لمحات من حياتي ج5 : ما قبل التوهان في الحياة - خطيئة الفضول - تسليطات شيطانية ومجاهدات نفسية - ( الأفعى – الخيالات – الإحتلام )

بسم الله الرحمن الرحيم

لمحات من حياتي ج5

..:: ما قبل التوهان في الحياة ::..

خطيئة الفضول

تسليطات شيطانية ومجاهدات نفسية

( الأفعى – الخيالات – الإحتلام )

* فهرس :

1- كنت أعيش بخواطر التوجيهات الروحية ؟

2- خطيئة الفضول ؟

3- وداعا للقراءة في العلم الشرعي ؟

4- المبيت واستكشاف المكان ؟

5- المثال الأول للمضايقة ( الإحتلام ) ؟

6- المثال الثاني : (الخيالات) ؟

7- المضايقة الثالثة (الأفعى) ؟

8- عجبا لمن اتبعوا شيطان هواهم ..؟

9- بعد الزواج .. وهرطقة الروحانيين والآثار ؟

*******************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم في لمحات أخرى من حياتي .. وهي خاصة بمرحلة ما بعد العزلة والخروج للحياة العملية ..

وكيف أن هناك عواقب قد تكلفك كثيرا إن تجاهلتها أو لم تنتبه لها .. فضلا عن أن ألطاف الله ستظل موجودة ولكن عليك دائما أن تنظر لرسائل الله فيك .. وأن ترضى بحكمه عليك حتى يستقيم حالك ..!!

وإلا ستظل ضائعا إلى الأبد ..

* ملحوظة : حينما أقول روحانيات أو خواطر .. فهي كانت تأتي بلا رغبة مني .. وكانت تأتي للتوجيه والارشاد في حالة كيفية الارتقاء بصفة قلبية .. أو تجنب صفة نفسية بدأت تظهر عندي ويجب مجاهدتها .. ولم أكن أعرف ماهيتها .. ولهذا سبب وحكمة سأخبركم بها لاحقا ..!!

نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

****************************

..:: كنت أعيش بخواطر التوجيهات الروحية ::..

طوال فترة العزلة سواء أثناء الدراسة أو العمل .. كنت أدون ما يتردد بداخلي من خواطر حتى لا أنسى .. مثل :

* لا تنسى بقدر الإخلاص يكن الخلاص .

* وبقدر اليقين يكن التمكين .

* وبقدر عملك يكن مددك .

* والدعاء يُستجاب في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي تريد .

* لا تنزعج فإن الله هو الفاعل .. فلا تلتفت لغيره ولا تتوجه لسواه .

* إياك خلاف الشاهدين .. فتكون قطعت العهد مع الله .

* واعلم أن صور الحياة خادعة .. فانظر في قلبك لتعلم الحق .

* واعلم أن ستعيش في ألم نفسي .. ولكن قلبك ساكنا .. فإن اختلف الحال .. فاعلم أن الإيمان قد انسلخ منك ولن يعود إليك .

* واعلم أنك خادم غير مخدوم .. وإلا فأنت مقطوع ومحروم .

* واعلم أن النفس قاهرة .. فاستعن بالقاهر عليها .. 

* واعلم أنك ستربي أولياء .. واعلم أنك لست منهم !!

فإن رأيت منهم معجبا بنفسه ناظرا لعمله معتقدا في علمه .. فاهجره حتى يتطهر من أوثان نفسه .. وكن محيطا أمينا على من اعترف بنقصانه واتهم نفسه صادقا في ذلك .. فاعلم أنه مطلوب من الله .. فأقبل عليه .. وأمده بما علمت .. حتى ترتقي به من أوحال النفس إلى نور القلب ..

* واعلم أن من خرج من مقام ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .. فلن يكون له مدد من ( اهدنا الصراط المستقيم ) .. فلا تطلب سوى مولاك .. فهو مولانا .. نعم المولى ونعم النصير ..

* وإياك والغضب .. فلو غضبت ستؤذي خلقا .. ولو استخدمت كلام الله وأسماءه روحانيا منتصرا لنفسك .. فاعلم أنك انحرفت .. ولكن كن متوسلا أو مستسلما حتى تسلم ..!!

* واعلم أن الرضا معراج الواصلين إلى الله .. وليس بعد السكينة كرامة .. ولا سكينة بغير رضا عن فعل الله فيك .. والعاقبة للمتقين ..

* ثم حدث بعد ذلك بفترة ما هو آتي ..

******************************

..:: خطيئة الفضول ::..

* وكان ذلك في فترة العشرينات حيث خرجت من العزلة وانتهت الدراسة في الجامعة .. وتوجهت إلى العمل .. وفي هذه الأثناء العملية كنت لازلت محافظا على عزلتي كما هي من بعد العمل .. وظللت على ذلك فترة طويلة .. حتى حدثتني نفسي بالفضول ..!!

.. حيث قلت لماذا لا أقرأ في كتب المكاشفات "الفلسفة الصوفية" .. خاصة وأن عهد العزلة بأحكامها قد انتهي بنزولي لأرض الواقع ..!!

فهكذا كنت أحسب وأظن ..!!

ولكن الأمر لم يكن كذلك ..!!

* ولكن وجدت فضولا بداخلي للتعرف على ما يقوله بن عربي والحلاج وغيرهم .. بالرغم من التحذير الروحي تكرار بالإبتعاد عن هذه الكتب تماما "الفلسفة الصوفية" .. وكانت في حكم التحريم قطعا ..!!

ولم يكن ممنوعا القراءة في كتب تزكية النفس الصوفية ..!!

* فحينما هممت بالرغبة في قراءة هذه الكتب .. بدأ الإنذار يزيد بلزوم التوقف .. !!

فلم أعير الأمر انتباها .. وتجاهلته .. وقرأت لمدة أسبوع .. حتى وجدت نفسي في أقل من أسبوع وكأنني روحي أصبحت تختنق في جسدي .. وأصبحت عاجز كليا عن أي أذكار ..!! بعد أن كان وقتي كله ذكرا لله ..!!

* وما لاحظته في نفسي حين القراءة في هذه الكتب هو نمو روح الشر مرة أخرى في داخلي .. أو روح الكبر والاستعلاء بالعلم والظن بأنك تعلم ما لا يعلمه غيرك ..

* وفي الحقيقة أنت تمرض لا تقرأ .. وتزداد بعدا لا تزداد قربا .. حتى حدث لي أمرا بعد حوالي أسبوع.. بأن أُكرهت على البعد بعد أن تم عصر قلبي عصرا بألم .. حتى أفهم أنني تجاوزت الخطوط الحمراء ..!!

وفعلا عقدت العزم على البعد .. فسكن القلب ..!!

* وبعد فترة أيام عادت لي عزيمة الذكر مرة أخرى ولكن دون القدرة على قراءة أي كتاب ديني .. ودون روحانية السلوك " التي توجهني سلوكيا " أو هكذا كنت أحسب وأظن أنهم رحلوا .. !!

********************************

..:: وداعا للقراءة في العلم الشرعي ::..

* وبالفعل تركت القراءة .. بل والقراءة تركتني .. حتى أنني حُرمت من القراءة في الكتب الدينية مطلقا .. وكلما هممت أن أفتح أي كتاب ولو شرعي .. أجد الحبر يسيل أمام عيني وأشعر بدوار في رأسي .. فحسبت أن الأمر فيه خلل بعيني ..

* ولكن شككت في الأمر .. فذهبت وفتحت أي كتاب علمي أو جريدة او مجلة .. فأجد نفسي تقرأه بصورة طبيعية جدا ..!! 

* فعلمت أن العقاب نزل على أي كتاب ديني ما عدا القرآن والحديث كمتن فقط لا كشرح .. وظللت محاولا طوال فترة أكثر من ثلاثة عشر عاما أن أقرأ في كتب أهل العلم .. دون جدوى .. من عمر تقريبا السادس والعشرين حتى الأربعون .. ثم حدث بعد ذلك إفراج .. من حيث لا أعلم ولا أدري .. ولعل ذلك ببركة المدونة .. أو بركة دعاء أحد منكم بظهر الغيب ..!!

* عموما نعود فنقول .. أثناء فترة العمل وقبل الزواج بعام تقريبا .. وكنت في النصف الثاني من العشرينات ..  فوالدي رحمه الله .. قد أراد أن يفتح مصنع لتصنيع الملابس الجاهزة .. وكان له مكان قد اشتراه منذ زمن في منطقة بعيدة كانت خالية من السكان في وقتها إلا ما ندر .. !! وهي الآن منطقة معمورة جدا وذات كثافة سكانية عالية ..!!

********************************

..:: المبيت واستكشاف المكان ::..

* نظرا لأن هذا المكان يعتبر في منطقة بعيدة عن المنزل .. ففضلت المبيت فيه بدلا من الذهاب والمجيء كل يوم .. حتى انتهي من إصلاح وترميمه .. وكان عبارة عن شقة ومخزن كبير أسفل العقار ويعتبر أسفل مستوى الأرض .. وظللت في هذا الأمر أسابيع .. ما بين مبيت أو ذهاب ومجيء إليه .. ومن وجودي في المكان أدركت أن به شر يسكن ..!!

* وبالرغم من ابتعاد روحانية السلوك .. وامتناعي عن القراءة .. إلا أنني كنت حتى هذا الوقت أمتلك قلبا فيه جبروت إيماني غير طبيعي .. حيث لا خوف من عالم الغيب أو الشهادة .. بل وكان من المحرمات في فترة العزلة أن تخاف إلا من مولاك .. وإلا كان هذا خوفا من أغيار والتفات لغير الله ..!!

* المهم : بدأت أشعر بالمضايقات من العالم الآخر (العالم الناري) .. كانت تحدث يوميا في هذا المكان .. وأعطي لكم أمثلة على ما كان يحدث معي .. وكيف كنت أشعر وكيف كانت نظرتي للأمور ..

****************************

..:: المثال الأول للمضايقة ( الإحتلام ) ::..

* كنت أنام قبل الفجر بساعة بعد أن أقرأ أذكاري وأحزابي .. وأنام متوضأ .. لأصحو لصلاة الفجر والذهاب لمسجد يبعد عن المبيت الخاص بي مسافة طويلة جدا .. لأن المسجد القريب مني كان لا يفتح وقت الفجر ..!!

* وبالرغم من نومي على أذكار وتحصينات ومتوضأ .. فكنت كل يوم أجد نفسي محتلما حينما أفيق على أذان الفجر ..!!

* وهذا المكان لم يكن به شيء لتسخين الماء .. وكان الجو باردا جدا .. في هذا التوقيت .. ولابد من الذهاب لصلاة الفجر .. والمسجد بعيد .. فماذا أفعل ؟!!

هل سأخضع لمبررات النفس التي تجيز لك استكمال النوم ؟

أم ستخضع لما فعله بك الشيطان من احتلام وتجعله منتصرا عليك ؟

* فكنت اتخذ القرار .. بأن أدخل الحمام ومعي جردل مياة بارد وجسدي كان دافئا من نومه .. واخلع ملابسي وأغمض عيني وأدلقه على كلي مرة واحدة .. ولا أستطيع ان أصف لكم كيف هو الإحساس .. حينما يلتقي الماء البارد على جسد دافيء ..!!

* كيف كنت أفكر بالأمر ؟

(هكذا تعلمت من أهل الله) .. فكنت أنظر للأمر على أنه اختبار من الله .. فما النفس والشيطان إلا أدوات اختبار إلهية .. ليكشف حقيقة معدنك هل أنت فعلا صادق في إيمانك معه .. وستخضع للأسباب وتقول : اعمل إيه بقى يا رب .. ما هو أنت شايف اللي بيحصل أني مغلوب على أمري ..!!

أم ستجاهد نفسك والشيطان .. وتثبت له أنك رجلا صادق في مجاهدتك طلبا للوصول إليه ..!!

* فالشيطان والنفس بالنسبة لي هما أدوات الإختبار الإلهي الذي يجب أن أنجح فيه لا محالة .. مهما كنت مقهورا .. (فهكذا تعلمت وتربيت من أهل الله) ..!!

* وظللت على هذا الحال .. أكثر من شهر .. يتكرر الأمر يوميا ..!!

* وأمام الشعور بالإحساس بالألم نتيجة المياة الباردة مع الجسد الدافيء من نومته .. فكان أمام ذلك إحساس بالنصر على قهر النفس وإخضاعها لمراد الله .. وقهر لفعل الشيطان فيك ..

وحين دلق الماء البارد كنت أغمض عيني وكأني أنظر إلى السماء وأضحك مبتسما ..

واقول : أفعل ما تريد .. فعن بابك لن أحيد .. وستجدني من الصابرين ..!!

وليفعل شيطانك المسلط ما يريد .. فإنما هو مرادك يا رب .. وطالما أنت أذنت بذلك .. فقد رضيت .. وكما رضيت فارضني وأمدني منك بما لا يحجبني عنك ..!!

* وكان الخوف حتى هذه الفترة لا وجود له .. وكان لذلك أسباب نذكرها لكم في مرحلة العزلة إن شاء الله ..

**********************************

..:: المثال الثاني : (الخيالات) ::..

من المضايقات التي صادفتني .. هو اتباع أسلوب التخيل في المنزل حيث أن المنزل الذي كنت أبيت فيه يكاد يكون خاليا إلا سرير تنام عليه أو بعض الكراسي ومكتب ..!! وباقي المنزل خاليا ..!!

* المهم كنت أحيانا أشعر بخيالات أو تحميلات روحانية .. وكنت لا أبالي في اول الامر .. ولكن لما زاد الأمر .. فقررت الإستعلاء عليهم ..!!

وبدلا من مواجهتهم في المنزل .. فقررت أن أنزل إليهم في مكانهم (المخزن أسفل العقار) .. وكان التوقيت تقريبا الثالثة صباحا وقبل الفجر بساعة ..

* ومهما سأصف لك من خوف هذا المكان أن تدخله الساعة العاشرة صباحا مع وجود الشمس وحركة الحياة .. فلن تستطيع أن تصفه الساعة الثالثة فجرا والمكان تقتله ظلمة الصمت وظلمة الليل ..!!

فضلا عن كونه ممتلأ بالمياة بكامله وكانت تعلو إلى منتصف رجلك .. ومساحة واسعة جدا .. !!

* ومع ذلك توكلت على الله وأردت النزول وكل شيء مظلم .. الليل والمياه والمكان والصمت القاتل في كل المنطقة .. وأنه لا مجال للخوف ولا التراجع .. فإما قاهر بالله وإما مقهور لفساد إيماني واعتقادي في نفسي أني مؤمن ..!!

ونزلت المكان وجلست على مقعد خشب كان موجود بالأسفل لمدة نصف ساعة تقريبا .. وطلبت الحضور لمن كان يريد الاذى ..!!

* ثم قرأت ما قرأت .. كحكما عليهم .. ثم خرجت .. سالما معافى .. ولا أستطيع ان أصف لكم كيف كان الإحساس حين الخروج للهواء ..!!

* ومن بعدها توقفت الخيالات والتحميلات ..!! ولم يتوقف الإحتلام أو حضور الأفعى (سيأتي ذكرها بعد قليل) ..!!

* وكنت أحب أطفأ الأنوار في شقة المبيت لقهر الخوف .. ثم إما أذكر أو أسمع قرآن .. وكنت ولازلت أعشق سماع سورة هود من قاريء اسمه نور الدين أحمد .. !!

********************************

..:: المضايقة الثالثة (الأفعى) ::..

أثناء نومي كانوا يحبون مضايقتي بعد قراءة الأذكار .. بصفة خاصة .. حتى يشككوني فيما أذكر ..!!

* ومن هذه المواقف التي ذكرتها لكم سابقا .. :

الأفعى الكبيرة التي كانت تأتي بعد ورد الضحى واذهب للنوم .. فتأتي لتلتف حولي بداية من قدمي رجلي وحتى عنقي ثم تبدأ في العصر .. وكأنها تريد ان تعصر جسمي عصرا ..!!

فكنت أقول بقلبي (لا إله إلا الله) دون انزعاج ودون اضطراب .. فكان مع كل نفس أنطق معه (لا إله إلا الله) .. فكان ينحل عقدة الأفعى عن جسمي .. حتى يرحل وينسحب إلى أسفل قدمي حتى يختفي ..

* ومع ذلك لم أكن أهتم بالموضوع .. لأسباب :

1- لأن عقيدتي أنه لا شيطان له سلطان على الإنسان .. ولذلك فهذا شيطان اختبار تم تسليطه للإختبار وعزيمة المجاهدة .. فهل أنت صادق ستقول وقلبك حاضر مع الله .. أم ستكتفي بالشكوى وتقول ليه كده يارب ..؟!!

2- الشيطان ما هو إلا خادم للجلال الإلهي .. لأنه من سطوة الله على خلقة .. فطالما تم تسليطه .. فالله قد أذن بذلك .. وطالما قد أذن بذلك .. فلابد أن ارجع للجلال الإلهي متأدبا معه في صرف هذا التسليط .. فلذلك ذكرت وقلت (لا إله إلا الله) بالقلب .. !!

3- الشيطان وسيلة لتحريك غرائز النفس (مثل كل الإبتلاءات) .. لكشف حقيقتنا أمام أنفسنا الأمارة بالسوء التي نزعم جهلا منا أننا مؤمنون وأولياء ونستحق الأفضل دائما .. وفي الحقيقة الأمر خلاف ذلك غالبا ..!!

* سؤال : لماذا كان تأتي الأفعى وتفعل بي ما تفعل بالرغم من الذكر والوضوء والسكينة وغير ذلك ..؟!!

لأسباب :

منها أسباب ربانية .. ومنها أسباب روحانية ..

* أولا : الأسباب الربانية :

1- التسليط للإختبار كما ذكرنا سابقا .. لتنكشف لك حقائق نفسك الإيمانية .. هل أنت صادق في إيمانك أم لا ؟ فتفزع إلى الله متوجها إليه .. أم تنكر على الله فعله معترضا عليه ؟!!

* ثانيا : الأسباب الروحانية :

وهي الأسباب التي يرجوها منك الشيطان ..

1- للتشكيك في عقيدتك .. كما أوضحنا .. حتى تقول في نفسك .. كيف يحدث لي ذلك بعد الذكر وأكون على وضوء ؟!! أليس الله حافظ ؟ .. ثم تنزعج وتضطرب وتشك ..!!

فلو شككت في إيمانك وحالك مع الله .. فقد كسرت حماية الحفظ من حولك .. وأصبح الوسواس مرتعا في نفسك يفعل به ما يشاء ..!!

2- حتى يحرك فيك العالم الناري نزعة الغضب .. وتعتقد في نفسك أنك صاحب كرامة لأنك تذكر كثيرا .. ليدفعك لتقول في نفسك : سأنتقم منك ألا تعرف من أنا ؟!! .. ليخرجك من معية الله إلى معية نفسك ..

* فلو قلت مثلما سبق .. فقد سقطت عنك عناية الحفظ الإلهي في هذه اللحظة .. وأصبحت أنت والشيطان لا فرق بينكما .. حتى ولو ذكرت الله وقرأت قرآن ..!!

ليه ؟

لأنك اعتمدت على نفسك .. وظننت أن القدرة الإلهية مؤيدة لك وحكمت لنفسك بالتقوى ..؟!! وهذه خطيئة ..!!

لأنك لم تطلب من مولاك المدد وإنما طلبته من نفسك في البداية حينما أعتقدت أن لك شأن عند الله ولك يد عند الله ولك وصول مع الله .. فتم حجابك بذلك .. لأنه أعلم بمن اتقى .. فلا تزكو أنفسكم ..؟!!

* ولذلك الإفتقار أو الإنكسار دائما بين يدي الله هو بوابة السلامة من السلب بعد العطاء ..!!

***************************

..:: عجبا لمن اتبعوا شيطان هواهم ..!! ::..

 ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) الجاثية23

* وما أعجب بعض الرقاة الذين تجدهم يقولون للعارض : سأقتلك .. سأحرقك .. !!

فمن أنت لتقول هذا ؟

فبقولك هذا .. لقد خرجت من معية ربك إلى معية نفسك .. فارتفع عنك مدد الله ..

* حتى سلط عليك نفسك الأمارة حينما يئست في القرآن كلام الله .. فقلت يا جند الله . فنزلت خاسئا حسيرا .. من معية مولاك إلى معية هواك .. ولا يزيد الظالمين ظلمهم إلا خسارا ..!!

* بل لم تسأل نفسك لماذا لم يستجيب معك كلام الله ؟ .. في حين استجاب معك "خدام الشيطان" الذين تزعم أنهم جند الله" .. !!

فلو تساءلت لكنت علمت أن القرآن بات حجابا لك .. وكيف من كان القرآن حجابا له .. أنه يكون له مددا من أهل الله .. أفلا تعقلون ..!!

* ولكن لأن الله حجب عقلك عن هذا السؤال حتى تظل في ضلالك المبين .. وتحمل أوزارا مع أوزارك وأوزار من ترشدهم لذلك .. حتى تتوب وتتوقف عنك لعنة الذنوب والعصيان ..!!

* ثم تستبيح الأمر وتصور نفسك لك الظنونا .. وأن هذا ما هو إلا طلب مساعدة كما تطلب من الإنس .. ويخلط عليك شيطان الهوى أحكام العالم المادي (الإنس) بالعالم الغيبي (الجن) !! حتى تظل خدمة الشيطان معك لتنشرها على المحيطين بك .. ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) النحل25 ..!!

*****************************

..:: بعد الزواج .. وهرطقة الروحانيين والآثار ::..

* بعد عام من تركي للمكان : قرر أبي رحمه الله أن يتخذ من هذا المكان مقرا لهذا المصنع الذي قرر أن يؤسسه .. وبالفعل اشترى الماكينات وكل الأجهزة اللازمة والخامات .. بأحدث ما يكون ..!!

* ولكني كنت أخبرته بأن هذا المكان لن يصلح فيه شيئا .. لأن به شر يسكن فيه .. فلا يستقيم فيه الحياة لإنسان .. حيث أنني كنت أبيت في هذا المكان قبل ذلك لفترات طويلة وأعلم ما فيه .. وقتما كنت أقوم بصيانته وتجهيزه .. !!

* ولكن حيث أبي رحمه الله من أهل العقل البحت .. وربط قانون الأسباب والمسببات .. فلم يستمع لي ..!!

حتى نفذت منه الأسباب من كثرة التوقفات التي بلا أسباب .. فقال غاضبا : هوه في إيه بقى .. في عفريت ؟!!

فقلت له بهدوء : لا .. فقط يوجد شيطان .. ولكنك لم تصدق ..!!

* وكنت في هذه الفترة أبيت أحيانا في هذا المصنع الذي بات أمره ينتهي باليأس والإحباط المتكرر ..

* فأخذت أستشير صديق روحاني .. عن طريقة لحل هذا الأمر ( وإن كنت اعلم أنه لا حل لسبب ما ) .. ولكن فوق كل ذي علم عليم ..

وهو لم يفعل شيء فاستعان بروحاني آخر يعرفه ثم روحاني آخر وهكذا .. وكانت بداية قصة أن المكان به آثار .. وما شابه ذلك ..!!

* المهم حاولوا قدر ما حاولوا على مدى أيام متكررة حتى يصلوا لشيء فلم يصلوا لشيء ..!!

* والعجيب والغريب .. أنهم لم يبصروا تواجد العالم الروحاني العجيب الموجود في هذا المكان ..!!

لأن فكرة الكنز أعمتهم عن إدراك ما وراء ذلك ..!! سواء من خير أو شر .. ولو علموا قدر الشر والخير الموجود فيه لتعلموا كثيرا من حكمة الله .. !!

* وقد ذكرت لكم بعضا من كلامهم في الآثار وكيف يضللون الناس ويخدعونهم .. فارجع إليه في قسم (ضلالات روحانية) ..

* وعرضوا علي عزائم روحانية ومخطوطات "جلجلوتية وبرهاتية ودهشورية" ومجانا بلا ثمن ..!!

فكنت أضحك منهم .. وأقول كيف أستبدل الذي هو خير "كلام الله" بالذي هو أدني " كلام الجن والشيطان " ..!!

فإذا لم يكن من مولاي المدد .. فكيف أدعوه يا صمد .. يا من ليس له كفوا أحد .. ؟!!

* وكانوا يقسمون أنها أسرار .. وتم نقلها بين الاخيار ..

فكنت أقول وهل القرآن ليس فيه أسرار وليس فيه أنوار حتى احتاج لغيره ..!!

ولكن لما يئستم في القرآن .. فطلبتم غيره .. فكانت هذه علامة من علامات سوء الخاتمة ..

فانتبهوا لحالكم .. ولكم حالكم ولي حالي .. ولكني لست خادم للجن ، ولست تابع لهم ، ولست مستعينا بهم .. فإنهم أموات .. ولذلك أتوكل على الحي الذي لا يموت ..!!

**********************************

..:: خطايا كلفتني كثيرا ::..

* هكذا تعلمت : " قد تحبسنا ظلمات النفس وقضبان الذنوب ولكن دائما يبقى الأمل في مساعدة السماء فتتبدل أحوالنا من وحل المعصية إلى عز الطاعة فتتطهر قلوبنا وتتحرر أرواحنا ... فقط قل يا رب بإخلاص: ولن يحجبك ذنب مهما كان .. وسيأتيك الخلاص . "

* هكذا تعلمت : " ما الحياة إلا مرايات نرى فيها أفعالنا حتى نكون شهداء على أنفسنا "

يتبع إن شاء الله .....

************************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..