ج6: رسالة تأمين الخائف - هل المس الطائف هو نوع من التسليط الإلهي على الإنسان - هل من رحمة الله علينا أن يسلط الشيطان علينا أم يحفظنا منه - هل التسليط رحمة ربانية أم غباوة شيطانية - حكمة متعددة نفهمها من الابتلاء - لماذا لا نرى الشيطان .

بسم الله الرحمن الرحيم

(الجزء السادس)

رسالة

(تأمين الخائف من المس الطائف)

..:: مفهوم الطائف الغيبي في القرآن ؟ ::..

(حقائق قرآنية حرفها بعض الرقاة)

* فهرس :

..:: الفصل السادس ::..

1- هل المس الطائف هو نوع من التسليط الإلهي على الإنسان ؟

2- لا تنخدع بمن يقول لك مساعدة الجن مثل مساعدة الإنس للإنس .. فهذا ضلالي .. ليه ؟

3- هل تسليط الشيطان رحمة ربانية أم غباوة شيطانية ؟

4- كيف تجد رحمة الله في تسليط الشيطان ؟

5- هل من رحمة الله علينا أن يسلط الشيطان علينا أم يحفظنا منه ؟

6- حكمة متعددة نفهمها من الابتلاء ؟

7- لماذا لا نرى الشيطان ؟

******************************* 

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل رسالة (الطائف الغيبي في القرآن) .. ونتعرف في هذا الجزء .. على حكمة جليلة نتعلمها من كلام الله .. وهي تكشف عن السبب من تسليط الشيطان علينا ..!!

* من أسباب تقوية الإيمان بالله هو أن تتعرف على حكمة الله .. حتى لا تسيء الظن به سبحانه .. مما يجعلك في محل غضب الله ..!!

* فقد أدركت أن إنسان بلا حكمة إيمانية .. كجسد يتنفس بلا قلب يفقه ولا روح تشهد ولا عقل يدرك .. فما الفرق بينك وبين البهائم حينئذ ..!!

* ولذلك تعلمت أن أبحث عن الحكمة الإيمانية بعد أن يئست في المشايخ الذين ارتضوا أن يكونوا خدما لفكرة مذهبية أو لجماعة دينية .. حتى ظلوا يعملون تحت شعار "هذا ما وجدنا عليه آبائنا عاكفين" ..!!

* ولذلك أريدك أن تتعلم حكمة الله من كتاب الله حتى ترتقي قلبا وروحا وعقلا .. بدلا من أن تظل مترنحا بين ظلمات الجهل وأوهام الخيال وعبودية النفس ..!!

* سأخبرك هنا على شيء من حكمة الله في خلق الشيطان ولماذا يسلطه علينا .. حتى تكون مؤمنا بما أخبرك به .. إيمانا يجعلك لا تشك ولا تعترض من فعل الله معك .. !!

* وكلما ارتقى إيمانك كلما ارتقت صفاتك .. فيزداد يقينك وإخلاصك ورضاءك وتوكلك .. وتبيت في محراب توبتك .. فينكشف لك من أسرار (ونفخت فيه من روحي) .. فتظل عاكفا بقلبك في محراب مناجاته مناجيا .. مولاي مولاي .. مولاي مولاي .. حتى ترجو أن يقبضك وأنت على هذا الحال راجيا في أن تُبعث على هذا الحال .. وكل إنسان يبعث على ما مات عليه ..!!

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

*********************************

..:: الفصل السادس ::..

*********************************

..:: هل هذا المس الطائف هو نوع من التسليط الإلهي على الإنسان ؟ ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

* نعم .. هو نوع من التسليط الإلهي على الإنسان .. وطالما هو تسليط إلهي يبقى لازم ترجع إلى الله ليعيذك منه .. وتنتقل من لحظة الغفلة بالنفس إلى لحظة اليقظة بالله .. فافهم ..

* وحينما نقول "تسليط إلهي" .. أي أن الله سمح للشيطان بهذا الفعل مع الإنسان .. وليس الشيطان هو من استطاع أن يفعل ذلك بنفسه ..!!!

* وهنا نقطة يجب أن تعلمها جيدا في علاقتك بالله :

وهو أن الشيطان لا يستطيع أن يفعل شيئا بدون إذن من الله بذلك الفعل .. وأبسط دليل على ذلك ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ..

وكذلك في حال حدوث سحر للإنسان .. فهو يكون بإذن من الله .. ( وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) ..

بل وأريدك أن تنتبه إلى المصائب كلها تحدث بإذن الله ..( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن11

* فإذا فهمت ما سبق جيدا .. فعليك إذن أن تفهم الآتي جيدا :

1- أنه طالما سبحانه وتعالى قد سمح وأذن بحدوث فعل معك .. يبقى هذا الفعل له حكمة .. لأنه حكيم في تدبير أمور وعليم بما يفعل .. !!

2- وطالما فعله له حكمة .. يبقى هناك قانون أسباب .. وطالما هناك قانون أسباب .. يبقى أرسل عليك التسليط لسبب ولحكمة ..!!

3- وطالما هو تسليط .. فراجع نفسك واتهم نفسك .. وإياك إن تنظر لنفسك بعين الخيريَّة وأنك من الصالحين .. فهذا حال المغرورين أهل العُجب والكِبر والرياء ..!!

* ويكفي أن تعلم أن من ينظر لنفسه بعين الخيرية .. فقد وصف نفسه بالنفس الإبليسية ..!! كما قال إبليس معلنا سبب رفضه للسجود لآدم فقال : (أنا خير منه) ..

يبقى من يعلن الخيرية في نفسه .. فقد علمنا منه أنه نفس ساقطة تستحق ما هي عليه من التسليطات ..!!

* انتبه : حينما قال النبي (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) .. فهو قالها عن ربه أي وحيا من الله .. ولم يقولها عن نفسه معتقدا في نفسه .. فانتبه ..!!

4- وطالما هو الذي أذن بذلك التسليط .. فهو الذي قادر على رفعه .. لأنه كما أذن بالضر لك .. فهو القادر على دفع الضر عنك وجلب النفع لك .. لأنه هو النافع الضار ..

وطالما هو النافع الضار .. فلماذا لا تلجأ إلى مولاك ..؟!! بدلا من أن تذهب راقي منحرف أو روحاني مُضل .. ؟!!

* انتبه : ولذلك من يستعين بالجن أو بشخص يستعين بالجن في دفع الضرر الروحاني فقد أشرك فعليا .. لأن الله اختص نفسه بدفع هذا الضرر عنك .. ولم يعطي فيه تفويض لأحد من خلقه ..!!

* ولا تنخدع بمن يقول لك مساعدة الجن مثل مساعدة الإنس للإنس .. فهذا ضلالي .. ليه ؟

لأن طلب العون من العالم الغيبي سواء من الملائكة أو الجن هو محرم شرعا (  وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ . قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ . فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلَا ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ) ..

فالإغاثة من الشيطان لا تكون إلا بالله وليس بالجن .. لأن الله اختص به نفسه بأن تستعيذ به وتعتصم به وتلجأ إليه ليدفع ضرر الشيطان عنك ..!!

* مع ملاحظة أن طلب الإنس العون من الإنس في الرقية هو أمر مباح شرعا لأن الإنسي الراقي لازال مستعيذ بالله .. ولكن طلب الإنس من الجن هو أمر منكر شرعا لأن الإنس الطالب من الجن هو مستعيذ بالجن ليدفع عنه شر الشيطان .. فلا تجعلوا أحد يخدعكم بخلط المسألة عليكم ..!!

( ولهذا رسالة خاصة جدا ستبهرك بما أتيت لك فيها من أدلة عقلانية وشرعية نقطع بها الطريق على هؤلاء الضلالية خدام الجن .. بما لم يدون في كتاب) ..

* فطالما أنت لجأت لخدام الجن أو استعنت بالجن .. فأنت بذلك تكون قد جعلت للجن فعل بجلب النفع ودفع الضر وأشركتهم مع الله في ذلك الفعل .. الذي اختص به نفسه .. !!

ولذلك قال العلماء .. المستعين بهم مشرك ..!!

* نعود فنقول : 

* إذا حدث عليك تسليط .. فراجع نفسك .. واتهم نفسك .. وإياك واتهام الناس وأن تشهد عليهم كذبا وزورا بأنهم فعلوا كذا وكذا بغير دليل يقيني .. حتى لا تنزل بك لعنة لن تستطيع دفعها عنك إلا بعفو الناس الذين هتكت عرضهم وشهدت عليهم بالباطل ..!!

**********************

( وقد نتساءل سؤال عقلي وإيماني فنقول : )

..:: ما الحكمة من تسليط الشيطان بصفة عامة ؟ ::..

( الحكمة من التسليط ؟ )

يخبرنا رب العالمين سبحانه وتعالى عن هذه الحكمة .. فيقول جل شأنه بعد قصة سبأ وكفرانهم بالله : ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ . وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ . قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ) سبأ20-22

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :

* بيَّن -سبحانه- أن إغواء الشيطان لأهل سبأ ولأشباههم من بنى آدم ، لم يكن عن قسر وإكراه ، وإنما كان عن اختيار منهم ليتميز الخبيث من الطيب فقال- تعالى-: (وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ) ...

* والمراد بالسلطان هنا : التسلط بالقهر والغلبة والإكراه.

* والمراد بالعلم في قوله- تعالى- (إِلَّا لِنَعْلَمَ) إظهار هذا العلم للناس ليتميز قوى الإيمان من غيره.

* أي : وما كان لإبليس عليهم من سلطان قاهر يجعلهم لا يملكون دفعه ، وإنما كان له عليهم الوسوسة التي يملكون صرفها ودفعها متى حسنت صلتهم بنا ، ونحن ما أبحنا لإبليس الوسوسة لبنى آدم ، إلا لنظهر في عالم الواقع حال من يؤمن بالآخرة وما فيها من ثواب وعقاب وحساب ، ولنميزه عمن هو منها في شك وريب وإنكار ...

التفسير الوسيط ج11 ص238-239

* قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وَقَوْلُهُ: (وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ) أَيْ مَا كَانَ لِلشَّيْطَانِ مِنْ سُلْطَانٍ عَلَى الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ.

وَفِعْلُ (كانَ) فِي النَّفْيِ مَعَ (مِنْ) الَّتِي تُفِيدُ الِاسْتِغْرَاقَ فِي النَّفْيِ يُفِيدُ انْتِفَاءَ السُّلْطَانِ ، أَيِ الْمُلْكِ وَالتَّصْرِيفِ لِلشَّيْطَانِ ، أَيْ لَيْسَتْ لَهُ قُدْرَةٌ ذَاتِيَّةٌ هُوَ مُسْتَقِلٌّ بِهَا يَتَصَرَّفُ بِهَا فِي الْعَالَمِ كَيْفَ يَشَاءُ لِأَنَّ تِلْكَ الْقُدْرَةَ خَاصَّةٌ بِاللَّهِ تَعَالَى.

التحرير والتنوير ج22 ص183

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

ومعنى قوله تعالى : ( وربك على كل شيء حفيظ ) .. أي حفيظ لكل شيء من أن يتصرف الشيطان فيه بالضرر إلا بإذن منه سبحانه .. لأنه دائم الحفظ والحماية لكل شيء خلقه .. ولا قدرة للشيطان ولا لغيرة أن يصيب بالضرر من كان في حماية الله وحفظه .. إلا لو كان بإذن من الله .. حتى تعلم أنه لا يتم شيء في الوجود بغير مراد الله أبدا ..

والله أعلم .

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

إذا كان الحق تبارك وتعالى يكره ما تفعله الشياطين بالإنسان المؤمن أو الكافر، فلماذا أرسلهم الله عليه ؟

أرسل الله الشياطين على الإنسان لمهمة يؤدونها، هذه المهمة هي الابتلاء والاختبار، كما قال تعالى: (أَحَسِبَ الناس أَن يتركوا أَن يقولوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) العنكبوت2 .

إذن: فهم يُؤدُّون مهمتهم التي خُلِقوا من أجلها، فيقفوا للمؤمن ليصرفوه عن الإيمان فيُمحص الله المؤمنين بذلك ، ويُظهر صلابة مَنْ يثبت أمام كيد الشيطان .

تفسير الشعراوي ج15 ص9183

****************************************

..:: هل التسليط منحة ربانية أم غباوة شيطانية ؟  ::..

:: كيف تجد رحمة الله في تسليط الشيطان ؟ ::

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

حينما ترى حكمة الله في التسليط وهي كشف حقائق أنفسنا أمام مرآة هذا الإبتلاء حتى تعلم حقيقتك الإيمانية .. !!

* ولكنك قد تتساءل : فإذا كان الله رحيم بك .. فهل من الرحمة أن يسلطه عليك أم يحفظك منه ؟

ولكنك لو تفكرت قليلا لأدركت أن هناك حكمة أخرى وراء هذه الحكمة الإلهية .. وهي أن تسليط الشيطان وإن كان لتمييز النفس المؤمنة عن الغير مؤمنة .. إلا أن في ذات هذا التسليط تجد رحمة ربانية تشير إلى غباوة شيطانية .. كيف ذلك ؟ .  

* فهو رحمة ربانية .. لأنه مقياس للشر في نفوسنا .. فهو لم يسلطه عليك انتقاما منك ولا تعذيبا لك .. وإنما لتدرك حقيقة نفسك .. فتنتبه من غفلتك وأوهامك وتمثيلياتك النفسية .. حتى ترتقي من صفاتك الظلمانية إلى صفات نورانية تحيا بها مع الله .. بدلا من الاستمرار في ظلماتك بما يكون سبب لك في شقاءك يوم القيامة .

* وسعي الشيطان بالغواية هو دليل غباوة شيطانية .. لأنه كلما زاد من أذاه لنا .. فصبرنا وشكرنا ورضينا .. لزاد الأجر والثواب من الله ..

* فكان تسليط الروحاني علينا .. من غباء الشيطان وخدام الجن .. لأنه في حقيقته رحمة ليجعلك تكتشف حقيقة نفسك في ذلك الوقت الذي حدث فيه التسليط .. هل أنت مؤمن فعلا أم فقط تمدح نفسك معتقدا أنك على خير وفي الحقيقة أنت أضعف من الشيطان ..

* فالشيطان من غباءه يظن أنه يؤذيك .. ولكن إيمانك يرشدك إلى أنه هذا قد جعله الله سببا لك لينبهك إلى حال غفلتك فتعود لمولاك فيُرقِّيك .. !!

* حتى أن أدوات الشيطان التي هي الوسوسة .. ما هي إلا أداة لمقياس حال الإنسان مع الله ..

فكلما زاد الوسواس .. كلما كان مؤشرا على اضطراب في الحال مع الله .. وكلما انخفض الوسواس .. كلما كان دليلا على صلاح الحال مع الله .. (للمزيد اضغط هنا) ..

* وكلما تعمقنا أكثر في فهم العلاقة الوجودية بين النفس والشيطان .. لتعرفنا أكثر إلى حقيقة نفوسنا .. فكان لابد من وجود الشيطان لنعرف حقيقة نفوسنا ونكون شهداء على أنفسنا .. حتى لا يأتي الجميع يوم القيامة فيقول لماذا تم الحكم علي بالنار والآخر تم الحكم له بالجنة .. فكان الشيطان محركا لما في نفوسنا .. لبيان حقيقتها .. ومعرفة إلى أي جهة نفسك قريبة .. هل قريبة من الشيطان أم قريبة من الرحمن..!!

وذلك لنكون شهداء على أنفسنا .. ( اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) الإسراء14

والله أعلم .

**********************************

..:: حكمة متعددة نفهمها من الابتلاء ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) .. 

* دائما الابتلاء مهما كان نوعه .. ما هو إلا رسائل لنفهم منها حكمة الله .. أو مرايا لنرى فيها حقائق أنفسنا ..

* ومع ذلك في هذا الابتلاء تظهر لنا ألوان متعددة من الحكمة حتى نفقه حقيقة الفعل الإلهي معنا ..

* ففي موضوعنا هنا .. نجد أن التسليط من الشيطان له حكمة متعددة لو نظرنا له من حيث كونه ابتلاء ..  

1- أن يريد أن يرفع من مقامك بين يديه .. بزيادة حسناتك نتيجة هذا الابتلاء .. ومحو سيئاتك ..!!

2- أو يريد أن يطهرك من ذنوب لن تستطيع أن تتطهر منها إلا بهذه الطريقة لضعف عملك مع الله ..!!

3- أو يريد أن يجعلك تنتبه لحالك في علاقتك به .. ويرشدك إلى فساد حالك الديني فعليك ان تصحح من أحوالك وتصرفاتك ..

4- أو يريد ان يعاقبك على أفعال أنت ارتكبتها في حق الآخرين .. عسى أن تتوب ..!!

5- أو ليجعلك دليلا للمؤمنين نتيجة صبرك على البلاء .. فيحتذوا بك ..

6- أو ليجعل منك (بسبب إساءة أدبك) عظة للمؤمنين ليتأدبوا مع الله .. ولا يفرطوا في جنب الله ..

7- أو يريد أن يجعلك شاهدا على نفسك باختبارك من وراء هذا التسليط .. فلو صبرت وجاهدت فأنت مؤمن حقا .. ولو ظللت تشكو وتشكو وتعترض فبذلك قد كشفت حقيقة نفسك أمامك ..!!

8- أو يريد أن ينقلك من حال الغفلة إلى حال اليقظة لتظل في معية الله غير مفارق له ..

9- أو يريدك أن تعلو بالهمة ودوام اليقظة والمراقبة .. بالثبات على منهج الله ..

10- أو يريدك أن تعلم أن الملك ملكه والحكم حكمه ولا راد لقضاءه  .. فالتزم عبوديته لينجيك بمحض أفضاله ..

11- أو يريد أن يجعلك تعلم أن الابتلاء مرآة لكشف حقيقتك الإيمانية أمام نفسك .

12- أو يريدك أن تعلم إنك وإن كنت من روح الله .. إلا أنك لا تستطيع دفع الضر عن نفسك إلا باللجوء إليه .. فسلط عليك ما لا تستطيع دفعه إلا به حتى تظل قائما على عبوديتك له (إياك نعبد وإياك نستعين) .. وفاءا واعترافا لقيوميته وربوبيته..!!

13- أو يريدك أن تعلم أنه النافع وأنه الضار .. فلا تلجأ لغيره ولا تتوكل على أحد سواه .. وبقدر الإخلاص يكن الخلاص .. والعاقبة للمتقين ..

* أو لغير ذلك من الحكمة الإلهية في التسليط أو الابتلاء بصفة عامة .. الله أعلم بحكمته فيه ..

*********************************

..:: لماذا لا نرى الشيطان ؟ ::..

* قال الإمام الماتريدي رحمه الله :

الحكمة فيما جعل عدوهم من غير جنسهم من حيث لا يرونه ويراهم وجهان :

أحدهما : ليكونوا أبدًا على التيقظ والانتباه ، غير غافلين عنه .

والثاني : ليكونوا أبدًا فزعين إلى اللَّه - تعالى - متضرعين إليه ، مبتهلين ؛ ليكون هو الحافظ لهم ، والدافع عنهم شره ووسواسه .

تفسير الماتريدي ج5 ص121-122

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

ولا يخفى عليك أن هناك حكمة نجدها من وراء عدم رؤية الشيطان أو العالم الناري عموما .. وهو حتى لا يصيبنا رعب منه فتهابه نفوسنا لما يمتلك من قدرات قد يؤثر بها في نفوسنا من خيالاته وأوهامه فنصدقه ونتبعه ونضل فنكون من الغاوين .. ولذلك جعل لنا حجاب بيننا وبينه وجعل لنا سلطانا عليه وهو مدد الاستعاذة بالله منه .. فيكفينا شره .. وكفى الله المؤمنين القتال .. !!

والله أعلم . 

* ولا يخفى عليك أن من يطلب الكشف الروحاني هو انسان غير رشيد غالبا ..!! أو بطريق أصح هو ضل وسلك سبيل الغواية بلا ريب .. لأنه يريد أن يكسر الحجاب الذي جعله الله بينه وبين العالم الناري .. ومن أجل ماذا ؟

ليكون خادما للجن مستعيذا ومعتصما به ومتوكلا عليه في قضاء حوائجه ..!!

* وقلنا هناك فرق بين أن تكون طالب للجن بإرادة منك ورغبة .. (فأنت خادم الجن) ..

وبين أن تكون مطلوب .. أي مصحوب بالجن بلا إرادة منك ولا رغبة .. إنما عن رابطة روحانية جمعتها المحبة في الله لا غير .

 والله أعلم .

*****************************

..:: الفصل السابع ::..

**********************

يتبع إن شاء الله تعالى

********************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..