تنبيهات في العلاقة مع الله - تحرر من جهلك بالله إلى المعرفة بالله - قلوب حائرة طالبة الله - ما هي نفحات الله وكيف نتعرض لها - هل تظن أنك محجوب الدعاء أو عاجز عن الدعاء - لا تستطيع الدعاء كأنك مخنوق لثقل على لسانك وصدرك - تريد أن تدعو بكل خير ولا تعرف - تحرر من أصنامك الفكرية - تحرر من الحجاب إلى الرجاء - وساوس وهلاوس .. فلا تلتفت .

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الأولى)

تريد أن تدعو .. وعاجز لا تستطيع كأنك مخنوق ؟!

تريد أن تدعو بكل خير ولا تعرف ؟!

( تحرر من جهلك بالله إلى المعرفة بالله )

* فهرس :

1- هذه أوهامنا ؟
2- ما هي نفحات الله وكيف نتعرض لها ؟

3- قلوب حائرة طالبة الله ؟

4- هل تظن أنك محجوب الدعاء أو عاجز عن الدعاء ؟

5- لا تستطيع الدعاء كأنك مخنوق لثقل على لسانك وصدرك ؟

6- تحرر من أصنامك الفكرية ؟

7- تريد الخير ولا تعرف كيف تدعو ؟ 

8- تحرر من الحجاب إلى الرجاء ؟

9- وساوس وهلاوس .. فلا تلتفت ؟

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جال في خاطري الآن .. أن أكتب لكم هذا .. فوجدت يداي تكتبه سريعا .. 

* عموما قد استشعرت من بعض أحبابنا وأصدقائنا .. عجزه عن الدعاء وماذا قد يفعل أو يقول في ليلة النصف من شعبان أو غيرها من الليالي المباركة عموما .. ووجدت القلوب على صنفين :

الأول : يظن أنه محروم بسبب ذنوبه .. أو عاجز لوجود ثقل على لسانه .. ويحسب متوهما أن قلبه محروم الدعاء بسبب ذنوبه ..!!

والثاني : لا يعرف بما يدعو ..

* وأرجو أن تكون هذه الرسالة أيضا طوق نجاة للبعض ممن أصابتهم به جماعات الظلام (الحجاب) .. حتى غطى على أفكارهم الجهل بالله ..!!

* وهذه رسالة صغيرة جدا .. بقدر ما وسع في خاطري وتوقفت حينما توقف ..!!

* بسم الله

توكلت على الله ..

 ************************

..:: هذه أوهامنا ::..

1- كثير منا حينما تقابله أيام دينية مباركة مثل شهر رمضان أو ليلة النصف من شعبان أو كان صاحيا بالليل يتفرج على فيلم أو مشغول على النت .. ويأتيه خاطر ويشعر أنه يريد أن يدعو الله  .. !!

إلا أنه حينما يريد أن يدعو يجد مثل ثقل على لسانه وصدره وكأن هناك مانع يمنعه ولا يستطيع .. !!

* ويحسب أن هذا الثقل على قلبه وفي الحقيقة هو على لسانه أو ظاهر صدره فقط .. ويحسب أنه لا نصيب له من الخير .. فيتراجع عن العمل مع الله .. وهذا من جهل المعرفة بالله ..

2- والبعض الآخر يريد أن يدعو بكل شيء وكل خير .. حتى يعجز ماذا يقول ؟

فماذا نفعل ؟

******************************

..:: قلوب حائرة – إلا أنها طالبة ::..

(انتبه لهذا الكلام جيدا فإنه نفيس)

* إعلم رحمك الله طالما أنت تريد الله حتى ولو تريد أن تدعو ولو دعاء لنفسك .. فاعلم أنك طالب .. وطالما أنت طالب .. فأنت مطلوب من الله .. وطالما أنت مطلوب .. فاعلم أن العناية الإلهية أمدتك بلطيف الجود الإلهي .. فاجتهد في الدعاء ظاهرا أو باطنا .. او كلاهما .. فكل إنسان بقدر ما سمح له به الجود الإلهي لتناجيه به .. والجميع على خير ..

* وإنما تنوعت الوسائل .. لاختلاف حال الطالب وبما يتفق مع نفسيته في هذه اللحظة من وسيلة الدعاء (باللسان مع القلب ) أم (القلب فقط) ..!! فافهم .

****************************

(النوع الأول)

..:: من يظن أنه محجوب الدعاء - عاجز عن الدعاء ::..

* بالنسبة للذي يظن أنه محجوب لعجز لسانه عن الدعاء .. فليفعل الآتي .. : 

#- توضأ (أدبا) واجلس على الأرض .. فإن لم تستطع فاجلس على كرسي .. واطلب من الله بقلبك ما تريد .. دون أن تحرك لسانك .. فالله مطلع على القلوب كما هو مطلع على الألسنة ..  ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر19 .. 

ويقول تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج46 ..

يبقى لا تكن أعمى القلب واذكر الله في قلبك لو عجز لسانك ..!!

#- وإذا كنت لست من الذين لا يصلون .. وأتتك الرغبة بالدعاء وذكر الله .. فادعو واذكر الله لأن الله طلبك في هذه اللحظة .. حتى ولو لم تكن متوضيء ..!! .. استغل الفرصة ولا تستمع لكلام الشيطان إن اوهمك أنك غير مقبول لأنك لا تصلي أو عاصي أو ما شابه ذلك ..

* يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ ، و تَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ ، و سَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ ، و أنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ) .

* وهنا سؤال : ما هي نفحات الله وكيف نتعرض لها ؟

1- نفحات الله : هي عطاياه لعباده التي ينعم بها عليهم فيسعدوا  ..

2- والتعرض لها : معناه السعي في طلب هذه النفحات حتى يكون اهلا لاستقبال هذه النفحات الربانية .. وذلك بأن يترصدها في مواطنها التي يظن فيها تجلي الله بنفحاته (كالأوقات الفاضلة والأماكن المباركة) .. مثل وقت السحر الذي قال فيه النبي ( إذا مضى شَطرُ الَّليلِ ، أو ثُلُثاه ، ينزل اللهُ تبارك وتعالى إلى السماءِ الدنيا . فيقول : هل من سائلٍ يُعْطَى ! هل من داعٍ يُستجابُ له ! هل من مُستغْفِرٍ يُغفَرُ له ! حتى ينفجِرَ الصبحُ ) .. 

ومثل حديث ( إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة ) .. 

ومثل حديث ( قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات ) ..

* فمثل هذه الأوقات نحاول نتعرض لنفحات الله .. ونلتمس في الشرع وفي كل الأوقات الفاضلة التي مدحها الشرع مثل ساعة يوم الجمعة ووقت نزول المطر .. بل ونلتمس نفحات الله في الأماكن الفاضلة التي مدحها الشرع مثل المسجد النبوي والمسجد المكي وعند شرب ماء زمزم وعند السجود وعند زيارة المريض وزيارة الصالحين .. وغير ذلك .. 

* واعلم يقينا أن الله طالما طلبك فهو يريدك .. فلا تحرم نفسك الدعاء وقتما يطلبك فلعها نفحة ربانية يريد أن يجذبك بها ..

* ولا تظن لو منع الله لسانك من الدعاء فهذا معناه أنه منع قلبك من المناجاة .. فمعنى اسم الله (السميع) .. أي يسمع ظاهرك وباطنك .. وليس ظاهرك فقط ...

فتحرر من وثنيات المادة وكأنك تحسب أن الله يسمع ما ينطق به لسانك دون ما تخفيه في نفسك ..  ( وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) طه7 ، ( وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ) المائدة99 .. ، (  إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ) الأنبياء110 ..

* فإنك لو حسبت الله لا ينظر لقلبك وما تكتمه في نفسك .. فأنت تكون مضطرب العقيدة .. وكأنك تتهم الله بالعجز .. سبحانه له الكمال المطلق ..

فلا تظن بالله إلا بما له من كمال .. وتحرر من العقدة النفسية التي تحبس نفسك فيها والخاصة بأن الله يستمع لمنطوق اللسان فقط .. ثم تشك في أنه ممكن يستمع لقلبك .. فكيف يكون هذا إيمانك ..!!

* فلا تخضع لهذه الأفكار .. والوثنيات النفسية .. ومشايخ الوهم والحجاب .. !!

واقهر نفسك وكن مؤمنا أنه سميع عليم .. واجهر بالذكر في باطنك (في داخلك) إن عجز لسانك .. وادعو بما تحب وترغب .. وكن موقنا أنه سميع عليم ..!!

* تحرر من أصنامك الفكرية ووساوسك الشيطانية .. واطلق قلبك بنور المناجاة مع مولاك .. فإنه سميع عليم .

*******************************

(النوع الثاني)

..:: والذي يريد كل الخير ولا يعرف بما يدعو ؟ ::..

* فهؤلاء أقول لهم لا ترهق نفسك .. وتعلمك من حبيبك النبي وهو يرشدك إلى ما يغنيك في الدعاء ولا تتعب دماغك ..

* وإليك هذا الدعاء الذي يسمى بالدعاء الجامع الكامل .. وهو يعلمه صلى الله عليه وسلم .. للسيدة عائشة رضي الله عنها فقال لها قولي :

( اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ . اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك . اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا ) ..

* وإذا لم تعرف هذا الدعاء .. فقل ببساطة  : 

يا رب أرجو منك كل ما طلبه منك نبيك ورسولك وحبيبك سيدنا محمد ...

* وإذا لم تعرف أن تدعو مطلقا .. فاجعل قلبك قائلا بلا توقف مناجيا مولاه : (يا رب) .. ولا تتوقف عن ذكره بهذا الإسم .. ومع كل مرة تخيل في عقلك ما تريد من الله ..

فالقلب يناجي يقول ( يا رب ) ، والعقل يناجي طالبا بالفضل منه سبحانه ..

فيكون كل باطنك مشغول بالله ..

* واعلم أن الله يعلمنا من مرشدنا صلى الله عليه وسلم قائلا على لسانه ( إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ ) .. 

* فكن متوجها بقلبك .. واجتهد .. ولا تهتم بلسانك .. ولا بما سيكتبه الملائكة .. ولكن كن منشغلا بما أنت متوجها به إلى مولاك فقط .

*************************

..:: تحرر من الحجاب إلى الرجاء ::..

* فتحرر من سجن حجاب الجهل بالله .. إلى فضاء المعرفة بالله

وقل : يا رب بقلبك .. ولا تجعل حجاب بينك وبين مولاك .. مهما كنت فاجر ..!!

* فطالما استشعرت أنك تريد أن تدعو .. فأنت قد تم طلبك ودعوتك من مولاك .. فلبي الدعوة وناجيه بقلبك ..

**************************

..:: وساوس وهلاوس .. فلا تلتفت ::..

1- سيأتيك الشيطان يقول لك : أنت لا تصلي ولم تصلي .. فكيف تدعو ؟ أنسيت ذنوبك وما فعلته كذا وكذا ؟ وهل تظن الله سيقبلك ..؟

* فلا تلتفت لكلام الشيطان (سواء إنسي أو جني) ..

واعلم أنك طالما وجدت الله يدعوك في قلبك فلبي الدعوة واجلس وادعو الله .. ولو لم تكن صليت من قبل .. ولو لم تكن متوضيء .. حتى ولو كنت في هذا الوقت فاجرا ..

* فطالما جائتك الدعوة في قلبك أن تدعو الله .. فاستغل الفرصة .. واطلق قلبك من سجن حجابه إلى رحمة الله .. بالدعاء .. واطلب منه هدايتك وما ترجوه منه سبحانه .

2- لا تنتظر حتى تذهب للمنزل فتدعو ؟

كثيرا تأتينا العزيمة أن ندعو الله أو نقرأ قرآن .. فيأتي الشيطان ويقول لك : انتظر حتى تذهب للمنزل وتتعطر وتتوضأ وتجلس .. ثم ادعوا .. !!

* لا .. هذا شيطان وابن شيطان ..فلا تستمع إليه ..!!

* بل لو جاءك خاطر بعزيمة أن تدعو الله أو تقرأ قرأن .. وأنت مثلا في وسيلة مواصلات .. أو في المطبخ أو في الشارع .. فاستغل الفرصة في قلبك وادعو مباشرة ولا تنتظر لحظة واحدة واستغل عطاء الله لك في هذه اللحظة .. لأن الدعوة جائتك في هذه اللحظة وليس بعد ساعة .. وطلب منك أن تدعوه وأنت على هذه الحالة وليس على حالة أخرى .. فافهم ..!!

* واذا لم تكن تحفظ قرآن .. فكرر سورة الإخلاص كثيرا .. أو كرر أي آية أنت تحبها .. وكرر وكرر وكرر في قلبك .. أو ادعو لو شعرت بأنك تريد الدعاء واجتهد بقلبك ..

حتى تجد أن العزيمة قد انطفأت .. فلا تحزن .. لأن هذا كان رزقك في هذا الوقت فارضى به ..

3- إياك أن تخبر أحد أبدا بحالك مع الله أو أحاسيسك .. حتى لا ينطفيء مددك في قلبك من الله .. فإن الله يحب الكتمان .. لأن فيه صدق المعاملة معه ..

وكان هذا ختام هذه الرسالة وما جال بخاطري ..

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم .

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..