ج5: رسالة الشهوة الحميمية - شبهة تعدد زوجات النبي - شبهة أن حكماء الكهوف أفضل من الرسول - هل تعدد زواج النبي كان عن شهوة - معلومات عن زواج النبي - من أسباب تعدد زواج النبي .

بسم الله الرحمن الرحيم

( الجزء الخامس )

(رسالة الشهوة الحميمية)

و علاقة الجنس بالمس والأعمال الروحانية

في الحياة الزوجية والغير زوجية

ومحاورة عقلية لكاتبة إعلامية

والرد على من اتهم الرسول بالشهوانية

(شبهة الشهوانية في تعداد زواج النبي)
"على ثلاثة فصول متتالية إن شاء الله"

* فهرس :

:: الفصل الخامس .. شبهة تعدد زوجات النبي ::

1- خد بالك من شيء مهم ؟

2- انتبه يا مؤمن ؟

3- شبهة (4) .. حكماء الكهوف أفضل من الرسول ؟

4- أيها المؤمن كن واثقا في نبيك وإياك والشك ؟

5- معلومات عن زواج النبي ؟

6- من أسباب تعدد زواج النبي ؟

7- (شبهة 5) هل تعدد زواج النبي كان عن شهوة ؟

********************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أهلا ومرحبا بكم في خاتمة رسالة العلاقة الحميمة .. وهي خاصة بشبهة عن تعدد زوجات النبي ..!! ويتفرع منها عدة شبهات ..

وهي شبهات طالما تغنَّى بها البعض .. ويتساءلون كيف يليق بنبي أن يبحث عن تعدد زوجات .. فما هي إلا متعة متعددة لا تليق بشخص عادي فضلا عن نبي ورسول ..؟!!

* وعلى الجزء السابق قد أجبنا بما لا حاجة للمزيد عليه .. وكشفنا لكم كيف يخدعكم البعض بتزوير بعض المصطلحات مثل (الشهوانية والمزاجية الزوجية) ..

وقد ناقشنا هؤلاء في الأجزاء السابقة .. فارجع إليها ..

* ولكننا هنا سنجيب مرة أخرى بإجابات عقلية ومنطقية .. مع الحكمة من تعدد هذا الزواج .. لمن خفي عنه هذا الجانب من السبب تعدد زواج النبي صلى الله عليه وسلم ..

* ولا يخفى أن هناك نفوس كثيرة مسلمة تحمل في داخلها حجاب بينها وبين الرسول يمنعها محبته .. لأنها صدقت أن وجود الشهوة عيب في الذات المحمدية .. ولم يدركوا أنها عيب لمن ليس له شهوة .. وصدقوا الاكاذيب بدلا من البحث عن محو جهالتهم ..!!

* بل أن هناك جزء خاص في زواج النبي .. أعتقد كثيرون منكم يكتمونه وكأنه أمر عيب .. !!

وهو زواج النبي من السيدة عائشة رضي الله عنها وعن والدها الصديق ..!!

ونظرا للجهالة في فهم هذه المسألة أيضا .. فدعونا نشرح لكم ملابسات هذه الشبهة حتى يتحرر منك أي ضيق تحمله ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

* ثم أسأل نفسك سؤالا في ختام الشبهات :

لماذا سمحت لنفسك أن تتهم الرسول في صدرك (بينك وبين نفسك) .. فيما لم يتهمه به أعدائه الذين عاصروه .. حتى اليهود ؟

ستجد إجابة واحدة فقط .. وهي .. أنك لم تحب الرسول في يوم من الأيام .. حتى تجرأت عليه واتهمته في نفسك .. ثم كتمتها ..!!

نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

*********************************

..:: الفصل الخامس ::..

عن شبهة تعدد زوجات النبي

******************************

..:: تمهيد ::..

(1)

..:: خد بالك من شيء مهم ::..

* لقد لاحظت أن الذين يجيبون عن شبهة الشهوانية .. يذكرون أسباب زواج النبي من كل امرأة .. ليثبتوا أن الزواج ليس لشهوة وإنما لحكمه ..!!

* وهذا ليس مقصد أصحاب الشبهات .. فإنما مقصدهم هو أن التعدد دليل الشهوانية .. وأن هذا يعتبر لهو وعبث ومحل إنكار لأن هذا ليس فعل الصالحين في زعمهم .. !!

* ولذلك لم أسلك مسالك السابقين في الإجابة على الشبهة .. لأن مراد أصحاب الشبهات خلاف ما جاوب به البعض .. لأنه ببساطة سيقول صاحب الشبهة .. لعله أراد أن يجمع بين مختلف الفئات العمرية ليستمتع بها ..!!

* ولذلك قطعت عليه من أول الطريق لأن الأصل الذي تم بناء الشبهة عليه وهو تقبيح الشهوة .. هو أصل باطل ومنحرف .. لا يدل إلا على نفسية مريضة وعقلية مختلة .. كما أوضحنا ..!!

* وكذلك الرد على شبهة زواجه من السيدة عائشة .. ستكون بطريقة مختلفة ..!!

******************************************

(2)

:: انتبه يا مؤمن ::

..:: خد بالك من شيء مهم جدا ::..

* حينما تقرأ لفكر هؤلاء المستقبحين للشهوة على إطلاقها .. فأنت ستجد دائما فكرة مصحوبة في نفوسهم .. وهي :

* أنهم يريدون أن يثبتوا لك أن المشتهي للجنس .. هو متبع لهواه وكيفما يحلو له .. وطالما متبع لهواه .. فهو متبع لشيطان نفسه .. وطالما متبع لشيطان نفسه .. فهو مستحيل أن يكون إنسان صالح .. وبالتأكيد لن يكون رسول ولا نبي ..!!

* فقل لهم ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) القصص50 ..

فالرسول كان يتبع مولاه والتزم هداه .. ولا يتبع هواه .. وإنكم لكاذبون !!

* ولو كنتم صادقين في دعواكم فكيف أتيتم إلى الدنيا .. وكيف لكم أبناء .. أليس عن طريق الشهوة الجنسية ..؟

فلما تنكرون على غيركم .. وتستبيحونه لأنفسكم .. ؟

فالذي ذكرتموه ينطبق عليكم أيضا بنفس المنطق أنكم تتبعون شيطان أنفسكم وأنكم غير صالحون ..!!

وإذا ثبت ذلك عليكم .. علمنا عنكم أنكم منحرفون الطبع والفكر .. وان منهجكم هو منهج الشيطان في قلب الحقائق وتزويرها .. فلا يليق أن نتحاور مع نفوس فاسدة .. تبغي الفساد في الأرض ..!!

*********************************

(شبهة 4)

:: يزعمون أنهم مؤمنون ..!! ::

..:: الرسول ليس رجل حكيم يسكن الجبال !! ::..

وإنما رسول رب العالمين !!

* بعض من يزعم الإيمان ويفضحه عقلا ليكون شاهدا على غباءه المحكم نتيجه فتنته بما قرأه من الطاقيجية (بتوع الطاقة الروحانية) .. يحب المقارنة بين الرسول وبوذا وكونفوشيوس وغيرهم ممن ظهرت على أيديهم خوارق عادات أو ظهرت على ألسنتهم حكمة .. ويتعجبون لماذا الرسول لم يكن كذلك ؟!!

* والإجابة ببساطة .. ولماذا هؤلاء المذكورين لم يجعل الله منهم رسل لهم كتب سماوية أو أنبياء خاضعين لمنهج رسول سابق عليهم .. طالما بلغوا من الطهارة الروحية ما بلغوا ..؟!!

فهذا هو السؤال الذي كان الواجب سؤاله .. ؟

فليس على الأدني يكون القياس .. وإنما القياس يكون على الأعلى ؟!!

* فالأعلى هو الرسول .. والأدنى هو غيره .. فحينما نتسائل .. فيجب أن نقول هل هؤلاء بلغوا ما بلغ له الرسول من حكمة وجودية وهو المتلقي عن ربه الذي يبيت عند ربه يطعمه ويسقيه من فضل كراماته ومعارفه ..!!

* إلا لو كان المتسائل ينظر للرسول بنظرة دونية .. فقد اتهم الله في علمه وحكمته ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام124 ..، ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران164 ..، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) الأنبياء107 ..

* فضلا عن كونه أسقط عنه الإيمان وجحد توقير النبي وتعظيمه ونصرته .. قال تعالى : ( فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) الأعراف157  .. أي وقروه وعظموه ونصروه .. !!

* فالذي يتهم الرسول بالمقام الأدنى بعد ما سبق بيانه .. فهذا يكون دخل في دائرة اللعن الإلهي .. وهذا لا علاقة لنا به .. لأنه إنسان يكون ساقط فكريا وعقليا لفساد استدلاله وافتراضه العقلي الذي وضحناه منذ قليل .. فضلا عن كونه ساقط إيمانيا وقد انكشف عنه نفاقه .. يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) الأحزاب57

* لكن إن كنت متسائلا مستبينا عن الحكمة .. فقد علمت الإجابة بالعقل والشرع .. فاحفظ على قلبك الإيمان .. فإن الإيمان عزيز في هذا الزمان ..!!

* وطالما هو رسول للعالمين .. فلابد أن يتعامل كما يتعامل الناس .. لأنه يعلمهم العبادات والمعاملات .. فهل يختلي بجبل ويعتزل الحياة بحثا عن حظوظ نفسه فقط بحثا عن الكرامة والزعامة الروحية .. ويتجاهل الناس .. ؟!!

بالتأكيد لا ..

بل جاء معلما للناس ومرشدا لهم في كل تفاصيل حياتهم سلاما وحربا .. خيرا وشرا .. سراء وضراء .. وما فعله عن أمر نفسه .. وإنما فعله عن أمر ربه ..!!

فكيف يعتزل الخلق وينزوي عنهم .. ويعتزل النساء .. ويمنع حكمة الله الوجودية .. لنقول عنه أنه حكيم ..!!

فهل هذا يسمى "حكيم" .. الذي يمنع حكمة الله الوجودية في الحياة ..؟!

* ولو كان هؤلاء الحكماء رجال كاملون .. لفعلوا كما يفعل الرجال .. وهو الإندماج في الحياة .. والمشاركة فيها بكل ما فيها .. لحياة الأمم والمجتمعات .. ويزعمون أنهم زاهدون .. لا .. إنهم مخطئون ..!!

* فالزهد ليس بترك الثياب والطعام والمكان أو الحياة عموما .. وإنما يكون بترك التعلق بهذه الأشياء في قلبك .. حتى لا تحزن على فواتها ولا تفرح إن جاءتك .. فيتساوى عندك وجودها وعدمها ..

* وأختم لك .. متسائلا .. إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم .. هو الأعلى في كل شيء .. فكيف طاوعتك نفسك أن تقارنه بالأدني .. وتجعل الأدني محل مقارنة مع الأعلى .. فكيف استقام هذا في عقلك .. ؟!!

* سبب ما ذكرته لك .. سابقا هو لأن البعض يرون في هؤلاء الحكمة لأنهم زهدوا الحياة والشهوات .. في حين أن الرسل لم يفعلوا ذلك .. ولذلك يعتبرون هؤلاء الحكماء أفضل من الرسل .. وإنهم لجاهلون ..!!

*******************************

..:: أيها المؤمن كن واثقا في نبيك وإياك والشك ::..

* أيها المؤمن : إذا كان الآخرون يكذبون على النبي ليظهروه بأنه لا يتقي لمكارم الأخلاق ويطعنون في ذلك بالشهوانية .. فيكفينا شهادة رب العالمين لرسوله الأمين .. حيث شهد له بالكمال الإنساني .. فقال تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم4 ..

* وكما هو معلوم أنه صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن .. فكيف يُتهم رسول الله وقلبه موضع نزول القرآن .. أفلا تعقلون ؟!

يقول تعالى : ( إِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) الشعراء192-195

* أيها المؤمن : خد بالك جيدا من كلام هؤلاء المزورين في الحقائق المتلاعبين بالكلام .. لأن غرضهم الأسمى من شبهتهم "الشهوانية عن النبي" هو الطعن في الذات المحمدية والنيل منها .. صلى الله عليه وسلم .. وإنهم لكاذبون ..!!

فلا تشاركهم في الكذب على نبيك .. حتى لا تشاركهم في الإثم .. فتكون من الكذابين على الله ورسوله ..!!

* يقول تعالى : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) الزمر60

( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) الأحزاب57

( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) التوبة61

* أيها المؤمن أحب نبيك .. ولا تكن كهؤلاء المزورين ..!!

وقد أعطيتك من الحجج العقلية والشرعية ما تستطيع أن تقول به كلمة حق أمام كل جاحد اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (راجع الحجج العقلية في الفصل الثالث والرابع ) وراجع الفصل الأول حتى تفهم ما هي الشهوة .. فلا يخدعك أحد ويضللك في دينك ويتهمك في نبيك ..!!

****************************

( شبهة 5 )

تمهيد لشبهة تعدد الزوجات

***************************

..:: معلومات عن زواج النبي ::..

 1- حتى عمر 25 عاما :

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعزبا .

2- من عمر 25 إلى 50 عاما :

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم متزوجا من السيدة خديجة وهي أولى زوجاته صلى الله عليه وسلم وكانت أرملة .. أرسلت إليه تعرض الزواج منه، وتم هذا الزواج .. وكان عمرها وقت الزواج أربعين سنة وعمر النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة .. فعاشا معاً لخمس وعشرين سنة بعد زواجهما إلى أن توفيت السيدة خديجة وهى في الخامسة والستين من عمرها بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره.

وكان له منها الأولاد ، إلا إبراهيم الذي كان من مارية المصرية.

* وجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج أية امرأة أخرى في حياتها . بل بقي وفيا لها ولذكراها يتحدث عنها وعن مكارمها ..

3- من عمر 50 إلى 52 عاما :

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم .. من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى ..

4- من عمر 52 إلى 60 عاما :

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم .. تزوج عدة زوجات لأسباب متعددة ..

*******************************

..:: من أسباب تعدد زواج النبي ::..

* هناك أسباب كثيرة كتبها العلماء .. ولكن أكتفي بشيء منها .. سأذكره لكم .. مع توضيح أسباب نفسية لم يكتب عنها أحد من قبل .. وأعتقد انها مهمة أن تؤخذ في الحسبان ..!!

* ولكن لا تنسى أن التعدد قد حدث بعد الرابعة والخمسين من عمره صلى الله عليه وسلم .. وطبعا من الذي يبحث عن اللذة الجنسية في هذا العمر ويفكر أن يرتبط بعدة نساء مع بعضهن مرة واحدة .. فهذا أمر لا يطيقه رجل أصلا ...!! .. وإنما حدث لأسباب إنسانية وسياسة وتشريعية وتعليمية ونفسية سلوكية .

* أولاً: الأسباب الاجتماعية انسانية :

1- جبر خواطر سيدات أرامل خوفا من الفتنة الدينية .. مثل السيدة سودة بنت زمعة .. أو تشريفا لهن مثل أم سلمة هند المخزومية .. وهاتين كن يكبرنه في العمر .. وزينب بنت خزيمة .

2- جبر خواطر أصحابة وتكريما لهم بمزيد من اتصالهم بالشرف النبوي .. فتزوج السيدة عائشة ابنة أبو بكر ، والسيدة حفصة ابنة عمر بن الخطاب .

* ثانيا : الأسباب التشريعية:

حيث كان مُحَرَّم على الرجل أن يتزوج امرأة من دعاه أبنا له (تبنَّاه) .. فإن طلق المتبني زوجته أو مات عنها   لم يكن يحق لمَن رباه متبنيا له .. أن يتزوج امرأته .. فجاء التشريع ليوضح أن هذا ليس ابنا حقيقيا حتى تُحَرَّم زوجته على المتبني له لأنه ليس في الحقيقة ابنا  .. !!

وهذا ما حدث مع السيدة زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قوله الله تعالى ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ .  ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ) الأحزاب4-5 ..، وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقَت منه ، وأَمَرَ الله رسوله أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني ، وذلك سنة خمسة للهجرة .

* ثالثاً: الأسباب السياسية :

كان لبعض زيجات الرسول –- بعداً سياسياً من حيث ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى...مثل السيدة جويرية بنت الحارث ،  أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان ، صفية بنت حيي بن أخطب ، ميمونة بنت الحارث .

* رابعا : أسباب تعليمية :

وهي نشر العلم الديني الخاص بالأحكام النسائية بين نساء المسلمين .. مثل أمور الحيض والنفاس والرضاع ..

بل ويظهرن للناس كيف كانت عبادة النبي في بيته ..!!

وكذلك نشر أخلاق النبي معهن .. ليعرف الناس أحواله الداخلية وكيف كان معلما مربيا مرشدا في الداخل كما في خارج بيته ..

* خامسا : أسباب نفسية سلوكية :

1- حتى لا يمتنع أحد من التعدد إذا عدل بين النساء .. ولا يبالي بهرطقة الإباحيون .. الذين يستقبحون الحلال ويحللون الحرام أو الزنا ..!!

2- حتى إذا أراد الرجل أن يعدد وعزم على ذلك فلتخبره الزوجة أن عليه أن يعدل ويكون كما الرسول في بيته مع ازواجه .. أسوة به !!

3- وحتى لا تتعجل المرأة بطلب الطلاق لعل الأمر يعود إليها بالخير من حسن المعاملة وكرامة المعيشة كما حدث لزوجات النبي ..!!

4- وحتى لا تستحي أن تتزوج امرأة أكبر منك في العمر أو أصغر منك أو تتساوى معك .. طالما أن المودة والرحمة هما ميزان العلاقة الزوجية .. فلا تبالي بكلام الناس ..!!

5- حتى لا يمتنع الرجل المتقدم في العمر من الزواج ولا يبالي بكلام الناس الساقطة نفوسهم مثل (رايح يتزوج وهو على أبواب الموت) ( رايح يتجوز وبناته عرايس) .. فهذه النفوس القائلة بمثل هذه العبارات نفوس منحرفة في دين الله فلا يبالي بهم ..   

*****************************

( شبهة 5 )

..:: هل تعدد زواج النبي كان عن شهوة ؟ ::..

* وكأن تعدد الزوجات مختص بالرسول صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره من الأنبياء .. وكأن إبراهيم لم يعدد وسليمان الذي تزوج مائة لم يعدد وداود لم يعدد وغيرهم .. ؟

وهذا أمر كافي لكشف الأحقاد الكريهة في صدور قائلين هذه الشبهة من اليهود والنصارى .. أما الملحدين فقد أجبناهم بما يتناسب وعقولهم ..

* فقد ذكرنا سابقا أنه لا مانع من الشهوة .. وأنها علامة من علامات الكمال في الإنسان .. وإلا فمفتقدها أو مستحقرها أو منكرها فهو إنسان ناقص بلا شك ..

  

وفي الجزء السابق قد أجبنا بما لا حاجة للمزيد عليه .. كشفنا لكم كيف يخدعكم البعض بتزوير بعض المصطلحات مثل (الشهوانية والمزاجية) ..

* وهؤلاء المزورين الذين يفتنون الناس .. تماما فعلوا كما فعل أمثالهم مع الرسول في تغيير الحقائق وتزويرها لإبطال الدين وفتنة الناس في إيمانهم ..

فيقول تعالى ( لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) التوبة48

ومعنى (وقلَّبوا لك الأمور) : أي أجتهدوا في الفكر لكيدك وإبطال دينك ..

* وباختصار .. فكما قلنا أن الذي ينظر إلى الشهوة على إطلاقها أنها شيء قبيح .. دون النظر إلى ما هو محمود أو مقبوح .. وحلال أم حرام .. فهو بالتأكيد بين أحد أمور :

1- توجد به علل نفسية ( مثل الغل والغيرة والحقد لأسوياء الشهوة ) ..

2- أو علل جسدية ( مثل تعذيب نتيجة ممارسات توحُشِيَّة حدثت على أجسادهم فاتهموا الأسوياء ) ..

3- أو علل جنسية ( ككونهم خنثى أو عنين أو سحاقيات ) ..

4- أو علل عقلية (مثل خبل عقلي أفقدهم التمييز بين الشهوة المحمودة والمذمومة .. أو الجهالة العلمية للتمييز بين الشهوة الآدمية والشهوة التوحشية) ..

5- أو لعلل اجتماعية توارثوها .. مثل المرأة لا تطلب الجنس من الرجل لأنه أمر عيب .. و كأن المرأة وظيفتها فقط الإنجاب .. دون أي حقوق أخرى لها في الحياة .. !! 
ومثل هذه التخريفات الموروثة من الجاهلية التي كانت موجودة في عهد النبوة ..!!

* وقد شرحنا كل ما سبق تفصيليا (الفصل الثالث والرابع) بما لا حاجة لتكراره .. وأثبتنا لكم الخدع التي يستخدمها البعض في تزوير الحقائق والتدليس فيها مثل (الشهوة والمزاجية الزوجية) .. حتى يجعلوا من الحلال حراما .. ثم يستبيحون لأنفسهم شرعا يجعلونه قانون بين الناس .. ليتطاولوا على شرع الله بما تهواه أنفسهم وجحودا للدين ..!!

يقول تعالى على الجاحدين لاتِّبَاعِ النبي واصفهم  بالضلال والظلم : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) القصص50

* فالذي يتلاعب ويزور في الحقائق ويقلبها ليصل إلى هواه وما يشتهيه بعيدا عن الدين .. فله يوما موعود به سيسأل فيه .. فصبرا جميل .. يقول تعالى : ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) الزخرف83 ..

* ونختم بسؤال مهم : وهل الشهواني هو الذي يتزوج ويبني أسرة .. أم الذي يزني سالكا الحرام بلا أي مسئولية .. ويغتصب النساء ويعتدي عليهن .. ؟!

فهل المتزوج يطلق عليه لفظ شهواني ؟!!

أم أن استقباح الشهوة جاء من استخدامها استخداما منحرفا ؟!!

فلماذا تكذبون على الرسول وتقولوا شهواني .. وكأنه  فعل أمرا منكرا ؟!!

فثبت بهذا أنكم قوم تكذبون يقينا وتقلبون الحقائق .. ولا يفعل ذلك إلا قوم ساقطون نفسيا ومختلون عقليا حتى عجزوا عن التمييز بين الصواب والخطأ ..!!

************************************
:: الفصل السادس ::
**************************

(شبهة 6)

..::  الزواج من السيدة عائشة ::..

* قال المعترض .. كيف يتزوج النبي وهو في عمر الخامسة والخمسين من طفلة عمرها تسعة سنوات ؟

ألا يدل ذلك على شهوانية نبيكم ؟

وهل أنت ترضى لابنتك أن تزوجها في هذا العمر ؟!!

فرفضك دليل على استقباح هذا الفعل في النفس ..!!

يتبع إن شاء الله تعالى

***********************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالاشارة الى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..