ج6: رسالة معنى (النبي الأمي) - هناك فرق بين أمية الرسم وأمية الوصف - هل شرف الإنسان بقدر علمه أم بقدر رسمه - الفرق بين علم النبي وعلم الأنبياء - هل الرسول كان عالما أم عليما - هل الأنبياء أعلى شرفا ومقاما لكونهم كانوا يكتبون ويقرأون ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء السادس)

:: رسالة ::

:: حقيقة معنى ( النبي الأمي ) ::

في اللغة والحديث والقرآن العربي

وفي قلب كل عالم تقي .. وعارف ولي

* فهرس :

..:: الفصل العاشر ::..

1- كيف تنظر لأُمِّيَّة الرسول ؟

2- انتبه : هناك فرق بين أمية الرسم وأمية الوصف ؟

3- ما هي منهجية القرآن العقلية في التحدي ؟

4- هل شرف الإنسان بقدر علمه أم بقدر رسمه ؟

..:: الفصل الحادي عشر ::..

5- الفرق بين علم النبي وعلم الأنبياء ؟

..:: الفصل الثاني عشر ::..

6- هل الرسول كان عالما أم عليما ؟

7- هل يجوز وصف الرسول بكونه عليم ؟

8- هل الأنبياء أعلى شرفا ومقاما لكونهم كانوا يكتبون ويقرأون ؟

9- لا تسمع لكلام الجاحد الحسود ؟

10- وكيف صلى الله عليه وسلم لا يكون عالما عليما ؟

************************

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي ..

العليم بالحق من الحق حتى ساد الخلق ..

وعلى آله وسلم .

**************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. رسالة حقيقة معنى "النبي الأمي" .. مع بعض الإشارات اللطيفة .

* وهنا نناقش بعض من زعموا الإنكار على النبي صلى الله عليه وسلم  بسبب أميته .. ونجيبهم بالعقل بما لا قيام لهم بعد ذلك .. وإن كان ما قيل سابقا يكفي .. ولكن دائما هناك المزيد .. حتى يزداد العالم ويفهم البليد .. !!

* تعالوا نبحث في  الأمر ..

* نبدأ بسم الله ..

توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل العاشر ::..

***************************

..:: كيف تنظر لأُمِّيَّة الرسول ؟ ::..

1- أولا : أنت نظرت لكلمة الأمية منعزلة عن كلمة "النبي" .. وهذا فيه تحريف وتلفيق لكلام الله .. ولكن الصواب هو (النبي الأمي) .. وبغير ذلك فأنت تكون ألحدت في كلام الله .. هذا في حالة أنك تتكلم عن الأمية النبوية ..

ففهمك للأمية هو فهم خاطيء لو ظننت أنها محل نقص أو دليل اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم ..

بل النقص منك في فهم المعنى اللغوي والشرعي .. وجهالة منك أنت عليك ان تصححها ..

2- ثانيا : أم عن أمية الرسم .. مع تلقيه الوحي فهذا خير دليل على صحة فطرته الإيمانية التي لم تتلوث بعقيدة كفار مكة .. والوحي لا ينزل إلا على قلب طاهر حتى يستطيع أن يستقبل هذا النور الإلهي .. فكانت أمية الرسول البشرية دليل على طهارة باطنة صلى الله عليه وسلم ..

فكان كاملا في باطنة (عقله وقلبه وروحه) .. ولذلك تلقى القرآن من العزيز الحكيم ونزل على قلبه ..

* فكانت حِكمة أميته البشرية :

حتى لا يتلوث بأفكار الأغيار ..

وحتى لا يتهمه أحد من أهل الكتاب أنه أخذ منهم العلم ..

وحتى يتطابق وصفه في كتب أهل الكتاب أنه النبي الأمي الخاتم ..

أفلا تعقلون ..

3- ثالثا : أعجب منك حينما تظن أن معنى الأمية الجهل أو النقص في حق النبي .. ولو كان الأمر كذلك لوصفه اليهود والنصارى بصفة النقص من باب أولى ..!! وما آمن به علماء اليهود والنصارى ..!!

مش كده ولا إيه ؟!!

4- رابعا : فالذي يظن أن الأمية وصف نقص للنبي :

1- فهو إنسان جاهل بالفعل جهالة تامة .. بمعنى الأمية النبوية والبشرية .. لأنه تصور أمر مخالف للعلم الصحيح ..

2- أو هو إنسان حاقد لأنه لا يتصور أن ينزل الفضل على الرسول .. وهذا كما حدث مع كفار مكة ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) الزخرف31 .. !!

3- أو هو إنسان حاسد مثل اليهود ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً ) النساء54

* فالذي يظن أن الأمية .. وصف نقص في حق النبي .. فهو إنسان جاهل تماما .. وقد حكم على نفسه بالجهل المطلق ..

لأن أميته النبوية : شرف له لأنه يتلقى عن مولاه ..

وأميته البشرية : شرف له لصدق فطرته وطهارة قلبه وعقله وروحه حتى أنه كان محلا لنزول نور السماء على قلبه ..

* وكونه لم يقرأ ولم يكتب .. حتى تعلم أنه لم يتلوث باطنه (عقله وقلبه وروحه) من عالم الأغيار .. ولذلك كان محل نزول الأنوار .. فافهم .

***********************************

..:: انتبه :: هناك فرق بين أمية الرسم وأمية الوصف ::..

* انتبه لأمر هام :

كون الرسول أُمِّيَّا في بشريته .. فهو أميِّ الرَّسم (قراءة وكتابة) وليس أمي الوصف (علما ومعرفة) .. وأمية الرسم لم تمنعه أن يكون عليما حكيما .. ولم تمنعه أن يكون نبيا رسولا .. لأنه تلقى من لدن حكيم عليم خبير ..!!

* فهذا في حد ذاته دلالة على صدق صحة العلم الذي تلاقاه من لدن حكيم خبير .. وبذلك ارتفع عنه صفة الجهل تماما ..

* فإذا كنت تظن أن استقبال الإيمان يتوقف على شهادة جامعية فأنت بالتأكيد جاهل أو غبي ..!!

لأن الإيمان يحتاج استقبال قلبي سليم حتى يجد له مكانا في القلب ..

أما عن العلم التجريبي أو النظري القائم على الصواب والخطأ للوصول إلى نموذج قياسي للعمل عليه .. فهذا من باب علم الدنيا الذي ينتفع به جميع الخلق لأنه عطاء ربوبية للجميع ..

* أمرك غريب ومتناقض مع نفسك ..!!

أنت حينما تذهب لعالم مثل مهندس أو طبيب .. هل تقول له اثبت لي علمك واخرج لي شهادتك .. أم أنك تطلب منه أن ينفعك بعلمه ؟!!

ألا تعتقد أنك أنت إنسان جاهل وكامل المتناقضات في نفسك ..!!

* فلماذا تتهم من يتلقى صحة العلم والمعلومة من لدن حكيم خبير .. ولا تأخذ منه مباشرة لأنه أخذ العلم من العليم الخبير .. ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) النمل6 .. !!

* بل وأعطاك القياس المنهجي العقلي الذي تسير عليه لتتبين صدق الوحي الذي نزل عليه .. ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) النساء82 ..

ثم تحدى الإنس والجن بهذا القرآن ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) الإسراء88

ثم علا بالتحدي إلى عشر سور ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) هود13

ثم علا بالتحدي بسورة واحدة أن يأتوا بمثلها ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة23

ثم علا بالتحدي حتى ولو بآية أن يأتوا بمثلها ( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ . فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ) الطور33-34

* يبقى الرسول كان حقا .. فهو لم يفرض على أحد وجوب الإيمان بدون تحقيق حتى يطمئن قلبه وعقله .. فهذا دليل على صدق منهجه وقوة علمه وصحة معلوميته التي جاء بها من الله ..!!

* والرسول لو كان القرآن من اختراع نفسه .. ما كان يستطيع أن يعلو بالتحدي بهذه الصورة .. لأنه بشر والبشر يخطيء .. بالإضافة إلى أن سادة العرب وأهل البلاغة فيهم لم يستطع أن يعترض عليه أو يأت بمثل القرآن ..!!

أفلا تعقلون ..!!

* يتبقى أن نقول ان التحدي هنا ليس تحدي بلاغي فقط .. وإنما هو تحدى أن يأتوا بألفاظ لها بلاغة وتأثير على العوالم العاقلة (إنس وجن وملائكة)  .. ولها تأثير قلبي وعقلي وروحي في عالم الملك ولها كشف قلبي إشراقي نوراني لعالم الملكوت .. ولها مدد نوراني يمتد من الحياة الدنيا إلى صراط الآخرة كما شرحنا ذلك من قبل في رسالة التحقيق فارجع إليها ..

* هذا بخلاف ما فيها من أحكام منفعلة معك في كل الأزمنة والأمكنة .. وعظات وتزكية للنفس .. وأخبار غيبية صادقة سواء ماضية أو حاضرة أو مستقبلية ..

فماذا تريدون بعد ذلك ؟!!

أفلا تعقلون ..!!

* فإذا علمت ما سبق .. فهيا نعود إلى شرح أمية الرسم ..

*******************************

..:: هل شرف الإنسان بقدر علمه أم بقدر رسمه ؟ ::..

* الرسم نقصد به الكتابة وقراءة هذه الكتابة .. لأن الكتابة ما هي إلا رسم .

فهل كل من قرأ أو كتب .. ظهر أن له شرف في الوجود ..؟!! أم أن نادرا ما يكون هناك شرف في العلم لإنسان ؟!!

1- هل تَعَلُّمِ الرسم دليل فقط على شرف العلم ؟

هل شرف الإنسان العلمي في قدر ما يعلمه أم في قدر ما يقرأه ويكتبه ؟!!

فكم من كاتب وقاريء وهو مثل الحمار يحمل أسفارا ..!! وكم من قاريء وكاتب وهو مجرم وقاتل ووووو ..

* وأيضا كم من صاحب فطرة عقلية سليمة وهو حكيم .. بالرغم من عدم معرفته بالقراءة والكتابة ..

* إذن فمقياس تعلم الرسم .. ليس شرفا في حد ذاته وإنما الشرف في قدر تحصيله من وراء هذا التعليم ..

* فقيمة الإنسان وشرفه العلمي يأتي من شرف العلم الذي قام بتحصيله .. وليس هناك أشرف من العلم الإلهي اللَّدُنِّي الذي لا يصاحبه خطأ ..

ولا يوجد أعلى مقاما من علم الوحي الإلهي في حضرة قاب قوسين أو أدنى ..

2- من أين مصدر تلقي العلم ؟ ..

شرف العِلم وقوته يتبين من مصدر تلقي هذا العلم ..

فالمهندس والطبيب والفني وغيرهم .. معهم شهادات معتمدة تدل على تلقي هؤلاء العلم من مصادر علمية موثوقه بما يجعل المتعلم فيها والمتخرج منها هو انسان مصدر ثقة في استشارته .

وهذا بخلاف من لا نصيب له في العلم أو توقف في مرحلة ما ولم يكمل دراسته .. فهو لن يكون أهلا للأخذ عنه معلومة صحيحه .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..!

* إذن فشرف العِلم وقوته يتبين من مصدر تلقي هذا العلم ..

* فما ظنك بمَن يستمد مصادر علمه من واهب العلم في الوجود .. ويستمد من العليم نفسه .. أفلا يكون له الشرف على كل شرف .. والقوة العلمية على كل علم لأي إنسان ..!!

* ففرق بين من يتلقى العلم من مخلوق يحتمل علمه للصواب والخطأ .. وبين من يتلقى العلم من الخالق الملك الحق المبين ..

 فظهر بذلك شرف النبي على كل عالم في الوجود .. لأنه يستمد من حضرة العليم الذي تجلى بعلمه على كل موجود .. فكان قلبه الشريف جامعة علوم الأولين والآخرين لنزول القرآن على قلبه .

4- شرف العالم بقدر ما يمنحه :

لما ثبت أن علم النبي وحيا سماويا لا يأتيه الباطل أبدا ولا يجوز عليه الخطأ أبدا في كل زمان ومكان .. فقد علم بذلك شرف ما منحه النبي للإنسانية .. حيث أن كل علم يزول ويتغير .. ولكن علم النبي صلى الله عليه وسلم لا يتحول ولا يتغير .. لأنه استمده من الحق جل جلاله .

فقد ثبت بذلك شرف علم النبي على كل العالمين .. لأنه منح العالمين وحيا يوحى .. محفوظا من رب العالمين .

* إشارة : ولما كان القرآن محفوظا بحفظ رب العالمين .. فهذا يجعلك تفهم مباشرة أن قلب النبي صلى الله عليه وسلم .. محفوظا بالله لأنه محل نزول القرآن .. ولذلك كل حادثة أنت تظن أن النبي أخطا فيها .. فاعلم أنه أمر من الله بذلك حتى يكون هذا الخطأ والصواب تعليما وإرشادا للخلق .. فافهم .

****************************

..:: الفصل الحادي عشر ::..

*************************

..:: الفرق بين علم النبي وعلم الأنبياء ::..

* الأنبياء وقفوا عند ساحل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولم يدخلوا بحر علمه صلى الله عليه وسلم .. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) أي أقولها شكرا لا فخرا .. فما هي هذه السيادة ؟

* هذه سيادة العلم والمعرفة بالله التي لم يصل إليها واصل ولن يعرفها عارف ولم يحيط بها الله نبيا ولا رسولا .. وأبسط شاهد لذلك ما يحدث في الآخرة من فتح أبواب الدعاء بالحمد (وسيأتي بيانه بعد قليل) ..

1- والذي يرشدك لقوة علم النبي على سائر الأنبياء والمرسلين .. هو تجاوزه حدود السموات .. حيث لم يصل إليها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة .. فكان في مقام قوسين أو أدني حتى أوحى إلى عبده ما أوحى .. ولم يصل لذلك نبي ولا رسول

2- والذي يرشدك لقوة سيادة علم ومعرفة النبي على الانبياء والرسل والخلق جميعا .. إمامته للأنبياء والرسل ليلة الإسراء .. فالجميع كان مأموما وراء الإمام الذي هو صلى الله عليه وسلم .

3- والذي يرشدك لسيادته وقوته العلمية والعرفانية .. على كل نبي ورسول .. فلم يعطي الله تفصيل الجنة والنار مثلما أعطاهما للنبي صلى الله عليه وسلم .

4- والذي يرشدك لسيادته العلمية والعرفانية أن الأنبياء والرسل استمدوا علمهم على قدر زمانهم ورسالتهم .. فكان علمهم محدود لأن رسالتهم محدودة .. وهذا يجعل علم النبي أعلى وأوسع لأن علمه ليس محدود بزمان ولا مكان لأنه النبي الخاتم ورسالته للعالمين .. فكان بلا ريب علمه أعلى وأوسع من غيره من الأنبياء والرسل ..

5- الذي يرشدك لسيادته على الأنبياء والرسل والخلق جميعا .. هو بَيَاته عند ربه يطعمه علما وعرفانا ويسقيه فضلا وإحسانا .. ولم ينم قلبه الشريف أبدا .. ليقظته في حضرة مولاه دائما أبدا .. ودليل ما سبق قوله الشريف في الحديث الصحيح (إني لستُ كهيئتِكم . إني يُطعمني ربي ويَسقين) .. وفي الحديث الصحيح :(تنامُ عيني ولا ينامُ قلبي) ..

6- والذي يرشدك لقوته العلمية والعرفانية .. قوله تعالى ( إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الزخرف43 .. وكلمة "على" تدل على تمكنه من الصراط تمكينا تاما .. ولذلك قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الشورى52 .. فالذي يهدي إلى الطريق المستقيم الموصل إلى الحق لابد من أن يكون على علم ومعرفة تامة بالله .. ولذلك وصفه الحق سبحانه علة المكانة والتمكين من صراط الله ..

* وبطريقة أخرى نقول :

أن صاحب العلم المتخصص هو صاحب الريادة والمقدمة على كل من دونه .. وهذا مشهود في الوجود .. وتسمونه عالما في مجال كذا ..

فلما ثبت أن العليم بعلم يكون له المقدمة والريادة والفضل على من دونه .. فقد سبق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم كل الأنبياء والمرسلين .. وهذا للأسباب التالية :

1- لما كان العلم .. وسيلة ارتقاء مع الله (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة11 – وكان سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .. منزل عليه القرآن الذي فيه علوم الأولين والآخرين والممدود لنهاية الزمان بمدد الله .. فثبت بذلك علمية النبي صلى الله عليه وسلم .. بما لا نظير ولا شبيه له صلى الله عليه وسلم .. في أي زمان أو أي مكان ..

2- ولما كان الأنبياء والرسل قد طلبوا دعائهم في دنياهم .. وترك نبينا دعوته لأمته في الآخرة .. فهذا يدل على قوة معرفة النبي بحقائق الآخرة وقوة علمه بما سيحدث ولذلك ترك دعوته لأمته في الآخرة .. ولو كان لدى الأنبياء والرسل القوة العرفانية التي للنبي لتركوا دعوتهم لأمتهم في الآخرة ..

فثبت بذلك قوة علم النبي ومعرفته بالله التي يستمدها من الله .. بما لم يحظى به نبي ولا رسول ..

********************************

..:: الفصل الثاني عشر ::..

*****************************

:: هل النبي كان عالما أم عليما ؟ ::

* والمؤمن عليه أن يفتخر بأمية الرسول لأنها شرف له .. حيث كونه صلى الله عليه وسلم .. إنسان الكمال .. لماذا ؟

لأنه محل تجليات الله سبحانه وتعالى ..

* يعنى إيه الكلام ده (تجليات الله) ؟

يعني أن كل صفة لله وصلت إلينا .. معناها أن الله تجلى بهذه الصفة في الكون يعني ظهر بها ليتعرف بها إلينا فنعرفه .. فحينما تعرفه فانت تتقرب إليه أكثر وأكثر .. فيعرفك على نفسه أكثر فأكثر .. وإليه الإشارة في حديث (« وإن تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبتُ إليه ذراعاً ، وإن تقرب إليَّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ») .

فقد يتجلى الله على شخص بالغني من فضل تجليه عليه باسم الله الغني ، وعلى آخر بالهداية من فيض تجليه عليه باسم الله الهادي .. هكذا ..

* فإذا عرفت ما سبق :

فقد تجلى الله سبحانه على رسوله (بأسماءه الحسنى وصفاته العليا) أي ظهر بها عليه وكشف له من أنوارها وإشراقاتها وبركاتها .. وتحقق منها .. أي عمل بها قولا وفعلا .. وذكر بها مولاه كثيرا حتى أطلعه على جمالها وجلالها وكمالها .. ولذلك كان أهلا لدخول حضرة القدوس في ليلة المعراج .. لطهارة نفسه الشريفة .. وصفاء مرآة قلبه .. لاستقبال النور الإلهي ..

* فهل تظن أن صلى الله عليه وسلم ليس عليما من الله ومتحققا بأسماءه وصفاته ..؟!!

فهذا إنسان الكمال الذي تَخطَّى علمه عالم الملك والملكوت .. حتى رأى ربه .. !!

* فنحن نفتخر برسولنا كونه رجل عليم من الله بالحق .. ونتحدى به الكون كله من ملائكة وجن وإنس أن يكون هناك مثله .. لأنه الإنسان الكامل .. لأنه محل تجليات الله سبحانه وتعالى .. بخصوصية الفضل والعطاء ..

* ومن يظن أنه قرأ لعالم أو سمع لعالم .. فهل هذا العالم تخطى علمه عالم الملك والملكوت .. وتلقى من لدن حكيم خبير ؟!

فإذا لم يكن كذلك .. فليتكلم كل شخص بقدر مكانته ..!!

* وليقف كل شخص عند حجمه العلمي .. !!

وليعلم أن أميَّة الرسول .. دليل على طهارة باطنه وصفاء سريرته .. صلى الله عليه وسلم .. ولذلك كان محل تجليات الله سبحانه وتعالى ..

******************************

:: هل يجوز وصف الرسول بكونه عليم .. ؟ ::

* الخطأ حينما تقول أن محمد هو العليم .. أي تجعل (ال) التي تفيد شمولية الوصف .. وتنسبها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. فهنا يكون الخطأ أن تقول محمد العليم ..!!

ولكن لو قلتها بحذف الألف واللام .. فقلت محمد عليم .. أو وضعتها بالإضافة أي محمد عليم بالحق .. فهذا أمر لا شيء فيه على الإطلاق ..

* ولكن الوصف قد يكون منه للعبد ومنه للرب .. ويفهم ذلك من مقتضى الكلام .. !!

مثلا كريم والكريم ، ورحيم والرحيم .. وهكذا في عموم الحياة ..

* فحينما نقول أن سيدنا محمد رجل عليم .. فهذا بالنسبة لعلماء أهل الأرض جميعهم .. فهو عليما .. وبالنسبة لعلمه بالله .. فهو عليما .. لأنه يستمد علمه من الله وليس من ذاته ..

ولا غضاضة في وصفه عليما إلا منكر جاحد على النبي .. وذلك للآتي :

1- لأن الله وصفه فقال عنه سبحانه ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة128

فنسب له صفة الرأفة والرحمة .. اللذين هما لله .. فالله رؤوف رحيم .. والله وصف رسوله رؤوف رحيم ..

ولكن وصف الإله شيء ووصف المخلوق شيء آخر لأنه يستمد من الإله ..

وكان الحق يرشدنا فيقول لنا .. أن خليلي وحبيبي محمد قد تحقق بأسمائي وصفاتي حتى غلب عليه هذين الأسمين حتى أصبحوا وصفا له يستمد ذلك من مدد اسمي (الرؤوف الرحيم) ..

2- أليس القرآن فيه علوم الاولين والآخرين ..!! فكيف لا يكون عليما من تعلم من مولاه علوم الأولين والآخرين .. ؟!!

3- وبطريق آخر .. فهل الذي أنزل عليه القرآن ، وكان خلقه القرآن ، ومحل تجلى أسماء الله وصفاته ، ومكاشفا لعوالم الملك والملكوت ، والجنة والنار ، وعوالم الإنس والجن والمَلك .. ألا يكون عليما .. بما يتوافق مع كمال إنسايته .. ؟!!

فإذا لم يكن هذا عليم الإنس .. فمن يكون عليمها ؟!!

* ولذلك أقول لهؤلاء المنكرين المنتسبين للعلم ..

فرق بين من أخذ علمه من عالم الأنوار .. وبين من أخذ علمه من عالم الأغيار .. أفلا تعقلون !!

وإن كان فيكم عالم .. فنبينا عليم .. لأنه يستمد علمه من العليم .. ولن يرتقي أحد من العالمين لمستواه العلمي لكونه النبي الخاتم الذي تحقق بما لن يتحقق به غيره في العالمين .. فكان عليما بما أحاطه به مولاه من علوم القرآن .. فكان علما وخُلُقا إنسانا قرآنيا ..!!

* والعجيب أنك تجد البعض يردد الحديث القدسي ( إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ) ..

ولكن لم يسألوا أنفسهم .. أن مَن وصفه هكذا .. ألا يكون سميعا بالله وبصيرا بالله ..؟!

فلماذا تجحدون فضل رسول الله يا جاحدون ..؟!!

* تابع معي إثبات آخر لعلو علم النبي على علوم المخلوقات جميعا ..

**************************************

..:: هل الأنبياء أعلى شرفا ومقاما لكونهم كانوا يكتبون ويقرأون ؟ ::..

* لو قال أحد من أصحاب الديانات ان أنبيائهم كانوا يقرأون ويكتبون .. بخلاف نبي الإسلام .. وذلك فيه من الشرف ما فيه ..

* فنقول لهم : عفوا .. فانت لم تفهم الأمية نهائيا وفي ذلك دليل جهالة لك يشهد عليك بضآلة العلم وقلة الفهم والإدراك ..!!

أولا : قلنا أن شرف ومقام النبي بل وأميته النبوية والبشرية .. تعلو على أمية وعلمية الأنبياء عليهم السلام .. وراجعوا ما قلناه على مفهوم الأمية النبوية وسيادتة على كل بني آدم ..

ثانيا : كون الإنسان يقرأ أو يكتب ليس شرفا في ذاته وإنما الشرف يكون في صحة العلم والمعلومة .. ويكفيك من صحة علم النبي ومعلوماته هو ثبات الوحي حتى بعد انتقاله إلى يوم القيامة (وإنا له لحافظون) .. أي القرآن ..

وفي ذلك دليل على قوته العلمية في الإخبار عن الله .

وراجع ما قلناه عن أمية الرسم والوصف وما بعد ذلك .. لعلك تفهم شيئا ..!!

ثالثا : وقلنا أن اتهام أحد من المسيحيين أو اليهود لأمية النبي .. إنما هم يتهمون أنفسهم .. لأن كل الأنبياء هم نبي أمي .. أي يتلقى عن الله الوحي وليس عن غيره .. !!

* فالذي ينكر أمية النبي فهو ينكر على أنبياؤه أن يكون لديهم مصدر وأصل لوحيهم .. وهذا شيء في منتهى الغباء وأعتقد لا يقول به أحد .. إلا أحمق جاهل ..!!

ولذلك اليهود والنصارى في عصر النبي لم يتهموه بأميته البشرية ولم يعترضوا عليه .. لأنهم نظروا لأميته النبوية وأخذه من العليم مباشرة ..!!

بل وما كان آمن منهم أحد بالنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

* ولو كانوا اعترضوا لكانوا اتهموا أنفسهم بالغباء والجهل الديني المطلق .. كما هو حال سفهاء هذا العصر الذي جهلوا معنى أمية النبي .. لاتباعهم من أعمى الله عقولهم بظلمات الجهل حتى طمس قلوبهم عن إدراك الحق .. فتلوثت أرواحهم بأوحال النفس .. !!

فكيف يعقلون أو يفقهون أو يدركون ؟!!

* وأزيدكم بدليل على ما سبق بيانه .. تدل على علو المكانة العلمية لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم على سائر العالمين بما فيهم الأنبياء والمرسلين ..!!

* فمن هذه الأدلة التي تدل على علميَّة الرسول وعلوه مقامه في العلم بما لن يصل إليه أحد في جميع الكونين (عالم الدنيا والآخرة) .. أن الله سيفتح عليه بمحامد لم يعرفها أحد من العالمين من قبل .. حينما سيسجد بين يدي الرحمن يوم القيامة طلبا منه لبدأ الحساب .. في حين سيظهر عجز كل الرسل عن مساعدة الناس .. إلا صلى الله عليه وسلم .. كما جاء في الحديث أن الناس تذهب إليه طالبة منه شفاعته في بدأ الحساب لعجز الرسل عن طلب ذلك .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم (فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ أَنَا لَهَا .. فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا .

فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ..

فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ..

ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيَقُولُ انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَوْ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ .. )

* وهكذا يفعلها النبي أربعة مرات (سجودا وطلبا متوسلا لربه) كل مرة بخروج أمته من النار .. فيأذن له الله ..

وفي رواية أخرى (فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ  .... )

* فهل هناك من منافس لنبينا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. !!

هل هناك عليما بالحق مثله .. !!

هل هناك رحيما من الحق مثله .. !!

هل هناك رؤوفا من الحق مثله .. !!

هل هناك شافعا شفيعا بإذن من الله مثله .. !!

هل هناك وسيلة غيره يوم القيامة ؟

هل هناك أحد له مكانة عند رب العالمين مثله ..!!

********************************

..:: لا تسمع لكلام الجاحد الحسود !! ::..

* ستجد كثير من ينتسبون للإسلام .. المستبيحين اتهام النبي .. ويحاولون جحود علم النبي وعلو مقامه على كل عالم وينظرون لأميته على أنها أمية نقص وجهل .. وإنهم لكاذبون .. لأنهم حاقدون على النبي وحاسدون له كما فعل اليهود .. !!

وقد أثبت لك بما يطمئن له قلبك وعقلك وروحك ..أن الأمر خلاف ما كذبوا في قولهم ..

* فكونه عالما عليما من الحق .. فهذا أمر يعلمه كل مؤمن صادق في إيمانه محب لنبيه ومولاه .. بل ويعرف قدر نبيه أنه سيد الكونين (الدنيا والآخرة) ، وإنسان عين الكمال بلا منازع ..

* أما من ينظر للنبي بنظرة نقص أو اتهام .. فهو ليس إلا منافق منكر له ، وجاحد وحاسد له كما اليهود الذين كفروا به ..!!

* وكيف صلى الله عليه وسلم لا يكون عالما عليما بالحق .. وقد استمد علمه من العليم .. لمجالسته في حضرته باستمرار .. ألم يقرأ هذا المنكر الجاحد قول النبي (إنِّي أَبيتُ يُطعِمُني ربِّي ويَسقِيْني) .. ألم يسمع هذا الجاحد قوله صلى الله عليه وسلم :( تنام عيني ولا ينام قلبي) ..

بلى .. إنهم يقرأون ولكن يجحدون !!

* ألم يسمع هذا المنكر الجاحد قوله تعالى في صفة تلقي علم النبي .. حيث يقول تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) النمل6 ، ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) الشعراء 192-195 ، ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) البقرة97

* فكيف تنزل علوم القرآن .. الطاهرة القدسية .. إلا على قلب طاهر قدسي ..؟!!

ومن كان هذه صفته العلمية (خلقه القرآن).. وهذا هو مصدر تلقيه للعلم (الوحي السماوي) .. فهل يكون علمه إلا صائب لا ريب فيه أبدا ولا يحتمل نسبة خطأ .. لأنه وحي سماوي من لدن حكيم عليم ..

فإذا لم يكن هذا من يقال عليه عليم أهل الأرض .. فمن يقال عليه عليم إن لم يكن صلى الله عليه وسلم ..

* وهل الذي يتلقى من خالق السماء والأرض .. مثل الذي يتلقى من مخلوق أهل الأرض ؟!

أفلا تعقلون ؟!

*********************************

..:: الفصل الثالث عشر ::..

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

****************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..