ج4 : الرد على من اتهم الرسول بالشهوانية - هل الرسول شهواني - هل الرسول وصف المرأة بالشيطان - أصحاب المزاج ليسوا في الحقيقة أزواج - فرق بين الاحتياج للعلاقة وبين متعة العلاقة - ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ) - ( وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) - تحذير للرجل وللمرأة - (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الرابع )

(رسالة الشهوة الحميمية)

و علاقة الجنس بالمس والأعمال الروحانية

في الحياة الزوجية والغير زوجية

ومحاورة عقلية لكاتبة إعلامية

والرد على من اتهم الرسول بالشهوانية

* فهرس :

:: الفصل الرابع ::

1- ما هي الشهوة ؟

2- قلنا أن الرجل منكر الشهوة هو ..؟

3- الحكماء .. وذم الشهوة ؟

4- ما هو مقصد الشرع من الشهوة الجنسية ؟

************** 

:: شبهات حول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ::

***************

5- شبهة1 :هل الرسول شهواني : (فوقع في نفسي شهوةُ النِّساءِ) ؟

6- شبهة2 :هل الرسول تمعَّن النظر في المرأة حتى هاجت عليه شهوته ؟

7- النبي المرشد معلم البشرية ؟

8- شبهة3 : هل الرسول وصف المرأة بالشيطان ؟

9- ما علاقة غض البصر بعدم وجوب ستر وجه المرأة ؟

10- شبهة4 : لا تسألين عن الدين .. طالما تريدينها بالمزاج ؟

11- أصحاب المزاج ليسوا في الحقيقة أزواج ؟

12- مثلية المزاج يجب أن تتوافر للعلاقة الحميمة ؟

13- الجهل في فهم العلاقة الزوجية ؟

14- فرق بين الاحتياج للعلاقة وبين متعة العلاقة ؟

15- ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ) ؟

16- الحياة الزوجية مسئولية .. وليست مزاجية ؟

17- ما هو المعروف في الحقوق والواجبات ؟

18- هل المساواة مطلقة بين الرجل والمرأة ؟

19- معنى قوله تعالى : ( وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) ؟

20- تحذير للرجل وللمرأة - (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ؟

21- خاتمة الشبهة ؟

****************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم في جزء جديد .. من رسالة "الشهوة الحميمية" .. وفيها نستكمل باقي الشبهات الخاصة على مفهوم الشهوة الخاطيء الذي ترتب عليه أوهام خاصة بالرسول .. وللأسف المتكلم فيها من ينتسبون للإسلام .. وإن كنت أحسبهم جماعة مخنثة الجينات .. ولذلك هم ناقمون على من لديهم شهوة سوية ..!!

* ولم أنقل أي شروح لتفاسير العلماء حول الحديث محل البحث .. نظرا لأنها شروح غير مقبولة بالنسبة لي .. فتجاهلتها تماما .. ورحم الله علمائنا رضوان الله عليهم ..

حتى أن أصحاب الشبهات نقلوا عنهم .. لبيان صدق ما يزعمونه ..!!

* واعلم أن هذا الحديث ترتب عليه ثلاثة شبهات .. قد تم تفنيدها عقلا .. كما سألوها عقلا وأرادوها عقلا ..؟!

* ثم ختمتها بتفسير آية ( ولهن مثل الذي عليهن ) .. وهو استكمال للرد على شبهة من يريدون أن يجعلوا الحياة الزوجية بالمزاج والشوق والهوى .. خاصة الممتنعين عن العلاقة الحميمية لأن مزاجهم لا يريد فعل هذه العلاقة إلا بمقتضى مزاجهم فقط .. دون أي اعتبار للطرف الآخر .. !!
ونقلت فيها من نسائم ونفحات كلام مفسرينا ما تنشرح له الصدور من فهم كلام الله .. رحمهم الله ورضوان الله عليهم ..

* وهذه الشبهات وأجوبتها أذكرها لك حتى تتحرر من أوثانك الفكرية التي قد تكون تعيشها وتكبتها في نفسك ولا تجد لها إجابة مثل ظنك بشهوانية الرسول .. مما يسبب لك حجاب في المعاملة مع الله ..!! 

* وأرجو أن أكون خدمت رسول الله بما يرضيه ويرضى به عني العالمين .. وكل من سعى جاهدا للدفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإن كان ليس في حاجة لندافع عنه .. وإنما هو نوع من ابداء محبتنا له صلى الله عليه وسلم ..

* أسأل الله لي ولكم أن يجعلنا من المحبين المحبوبين العارفين الثابتين بتمكين ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .. آمين .

* ولا تعجب حينما أقول لك أن أصحاب هذه الشبهات .. ينتمون للدين الإسلامي ..!!

لذلك لن تجد هذه الشبهات في مكان ..!! وإنما هي حصيلة تجارب مع عقول الناس مِمَّن عايشتهم .. خصوصا بعد ظهور الإنترنت ..!!

تعالوا نشوف ماذا قال هؤلاء ؟

* نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

*******************************

..:: مراجعة سريعة لما سبق ::..

*****************************

..:: ما هي الشهوة ؟ ::..

* الشهوة هو لفظ لغوي معناه : الرغبة في الحصول على شيء .. لوجود جاذبية فيه ..

وهي غريزة إنسانية لاستبقاء الحياة ..

* وهذه الشهوة قد تكون جسدية مثل احتياج الجسم للأكل والشرب والجنس

أو شهوة عقلية مثل حب العلم والمعرفة

أو شهوة روحية بالبحث في الغيبيات

* إذن الشهوة : أمر محمود وضروري للإنسان .. وليس كما يخدعكم الناس ويوهمونكم أنها شيء قبيح .. !!

* ولكن المقبوح في الشهوة هو أن يسيء استخدامها بطرق منحرفة وغير سوية .. فهذا شيء آخر يتعلق بنفسية الإنسان المستخدم للشهوة .. وليس الشهوة ذاتها هي المقبوحة ..!!

فشهوة المال ليست مقبوحة لذاتها .. وإنما لما يترب عليه من مفاسد لو استخدمه في الشر .. وشهوة الجنس ليست مقبوحة لذاتها وإنما اذا استخدمت بطريقة منحرفة أو مصحوبة بعنف ..!!

******************************

..:: قلنا أن الرجل منكر الشهوة هو ::..

هو الذي تاجر بكلمة الشهوة الجنسية على وجه الخصوص .. وينظر لفاعلها بنظرة دونية .. فهذا يدفعنا لمناقشته في عقله الذي يستقبح به الشهوة ونتهمه بالعقل في فكره العقلي .. ونظن عقلا فيه أحد أمور وفقا لكلامه .. :

الأول : أن هذا الشخص .. ما هو إلا مخنث .. ليس لديه ما يشعر به الرجال .. ففاقد الشيء لا يعطيه .. فلا حرج أن يتهم الرجال الأسوياء بوجود الشهوة فيهم ..

الثاني : أو أن هذا الشخص عَنِّين .. لا قدرة له على جماع النساء .. ولذلك يستخدم أساليب اتهام الشهوة ليدفع عنه نقيصته .. وهذا لا يعافيه من كونه إنسان كذاب ..!!

الثالث : أو أنه شخص مسلوب الشهوة السوية .. أو سادومي الجنس .. ولذلك بات الأمر مستقبحا له أن يرى المرأة محل جذب ورغبة ..!!

الرابع : أو أنه شخص .. تم الدفع به لترويج الإباحية اللواطية .. حال كونه خادما للشيطان .. ولذلك نظر للمرأة على أنها شهوة .. وقام بنشر هذا الفكر .. حتى يهتم بنشر الفكر السادومي أو اللواطي ..!!

* إجمالا هو إنسان متهم في شخصة .. طالما منكرا لما هو ثابت للنفس الإنسانية .. كغريزة وطبع فيه ..

فحينما فقد إحساسه كرجل سوي .. أصبح ينكر ويستقبح وجود الشهوة تجاه المرأة .. ليخفي نقيصته ..!!

**************************

..:: الحكماء .. وذم الشهوة ؟ ::..

قلنا أن مقصد الحكماء ليس ذم الشهوة لذاتها وإنما في الإنحراف بها .. وعلى هذا تم التنفير منها ..

* والفرق بين البَهيم والإنسان :

أن البَهيم : روحه مسلوبة الكمالات الروحية ..

والإنسان : محل الكمالات الروحية ..

* فالذي يكتفي بالجسديات فهو كأنه مسلوب كالبهيم .. والذي يسعى للبحث عن كمالاته الروحية فهو الإنسان ..

* ولذلك تم تسمية الإنسان .. لأنه يأنس بجسده مع السفليات ويأنس بروحه مع العلويات .. فجمع بين معرفة الأرض ومعرفة السماء .

* فالحكماء جعلوا من الشهوة صفة ساقطة .. ليس من أجل أنها شهوة .. وإنما لما يترتب على فعلها من حُجُب تحرمك من المعرفة الأرضية أو السماوية .. فتتساوى بذلك بالبهيمة .. !!

* فمن فضلك أفهم كلام العلماء . حتى لا تكون مرددا كلاما تتساوى به مع السفهاء في أفكارهم البالية وعقولهم الناقصة الفهم .. !!

*****************************

..:: ما هو مقصد الشرع من الشهوة الجنسية ؟ ::..

1- استواء النفسية للرجل والمرأة من خلال افراغ الكبت الجنسي الذي قد يؤثر عليه عضويا ونفسيا وسلوكيا .

2- العفة عن الحرام .

3- محلا للأجر والحسنات .. ومحوا للسيئات . كما جاء في الحديث : ) ما من مُسلمَينِ يلتقيانِ فيتصافحانِ إلا غفر اللهُ لهما قبل أن يتفرَّقا) .. 

فإذا كان هذا حال من يتلامس باليد .. فما بالك بمن يتلامس بكل الجسد كالأزواج .. ؟!

وستعلم ذلك تفصيليا في الفصل القادم .. إن شاء الله .

4- وسيلة من وسائل المودة التي تؤدي إلى السكينة النفسية .

5- تحمل المسئوليات .. ليرتقي بك من الطفولية إلى الرجولية .. فتنتقل من معونة نفسك إلى معونة غيرك .. ثم تنتقل هذه المعونة لكل المجتمع بعد ذلك .

6- الحفاظ على النوع الإنساني .. من أجل دوام المعرفة .

والله أعلم بمقاصده ..

*********************************

..:: الفصل الرابع ::..

شبهة عن الرسول صلى الله عليه وسلم

**************************

(1)

..:: هل الرسول شهواني ويصف المرأة بالشيطان ؟ ::..

* قالوا أن الرسول شهواني .. وهو يعترف على نفسه بذلك .. فكيف يكون رسولا وشهواني .. بل ويصف المرأة بالشيطان ..؟!! وإليكم الدليل :

1- وفي حديث أبو كبشة الانماري قال ( كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا في أصحابه فدخل ثم خرج فاغتسَلَ ، فقال : يا رسول الله قد كان شيءٌ ؟ قال : نعم مَرَّت بي فلانة فوقع في نفسي شهوةُ النِّساءِ ، فأتيت بعض أزواجي فأصبتُها ، فكذلك وقايةٌ ، من أماثِل أعمالِكم إتيانُ الحلالِ )

2- وفي رواية أخرى للحديث : ( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ .. فرأى امرأةً .. فدخَل على زَينبَ بِنتِ جَحْشٍ فقَضَى حاجتَه منها ثم خرَج إلى أصحابِه .. وَقَدْ اغْتَسَلَ " .. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ .. قَدْ كَانَ شَيْءٌ؟ . قَالَ: أَجَلْ .. فقال إن المرأةَ تُقْبِلُ في صورةِ شيطانٍ فمَن وجَد من ذلك شيئًا فليأتِ أهلَه فإنه يَرُدُّ ما في نفْسِه ) ..

وفي روايةٍ ( يُضْمِرُ ما في نفْسِه ) ..

* معنى "يضمر" : أي يُضعفه ويكسر ما في نفسه من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن .

3- وفي رواية ( قال جابر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه )

4- وفي رواية الدارمي عن ابن مسعود ( أنه صلى الله عليه وسلم " أتى امرأته سودة ، وهي تصنع طيباً ، وعندها نساء فأخلينه ، فقضى حاجته ، ثم قال .... الحديث ) ..

* قلت خالد : رواية الدارمي السابقة .. لا مانع من تعدد القصة في أكثر من موقف .. والمقصود من وصف الزوجة وانشغالها بدبغ الجلد، أو بإعداد الطيب .. هو موافقة الزوجة لحاجة زوجها لإشباع رغبته وتطييب نفسه.. كما هو أيضا مطالب بذلك ..

والآن نجيب على الشبهة ..

* قلت خالد صاحب الموضوع :..

# الجواب :

# أولا :

* وصف الرسول بأنه يشتهي أي يرغب في زوجته .. فهذا أمر لا يخالف فيه الأسوياء .. بل هو دليل على كمال صحته ورجولته .. 

وبما أن القائل بذلك هو ليس من الأسوياء عقليا لعجزه عن فهم كلمة شهوة .. فلا حرج على المختل عقليا ..!!

# ثانيا :

* وإذا كان فعل الرسول للشهوة الحلال قد جعلت منه شهواني عند القائل بذلك .. فهذا يدفعنا للظن بهذا القائل أن نحسب فيه أنه زاني .. طالما أنكر الحلال الطيب .. !!

هذا بخلاف من ينكر الشهوة أو يستقبحها أصلا .. فهذا أمر يجعله محل اتهام في نفسه .. وعلى أحسن تقدير قد يكون مخنث أو عِنِّين ..!!

# ثالثا :

* كون الإنسان يستخدم شهوته ليس بنقيصة .. وإلا فالمستخدم لشهوة الطعام والشراب .. هو شهواني ناقص .. وهذا لا يقوله عاقل ولا جاهل ..!!

وإذا ثبت ذلك على شهوة الطعام والشراب  فلا مستنكر لشهوة الجنس ..!!

# رابعا :

 * وكما أن المستنكر في شهوة الطعام والشراب هو الإفراط فيهما بما يعود بالضرر على فاعله .. فكذلك المستنكر في شهوة الجنس هو الإفراط فيها بما يعود بالضرر على فاعله ..كذلك ..!!

ولما كانت الشهوة عند النبي لا إفراط فيها عاد عليه بالضرر أو بمن تزوجهن كما عُلِمَ من سيرته .. فقد ظهر بذلك أنه أهل الكمال والرجولة بما لا ينقص من قدره شيئا صلى الله عليه وسلم ..

# رابعا :

* أما عن حديث أبو كبشة (الحديث الأول) .. فسبب دخول النبي لمنزلة ليس لأنه رأى امرأة .. وإنما لسبب آخر نجهله .. بدليل أنه كان جالسا مع أصحابه .. ثم فارقهم ليدخل بيته ثم خرج فاغتسل .. ولما سألوه هل حدث شيء ؟ فقال مرت بي فلانه .. !!

فمعنى (مرت به) .. أي أنه رآها في بيته في زيارة لأحدى زوجاته .. وحينما دخل فصادف مروره بها .. فرغب بزوجته وحدث ما حدث ..!!

وإلا فكيف تمر امرأة أمامه وأمام أصحابه .. وهو يراها وهم لا يرونها ؟!!

بدليل أنه قال مرت بي فلانه .. فهذا معناه أنهم لم يرونها ولم تكن محل للتعريض بالمشي أمامهم ..

# خامسا :

 أما عن قوله (فوقع في نفسي شهوةُ النِّساءِ) ..:

1- قلنا أن معنى الشهوة "شها يشهو" : رغب فيه ونزعت نفسه إليه . فهو مجرد لفظ للدلالة على غريزة نفسية في الإنسان السوي ..

2- قلنا أن الذي ينظر للشهوة على أنها بهيمية هو متهم في نفسه .. وأثبتنا ذلك ..!!

فما العيب أن يقول الرسول أنه وقع في نفسه رغبة في جماع زوجته .. حتى يعلم أصحابه كيف يتفادون ما قد يفتنهم ؟!!

ومثال اشتهاء الجنس مثل اشتهاء الطعام والشراب ..  ما المانع أن يشم إنسان رائحة طعام فيشتهيه .. فيذهب ليأكل مثله ؟!!

3- هل كانت الشهوة محل اعتداء على زوجته أو أساء لزوجته أو أخذ ما لا يحق له ؟

فهذا لم يحدث .. وبالتالي فلا يصح قول شهواني عليه بل رباني لأنه سلك مسالك الحق التي ارتضاها لعباده .

4- هل من شروط النبوة انعدام الشهوة ؟

أم من النبوة الصدق في المعاملة والتوجيه الصحيح ؟

فقبل أن يتكلم بسوء الظن عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فعليه أن يستوضح الأمر أولا لدفع الشك عن قلبه ..!!

5- ثم هل خالف الرسول اللفظ القرآني ؟

يقول تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) آل عمران14

فلماذا تسيئون للرسول ولم تعترضوا على الخالق الذي قال بهذا الكلام ؟

بل والأعجب هو قبولكم لقوله تعالى ( وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ) الأنبياء 102 ..!!

فلماذا تعترضوا على عطاء الله في الآخرة .. وتدعونه ليحرمكم من شهوات الآخرة ؟!!

6- وختاما لهذه الجزئية .. لماذا المعترض لم يعترض على كل الأنبياء والرسل الذين عددوا الزوجات ..؟!! واعترض على الرسول ؟!!

أليس هذا يدفعنا للظن بهذا المعترض أنه شخص يمتلك قدرا من الغل والكراهية تجاه صلى الله عليه وسلم حتى ارتقى الغل والكراهية من قلبه حتى طمسا عقله .. ففقد عنصر الإدراك للتمييز بين الشهوة المحمودة والمذمومة .. بل ثبت أنه في الأصل جاهل بمعنى كلمة شهوة ..!!

بل أثبت لنفسه بسبب جهله ما يجعله متهما به في نفسه .. إما شخص مسلوب العقل "مختل عقليا" – أو مسلوب الجنس "مخنث أو عنِّين" ..!!

* فثبت مما سبق زيف نفوسكم المريضة التي تحتاج لتقويم نفسي وسلوكي ..!!

فثبت بما سبق أنه يوجد خسيسة نفسية في صدوركم تجاه الرسول ..!!

والذي يؤكد زيف كلامكم أكثر .. أنك لم تقل عن المال أنه شهوة وكل متاع الحياة أنه شهوة .. بل وقفت عند حد النساء واستقبحت الأمر ؟!!

* فإنكارك الشهوة واستقباحها بلا مبرر .. يشير لأنك شخص متهم في نفسك بما سبق بيانه .. ؟!!

وإنما لا  نتهمك في ذاتك . بل نناقشك على افتراضك في فهم الشهوة .. واتهامك زورا وافتراء على الرسول بها ..!!

فلو صدقت افتراضك في مفهوم الشهوة وفي الرسول .. فبالتأكيد نحن أيضا سنصدق افتراضنا فيك ..!!

مش كده ولا إيه ؟!!

********************************
شبهة (2)

..:: هل تمعَّن النبي النظر في مفاتن امرأة ؟ ::..

* السؤال هنا :

مجرد الرؤية لا يحرك شهوة الرجل .. ولكن الذي يحرك الرجل هو استمرار النظر بتمعن لمفاتن المرأة بحثا عما يحب أن يراه منها ..!!

وهذا هو ما نراه حدث للرسول حيث كانت رؤيته للمرأة من هذا القبيل وأنه تمعن في رؤية المرأة حتى هاجت فيه الشهوة ؟!!

* قلت خالد صاحب الموضوع :..

# الجواب :

* أولا : مناقشة هذا التصور السابق شرعا :

1- كيف يتمعن النبي في رؤية امرأة .. وهو القائل : كما في الحديث عن أبي زرعة عن جرير ( قال: سألت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - عن نظرةِ الفَجْأة، فقال: "اصْرِف بَصَرَكَ" )

وعن ابن بُريدة عن أبيه ، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - لعليٍّ: ( يا عليُّ ، لا تُتْبِعِ النظرةَ النظرةَ ، فإن لك الأولى ، وليست لك الآخرة )

ومعنى النظرة الأولى : هي نظرة الفجآءة بغير تعمد .. ولكن لو أعدت النظر مرة أخرى متعمدا النظر بشهوة لتفحص مفاتنها .. فهنا يكون الحساب ..!!

فثبت بما سبق أن النبي لم يتفحص امرأة لرؤية مفاتنها .. أو ليشتهيها .. فضلا عن كونه القائل الحديث لأصحابه حيث لم يعرفوا بخبر هذه الواقعة ..!!

* معلومة : ما علاقة غض البصر بعدم وجوب ستر وجه المرأة ؟

* قال الشيخ الطيبي رحمه الله :

قوله: ((عن نظر الفجاءة)) : وهي أن يقع النظر إلي الأجنبية من غير قصد بغتة فهو معفو، لكن يجب عليه أن يصرف بصره في الحال، وإن استدام النظر يأثم، وعليه قوله تعالي: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ).

قال القاضي عياض: قالوا: فيه حجة علي أنه لا يجب علي المرأة ستر وجهها، وإنما ذلك سنة مستحبة لها، ويجب علي الرجال غض البصر عنها في جميع الأحوال إلا لغرض صحيح شرعي.

شرح المشكاة للطيبي ج7 ص2270

* ثانيا : مناقشة هذا التصور السابق عقلا :

1- ليس بالضرورة تمعن النظر في مفاتن امرأة حتى يثار الرجل جنسيا .. إلا لو رجل كان بليد الحس .. !! ..

ولكن يكفي أن يطوف بالخيال الرغبة في ذلك فينفعل إحساس الإنسان ..

وإلا على افتراض قول السائل أن الرجل شهوته الجنسية تحركت بتمعن النظر .. فبنفس المنطق نقول أن الرجل يعلم أنه جوعان حينما يرى الاكل .. ويعلم أنه عطشان حينما يرى الماء ..!!

وهذا كلام لا يقول به مخرف فضلا عن عاقل ..!!

* فثبت بذلك ان من يقل بهذا الكلام إما فاسد العقل أو  بليد الإحساس .. لأنه حتى لم يفهم كيف يشعر بغرائزه النفسية ..!!

2- ليس بالضرورة أن يتمعن الرجل في مفاتن امرأة لينشغل بها ..!! بل يكفيه أن يلتفت لشيء منها فيسبب له انشغال بال .. فقد تكون النظرة الأولى الفجائية محركة لرغبة في النفس ..

كالذي يمر على فاكهة لم تكن على باله أو في خاطره .. فلما وقعت عينه عليها .. اشتهاها واشتراها .. !!

* فثبت مما سبق أن الرجل ليس في حاجة ليتمعن في مفاتن امرأة لتتحرك أحاسيسه ..!!

بل بمجرد التصور .. أو ممكن ترى إعلان أمامك فيحرك فيك ساكن نفسك ..!!

***********************************

..:: النبي المرشد معلم البشرية ::..

* لكن العقل هنا يتسائل سؤالا :

لماذا الرسول جهر بشيء لم يعرفه أحد ؟ فكان من الممكن أن لا يعرف أحد .. أو يذكر الجزء الأخير من القصة وهو أنه رغب في زوجته .. ويحذف الجزء الأول الخاص بأنه رأى امرأة ..؟!!

مش كده برضه ؟!!

* قلت خالد صاحب الموضوع :..

# الجواب :

1- لمَّا كان صلى الله عليه وسلم معلما .. فأراد أن يظهر لأصحابه كيف يطفئون نار الشهوة فيهم .. حتى لا تسيطر عليهم الوساوس الخاصة بهذه المسألة .. فتفسد عليهم حالهم مع الله ..

2- أعتقد ظنيا والله أعلم  .. أن الرسول فعل ذلك لأنه رأى ذلك في بعض نفوس من كانوا يجالسوه .. فأراد أن يدفع عنهم الحرج .. ففعله عمليا أمامهم ليقتدوا به ..

فكأنه يقول "الكلام ليك يا جاره" ..

خاصة وأنه ذكر هذا الكلام لمن كان يجالسهم .. وليس في خطبة أو حضور عام ..

ويزكي هذا الظن قوله في أحدى الروايات ( إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه ) ..

فكأنه يوجه الكلام مرشدا لأصحابه في الأصل .. لانكشاف ذلك من أحدهم .. فبدلا من أن يحرجه النبي .. فصاغ الأمر بصيغة الكلام الغير مباشر ..

فهذا من أدبه الشريف في توجيه صحابته بكيفية أن يكون القدوة الحسنة لهم ..!! فافهم ..!!

3- تعليما للمرأة أن الزوج قد تعلو عليه الشهوة نتيجة مؤثرات يتعرض لها .. فعليها أن تساعده في إطفاء هذه الشهوة .. حتى يظل محافظا على هدوءه وسلوكه .. وإلا أصبح منفعلا حادا وكثيرا ما يحدث هذا نتيجة تجاهل المرأة .. أو تجاهل الرجل .. والجميع مسئول عن تجاهل حقوق الآخر .. وعدم إظهار رحمته ومودته بالآخر ..!!

*********************************
شبهة (3)

..:: هل اتهم الرسول المرأة بأنها شيطان ؟ ::..

نعود فنستكمل باقي شبهات الحديث وهي تتعلق بالمرأة .. حيث يقول الحديث ( إن المرأةَ تُقْبِلُ في صورةِ شيطانٍ فمَن وجَد من ذلك شيئًا فليأتِ أهلَه فإنه يَرُدُّ ما في نفْسِه )

فقالوا كيف يهين الرسول من المرأة ويصفها بالشيطان ؟

وهذا نص من كلام العلماء المتكرر في كتبهم ..

* قال الإمام النووي رحمه الله :

(إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ) قَالَ الْعُلَمَاءُ مَعْنَاهُ الْإِشَارَةُ إِلَى الْهَوَى وَالدُّعَاءِ إِلَى الْفِتْنَةِ بِهَا لِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي نُفُوسِ الرِّجَالِ مِنَ الْمَيْلِ إِلَى النِّسَاءِ وَالِالْتِذَاذِ بِنَظَرِهِنَّ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِنَّ فَهِيَ شَبِيهَةٌ بِالشَّيْطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرِّ بِوَسْوَسَتِهِ وَتَزْيِينِهِ لَهُ .

شرح النووي على مسلم ج9 ص179

* قلت خالد صاحب الموضوع :..

# الجواب :

1- أولا : كيف يهين المرأة وهو الموصي بالنساء خيرا .. ولم يضرب امرأة في حياته أبدا ولا خادما ..!!

2- ثانيا : كيف يصف المرأة بالشيطان والله قد أكرمها .. يقول تعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الإسراء70 ..

3- ثالثا : الحديث ليس فيه إهانة للمرأة وليس فيه وصف للمرأة بالشيطانية .. وإنما الوصف خاص بالرجل وليس للمرأة .. يا جهلة ..!!

فثبت بذلك أنكم مفترون بالكذب على الرسول وإليكم البيان بالتفصيل ..!!

# الجواب تفصيليا :

من ينظر للحديث على أنه وصف للمرأة فقد أخطأ تماما .. ليه ؟

1- أولا : لأن الحديث يصف حركة إقبال المرأة وإدبارها .. بالشيطان .. و لا يصف المرأة نفسها ..!!

2- ثانيا : صورة الشيطانية الملازمة لحركة المرأة (الإقبال والإدبار) هي خاصة بالرجل وليست بالمرأة ..!! وإلا قلنا أن المرأة في ذاتها شيطان حتى ولو جلست في منزلها .. وهذا كلام لا يصح قطعا .

* فأصبح لدينا أن نفهم أن الصورة الشيطانية (تزيين مفاتن المرأة) .. هي التي يراها الرجل وتخطر (في نفسه) .. ولا علاقة للصورة الشيطانية بالمرأة على الإطلاق من قريب أو بعيد .. وإنما هذه الصورة لا تظهر إلا بوجود الرجل في مكان محل حركة المرأة .. !! فتظهر الصورة الشيطانية للرجل من الوسوسة في نفسه للطمع في هذه المرأة .. فنفسية الرجل هي التي أوجدت الصورة الشيطانية "الفتنة" في نفسه هو ..!! فافهم .

* فالكلام كله في الحديث عن (حركة المرأة + وكيف ينظر الرجل لحركة المرأة في نفسه) .. (وهذه النظرة هي المسماة بالصورة الشيطانية) .. فافهم ..

* وإلا قلنا إن إقبال المرأة في منزلها وإدبارها فهي شيطان يحرك أهواء أبنائها .. ليطمعوا فيها .. وهذا يكون بلا ريب سخافة عقلية لا يقول بها إلا مختل عقليا ..!!

3- ثالثا : ويكون معنى الحديث ( المرأة تقبل في صورة يزينها الشيطان في عين الناظر إليها .. حتى يوسوس له برؤية مفاتنها من الأمام حين إقبالها ، ورؤية مفاتنها من الخلف حين إدبارها .. فمن تحركت فيه الرغبة فليأت أهله ليطفيء هذه الرغبة حتى لا تستولى على خياله وتشغل باله .)

* ولا أدري كيف تصور البعض أن الرسول يصف  المرأة بالصورة الشيطانية وهو يعلم أن منهن كاملات الخلق (كالسيدة مريم والسيدة خديجة والسيدة آسية والسيدة فاطمة عليهن جميعا السلام والرضوان ) .. ومنهن أمهات الناس .. ومنهن بناته صلى الله عليه وسلم .. !!

أفلا تعقلون كلام الرسول .. أم على القلوب أقفال منعت نور الحقيقة من دخول قلب المعرفة ..!!

* فالحقيقة أن الحديث يصف نفسية الرجل حين استقبال حركة المرأة أمامه .. فيظهر الشيطان ليصور ليزين له في خياله أن يشتهيها ويرغب فيها ..

4- رابعا :  فالحديث يتكلم عن انفعال الرجل بحركة المرأة .. ولا علاقة للمرأة بالأمر ...!!

بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فمَن وجَد من ذلك شيئًا فليأتِ أهلَه فإنه يَرُدُّ ما في نفْسِه ) ..

فالحديث يتكلم عن نفس الرجل .. فانتبه حتى لا تسيء الظن به صلى الله عليه وسلم .. لأن الحديث ليس كما تصور البعض فهمه ..!!

والله أعلم .

********************************

شبهة (4)

..:: لا تسألين عن الدين .. طالما تريدينها بالمزاج ::..

* السؤال الثالث خاص بالحديث :

قالت جماعة (عُنَّ) :

جاء في الحديث : ( فمن وجد "اي الشهوة في نفسه" .. فليأت أهله " أي يجامع زوجته" ) .. فكيف يحدث هذا دون رغبة المرأة ومزاجها لا يسمح .. لأن هذا الأمر يحتاج لاستعداد نفسي .. وليس قضاء شهوة وخلاص .. فهذه بهيمية ..؟!

# الجواب :

* قلت خالد صاحب الموضوع :..

1- أن الذي يظن في بهيمية شهوة العلاقة الإنسانية .. قد عرفنا نوعه وميوله وأثبتنا ذلك ..  فلا حاجة لتكراره ..

2- ولكن فيما يخص المزاج ..

فلو كنتي تقصدين وجود مشكلة نفسية أو عضوية .. فليس من حقه أن يطلب لأن هذا يتطلب عليه تفاقم الضرر وتزايد الإيذاء عليها .. ولا ضرر ولا ضرار ..

* أما عن كلام ملفقين الفتاوى الذين يفرضون على المرأة وجوب الخضوع مهما كان حالها .. فما هو إلا معتدي على الشرع وتأول كلام النبي على غير ما يحتمله .. ليتبع هواه الذكوري ..

* بل للمرأة أن ترفع شكوى للحاكم لاعتداء الزوج بالضرر النفسي والعضوي عليها .. في حين كان يعلم ذلك منها بهذا الضرر .. ولم يهتم ..!!

لأن هذا اعتداء على النفس ..!!

والله يقول ( وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة190

* وكما لا يخفى فالألم النفسي معتد به في الشريعة الإسلامية .. ومثال ذلك رفض النبي زواج سيدنا علي على زوجته فاطمة لأن هذا يضرها ..!!

* فالمعتدين بالفتاوى الذكورية .. متأولين كلام النبي أو يأخذون بعضه ويتركون بعضه .. فلهم حسابهم عند رب العالمين ..

وعن نفسي اعتبر هذا كذب على الرسول والشرع بإخفاء حقائق الدين ..!!

* وأيضا من حق الرجل بالزواج ثانيا في حالة تواصلت حالة المرض النفسي والعضوي للمرأة متجاهلة تكرار حقوقه ورغباته .. وكأنها تزوجت شخص لينفق عليها ..!!

* وأيضا للزوجة طلب الطلاق للضرر النفسي الواقع عليها من زواجه بأخرى .. أو تستمر معه بالحسنى ..

فالشرع أعطى للجميع حرية الإختيار .. بين البقاء .. أو الإنفصال ..!!

* لكن أن تأتي امرأة وتنكر على رجل الزواج بثانية لأنه من حقها هي فقط ..!! فهذه تكون امرأة مخها تعبان وتحتاج لتقويم نفسي ..!!

لأننا لا نتحدث عن حقوق ملكية استعبادية لشخص .. حتى تقولي هو ملكي ..!!

فإذا لم ترتضي .. فعليكي بالخُلع .. وطرده من حياتك ..!! هذا ببساطة ..

فليس لك حق الإنكار .. وإنما لك الحق أن تطرديه من حياتك .. لو أردتي ذلك .. !!

* ولا يأتي أحد ويقول .. أن القوانين لا تسمح ولا يجوز ..!!

وإنما نحن نتحدث عن شرع .. وليس لنا شأن قوانين وضعيه تلاعب بها الناس .. علما بأن القانون المصري يطبق الشريعة في ذلك (الطلاق والخُلع) .. !!

* لكن نصيحة : قبل أن تطلب امرأة الطلاق وتنفعل بسبب علمها بزواج زوجها من ثانية .. فلتسأل نفسها سؤالين :

1- لماذا نظر لإمرأة أخرى ؟

2- ماذا بعد الطلاق ستفعل ؟

* نعود فنكمل الرد على شبهة المزاج لجماعة (عُنَّ) :

******************************

* أصحاب المزاج ليسوا في الحقيقة أزواج !! *

..:: قالوا : المزاج نعني به عدم توافق الرغبة للأنثى مع طلب الرجل ::..

* أما لو كان المقصود بالمزاج .. هو عدم توافق الرغبة والشهوة لديها مع طلب الرجل منها ذلك ..

أو بمعنى : مثلية التوافق المزاجي للطرفين في نفس الوقت ..

# قلت خالد صاحب الموضوع :..

* رددنا على أصحاب المزاج في العلاقة الزوجية في الفصل الثاني .. تحت عنوان (الحياة والمزاج) .. فارجع إليه .. 

* وهنا نجيب بطريقة أخرى بخلاف ما ذكرناه في الفصل الثاني

* فنقول للسائل :

1- وكأنك بهذا المفهوم تريدين أن تجحدي أحد شروط الزواج .. حيث أنه من شروط عقد الزواج هو أن يعف كل طرف الآخر عن الحرام .. !!

فمن ينكر احتياجات الآخر من هذه العلاقة فقد جحد عقد الزواج ويتعمد مخالفة كلام الله .. والله يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ) المائدة 1 .. ( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) الإسراء34 ..

2- إن كان هذا هو التصور في العلاقة .. فهذا يدفعني للظن بأن هذه الزوجة ليست امرأة مسئولة عن حياة وبيت وزوج .. وإنما تبحثين عن راحتك الخاصة فقط دون اعتبار للآخر ..!!

3- وهذه الحالة المزاجية تجعل العقل يفكر .. في أن المرأة المانعة نفسها جحودا عن زوجها عشان مزاجها مش حابب وقت أن طلبها .. فهذا يدفعنا للظن إنها ليست إنسان .. يعني عديمة الإنسانية .. لأنها لو كانت إنسان لكانت أعانت زوجها على نفسه .. طالما هو إنسان معها ..!!

4- وهذا يدفعني للظن بأن هذه الزوجة إنما تزوجت إما للهروب من جحيم والدها أو أخيها أو أمها ..

أو تزوجت لأنها أرادت مصرف مادي لينفق عليها ..

5- وفي كل الأحوال السابقة .. تكون قد ظلمت مَن تزوجته .. حيث أنها قد تزوجت لتشبع شهواتها الخاصة ومزاجها الخاص .. دون أي اعتبار لاحتياجات الآخر ..

6- ولا يخفى أن الإنسان الذي يعيش بهذه النفسية لا يخلو من أن يكون مريض نفسيا وسلوكيا .. ويحتاج لإعادة تقويم .. أو لطرده من الحياة الزوجية .. لأنه غالبا يكون لعنة في حياة الطرف الآخر .. أو عبء لا نفع من وراءه غير الأذى النفسي فقط ..!!

7- ونختم هذه الجزئية بما يظهر من يكذب بمقولة وجوب مثلية المزاج :

فنقول له : أليس المزاج هو رغبة نفسية أيضا ؟ لأنك تكون قد اشتهيتي راحتك الشخصية على مساعدة غيرك في قضاء شهوته معك الذي هو في أشد الإحتياج إليها ..؟

فلماذا أنكرتي عليه شهوته .. ولم تنكري شهوتك الخاصة بالمزاج ..؟!!

* فثبت بذلك أنك امرأة أنانية .. تبحث عن شهواتها الخاصة بمنتهى الأنانية دون أي احترام للطرف الآخر الذي يشاركها الحياة .. !!

فكيف تبحثين بعد ذلك عن المودة والرحمة ..!!

* وجميع ما سبق كما ينطق على المرأة فهو ينطبق على الرجل المتجاهل زوجته .. ولكن الغالب الاعم هو سلوك المرأة المتزوجة فيما سبق بيانه من ناحية وجوب مثلية المزاج حتى تجامع زوجها ..!!

********************************

( الجهل في فهم العلاقة الزوجية )

..::  فرق بين الاحتياج للعلاقة وبين متعة العلاقة ::..

* قلت خالد صاحب الموضوع :..

نقول دائما أن العلاقة الزوجية قائمة على الإحترام والتقدير .. أو المودة والرحمة .. ( فهي علاقة تبادلية مشتركة تجمع بينهما المودة والرحمة مع الستر والأمانة ) ..

وهذه العلاقة الزوجية .. تجمعهما علاقة احتياج وعلاقة متعة .. فما الفرق بين العلاقتين في المعاملة ؟

* نوضح ذلك بمثال :

مثال ذلك : حينما تتألم المرأة نفسيا فهي تحتاج لحضن الرجل ليحتويها .. فهذا اسمه حضن احتياج وليس حضن متعة ..!!

كذلك الرجل حينما يحتاج الجنس في حالة مُلحة لهياج الشهوة فيه .. فهذا يكون احتياج علاقة .. وليس يريد متعة علاقة ..!!

* وفي هذه المواقف (من الاحتياج والمتعة) .. يظهر حقيقة المودة والرحمة في النفوس .. أي الإحترام والتقدير بين الأطراف .. لأنه لو فقد الإحترام والتقدير والمودة والرحمة .. فلن يشعر الإنسان بالهدوء والسكينة في منزله أبدا ..!!

فإذا كان الإحترام والتقدير نتعايش به في المجتمع الخارجي (خارج المنزل) .. فمن باب أولى نعيش به في المجتمع الداخلي (المنزل) .. !!

فلماذا نتجمل للخارج .. ونستقبح بالداخل ..!!

* فاذا كانت المرأة ليس لها مزاج لمجرد المزاج فقط وليس لأسباب قهرية نفسية أو عضوية كما سبق وذكرنا .. ولو كان ليس لديها رغبة مع رغبة الرجل .. فلتتعامل مع الموقف من باب الإنسانية أن هناك إنسان يحتاج لها لتعينه على نفسه .. حتى لا يتضرر في بدنه وقلبه وسلوكه في الحياة فيظل منفعلا لعدم قدرته على تحرر شهوته في حين أنه المفروض يمتلك ذلك .. وليس أعزب .. !!

مش كده ولا إيه .. !!

وكما هي تحتاجه في مواقف أخرى في الحياة وهو لا يكون لديه مزاج لذلك .. ومع ذلك يفعلها ..!!

* فليس كل شيء بالمزاج .. وإلا فنحن نتكلم عن خيمة يسكنها مدمني مخدرات والمحظيات .. والجميع يبحثون عن المزاج والأنانية النفسية فقط ..

* يبقى ليس من حق أحد أن يبحث بعد ذلك عن الرحمة والمودة .. طالما الموضوع بقى ماشي بالمزاج .. فلا أحد يسأل عن الدين بعد ذلك .. !!

* والذي ينكر احتياج الآخر .. فعليه أن يتقبل ما ينكره عليه الآخر بالمثل في كل نواحي الحياة .. طالما الموضوع بالشوق والهوى .. أي بالمزاج ..!!

* لطالما قابلت كثيرا من هؤلاء النسوة بنفس الفكر الخاص بجماعة (عُنَّ) .. التي لا تشتهي الرجال .. وإنما هن يجعلن من أنفسهن مجرد مرحاض للحمل فقط لأن ماما قالت لها كده وعلمتها كده ..!! ثم بعد ذلك لا معنى للعلاقة الحميمة مع الزوج ..!!

* وغالبا ما تصل حياتهن إلى طلاق أو زواج ثاني أو يظل الزوج يلعنها بلعنة الله جزاء على ما تفعله معه من أذى فيه ..!!

* ولا يخفى أن هناك ذكور يتبعون أيضا أسلوب المزاج .. فهو أيضا إنسان غير سوى .. ويستحق عقاب رب العالمين لأنه آثم بلا ريب حينما يتجاهل حق زوجته الشرعي .. ولا يحسب أنه بعيد عن لعنة الله ..!!

* والجميع مسئول أمام الله ..

ولكن في النهاية أصحاب المزاج .. لا يبحثون عن المودة والرحمة .. طالما ارتضوا بسلطان الشوق والهوى حكما في حياتهم .. بدلا من المودة والرحمة !!

***********************************

..:: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ) ::..

:: الحياة الزوجية مسئولية .. وليست مزاجية !! ::

* قال تعالى ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ) البقرة228 .. !!

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

جاء الإسلام ووضع تلك القاعدة العادلة ، وهي أن الحقوق يجب أن تكون متكافئة مع الواجبات، فما على الإنسان من واجبات يكافئ ماله من حقوق، وما من حق إلا تعلق به واجب، فإذا كان للرجل سلطان في البيت وعلى المرأة واجب الطاعة ، فلها حق وهو العدل.

زهرة التفاسير ج2 ص768

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

 أي أن للزوجة مثل ما للزوج ، لكن ما الذي لهن وما الذي عليهن ؟

المثلية هنا في الجنس، فكل منهما له حق على الآخر حسب طبيعته، الزوج يقدم للزوجة بعضاً من خدمات، والزوجة تقدم له خدمات مقابلة ؛ لأن الحياة الزوجية مبنية على توزيع المسئوليات ، إن الرجل عليه مسئوليات تقتضيها طبيعته كرجل ، والمرأة عليها مسئوليات تحتمها طبيعتها كأنثى.

تفسير الشعراوي ج2 ص687

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :

وللنساء على الرجال مثل ما للرجال على النساء. فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه نحوه بالمعروف.

والمراد بالمماثلة- كما يقول الآلوسى- المماثلة في الوجوب لا في جنس الفعل، فلا يجب عليه إذا غسلت ثيابه أو خبزت له أن يفعل لها مثل ذلك، ولكن يقابله بما يليق بالرجال» .

* أى أن الحقوق والواجبات بينهما متبادلة، وأنهما متماثلان في أن كل واحد منهما عليه أن يؤدى نحو صاحبه ما يجب عليه بالمعروف أى بما عرفته الطباع السليمة ولم تنكره، ووافق ما أوجبه الله على كل منهما في شريعته. فالباء في قوله (بِالْمَعْرُوفِ) للملابسة.

* وقد بين النبي صلّى الله عليه وسلّم في أحاديث متعددة حقوق الرجال على النساء، وحقوق النساء على الرجال، ومن ذلك ما أخرجه مسلّم في صحيحه عن جابر بن عبد الله أن رسول صلّى الله عليه وسلّم قال في خطبته في حجة الوداع: (اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله. واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف) .

وروى الشيخان عن أبى هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ( لا يحل لإمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه )

وأخرج أبو داود عن معاوية بن حيدة قال: ( قلت يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ) .

* ولقد قام السلف الصالح بأداء هذه الحقوق على أحسن وجه فقد روى عن ابن عباس أنه قال: ( إنى لأحب أن أتزين لامرأتى كما تتزين لي ... لأن الله. تعالى- يقول: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ".)

أي: أن يحب أن يؤنسها وأن يدخل السرور على قلبها كما أنها هي تحب أن تفعل له ذلك.

التفسير الوسيط ج1 ص215

* قلت خالد صاحب الموضوع :

أن الآية تقنن أوضاع وحقوق للمرأة .. في ذهن الرجل حتى لا ينسى .. فكأن الله يقول للرجل .. خد بالك لو كنت تبحث عن احتياجاتك منها .. فهي كذلك لها نفس الحق الذي عليها وتطلبه منها .. فلا تعتدي عليها بما هو حق لك وتتركها دون أن تمنحها حقها .. فإن هذا من المعروف الذي ارتضاه الله للجميع .. وحسن العشرة بينهما ..!!

* وقدم سبحانه (لهن) على (عليهن) .. إشارة إلى أن العطاء مقدم على الأخذ .. وأن من إكرام الرجل لأمرأته أن يكون متقدما لها بالإكرام في حقها .. قبل الأخذ منها ما هو واجب له ..

والله أعلم .

***********************************

..:: معنى " بالمعروف " ::..

( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

* ويلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قيد المماثلة بين حقوق المرأة وواجباتها بالمعروف ، كما قيدها بما للرجال من درجة تضاعف واجباتهم ، والتقييد بالمعروف معناه التقييد بالأمر الذي لَا تستنكره العقول، بل تقره وترضاه ، ويتعارفه العقلاء .. فلا يُطالب الرجل بخدمة البيت كما تُطالب بها المرأة.

* فعلى المرأة أن تقوم بواجباتها ، وتطالب بحقوقها بالنسبة لنفسها ولأولادها في دائرة العقل ، والعرف المستمد من قضايا الحق والعدل ، وألف العقول والفضلاء ؛ لأنه لَا يستقيم أمر الأسرة بغير ذلك التقييد العادل ، وذلك التوزيع الحكيم.

زهرة التفاسير ج2 ص769

* قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وَقَوْلُهُ: (بِالْمَعْرُوفِ) الْبَاءُ لِلْمُلَابَسَةِ، وَالْمُرَادُ بِهِ مَا تَعْرِفُهُ الْعُقُولُ السَّالِمَةُ، الْمُجَرَّدَةُ مِنَ الِانْحِيَازِ إِلَى الْأَهْوَاءِ، أَوِ الْعَادَاتِ أَوِ التَّعَالِيمِ الضَّالَّةِ، وَذَلِكَ هُوَ الْحَسَنُ وَهُوَ مَا جَاءَ بِهِ الشَّرْعُ نَصًّا أَوْ قِيَاسًا، أَوِ اقْتَضَتْهُ الْمَقَاصِدُ الشَّرْعِيَّةُ أَوِ الْمَصْلَحَةُ الْعَامَّةُ، الَّتِي لَيْسَ فِي الشَّرْعِ مَا يُعَارِضُهَا. وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ الْمَعْرُوفَ عَلَى مَا قَابَلَ الْمُنْكَرَ أَيْ وَلِلنِّسَاءِ مِنَ الْحُقُوقِ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ مُلَابِسًا ذَلِكَ دَائِمًا لِلْوَجْهِ غَيْرِ الْمُنْكَرِ شَرْعًا وَعَقْلًا .

التحرير والتنوير ج2 ص400

********************************

..:: هل المساواة مطلقة بين الرجل والمرأة ؟ ::..

وما معنى قوله تعالى : ( وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) ؟

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

وليس معنى أن الواجبات على المرأة مساوية للحقوق التي لها على الرجل أن المرأة مساوية للرجل من كل الوجوه، فإن الإسلام قرر فقط تساوي الحقوق والواجبات، بالنسبة لها وليس لذلك علاقة بشأن المساواة بينها وبين الرجل في نوع الحقوق والواجبات، ولكي لَا يفهم أحد هذا المعنى قال الله سبحانه وتعالى : (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) فالرجل ليس مساويا للمرأة ، وليست المرأة مساوية الرجل ؛ لأن قانون المساواة يوجب أولا تحقق المماثلة، ومن البداهة أنه لَا مماثلة بينهما ، فهما وإن كانا من جنس واحد إلا أنهما نوعان متقابلان غير متماثلين ، وإن كان كلاهما متمما للآخر ، ومن ازدواجهما يتكامل النوع الإنساني ، ويسير في مدارج الكمال.

* وإذا كانت الأسرة لَا تتكون إلا من ازدواج هذين العنصرين، فلابد أن يشرف على تهذيب الأسرة ، ويقوم على تربية ناشئتها وتوزيع الحقوق والواجبات فيها أحد العنصرين ..

وقد نظر الإسلام إلى هذا الأمر نظرة عادلة فوجد الرجل أملك لزمام نفسه ، وأقدر على ضبط حسه، ووجده الذي أقام البيت بماله وأن انهياره خراب عليه ..

فجعل له الرياسة ؛ ولذا قال سبحانه: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ. . .).

هذه هي الدرجة التي جعلها الإسلام للرجل ، وهي درجة تجعل له حقوقا ، وتجعل عليه واجبات أكثر ، فهي موائمة كل المواءمة لصدر النص الكريم فإذا كان للرجل فضل درجة ، فعليه فضل واجب.

زهرة التفاسير ج2 ص769

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

ويقول الحق: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) وهي درجة الولاية والقوامة .

ودرجة الولاية تعطينا مفهوما أعم وأشمل ، فكل اجتماع لابد له من قَيِّم ، والقوامة مسئولية وليست تسلطاً ، والذي يأخذ القوامة فرصة للتسلط والتحكم فهو يخرج بها عن غرضها ؛ فالأصل في القوامة أنها مسئولية لتنظيم الحركة في الحياة.

* ولا غضاضة على الرجل أن يأتمر بأمر المرأة فيما يتعلق برسالتها كامرأة وفي مجالات خدمتها، أي في الشئون النسائية، فكما أن للرجل مجاله، فللمرأة مجالها أيضاً.

والدرجة التي من أجلها رُفع الرجل هي أنه قوام أعلى في الحركة الدنيوية، وهذه القوامة تقتضي أن ينفق الرجل على المرأة تطبيقاً لقوله الحق: (وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)  النساء34 .

* قلت خالد صاحب الموضوع :

باختصار : قوامة الرجل هي قوامة تكليف وليس قوامة تشريف .. فإن أحسن في قوامته كانت فضلا له وكرامة .. وإن أساء فيها كانت عليه حسرة وندامة ..

والله أعلم .

******************************

..:: تحذير للرجل وللمرأة ::..

في ختام الآية قال تعالى : (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

والدرجة التي من أجلها رُفع الرجل هي أنه قوام أعلى في الحركة الدنيوية، وهذه القوامة تقتضي أن ينفق الرجل على المرأة تطبيقاً لقوله الحق: (وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء34 .

إذن فالإنفاق واجب الرجل ومسئوليته ..

وليعلم أن الله عزيز لا يحب أن يستذل رجل امرأة هي مخلوق لله، والله حكيم قادر على أن يقتص للمرأة لو فهم الرجل أن درجته فوق المرأة هي للاستبداد ، أو فهمت المرأة أن وجودها مع الرجل هي منة منها عليه ..

فلا استذلال في الزواج ؛ لأن الزواج أساسه المودة والمعرفة.

تفسير الشعراوي ج2 ص988

********************************

..:: خاتمة الشبهة ::..

1- أن الرسول ليس شهواني وإنما عفيف النفس كريم الطبع .. معلما مؤدبا لمن حوله ليقتدوا به ويتأسوا بخلقه الشريف ..

وإذا كان فعل الرسول للشهوة الحلال قد جعلت منه شهواني عند القائل بذلك .. فهذا يدفعنا للظن بهذا القائل أن نحسب فيه أنه زاني .. طالما أنكر الحلال الطيب .. !!

ولو كان منكر للشهوة أصلا أو مستقبحها .. فهذا يدفع الظن لاتهامه بأنه مسلوب في أساسه العقلي أو الجنسي .. !!

2- العلاقة الزوجية ليس علاقة مزاجية .. وإنما علاقة مشاركة تبادلية تجمع بين الإحتياج والمتعة .. قائمة على المودة والرحمة .. واشباع احتياجات كل طرف من الآخر .. قدر استطاعته وإمكانياته ..

والرسول حينما طلب زوجته .. فهي أجابته إلى نفسها  .. ولم تنزعج ولم تتضايق ولم تتذمر .. لأنها تعلم أن الحياة مشاركة بين طرفين .. وليس قائمة على مزاج طرف واحد ..!!

فالحياة احتياجات .. فعلى كل طرف أن يوفي احتياجات الآخر برضا ..

* فمَن يقدم المودة .. سيجد الرحمة .. والراحمون يرحمهم الرحمن ..

ومن يقدم المودة .. ولا يجد الرحمة .. فليعلم أن الله اختصه بالإبتلاء .. فليطلب من الله أن يلطف به فيما جرت به المقادير ويطلب منه التثبيت .

وكل انسان له اختباره في الحياة .. فلينظر ماذا هو فاعل مع ابتلاءه حتى يكتشف حقيقته نفسه ..!!

فما الابتلاءات إلا مرايا لنرى فيها حقيقة أنفسنا ..!!

( وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) الكهف49 ..

( إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) يونس44

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

****************************

 والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..