ج6 لمحات من حياتي - تائها في عالم الوهم الروحاني والذنوب - من عجائب الناس - أتتهم نفسك أم ربك - السقوط في وحل المعصية - الذنوب وحقوق العباد لعنة تطاردك - لشعور بالضيق والحمل الثقيل على أكتافي - صراعات مع العالم الناري - المؤانسة بحزب البحر - الحجاب كرامة - قدرة التخيل والتصورات الروحانية - عودة القلب بالسكون إلى الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

( لمحات من حياتي ج6 )

..:: تائها في عالم الوهم الروحاني والذنوب ::..

السقوط في وحل المعصية

الشعور بالضيق والحمل الثقيل على أكتافي 

الذنوب وحقوق العباد لعنة تطاردك 

ليس شيطان وإنما خلل عضوي

صراعات مع العالم الناري "الجن"

المؤانسة بحزب البحر

قدرة التخيل والتصورات الروحانية

البعض يبحث عن اللعنة بكل الطرق 

انكسار – حكمة – معرفة - فتنة خدام سورة الإخلاص

* فهرس :

1- الرحيل من المصنع .. وبداية الصراع الروحاني ؟

2- من عجائب الناس - أتتهم نفسك أم ربك ؟

3- ليس شيطان وإنما خلل عضوي ؟

4- هجر الروحانيين ؟

5- أخطاء متكررة  ؟

6- السقوط في وحل المعصية ؟

7- صراعات مع العالم الناري "الجن" ؟

8- المؤانسة بحزب البحر ؟

9- حادثة الموت المحقق واللطف الإلهي ؟

10- سبحان من جعل الحجاب كرامة ؟

11- تحذيرات : عن قدرة التخيل والتصورات الروحانية ؟

12- البعض يبحث عن اللعنة بكل الطرق ؟

13- تائها في ظلمات النت  ؟

14- الشعور بالضيق والحمل الثقيل على أكتافي ؟

15- الذنوب وحقوق العباد لعنة تطاردك ؟

16- المواجهة وتحمل العواقب ؟

17- عودة القلب بالسكون إلى الله - وبداية المدونة ؟

***********************************

 ..:: خطايا في الحياة كلفتني كثيرا ::..

ومن لم يعترف فلن يتوب ولن يعود ..!!

* هكذا تعلمت : " قد تحبسنا ظلمات النفس وقضبان الذنوب ولكن دائما يبقى الأمل في مساعدة السماء فتتبدل أحوالنا من وحل المعصية إلى عز الطاعة فتتطهر قلوبنا وتتحرر أرواحنا ... فقط قل يا رب بإخلاص: ولن يحجبك ذنب مهما كان .. وسيأتيك الخلاص . "

* هكذا تعلمت : " ما الحياة إلا مرايات نرى فيها أفعالنا حتى نكون شهداء على أنفسنا "

********************************

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مرحبا بكم في لمحات أخرى من حياتي .. وهي الفترة التي كنت أشعر فيها وكأني تائها في الحياة .. كقلب يبحث عن مولاه ..!!

* وسواء ما حدث كان بسبب إساءة الأدب .. أو لأن القدر أراد مني أن أتعلم درسا جديدا في الحياة ..

* فمهما كان ما حدث .. فهو لم يكن يخلو أبدا من ذنوب أراد الله أن يعاقبني عليها .. أو يؤدبني بها .. وأرجو منه الغفران .

* في هذه المرحلة انقطعت عنى روحانيات السلوك والمعرفة تماما .. وكأنني أصبحت حائرا في الحياة .. أو هكذا تصورت .. رغما من أن معرفتي تضاعفت في فترة التيه لكثرة أحداث الحياة ..!!

* المهم أصبحت حائرا في الدنيا .. حتى ساء بي الحال نفسيا جدا .. وأصبحت أبحث عن حلول للرجوع إلى حالي مع الله ..!!

نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

************************************

..:: الرحيل من المصنع .. وبداية الصراع الروحاني ::..

بعد أن أصبح المكان لا يطاق .. وبات الأمر لا يحتمل التحدي أكثر من الوقت الذي أقمته بالمكان والذي كان تقريبا عاما .. متقطعا على فترات ..

وبعد أن لازمنا عدم التوفيق في عمل المصنع .. وتم طي الماكينات الجديدة ووضعها في جانب في انتظار لبيعها .. حيث لم تعمل ..!!

وعموما كنت راضي غير منزعجا .. وكذلك والدي ارتضى بعدم التوفيق ..

* ورجعت إلى محل العمل الآخر وهو شركة أخرى لعمل  الشبكات الكهربائية ذات الضغط المنخفض ..!!

* في هذا التوقيت أصبحت أدرك سوء توفيق ملازم لي غير طبيعي .. وعدم الرغبة في العمل ..!!

* وكنت أذهب للعمل في ضيق شديد جدا وعدم رغبة .. وكأن شيئا يطبق على صدري ..!!

وفي هذه الفترة كنت لازلت محافظا على أذكاري ..

* وكنت لأعلم أن ما بي ليس بسبب عضوي .. فكنت أقرا الذكر بصوت مسموع .. فيحدث لي إفاقة وانتعاشه ..!! وأعود طبيعي جدا ..

*****************************

**** من عجائب الناس *****

أتتهم نفسك أم ربك ؟

* ولذلك أتعجب مما يذكرون ويحدث لهم أعراض روحانية ..!!

فهذا معناه عدم تفاعل الذكر معهم .. !! وفي هذا إشارة لوجود شيء خطأ .!!

أو لأنهم يذكرون خطأ ..!!

* فالذكر إن لم يكن له عزيمة وصوت مسموع .. وصدق توجه لله .. مع الإعتراف باطنا باتهام النفس طلبا لغفران الله ... فلن تجد له ثمرة إيمانية وروحية ملموسة في قلبك ..!!

* ولذلك أشار سيدنا عمر حينما سأله النبي لماذا تعلو بصوتك .. فقال : أنه يعلو بصوته ليطرد الشيطان ..!!

* فمعنى أنك تذكر ويحضرك الشيطان وتظهر عليك أعراض المس الروحاني .. يبقى في حاجة غلط قطعا ..!!

فالذكر يطرد الشيطان .. لا يجذب الشيطان ..!! وراجع كلام سيدنا عمر لتفهم ..!!

* وبطريقة اخرى : فإذا كان الشيطان يفر من الأذان .. فما بالك بالذي يقرأ قرآن ويديم على الذكر ..!!

فكيف يحدث له حضور شيطاني ؟!!

* بل وأتعجب من الذي يقرأ كل يوم سورة البقرة .. ويظن أن به شيطان ..!!

فهل نتهم القرآن بأنه يجذب الشياطين .. أم أن النفوس القارئة للقرآن .. قد كشف القرآن لهم حقيقة نفوسهم بأنها عليها ذنوب واجب أن تتحرر منها .. وإلا ما حضرت هذه الشياطين .. بدليل حضورها في غير قراءة القرآن بنفس الأعراض .. !!

* وإذا كان الاعراض تحدث فقط وقت قراءة القرآن .. فانت تتهم نفسك ببعدك عن الله وبوجود ذنوب أدت لها التسليط عليك ..!!

* وإلا إذا كان القرآن سببا لتواجد الشيطان .. فما هي رحمة القرآن ..!!

* وبالعقل البسيط : الذي يقول بمس الشيطان له ويؤكد ذلك يقينا ويجزم به أنه متحكما به وفاعلا فيه بالتحرش .. فقد حكم على نفسه من حيث لا يدري بحكم الله ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الحجر42 ،  ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ) الإسراء65 ..

* فأنت بكلامك هذا دون أن تنتبه .. فانت تتهم الله أنه ليس وكيلا حافظا لك .. حينما تقول أنك تقرأ القرآن ويحضر الشيطان ..!!

* بل تتهم نفسك أن جعلت للشيطان عليك سلطان قهر وغلبه .. وهذا لا يكون إلا لمن ضل وانحرف وأحاطت به ذنوبه ..!!

فهل أصدقك أم أصدق كلام الله ؟!!

* وأختم لك بكلام الله الحق .. ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) النحل98-100 ..

فهذه الآيات القاطعة والفاصلة في سورة النحل - لتكشف لك حقيقة نفسك .. هل أنت مؤمن صادق ومتوكل على الله فعلا أم لا .. فلو كن صادق فليس للشيطان إليك سبيلا .. ولو كنت خلاف ذلك فقد تكون انكشفت نفسك أمامك .. فتأمل كلام الله وتدبره ..!!
فهل أصدق كلام الله .. أم أصدقك ؟!

* ومع ذلك لا أنكر حدوث مشاهد روحانية مؤذية أحيانا تحدث لمن لهم كشف حينما يقرأون قرآن أو يذكرون .. ولكن لماذا يحدث ؟!

لأنهم السبب في هذه الوحلة في الأساس .. بسبب ذنوب أقترفوها .. وعليهم أن يتحملوا مشقة هذه الصور الروحانية .. حتى يتحرروا بصدق أعمالهم مع مولاهم !! (راجع قصة تائهة في عالم الكشف) ..

* ولكن من يحب أن يعيش أدوار المستغلبين .. فسيظل في محله باكيا على حاله حتى يموت وقد ذهب عمره في الوهم الروحاني منتظرا من يفك له السحر الوهمي .. !!

* لذلك كنا نقول .. توسلوا بكلام الله إلى الله .. لأن التوسل عبادة .. ولا تقرأوه على سبيل التجربة أو عبادة الحرف "التحصين" فقط .. وكأنه يريد قضاء حاجته فقط .. ثم يهجر القرآن بعد ذلك .. !!

فلا تعبد الله على حرف ..!!

* وإنما قم بقرائته كعباده تتوسل بها إلى الله .. واسأل الله من فضل ما تلوته من آيات أن يرزقك مددها ونورها وبركتها وهداها .. واطلب ما تريد .. ثم قل : آمين يا  رب العالمين ..

* فإن شاء اعطاك وإن شاء منعك .. ولكنك في كل الاحوال ستظل متعبدا له بكلامه .. مهما حدث ..!!

* المهم نعود لموضوعنا ..

**********************************

..:: ليس شيطان وإنما خلل عضوي ::..

زاد على حالة سوء التوفيق والضيق الذي يظهر أحيانا .. بدأت أحس بالخمول والكسل وتعب الشعور بالإرهاق الجسدي .. بل زاد الإحساس الدائم بالرغبة في النوم .. وأحيانا بعدم الرغبة في الكلام مع أي شخص حتى لا أنفعل عليه ..!!

فقلت : هذا ليس شيء روحاني أبدا ..!!

* وكان من العلاجات النبوية التي تقويني جدا ( اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من البخل والجبن واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال  ) ..

وهذا الدعاء له تأثير عجيب على الجانب الروحاني والعضوي .. "شرحنا ذلك سابقا" !!

* عموما ذهبت لأطباء مخ وأعصاب وباطنة وكبد ..  وعملت تحاليل .. حتى وجدت أنه يوجد عندي خلل في أنزيمات الكبد "المسئولة عن نشاط الجسم كله" .. والخلل فيها هو الذي يسبب الخمول والهمدان والكسل وعدم الرغبة في شيء .. بل ويسبب الإحساس بالإنفعال أحيانا للشعور بالضغط على الرأس ..!!

* ثم مع العلاج البسيط جدا قد انصلح الحال تماما .. والحمد لله ..

* وكان هذا المرض له حكمة وسبب رئيسي في الإطلاع على أعراض الأمراض العضوية ومقارنتها بالأعراض الروحانية .. .. واستخلصت بعض المشاكل العضوية التي قد يخدعك بها الراقي والروحاني .. ويوهموك أن بك مشكلة روحانية .. وشرحتها لك في موضوع خاص ..!!

(راجع هذا الموضوع مهم جدا للمعالجين والمصابين)

* ولذلك في العلاجات .. أنبه الناس على أهمية العلاج العضوي وعمل التحاليل .. مهم جدا .. ولكن أكثر الناس لا يعقلون .. واكتفوا بكلام الروحاني والراقي فلان اللي قال أنه يوجد سحر .. وطالما هو قال كده .. يبقى في سحر ..!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!

*********************************

                                                    

..:: هجر الروحانيين ::..

* خلال هذه الفترة قد تعرفت على روحانيين كثير بسبب ما ذكرته لكم سابقا عن الآثار .. ولم يكن فقط موضوع الآثار الذي تكلمنا عنه ... وإنما تكلمنا عن السحر والمس وغير ذلك .. وحضرت جلسات علاج .. وكان هناك حوارات كثيرة تدور بيننا .. ثم ألتزمت الصمت معهم .. لعلمي أني أتكلم مع ناس قد اكتسبوا علومهم من الوهم المَحض .. وأدركت أن وجودي مع هؤلاء الروحانيين هو درس وحكمة جديدة كان لازم أتعلمها من خلال التواصل المباشر معهم .. والتعرف إليهم عن قرب .!!

* وفي هذه المرحلة تم عرض عزائم روحانية كثيرة مثل البرهتية والجلجلوتية وغيرها .. ولكني كنت أعلم .. أن كل شيء عدا كتاب الله .. فهو باطل .. وإن أقسموا أنها حق .. ولهذا أسباب ستعرفونها في وقت لاحق ..!!

* قررت أن ابتعد عن الروحانيين .. عشان قرفت من كذبهم على أنفسهم وعلى الناس ..!!

فكل واحد فيهم فاكر نفسه سيدنا سليمان .. والحاكم على الجن وكل ملوك الأيام والشهور خاضعة لأمره ..!!

فضلا عن أنه لم يتفق اثنين روحانيين على كشف ..!!

كل واحد لازم الجن يخترع في دماغه كشف جديد ..!!

* حتى أدركت أنهم مرضى ويحتاجون إلى تقويم نفسي وروحاني وديني .. حتى يكفوا عن الكذب الذي هو متنفس يسبح مع دمائهم ..!!

* وكان لي صديق روحاني ولازال .. وبالرغم من حرقه لكل مخطوطات الشيطنة التي كانت بحيازته .. وتركه للعزائم الروحانية السريانية .. إلا أنه لم يستطع أن يتحرر من مقولة " يا جند الله احضروا " ..!!

وأرجو له من الله أن يحرره من ذلك .. !!

* وقابلت روحانيين يحاولون التلصص على أحوال العباد .. من خلال إرسال تسليطات .. ولكن لا يعرف هذا المريض قلبيا ..!!

" أن من ارتضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .. فقد كان حقا على الله أن يرضيه .. ومن رضى الله على العبد أن يشعرك بمعيته لك .. ومن كانت معية الله له فلا غالب له .. وسيكون قاهرا غير مقهور .. فكيف تُهتك أستار وأسرار من تعلق بمولاه .. أفلا تعقلون ..!!"

******************************

:: أخطاء متكررة ::

بالرغم من ابتعادي عن الروحانيين .. إلا أنه أثناء وجودي معهم .. كنت صادفت روحاني ووثقت به جدا حتى كان لي مَثل وقيمة كبيرة .. !! خاصة وأنه كان يتقن الأمور الروحانية النارية إتقانا عجيبا .. وبالفعل كانت روحه قوية جدا ..!!

* وتغافلت عن أخطاء كثيرة كان يفعلها .. وكأني لم أرى إلا قدرته الروحانية فقط .. منبهرا به .. !!

* من هذه الأخطاء كثرة الكلام عن الآخرين وعن مدح نفسه أنه يفعل ويستطع ويقدر .. مع مدحه لنفسه الدائم بقوله (أنا) ..

* وطبعا كان يقول لي فلان عمل سحر وفلانة عملت سحر .. ولم أكن أهتم بمن عمل ذلك بقدر اهتمامي بماذا نفعل لحل هذا السحر ..!!

*******************************

..:: السقوط في وحل المعصية ::..

(اتهام الآخر بدليل أن الروحاني : قال كذا )

* وذات يوما زرت بعض من أعرفهم وكانوا يعرفون هذا الروحاني .. وطلبوا مني أن أسأله عن حال ابنتهم (فلانه) لأنها ترهق الجميع بتصرفاتها .. وحينما سألته وقال فيها قولا منكرا ..!!

* المصيبة أني أخذت كلامه .. ونقلته كما هو كما طلبوا مني ..!!

وبالطبع لم يصدق الوالدين هذا الكلام "هذا من لطف الله" .. وقالوا لعله أخطأ في كشفه لأننا لا نظن بها ذلك ..!!

* ولا أدري هل الذي فعلته جريمة أم مصيبة .. حتى أدركت في وقت لاحق أني فعلت أمرا منكرا ..؟!!

ولم أنتبه لما فعلت ومرت الأيام .. وكأني أعيش في غيبوبة تماما .. !!

إلا أنها كانت لعنة من حيث لا أدري ستعرفها بعد قليل ..

* وبعد فترة انقطعت عنه .. وقررت أنه لا علاقة مع أي روحاني بعد الآن .. وقررت محاربة العالم الروحاني الذي تعايشت معه من أيام المصنع ..!!

******************************

..:: صراعات مع العالم الناري ::..

(والمؤانسة بحزب البحر)

* ففي هذه الفترة انقطعت الروحانيين "الإنس" وانشغلت بالصراع مع العالم الناري وما يفعلوه معي من أذى .. وخرجت من طور التسليم إلى الدفاع .. وهذه كانت أول الخطايا .. جعلني أنشغل بالذكر عن المذكور .. وكنت أكتفي بالذكر كحماية مثل أذكار الصباح والمساء .. وبدأت أفقد روح العبادة وبدأ ظهور الخوف في النفس ..!!

* والفرق بين الذكر كعبادة وكحماية .. مثل الفرق بين من يصلي أداء لحركات الصلاة .. وبين من يصلي وهو يشعر انه واقف يناجي ربه ..!!

فالعبادة الأولى تعلق بالنفس .. ففعلت ما ينجيها من العذاب بأداء الفرض .. (عبادة العبيد)

والعبادة الثانية تعلق بالله .. فانفعل القلب بصدق التوجه لله .. (عبادة المحبين)

* وكان من جملة أذكاري في ذلك الوقت للمحافظة على القلب قدر المستطاع .. هو حزب البحر .. وكنت أأنس به .. وأكثر قرائتي لحزب البحر كانت بالقلب فقط ..!! وله قصة قد نحكيها وقت آخر ..

* وكانت قراءة الحزب لها استعداد وحضور قلب .. فإن لم تتلقى قرائته بقلبك تقرأه بعزيمة حضور وتوجه قلب "مثل أي دعاء" .. فلا ترهق نفسك بقراءة ألفاظ الحزب ..!!

* ولو كنت تطمع في خصائص للحزب فأنت ضللت بلا ريب .. وانحرفت في الطريق وطلبت شهوات نفسك المريضة بطلب الكرامة .. ولن تجد إلا أوحال نفسك الشيطانية تتعلق بك ..!!

* وكثير مما يكتب حول حزب البحر .. ما هو إلا خديعة لتطميع القلوب وتمريضها .. فإن طمعت في العطاء والخصوصية .. فقد حُجِبَتَ وظهرت عليك حظوظ نفسك ومستك الشياطين ..!!

للأسف ..!!

* حتى أن قراءة القرآن لها خصائص في الإستمداد من نوره .. وذلك بدوام التوسل إلى الله والإنكسار إليه .. !! ..

فبغير ذلك فهي مجرد ألفاظ تقرأ .. ولك منها أجر ثواب القراءة فقط .. دون ثمرته الروحية الإيمانية ..!!

* سبب التراجع من عبادة المحبين لعبادة العبيد .. هو تراكم أخطاء متكررة وانشغال بأحداث الحياة ..!!

******************************

..:: حادثة الموت المحقق واللطف الإلهي ::..

من جملة الصراعات الروحانية .. حيث ظلت لي مطاردات منهم في أحلامي وفي صحوي ..

* وأذكر في مرة ذهبت إلى المصنع حينما كنت أقوم بتصفية المكان من البضاعة التي فيه .. وأثناء عودتي بالسيارة حدث أمر عجيب ..

* حادثة الموت المحقق واللطف الإلهي .. جاءت نتيجة كنت أسير بسيارتي عائد للمنزل .. وهذا الطريق الذي أسلكه هو طريق يكاد يكون خاليا .. وكنت أسير بسرعة عادية جدا لا تتجاوز ستون كيلو متر .. ولكني فجأة وجدت السيارة وكأنها ترتفع من الأرض قدر شبر  ثم انطلقت بسرعة وكأنها تطير حتى تصطدم بسيارة كانت أراها بعيدة عني جدا ..

* وظللت جالسا على المقود مستسلما تماما دون انزعاج لما يفعله القدر .. لأن الأمر أصبح خارج قانون الأسباب تماما ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله .. !!

* وقبل أن اصطدم بالسيارة التي أصبحت أمامي في أقل من ثواني .. حتى وجدت عمود من نور نزل من السماء فاصطدمت به سيارتي بعنف نتيجة السرعة الطائرة بها .. وكانت تلفيات بسيطة في مجملها .. والحمد لله .. الذي أنعم بلطفه .. وقدر وقضى .. وأبلى وعافى ..

* وبعد هذه الواقعة .. بدأت أدعو عليهم .. وقبل ذلك كنت اكتفي بالتحصين فقط ..

***************************

..:: سبحان من جعل الحجاب كرامة ::..

كنت لا أرى كشفا إلا نادرا وكنت أغلقه .. فلا أحبه ولا أهواه لأسباب كثيرة مترتبة على معرفة مسبقة .. فكنت أرفضه ..!!

* ومن هذه الأسباب هي أن الذي يرى العالم الناري ينطبق عليه أحكامهم .. وطالما الأمر تساوى .. فالغلبة للأقوى .. وطبيعي ستكون الغلبة لهم .. بلا ريب ..!!

* ولكن حينما تتعامل معاهم من وراء حجاب .. ويكون البرزخ فاصلا بينك وبينهم .. فهم لا يستطيعوك بشيء أبدا ..

كمثل من يلقى الأحجار على شخص والآخر لا يراه ..!!

ولو رآه وأراد يلق عليه شيء فلا يصل إليه ..!!

لأن الحجاب حائل بينك وبينه ..!!

* فكنت أدعو عليهم وأتصور متخيلا مكانهم وأشير إليه بأصبعي وأقول : (اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم) .. وما شابه ذلك ..

 وما كانوا يستطيعون أن يطولون مني شيئا .. لأن الكشف مغلق ..!!

**************************

..:: تحذيرات : عن قدرة التخيل والتصورات الروحانية ::..

الأمر ليس بالبساطة التي تتصورها حينما تتعامل مع هذا العالم .. فإن لم يكن لديك نفس قاهرة وعزيمة غالبة .. وعقيدة ثابتة .. ولا تبالي بأنك قد تفقد حاسة من حواسك .. ولا تبالي بالموت متى يحدث ..!!

فاعلم أنك ستكون كلب من كلابهم لا محالة .. لأنهم سيتمكنون منك ويستولون عليك ..!!

* وعموما الهجوم يكون بقوة التصور واستحضار هذا العالم لمكانك ثم تدعو عليه أو تتصور فيه أفعالا معينة كأن تقول "اللهم اقتلهم وفرق جمعهم .." .. ولكن اعلم أنك لو ظلمت .. او اعتديت في الدعاء .. فالعاقبة ستكون غير حميدة على الإطلاق ..!!

* ولو انت إنسان روحاني أو لديك مس روحاني تستخدمه .. واستخدمت قدرتك التخيلية لتصور إنسان في عقلك وترجو عقابه أو التشفي فيه أو أذيته روحانيا .. فسيأتيك عالم الشر كله ليمسك ويخدمك .. واعلم أنك أصبحت معلون بلعنة الشيطان وكلبا من كلابه .. !!

* وفي هذه اللحظات التي تعيشها محاربا روحانيا تكون حركة اليد لها سطوة وبطش .. ولكن الإنسان العادي في عالم الظاهر يرى يدك تتحرك حركة عادية .. !!

* ولكنها في الحقيقة قد تقتل أو تؤذي بها .. وعليك الوزر لو استخدمتها بطريقة خاطئة أو كان بك غضبا لطلب الانتقام وليس للدفاع ..

فإياك والإنتقام الروحاني لأنه فعل السحره .. وسيسلب منك المدد لحظيا وتصبح عاريا في مواجهة هذا العالم الغاضب دائما .. وهو العالم الناري .. ولك أن تتصور ما قد يحدث لك !!

* ولكن الطريق الآمن : هو أن تطلب من الله مفوضا له أن يدافع عنك بكرامة قوله (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) الحج38 .. أو مفوضا ومتوسلا بالدعاء إليه بآياته وأسماءه .. طالبا بذلك من مولاك أن يأخذ لك حقك ..

نعود للقصة :

* وبعد خمسة سنوات من الصراع .. حتى رغبت في الهدنة .. ووقف الصراع .. بل والمصالحة .. وأمور أخر يعلمها الله .. !!

وكانوا قبائل .. منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ..!!

* وبالمناسبة هذا المكان هو الذي ذهبت إليه صاحبة قصة (تائهة في عالم الكشف) .. لكن طبعا بعد المصالحة بأكثر من خمسة عشر عاما .. !!

* وذلك كان ختام العالم الروحاني معي .. وكنت قد خرجت بخسائر نفسية عميقة جدا .. أهمها فقد روح العبادة والإحساس بالخوف الإنساني من متقلبات الحياة وأحداثها .. !!

وكان هذا في منتصف الثلاثينيات تقريبا ..

********************************

..:: البعض يبحث عن اللعنة بكل الطرق ::..

* لم أجد في حياتي أضل من إنسان يسعى ليتم فتح الكشف له مع العالم الناري .. لأنه بالتأكيد شخص أحمق وغير رشيد على الإطلاق .. !!

ويستحق باقتدار لقب "خدام الجن" ..!!

لأنه طلب أن يكون ملعونا برهق الجن .. محكوما عليه طوال حياته .. إن لم يتب ..!!

* فكيف ينتقل من نعمة الحجاب الترابي إلى لعنة الكشف الناري ..!! فما يفعل ذلك إلا إنسان غير رشيد .. به عوج في نفسه ..!!

* والأعجب حينما كنت أجد ناس يحزنون بشدة .. ويقولون لماذا لا نرى ؟!!

ولو علموا ان هذا نعمة كبيرة أن منعهم الله .. لكانوا له ساجدون مستغفرون عن جهلهم وحماقتهم ..!!

* وقلنا سابقا .. فرق بين أن تبحث عن الكشف وبين أن يحدث لك الكشف بلا إرادة منك .. فالفرق كبير جدا .. !! والأحكام تختلف تماما بين أن تكون طالبا أو مطلوبا .. فارجع لهذا الكلام ولا داعي لتكراره .!!

*********************************

..:: تائها في ظلمات النت ::..

بعد ترك العالم الروحاني .. ظللت أبحث في عالم النت .. ودخلت صفحات ومنتديات وقرأت أقصى ما قرأت ..

ثم توسعت في عالم النت في كل مجالاته دون توقف عن المعرفة ... حتى مللت كل شيء .. لأن قلبي لم يعد يحتمل نار البعد عن مولاه ..!!

* وكان حدث في هذه الفترة .. مرض ابنتي التي أصابها .. والذي جاء من أخطائي بعالم البرامج .. وقد شرحته لكم سابقا .. في موضوع آخر ..

ثم تصحيح الخطأ والإعتراف بالذنب والتوبة وطلب الغفران .. وعودة للإتجاه الصحيح .. وشفاء ابنتي والحمد لله ..

* ولكن الهموم ظلت تطاردني مع ضيق غير طبيعي ..!!

**********************************

..:: الشعور بالضيق والحمل الثقيل على أكتافي ؟ ::..

(مراجعة حالك)

* حينما أنتهيت من عالم الروحانيين (إنس وجن) .. وعالم النت .. وخرجت خاسرا على حالي الذي لا أصدق كيف وصلت إليه ..؟ وأصبحت تائها محيرا في الحياة .. وكأني فقدت جزء من روحي .. ولم يعد لي سوى عقل أفكر به .. كيف يحدث هذا ولماذا ؟

ومن هذا الشخص الذي يفعل هذه الأمور ..؟

فلست هذا الشخص الذي كان في العزلة أبدا ..!!

* فالجن والشيطان ما كان لهم اعتبار في عقلي أو نفسي .. فكان الروحاني في الأصل عندي هو لم يكن شيئا مذكورا .. يعنى في مرحلة العزلة .. !! ليس بمعنى الإنكار وإنما لأنه كان في طريق التزكية يجب أن تسقط مثل هذه الأمور من نفسك وعقلك تماما .. وإلا فأنت ضائع لا محالة ..!!

* وبالفعل تهت في عالم الأوهام حينما انشغلت بهذه الأمور .. ولكن لحكمة يعلمها الله ..

* ووجدت من الهم والغم والضيق والإكتئاب وعسر الحال .. ما لا أرجوه لأحد .. ومع ذلك كنت مستسلما لمجريات القدر .. لعلمي أن هذا هو جزاء ما كسبت يداي .. !!

* وحدث في هذه الفترة حادثة السحر الخاصة بالتفرقة بيني وبين زوجتي .. ثم كانت آية ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) الأحزاب25 ..

والتي من بعدها عدت سالما لعالم التفويض والتوسل والعبادة .. منكسرا حسيرا على سنوات ضاعت في عالم الوهم الروحاني .. (ولم أكن أعلم أنها جزء من التعليم !!) ..

*********************************

..:: الذنوب وحقوق العباد لعنة تطاردك ::..

(حقوق العباد)

* بعد أن انقطعت عن كل شيء .. والتزمت الصمت متحسرا على حالي وما فعلته بنفسي .. غير مصدقا لما فعلته .. وكأنني شخص آخر خلاف ما كنت عليه ..

* ثم بعد فترة .. ازداد الأمر ضيقا .. فسألت الله بعد أن صليت وجالسا صامتا .. فسألته بقلبي .. وقلت يا رب جسدي ثقيل والهموم كثيرة .. فأي ذنب فعلته يارب استحققت به ذلك ؟

فتم فتح مشهد للفعل الذي فعلته .. وهو حينما نقلت كلام الروحاني للناس عن ابنتهم  ..!!

* ولك أن تتخيل كيف كان حالي حينما أدركت ذلك الأمر .. وكأن دمي قد أصبح ثلجا !!

* وما الخلاص ؟

فقيل لي : تبرأ من ذنبك ..!!

* ثم انقطع الخاطر .. وتركني في أوحالي وظلمات نفسي .. حيث أني قد نسيت هذا الأمر تماما وقد مر عليه عامين تقريبا ..!! فما العمل ؟

* حتى كان القرار الصعب في أقل من ساعات ..!!

*******************************

..:: المواجهة وتحمل العواقب ::..

* قررت أن أصارحها بما ذكرته في حقها .. ولها أن تفعل ما تشاء .. !!

وحينما قررت ذلك .. وجدتها تأتينا زيارة مفاجئة .. وكأن القدر أرسلها ..!!

* فطلبت منها أن أكلمها في موضوع خاص .. وهو أنني فعلت كذا ونقلت عنك كلام ما كان يصح نقله أبدا ولا أجد ما أبرر به خطئي .. وأريدك أن تسامحيني لله ..!!

فقالت : لقد علمت أن هذا حدث منك .. ولولا أنك صاحب معروف معي مسبقا .. لكان الأمر مختلف .. وقد سامحتك لله ولا شيء عليك ..!!

* في هذه اللحظة التي قالت لي سامحتك .. وجدت شيئا وكأنه انسلخ من جلدي وشعرت ببرودة قوية .. وراحة في صدري عجيبة  .. وحينما نهضت من مكان وجدت جسمي خفيفا ولا أشعر بثقل على أكتافي وظهري ..!!

ما الذي حدث ؟

أنه حمل الذنب الذي ارتكبته في حق إنسان بظهر الغيب .. وكنت غافلا عنه .. !!

* وطبعا في وقت سابق كنت حكيت لكم عن مرض عين ابنتي .. وكيف كان المرض مرشدا لذنبي .. ولما تم تصحيح ما أفسدته يداي .. تم الفرج وجاء العفو من الله بتصحيح ما أفسدته يداي ..!!

* صدقوني : إنما هي ذنوبنا التي تجعل ظهورنا مقسومة .. وصدورنا مكتومة .. وقلوبنا محجوبة .. وأرواحنا محبوسة .. !!

* فإذا كان مجرد نقل الكلام .. سبب ذلك .. فما بالك بمن يتهمون أقاربهم بفعل السحر ويفضحونهم بين الأقارب والأصحاب .. !!

أو من يتهمون الناس في أعراضهم وينشرون ذلك ..

أو من يأكلون ميراث الآخرين أو يتباطئون في دفع حقوقهم ..!!

أو من يجهرون بنشر عورات الناس على اليوتيوب ليكتسبوا من وراها من كثير من الرقاة وغيرهم من الناس ..!!

أو من ينشرون الفتنة للوقيعة بين البلدان والتحريض على الإفساد في الأرض ..!!

وغير ذلك كثير ..

* صدقني الذنوب لعنات تطارد الإنسان (وتكلمنا على ذلك تفصيليا سابقا) .. وهذه اللعنات تظهر في صورة شيطان أو وقف حال أو ضيق معيشة .. ولكن أكثر الناس لا يعقلون .. (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً) نوح25 .. !!

وكل لبيب بالإشارة يفهم ..!!

******************************

..:: عودة القلب بالسكون إلى الله ::..

( انكسار – حكمة – معرفة - فتنة سورة الإخلاص)

* حقا كانت رحلة مؤلمة طوال عشرة سنوات أو أزيد .. حينما تخرج من عالم المعرفة إلى عالم الوهم والخداع والنصب ..

ولكن لا تبرير لما فعلت حتى ولو كانت أقدار .. إلا أنها أقدار .. اجتمعت من أخطائي وذنوبي وجهلي ..!!

*  وفرق بين من يعيش مع الابتلاء راضيا به .. وبين من يعيش مع خيالات الجن والشياطين مطاردا لها ..!!

* لكن بفضل من الله وعفو .. أرجعني إلى رحاب التسليم مرة أخرى وعافاني من هذه الهرطقة الروحانية .. التي لا تزيد الانسان إلا مرارة الألم والرهق والبعد عن الله ..!!

* وبعد إلتزام فترة طويلة من الصمت الحزين على ما فات .. ونزول السكينة والهدوء النفسي مرة أخرى ..

* وحاول الشيطان سلوك فتنة تطميع النفس .. وحدث وقت حالة الإنكسار والصمت معتزلا أشكال الحياة .. وكنت توسلت بسورة الأخلاص كثيرا لخلاص القلب من أوحاله التي أكتسبها .. فأتاني من أتاني وعرض علي خدماته وأنه من خدام السورة وما شابه هذه السخافات .. فاستعنت بالله عليهم وطردتهم .. وأمور أخرى يصعب ذكرها لكم ..

* فقد تعلمت حكمة هذه السنوات التي مررت بها في كل أشكالها الروحانية والنفسية .. ووجدت من يحل لي الألغاز التي عشتها .. ويحل لي المسائل الروحانية التي جهلتها .. ويعرفني ما لم أكن اعرف .. وكل ذلك كنت صامتا حزينا على ما فعلت .. حيث لم يؤنسني هذه المعرفة والحكمة .. وإنما كان الإنكسار القلبي أقوى من أي شيء آخر ..!!

* فطالما نظرت لله بقلبي وأقول لا أدري لماذا فعلت بنفسي ما فعلت ؟ ولا أدري ما أقوله لك ؟ ولكن مغفرتك أوسع من ذنوبي .. !!

 * ومن الحكمة التي تعلمتها .. وهو أنه كان لابد أن أعيش أحوال النفوس التي تعاملت مع هذا العالم ودخلت في هذه المتاهات حتى أستطيع مساعدتها ..

وكيف سأعرف ذلك لو كنت منعزلا .. فهذا هو الجزء العملي الذي ما كان يمكن أن تتعلمه في العزلة ..!!

* فكيف سأعرف كيف تفكر هذه النفوس الروحانية المتلونة بملابس الدين وهي خادمة للجن .. وكيف تتعامل مع الناس وتخدعهم .. إن لم أخوض هذه المتاهات بكل أشكالها وصورها ..!!

* فإذا لم أعيش أحوال هذه النفوس وأفكارها .. فمن المستحيل أن أساعد أحد .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..

* ثم بدأت بعد سنوات قليلة من حالة الإنكسار .. في الكتابة على المدونة مخلصا فيها العمل .. عسى أن تكون عونا ومددا لمن ضل وتاه .. بل وتكفيرا لما كسبته يداي عن فترة مؤلمة نفسيا .. لم أتصور يوما أني كنت أسير في هذا الطريق الروحاني .. بل كنت أسخر ممن يسلك هذا الطريق في نفسي .. وأقول كيف يتحمل عقله أن يفكر في ذلك .. أم كيف ينشغل قلبه بمثل هذا .. حتى تذوقته بنفسي وتجرعت مرارته .. !!

* ولذلك ستجدوا كل مواضيع المدونة ما هي إلا قصتي في الحياة .. ولكن بصور مختلفة على هيئة مواضيع .. فيصعب سردها في شكل قصة .. لأن الأحداث كانت كثيرة جدا .. خاصة مع خدام الجن وأولياؤه .. وشبهاتهم وطرق تدليسهم في الدين .. وغيرهم من المتمسلفة والمتمصوفة ..!!

* فإذا أنتم وجدتم لكم من يجيبكم على أسألتكم .. فصدقوني وددت ذلك مع نفسي .. ولكن كان قدري أن أعيشه بكل ألمه .. حتى أتعلم .. حتى أُعلم غيري .. ولكن بعلم وحكمة .. وليس عن هوى ورغبة ..

* وكان في عمل المدونة نفسها مدد من الله من حيث لا أحتسب .. وبما لم يخطر بالبال ..  

حقا : إن صدقت النوايا منحت العطايا .. وبقدر الإخلاص يكن الخلاص .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم ..

**********************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..