رسالة الزُّوهَريِّين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة - هل صحيح أن النبي قال (لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم، ويكثر نسبهم فيكم) - هل قول النبي (اللهم جنبنا الشيطان) فيه دلالة على منع مشاركة الجن الشيطاني من جماع الزوجة مع الزوج - هل يتم الفهم من كلامي في مناقشة حديث (اللهم جنبنا الشيطان) أنني أنكر كرامة وبركة التسمية والدعاء النبوي قبل الجماع - كيف يعقل أن يكون الطفل الزوهري هو نتاج الدعوة الصالحة التي قالها الزوج أثناء جماع زوجته - هل الزوهريين هم نتيجة خطيئة الأب والأم لأنهما لم يقولا (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء العشرون)

..:: زمن أولياء الجن ::..

رسالة

(الزُّوهَريِّين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة)

.. من هو الشيخ والطفل الزوهري ؟..

مناقشة ما يقوله بعض الرقاة والروحانيين عن الزُّوهَريِّين

( بطريقة شرعية وعقلية وروحانية )

 (الجزء الرابع)

#- فهرس:

:: الفصل الرابع :: تابع/ مناقشة الأدلة والنصوص الشرعية التي استدل بها البعض على وجود الشخص الزوهري ::

1- س12: هل صحيح أن النبي قال (لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم، ويكثر نسبهم فيكم) ؟

2- س13: هل قول النبي (اللهم جنبنا الشيطان) فيه دلالة على منع مشاركة الجن الشيطاني من جماع الزوجة مع الزوج ؟

3- س14: هل يتم الفهم من كلامي في مناقشة حديث (اللهم جنبنا الشيطان) أنني أنكر كرامة وبركة التسمية والدعاء النبوي قبل الجماع ؟ 

4- س15: كيف يعقل أن يكون الطفل الزوهري هو نتاج الدعوة الصالحة التي قالها الزوج أثناء جماع زوجته ؟

5- س16: هل الزوهريين هم نتيجة خطيئة الأب والأم لأنهما لم يقولا (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) ؟

**********************

:: الفصل الرابع ::

:: تابع/ مناقشة الأدلة والنصوص الشرعية التي استدل بها البعض على وجود الشخص الزوهري ::

**********************

(المناقشة الرابعة)

..:: س12: هل صحيح أن النبي قال (لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم، ويكثر نسبهم فيكم) ؟ ::..

 

- من الأدلة التي استدل بها البعض على وجود الطفل الزوهري المبارك .. وأن الجن ممكن أن ينجب من نساء الإنس .. هو ما جاء في رواة الحديث التالية:

 

- عن محمد بن عمر المعدل عن خلف بن سليمان النسفي عن محمد بن المصفى عن بقية بن الوليد عن عمران أو أبو عمران عن كرز عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَكثُرَ فيكُم أولادُ الجنِّ مِن نسائِكُم ، ويكثرُ نسَبُهم فيكُم ؛ حتَّى يجادِلوكُم بالقرآنِ ؛ حتَّى يردُّوكُم عن دينِكُم) رواه أبو بكر الكلاباذي في بحر الفوائد.

 

- وفي رواية بلفظ: (لا تذهب الدنيا حتى يكثر أولاد الجن من نسائكم) رواه الذهبي في ميزان الإعتدال.

 

#- قال الشيخ الألباني في تخريج هذا الحديث السابق:

- هذا إسناد ضعيف، ومتن منكر؛ عمران أو ابن عمران؛ لم أعرفه، فهو من مشايخ "بقية بن الوليد" المجهولين الذين من طريقهم كثرت المناكير في تحديث "بقية" عنهم بتدليسه إياهم، أو بتصريحه بالتحديث عنهم ..

- ثم قال الألباني: أقول هذا على افتراض أن هذا السند إليه صحيح، وليس كذلك؛ فإن خلف ابن سليمان النسفي ليس له ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي، فهو الآفة إن سلم من شيخ "بقية". (راجع الضعيفة ج12 ص604-602) .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

#- أولا: عن سند الحديث ..

- فهذا الحديث فيه ثلال علل:

1- العلة الأولى وهي كافية لإبطال الحديث من أساسه وهي وجود (عبد الله بن عبد الملك بن كرز) في سند الحديث .. وقال بن حجر في لسان الميزان عنه: قال ابن حبان لا يشبه حديثه حديث الثقات يروي العجائب وقال العقيلي منكر الحديث ،  قال أبو زرعة هو ضعيف يضرب على حديثه (راجع لسان الميزان ج3 ص312) ، و (راجع ميزان الإعتدال ج2 ص474)

 

2- وعمران هذا هو عمران بن جعفر .. وهو مجهول الحال ولا وجود لحاله في كتب التراجم ..

 

3- وبقية بن الوليد لا يقبل حديثه ويترك طالما يروي عن الضعفاء .. وفي هذا الحديث قد روى عن عمران بن جعفر وهو مجهول الحال ..

 

#- ملحوظة هامة: أما عن خلف بن سليمان النسفي .. فهو ليس علة في سند الحديث كما ظن الشيخ الألباني .. فقد وثقه السمعاني في كتاب الأنساب وقال: هو أبو سعيد خلف بن سليمان ابن عبد الله بن عبد الرحمن الدرزدهى النسفي، من قرية درزده، شيخ ثقة جليل . (راجع الأنساب للسمعاني ج5 ص333 برقم 1581).

- وذكره أيضا الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام ولكن لم يذكر فيه جرح ولا عدالة .. (راجع تاريخ الإسلام ج6 ص942).

 

#- ثانيا: أما عن متن ونص الحديث ..

1- حينما يستدلون بهذه الرواية فهم يستدلون بنصف الرواية فقط ..أي يكتبوه هكذا: (لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم، ويكثر نسبهم فيكم) .. ولم يكملوا باقي الحديث .. !!

- فأين باقي الحديث الذي هو (حتَّى يجادِلوكُم بالقرآنِ ؛ حتَّى يردُّوكُم عن دينِكُم) ؟!!

 

2- الذي يستدل بهذه الرواية فهي حجة عليه وليس له من حيث المواصفات التي يزعمها في الطفل الزوهري المبارك ..!!

- حيث أن باقي الحديث يظهر بجلاء أن هذه الأطفال ستكون من المفسدين في الأرض وفيهم طابع الكفر لأنهم يريدون إسقاط الدين بأكمله وإخراج الناس من دينهم .. أي سيكونوا من الغاويين خدام الشيطان ..

- فكيف يعقل أن يكون هؤلاء مباركين وأهل كرامة وأولياء ..؟!!

 

#- وخلاصة ما سبق:

1- هو أن الرواية التي استدل بها البعض على وجود طفل زوهري وله مواصفات خاصة .. إنما هي رواية باطلة ولا يصح الإحتجاج بها ولا الاستدلال بها ولا ذكرها إلا من باب التنبيه على أنها رواية باطلة .

 

#- وبهذا يكون ختام الكلام على المناقشة الرابعة ..

 

***************************

(المناقشة الخامسة)

..:: س13: هل قول النبي (اللهم جنبنا الشيطان) فيه دلالة على منع مشاركة الجن من الجماع ؟ ::..

 

- من الأمور التي استدل بها البعض في اثبات وجود الطفل الزوهري .. هو استدلالهم بحديث نبوي صحيح .. وهذا الحديث هو:

- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ إذا أرادَ أنْ يَأْتِيَ أهْلَهُ، فقالَ: باسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنا الشَّيْطانَ وجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا، فإنَّه إنْ يُقَدَّرْ بيْنَهُما ولَدٌ في ذلكَ لَمْ يَضُرُّهُ شيطانٌ أبَدًا) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ إذَا أتَى أهْلَهُ قالَ: جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنِي، فإنْ كانَ بيْنَهُما ولَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ، ولَمْ يُسَلَّطْ عليه) صحيح البخاري.

 

#- وقالوا أن الشاهد في الإستدلال بهذا الحديث أمرين:

- الأول: هو قوله (اللهم جنبنا الشيطان) .. إذ أنه إشارة إلى معنى أن الشيطان يشترك في الجماع إذا لم يحدث هذا الدعاء وإلا فما مفهوم تجنب الشيطان حينئذ ؟!!

- الثاني: هو قوله (لم يضره الشيطان) .. إذ أنه إشارة أيضا إلى أنه من الممكن أن يكون من ضرر الشر هو أن يشترك فيه الجن مع الزوج أثناء الجماع .

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- من يستدل بهذا الحديث لم ينتبه إلى أن الشيطان يوسوس في عملية الجماع بفعل ما لا يرضي الله .. فكان تجنيب الشيطان هنا منع الشيطان من الوسوسة من فعل ما لا يرضي الله أثناء الجماع .. ولذلك كان الدعاء (اللهم جنبنا الشيطان) حتى لا يفتنا إلى ما ليس فيه رضاك .. مثل الجماع في الدبر أو ضرب الزوجة أو قول ما لا يليق قوله من ألفاظ جارحة أو الظلم في عملية إشباع الشهوة بأن يتمتع الرجل دون أن يمتع زوجته فيتركها في حالة شهوتها ولا يفرغها لها وذلك كما يفعل بعض الأزواج من آكلي حقوق زوجاتهم .. والله أعلم .

 

2- ليس المقصود بقوله "جنبنا الشيطان حتى لا يجامع معي زوجتي" .. لأن هذا كلام لا يصح شرعا ولا عقلا .. ليه ؟

أ- لأن الحديث لم يقل بذلك أصلا .. فهذا وهم لا وجود له في الحديث وتخصيص لم ينص عليه الحديث ولا يحمله اللفظ وإلا كان قال "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" بدلا من (اللهم جنبنا الشيطان) ..!!

 

ب- ولأنه بهذا المنطق لو صح عقلا فهذا معناه أن عموم البشرية بما فيهم الغالبية العظمي من المسلمين .. قد جامع الشيطان نسائهم .. وبالتالي يكون عموم ساكني الكرة الأرضية يكون أبنائهم من أبناء الجن ؟!!

- وبكل تأكيد هذا كلام لا يقول به عاقل ..!!

 

3- لو كان معنى تجنيب الشيطان في قوله (جنبنا الشيطان) هو أبعد الشيطان عنا حتى لا يجامع معنا .. فعلى هذا المنطق يكون قوله (جنب الشيطان ما رزقتنا) معناه حينئذ أبعد الشيطان عن أولادنا حتى لا يشارك فيهم بالوطء والجماع ..!!

- أهذا كلام يستقيم في عقل رشيد أو قلب مؤمن سليم .. ؟!!

 

4- بل والأدهي والأمر .. لو كان معنى تجنيب الشيطان في قوله (جنبنا الشيطان) هو أبعد الشيطان عنا حتى لا يجامع معنا .. فهذا معناه أن الزوج لو لم يقل ذلك فإن الشيطان سيطأه وسيطأ زوجته.. لأن التجنيب في الدعاء يقال للزوج والزوجة ..!!

 

- فالذين يقول بأن التجنيب معناه أو فيه إشارة لمنع الجن الشيطان من وطء الزوجة .. فبنفس المنطق يكون لفظ التجنيب معناه وفيه إشارة إلى أن الجن الشيطاني يطأ الزوج أيضا وليس الزوجة فقط .. بل ويكون قوله (وجنب الشيطان ما رزقتنا) بمعنى أبعد الجن الشيطاني عن وطأ ما رزقتنا ..!!

 

- فكيف بعدما سبق بيانه يقبل مؤمن أن يكون لفظ "تجنيب الشيطان" بأنه منع وطء الجن الشيطاني ..!! 

- أهذا يقبله عقل رشيد أو قلب مؤمن سليم ؟!! بكل تأكيد .. لا .

 

5- حسب تفسيراتكم الباطلة لرواية الحديث .. فهنا يجب أن نسألكم سؤال مهم: عالم الغرب الذي لا يسم الله في معاملاته ولم يقل بهذا الدعاء النبوي إلا من رحم ربي .. كيف أنجب علماء نفعوا البشرية في كل معالم حياتنا الآن .. أليس هؤلاء لم يتجنبهم الشيطان وشارك معهم في الأولاد على حسب مفهومكم السقيم ..؟!!

- في حين أن البلاد الإسلامية التي يكثر فيها مَن يُسمِّ الله .. نجدهم في جهل وقلة علم ..!! 

- فهل شيطانهم مبارك وشيطاننا ملعون ؟!!

- هل رأيتم إلى أي مدى يؤدي الإنحراف في تفسير النصوص الدينية بطريقة مضللة وباطلة ؟!!

- تؤدي إلى اتهام الدين كله بأنه لا يصح منه شيء بدلالة الواقع .. لأنك تريد أن تثبت لنفسك وللآخرين أنك بن جن شيطاني أتى من خلال علاقة الشيطان مع أمك في غفلة من أبوك .. وأنت فرحان بهذا ..!!

- أأنت غائب العقل أم ماذا يا هذا ؟!!

 

6- بل والذي يدل في الحديث أن ثمرة هذا الجماع تكون من الأب والأم فقط .. هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث (فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك) .. فقال النبي (بينهما) ولم يذكر طرف ثالث في هذه المسألة .. فمن أين أتيتم بوطء الشيطان والتوالد من الإنس ؟!!

 

7- ومن ناحية أخرى نجد أن فعل الشيطان مع الإنسان يبدأ من لحظة ولادته .. ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطانُ في جَنْبَيْهِ بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ، غيرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) صحيح البخاري.

- ولم أجد حديث يشير لفعل الشيطان مع الإنسان في حال كونه نطفة ..، بل العداء يبدأ من لحظة ولادته .. وهذه الطعنة من الشيطان أو الوخزة بالإصبع هي إعلانا ببداية العداء بين الإنسان والشيطان .. وإعلان بدخول الإنسان دائرة الإختبار والفتنة .. وإعلان بأن العدو بدأ يتربص به ..

- وبالتالي يكون هناك اعتداء من الشيطان على الإنسان وهو نطفة ؟!!

 

8- ظنكم بأن الحديث فيه إشارة بأن من لا يقول الدعاء فالشيطان لا يتجنبه وبالتالي يجامع مع الزوج .. وبالتالي فأنت ساويتم بين الزوج الشريف والزوجة العفيفة .. وبين الزاني والعاهرة والساحر ومحظيته ..!!

- أهذا كلام يصح حينئذ في معتقدكم الفاسد ؟!!

 

9- بل ولو كان معنى التجنيب من ضرر الشيطان هو وطء الجن ومشاركة جينات الشيطان مع نطفة الرجل .. فلنا هنا أن نسأل: معنى ذلك أن كل زوج لا يقول بهذا الدعاء قد جامع الشيطان معه في زوجته وألقى نطفته الشيطانية فيها .. وبالتالي هذا يكون فيه إتهام صريح منكم لآباء الأنبياء الذين لم يكونوا على علم بهذا الدعاء .. وبالتالي يكون هؤلاء الأنبياء والرسل قد اشترك فيهم الشيطان بنطفته ..!! بنفس منطقكم الفاسد ..!! أهذا كلام يعقل حينئذ ؟!!

 

10- بل بهذا المنطق المظلم والذي يحمل من بلادة العقل ما يحمل فيه من مشاركة الشيطان للزوجات وكأنه يضع نطفته فيهن مع نطفة الزوج .. فهذا فيه اتهام لكل أمة العرب وغير العرب قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم بأن الشيطان قد جامع أمهاتهم وفيهم نطفة شيطان متوارثة لأنهم لم يقولوا مثل هذا الدعاء ..!!

- ولا يخفى أن من يفكر بهذا التفكير الضلالي المنحرف عن الحق .. فقد سب النبي صلى الله عليه وسلم وسب أبواه وسب عموم الخلق في كل زمان ومكان ..!!

 

- سبحانك يا رب فهذا بهتان عظيم ..!!

 

 

11- أما عن مسك الختام في هذه المناقشة .. فالذي استدل بهذا الحديث النبوي في إثبات وطء الجن ومشاركته الزوج في جماع الزوجة .. فلي هنا سبعة أسئلة بسيطة جدا أرجو الإجابة عليها:

أ- السؤال الأول: إذا كان الله يعاقب الزوج بأن يجعل الشيطان يمس هذا الزوج فيجامع معه زوجته حسب عقيدتك ومفهومك أنت وليس عقيدة المسلمين .. ولكن حسنا سأفترض ذلك جدلا ..

- ولكن ما هو ذنب الزوجة حتى يعاقبها الله بهذه العقوبة الملعونة بأن يجعل الشيطان يزني بهذه الزوجة العفيفة ويجعلها كالعاهرة والمحظية التي يتم التمتع بها في بيوت العاهرات .. ثم يزيدها الله لعنة بأن يجعل ابنها مخلوط من نفحات الشيطان ؟!!

- فما ذنب الزوجة حينئذ حتى يلعنها الله بهذه اللعنة بأنها تكون محلا لوطء الشيطان لها .. وهي لا شأن لها بهذه المسألة من أساسه ؟!!

 

ب- السؤال الثاني: وهل لو قالت الزوجة هذا الدعاء ولم يقل به الزوج .. فهل هذا معناه أن الله لن يستمع لدعائها وسيجامعها الشيطان لأن المفروض الزوج هو من يقول ذلك كما جاء في نص الحديث ؟!! وبالتالي لا قيمة لدعائها ورجائها من الله لأن هذا حكم للزوج فقط حسب زعمكم ..!!

 

ج- السؤال الثالث: وإذا كانت هذه هي عقوبة العلاقة الحلال شرعا من وجهة نظرك .. فلماذا لا نجد ذلك يحدث مع الزناة والمغتصبين .. أم أن هذه العقوبة خاصة فقط بمن يمارس العلاقة الحلال شرعا ؟!

 

د- السؤال الرابع: أليس من باب أولى أن تكون عقوبة الرجل الذي لا يقول بهذا الدعاء أن تنطوي شيطانة على عضوه فيجامعها عقوبة له حتى يتم حرمانه من الإنجاب أو يكون له ولد من بن شيطانه أو حتى يجامعه الشيطان في دبره عقابا له في ترك الدعاء ؟!!  

 

هـ- السؤال الخامس: إذا كان هذا الدعاء سنة وليس بفرض .. فكيف يعاقب الله العبد على ما هو ليس قد افترضه عليه ويسلط الشيطان عليه ؟!!

 

و- السؤال السادس: إذا كان هذا الدعاء يمنع وطء الشيطان على الزوجة كما تتصورن .. فلماذا هذه التسمية وهذا الدعاء لم تمنع الشيطان من التسلط عليه عند ولادته حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعُنُ الشَّيْطانُ في جَنْبَيْهِ بإصْبَعِهِ حِينَ يُولَدُ، غيرَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) صحيح البخاري، وفي رواية أخرى: (ما مِن بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطَانِ، غيرَ مَرْيَمَ وابْنِهَا) صحيح البخاري ..

 

- فكيف الدعاء منع مشاركة الجن في الجماع .. ولم يمنعه من الأذى حين ولادته .. طالما تجنيب الشيطان بالدعاء هو منع ضره بجماع الزوجة التي لا حول لها ولا قوة ؟!!

 

- فكيف يعقل ذلك حينئذ يا مؤمنين أن يكون الدعاء يعصم من وطء الجن الشيطاني ولا يعصمه من مسه حين ولادته وهذا شيء بسيط بالنسبة للوطء ؟!! إذا كان حديث (جنبنا الشيطان) أتي في آخره (لم يضره الشيطان أبدا) ولكنه ضره عند ولادته حينئذ ..!!

 

ع- السؤال السابع:  هل كان آدم عليه السلام حينما جامع حواء لم يسم ولم يدعو حينما أنجبت قابيل ..؟!! وكان يُسمِّي ويدعو حينما أنجبت هابيل ..؟!!

 

- وهل كان ابن سيدنا نوح الذي كفر .. كان قد نسى نوح عليه السلام أن يسم ويدعو حينما جامع زوجته ولذلك ابنه كفر ..!!

 

هـ- ومن ناحية أخرى كيف آمن الصحابة وكان آبائهم على الكفر ولم يذكروا الله ولم يدعوه أثناء معاشرة أزواجهم .. في حين أن الشيطان حسب معتقدكم قد أشترك في جماع أمهاتهم ؟!! أي لماذا لم يتسلط ويضرهم الشيطان وبالتالي يظلوا على كفرهم لأن آبائهم لم يدعون بهذا الدعاء ؟!!

- وهذا من أبسط الأدلة على فساد تفسيركم للحديث النبوي ..!!

 

- فهذه سبعة أسئلة بسيطة تركتها لمن استغل الحديث النبوي السابق لخدمة أغراضه الخاصة في إثبات عقيدة ليست من الدين أصلا وهي مشاركة الشيطان بنطفته في نسل الأزواج .. لعله يفيق من أوهامه .

 

#- وخلاصة القول:

- أن من يظن في قوله (اللهم جنبنا الشيطان) .. فيه دلالة أو إشارة إلى أن منع الشيطان هنا معناه المنع عن الجماع مع الزوجة أو يشارك بنطفته الشيطانية في رحم الزوجة .. فهو قد قال قولا فاسدا جدا وضل بعيدا عن الحق .. وقد اتهم الناس بمشاركة الشيطان أمهاتهم ..

 

- وبكل تأكيد من يرضى بهذه العقيدة وهي أن هناك احتمالية لأن الشيطان قد جامع أمه وزوجته وابنته وأخته فهو بالتأكيد شخص مريض نفسيا يحتاج لإعادة تقويم نفسي .. والأفضل يتم حجزه في مصحة عقلية أو يتم محاكمته لسبه وقذفه لأمه وأقاربه وللناس جميعا .

 

2- بل وأقول لصاحب هذه العقلية والعقيدة الفاسدة أن الشيطان قد اشترك فيك .. ولكن ليس بمفهومك الفاسد .. ولكن بمعنى أنه استولى عليك بالغواية فوسوس لك حتى أضلك وجعلك تنحرف عن الحق وتفتري على كلام النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يقل به ..!!

 

#- وبهذا يكون ختام الكلام على المناقشة الخامسة ..

 

************************

 

..:: س14: هل يتم الفهم من كلامي في مناقشة حديث (اللهم جنبنا الشيطان) أنني أنكر كرامة وبركة التسمية والدعاء النبوي قبل الجماع ؟ ::..

 

#- قد يتصور البعض من خلال ردودي في المناقشة السابقة .. بأنني أنكر كرامة وبركة التسمية والدعاء النبوي قبل الجماع .. ولكن تصور خاطيء حيث لم أقل بذلك بل ولم أشير إليه .. ولكن الذي أنكرته هو الآتي:

1- أنكرت حديث رواية مجاهد الفاسدة والباطلة والمكذوبة .. أن تكون أصل لتفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

 

2- وأنكرت أن نجعل من نسيان التسمية والدعاء النبوي في مسألة الجماع .. سببا لوطء الشيطان في فروج بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا .. ومن يرضى بذلك في أمه وأخته وبنته فهذا شأنه وعقيدته ..!!

 

3- وأنكرت توالد شخص زوهري مخلوط بين الإنس والجن من خلال الاستدلال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. فهذا كذب لم يشير إليه الحديث .

 

4- ومن ناحية أخرى .. كيف أنكر ما هو مثبت في الصحيح .. بل وذكرت أوجه مختلفة للحديث .. وهذا معناه أن في كلام النبي بركة وكرامة لكل من يقول به قبل معاشرة الزوجات في العلاقة الحلال ..

 

#- وخلاصة القول:

1- لم أنكر كرامة وبركة التوجيه النبوي عند معاشرة الزوجة بالتسمية والدعاء ..

 

2- أما من يريد أن يجعل وطء الشيطان والتوالد منه هي عقيدته .. ويجد في ذلك سعادته أنه جاء نتيجة اختلاط الشيطان بنطفة والده حين جامع أمه .. فكان هو ثمرة هذه العلاقة الآثمة .. فهذا شأنه الخاص الذي يظنه في أمه وأبيه بهذا الظن السوء .. والبشرية بريئة من هذه التهمة الزور ..

- وكل انسان واختياره في معتقده ولكنه مسئول عنه أمام الله .. وليعلم أن الأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب .

 

 

***************************

..:: س15: كيف يعقل أن يكون الطفل الزوهري هو نتاج الدعوة الصالحة التي قالها الزوج أثناء جماع زوجته ؟ ::..

 

- تواصل معي شخص روحاني ممن يظن في نفسه أنه زوهري من المباركين .. وقد علم أني أطعن في الأحاديث التي استدلوا .. فقال لي: أن الزوهري هو ليس نتاج علاقة الجن بالنساء ؟ وإنما هو نتاج الدعوة الصالحة التي من الأب الصالح كما جاء في الحديث الصحيح (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) .. وهذه الخصائص الروحانية التي تظهر له فهي عطية مباركة من الله نتيجة لهذه الدعوة ..!!

 

#- قلت (خالد صاحب الرسالة):

1- سألته فقلت له: وهل الطفل الزوهري الكافر والملحد وعابد الأصنام كان أبواه يقولان: (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) .. حتى تظهر عليه الخصائص الروحانية كمنحه عطائية مباركة من الله نتيجة هذه الدعوة ..؟!!

- فسكت ولم يرد ..!!

- لأن الإنسان الزوهري الذي هو مجرد شخص روحاني .. هو يعلم أنه موجود في كل العقائد وكل البلاد وفي كل الأزمنة ولا علاقة له بالعقيدة أو البيئة .. !!

- ولكنهم أرادوا صبغته بصبغة شرعية حتى يكون أصحاب كرامة عند الناس .. ولا يخفى ما يترتب وراء ذلك من شهرة ومال ..!!

 

2- الحديث يقول (لم يضره الشيطان أبدا) .. فهل الشخص الزوهري لا يضره الشيطان أبدا .. إذ كيف يعقل ذلك وفيهم كفار وملحدين وعبدة أصنام .. ؟!!

- أهؤلاء القوم لا عقول لديهم ليفكروا قبل أن ينطقوا بما ينطقون ؟!!

 

3- والذي يرشدك إلى بطلان قول هذا الروحاني .. هو أن دعوة النبي نتيجتها .. أن هذا الطفل لا يضره الشيطان .. ولم يقل أنه سيكون من الأولياء ولا يحيطهم الجن النوراني الذي لا وجود له أصلا .. ولم يقل أنه سيكون لهم تصرف في العالم الروحاني بالأمر والنهي وكأنه سيدنا سليمان ..!!

 

4- والذي يرشدك إلى بطلان قول هذا الروحاني .. هو أنه من المفروض أن يكون كل من سيقول هذا الدعاء سيكون الطفل الآتي هو طفل زوهري روحاني .. ولكن هذا لا يحدث في الواقع .. ويكفي أن أبناء الصحابة والتابعين لم يأتي عنهم مثل هذه الأقوال الفاسدة في النسل الإنساني ..!!

 

- فهل كان الصحابة والتابعين لا يسمون ولا يدعون عند جماع زوجاتهم ؟!! بكل تأكيد .. لا .. ولو كان بعضهم يحافظ على ذلك فأين المباركين من ذريتهم من فيهم المواصفات التي يقولها الروحانيين عن الزوهريين ؟!!

 

5- والذي يرشدك إلى بطلان قول هذا الروحاني .. هو أن الصحابة أتوا من آباء كفار ولم يكن آبائهم يقولون بهذا الدعاء .. فكيف آمنوا وكانوا من أولياء الله الصالحين ولم يقل فيهم آبائهم بمثل هذا الدعاء النبوي الذي لم يكن معروف .. أم أن مثل هذا الروحاني يظن أن هذه ليست كرامات ظهرت للصحابة الذين صاحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ..؟!!

 

- وعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ظهرت عليه خصائص روحانية .. ألم يكن أبواه غير مؤمنين ولم يقولا هذا الدعاء ؟!! فكيف ظهرت على عمر هذه الخصائص الروحانية في مرحلة إسلامه ؟!! بل ولماذا لم تظهر في أحد من أبناءه من بعده ؟!!

 

- فمسألة وجود تفعيل لخصائص روحانية .. لا علاقة لها بالطفل الزوهري المزعوم الذي لا وجود له إلا في عقيدة هؤلاء .. لأنه مجرد شخص قد يولد متفعلا فيه بعض الخصائص الروحانية لا أكثر ولا أقل ..

 

6- ومن ناحية أخري .. لو كان ما قاله هذا الشخص صحيح فهذا معناه أنه يزعم أن الشخص الزوهري لم يظهر له وجود إلا بعد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم .. وانتشرت دعوته ..!!

 

- وهذا كلام لا يصدقه عاقل .. لأن الروحانيين في كل زمان ومكان منهم الخبيث وهذا كثير ومنهم الطيب وهذا قليل .. لأن هذا ما يصفونه بالزوهري هو شخص روحاني له علاقة مع العالم الروحاني .. فما علاقة الدعاء النبوي بهذه المسألة حينئذ ..!!

 

#- خلاصة القول:

- انتبه من هؤلاء الروحانيين الذين فيهم جرأة في تفسير كلام الله ورسوله حسب أهوائهم لينتصروا لعقائدهم الخاصة .. والتي لا وجود لها في الدين الإسلامي ..

- وربنا يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى ..

 

***********************

..:: س16: هل الزوهريين هم نتيجة خطيئة الأب والأم لأنهما لم يقولا (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) ؟ ::..

 
- إذا كان بعض الناس .. يستخدم مصطلح الزوهري ليخدم به مصلحته وأنه صاحب ولاية وكرامة ليتكسب من وراءه ..
 
- فهناك البعض الآخر يتحطم نفسيا بسبب هذا المصطلح حيث وجدت كثير من الناس يشكون حالهم الروحاني لكثرة ما يصادفه في الحياة من اعتراضات روحانية مثل كثرة الخيالات وكأنها حقيقة .. ولما يذهب لبعض الروحانيين والرقاة يقولون له: أنه زوهري ولا علاج له وهذا مصيره ..!!
- حينما يسأل الشخص الذي يظن أنه مصاب روحانيا يعني إيه زوهري .. فيخبروه وينشروا في عقله بعض الروايات الباطلة كرواية مجاهد بن جبير .. لقنعوه أن نتاج خطيئة أبوه الذي لم يسم الله حينما جامع أمه في علاقة شرعية حلال ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
1- لهذا الشخص ومن يشابهه ويظن ذلك في نفسه بسبب ما قرأه على الإنترنت أنه جاء نتيجة خطأ من أبوه وأمه فعلاه وهو ترك التسمية والدعاء وقت الجماع وبذلك قد سمحا للشيطان بأن يجامع معهما ..
- أن هذه عقيدة فاسدة ومنحرفة وضالة .. وهذا كلام كذب وغير حقيقي .. وأعتقد قد اوضحت وبينت لك ذلك تفصيليا في الادلة التي استخدمها البعض لتحقيق مراده ونشر هذه الفتنة بين المسلمين ..
- فما يحدث لك إنما هو مجرد تفعيل روحاني زائد يحدث مع كثيرين .. ولكنك تجهل كيف تتعامل معه .. وهذه هي المشكلة ..!!
 
2- أنت لست في حاجة إلى رقية أو معالج .. لأنك لست مصاب روحانيا كما تظن .. وإنما في حاجة إلى توجيه في كيفية التعامل مع هذا العالم الروحاني .. لأن تفعيل الباب الروحاني لديك لا يكون كله سوء وإنما قد يأتي منه خيرا لك إن أحسنت وطهرت باطنك قدر استطاعتك .. وإن أسأت فستجد السوء أيضا ..
 
3- ومن ناحية أخرى .. كيف تعتقد يا مؤمن في نفسك أنك طفل أتيت نتيجة خطيئة فعلها أبوك وأمك ؟!! فكيف تتهم أبويك بهذا الإتهام القبيح فتظن أن الشيطان قد مارس الزنا بأمك وأنك نتيجة هذه الخطيئة ؟!! كيف تعتقد ذلك ؟!!
 
- نعم ألتمس لك العذر بسبب بعض الروايات المضللة التي ينشرها البعض أو التي تجدها في كتب التفسير .. ولكن ألم تنتبه وتسأل نفسك فتقول كيف يحدث هذا في علاقة شرعية حلال ..؟!! فإذا كان هذا هو حال العلاقة الحلال فماذا سيحدث في العلاقة الحرام ؟!!
 
4- عموما أخي الحبيب .. قد أوضحت لك الحقيقة كاملة أمام عينيك .. في أن الادلة التي استدلوا بها لا تخدم عقيدتهم في شيء بل هي سبب وبال عليهم لأنها كشفتهم وأضحتهم حال نفوس هؤلاء وكيف تعمل عقولهم بدون معقولية لما تنقله وتكتبه ..!!
- وبالتالي كيف تأمن لمن هذا هو حاله وعقله ؟ كيف ..؟!!
 
- أخي الحبيب .. هذا قرارك .. وهذا أوان أن تصحح مفاهيمك ومعتقدك ولا تذهب لصفحات هؤلاء على اليوتيوب أو الفيسبوك أو أي مكان على الإنترنت .. فلديك الحقيقة هنا في هذه الرسالة أمام عينيك .. فاغنم بها .

 

***************************

يتبع إن شاء الله

*******************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..