ج5: رسالة الزوهريين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة - هل قال النبي أن المخنثون هم أولاد الجن - هل قال النبي (كان أحدُ أبوَيَّ بلقيس جنيًّا) - هل قال عمر بن الخطاب عن ماء المخاض أنه لمة من الشيطان.

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء الحادي والعشرون)

..:: زمن أولياء الجن ::..

رسالة

(الزُّوهَريِّين وخرافة أبناء الجن وأصحاب القدرات الروحانية الخاصة)

.. من هو الشيخ والطفل الزوهري ؟..

مناقشة ما يقوله بعض الرقاة والروحانيين عن الزُّوهَريِّين

( بطريقة شرعية وعقلية وروحانية )

(الجزء الخامس)

#- فهرس:
:: الفصل الخامس :: تابع/ مناقشة الأدلة والنصوص الشرعية التي استدل بها البعض على وجود الشخص الزوهري ::
1- س17: هل قال النبي أن المخنثون هم أولاد الجن ؟
2- س18: هل قال النبي (كان أحدُ أبوَيَّ بلقيس جنيًّا) ؟
3- س19: هل قال عمر بن الخطاب عن ماء المخاض أنه لمة من الشيطان ؟

***************************

:: المناقشة السادسة ::

..:: س17: هل قال النبي أن المخنثون هم أولاد الجن ؟ ::..

 

- مما تم الإستدلال به لإثبات وجود طفل من الجن بشكل إنسان .. ما جاء في الرواية التالية:

1- جاء عن بن عباس مرفوعا للنبي :
#- (حديث موضوع – سند ضعيف – ومتن منكر جدا وباطل) .. عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الفرج الغافقي ، حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ، حَدَّثَنا عَمِّي ، حَدَّثني يَحْيى بْن أيوب ، عنِ ابْن جُرَيج، عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَال: ("المُؤَنَّثونَ أولادُ الجِنِّ". قيل لابنِ عبَّاسٍ: يا أبا الفضلِ، كيف ذلك؟ قال: نهى اللهُ ورسولُه أنْ يأْتِيَ الرَّجلُ امرأتَه وهي حائضٌ، فإذا أتاها سبَقَه الشَّيطانُ إليها، فحمَلَتْ منه، فأَتَت بالمُؤَنَّثِ) رواه بن عدي في الضعفاء والذهبي في ميزان الإعتدال .. وقال بن القيسراني في ذخيرة الحفاظ: وهذا الحديث الحمل فيه على يحيى بن أيوب.. وقال أبو الحسن القطان في إحكام النظر: حديث منكر يرويه أبو أحمد بن عدي.
 
- ورواه الذهبي مرفوعا بلفظ: (إِنَّ المُؤَنَّثِينَ أَوْلاَدُ الجِنِّ) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء.
 
- قوله (المؤنثون): أي الذكور الذين غلب على مظهرهم طباع الإناث.
 
2- رواية أخرى - (حديث موضوع - سند ضعيف – ومتن منكر جدا وباطل) .. عن أَحْمد بن مُحَمَّد حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد القَاضِي حَدثنَا ابْن أخي ابْن وهب حَدثنِي عمي عَن يحيى عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: (المخنثون أَوْلَاد الْجِنّ قيل لِابْنِ عَبَّاس كَيفَ ذَلِك قَالَ ان الله عز وَجل وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهيا أَن يَأْتِي الرجل امْرَأَته وَهِي حَائِض فَإِذا أَتَاهَا سبقه إِلَيْهَا الشَّيْطَان فَحملت فَجَاءَت بالمخنث) ذكره الشبلي في آكام المرجان نقلا عن الطرطوسي في كتاب تحريم الفواحش ..
 
 
#- قالوا جاء في الرواية عن بن عباس موقوفا:
3- رواية بلا سند: (جاء رجلا لابن عباس وقال: إن امرأتي استيقظت ، وكأن في فرجها شعلة نار ، قال : ذاك من وطء الجن . قال: فمن أولادهم ؟ قال : هؤلاء المخنثون) رواه السمعاني في تفسيره بلا سند ..!!
 
- وما سبق دليل على أن الجن يستطيع أن ينجب أولاد من الإنسيات ..
 
* قلت (خالد : صاحب الرسالة):
#- أولا: من حيث الإستدلال فهو حجة عليكم .. ليه ؟
- لأن الذين استدلوا بهذه الروايات على وجود الزوهريين فهذا دليل إدانة لهم وحجة عليهم .. لأنهم بذلك قد أثبتوا على أنفسهم أنهم "مخنثون" .. وليسوا أهل بركة ولا كرامة كما يزعمون .. ولنا حينئذ أن نصفهم بأنهم جماعة المخنثين .
 
#- ثانيا: من حيث سند هذه الروايات التي استدلوا بها:
- الحديث الأول: المرفوع والمنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال: (إن المؤنثون أولاد الجن):
 
- هذه الرواية أراها من مناكير (أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ) .. وأحسب أنه تم الخلط فيها بين المرفوع بالموقوف المروي على لسان الصحابي بن عباس ..
- ولكن على افتراض أنه مرفوع .. فهذا الحديث ضعيف ومنكر جدا .. لوجود ثلاث علل فيه:
1- وهو (إبراهيم بن إسماعيل بن الفرج الغافقي) وهو مجهول لا يعرف عن حاله شيء .. ولم أجده في كتب التراجم سوى أنه شيخ من أهل مصر وحدَّث عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني وأبو بكر بن المقريء الأصبهاني ..!!
 
2- وهو (أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ) .. وهو ضعيف عند أهل العلم ..
- قال النسائي: كذاب ، وقال أبو زرعة الرازي: لا أرى ظهر بمصر منذ دهر أوضع للحديث وأجسر على الكذب من هذا ، وقال البرذعي: كتب (أبو زرعة) بخطه كلامًا غليظًا يأمر بهجرانه ومباينته، ونسبه إلى الكذب المصرح. وكتب نحو ذلك أبو عبد الله محمد بن مسلم (ابن واره)، وأبو حاتم. (راجع الجامع في الجرح والتعديل 1/45) ..
 
- وأورده الذهبي في (الضعفاء 1/45) وقال: مختلف فيه .. قال بن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه .. حدث بما لا أصل له .. قلت له عدة أحاديث لا تحتمل .. وقال احمد بن يوني: لا تقوم به حجة.
 
- وقال صلاح العلائي في المختلطين ص7: روى عنه مسلم في صحيحه .. وأخذ عنه أبو زرعة وأبو حاتم قديما .. ثم كثرت المناكير في حديثه بعد ذلك.
- قال ابن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه.
 
- (قلت خالد صاحب الرسالة): وفيه أقوال أخرى تدل على أنه ضعيف الحديث بسبب اختلاطه في آخر حياته وتغير حاله .. ولكنه لم يكن كذاب كما قال البعض عنه .. ولكن اختلاطه هو سبب تضعيف العلماء له فضلا عن روايته أحاديث مناكير منهم حديث المخنثون هذا .. أما ما رواه مسلم عنه في صحيحه وما رواه أبو زرعة وأبو حاتم عنه فإنما كان قبل اختلاطه وضعفه .. فانتبه .
 
- فهذه معلومة مهمة جدا عليك أن تعرفها عن هذا الرواي لأنه صدوق قد اختلط عليه .. والذي أخذ بحديثه صحيحا كان قبل اختلاطه مثل مسلم وأبو زرعة وأبو حاتم .. ولكن بعد اختلاطه تركوا الأخذ عنه حتى أتهمه أبو زرعه بعد أن كان يأخذ منه ثم تراجع عن اتهامه له بالكذب واكتفى بتضعيفه.
 
- ومعنى الإختلاط: هو تغير يحدث في عقل الراوي يسبب له سوء حفظ ويدخل في روايته ما ليس من نص الحديث .. ويحدث ذلك الإختلاط إنما لكبر السن أو لفقد كتبه التي كان يدون فيها أو لمرض أصابه فأثر على درجة الحفظ في عقله أو غير ذلك ..
 
3- هو (يحيى بن أيوب الغافقي) .. وهو مختلف عليه ولكن له مناكير منها هذه الرواية .. وتقبل روايته في غير ما فيه نكارة .
 - قال أبو حاتم الرازي: محله الصدق ولا يحتج به .. وقال النسائي: ليس بذاك القوي ولا يحتج به . (راجع الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/191)
- ووثقه يحيى بن معين ويعقوب بن سفيان .. (راجع لسان الميزان 7/430) .
 
#- وفي الرواية الثانية: التي رواها الطرطوسي في كتاب تحريم الفواحش وذكرها صاحب آكام المرجان .. فهي رواية فاسدة أيضا لفساد متنها كما سياتي توضيح ذلك .. ولكن في سندها ثلاث علل:
1- وفيه (أحمد بن محمد القاضي) وهو السحيمي .. لم يسمع من أحمد بن عبد الرحمن بن وهب .. وليس من مشايخه أصلا .. والله أعلم .!!
2- وهو (أَحْمَدُ بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ) .. وهو ضعيف عند أهل العلم .. وسبق الكلام عنه 
3- هو (يحيى بن أيوب الغافقي) .. وسبق الكلام عنه ..
 
 
#- الرواية الثالثة: التي ذكرها السماعني في تفسيره عن بن عباس:
- فهي رواية باطلة ومجهولة السند كاملا .. حيث أنها رواية بلا سند أصلا ولا نعرف من حدَّث بها .. وقد رواها الإمام السمعاني (المتوفى: 489هـ) في تفسيره .. !!
 
#- خلاصة القول: أن الأحاديث سواء موقوف على رأي بن عباس أو ما جاء مرفوع إلى النبي .. كلاهما باطل الإستدلال بهما .. لأنهما لم يصح منهما شيء .. فلا يصح أن نقول أن هذا الكلام منسوبا لابن عباس .. أو ننسبه للنبي .. فضلا عن أن كلام بن عباس لا حجة فيه حتى لو كان صحيحا لأنه غير مقبول عقلا ولا يمكن أن يقول به رضي الله عنه.
 
#- ثالثا: من حيث متن الحديث وهو متن منكر جدا:
1- من الناحية العلمية:
أ- كيف يحدث تبويض للمرأة وهي حائض .. ؟!!
- انتبه أخي الحبيب .. ستجد بعض من لا يتقي الله رأيته ينقل كلاما دون تحقيق ليثبت إمكانية التبويض من المرأة وهي حامل .. ويقول قالت المراجع الطبية "دون ذكر لهذه المراجع": أن الدكتورة الأمريكية فلانه قالت ذلك . "ولا نعلم أي مرجع هذا ولا أي طبيبة هذه" ..!!
 
#- ولكن نسألهم (ونجاريهم في عقلهم على ما زعموه ) فنقول لهم:
- على افتراض حدوث ذلك .. فهل أثبتت هذه الأبحاث الوهمية أيضا أن الحمل في هذه الظروف يأتي منه المخنث ؟!!
- لا لم يثبت ذلك ..!!
- أفلا تعقلون ..!!
 
ب- كيف يأتي طفل من الجن وهو لا يمكن حدوث ذلك لاختلاف الفصيلة الجنسية بين الجن والإنس ؟!!
- فهل الجن مخنثون حتى نقول أن المخنث من الإنس هم من الجن ؟!! لا .. ليس لدينا دليل على ذلك ..
- فلماذا البعض لا يتعقل ما يكتبه ؟!!
 
2- من الناحية الشرعية:
- الرسول شاهد المخنثون وعرفهم .. بل وسمح لبعضهم دخول بيته للإطعام .. فعن السيدة عائشة قالت: ( كانَ يدخُلُ على أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مُخنَّثٌ.. فَكانوا يعدُّونَهُ مِن غيرِ أولي الإربةِ (أي لا مطمع لهم في النساء) ، فدخلَ علَينا النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يومًا وَهوَ عندَ بعضِ نسائِهِ، وَهوَ ينعَتُ امرأةً، فقالَ: إنَّها إذا أقبَلَت أقبَلَت بأربعٍ ، وإذا أدبَرت أدبَرت بثمانٍ (أي هو يصف لمفاتن المرأة) ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ألا أرى هذا يعلَمُ ما هاهُنا، لا يدخُلنَّ عليكنَّ هذا .. فحَجبوهُ) رواه أو داود .. وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط.
 
#- وفي رواية أخرى: سمح النبي لهذا المخنث أن يأتي يوم أو يومين في الأسبوع .. ليأخذ حاجته من طعام وشراب ثم يرحل ..
 
#- ولدينا هنا سؤال مهم:
- لماذا لم يخبر الرسول زوجاته أو صحابته عنهم أنهم أولاد الجن .. في حين أنه كان أمر متكرر أمام الرسول ..؟!!
- فهذا أمر كاف في إبطال ما جاء من أحاديث تزعم أن المخنثون أولاد الجن ..!!
 
 
#- ثالثا: من عجيب بعض الناس في زماننا هذا ..
- أنهم يذكرون هذه الروايات ليستدلون بها على وجود أولاد من الجن .. ويصفونهم بالأطفال الزوهريين المباركين ..
 
#- وهنا أقول لهم: ألا تشعرون بالغباء والعار ؟ ليه ؟
 
1- لأنه كيف تحتجون بروايات فيها إدانة واتهام لكم .. لأنه بموجب ما تستدلون به ينكشف لنا أنكم أبناء للشيطان ومخنثون .. ؟ لأنه حسب زعمكم القبيح أن الشيطان جامع أمهاتكم مع آبائكم فكنتم ثمرة هذه العلاقة الشيطانية الملعونة ..!!
 
2- وطالما كان دليلكم مثل هذه الأحاديث فأنتم تفتخروا أنكم أبناء الجن المخنثين .. ولكن لماذا لا تفتخروا بقوله تعالى: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الإسراء70 ..؟!
 
- فيا لكم من نفوس وضيعة رضيتم بالذل والهوان .. ولم ترضوا بالكرامة والإحسان .. فلا عجب أن تظلوا خدما وأولياء للجن والشيطان ..
- فما هذا القرف الذي أنتم فيه تعيشون وبه تفتخرون ..؟!!
 
#- وإلى هنا ختام المناقشة السادسة ..

 *******************

(المناقشة السابعة)

..:: س18: هل قال النبي (كان أحدُ أبوَيَّ بلقيس جنيًّا) ؟ ::..

 
- من الأدلة التي استدل بها البعض على وجود الطفل الزوهري أو التوالد من الجن .. فذلك من خلال حديث قد قيل فيه عن أن بلقيس زوجة سليمان عليه السلام كان أحد أبويها من الجن .. وذكروا في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا بيانه:

- عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا جِنِّيَّا يَعْنِي مَلِكَةَ سَبَأٍ) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة وغيره.
- وفي رواية بلفظ: (أَحَدُ أبَوَيْ بَلْقِيْسَ كَانَ جِنِّيَّا) رواه بن عدي في الكامل في الضعفاء ..
- وفي رواية بلفظ: (كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا جِنِّيًّا) رواه الطبراني في مسند الشاميين.
- وقالوا: فثبت بذلك إمكانية التزاوج والوطء والتوالد ..
 
- أخي الحبيب هذا هو ما احتجوا به .. وقد أضفت بعض ألفاظ أخرى للحديث لتحيط بها علما ..
 
- ولكن سأذكر لك الروايات التي قيلت في نفس هذا المستوى عن بلقيس زوجة سليمان عليه السلام وهم تسعة روايات .. أعرضها لك أيضا بتحقيقها حتى نغلق هذا الباب .. وسيأتي بيانها بعد مناقشة هذا الحديث النبوي المروي عن أبي هريرة والذي احتج به البعض على وجود الطفل الزوهري وإمكانية ظهور المخلوق الثالث (إنسو جن) أو (إنسو- جان) أو (الإنسي جان) .. والتسمية الدقيقة تكون (إنسي شيطان) هكذا أصفهم .. لأن هذا الهجين سببه الجن الشيطاني كما يزعم أصحاب ومعتقدي هذه الروايات .. وهذا الهجين لا وجود له إلا في عقول معتقديه فقط ..!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
#- أولا: رواية أبي هريرة عن النبي هي رواية منكرة المتن ولا يمكن قبولها ..
- لأنها مخالفة للعقل والعلم .. حيث لا يخفى أن اختلاف الأجناس لا يتولد عنه آخر من خلال الوطء .. لاختلاف طبيعة الجنسين (الجن والإنس) .. فلم نسمع أن إنسان جامع بهيمة وأتى منها ببهيمة لها خصائص إنسية .. ولكننا نعرف أن هناك من ينكح البهائم فعلا لأنه إنسان شاذ جنسيا ..!!
 
- وإذا كان مع العلم الحديث ممكن ظهور فساد كبير من خلال خلط الجينات من أجل ظهور مخلوق آخر فهذا ممكن وقد حدث .. ولكن لا يمكن حدوث ذلك من خلال الوطء المباشر بين جنسين مختلفين .. محال عقلا .. فكيف تصح هذه القصة حينئذ ..!!
 
#- ورحم الله الإمام الماوردي (المتوفى: 450هـ) حينما قال:
- وهذا القول بأن أمها جنية مستنكر في العقول لتباين الجنسين واختلاف الطبعين وتفاوت الجسمين، لأن الآدمي جسماني، والجني روحاني .. وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار، وخلق الجني من مارج من نار .. ويمتنع الإمتزاج من هذا التباين .. ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف. (تفسير الماوردي ج4 ص216).
 
#- ثانيا: مناقشة سند حديث أبو هريرة المروي عن النبي .. ليطمئن قلبك أنه تالف السند كما هو تالف المتن ..
- فهذا الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.. الذي جاء فيه (كَانَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا جِنِّيَّا يَعْنِي مَلِكَةَ سَبَأٍ):
- هذا حديث ضعفه المحدثون والمفسرون .. فذكره بن القيسراني في ذخيرة الحفاظ بأن فيه سعيد بن بشير ضعيف .. وقال بن كثير في البداية والنهاية: غريب وفي سنده ضعف ..، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع.
 
- ودليل ضعف الحديث إليك بيانه ..
 
#- قال الشيخ الألباني رحمه الله :
- حديث منكر . أخرجه ابن جرير الطبري في ((التفسير)) (19 / 106) ، وأبو الشيخ في ((العظمة)) (5 / 1653) ، والثعلبي في ((التفسير)) (3 / 9 / 2) من طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعاً.
- قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد بن بشير؛ مختلف فيه ..
- قال ابن نمير: ((يروي عن قتادة المنكرات)) .
- ولهذا قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) (2 / 21) بعد أن عزاه للثعلبي: ((وهذا حديث غريب، وفي سنده ضعف)) .
- وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره ((البحر المحيط)) (7 / 67) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر: (وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف) .
السلسلة الضعيفة للألباني ج12 ص608-610 .. مختصرا
 
#- قال الأستاذ إبراهيم بن عبد الله عن راوي الحديث "سعيد بن بشير":
- وضعَّفَهُ جماعة: منهم: ابن المديني، وأحمد، وابن معين، والبخاري، وابن نمير، وأبو داود، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم.
- قال البخاري في «التاريخ» و «الضعفاء»: يتكلمون في حفظه.
- وقال يعقوب بن سفيان: سألت أبا مُسْهر عنه؟ فقال: لم يكن في جندنا أحفظُ منه، وهو ضعيف، منكر الحديث.
- وقال محمد بن عبد الله بن نُمير: منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات.
- وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقويِّ عندهم.
- وقال البزار في موضع: لا يُحتجُّ بما انفردَ بِهِ.
- وقال الساجي: حدّث عن قتادة بمناكير
- وقال ابن حبان: كان رديءَ الحفظ، فاحشَ الخطأ، يروي عن قتادة ما لا يُتابَعُ عليه، وعن عمرو بن دينارٍ ما ليسَ يُعرف مِن حديثِهِ.
- قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.
- قال ابن حجر في «تقريب التهذيب»: ضعيف.
 
- والراجح أنه ضعيف "أي الراوي سعيد" ، كما اختاره ابن حجر ، لأن جرح مُفسر بروايته للمنكرات والغرائب ، لرداءة حفظه ، وفحش غلطه ، وتضعيفُهُ هو قَولُ الأكثرين .
 
- الحكم على الحديث:
- الحديث ضعيف؛ وعلته سعيد بن بشير ، فإنه ضعيف ، ويروى غرائب ومناكير عن قتادة .
- وقد ذكر ابن عدي، والذهبي في «الميزان» هذا الحديث ضمن منكراته .
الأحاديث المرفوعة والموقوفة في كتاب "حياة الحيوان" ج1 ص1099 .. مختصرا ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وقد يقال من باب المجادلة: أن هناك من وثق "سعيد بن بشير" مثل البزار وابن أبي حاتم والدارمي وابن شاهين ودحيم ..!! فلماذا أخذتم برأي من قال بضعفه وتركت الرأي الآخر .. ؟!!
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الذي قلتم به غير صحيح وكلام غير دقيق .. ليه ؟
- لأن البزار قال عنه: صالح ليس به بأس، حسن الحديث. (كشف الأستار ص3143). وقال: لا يُحتج بما انفرد به. (كشف الأستار ص551).. !!
 
- وابن أبي حاتم وغيره قالوا محله الصدق .. وليس كونه محله الصدق أن يكون مقبول الحديث لأن حديثه يكون فيه ضعف .. ولذلك قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث. (السنن) 1/ 135)، وقال أبو زرعه: لا يحتج به ولكن محله الصدق (سير الأعلام 7/12).
 
- ولم يذكر التوثيق عنه إلا عن دُحَيْمٌ (سير الأعلام 7/12) .. وهذا التوثيق في غير روايته عن قتادة أصلا لأنها محل طعن من كل علماء الحديث .. والتي منها رواية أبي هريرة في أن أحد أبواي بلقيس كان جنيا ..
- ثم ألم يكفيكم أن ضعفه أكثر من خمسة عشر عالم ..!!
- والله أعلم.
 

#- ثالثا: تحقيق الروايات التي رواها بعض الصحابة والتابعين وتابعي التابعين في قصة الملكة بلقيس ..

- من المرويات التي تم أيضا الاستدلال بها لإثبات وجود الطفل الزوهري الهجين من الإنس والجن الشيطاني .. هو ما جاء في بعض الآثار والمرويات عن التابعين والتي لا قيمة لها ولا يصح الإستدلال بها لأنها منكرة المتن لمخالفتها العقل والعلم فضلا عن كونها رأي تابعي لم تعلم عمن أخذ هذه المعلومة التي رواها .. فضلا عن أنه لا يحتج برأي التابعي .. وإليك هذه الروايات قد جمعتها لك بأكثر مما استدلوا به لتكون على علم بذلك ..

 
1- أثر تابعي: عَنْ قَتَادَةَ بن دعامة (من التابعين) قال: (قوله تعالى "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ" .. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا امْرَأَةٌ تُدْعَى بِلْقَيْسَ أَحْسَبُهُ، قَالَ: بِنْتُ شَرَاحِيلَ .. أَحَدُ أَبَوَيْهَا مِنَ الْجِنِّ مُؤَخَّرُ إِحْدَى قَدَمَيْهَا، مِثْلُ حَافِرِ الدَّابَّةِ وَكَانَتْ فِي بَيْتِ مَمْلَكَةٍ) رواه أبو حاتم في تفسيره .. وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة.
 
- وقوله (وكانت في بيت مملكة): أي كان أبوها ملكا على اليمن وهي أميرة هذه المملكة .. والله أعلم .
 
- وفي رواية أخرى عَنْ قَتَادَةَ بن دعامة قَالَ: (بَلَغَنِي أَنَّهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا بِلْقِيسُ، أَحْسِبُهُ قَالَ: ابْنَةُ شَرَاحِيلَ، أَحَدُ أَبَوَيْهَا مِنَ الْجِنِّ، مُؤَخَّرُ أَحَدِ قَدَمَيْهَا كَحَافِرِ الدَّابَّةِ) رواه الطبري في تفسيره ..
 
#- وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
- أخرجه ابن جرير (19 / 95) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (6 / 134 / 2).
- وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة .. فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة، وهي: أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره البحر المحيط (7 / 67) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر: (وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف) . (السلسلة الصحيحة ج12 ص609).
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- قلت: الأثر وإن كان صحيح حتى قتادة كما قال الشيخ الألباني إلا أنه يظل ضعيف لوجود انقطاع فيه بين قتادة ومن أبلغ عنه الخبر .. حيث لم يظهر من الرواية من هو .. والبلاغات ما لم توصل بأصحابها فهي ضعيفة .. والله أعلم.
- كما أن هذه مجرد مرويات غالبا عن عقائد أهل الكتاب التي تروي دون أي دليل عليها أي مجرد حكايات .. لا دليل عليها من كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فانتبه لذلك .
 
- كما أن المتن منكر ولا يمكن قبوله شرعا لأنه لا دليل عليه .. ولا يمكن قبوله عقلا لأنه لا يمكن تصور وجود امرأة بحافرين حمار ..!!
 
2- (أثر تابعي) .. رواية عَن مُجَاهِد قَالَ: (أَنَّ صَاحِبَةَ سَبَأٍ كَانَتْ جِنِّيَّةً شَعْرَاءَ) رواه بن أبي شيبه ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- السند حتى مجاهد هو صحيح .. ولكن من أين أتى مجاهد بهذه المعلومة الغيبية ؟!!
- ولذلك تظل مثل هذه الروايات ضعيفة وغير مقبولة بالرغم من صحة سندها .. لأنه لا حجة فيها لمن يقول بها .. لأنها مجرد قصص وحواديت لا دليل عليها من القرآن ولا كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
- كما أن المتن لا يمكن قبوله ..!!
 
3- أثر تابعي: عَنْ مُجَاهِدٍ (من التابعين): (عند قَوْلَهُ تعالى {الصَّرْحَ} [النمل: 44] قَالَ: بِرْكَةٌ مِنْ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ أَلْبَسَهَا .. قَالَ: وَكَانَتْ بِلْقِيسُ هَلْبَاءُ شَعْرَاءُ، قَدَمُهَا كَحَافِرِ الْحِمَارِ، وَكَانَتْ أُمُّهَا جِنِّيَّةٌ) رواه الطبري في تفسيره ..
 
#- من معاني ألفاظ هذه الرواية:
- قوله (الصرح): أي القصر العالي بناؤه .. ويقال على ما يشبع ناطحة السحاب ..، ولما دخلته وجدت أرضه كأنها ماء فرفعت بعض من جلبابها حتى لا يبتل .. فظهر أنها هلباء شعراء وقدمها مثل حافر الحمار ..!!
- قوله (قوارير ألبسها): أي كساها وغطَّاها بأرض زجاجية .. أي كانت الأرض محيطها بالكامل ماء ولكنه مغطى بالزجاج الصافي جدا لدرجة أنك تظن أنه لا يوجد أرض زجاجية فوق هذا الماء .
- قوله (هلباء): أي كثيرة شعر الرأس حتى غطى على ظهرها وجوانبها .. والله أعلم .
- قوله (شعراء): قد يقصد ظهور الشعر من ساقيها بصفة خاصة أو في الأماكن التي لا يظن أن يظهر فيها الشعر للنساء .. والله أعلم .
- وقد يكون يقصد (مشعرة هلباء) أي يظهر فيها الشعر بوفرة كثيرة .. والله أعلم .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الأثر .. فيه (عيسى بن محمد الطومارى) وهو ضعيف الحديث .
 
- وهذا الأثر حتى لو صحيح فهو من مرويات قصص الإسرائليات التي تروي دون أي دليل عليها أي مجرد حكايات .. لا دليل عليها من كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فانتبه لذلك .
- كما أن المتن لا يمكن قبوله ..!!
 
4- (أثر تابعي): عن عثمان بن حاضرٍ (من التابعين) قال: (كانت أم بلقيس من الجن، يقال لها: بلمقة بنت شيصبان) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الأثر سنده حتى "عثمان بن حاضر" هو سند صحيح مقطوع عليه وهو من التابعين .. ولكن الرواية تعتبر ضعيفة لعدم معرفتنا عمن تم أخذ هذا الخبر في هذه المسألة الغيبية .. ولا حجة في هذا الأثر لمن يحتج به .. لأنه كلام التابعي ليس حجة .. فما بالك في مسألة غيبية ولا نعرف مصدر هذه المعلومة التي أتت إليه عمن أخذها ..!!
 
- فلا تغتر أخي الحبيب بمن يقول لك الرواية صحيحة ليوهمك بتصديق كلامه .. لا .. فهذه آثار ومرويات في مسائل غيبية غالا مأخوذة من حواديت أهل الكتاب .. ولا قيمة لها على الإطلاق وكأنها رواية لا وجود لها ولا علاقة لها بالدين من أساسه ..!!
 
- والغريب أن الحكيم الترمذي بعد روايته للأثر السابق قال: (وقد كان ذلك في الآدميين في أوقات، وهم من يُشرَكون الجن في نسائهم، وكذلك الجن ربما غلب الآدمي على أهله، فيأخذ بقلبها ويعذبها .. والامتناع منهم باسم الله) .." نوادر الأصول ج4 ص464" .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- وهذا الذي كتبه الحكيم الترمذي تعليقا على رواية بلقيس .. من حيث أنه كان هناك وقت الجن يشترك في النساء فيأتي منهم بمخلوق ثالث (إنسو - جن) مثل بلقيس ملكة سبأ كما توهم من الرواية التي رواها .. فهذا كلام باطل ولا دليل عليه على الإطلاق في الدين .. ولعله فهمه من الرواية الضعيفة جدا أو المكذوبة  التي رواها مجاهد بن جبير والتي سبق وناقشناها والخاصة بانطواء الجن الشيطاني على إحليل الرجل ..!!
 
- أيضا ذكرت لك ذلك أخي الحبيب حتى لا يوهم أحد بكلام العلماء ليؤكد أن ما يقوله لك صوابا .. لا .. هو خطأ ولا يصح قوله ولا دليل عليه إلا مجرد خرافات تم تداولها عن أهل الكتاب .
 
5- (أثر تابعي) .. عن محمد بن كعب القرظيّ (من التابعين) قال: (قَالَتِ الْجِنُّ لِسُلَيْمَانَ تُزَهِّدُهُ فِي بِلْقِيسَ: إِنَّ رِجْلَهَا رِجْلُ حِمَارٍ، وَإِنَّ أُمَّهَا كَانَتْ مِنَ الْجِنِّ) رواه الطبري في تفسيره..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الأثر تالف وفاسد ..  وله علتان .. "محمد ابن حميد التميمي" وهو متروك الحديث .. و"أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي" وهو ضعيف.
 
6- (أثر تابعي) .. عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ (من التابعين) قَالَ: (وَقِيلَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ إِنَّمَا أَمَرَ بِبِنَاءِ الصَّرْحِ عَلَى مَا وَصَفَهُ اللَّهُ، لِأَنَّ الْجِنَّ خَافَتْ مِنْ سُلَيْمَانَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يُزَهِّدُوهُ فِيهَا، فَقَالُوا: إِنَّ رِجْلَهَا رِجْلُ حِمَارٍ، وَإِنَّ أُمَّهَا كَانَتْ مِنَ الْجِنِّ) رواه الطبري في تفسيره..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
 - هذا الأثر تالف وفاسد ..  وله علتان .. "محمد ابن حميد التميمي" وهو متروك الحديث .. وجهالة بعض رجال العلم الي روى عنهم بن اسحاق ولم يذكرهم في السند ..!!
 
- ملحوظة هامة: وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عالم جليل من التابعين من أصول يهودية يمنية حيث يقال أن أبوه أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. ويعتبر وهب بن منبه من أكثر من روي الإسرائليات وله علم كثير بها ولذلك يغلب على أخباره طابع القصص الشعبي الخرافي التي لا يمكن أن يقبلها العقل بل وقد تتعارض مع القرآن أحيانا وكان ينقلها من كتب السابقين من خلال بحثه وكثرة قرائته فيها .. وكان من مشايخه سيدنا بن عباس الذي كان يروي عن وهب أيضا مثل هذه المرويات ..
 
7- (أثر عن تابعي التابعين) .. عن زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (من تابعي التابعين) قَالَ: (فَبَيْنَمَا هُوَ وَاقِفٌ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ يَقُولُ ذَلِكَ أَقْبَلَ الْهُدْهُدُ وَهُوَ يَقُولُ: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَأ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ قَالَ زُهَيْرٌ، وَهِيَ بِلْقَيْسُ بِنْتُ شَرَاحِيلَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَأُمُّهَا فَارِعَةُ الْجِنِّيَّةُ) رواه أبو حاتم في تفسيره ..
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة):
- هذا الأثر .. فيه "زهير بن محمد" فيه ضعف وهو مختلف عليه لأنه يروي مناكير والغالب أنه لا يقبل حديثه إلا بمتابعة عليه .. وهذا الحديث لا متابعة عليه .. والله أعلم ..
 
- وعلى افتراض صحة الإسناد .. فالرواية مجهولة المصدر في حقيقتها .. فلا نعرف من أي سند وصلت هذه الرواية لزهير بن محمد .. ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال ..!!
 
#- وخلاصة القول:
- جميع الآثار والروايات التي تم روايتها عن بعض الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين .. فهي لا قيمة لها .. لأنها لا سند لها في كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولعل أصل هذه الرواية مأخوذة من رواية وهب بن منبه التي رواها ومنه أخذها بن عباس وعنه رواها التابعين والله أعلم ..

#- وخلاصة القول:

1- لا دلالة فيما استندوا عليه على إمكانية زواج الجن من الإنس .. كما تبين لك فساد الحديث النبوي الذي استندوا إليه وهو (أَحَدُ أبَوَيْ بَلْقِيْسَ كَانَ جِنِّيَّا) .. ولا يمكن أن يكون حديث نبوي .. ويكفي أنها رواية باطلة سندا ومتنا ..

 

2- جميع الآثار والروايات التي تم روايتها عن بعض الصحابة أو التابعين أو تابعي التابعين .. فهي لا قيمة لها .. لأنها لا سند لها في كلام الله ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

- والله أعلم.

#- وبهذا يكون ختام الكلام على المناقشة السابعة ..
 

****************************

 

 (المناقشة الثامنة)

..:: س19: هل قال عمر بن الخطاب عن ماء المخاض أنه لمة من الشيطان ؟ ::..

 
- من الأمور التي استدل بها البعض .. هي روايات لم يستدل بها احد من قبل وكأنهم يبحثون عن أي شيء ليثبتوا به وجود الأطفال الزوهريين ..!!
 
- فقالوا أن دليل الحمل من الجن هو هذه الرواية :
- روى عبد الرزاق عن إبراهيم قال: (بَلَغَ عُمَرَ، عَنِ امْرَأَةٍ أَنَّهَا حَامِلٌ .. فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُحْرَسَ حَتَّى تَضَعَ، فَوَضَعَتْ مَاءً أَسْوَدَ، فَقَالَ عُمَرُ: «لَمَّةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ») رواه عبد الرزاق في مصنفه..
 
- قوله (فأمر بحبسها): أي حتى يتبين ما هو سبب حملها حيث انه لم يكن لها زوج .. وهذا ما نفهمه من سياق الرواية.
- قوله (لمة من الشيطان): أي مسا من الشيطان أصابها فسبب لها ذلك .
 
#- قلت (خالد صاحب الرسالة ):
1- لو كان إبراهيم في المذكور في سند الحديث (كما يغلب على ظني) هو إبراهيم النخعي .. فإنه لم يدرك عمر .. فالأثر منقطع ولا حجة فيه .. وإن كان إبراهيم غيره فهو غير معروف ومجهول حاله .. وفي الحالتين الحديث يكون ضعيف .. والله أعلم   
 
2- وعلى افتراض صحته (وهو ليس كذلك) .. فهو لا يؤخذ به شرعا كوحي واجب الاتباع .. بل هو كلام اجتهاد ظني من عمر وليس شرعا نؤمن ونقر به ..!!
 
3- فضلا عن أن العقل يقول بأن مقصد عمر أن الشيطان مس المرأة بأذى .. فهذا هو ما يستقيم للعقل من كلام عمر .. وليس معناه أن الشيطان وطء المرأة فأنجب منها ..!!
 
4- هذه الرواية لا يمكن قبولها لأنها تحكي جهالة علمية .. كيف ذلك ؟
- فحينما أخبره الحراس أن المرأة بدأت في مرحلة الوضع .. وأن لون الماء النازل منها يرونه أسود .. فظن عمر أن لونه طالما أسود فهو نتيجة إصابة شيطانية .. !! وهذا فهم وظن خاطي من سيدنا عمر .. ليه ؟
 
- لأن سيدنا عمر لا يعلم نوعية الماء النازل (ماء المخاض) .. لأن هذا الماء الموصوف بهذا الوصف إنما يكون ماء مصحوبا ببراز الطفل .. مما يجعله ماء غامق يميل لون الأخضر الغامق أو الأسود .. وهذا أمر معروف طبيا .. ويسمى بالسائل السَّلَوي أو سائل الأَمْنيُوتِك .. ولونه الحقيقي سائل شفاف .. ولكنه لو نزل بلون غامق فهذا معناه أن الطفل قد تبرز ويجب الوصول للمستشفى فورا .. لأنه بذلك قد تخطى فترة الولادة المقررة له ..!!
 
* فأين لمة الشيطان .. من هذا المفهوم العلمي ..؟!!
 
5- وبقليل من العقل لو تفكرنا فنقول:
أ- ما علاقة لون الماء بأن هذه العلاقة تمت نتيجة شيطان ..؟!
ب- وما هو الدليل في هذه الرواية على أن الطفل الذي أتى هو نتيجة شيطان .. ؟!!
ج- ولماذا الطفل نجده دائما يحمل فقط الشكل الإنسي دون أن يتدخل فيه تغيير في الخلقة بالرغم من وجود نطفة شيطانية مشتركة على حسب زعم هؤلاء المستبيحين وجود أطفال من الجن والشيطان ..!!
 
6- معنى لمة الشيطان هو حدوث مس من الشيطان للإنسان قد يكون بالوسوسة وقد يكون بالصرع وقد يكون نتيجة سحر .. ولكنه بكل تأكيد ليس بمعنى أن الماء الأسود نتيجة جماع الشيطان للمرأة .. وإلا فلماذا لا يحدث ذلك لعموم الكرة الأرضية طالما الشيطان يجامع الزوجات حسب عقيدة هؤلاء الذين لا يتورعون عن هذا القول بل ويستبيحون نشره والترويج له ..!!
 
7- وهل قال عمر أن الماء الأسود معناه أن هذا الطفل هو بن الجن أو بن الشيطان .. حتى يتم الاستدلال بهذا الأثر وهذه القصة ..؟!!
- فما هذا التلفيق والتلاعب في الإستدلال بهذه الآثار ..!!
 
#- خلاصة القول:
- هذه الرواية ضعيفة ولا تصح عقلا ولا شرعا ولا علما .. ولا حجة في هذه الرواية من أساسه لأن العقائد تؤخذ من القرآن والنبي المعصوم صلى الله عليه وسلم .. وخلاف ذلك فلا حجة فيه .
 
#- وبهذا يكون ختام الكلام على المناقشة الثامنة ..

 *********************

يتبع إن شاء الله تعالى

***************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..