ج5: رسالة لا تلتفت عن الله - العلامات التي تعرف بها وجود الصفات القلبية - الفرار إلى الله - حسن الظن بالله - انتبه من الغَرور - ما الفرق بين التوبة والإنابة - ما معنى كلمة منيب - الفقر إلى الله - من علامات الإفتقار إلى الله - لماذا قال النبي - الدعاء هو العبادة. .

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثانية)

لا تلتفت .. عن الله

إذا أردت الوصول لرضوان الله

" الجزء الخامس"

* فهرس :

..:: الفصل الخامس ::..

:: من علامات الصفات القلبية اللازمة لطالب طريق الله ::

1- ما هي العلامات التي تعرف بها وجود الصفات القلبية ؟ 

2- الفرار إلى الله  ؟

3- حسن الظن بالله ؟

4- انتبه وخاف على قلبك ؟

5- انتبه من الغَرور .. حتى لا تكون مخدوع بكلام شياطين الإنس والجن ؟

6-  ما الفرق بين التوبة والإنابة ؟

7- مسألة : ما معنى كلمة منيب ؟

8- الفقر إلى الله ؟

9- ومن علامات الإفتقار إلى الله ؟

10- لماذا قال النبي (الدعاء هو العبادة) ؟

********************************

..:: الفصل الخامس ::..

*******************************

..:: ما هي العلامات التي تعرف بها وجود الصفات القلبية ؟ ::..

* هناك علامات تصاحب الصفات القلبية السابقة كدليل على تمكنها في القلب .. حتى تعرف هل هذه الصفات القلبية كاليقين والرضا والتوكل .. منفعلة معك فعلا أم لا .. فنجد علامات على ذلك .. مثل الفرار والافتقار والإخبات والوجل والخشوع والانابة .. ونبدأ شرح هذه العلامات بالفرار إلى الله ..

*******************************

..:: 1- الفرار إلى الله  ::..

1- الفرار إلى الله .. وهو من علامات صدق التوجه إلى الله .. قال تعالى ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) الذاريات50 ..

والفرار هو سرعة مفارقة المكان خوفا من أذى متحقق سينزل بك لو بقيت ..!!

والمقصود به الفرار عن كل ما سيؤدي إلى معصية الله .. وإلا سينزل بك عقاب الله ..

* ولفظ الفرار يدل على سرعة اتخاذ القرار في الهروب بسرعة وأقصى جهد عن أي شيء يحجبك عن الله .. كما تفر الغزال من الأسد ..!! 

* والفرار له ظاهر وله باطن :

فظاهر الفرار : هجر أصدقاء السوء .. وأماكن السوء ..

وباطن الفرار : عن التعلق بمشاغل تحجب قلبك عن الاتصال بالله مثل أفكار السوء والغضب والغل والكراهية وسوء الظن بالخلق والخالق .. 

* وهذا الفرار هو دليل على صدق توجهك إلى الله .. ويدل على صدق فرارك هو أن يجدك الله فيما يحبه وطلبه منك وليس فيما حذرك وصرفك عنه .. كما قال لنبيه ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص77

* والفرار هو من الأعمال القلبية والبدنية ..

******************************

..:: 2- حسن الظن بالله ::..

2- حسن الظن بالله : وهو من علامات اليقين في الله .. وإلا فكيف يكون لديك يقين وأنت مسيء الظن بالله .. أم كيف تزعم أن لديك يقين وأنت لا تحسن الظن بربك ..

* فحسن الظن بالله هو دليل اليقين في كل شيء .. فلو طلبته ليطهرك من ظلمات الجهل والوهم إلى نور الحكمة والعلم ويكون بك رحيما .. فأنت موقنا بذلك لأنه قال لك ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) الأحزاب43 ..

* ولو طلبته ليتوب عليك فعليك أن تكون موقنا بذلك لأنه قال لك ( وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) الأحزاب73 ..

* ولو طلبته ليغفر لك ويعفو عنك فعليك أن تكون حسن الظن لتكون موقنا من ذلك لأنه قال لك ( وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً ) النساء99 ..

* ولو دعوته في أي شيء فكن حسن الظن لتكون موقنا بأنه مجيبا لك في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي تريد لأنه قال لك ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر60 .. وقال النبي ( ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ ) رواه الترمذي  صحيحا .

* وهكذا في كل ما أخبرك به الله .. كن حسن الظن في الله لأنها علامة على يقينك بالله ..

* انتبه وخاف على قلبك :

فكلما انخفض اليقين .. كلما انخفض حسن الظن بالله .. حتى ينطفيء اليقين وبالتالي ينطفيء حسن الظن بالله .. ويكون الجحود بعد ذلك هو سيد القلب لامتلاء القلب بالشك الذي طمس اليقين وأفسد حسن الظن بالله .. وإذا فسد اليقين في القلب فلن يتبقى لك إلا عناية الله ليعود بك إلى رحابه .. وإلا فأنت للكفر أقرب حينئذ بعد أن فقدت يقينك وحسن ظنك بالله .. !! 

* ولذلك جاء في الحديث :

1- ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة ) رواه أبو داود وأحمد .. صحيحا .

* فكيف تحسن العبادة وأنت تشك في الله ..!! فلو كنت موقنا في الله لأحسنت عبادتك مع الله ..!!

2- و قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قول اللهُ تعالَى : أنا عندَ ظنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكَرَنِي ، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي ، وإن ذكَرَنِي في ملأٍ ذكرتُه في ملأٍ خيرٌ منهم ، وإن تقرَّبَ إليَّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا ، وإن تقرَّبَ إليَّ ذراعًا تقرَّبتُ إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيتُه هرْولةً) رواه البخاري ..

* فلا تشك أن في ذكرك لله .. أنك مع الله .. حتى ولو كنت غير منتبها في ذكرك .. لأنه لو كان الله رافضا لك ذكرك له ولا يريدك .. ما كان أجراه على لسانك من البداية .. فافهم ..!!

وتذكر أن : غفلة مع الذكر خير من غفلة عن الذكر ..!!

3- وقال صلى الله عليه وسلم ( إنَّ اللهَ يقولُ : أنا عند ظنِّ عبدي بي . وأنا معه إذا دعاني ) رواه مسلم .

4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل قال : أنا عند ظن عبدي بي ، إنْ ظن بي خيراً فله ، وإن ظن شراً فله ) ..

* والمعنى : أعاملُه على حسب ظنه بي ، فإن أحسن ظنه بي ورأى أني عدل معه في فعلي به ورحيما به وغفورا له وكريما معه .. كان له ذلك .. ولو وجدني ظالما له وأن ما به هو غير مستحق له ولم يرى إحساني عليه .. فقد أساء الظن بي وله شر ما وجد .. ولا يظلم الله الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون ..!!

والله أعلم ..

* انتبه من الغَرور ..!!

حتى لا تكون مخدوع بكلام شياطين الإنس والجن .. حتى لا تكون من المغرورين ..:

حسن الظن لا يكون إلا بعمل مع الله في ظاهرك وفي باطنك ..

فالذي في ظاهرك .. هو طاعة الله فيما طلبه منك ..

والذي في باطنك .. هو اليقين فيما وعدك به من غفران ورحمة وكرامة .. وأنه عدل معك .. وغير ذلك ..

* ولكن إن كنت تظن أنك موقنا ولديك حسن ظن بأن الله غفور رحيم وأنت قائم على معصيته .. فهذا يسمى غرور الشيطان .. يقول تعالى ( وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) لقمان33 .. أي ولا يخدعنكم بالله مخادع من شياطين الجن والإنس .. بأن تعصي الله وهو يقول لك أحسن الظن بالله فإنه غفور رحيم .. فلا تقلق !!

.. لا .. فهذا تضليل من الشياطين .. فإن الله يقول ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طه82 .. ويقول تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ) النساء17 .. أي يجتهدون في طلب التوبة قبل الموت ..

* وما أجمل ما قال إمام التابعين الحسن البصري .. حيث قال : ( إن قوماً غرَّهم حسن الظن بالله حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم ، يقولون : نحسن الظن بالله .. كذبوا والله ، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل ) ..

*********************************

..:: 3- الإنابة ::..

3- الإنابة : والإنابة هي علامة التوبة الصادقة مع الله .. يقول تعالى :  (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) الزمر54-53

* قال الشيخ بن عجيبه رحمه الله في البحر المديد (5/92) :

حضَّ على التوبة لتتحقق المغفرة ، فقال: (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ) أي: ارجعوا إليه بالتوبة والإخلاص .

فالإنابة أخص من التوبة .. لأن التوبة : مطلق الندم على الزلة ..

والإنابة : تحقيق التوبة والنهوض إلى الله بإخلاص التوجه .

* قال الإمام أبو الحسن الماوردي رحمه الله (المتوفى: 450هـ) :

* وَفِي أَصْلِ الْإِنَابَةِ قَوْلَانِ :

أحدهما: أنه القطع . ومنه أخذ اسم الناب لأنه قاطع، فكأن الإنابة هي الانقطاع إلى الله- عز وجل- بالطاعة.

والثاني: أن أصله الرجوع ، مأخوذ من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد أخرى .. وَمِنْهُ النَّوْبَةُ لِأَنَّهَا الرُّجُوعُ إِلَى عَادَةٍ .

تفسير الماوردي ج4 ص313

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

#- مسألة : ما الفرق بين التوبة والإنابة ؟

التوبة : هي بداية العزيمة على بداية الطاعة وقطع المعصية ..

والإنابة : هي استمرار العزيمة على مواصلة الطاعة وقطع المعصية ..

* ويمكنك أن تقول أن التوبة عزيمة قلبية والإنابة روح هذه العزيمة ..

والله أعلم .

2- قال تعالى ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ . هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ . مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ) ق31-33

* شرح لبعض المعاني في الآيات ..

قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وَالْأَوَّابُ: الْكَثِيرُ الْأَوْبِ، أَيِ الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ، أَيْ إِلَى امْتِثَالِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.

وَالْحَفِيظُ: الْكَثِيرُ الْحِفْظِ لِوَصَايَا اللَّهِ وَحُدُودِهِ.

وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ مُحَافِظٌ عَلَى الطَّاعَةِ فَإِذَا صَدَرَتْ مِنْهُ فَلْتَةٌ أَعْقَبَهَا بِالتَّوْبَةِ.

وَالْخَشْيَةُ: الْخَوْفُ . وَأُطْلِقَتِ الْخَشْيَةُ عَلَى أَثَرِهَا وَهُوَ الطَّاعَةُ .

* وَمَعْنَى وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ أَنَّهُ حَضَرَ يَوْمَ الْحَشْرِ مُصَاحِبًا قَلْبَهُ الْمُنِيبَ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ مَاتَ مَوْصُوفًا بِالْإِنَابَةِ وَلَمْ يُبْطِلْ عَمَلَهُ الصَّالِحَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ حِكَايَةً عَنْ إِبْرَاهِيمَ (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشُّعَرَاء: 88، 89] .

* وَإِيثَارُ اسْمِهِ الرَّحْمنَ فِي قَوْلِهِ : (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ) دُونَ اسْمِ الْجَلَالَةِ .. لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ هَذَا الْمُتَّقِيَ يَخْشَى اللَّهَ وَهُوَ يعلم أَنه رحمان .

التحرير والتنوير ج26 ص320 .. مختصرا .

#- مسألة : ما معنى كلمة منيب ؟

قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :

* وَالْمُنِيبُ : الْمُلَازِمُ لِلطَّاعَةِ . وَيَظْهَرُ أَنَّ مَعْنَى أَنَابَ صَارَ ذَا نَوْبَةٍ ، أَيْ ذَا رُجُوعٍ مُتَكَرِّرٍ ..

وَالنَّوْبَةُ : حِصَّةٌ مِنْ عَمَلٍ يَتَوَزَّعُهُ عَدَدٌ مِنَ النَّاسِ وَيُقَالُ: تَنَاوَبُوا عَمَلَ كَذَا. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ : «كُنْتُ أَنَا وَجَارٍ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا» الْحَدِيثَ ..

* فَإِطْلَاقُ الْمُنِيبِ عَلَى الْمُطِيعِ .. اسْتِعَارَةٌ لِتَعَهُّدِ الطَّاعَةِ تَعَهُّدًا مُتَكَرِّرًا، وَجُعِلَتْ تِلْكَ الِاسْتِعَارَةُ كِنَايَةً عَنْ مُوَاصَلَةِ الطَّاعَةِ وَمُلَازَمَتِهَا قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) فِي سُورَةِ هُودٍ75 .. وَفُسِّرَتِ الْإِنَابَةُ أَيْضًا بِالتَّوْبَةِ .

* وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ نَابَ مُرَادِفُ تَابَ ، وَهُوَ الْمُنَاسِبُ لِقَوْلِهِ فِي الْآيَةِ (دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) الرّوم33 .

التحرير والتنوير ج21 ص95 .. مختصرا .

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

المنيب : هو الراجع عن كل شيء يشغله عن الله إلى الله .. أو المشغول بالعمل مع الله .. أو المقبل على الله بعزيمة ثابته ..

* والإنابة لها ظاهر ولها باطن :

فظاهرها : مداومة العمل مع الله شرعا (باتباع التكاليف)

وباطنها : مداومة العمل مع الله حبا (بإيقاظ الصفات القلبية)

* والإنابة هي من الأعمال القلبية في الأصل ولها نتيجة في الظاهر وهو أداء التكاليف .. فهي تجعلك مشغول بالله ولا تلتفت لغيره ..

والله أعلم .

***************************

..:: 4- الفقر إلى الله ::..

4- الفقر إلى الله : وهو دليل التوكل على الله .. قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فاطر15 .. أي أنتم المحتاجون إلى الله دائما أبدا ..

* وإلا فكيف تعتمد على الله وأنت غير محتاج إليه في ظاهرك وفي باطنك ..!!

ففي ظاهرك : فأنت مفتقرا لأسبابه المعاشية التي سخرها لك لتكتسب معاشك في الحياة ..

وفي باطنك : أنت مفتقرا لأسبابه القلبية التي سخرها لك لتكتسب الصفات القلبية التي يتنعم بها قلبك حتى تصل لسلام داخلي ونفس مطمئنة ..

* فأظهر فقرك وعجزك أمام مولاك .. حتى يصح توكلك عليه .. !!

* ومن علامات الإفتقار إلى الله .. المسارعة في الخيرات والدعاء رغبة ورهبا .. قال تعالى : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء90

* قال النبي (الدعاء هو العبادة) رواه صحيحا بن حبان والترمذي  .. ولكن ليه أخبرنا بذلك ؟ ..

لأنه هو أصل من أصول العبودية لله .. والتي تدل على اعترافك بالكمال لله وبالعجز لنفسك .. ويدل على احتياجك وافتقارك إليه واستغناءه عنك .. وطالما العبد مشغول بالتوجه لمولاه طالبا رحمته وراجيا عفوه .. فقد اعترفت له بأنه ذو الجلال والإكرام .. 

ودوام الدعاء لله .. معناه أنك مشغول بالله ولا تلتفت لغيره .

* والإفتقار إلى الله هو من الأعمال القلبية في الأصل وله نتيجة في الظاهر وهو السعي بدوام الإحتياج من الله لاعتمادك عليه في ظاهرك كما في باطنك ...

******************************

..:: 5- الصدق مع الله ::..

5- الصدق مع الله : معنى الصدق هو مطابقة الأمور لما هي عليه .. أو مطابقة القول والفعل والقلب للحق .. !!

والصدق مع الله هو دليل التقوى في المعاملة .. ويكون في القول والفعل والقلب ..

يتبع إن شاء الله تعالى 

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..