ج4 : لمحات من حياتي - السحر وكيف تعاملت معه ؟ سحر التعطيل والإفساد لزوجتي ؟ سحر المحبة لي – ووسواس التفرقة بيني وبين زوجتي ؟ سحر الخيال – وكأن المدونة لها صورة باهته ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ج4 : لمحات من حياتي 

السحر وكيف تعاملت معه ؟

فهرس :

1- سحر التعطيل والإفساد لزوجتي ؟

2- سحر المحبة لي – ووسواس التفرقة بيني وبين زوجتي ؟

3- سحر الخيال – وكأن المدونة لها صورة باهته ؟

 ****************************

..:: مقدمة مهمة ::..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اليوم سأحكي معكم عن اشياء حدثت في حياتي .. خاصة بالسحر .. بمختلف أنواعه ..

وسبب كتابتي لهذا الموضوع هو أن البعض يظن أو يعتقد .. أنني أنكر أو اعترض على من يصيبه السحر ..!!

* والحقيقة ليست كذلك تماما ..!!

لأن السحر كان جزء من مقدرات حياتي .. في فترات مختلفة .. ولكن الفرق هو في كيفية التعامل معه كيف كانت .. وأن إيمانك وقت نزول الضرر عليك ..؟!!

* ولم أهتم يوما بأن الذي بي هو سحرا وتم تسليطه من آخرين .. وإلا سأمتلأ غلا وكراهية وشك للمجتمع من حولي ..!!

* ولكن إن أدركت أن بي سحرا .. فهو من باب فضول العلم لا أكثر .. أو تقول رفاهية معلومات ولست في حاجة إليها ولا أبحث عنها ولا عن مصدرها ولا حقيقتها .. بل هي تأتي لوحدها .. دون إرادة بحث مني .. ولا ألتفت إليها .. لأن الفاعل هو الله .. لأنه أذن بذلك .. فلماذا أهتم بغير التوسل إلى الله طالما هو الفاعل .. !!

* فالسحر لا يختلف عن كونه تسليط روحاني بقصد الضرر .. حتى أن طريقة العلاج (وإن اختلفت آياتها) فهي طريقة واحدة في مختلف الأذى الروحاني  .. وهي طريقة تعتمد على التوسل  والتذلل لله بكلامه وأسماءه .. لأن الذي أنزل الضرر هو الله .. والذي يرفع الضرر هو الله .. يبقى خليك مع الله .. لأنه الأول والآخر والظاهر والباطن .. وهو على كل شيء قدير  ..!!

* عموما أذكر لكم لمحات من حياتي مع السحر وشيء من الصراعات مع العالم الناري .. عسى أن تكون هذه اللمحات سببا لتوضيح أمور عند الكثيرين ..

* لكن صدقوني من كان الله مولاه .. وكانت عقيدته  ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة51 .. فلا يبالي بأحد من العالمين ..!!

* واعلموا أن من يريد أن يفعل سحرا فليفعل .. فلن يخرج فعله عن مراد الله في الإنسان المفعول له السحر .. حتى يعود لحضرة مولاه متوسلا له راجيه عفوه .. فيسعدك بمناجاته .. ثم إن شاء عفى وإن شاء أبقى .. وعليك أن ترضى بقضاءه وقدره .. رضا اطمئنان .. وليس رضا عن قهر حال ..!!

* وأيضا ألفت انتباهكم لشيء وهو .. أن العلاج في العلاقة بالله يكون بصدق الإيمان وحسن اليقين ومدد التلقين ( أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) المجادلة22 .. ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) الطلاق2 .. !!..

* وستجد في القصص التالية .. أني لم أفعل شيء أمام القضاء إلا بالتسليم والتفويض ثم هو يدبر ما يريد ويرشدك إلى المخرج بأمان .. ولكن في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد ..!!

* واعلم أن الوقائع التالية .. لا علاقة لها بواقعة ( حزب الإغاثة والمدد) .. فهذه لها واقعة خاصة جدا .

* نبدأ بسم الله ..

* توكلت على الله ..

*******************************

(رحلتي مع السحر)

(1)

..:: ( سحر التعطيل والإفساد للمرأة ) ::..

ذات يوم من الأيام .. في بداية زواجي في أواخر سن العشرينات .. وكان قد انفصل عني تماما الإحساس لروحي الذي كنت أعيشه من خواطر وأحاسيس ربانية .. وما شابه ذلك .. ( وهذا كان بعد مرحلة العزلة) ..!!

* تم الزواج .. وبعد ستة أشهر لم يحدث أي حمل .. وذهبنا لأهل الطب ولا يوجد مانع أو سبب .. ولم أهتم بهذا الأمر .. ولم يأخذ من عقلي حتى ولو كلمة "لماذا" ..؟!!

* وكنت في هذه الفترة قد تم حرماني من قراءة أي كتاب ديني إلا القرآن فقط .. وكنت كلما حاولت القراءة في أي كتاب آخر .. وصادف أن وجدت نفسي ذات يوم  تتحرك إلى مكتبتي التي كنت أقف أمامها حسيرا ..!! ووجدت يدي تمتد إلى كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي المختار للإمام الجزولي رحمه الله .. وكنت اقرأه محبة في النبي وقربا إلى الله .. لا أكثر .

* ووجدت عزيمة غير طبيعية في نفسي لقراءة هذا الكتاب كاملا .. وكنت اقرأ كل ليلة قبل أذان الفجر بساعة وربع تقريبا .. حتى كنت أختمه قبل الأذان مباشرة .. وظللت على ذلك شهورا ..

* حتى جاء يوم وأثناء قراءته .. فوجدت أمام عيني على مسافة متر تقريبا وكأن شخصا ( غير مرئي ) أتى وفي يده ( وهذا هو المرئي لعيني ) .. مثل رقعة أو صحيفة من جلد غزال ملفوف .. وقام بفتحه أمام عيني .. وأجد مكتوبا فيه الآتي :

1- توكيل لفلانة "زوجتي" بأن لا يتم خطبتها

2- وإن خُطبت فلا تتزوج

3- وإن تزوجت فلا يدخل بها "مربوطة" ..

4- وإن دخل بها فلا يرى زوجها عذريتها " ليشك فيها" ..

5- فإن استمرت .. فلا تحمل ..

6- وإن حملت فلا تنجب ..

7- وإن أنجبت يموت الطفل ..

8- وإن استمرت بعد ذلك يظل العمل بالتفرقة ..!!

ثم طُويت الصحيفة بعد ذلك واختفت ..!! ..

ثم أكملت قرائتي للورد ولم أبالي ..!! ..

* لماذا لم أبالي ؟.. لأنه حتى هذا التوقيت كانت لازالت التربية الروحية مسيطرة على نفسي بالتسليم المطلق دون تفاعل بقانون الأسباب مع عالم الغيب .. وليفعل الله ما يشاء .. !!

* والعجيب أن مفعول السحر لو قلنا أنه بدأ العمل فعليا مع زوجتي فقد كان من البند رقم "5" .. ولم يظهر تأثيره عليها فيما سبق من بنود التكليف .. لأن الله لم يأذن بذلك .. ولعل ذلك من لطف الله بها ..!!

* ثم بعد هذه الواقعة بعدة أشهر قليلة .. توقف مفعول السحر تماما .. وحدث الحمل وكان أمر الله نافذ ولا راد لقضاءه .. وبالتعبير القرآني ( وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) البقرة 102 ..!!

* ما هو موقف زوجتي ؟

لم تفعل شيء لأني لم أخبرها بشيء ..!!

وتركت الأمر لله .. يدبره كما يشاء ..!!

واعلمتها بعد ذلك بالأمر .. بعد عدة شهور !

فقالت : ولماذا لم تخبرني ؟

فقلت : وماذا كنتي ستفعلين ؟!

* العبرة من القصة :

1- تجدها في قوله تعالى  ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن11

2- إذا لم تلتفت إلى الفعل النازل بك .. وجدت الله فاعلا لك أفضل مما كنت ترجو ..

3- من أخلص لله .. أيده برضاه .

4- اعمل مع مولاك .. ولا تعترض على قضاؤه .. فهو كافيك .

************************

(2)

(سحر المحبة)

..:: ووسواس التفرقة بيني وبين زوجتي ::..

* ملحوظة : سحر المحبة (جلب الحبيب) .. هو سحر بتسليط وسواس على الإنسان ليشغل بال الإنسان بشخص آخر .. ولكن الله أوقف عمله معي عند حيز الوسواس فقط للتفرقة ..!!

وهذا السحر يفسد على الإنسان سكونه في الحياة .. !!

* هذه المرة جاءت بعد زواج دام حوالي ستة سنوات .. وكنت قد دخلت في بداية مرحلة الثلاثينيات .. وكنت قد أصبحت مهتما بالروحانيات جدا .. وكيفية التأثير عليها وفيها .. وكيف تتعامل معهم .. وكنت قد انقطعت عن الروحانيين تماما .. وأصبحت علاقتي مع العالم الناري فقط ..!!

* وكانت الوسيلة لذلك هي قرآن أو دعوات نبوية أو دعوات لبعض الصالحين .. ولا غير .. فلم أشك يوما في فعل الله .. !!

* وأصبح العمل بالقرآن تحصينا لا عبادة .. وهذا في حد ذاته سقوط كبير في العلاقة مع الله بالنسبة لي ..!! .. وكنت أحسب أنني بذلك رجل مؤمن ..!! ولكن الحقيقة هي أنني كنت أعمل بالقرآن لحظوظ نفسي وليس طلبا لربي .. أي طلبا لما أريد .. وليس طلبا لما يريد .. حتى لم أجد أثر للقرآن في قلبي .. وإن كان له تأثير في كل العالم الر وحاني من حولي .. ولكن أين قلبي ..!!

* المهم : كنت قد علمت أن هناك من صنع لي طعاما وصنع لي فيه شيئا بالمحبة .. وتناولته وأكلته .. ولم انتبه لذلك إلا بعدما حدث ما حدث .. ولم أهتم بالأمر ولا أبالي ..!!

* حتى جاء يوم .. وغضبت بشدة من زوجتي بسبب أمر ما .. كما يحدث في كل بيت .. ولكن بعدما نمت وصحيت وجدت في نفسي شيئا يزيد من الغضب .. وليس هذا طبعي ..!!

ولكن أن يلازمني الغضب .. فهذا أمر مستحيل ..!!

* وحدث أمر عجيب جدا .. وهو تصاعد للإنفعال النفسي الداخلي .. وكأنه نار في صدري ..؟

* ثم جاء ثاني يوم .. فوجدت نفسي غاضبا أكثر ناحية زوجتي ..!!

* ثم جاء ثالث يوم .. ووجدت الغضب يتحول إلى غل ناحية زوجتي ؟!!

* ملحوظة : هذه أحاسيس لا تخرج من داخلي .. ولكني أعيشها "كإنفعال داخلي" .. وأكتمها .. وكنت أعتزل وألتزم الصمت .. ولعل ذلك لأن العقل عندي يفوق أي تحكمات نفسية في تكويني الشخصي "سواء علميا أو عمليا أو حياتيا " أو حتى "سلوكيا وروحانيا وروحيا" ..!!

حتى أنه كان فرضا عليَّ أن أكون عقليا واقعيا لا روحانيا في كثير من أحوال حياتي .. وهذا أمر كنت مستغربا له تمام الإستغراب .. وإن كان أدركت حكمته فيما بعد ..!!

* المهم نكمل القصة ...

جاء رابع يوم .. ارتقى الغل إلى رغبة في الانتقام ..!!

وكنت انظر بعقلي إلى صدري وأقول ماذا يحدث ؟!! وكيف يحدث هذا ؟!! .. فتذكرت سحر المحبة .. !!

* حتى جاء اليوم الخامس وكان وقفة عيد الأضحى ..!!

وجلست على المصلاة بعد أن صليت الفجر في المنزل .. ثم جلست أفكر بماذا ادفع هذا الغل من داخلي ..؟! .. وبحثت في عقلي عن كل العلوم التي أعرفها .. حتى أجد حلول لما حدث معي .. وكأن عقلي قد توقف ونسيت العلم كله ..!!

* والغريب في الأمر .. أثناء جلوسي على السجادة والتفكر في هذا الأمر .. وقد بدأ الأمر يتطور بطريقة غريبة جدا .. حتى بدأ يصعد على عقلي ويحاول التأثير والسيطرة على عقلي .. وأظل أقاوم .. وكأن شيء يتحرك من صدري ويحاول الصعود وأقاوم ؟

* كيف كانت المقاومة ؟

كانت المقاومة بعزيمة الرفض .. أي أرفض تمكينه من عقلي .. وأكرر " لن يحدث لن يحدث لن يحدث" ..

* وأمام إصراري بالرفض "وكنت لازلت جالسا على سجادة الصلاة ثابتا " .. إلا ان الأمر وجدته يمتليء متصاعد من صدري مثل كوب الماء الذي يمتليء بالماء شيئا فشيئا .. ولكن كان صدري يمتليء وسواسا بكلمة واحدة فقط "طلق طلق طلق طلق.... " ..!! حتى غلبني صوت الوسواس وكأنه صدى صوت امتلأ بصدري كله .. ووصل إلى منطقة اللسان .. وكأن اللسان سيتحرك بأن ينطق لفظ "الطلاق" ..!!

* فقررت رفع مستوى القهر في نفسي وأطبقت على فمي حتى لا أنطق بكلمة الطلاق ..!! فجذذت "كتمت" فمي وأسناني ..!!

 ولازلت أقاوم .. ولم أفهم ماذا يحدث ..!!

* وفي كل هذه الأحداث الروحانية .. وعقلي يتسائل متعجبا كيف تمكن الغل والكراهية والغضب والإنفعال في صدري هكذا ناحية زوجتي .. ؟!!

* وفي وسط هذا الصراع العقلي مع الروحاني .. فقدت كل ما أعلمه من علم .. وكأن هذا هو كان مراد الله ..!!

* وبعد دقائق معدودة لم يبقى في صدري سوى صوت وسواس واحد فقط "طلق طلق طلق طق طلق ..... " .. وكأن كأس الماء قد امتلأ على آخره .. وكأن هذا الوسواس يزيد مثل الفيرس الذي ينتشر بصورة غير طببيعية في باطنك بصورة عجيبة ..

وبات الأمر لا ملجا ولا منجا من الله إلا إليه .. !!

* وانكسرت هذه اللحظة .. ولم يتبقى في خاطري سوى آية واحدة فقط .. فقلت (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) .. فتوجهت بها بقلبي إلى من لا يغفل ولا ينام .. وطأطأت رأسي استسلاما لمراد الله .. مع الاستمرار في مجاهدة كظم النفس عن نطق الباطل ..!!

وكنت لازلت ثابتا في مكاني .. مغمض العينين .. صامتا تماما .. منتظرا قضاء الله .

* ثم حدث أمر عجيب ..!!

فبعد أن أنطقت آية التفويض في داخلي .. فسمعت هاتف يهتف بي من داخلي من بعيد جدا بصوت ضعيف جدا وكأنه ينادي من بعيد .. ويقول ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) الأحزاب25

وكأني لأول مرة اسمع هذه الآية .. في حياتي ..!!

* فأخذت أكرر الآية من داخلي مع كل نفس من أنفاسي ..

وكلما كنت أكرر الآية في داخلي .. كلما كان يقوى الهاتف ويقترب بالآية ويسمعها قلبي بقوة ..

وكلما أكررها في داخلي .. كلما أسمعها بقوة أكثر .. حتى بعد فترة .. وجدت هذه الآية تملأ كل صدري وقلبي .. وغلبت الآية بصوتها المدوي في كلي .. وكأن كل جسمي ينطق بها ..

وكلما كررت الآية يعلو صوتها في صدري وينطفأ صوت الوسواس خنيسا مبتعدا ..

ولم أعد أسمع سوى صوت الهاتف وكأنه صدى صوت ملأ كل عروقي واستولى على مسامع قلبي وعقلي ..!!

* بعد أن استولى الهاتف بهذه الآية على كلي باطنيا  .. هنا حدث أمر عجيب ..

حتى وجدت مثل برودة شديدة تملكت مني .. !!

وذهب الغضب والغل وكل الأحاسيس التي كانت في صدري بلا عودة ...

(ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ) ..!!

صدق الله العظيم ..!!

* العبرة من القصة :

1- تجدها في قوله تعالى  ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن11

2- وكأنك تسمع في داخلك من يقول لك :

من فوض أموره لله وصدق تعلقه بمولاه .. أغاثه بجنود أرضه وسماه ..

3- أن الذكر في باطنك "داخلك" .. له مدد خاص .. فلا تحرم نفسك منه .. وكن لله مناجيا .. وحسبك قوله تعالى  ( وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) طه7 .. ولذلك قال سيدنا إبراهيم لجبريل حينما عرض عليه المساعدة فقال ابراهيم : علمه بحالي يكفي عن سؤالي ..

* فتحرر من وثنية الفكر بوجوب الذكر باللسان فقط .. وكأن الله غير مطلع على البواطن فلن يكتب لك أعمال الباطن ..!! 

* تحرر من أصنامك الإعتقادية الخاطئة وأطلق أنفاسك وقلبك وداخلك بذكر الله .. عسى أن تصيبك طهارة في باطنك تسعد بها طوال حياتك .. 

فعقيدتك كمسلم مؤمن تقول أن الله يعلم السر وأخفى .. !! ويقول تعالى ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ) الأنبياء110

مش كده ولا إيه ؟!!

أم أنه يوجد لديك شك بخفاء ما في نفسك عن الله ..!! 

دي تبقى مصيبة عقائدية ..!!

* المهم : 

بعد هذه الواقعة .. تركت أن أساعد نفسي روحانيا وطردت الروحاني من حياتي جملة وتفصيلا .. !!

وبدأت العودة تدريجيا للعلاقة القلبية .. والتعبد كما كان حالي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !!

**********************************

(3)

سحر الخيال

..:: المدونة أراها كصورة باهته ..!! ::..

* حدث معي موقف من أعوام مع المدونة .. وكان موقف غريب .. حيث أصابني عدم رغبة في الدخول للمدونة .. او التواصل فيها .. ثم أصابني خمول وكسل ونوم ..!!

* فلما حدث معي هذا التسليط كنت أرى مثل تراب على شاشة المدونة .. وكأن صورة الصفحة باهته جدا وفيها مثل شيء مقبض .. وكأنها مهجورة من سنوات ..!!

* وبالرغم من معرفة أن السبب هو تسليط خارجي .. ولكن دائما الأمر يؤول في عقلي إلى أنه من أعمالك سلط عليكم .. ولا يظلم الله الناس شيئا ..!!

* وكنت قد تركت طرق العلاجات بعدما حدث لي مع آية الأحزاب السابق ذكرها .. وأصبح الأمر كله تفويض بحت ..!!

وكنت أعشق سماع سورة هود كثيرا جدا .. ثم في أحد الأيام وكنت مستسلما لما يحدث من أعراض روحانية .. مثل الخمول وكنت في طريقي للنوم حين سماع سورة هود .. وحينما وصلت لآية ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) هود56

وكنت في آخر لحظة قبل أن اغيب في النوم .. فوجدت في قلبي من يقل لي : كرر هذه الآية الآن قبل أن تغيب في النوم مع القاريء وقل : ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) هود56

* وفعلا ذكرتها مع القاريء .. ولا أذكر شيء بعد ذلك .. !!

إلا أنني غبت في النوم ونهضت .. وكأن هناك من غسلني بماء بارد .. وعاد كل شيء لأمره الطبيعي .. !!

والحمد لله أن رد أفعال المجرمين بغيظهم لم ينالوا شيئا ..!!

* العبرة من القصة :

1- تجدها في قوله تعالى  ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن11

2- كن معه كما يريد .. يكن معك بأفضل مما تريد .. ( وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه )

3- من توجه بصدق لمولاه .. فلن يُخيِّب قلب من دعاه ورجاه .. ولكن في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي تريد .

******************************

..:: الختام ::..

* اعلم أن الله يصرف عنك في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي تريد

* واعلم أن الأخذ بالأسباب الظاهرية كنت أعمل به وأذهب لأطباء أدبا مع القضاء والقدر .. في حين تركت أسباب الرقية مكتفيا بتفويض الباطن إلى الله ..!!

* واعلم أن الله لا يخيب عبد صدق في تفويض أمره لله ..

* واعلم أن من عمل بالرقية .. ثم شك فيها .. فهو إنسان ناقص إيمانه .. ويحتاج لتصحيح إيمانه !!

* واعلم أنك إن لم ترضى فأنت ساخط .. وطالما أنت ساخط فأنت ساقط .. وعليك أن تعلو بإيمانك لتحظى بمعية مولاك ..!!

والسلام ختام .

************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..