ج6: رسالة لا تلتفت عن الله - الصدق مع الله - صدق المعاملة دليل على بركة الرزق - صدق المعاملة دليل على صدق حالك مع الله - كن صادقا وواجه نفسك - لا تلتفت عن الصدق - إذا صدقت النوايا مُنحت العطايا - خمسة أشياء اتصفت بالصدق في القرآن تدل على الوصل بالله - ما هو مدخل صدق – مخرج صدق - لسان صدق - قدم صدق - مقعد صدق - لماذا طلب سيدنا إبراهيم لسان صدق في الآخرين - لماذا أمر الله النبي أن يدعوه بطلب مدخل الصدق ومخرجه - ماذا تفهم من دعاء النبي (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ)

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثانية)

لا تلتفت .. عن الله

إذا أردت الوصول لرضوان الله

" الجزء السادس"

* فهرس :

..:: الفصل السادس ::..

:: من علامات الصفات القلبية ::

1- الصدق مع الله ؟

2- الصدق من علامات أهل الحق مع الله ؟

3- الصدق مع الله هو دليل التقوى ؟

4- وصدق المعاملة دليل على بركة الرزق ؟

5- صدق المعاملة دليل على صدق حالك مع الله ؟

6- كن صادقا وواجه نفسك ؟

7- لا تلتفت عن الصدق ؟

8- إذا صدقت النوايا مُنحت العطايا ؟

9- خمسة أشياء اتصفت بالصدق في القرآن تدل على الوصل بالله ؟

10- أولا وثانيا : ما هو مدخل صدق – مخرج صدق ؟

11- لماذا طلب الله من النبي أن يدعوه بطلب مدخل الصدق ومخرجه ؟

12- هل المداخل والمخارج لهم خصوصية زمان أو مكان أو وصف ؟

13- ما معنى مدخل الصدق ومخرج الصدق ؟

14- ما الذي أفاده قوله تعالى (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) ؟

15- هل هذا السلطان النصير من الملائكة ؟

16- حول مفهوم مدخل صدق ومخرج صدق ؟

17- ثالثا : ما هو لسان الصدق ؟

18- لماذا جعل الله لهؤلاء الأنبياء لسان صدق عليا ؟

19- هل أجاب الله دعوة إبراهيم في دوام ذكره ؟

20- لماذا طلب سيدنا إبراهيم لسان صدق في الآخرين ؟

21- رابعا : قدم صدق ؟

22- خامسا : مقعد صدق ؟

*****************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مع فصل جديد نستكمل فيه الكلام عن علامات الصفات القلبية التي سبق الحديث عنها .. وهنا نتكلم عن صفة الصدق فقط .. التي هي دليل التقوى كما أشرنا إلى ذلك ..

* هذا الفصل طويل قليلا .. ولكن ستجد فيه خيرا إن شاء الله تعالى .. 

* بسم الله .. توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل السادس ::..

*******************************

..:: 5- الصدق مع الله ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

1- الصدق مع الله : هو مطابقة واقعك مع منهج الله .. .. أو مطابقة القول والفعل والقلب للحق .. !!

2- والصدق من علامات أهل الحق مع الله ..

يقول تعالى ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ) النساء69 ..

3- والصدق مع الله هو دليل التقوى ..

يقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة119 ..

فالصدق دليل التقوى في المعاملة ظاهرا وباطنا .. ويكون في القول والفعل والقلب .. بدليل آية البقرة 177 ..

* يقول تعالى : ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) البقرة177

4- وصدق المعاملة دليل على بركة الرزق ..

قال النبي : (  قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: " البيّعان بالخيار ما لم يتفرّقا، فإِنْ صَدَقَا وبَيّنا بُورِكَ لهما بيعهما، وإِن كَذَبا وكتما مُحِقَت بركة بيعهما ) .

5- وصدق المعاملة دليل على صدق حالك مع الله ..

قال النبي : ( إِنَّ الصّدق يَهدى إِلى البرّ ، وإِنَّ البرّ يهدى إِلى الجنَّة ، وإِنَّ الرّجل لَيَصْدُقُ حتى يُكتب عند الله صِدّيقًا ، وإِنَّ الرّجل لَيَكْذبُ حتى يكتب عند الله كَذَّابًا ) .

* والصِّدِّيق : مَن لا يتأَتَّى منه الكذب لتعوّده الصّدق ..

6- فتجد نفسك كمؤمن صادق لا تمتنع عن الصدق في تعاملاتك ظاهرا وباطنا ..

فباطنا : أن يكون قلبك صادق في العمل بمنهج الله ..

وظاهرا : يكون قولك وفعلك دليلا على حقيقة قلبك بالصدق في الأيمان والعهود والمعاملة مع الناس في كل شيء .. قولا وفعلا .. بما يتفق ومنهج الله .

فيكون ظاهرك مطابقا لباطنك .. فتكون من الصادقين .

7- كن صادقا وواجه نفسك ؟

* ولا يخفى عليك : أن تكون صادقا في مواجهة نفسك متهما لها بالتقصير مهما بلغت من عبادة .. وذلك لأنك مخلوق ناقص ..

8- لا تلتفت عن الصدق ؟

لا تلتفت عن الصدق .. لأن إلتفاتك عن الصدق معناه أنك انحرفت إلى الكذب .. !!

وأهم الصدق الذي لا تلتفت عنه قدر استطاعتك هو القرآن الكريم .. لأنه أصدق الحديث كلاما .. فالتزم به حتى تكون مع الصادقين .. لأن إلتفاتك عنه يجعلك من الغافلين ..!!

9- إذا صدقت النوايا مُنحت العطايا ..!!

فادخل مع الله بصدق في المعاملة .. حتى يخرجك الله بصدق من ظلمات النفس والشيطنة .. 

10- الصدق في القرآن ..

قال الراغب الأصفهاني رحمه الله :

* والصِّدْقُ: مطابقة القول الضّمير والمخبر عنه معا ، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صِدْقاً تامّا ، بل إمّا أن لا يوصف بالصّدق ، وإمّا أن يوصف تارة بالصّدق ، وتارة بالكذب على نظرين مختلفين ..

 كقول كافر إذا قال من غير اعتقاد : محمّد رسول الله ، فإنّ هذا يصحّ أن يقال: صِدْقٌ، لكون المخبر عنه كذلك، ويصحّ أن يقال: كذب، لمخالفة قوله ضميره، وبالوجه الثاني إكذاب الله تعالى المنافقين حيث قالوا: ( نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ... الآية) [المنافقون/ 1] ..

* والصِّدِّيقُ: من كثر منه الصّدق، وقيل: بل يقال لمن لا يكذب قطّ، وقيل: بل لمن لا يتأتّى منه الكذب لتعوّده الصّدق، وقيل: بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقّق صدقه بفعله، قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) [مريم/ 41] .

* وقوله : (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) [الأحزاب/ 23] ، أي: حقّقوا العهد بما أظهروه من أفعالهم ..

* وقوله : (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) [الأحزاب/ 8] ، أي: يسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبيها أنه لا يكفي الاعتراف بالحقّ دون تحرّيه بالفعل ..

* وعلى ذلك قوله : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) .. [الزمر/ 33] ، أي: حقّق ما أورده قولا بما تحرّاه فعلا،

غريب مفردات القرآن للراغب ص477-478 .. مختصرا .

***********************************

..:: خمسة أشياء اتصفت بالصدق في القرآن ::..

.. تدل على الوصل بالله ..

* وهناك خمسة أشياء اتصفت بالصدق في القرآن وتدل على الوصل بالله :

مدخل الصّدق ، ومخرج الصدق ، ولسان الصدق ، ومقعد الصّدق ، وقَدَم الصّدق ..

* وقلنا أن الصدق مطابقة القلب (النية) مع القول والفعل .. فهذا يسمى صدق .. وصدق المعاملة مع الله بأن يكون قلبك وقولك وفعلك في المعاملة هو ابتغاء مرضاة الله .. 

* فمن دخل إلى مُدخلا فيه خير متحققا به ابتغاء وجه الله فهذا مدخل صدق .. ومن خرج إلى مخرج فيه خير متحققا به فهذا مخرج صدق .. ومن أثنى عليه الناس بما هو له أهل وكان كلامهم مطابق للواقع لهذا الثناء فهو له لسان صدق .. ومن أجلسه الله في مقام كريم كان مقام صدق لأنه مطابق لما وعده به ربه في صدق كلامه .. ومن ثبت قدمه على الصراط ولم تزل قدمه .. أو أكرمه بالشفاعة أو أكرمه بمنازل النور .. فقد أكرمه الله بقدم صدق في آخرته .. والله أعلم ..

* قال العلامة الفيروزأبادي رحمه الله :

وحقيقة الصّدق في هذه الأَشياءِ هو الحقّ الثَّابت المتَّصل بالله ، الموصِّل إِلى الله ، وهو ما كان به وله من الأَعمال والأَقوال . وجزاءُ ذلك في الدّنيا والآخرة .

بصائر ذوي التمييز ج3 ص400

* وإليك تفصيل ما سبق ..

 ******************************

..:: مدخل صدق – مخرج صدق ::..

* مدخل صدق – مخرج صدق .. يقول تعالى :( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً . وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً . وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً ) الإسراء80-78 .

#- س1: لماذا طلب الله من النبي أن يدعوه بطلب مدخل الصدق ومخرجه ؟

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

فِيهِ مِنْ الْمُنَاسَبَةِ لِقَوْلِهِ: (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الْإِسْرَاء: 79] ، فَلَمَّا وَعَدَهُ بِأَنْ يُقِيمَهُ مَقَامًا مَحْمُودًا نَاسَبَ أَنْ يَسْأَلَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ حَالَهُ فِي كُلِّ مَقَامٍ يَقُومُهُ . وَفِي هَذَا التَّلْقِينِ إِشَارَةٌ إِلَهِيَّةٌ إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُخْرِجُهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى مُهَاجَرٍ. وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ قُبَيْلَ الْعَقَبَةِ الْأُولَى الَّتِي كَانَتْ مُقَدِّمَةً لِلْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ.

التحرير والتنوير ج15 ص186

***************************** 

..:: س2: هل المداخل والمخارج لهم خصوصية زمان أو مكان أو وصف ؟ ::..

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وَقَدْ عَمَّتْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ جَمِيعَ الْمَدَاخِلِ إِلَى مَا يُقَدَّرُ لَهُ الدُّخُولُ إِلَيْهِ وَجَمِيعَ الْمَخَارِجِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا حَقِيقَةً أَوْ مَجَازًا .

التحرير والتنوير ج15 ص186

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

أنه عام في كل أمر يقدم عليه الإنسان ويريد منه خيرا ..

وهو بالنسبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - هو الدخول في تبليغ رسالة اللَّه سبحانه وتعالى، وأداؤه لها والاستمرار في أدائها والذود عنها، حتى يقبضه اللَّه سبحانه وتعالى إليه.

زهرة التفاسير ج8 ص4439

* قال الشيخ عبد القادر آل غازي العاني (المتوفى: 1398هـ) :

«وَقُلْ رَبِّ» حذف منه ياء النداء أي يا محمد قل في دعائك إذا دعوتني يا رب «أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ» في كل مكان أدخل فيه وكل زمان أصير إليه وكل أمر ألج فيه من أمور الدنيا والآخرة ، «وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ» كذلك على العمومية في الجملتين ، لأن جعلهما عامتين أوفق لظاهر الآية لفظا ..

* وقد خصهما بعض المفسرين في القبر أو في مكة أو المدينة أو الجنة أو في تعاطي المأمورات واجتناب المنهيات وغير ذلك دون استناد لدليل يفيد التخصيص ، مع أن سابق اللفظ ولا حقه مما تقدم عن هاتين الجملتين أو تأخر لا يختصان بمكان أو زمان دون زمان ومكان آخرين ..

بيان المعاني ج2 ص259 ..

****************************** 

..:: س3: ما معنى مدخل الصدق ومخرج الصدق ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

كل ما اتصل بالله فهو صدق لأنه الله كلامه صدق لأنه مطابق لما هو حادث أو حدث أو سيحدث .. 

وكل ما كان الله مقصدك من وراءه ابتغاء مرضاته .. فهو صدق .. لأنك فعلت ما عقدت عليه إيمانك .. وهو اتباع المنهج الإلهي .. فكان فعلك مطابق لإيمانك ..

* قال العلامة الفيروزأبادي رحمه الله :

وحقيقة الصّدق في هذا الأَشياءِ هو الحقّ الثَّابت المتَّصل بالله، الموصِّل إِلى الله ، وهو ما كان به وله من الأَعمال والأَقوال . وجزاءُ ذلك في الدّنيا والآخرة . 

فمُدخَل الصّدق ومُخرَج الصّدق أَن يكون دخوله وخروجه حقًّا ثابتًا لله تعالى ومرضاتِه . متَّصلا بالظَّفر ببغيته ، وحصول المطلوب .

بصائر ذوي التمييز ج3 ص401

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

وما معنى الصدق في هذا المقام ؟

يقال قول صدق ، وعمل صدق ، وموقعة صدق ، ووقفة صدق .. ونقول: الصدق هو الكمال في الأفعال والأقوال والواقع ، والمواقع .. 

* ومعنى صدقها : أي يبتدئ بها الشخص مخلصا متجها إلى الغاية في أكمل صورها ، سالكا الحق في طلبها سلوكا مستقيما من غير التواء ولا مراء ، معطيا ما يحتاج إليه الأمر من وسائل الاستقامة والخلق الكريم ..

وفي الصدق : صدق النفس بالإخلاص ، وصدق العمل بالنية الطيبة ، وصدق اللسان والجوارح .

* فالدعاء بأن يدخله مدخل صدق، وأن يخرجه مخرج صدق .. هو دعاء بأن يحاط في المدخل والمخرج بالفضائل الإنسانية ، والمكارم كلها ، والحق من كل نواحيه ..

* هذا الدعاء الذي علمه اللَّه تعالى ، وكل خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - هو خطاب لكل أتباعه لأنه الأسوة المتبع.

زهرة التفاسير ج8 ص4440

* قال الشيخ المراغي رحمه الله :

( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) أي وقل داعيا : رب أدخلني في كل مقام تريد إدخالي فيه في الدنيا وفى الآخرة مدخلا صادقا أي يستحق الداخل فيه أن يقال له أنت صادق في قولك ، فعلك ، وأخرجني من كل ما تخرجني منه مخرج صدق أي يستحق الخارج منه أن يقال له أنت صادق .

تفسير المراغي ج15 ص85

* قال الشيخ عبد القادر آل غازي العاني (المتوفى: 1398هـ) :

«وَقُلْ رَبِّ» حذف منه ياء النداء أي يا محمد قل في دعائك إذا دعوتني يا رب «أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ» في كل مكان أدخل فيه وكل زمان أصير إليه وكل أمر ألج فيه من أمور الدنيا والآخرة ، «وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ» كذلك على العمومية في الجملتين ..

* والمعنى : يا رب أدخلني إدخالا مرضيّا على طهارة وزكاة في كل أموري ، وأخرجني إخراجا مرضيّا ملقى بالكرامة آمنّا من الملامة في جميع أحوالي ..

بيان المعاني ج2 ص259 .. مختصرا .

#- س4: ما الذي أفاده قوله تعالى (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) ؟

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :

وفي قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ) تصوير بديع لشدة القرب والاتصال بالله- تعالى- واستمداد العون منه- سبحانه- مباشرة ، واللجوء إلى حماه بدون وساطة من أحد.

التفسير الوسيط ج8 ص414

#- س5: هل هذا السلطان النصير من الملائكة ؟

قال الإمام بن كثير رحمه الله :

وَقَوْلُهُ : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا) :

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي تَفْسِيرِهَا : وَعَدَهُ رَبُّهُ لَيَنْزَعَنَّ مُلْكَ فَارِسَ ، وَعِزَّ فَارِسَ ، وَلَيَجْعَلَنَّهُ لَهُ ، وَمُلْكَ الرُّومِ ، وَعِزَّ الرُّومِ ، وَلَيَجْعَلَنَّهُ لَهُ .

وَقَالَ قَتَادَةُ : فِيهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلِمَ أَلَّا طَاقَةَ لَهُ بِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ، فَسَأَلَ سُلْطَانًا نَصِيرًا لِكِتَابِ اللَّهِ ، وَلِحُدُودِ اللَّهِ ، وَلِفَرَائِضِ اللَّهِ ، وَلِإِقَامَةِ دِينِ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ السُّلْطَانَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ جَعَلَهُ بَيْنَ أَظْهُرِ عِبَادِهِ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَأَكَلَ شَدِيدُهُمْ ضَعِيفَهُمْ .

قَالَ مُجَاهِدٌ: (سُلْطَانًا نَصِيرًا) حُجَّةً بَيِّنَةً .

وَاخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ قَوْلَ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ ، وَهُوَ الْأَرْجَحُ ؛ لِأَنَّهُ لَا بُدَّ مَعَ الْحَقِّ مِنْ قَهْرٍ لِمَنْ عَادَاهُ وناوأه ؛ ولهذا قال سبحانه وتَعَالَى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ) الْحَدِيدِ25 .

تفسير بن كثير ج5 ص111

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

(نَّصِيرًا)، أي قوة تنصره وتؤيده .. ويستعمل السلطان بمعنى الحجة ، وبمعنى التسلط، وبمعنى القوة ، وهي في هذا الموضع تشمل الحجة والقوة الناصرة التي لَا تنهزم ، وقد أعطاه اللَّه سبحانه وتعالى كل ما طلب ، وأعطاه سلطانا له ولمن معه ..

فأجيبت دعوته وعصمه اللَّه تعالى من الناس وجعل حزبه هو الغالب وقال: (.. فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) ، وأظهر دينه على الدين كله ، واستخلفهم في الأرض ، ونزع اللَّه ملك فارس وممالك أخرى، وهكذا.

زهرة التفاسير ج8 ص4440

* قال الإمام الألوسي رحمه الله :

والحق أن المراد من السلطان كل ما يفيده الغلبة على أعداء الله تعالى وظهور دينه جل شأنه .

تفسير الألوسي ج8 ص138

**********************************

..:: حول مفهوم مدخل صدق ومخرج صدق ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

1- الطلب في الدعاء لمدخل صدق ومخرج صدق .. هو طلب يشمل الزمن الحاضر والمستقبل ، ويشمل كل مكان يتوجه إليه .. ويشمل كل دخول وخروج حقيقي ومجازي .. مثل الدخول في الطاعات والخروج عن المعاصي .. ومثل الإخراج من ظلمات النفس والتدبير إلى نور اليقين والتوكل ..

* قال العلامة الفيروز أبادي رحمه الله :

الدّخول : نقيض الخروج . ويستعمل ذلك في الزَّمان والمكان والأَعمال .

بصائر ذوي التمييز ج2 ص590

2- الصدق مع الله : مطابقة المنهج الإلهي مع أقوالي وأفعالي وقلبي ..

والتقوي دليلها الصدق في المعاملة مع الله .. والصدق دليله البر في المعاملة مع الله كما في الحديث ( عليكم بالصِّدقِ . فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ . وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ . وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا . وإيَّاكم والكذِبَ . فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ . وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ . وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا ) ..

* والبر هو كل أعمال الخير التي يرضى عنها الله ظاهرا وباطنا .. وكما قلنا قد جمع كل ذلك في آية واحدة .. في قوله تعالى ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) البقرة177

3- مدخل صدق هو : كل مكان وزمان وحال قلبي (مثل القبض والبسط) .. يكون فيه دخولي إليه هو مدخل صدق إليك فتكون فيه مقصودي ورضاك مطلوبي ويكون البر سبيلي إليك ملازما لي ..

ومخرج صدق هو : كل مكان وزمان وحال قلبي (مثل القبض والبسط) .. يكون فيه خروجي عنه هو خروج صدق إليك فتكون فيه مقصودي ورضاك مطلوبي ويكون البر سبيلي إليك ملازما لي ..

* ويمكنك أن تقول ببساطة : أدخلني مدخلا فيه رضاك وأخرجني مخرجا فيه رضاك .. وأيدني منك بقوة حتى أقيم الحق بما ترضاه .

4- طلب من الله إرشاده إلى الصدق في المخرج والمدخل .. حتى يظل بالصدق معه .. غير مفارقا لله في كل زمان ومكان وحال ..

5- وطلب أن يمده مولاه بعطاء الخصوصية .. وهو قوة ليقهر بها نفسه وأعداءه لتنفيذ مراد الله في كل توجه يتوجه إليه سواء كان داخلا فيه أو خارجا إليه ..

6- ولفظ أدخلني وأخرجني .. يدل على أنه يطلب الإرشاد والإذن من الله للمدخل والمخرج الذي يكون فيه ملازما لصدق الاتباع لمولاه ..

كأنه يقول أدخلني بك أي بعنايتك .. وأخرجني بك أي برعايتك .. ولا تجعل لي من نفسي اختيار .. فكن مرشدي يا مولاي .. حتى أكون صادقا في كل اتجاه اسعى فيه إليك ..!!

******************************

..:: ثالثا : ما هو لسان الصدق ؟ ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

ثالثا : لسان صدق : جاء في آيتين ..

الأولى :( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ) مريم50 ..،

الثانية : ( وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) الشعراء84 ..

* لسان الصدق : وهو القول الحق المطابق لما كان عليه سيرة من تتحدث عنه .. وهو كناية عن الثناء الحسن والسيرة العطرة ..

1- عن قوله تعالى :( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ) مريم50 .

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

وقوله: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} [مريم: 50] أي: كلمة صدق وحق ثابت مطابق للواقع، ولسان الصِّدْق يعني مَدْحاً في موضعه ، وثناءً بحق لا مجاملةَ فيه ، والثناء يكون باللسان ، وها نحن نذكر هذا الرْكب من الأنبياء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب بالثناء الحسَن والسيرة الطيبة ، ونأخذهم قدوة ، وهذا كله من لسان الصدق .

تفسير الشعراوي ج15 ص9113

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

#- لماذا جعل الله لهؤلاء الأنبياء لسان صدق عليا ؟

تكريما وتشريفا لهم حيث أن منهم جاء عموم النبوة والرسالات .. وهم إبراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب ..

فلما صدقوا في توجههم إلى مولاهم وطيبوا ذكره في حياتهم .. ولم يغفلوا عنه .. فقد جزاهم بأن طيب ذكرهم بصدق أفعالهم على ألسنة المؤمنين .. في كل زمان ومكان .. والله أعلم ..

* وأعتقد أن كلمة (عليا) في الآية .. تشير إلى خلود ذكرهم في كلام الله المتلو على ألسنة المؤمنين .. حيث أن المؤمنين يذكرون سيرتهم وأحوالهم متشرفين باتباعهم .. وذلك من خلال القراءة في القرآن .. وهو أعلى ما يمكن أن يكون حديثا ..!!

فالناس تمدح الأنبياء بحسن سيرتها من خلال ما عرفته عنهم في القرآن .. ولذلك كان ثناء الناس عليهم من أعلى ما يمكن أن يكون تكريما لهؤلاء الأنبياء والرسل ..

فعلو اللسان جاء من حديث القرآن عنهم بالحق .. وليس مجرد سيرة تداولتها الكتب تحمل ظنونا ..!!

والله أعلم ..

2- أما عن قوله تعالى : في دعوة سيدنا إبراهيم ( وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) الشعراء84

* قال الشيخ البقاعي رحمه الله :

 (واجعل لي لسان صدق) أي ذكراً جميلاً ، وقبولاً عاماً، وثناء حسناً، بما أظهرت مني من خصال الخير (في الآخرين) أي الناس الذين يوجدون بعدي إلى يوم الدين، لأكون للمتقين إماماً ، فيكون لي مثل أجورهم ، فإن « من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة » وقد كان ذلك إجابة من الله تعالى لدعائه ، ومن أعظمه أن جعله الله شجرة مباركة فرع منها الأنبياء الذين أحيى بهم عليهم الصلاة والسلام ذكره الذي من أعظمه ما كان على لسان أعظمهم النبي الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قوله: « صل على محمد كما صليت على إبراهيم » إلى آخره.

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج14 ص55

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

اجعل لي ذكرى حسنة فلا يقال فلان كان كاذباً .. تفسير الشعراوي ج10 ص6192

وقال رحمه الله :

ولسان صدق : هو الذكر الطيب والثناء الحسن بعد أن أموت .. تفسير الشعراوي ج13 ص8277

* س: هل أجاب الله دعوة إبراهيم في دوام ذكره ؟

قال الفخر الرازي رحمه الله .. عند قوله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وقد أعطاه اللَّه ذلك بقوله: (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) ..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

#- س: لماذا طلب سيدنا إبراهيم لسان صدق في الآخرين ؟

لعله طلب لسان الصدق في الآخرين .. والمقصود بهم كل نبي ورسول جاء بعده .. ختاما بسيدنا محمد وأمته .. وذلك لأسباب :

1- دوام النعمة عليه حتى في برزخه الشريف من خلال دعاء المؤمنين له فيزداد رفعة ومكانا فوق كرامته التي هو عليها .. ومن ذلك الصلاة والسلام عليه في تشهد الصلاة ..

2- دوام النعمة عليه من خلال أن يعمل المؤمنين متبعين له فيزداد كرامة على كرامة وجزاء على جزاءه .. كما قال تعالى :( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) .. وكما قال النبي ( من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) .

***********************************

..:: رابعا : قدم صدق ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

رابعا : قدم صدق : ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ) يونس2 .

* قدم صدق : أي لهم سابقة فَضْلٍ عند ربهم يجازيهم بها ؛ لأنهم عملوا بمقتضى منهجه .

فلما ثبتوا على الحق وسعوا وسارعوا صدقا باتباع منهجه وعملوا به في الدنيا .. كان لهم سابقة فضل على غيرهم جزاء  لما سعوا به في الدنيا طلبا لمولاهم .. جزاء وفاقا ..

* قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله :

(قَدَمَ صِدْقٍ) وَالْقَدَمُ هَاهُنَا السَّابِقَةُ وَالتَّقَدُّمُ . قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ: سَابِقَةٌ وَمَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ سُمِّيَتْ قَدَمًا لِأَنَّ السَّبْقَ بِهَا كَمَا سُمِّيَتِ النِّعْمَةُ يَدًا لِأَنَّهَا تُعْطَى بِالْيَدِ، وَإِضَافَتُهَا إِلَى الصِّدْقِ لِتَحَقُّقِهَا، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّهُمْ إِنَّمَا يَنَالُونَهَا بِصِدْقِ الْقَوْلِ وَالنِّيَّةِ .

تفسير المنار ج11 ص119

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

* ولي رأي اجتهادي وهو : قد يكون المقصد منها الثبات على الصراط .. فمن يثبت على الصراط كان قدمه قدم صدق حينئذ .. !!

فمن كان له قدم صدق في الدنيا بالثبات على منهج الله والسعي إلى مرضاة الله .. كان له قدم صدق في الآخرة بالثبات على الصراط يوم تزل الأقدام على الصراط وكان له مزيد عناية من الله ..

والله أعلم ..

******************************

..:: خامسا : مقعد صدق ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

* خامسا: مقعد الصدق : ( فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) القمر55 .

* مقعد صدق :  أي في مكان مرضى ، وفي مجلس كريم .. مطابقا لما وعدهم به ربهم ..

وَإِضَافَةُ مَقْعَدِ إِلَى صِدْقٍ .. مِنْ إِضَافَةِ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي تَمَكُّنِ الصِّفَةِ مِنْهُ .

* فمن جلس في مقاعد الصدق في الدنيا مثل مجالس الذكر والعلم والصلح والبر ابتغاء وجه الله .. وجد له مقعد صدق عند ربه ومولاه ..

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :

ومقعد الصدق هو جزاء لمن استجاب له ربه فأدخله مدخل صدق، وأخرجه مخرج صدق، وجعل له لسان صدق، وقدم صدق.

تفسير الشعراوي ج10 ص6192

والله أعلم ..

*****************************

..:: الفصل السابع ::..

**********************

يتبع إن شاء الله تعالى
****************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..