ج9: رسالة الرِّفعةِ والمَكانة - هل يجوز قول لفظ سيدنا على النبي في تشهد الصلاة - هل يجوز قول "سيدنا" للنبي خارج عبادة الصلاة - هل يجوز الصلاة على النبي بكيفيات مختلفة خلاف الوارد - هل هناك من الصحابة والتابعين من له كيفيات خاصة بالصلاة على النبي - شرح صلاة سيدنا علي وسيدنا بن مسعود .

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء التاسع)

( رسالة الرِّفعةِ والمَكانة )

..:: في جواز الأدب مع النبي ب "سيدنا ومولانا" ::..

( اللهم علِّمنا الأدب معك ومع نبيك .. آمين)

* فهرس :

..:: الفصل السابع العاشر ::.. تابع المسائل ..

11- س11 : هل يجوز قول لفظ سيدنا على النبي في تشهد الصلاة ؟

12- س12 : هل يجوز قول "سيدنا" للنبي خارج عبادة الصلاة .. أي بعد الإنتهاء من صلاة الفرض أو النافلة ؟

..:: الفصل الثامن العاشر ::.. تابع المسائل ..

13- س13 : هل تم التزوير على علماء المسلمين ؟

..:: الفصل التاسع العاشر ::.. تابع المسائل ..

14- س14 : هل يجوز الصلاة على النبي بكيفيات مختلفة خلاف الوارد خارج عبادة الصلاة ؟

..:: الفصل العشرون  ::.. تابع المسائل ..

15- س15 : هل هناك من الصحابة والتابعين من له كيفيات خاصة بالصلاة على النبي ؟

16- س16 : هل يوجد شرح لصلاة سيدنا "علي" وسيدنا بن مسعود ؟

******************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل رسالة الرفعة والمكانة في حق سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

* وفي هذا الجزء نستكمل بعض المسائل التي تتعلق بلفظ السيادة .. !!

* نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل السابع العاشر ::..

**************************

(11)

(المسألة الحادية عشر)

..:: ماذا لو قلت لفظ سيدنا في تشهد الصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* هل يجوز قول لفظ سيدنا على النبي في تشهد الصلاة ؟

على رأيين :

الأول : إن غلبك اللفظ .. وقلت في التشهد " اللهم صل على سيدنا محمد " .. لتعود لسانك عليها خارج الصلاة .. وأنت تعلم أن الصح هو بدون سيدنا .. فلا حرج عليك .. لأنك لم تتعمد .. والله أعلم .

هذا على الرأي الغالب للعلماء الذين منعوا لفظ السيادة في تشهد الصلاة ..!!

الثاني : أما عن الرأي الثاني الذي أجاز لفظ السيادة في تشهد الصلاة .. فلا حرج عليك .. لأنك متبع علماء وليس جهلاء كما جماعات الظلام ..!!

* ملحوظة : من قال لفظ سيدنا في التشهد .. فهو أمر مكروه .. وليس محرم يستوجب عليك الإثم ..!!

ولكن لا تقل أن هذا حديث النبي .. حتى لا تكون كاذب على النبي .. !! فانتبه .

* ولا يوجد أحد في علماء المسلمين سلفا وخلفا .. قال بتأثيم من يقل لفظ "سيدنا" على النبي سواء في الصلاة أو خارجها ..!!

ومن قال بذلك هم جماعات الظلام في الزمن الحالي الذين استباحوا أعراض العلماء وجهلوا فقههم ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!

*******************************

(12)

(المسألة الثانية عشر)

..:: هل يجوز قول "سيدنا" للنبي خارج عبادة الصلاة ؟ ::..

 أي بعد الإنتهاء من صلاة الفرض أو النافلة ؟

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

نعم يجوز ذلك سواء صليت عليه أو كان توقيرا فقط .. ولا يجحد ذلك إلا جاحد مكابر ومنكر للحديث النبوي وقد أثبتنا ذلك بأربعون دليلا .. والذي ينكر تسويد النبي خارج الصلاة أو توقيره بلفظ سيدنا .. فليأت بدليل النهي عن ذلك .. وإلا فهو كذاب بلا ريب ..!!

وراجع ما نقلناه لك من كتب العلماء كابن تيميه والفيروزأبادي وبن حجر وغيرهم ..

وأنقل لكم شيء من كلام العلماء دفعا للإطالة ...

* قال الشيخ المباركفوري رحمه الله :

واختلف في زيادة لفظ السيادة قبل محمد فجعله ابن عبد السلام من باب سلوك الأدب .. ومال الشوكاني في النيل إلى أوليته .

وقال الأسنوي: قد اشتهر زيادة "سيدنا" قبل "محمد" عند أكثر المصلين وفي كون ذلك أفضل نظر- انتهى.

* قلت: أما في الصلاة فالظاهر هو تركه وعدم زيادته امتثالاً للأمر، واتباعاً للفظ المأثور ، وأما في غير الصلاة فلا بأس بزيادته .

* قال السيوطي في الدر المنثور: أخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد وابن ماجه وابن مردوية عن ابن مسعود ، (قال: إذا صليتم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحسنوا الصلاة، قالوا: فعلمنا. قال: قولوا: اللهم اجعل صلواتك، ورحمتك، وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين ) الحديث.

* قال السخاوي: إن كثيراً من الناس يقولون: (اللهم صل على سيدنا محمد) ، وأتى في ذلك بحثاً: أما في الصلاة فالظاهر أنه لا يقال اتباعاً للفظ المأثور ، وأما في غير الصلاة فقد أنكر - صلى الله عليه وسلم - على مخاطبة بذلك كما في الحديث المشهور ..

وإنكاره يحتمل تواضعا ، أو كراهة منه أن يحمد مشافهة ، أو لأن ذلك كان في تحية الجاهلية ، أو لمبالغتهم في المدح ..

وقد صح قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا سيد ولد آدم) ، وقوله للحسن: (إن ابني هذا سيد) ، وقوله لسعد: (قوموا إلى سيدكم).

وورد قول سهل بن حنيف للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا سيدي) في حديث عند النسائي ، وقول ابن مسعود: (اللهم صل على سيد المرسلين) . وفي كل هذا دلالة واضحة على جواز ذلك ..

والمانع يحتاج إلى دليل سوى ما تقدم ؛ لأنه لا ينهض دليلاً مع الاحتمالات المتقدمة - انتهى.

مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج3 ص252

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

ما قاله الإمام السخاوي من اعتراض النبي على التسويد .. ليس له وجه من الصحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر .. لسببين :

الأول : ليس في الحديث ما يشير للإنكار ..!!

وكيف ينكر النبي ما تجلى الله به عليه وأنعم به عليه حيث قال ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) ..!!

فالنبي أوقفهم في كلامهم متواريا بمعنى آخر .. للفظ السيد .. وهو المعبود الإلهي .. فنقلهم من الوصف الإنساني إلى الوصف الرباني لترسيخ العقيدة فيهم .. ولوقفهم سلسال المدح الذي كرهه منهم ..!!

ولو كان النبي أنكر عليهم .. لكان قال لهم زجرا : ان لفظ السيد لا يخاطب به إنسان .. او لا تسودوا أحد من الناس لأن السيد هو الله .. !!

ولكن النبي لم يقل ذلك ..!!

فأين ما يدل على النهي في الحديث بأي صورة من صور النهي ؟!!

الثاني : جاء في الحديث ( لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يكن سيدًا فقد أسخطتم ربكم عز وجل ) ..

فعلمنا من هذا أن وصف السيادة لا مانع منه أن يتصف من يستحقه لما في اللفظ من معاني التكريم .. وإلا فما فائدة إنكار الوصف على المنافق فقط ..؟!!

فيكون معنى (لا تقولوا للمنافق يا سيد) .. أي (يصح لكم أن تقولوها لغير المنافق الذي هو يستحقها .. من باب الإعتراف بالفضل لصاحبه )

* فكان هذا الحديث هو توجيه لنا لنحسن اختيار الأوصاف التي يستحقها كل انسان على قدر منزلته ومقامه .

والله أعلم .. بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم .

* قال الدكتور موسى شاهين لاشين نقلا عن الشيخ الأبي :

وما يستعمل من لفظ "السيد والمولى" .. حسن .. وإن لم يرد [فيقال مثلا : اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم] والمستند فيه ما صح من قوله صلى الله عليه وسلم "أنا سيد ولد آدم" .

فتح المنعم بشرح صحيح مسلم ج2 ص535

********************************

..:: الفصل الثامن العاشر ::..

***********************

(13)

(المسألة الثالثة عشر)

..:: هل تم التزوير على علماء المسلمين ..؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* للأسف تجد بعض من الكتب ترويج فكر ديني معين لتسييس الناس ليتبعوا أهوائهم الخاصة .. فينسب كلاما لعلماء مسلمين لم يقولوا به .. !! وهذا فقط ليظهر للقاريء أن ما ذهب إليه من فكر هو الصواب ..!!

ولكن أليس هذا يسمى خيانة علمية .. ويسمى إنسان كذاب ..!!

* وجدت في كتب البعض : والصلاة على النبي لا يصح السيادة عليه فيها لا داخل الصلاة ولا خارجها .. وعلى هذا الحافظ بن حجر وبن تيمية وابن القيم والسخاوي والفيروزأبادي وغيرهم ممن منع تسويد النبي في الصلاة عليه داخل الصلاة وخارجها ..!!

* وهذا من الكذب الصريح على هؤلاء الأئمة .. لأنهم كانوا يسودون النبي في صلاتهم عليه .. وذلك مثبت في كتبهم رحمهم الله .. وإليك تفصيل ما ذكروه على هؤلاء العلماء بالباطل ..

1- يكفي ما ذكرته لكم سابقا من كلام الإمام بن حجر رحمه الله ..!!

2- وكان الإمام بن تيمية رحمه الله : يكثر عند إجابته للمسائل الفقهية .. (وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا) راجع الفتاوي (2/365) ( 3/327) (4/268) (4/341) (5/48) (5/218) وهكذا طوال فتاويه رحمه الله يختمها أو يتقدمها ويختمها بالصلاة على النبي بالصيغة السابق ذكرها ..

وفي شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيميه : تحت باب الدليل على نبوة الأنبياء كان يقول ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ) ص204 ، 205 ، 206 ..!!

3- وكذلك بن القيم رحمه الله : كان يحب أن يختم كتبه بهذه الصيغة ( وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين ) كما في هداية الحيارى ، والطرق الحكمية ، التبيان في أقسام القرآن ..

أو يكتفي في الختام بقوله (وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا ) كما في مفتاح دار السعادة ، وطريق الهجرتين ، أحكام اهل الذمة ..

4- وكذلك الإمام السخاوي رحمه الله : كان يختم مسائله في كل كتابه بقوله (وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا)  كما في كتابه الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية ..

5- وكذلك الإمام الفيروزأبادي رحمه الله : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه عدد ما خلقت ، وعدد ما أنت خالق ، وزنة ما خلقت ، وزنة ما أنت خالق ، وملء ما خلقت ، وملء ما أنت خالق ، وملء سمواتك ، وملء أرضك ، ومثل ذلك ، وأضعاف ذلك ، وعدد خلقك ، وزنة عرشك ، ومنتهى رحمتك ، ومداد كلماتك ، ومبلغ رضاك ، وحتى ترضى ، وإذا رضيت ، وعدد ما ذكرك به خلقك في جميع ما مضى ، وعدد ما هم ذاكروك فيما بقى .. في كل سنة وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من الساعات ، ونَسَمٍ ونَفَسٍ ولمحة ولحظة وطرفة من الأبد إلى الأبد .. أبد الدنيا وأبد الآخرة ، وأكثر من ذلك لا ينقطع أولاه ولا ينفد أخراه .

الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر ص166

* وكما قلت لكم أن المسألة خلافية .. وأن غالب العلماء لم ينكروا الصلاة على النبي بالتسويد خارج الصلاة ولذلك يصلون على النبي مع التسويد في كتبهم أي يقولون (اللهم صل على سيدنا محمد) أو (صلى الله على سيدنا محمد) .. وإنما اختلافهم على التسويد في تشهد الصلاة ..!!

* ولكن البعض ممن مرضت نفسه قد جعل المسألة عامة .. في داخل الصلاة وخارجها .. وخان أمانته العلمية .. وقام بتبديع علماء المسلمين وعموم المسلمين وتأثيمهم إذا قالوا سيدنا محمد ..!!

* فاحذروا هؤلاء الجماعات الضلالية .. جماعات الظلام التي تفرق بين المسلمين .. وقد ذكرنا لكم هذه الطوائف في فصول سابقة .. بل وكشفت لكم من يستدلون بكلام العلماء تزويرا عليهم وتدليسا في العلم والخلط على المسلمين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

********************************

..:: الفصل التاسع العاشر ::..

****************************

(14)

(المسألة الرابعة عشر)

..:: هل يجوز الصلاة على النبي بكيفيات مختلفة خلاف الوارد خارج عبادة الصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

نعم يجوز ذلك .. طالما خارج عبادة الصلاة (فرض أو نافلة) .. لأن الصلاة على النبي لها قيد ولها إطلاق .. فقيدها في تشهد الصلاة لا يزاد عليها ولا ينقص منها .. أما إطلاقها فخارج عبادة الصلاة وقل ما يطيب لك أن تصلي به عليه ..

* وستجد في كتب العلماء صلوات على سيدنا محمد لا حصر لها .. كل عالم بما طاب له في قلبه أن يوقر الرسول من خلال الصلاة عليه ..

* فهذه صلاة الإمام الفيروز أبادي رحمه الله ذكرها في كتاب الصلوات والبشر :

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه عدد ما خلقت ، وعدد ما أنت خالق ، وزنة ما خلقت ، وزنة ما أنت خالق ، وملء ما خلقت ، وملء ما أنت خالق ، وملء سمواتك ، وملء أرضك ، ومثل ذلك ، وأضعاف ذلك ، وعدد خلقك ، وزنة عرشك ، ومنتهى رحمتك ، ومداد كلماتك ، ومبلغ رضاك ، وحتى ترضى ، وإذا رضيت ، وعدد ما ذكرك به خلقك في جميع ما مضى ، وعدد ما هم ذاكروك فيما بقى .. في كل سنة وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من الساعات ، ونَسَمٍ ونَفَسٍ ولمحة ولحظة وطرفة من الأبد إلى الأبد .. أبد الدنيا وأبد الآخرة ، وأكثر من ذلك لا ينقطع أولاه ولا ينفد أخراه .

الصلوات والبشر ص166

* ومن هذه الصلوات صلاة الإمام الشافعي حمه الله ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كُلَّمَا ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ، صل على محمد وعلى آل محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون ).

* لا تتعجب حينما تقابل شخص من جماعة الظلام .. ويقول لك : ان الإمام الشافعي بدعي لأنه صلى على النبي بكيفية خلاف ما جاء في الحديث .. !!

* بل وبفكرهم الضلالي هذا يجعلون غالب علماء الإسلام بدعيون لأنهم يصلون على النبي بكيفيات مختلفة كما جرى على قلوبهم من حبهم لسيدهم رسول الله .. !!

* فلا تتعجب .. لإنهم حقا جماعة الظلام .. !!

********************************

..:: الفصل العشرون ::..

*****************************

(15)

(المسألة الخامسة عشر)

..:: هل هناك من الصحابة والتابعين من له كيفيات خاصة بالصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

نعم يوجد ما وصلنا عنهم بسند صحيح .. وقد ذكرهم الإمام الفاضل القاضي عياض رحمه الله في كتاب الشفا .. ونذكر لك بعضهم :

1- وَعَن سَلَامَة الْكِندِيّ (تابعي ثقة) كَان عَلِيّ يُعَلّمُنَا الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عليه وسلم : ( اللهم داحي الْمَدْحُوَّات وَبَارِئ الْمسْمُوكَات .. اجعل شرائف صلواتك ، وَنَوَامِي بَرَكَاتِك ، وَرَأْفَة تَحَنُّنِك .. عَلَى مُحَمَّد عَبْدِك وَرَسُولِك الفَاتِح لَما أُغْلِق وَالخَاتِم لَما سَبَق وَالمُعْلِن الحق بالحق وَالدّامغ لِجَيْشَات الْأَبَاطِيل كما حمل فاطلع بأمْرِك لِطَاعَتِك مُسْتَوْفِزًا فِي مَرْضَاتِك وَاعِيًا لَوَحْيِك حافظ لِعَهْدك مَاضِيًا عَلَى نَفَاذ أمْرِك حَتَّى أوْرَى قَبَسًا لِقَابِس، آلاء اللَّه تَصِل بِأهْلِه أسْبَابَه، بِه هُدِيَت القُلُوب بَعْد خَوْضَات الفِتَن وَالإثْم ، وَأبْهَج مُوضِحَات الْأعْلَام وَنائِرَات الْأحْكام ، وَمُنِيرَات الْإِسْلَام فهو أمينك المأمون ، وخازن عليك المَخْزُون ، وَشَهِيدُك يَوْم الدين ، وَبَعِيثُك نِعْمَة ، وَرَسُولُك بِالحَقّ رَحْمَة .. اللهم افصح لَه فِي عَدْنِك ، وَاجْزه مُضَاعَفَات الخَيْر من فضلك ، مُهَنَّئَاتٍ لَهُ غَيْرَ مُكَدَّرَاتٍ ، من فَوْز ثَوَابِك المَحْلُول ، وَجَزِيل عَطَائِك المعلول .. اللهم أعل عَلَى بِنَاء النَّاس بِنَاءَه ، وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُ لَدَيْكَ ونزله ، وَأَتِمّ لَه نُورَه ، وَاجْزِه مِن ابْتِعَاثِك لَه مَقْبُول الشَّهَادَة ، ومرضِىِّ الْمَقَالة ، ذا مَنْطِق عدل ، وخطة فَصْل ، وَبُرْهَان عَظيم ) .

2- وَعَنْه (أي سيدنا علي) أيْضًا فِي الصَّلَاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّم (إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي) الآية .. لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبِّي وَسَعْدَيْك صَلَوَات اللَّه الْبَرّ الرحيم وَالْمَلَائِكَة الْمُقَرَّبِين وَالنَّبِيّين وَالصّدّيقِين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شئ يَا رَبّ العَالَمِين عَلَى مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه خَاتَم النَّبِيّين وَسَيّد الْمُرْسَلِين وَإمَام الْمُتَّقِين وَرَسُول رَبّ الْعَالَمِين الشَّاهِد الْبَشِير الدّاعي إِلَيْك بِإذْنِك السّرَاج الْمُنِير وعليه السَّلَام) .

3- وَعَن عَبْد اللَّه بن مَسْعُود (صحابي جليل) : (اللَّهُمّ اجْعَل صَلَوَاتِك وَبَركَاتِك وَرَحْمَتَك عَلَى سَيَّد الْمُرْسَلِين وَإمَام الْمُتَّقِين وَخَاتِم النَّبِيّين مُحَمَّد عَبْدِك وَرَسُولِك إمام الخَيْر وَرَسُول الرَّحْمَة اللَّهُمّ ابْعَثْه مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُه فِيه الأوَّلُون والآخِرُون اللَّهُمّ صَلّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إبْرَاهِيم إنَّك حَمِيد مَجِيد وَبارِك عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبْرَاهِيم إنَّك حَمِيد مَجِيد) .

4- وَكَان الْحَسَن الْبَصْرِيّ (من أئمة التابعين) يقول: من أرَاد أن يَشْرَب بِالْكَاس الأوْفى من حَوْض المُصْطَفى فَلْيَقُل ( اللَّهُمّ صَلّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آله وَأَصْحَابِه وَأوْلادِه وَأزْوَاجِه وَذُرَّيَّتِه وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأصْهَارِه وَأنْصَارِه وَأشْيَاعَه ومحبيه وأمته عليا مَعَهُم أجْمَعِين يَا أرْحَم الرَّاحِمِين ) .

5- وَعَن طاوُس (من أئمة التابعين) عَن ابن عَبَّاس أنَّه كَان يَقُول ( اللَّهُمّ تَقَبَّل شَفَاعَة مُحَمَّد الكُبْرَى وَارْفَع دَرَجَتَه الْعُلْيَا وآتِه سُؤْلَه فِي الآخِرَة وَالْأُولَى كما آتيْت إبْرَاهِيم وَمُوسَى ) .

6- وَعَن وُهَيْب بن الْوَرْد (تابعي ثقة) أنَّه كَان يَقُول فِي دُعَائِه ( اللَّهُمّ أعْط مُحَمَّدًا أفْضَل مَا سَألَك لِنَفْسِه وَأَعْط مُحَمَّدًا أفْضَل مَا سَألَك لَه أَحَد من خَلْقِك وَأَعْط مُحَمَّدًا أفضل مَا أنْت مسؤل لَه إِلَيّ يَوْم الْقِيَامَة ) .

* وَمَا يُؤْثَر من تَطْوِيل الصَّلَاة وَتَكْثِير الثَّنَاء عَن أَهْل البيت وَغَيْرِهِم كَثِير .

الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص70-72 .. مع التصريف بتعريف رتبه كل رواي .. 

******************************************

(16)

(المسألة السادسة عشر)

..:: هل يوجد شرح لصلاة سيدنا "علي" السابق ذكرها ؟ ::..

* هناك شرح للشيخ العلامة الملا على القاري .. ولكنه طويل جدا ويجمع بين الشرح العادي والصوفي العميق .. !!

* ولكنني فضلت الشرح اللغوي البسيط على كتاب الشفا .. قام به محققي دار الفيحاء بعمان ..:

1- عَنْ سَلَامَةَ الْكِنْدِيِّ «3» : كَانَ "عَلِيٌّ" يُعَلِّمُنَا «5» الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم «6» : اللهم داحي المدحوات «7» وبارىء «8» المسموكات «9»

__________

(1) رواه الديلمي في الفردوس، وأبو نعيم والنسائي والطحاوي والبغوي.

(2) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «616» رقم «3» .

(3) سلامة الكندي: هو سلامة بن قيصر الحضرمي التابعي ذكره ابن حبان في الثقات

(5) وفي رواية (يعلم الناس) وهي من رواية ابن كثير في تفسيره عن طريق سعيد بن منصور.

(6) والحديث موقوف وقد صح سنده. قال الدلجي لكن اعل وان صحح سنده بأن روايته عنه مرسلة اذ لم يدرك عليا.. اهـ.. وهو مردود بما ذكره ابن حبان انه روى عن علي وروى عنه نوح بن قيس الطاحي.. اهـ.. ومثل هذا لا يقال في الارسال.. ثم رأيت ان الشيخ ابن كثير في تفسيره يقول: روينا من طريق سعيد ابن منصور وزيد بن الحباب ويزيد بن هارون ثلاثتهم عن نوح بن قيس. حدثنا سلامة الكندي ان عليا كان يعلم الناس. (الحديث) .

(7) وروي (المدحيات) ودحى بمعنى بسط قال تعالى «والارض بعد ذلك دحاها سورة النازعات آية «30» .

(8) بارىء: اسم فاعل من برأ بمعنى خلق على غير مثال. وروي (سامك) بدل بارىء.

(9) المسموكات: بمعنى المرفوعات، والمراد بها السماوات.

جْعَلْ شَرَائِفَ «1» صَلَوَاتِكَ، وَنَوَامِيَ «2» بَرَكَاتِكَ، وَرَأْفَةَ تَحَنُّنِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، الْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالْخَاتَمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ، وَالدَّامِغِ لِجَيْشَاتِ «3» الْأَبَاطِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ بِأَمْرِكَ لِطَاعَتِكَ، مُسْتَوْفِزًا «4» فِي مَرْضَاتِكَ، وَاعِيًا لِوَحْيِكَ، حَافِظًا لِعَهْدِكَ، مَاضِيًا عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ، حَتَّى أَوْرَى «5» قَبَسًا «6» لِقَابِسٍ آلَاءُ «7» اللَّهِ، تَصِلُ بِأَهْلِهِ أَسْبَابَهُ، بِهِ هديت القلوب بعد خوضات «8» الفتن والإثم، وأنهج «9» موضحات «10» الأعلام «11» ،

__________

(1) شرائف: جمع شريفة وهي العالية رفيعه المقدار.

(2) نوامي: زيادات.

(3) جيشات: جمع جيشة وهي المرة من جاش يجيش اذا فار وارتفع.

(4) مستوفزا: حال من الضمير في حمل أو اضطلع. والاستيفاز الوثوب والانتصاب من قعود. والمراد هنا أي مسرعا مستعجلا في ما أمرته به.

(5) أورى: الزند قدحه لخروج النار شررا توقد منه.

(6) القبس: ما يتناول من الشعلة. (لعلي آتيكم بقبس أو اجد على النار هدى) سورة طه آية (10) والمراد أن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يزل مجاهدا قائما على الحق حتى أظهره الله أبلج نيرا فاهتدى بنوره من كان في ظلمات الجهالة وقوله لقابس أي لقابل وطالب للحق.

(7) آلاء: جمع الى وفيه لغات بكسر الهمزة وبفتحها وبالتنوين فيهما والخامسة إلي بكسر فسكون فتنوين ومعناها النعم الالهية والسعادة الابدية في الدارين بواسطته صلّى الله عليه وسلم.

(8) خوضات: جمع خوضة وهي المرة من الخوض وهو الدخول في الماء ويستعار للدخول في كل أمر يذم.

(9) انهج: أي فتح نهجا وهو الطريق وفي نسخة (ابهج) بمعنى انار واشرق.

(10) موضحات: جمع موضحة اسم فاعل من الايضاح وهو الكشف والبيان.

(11) الاعلام: جمع علم وهو العلامة. أي صارت القلوب بما رزقت من الهداية منشورات الاعلام.

وَنَائِرَاتِ «1» الْأَحْكَامِ ، وَمُنِيرَاتِ «2» الْإِسْلَامِ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَشَهِيدُكَ «3» يَوْمَ الدِّينِ ، وَبَعِيثُكَ «4» نعمة ، ورسولك بالحق رحمة .. اللهم افسح لَهُ فِي عَدْنِكَ «5» ، وَاجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ ، مُهَنَّئَاتٍ «6» لَهُ غَيْرَ مُكَدَّرَاتٍ.

مِنْ فَوْزِ ثَوَابِكَ الْمَحْلُولِ «7» ، وَجَزِيلِ عَطَائِكَ الْمَعْلُولِ» .

اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ النَّاسِ بِنَاءَهُ، وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُ لَدَيْكَ ونزله ، وأتم له نوره ، وأجزه من اتبعائك لَهُ مَقْبُولَ الشَّهَادَةِ ، وَمَرَضِيَّ الْمَقَالَةِ ، ذَا مَنْطِقٍ عدل ، وخطة «9» فصل «10» ، وبرهان عظيم «11» .

__________

(1) نائرات الاحكام: جمع نائرة اسم فاعل من النور والضياء من نار لازم بمعنى ظهر والفتح والاحكام أحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما.

(2) منيرات الاسلام: أي مظهرات أحكامه.

(3) شهيد: فعيل بمعنى فاعل: أي شاهد.

(4) بعيث: فعيل بمعنى مفعول. اي مبعوثك.

(5) عدنك: عدن بسكون الدال اسم للجنة ومعناها دار الاقامة والخلود. من عدن بمعنى اقام.

(6) مهنئات: جمع مهنأة بتشديد النون اسم مفعول من الهنىء وهو السائغ. وكل ما أتى من غير تضييق وتعب وهو حال من (مضاعفات) .

(7) المحلول: اسم مفعول من حل المكان إذا نزل أي الكائن في الجنة.

(8) المعلول: المضاعف من العلل وهو الشرب مرة بعد اخرى. ويقابله النهل وهو الشرب مرة. قال كعب: كأنه منهل بالراح منهول. فشبه عطاءه بمنهل عذب يرده العطاش. فهو استعارة والمراد أنه كثير لا ينقطع.

(9) خطة: بضم الخاء وتشديد الطاء وهي الامر والشأن.

(10) فصل: الفاصل بين الحق والباطل.

(11) وزاد أبو بكر في رواية فيها مجهول: (اللهم اجعلنا سامعين مطيعين، وأولياء مخلصين، ورفقاء مصاحبين. اللهم ابلغه منا السلام، واردد عليه منا السلام..) .

2- وَعَنْهُ «1» أَيْضًا فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «2» : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي «3» ..» الْآيَةَ لَبَّيْكَ «4» اللَّهُمَّ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ «5» .. صَلَوَاتُ اللَّهِ الْبَرِّ الرَّحِيمِ، وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَمَا سَبَّحَ لَكَ مِنْ شَيْءٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الشَّاهِدِ الْبَشِيرِ، الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَعَلَيْهِ السَّلَامُ «6» .

* وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ .. اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ.. اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ «7» فِيهِ الْأَوَّلُونَ والاخرون، اللهم صل على محمد وعلى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

__________

(1) أي عن علي أيضا.

(2) قال الحافظ السخاوي: انه لم يقف على أصله.

(3) سورة الاحزاب (56) أي وتلا الاية كلها لتقع الجملة بعدها امتثالا لأمر الله

(4) لبيك: أي اجابة بعد اجابة.

(5) سعديك: أي اسعادا بعد اسعاد في طاعتك

(6) كما رواه ابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان.

(7) يغبطه: أي يتمنى. والغبطة هي تمني النعمه دون تمني زوالها عن غيره.

الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج 2 ص163-167 .. الشرح من محققي دار الفيحاء ..

******************************

(17)

(المسألة السابعة عشر)

..:: هل هناك من الصحابة من تأدب مع النبي بسيدنا ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى 

*******************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..