما يحترم الآخر بما يقدمه للآخر .. مهما كان الفعل صغير .

3- ما هي الرحمة ؟

الرحمة هي نزول انكسار بالقلب يسبب له لين الطبع .. يترتب عليه شفقة بالآخر ..

ومقصودها في الآية هي المعاشرة بالمعروف .. فقد يصيب الانسان مكروها لا يستطيع ان يقدم معه ما كان يستطيعه سابقا ..

* مثال ذلك : المال للرجل .. قد يكون صاحب دخل كريم .. ولكن مع الأيام يتدهور الحال .. ولا يصبح كسابق عهده .. فتأتي الرحمة في قلب الزوجة لتتفاعل معه في مشكلته وتواسيه وتقف جنبه وترضى بما قسمه الله .. ولا ترهقه من أمره عسرا .. لأن سابق المودة منه جعل الرحمة موجودة .. متذكرة فضله عليها .

* مثال ذلك : جمال المرأة .. يذهب مع الأيام أو حتى في حادثة .. فتأتي الرحمة في قلب الرجل .. فيأنسها في نفسها ويشعرها بأنه لا يوجد مثلها .. ويظل يكرمها ويداعبها ويضاحكها .. لأنها كان لها سابق المودة منها إليه مما جعل الرحمة في قلبه موجودة .. متذكرا فضلها عليه .

* ولا يخفى أن المرض لو نزل بالإنسان .. سواء رجل أو امرأة .. فهو يكون في حاجة شديدة للرحمة ممن حوله .. 
فكل إنسان يعمل بالمودة لهذا اليوم .. حتى يجد الرحمة واصلة إليه في وقتها .. فبقدر الإمتنان يكن الإحسان ..!!
فقدم أعمالا طيبة حتى تجدها في وقت لاحق ..!!

والله أعلم .

*************************

..:: ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) ::..

* هذه الآية كانت صريحة في إباحة المباشرة للأزواج في ليالي رمضان .. والذي يهمنا هنا .. أن الله جعل فعل المباشرة (الجماع) من حق الطرفين وليس طرفا واحدا .. فلم يقل تعالى ( هن لباس لكم ) فقط .. أي يجب عليك أن تعفها كما تريد أن تعف نفسك ..!!

* فالرجل الذي يسعى ليعف نفسه تاركا زوجته كالجثة الهامدة .. فما هو إلا جاحد للشريعة عاصيا لكلام الله .. وكلام الرسول (وسيأتي بيان ذلك بعد قليل ) ..!!

* جاء في التفسير الوسيط :

( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) .. هي مجاز عن أن كليهما يمنع الآخر عما لا يحل، فكما يمنع اللباس الحر والبرد، فكذلك كل من الزوجين يمنع الآخر، ويستره عن الفاحشة، بما أحله الله له من المباشرة.

وقال ابن عباس معناها : هن سكن لكم وأنتم سكن لهن .

التفسير الوسيط لمجمع الشئون الإسلامية ج1 ص294 .. مختصرا .

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

(هُنَّ لِبَاسٌ لكُمْ وَأَنتمْ لِبَاسٌ لهُنَّ) اللباس ما يستر البدن للرجل والمرأة، فالعلاقة بين الزوجين تجعل الزوجة كأنها لباس لزوجها تستره ، وتمس جسمه وتكون منه بمنزلة الشعار والدثار⁽¹⁾ ، وهو لها كأنه لباس يسترها، ويكون منها بمنزلة الشعار والدثار يلامس جسمها جسمه، فتكون المشاعر التي تثير وتهيج.

وإن هذا اللفظ (لباس) يدل على الحاجة الحسية من الرجل لامرأته ، ومن المرأة لزوجها ، والحاجة النفسية والرباط الروحي الذي يربط بينهم بالمودة والرحمة ، كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً. . .).

(1) ومعنى الشِّعار: ما ولي شَعَرَ جَسَد الإِنسان دون ما سواه. والدثارُ: الثوب الذي يُسْتَدْفَأ به من فوق الشعار. وفي المثل: هم الشعارُ دون الدثارِ؛ يصفهم بالمودّة والقرب. لسان العرب.

زهرة التفاسير ج2 ص265 ... مختصرا ..

* إذا فكلام الله واضح باحتياج كلا من الطرفين للعلاقة الحميمة .. حتى يعف نفسه عن الحرام وتسكن نفسه .. فتصبح بلا انزعاج ولا اضطراب لإشباعها لهذه الرغبة الغريزية في الإنسان ..

****************************

..:: ما هي الشهوة ؟ ::..

* معنى الشهوة "شها يشهو" : أي رغب في الشيء ونزعت نفسه إليه .. ليشبع نفسه من شيء هو في احتياج إليه ..

* والشهوة في ذاتها ليست مقبوحة ولا مذمومة .. كما يحلو للبعض أن ينظر لكلمة "شهوة" على أنها نقيصة إنسانية وسقوط عن درجة الكمال ..!!

وكل هذا محض وهم وتضليل في الحقائق وخلط للأمور ببعضها .. ليه ؟

لأنه كما قلنا أن الشهوة ما هي إلا لفظ يشير إلى ما ترغب فيه النفس .. سواء جنس أو مال أو طعام وشراب أو سلطة .. أو غير ذلك بما يعود على الإنسان بمتعة نفسية ..

* ولو كانت الشهوة مقبوحة لذاتها .. فلماذا كانت سنة لأهل الكمال جميعهم مثل الرسل والأنبياء والعارفين وغيرهم ..

فلما ظهر أن هذا مسلك أهل الكمال .. فقد علمنا أن القائل بالنظرة الدونية للشهوات الإنسانية .. هو الذي قد اتهم نفسه بالنقيصة وشهد لنفسه بالعيب لانعدام الغريزة فيه .. ثم أراد أن يلحق نقيصته بمن هم أعلى منه ..!!

**************************

..:: (زُينَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) ::..

:: هل المرأة شهوة ؟ ::

* المرأة ليست شهوة .. بل أمر مشتهاه .. أي مرغوب فيها .. أي يرغب فيها الرجل برغبة ملحة تجعله متعلق بها تعلق تام .. لا يتنازل عنه ..

أي مصدر جذب لشهوة الرجل .. فالرجل شهواني الطبع ناحية المرأة .. كغريزة قوية فيه .. حتى تجعله ينجذب إليها بقوة ..

* ولتوضيح الأمر بمثال لعقلك : الأمر المشتهى مثل السيارة الفاخرة .. هل تقول على السيارة أنها شهوة ؟ أم محل طمع للشهوة النفسية التي تنظر إليها ؟
ففرق بين الشهوة التي هي غريزة نفسية في الإنسان (للرجل والمرأة) .. وبين الأمر المشتهي فيه أي الذي يرغب إليه الإنسان وينجذب له ليحصل عليه لتطمئن نفسه بالحصول على هذه الرغبة .. بدلا من كثرة التفكير والانشغال بها التي قد تؤذيه نتيجة عدم حصوله عليها .. 

* إذن فالشاهي هو النفس أو الإنسان (سواء رجل او امرأة) .. والمشتهى هو الشيء الذي تنجذب إليه ..

* والآية معناها ببساطة : تم تهيئة النفوس الإنسانية بوجود الرغبات فيها بالإنجذاب ناحية كذا وكذا وكذا ..
فالشهوة وصف لغريزة مودعة في الناس .. وليس وصف للنساء والمال وغير ذلك من مشهيات الحياة ..

* والآن نقول : ما العيب أن تكون المرأة وسيلة مشتهاه أي مرغوب فيها .. أي مصدر جذب للرجل يرغب فيه الرجل بقوة ..!!
كما نقول عن الرجل أنه وسيلة مشتهاه من المرأة أيضا ..!! 
فهل انعدمت النساء غريزة الشهوة حتى لم يعد لها أي شيء يجذبها للرجل ..؟!!

* وهل يوجد امرأة عاقلة أو حتى غير عاقلة .. ترفض أن تكون مرغوب فيها من الرجال .. سواء عفيفة أو ساقطة ؟!

وإلا فكيف ستتزوج إن لم يرغب فيها الآخر ..؟!!

* إذن الذين تاجروا بكلمة الشهوة .. وجعلوا من الدين مصدرا لوصف المرأة بالشهوة .. فهو إنسان قد اتهم نفسه بأحد أمرين :

1- إما أنه مخنث .. فلا لوم عليه

2- وإما أنه عِنِّين .. فلا لوم عليه

لأن كلاهما فقد الإحساس بكونه رجل .. حتى ينكر وجود شهوة فيه تجاه المرأة ..!!

* والشهوة متبادلة .. فكما أن الرجل يشتهي منها متعة المداعبة .. فهي أيضا تشتهي منه متعة الملاطفة ..

* ولكن وصف الآية في الحقيقة يفضح .. رغبة الرجل الأكيدة بقوة في الوصول لأشباع رغبته من خلال المرأة .. التي هي تستطيع فعل ذلك .. لما فيها من خاصة جذب جنسي يطلبها الرجل .. !!

* بل ويكشف حقيقة أخرى .. بأنه وضع قوة جذب في المرأة .. من الصعب للرجل أن يدفعها لشدة احتياجه لها ..

* ولذلك تم فرض الحجاب لكسر شهوة الرجل الجاذبة للمرأة .. حتى لا يعتدي الرجل عليها بسبب هذه الجاذبية المودعة فيها .. والتي قد تسلب الرجل عقله ..!!

******************************

..:: لماذا قد ذكر النساء دون الرجال في الآية ؟ ::..

وذلك حتى تعلم أنها مطلوبة لا طالبة !!

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :

واكتفى القرآن بذكر محبة الرجل للمرأة مع أن المرأة كذلك تحب الرجل بفطرتها لأن ذكر محبة أحدهما للآخر يغنى عن ذكر الطرفين معا، وما يستفاد بالإشارة يستغنى فيه عن العبارة خصوصا في هذا المجال الذي يحرص في القرآن على تربية الحياء والأدب في النفوس، ولأن المرأة في هذا الباب يهمها أن تكون مطلوبة لا طالبة. وحتى لو كانت محبتها للرجل أشد فإنها تحاول أن تثير فيه ما يجعله هو الذي يطلبها لا هي التي تطلبه.

التفسير الوسيط ج2 ص47

****************************

..:: لماذا قال تعالى فعل (زُينَ) للمجهول ؟ ::..

:: الشهوة المحمودة والشهوة المذمومة ::

يقول تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) آل عمران14

* قلت خالد : صاحب الموضوع ..

لو لاحظت ستجد أن الله .. لم يوضح في هذه الآية مَن الذي زين هذه الشهوات ..؟ أي أنه أبهم أمر التزيين ولم ينسبه لأحد ليه ؟

 ليه ؟

* لأنك قد تحب هذه الزينة الدنيوية بطريق مشروع .. فتكون هذه الزينة محمودة .. يقول تعالى : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الأعراف32

لأنك لو انفعلت بها مع الله كانت ( وَلكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ )

* وقد تحب هذه الزينة بطريق غير مشروع .. فتكون هذه الزينة مذمومة .. يقول تعالى : ( زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ) النمل24 ..، يقول تعالى : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ ) البقرة212

* يبقى ربنا أعلن أن هذه الأمور محل رغبة بالإنسان وفيه تعلق شديد بها .. 
فقد تدفع الرغبة في الإنسان ليحصل عليها بالحلال أو بالحرام ..

فلو طلب الحلال .. فسيجد الزينة من الله ييسرها له ..

والذي طلب الحرام .. فسيجد الزينة من الشيطان يهيئها له ..

والعاقبة للمتقين ..

والله أعلم بمراده .

*****************************

..:: هل قال الحكماء عن الجنس .. شهوة بهيمية ؟ ::..

* قلت : إذا كان هذا هو قول الحكماء .. فما هو قول السفهاء ..؟!!

* والحكماء المقصود بهم أصحاب الرياضات والمجاهدات النفسية حتى يتحرروا من رق الجسد ورغباته المسيطرة على الإنسان ..

فحكماء غير المسلمين : يفعلون ذلك حتى تتضح لهم معارف وغيبيات كونية ..

والحكماء عند المسلمين : يسمون بالعارفين .. لأنهم يزيدون على ما سبق من مجاهدات وقهر شهوات .. بأنهم يجاهدون ليتحرروا من سيطرة شهواتهم عليهم طلبا للمولى وابتغاء وجه ربهم الأعلى .. لا غير ..!!

* عموما نشرح لك ما استغلق على فهمك :

الحكماء يقولون ما ملخصه : ( أَنَّ الشَّهْوَةَ صِفَةٌ مُسْتَرْذَلَةٌ مَنِ اتَّبَعَهَا شَاهِدٌ عَلَى نَفْسِهِ بِالْبَهِيمِيَّةِ .. ) .

* فافهم الآتي حتى تفهم مقصودهم :

أولا : ليس مقصودهم الشهوة الجنسية فقط كما يتوهم أصحاب العقول ناقصة الفهم .. وإنما كل شهوة تحجب عنك المعرفة .. سواء جنسية أو جسدية "أكل - شرب" أو نفسية "فضول - غيبة " أو عقلية "مجادلا منتصرا لرأيك – السخرية من الآخر " .

ثانيا : فمقصد الحكماء ليس ذم الشهوة لذاتها وإنما في الإنحراف بها .. وعلى هذا تم التنفير منها .. كيف ذلك ؟

* لأن صاحب الشهوة البهيمية عند الحكماء الغير مسلمين : هو الذي اكتفى بالشهوة حتى حجبته عن إدراكات الروح .. فكان كالبهيمة ..

أما عند حكماء المسلمين : هو الذي اكتفى بالشهوة حتى حجبته عن  مولاه ..!!

* والفرق بين البَهيم والإنسان :

أن البَهيم : روحه مسلوبة الكمالات الروحية ..

والإنسان : محل الكمالات الروحية ..

* فالذي يكتفي بالجسديات فهو مسلوب كالبهيم .. والذي يسعى للبحث عن كمالاته الروحية فهي الإنسان ..

* ولذلك تم تسمية الإنسان .. لأنه يأنس بجسده مع السفليات ويأنس بروحه مع العلويات .. فجمع بين معرفة الأرض ومعرفة السماء .

* فالحكماء جعلوا من الشهوة صفة ساقطة .. ليس من أجل أنها شهوة .. وإنما لما يترتب على فعلها من حُجُب تحرمك من المعرفة الأرضية أو السماوية .. فتتساوى بذلك بالبهيمة .. !!

* فمن فضلك أفهم كلام العلماء . حتى لا تكون مرددا كلاما تتساوى به مع السفهاء في أفكارهم البالية وعقولهم الناقصة الفهم .. !!

*****************************

..:: ما هو مقصد الشرع من الشهوة الجنسية ؟ ::..

1- استواء النفسية للرجل والمرأة من خلال افراغ الكبت الجنسي الذي قد يؤثر عليه عضويا ونفسيا وسلوكيا .

2- العفة عن الحرام .

3- محلا للأجر والحسنات .. ومحوا للسيئات . كما جاء في الحديث : ) ما من مُسلمَينِ يلتقيانِ فيتصافحانِ إلا غفر اللهُ لهما قبل أن يتفرَّقا) .. 

فإذا كان هذا حال من يتلامس باليد .. فما بالك بمن يتلامس بكل الجسد كالأزواج .. ؟!

وستعلم ذلك تفصيليا في الفصل القادم .. إن شاء الله .

4- وسيلة من وسائل المودة التي تؤدي إلى السكينة النفسية .

5- تحمل المسئوليات .. ليرتقي بك من الطفولية إلى الرجولية .. فتنتقل من معونة نفسك إلى معونة غيرك .. ثم تنتقل هذه المعونة لكل المجتمع بعد ذلك .

6- الحفاظ على النوع الإنساني .. من أجل دوام المعرفة .

والله أعلم بمقاصده ..

********************************

..:: هل فكرت يوما في هذه الفكرة ؟ ::..

(سواء كنت رجل أو امرأة)

* هل فكرت يوما أن تجامع زوجتك ليس لإرضاء نفسك فحسب .. وإنما لترضيها أيضا في نفسها وتجبر بخاطرها إكراما لله .. حتى ولو لم تكن تريد ذلك ؟

* فتكون أرضيت نفسك وأرضيت غيرك .. وأرضيت ربك .. لأنك ساعدت إنسان في دفع كربة عنه .. فتشعر بأنك ذو نفسية سوية ..!!

* أم كنت تكتفي بإرضاء نفسك فقط ؟!

فإن فعلت ذلك فقد حكمت على نفسك بالأنانية .. وأنك ذو نفسية دونية ..!!

* ملحوظة : (الكلام السابق مُوجَّه للزوج والزوجة وليس للزوج فقط) .. !!
فهل الزوجة فكرت في إرضاء زوجها حتى ولو لم تكن تريد ذلك .. لمجرد أن ترضيه في نفسه وترفع عنه الضيق الناتج عن الكبت الجنسي .. لجبر خاطره .. وإكراما لله ..!!
أم اكتفت بما تريده لنفسها فقط ..؟!!

*******************************
:: كن واعيا لما سبق ::

* فإذا وعيت ما سبق في هذا الفصل الأول .. فهيا بنا ننتقل إلى كيفية علاج المس العاشق للزوجة ومقاومة سحر تفرقة الأزواج  ..

حيث يتم العلاج والمقاومة من خلال العلاقة الجنسية الحميمية ..

وكيف تؤثر العلاقة الحميمية على نفسية الزوجة ..

وكيف أيضا تؤثر على نفسية الغير متزوجة ..

*******************************

:: الفصل الثاني ::

*************************

..:: علاجات لم يسمع عنها المصابين روحانيا ::..

( وحديث نبوي لم يبلغ مسامع أغلب النساء ..!! )

حينما يأتيني زوجين .. ويقولا لي أن بهما سحر أو الزوجة بها مس .. فأخبرهما غالبا بشيء مهم واجب الحدوث .. قبل العلاجات مثل الرقية وسورة التوبة ..

*  فأطلب منهما أمرين مصحوبين بثلاث شروط :

قبل عمل أي شيء لا قراءة ولا غيره .. !!

الأمر الأول : أن يقول الزوج لزوجته حينما تصنع له شيء مثل كوب شاي ..

فيقول لها : كتر خيرك أو تسلم أيديكي أو شكرا ليكي ..

الأمر الثاني : ممارسة العلاقة الحميمة مرة في اليوم  .. أو ..

يتبع إن شاء الله

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..