ج9: رسالة لا تلتفت عن الله - المجاهدة علامة المحبة - ما هو حق الجهاد - عدو الظاهر وعدو الباطن - ما هي أنواع المجاهدات في الله - معنى التخلية والتحلية - لماذا يحدث ابتلاءات حينما تلتزم مع الله - طريقك للمحبة والغفران يكون باتباع النبي الأمي - كيف تصل للمحبة - ما مفهوم الزهد في الدنيا طلبا لله - لو أردت المحبة فلا تلتفت بقلبك عن مولاك لأنه محل نظر الله - المحبة وعلاقتها بالعقل والقلب - عقائد خاطئة وأفكار وهمية تصنع لك حجاب - أوهام في مفهوم استجابة الدعاء - كيف ستجد المحبة في قلبك وأنت الذي حجبت الله عنك بعملك - من أحبه الله أمده بحب أهل النور ورزقه القبول - كيف تعلم أن الله يحبك - كيف تصل لحالة الشوق القلبي مع الله (رابطة قلبية) .

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثانية)

لا تلتفت .. عن الله

إذا أردت الوصول لرضوان الله

" الجزء التاسع"

* فهرس :

..:: الفصل التاسع ::..

:: من علامات الصفات القلبية ::

1- المجاهدة علامة المحبة ؟

2- ما هو حق الجهاد ؟

3- ما هو عدو الظاهر وعدو الباطن ؟

4- ما علاقة المجاهدة باتباع الله ورسوله ؟

5- ما هي أنواع المجاهدات في الله ؟

6- معنى التخلية والتحلية ؟

7- انتبه : فهذا هو ما ينتظرك حينما تعلن مجاهدة نفسك وتلتزم مع الله ؟

8- هكذا تجاهد ، وهكذا يعينك بالمدد ، حينما تجاهد في الله ؟

:: الفصل العاشر ::

9- صفة الإتباع لله ورسوله ؟

10- طريقك للمحبة والغفران يكون باتباع النبي الأمي ؟

11- كيف تصل للمحبة ؟

12- ما مفهوم الزهد في الدنيا طلبا لله ؟

13- لو أردت المحبة .. فلا تلتفت بقلبك عن مولاك .. لأنه محل نظر الله ؟

14- المحبة وعلاقتها بالعقل والقلب ؟

15- عقائد خاطئة وأفكار وهمية تصنع لك حجاب ؟

16- أوهام في مفهوم استجابة الدعاء ؟

17- كيف ستجد المحبة في قلبك وأنت الذي حجبت الله عنك بعملك ؟

18- من أحبه الله .. أمده بحب أهل النور ورزقه القبول ؟

19- كيف يكون حب الملائكة ؟

20- هل أهل النور .. يستطيع أحد أن يتحكم فيهم كما يزعم منحرفي الروحانيين والرقاة ؟

21- كيف تعلم أن الله يحبك ؟

22- كيف تصل لحالة الشوق القلبي مع الله (رابطة قلبية) ؟

*******************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مع فصل جديد نستكمل فيه الكلام عن علامات الصفات القلبية التي سبق الحديث عنها ..

* نتكلم هنا عن علامة المحبة .. وهي لمجاهدة وفق الإتباع لله ورسوله .. وبها نكون ختمنا الحديث على بعض الصفات القرآنية التي يجب على الإنسان أن يسعى إليها ليتصف بها .. حتى يتحقق بإيمانه ويتذوقه .. !!

* كما قال حبيبنا النبي الأمي ( ذاقَ طعمَ الإيمانِ "أي وجد حلاوته" ، من رضيَ باللَّهِ ربًّا ، وبالإسلامِ دينًا ، وبمحمَّدٍ رسولًا ) ..

* ولن تتذوق إلا بطهارة قلبية .. لأن الرضى يكون عن طهارة قلبية .. فاغتسل من بماء التوبة واعترف حتى تغترف .. أي اعترف بذنوبك حتى تغترف من رحمته مغفرته .. وحاولا مجتهدا أن لا تلتفت لما يشغلك عن الله أو يحجبك عن الله أو يقطع صلتك بالله ..

* وكلما إلتفت عن الله حتى ولو بالعصيان .. فارجع بالتوبة حتى تنال الوصل بالغفران .. واعلم أنه طالما مازال لديك نَفَس .. فلا زال لديك أمل .. والله رؤوف رحيم .

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل التاسع ::..

**************************

..:: 8- المجاهدة ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

8- المجاهدة :

وفيها أمر إلهي .. حيث يقول تعالى ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) الحج78

والجهاد معناه بذل ما في الوسع والطاقة لدفع العدو .. سواء عدو ظاهر مثل المنافقين والكفار المحاربين لديننا .. أو عدو باطن خفي مثل النفس والشيطان ..

* وحق الجهاد : هو الإتيان بما هو مطلوب منك كما طلب منك الشرع وليس كما تهوى نفسك ..!!

* ومثال على ذلك : قصة الثلاثة الذين أرادوا مجاهدة أنفسهم باعتزال النساء وآخر بدوام الصيام وآخر بقيام الليل ولا ينام .. فلما بلغ النبي خبر هؤلاء الثلاثة قال لهم : ( أنتمُ الذين قلتُم كذا وكذا ؟ أما واللهِ إني لأخشاكم للهِ وأتقاكم له ، لكني أصومُ وأُفطِرُ ، وأُصلِّي وأرقُدُ ، وأتزوَّجُ النساءَ ، فمَن رغِب عن سُنَّتي فليس مني ) . ). رواه البخاري

* يبقى حق الجهاد هو الاتباع لله والرسول في طريقة المجاهدة .. وليس بالشوق والهوى وكما يحلو لك ..!!

والله أعلم .

* والمجاهدة تكون لعدو ظاهر وعدو باطن (خفي) :

1- وإلى العدو الظاهر أشار النبي بقوله : ( جاهِدوا المشركينَ بأموالِكم وأنفسِكم وألسنتِكم )

2- وإلى العدو الباطن أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في حجة الوداع : ( ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ ) ..

* والمجاهدة : هي علامة رئيسية تدل على المحبة .. حيث أن الحب يبذل كل ما في وسعه ليثبت ويبرهن لمحبوبه على حبه .. ولإثبات محبتك يكون مجاهدة النفس لتزكيتها .. طلبا لله .. أي ابتغاء مرضاة الله ورحمته وعفوه وغفرانه ..

* والمجاهدة هي عين اتباع الله والرسول كما ذكرنا قبل قليل .. لأن المجاهدة في الله تعني أن تكون عن منهج يجاهد الإنسان على أساسه ولأجله .. ولذلك تأتي المجاهدة مصحوبة باتباع منهج الله ..

* ولا يخفى أن المجاهدة في الله .. تشمل كل أنواع المجاهدة سواء بالمال أو المحاربة أو تزكية النفس .. يقول تعالى واصفا من يحبهم ويحبونه :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة 54

* وتأمل لفظ (يجاهدون) : بصيغة المضارع .. أي لا يزال هذا حالهم لا يفارقهم إلى يوم مماتهم .. فهم في جهاد حتى آخر نفس .. ولذلك نالوا شرف المحبة ..!!

والله أعلم .

*****************************

..:: ما هي أنواع المجاهدات في الله ؟ ::..

( معنى التخلية والتحلية)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* يقول تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت69 ..

والمجاهدات في الله على نوعين وهما .. مجاهدة الظاهر ومجاهدة الباطن .. يجمعهما :

1- فمجاهدة الظاهر : هي مجاهدة الأعداء لنصرة الدين أو مجاهدة في تبليغ كلمة الله أو مجاهدة في القيام بالعبادات والمعاملات التي طلبها الله منك ..

2- ومجاهدة الباطن : هي مجاهدة النفس الأمارة بالسوء .. ولا يكون ذلك إلا بتزكية قلبية وعقلية ..!!

* فالقلبية : مثل تطهير القلب من الكبر والعُجب والرياء والغل والكراهية وغير ذلك .. مع تقويم القلب بالصدق والإخلاص والرضا والتوكل والتوبة وغير ذلك مما تكلمنا عنه .. !!

* والعقلية : مثل تطهير العقل من العقائد الوهمية التي لا وجود لها مثل أن القرآن بيحرق الشيطان والجن .. أو أن القرآن بيحضر الجن .. أو أن الشيطان بيضر بغير إذن من الله بذلك الأذى .. وغير ذلك مما تكلمنا عنه .. مع تقويم العقل بصحيح العقيدة من أن القرآن كتاب رحمة وهداية ونور وبشير ونذير !!

* والتزكية القلبية والعقلية .. لهما وصفين ملازمين حين التزكية .. وهما (التخلية والتحلية) :

1- فأما التخلية .. وهي خلو أي "تزكية" القلب من المعايب والمذمومات الشرعية ..

2- وأما التحلية .. فهي تجميل أي "تزكية" القلب بالمندوبات والواجبات الشرعية .. 

*******************************

..:: انتبه : فهذا هو ما ينتظرك حينما تعلن المجاهدة طلبا لله ::..

( ما لك من مدد ، وما عليك من مقاومة ، في المجاهدة )

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* وإذا أردت المجاهدة .. فاعلم أنه عليك مقاومتين ولك مددين :

أولا : الذي عليك لو طلبت المجاهدة لله :

1- مخالفة النفس حتى تخضع لمراد الحق .. ( فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى . يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى . وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى . فَأَمَّا مَن طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات 34-40

2- دخولك دائرة الإبتلاء الإلهي لبيان صدق إيمانك .. ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) العنكبوت2 ..

حيث أن البعض يتوهم خطأ أنه لو التزم مع الله فستكون الحياة وردية العيش ..!! لا .. بل ستظهر عليك ابتلاءات وفتن حتى يتضح حقيقة إيمانك مع الله .. هل كان مجرد كلام تزعم به أنك مؤمن .. أم أنت مؤمن بحق أردت أن تحيا في رحاب الله ..!!

* الثاني : الذي لك حينما تجاهد في الله ..

فقد أعانك سبحانه بمددين :

1- هداية التمكين والتوفيق .. في ظاهرهم بالقيام بالعبادات والمعاملات ، وفي باطنهم بالصدق والإخلاص فيها لله ..

2- المعية الإلهية بالحفظ والرعاية والعناية .. في ظاهرهم بكفايتهم من أهل الشر والمصائب والبلايا ، وفي باطنهم بالخواطر الطيبة والسكينة والطمأنينة وحسن الظن بالله ..

وتجد هاتين المعونتين أو الإمدادين في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت69 ..

* ولكن هذا الإمداد له شرط .. وهو (جاهدوا فينا) أي أن تجاهد في الله .. أي أن يجدك الله فيما أمرك .. ويفقدك حيث نهاك .. حتى تكونو ممن أحسنوا في ظاهرهم وباطنهم بمراد الحق منهم .. فتتحقق لك المعية .

* فمعنى (جاهدوا فينا) : أي في تحقيق منهجنا مخلصين لنا بصدق المعاملة .. فجاهدوا بأموالهم وأنفسهم .. في تحقيق منهجي ومرادي منهم .. في الظاهر بإعلاء كلمة الدين والإلتزام بما طلبه الله منك من عبادات ومعاملات .. ، وفي الباطن بتزكية النفس والارتقاء بها من نفس أمارة بالسوء إلى نفس لوامة ومطمئنة .. والله أعلم .

* قال الأستاذ محمود بن عبد الرحيم صافي رحمه الله :

من البلاغة في الآية : نجد الإيجاز بالحذف في قوله تعالى «وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا» فقد أطلق المجاهدة ولم يقيدها بمفعول ، ليتناول كل ما يجب مجاهدته من النفس الأمارة بالسوء والشيطان وأعداء الدين . (الجدول في إعراب القرآن ج21 ص21)

* ولما كانت المحبة دليها المجاهدة .. والمجاهدة دليلها اتباع لله ورسوله .. فكان هذا الاتباع هو عين المجاهدة .. وقد نتج عن هذا الاتباع محبة .. فأين نجد مظاهر المحبة في الإتباع ؟

****************************

..:: الفصل العاشر ::..

************************

..:: الإتباع لله ورسوله ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

يقول تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ) البقرة165 .

ويقول تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 .

* قلنا أن من علامات المحبة .. أن تكون مجاهدا متبعا لله ورسوله لأنه علامة تدل فعليا على صدق محبتك ..

* وانتبه : كما قلنا أن المعاصي لا تسقط عنك محبتك لله .. فلا تلتفت لوسواس شياطين الإنس والجن حينما يوسوس لك أنت لست محب لأنك تعصي ..!!

* فالغير محب هو المُصرِّ على المعصية دون توبة .. ولكن لا مانع أن يكون المحب منتقلا بين حال الغفلة واليقظة .. أي يعصي ويتوب .. !!

لأن الذي يعصي ويتوب لا تسقط عنه المحبة الإيمانية ..

* ولذلك نكرر كثيرا حديث البخاري عن عمر بن الخطاب ( أن رجلًا على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان اسمُه عبدَ اللهِ ، وكان يُضحِكُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ جلَدَه في الشَّرابِ ، فأُتيَ بهِ يومًا فأمَرَ بِهِ فجُلِدَ ، فقال رجلٌ مِنَ القَومِ : اللَّهُمَّ العَنْهُ ، ما أكثَرَ ما يُؤتَى بهِ ؟

فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لا تَلْعَنُوه ، فواللهِ ما عَلِمْتُ إلَّا أنه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه) .

(وراجع رسالة الغفران للمزيد ) ..

******************************

..:: طريقك للمحبة والغفران يكون باتباع النبي الأمي ؟ ::..

( كيف تصل للمحبة ؟ )

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* يقول تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ..

* والمحبة إذا كان دليها المجاهدة بصدق الإتباع .. ودليل الاتباع هو ترجمة ذلك في ظاهرك وباطنك "قلبك" .. فإليك أشياء أشار لها النبي توصلك للمحبة :

1- النوافل دليل على العمل بمحبة مع الله .. وهي كل عمل زيادة على ما طلبه الله منك مثل نوافل الصلاة وصدق السر ودوام الذكر وغير ذلك .. ففي الحديث عن النبي قال (  إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه ) .. رواه البخاري ..

* فإذا نزلت عليك محبة الله وغفرانه فأنت أصبحت عبدا طاهرا في باطنك (قلبك) .. فتوصف بكونك عبدا ربانيا وليا لله حقا .. مؤيدا من الحق بالحق في باطنك وظاهرك ..

* فكانت كل جوارحك تعمل بالحق .. لأنك أصبحت لا تلتفت لغير الحق ..!! فأكرمك الحق سبحانه بالتوفيق الدائم لفعل ما يحبه الحق سبحانه .. لأن قلبك بات مشغول بالحق .. والله أعلم .

2- نفع العباد وصدق المعاملات مع الناس مخلصا لله .. تجعلك أحب الناس إلى الله .. ففي الحديث عن النبي قال : ( أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ..

وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ..

أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ..

أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا ..

أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ..

ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ شهرًا ، (يعني مسجدَ المدينةِ)  ..

ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ..

ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ..

ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ..

وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ) .. رواه الطبراني بسند حسن ..

3- المحبة العباد في الله بلا مصلحة .. ففي الحديث ( من أحبَّ رجلًا للهِ ، فقال : إنِّي أحبُّك للهِ فدخلا جميعًا الجنَّةَ ، فكان الَّذي أحبَّ أرفعَ منزلةً من الآخرِ ، وأحقَّ بالَّذي أحبُّ للهِ ) .. رواه البخاري في الأدب المفرد .

4- عدم إلتفاتك للدنيا وتركك للتعلق بها دليل على محبتك لله .. ففي الحديث (جاءَ رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ ! دُلَّني على عَملٍ ؛ إذا أنا عمِلتُه أحبَّني اللهُ وأحبَّني النَّاسُ ؟ قال: ازهَد في الدُّنيا يحبَّكَ اللهُ، وازهَدْ في ما عندَ النَّاسِ يحبَّكَ النَّاسُ) . أخرجة أبو نعيم في حلية الأولياء بسند حسن ..

********************************

..:: ما مفهوم الزهد في الدنيا طلبا لله ؟ ::..

(كيف تزهد طلبا لله ؟)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

ومعنى كلمة الزهد : قلة الرغبة في الشيء مع القناعة بالقليل منه .

ولذلك يشار للزهد بمعنى الترك .. أي ليس محل اهتمام .. أو ليس ذي بال ليلتفت إليه الإنسان ..

ومقصد الحديث السابق ( ازهَد في الدُّنيا يحبَّكَ اللهُ ) .. هو أن لا تنشغل بالدنيا عن مراد الله منك .. فاترك التعلق بالدنيا حتى لا تلتفت عن الله .. ولذلك كان في حال الزهد محبة الله ..

* والزهد ليس ترك متع الحياة أو زينتها .. وإنما هو ترك التعلق بهذه الأشياء في قلبك حتى لا تشغلك عنه .. فيتساوى عندك وجودها وعدمها .. بلا انزعاج عند فقدها ..!!

* لأن التعلق فيه التفات .. والله لا يريدك أن تلتفت فتنشغل عنه ..!! فإذا وفيت حقوق الله فلا تنسى نصيبك من الدنيا وخذ منها ما تريد طالما وفيت حق الله ..!!

* أما عن زهد المال والملابس والنساء والطعام .. فليس من الدين إلا من حيث تقويم النفس وتزكيتها لتخضع لمنهج الله قلبا وقالبا .. !!

فهذه مجاهدات نفسية تكون لتقويم النفس وقهرها ومنعها من الاحتياجات التي قد تشغلها عن الله .. حتى تستقيم على الطاعة والإخبات لله والرضا بمجريات القضاء والقدر وغير ذلك مما ذكرناه ..

* فالزهد ترك الدنيا من القلب حتى لا ينشغل بها عن الله .. أي لا تتعلق بالموجودات .. بل تعلق بالحي الموجود .. ثم خذ من الدنيا ما تشاء طالما أنت مع الله ..

* ومن الآيات التي أرشدك الله فيها لتزهد في الدنيا .. مع توضيح كامل للحكمة الإلهية في الوجود حتى لا تحزن على فوات شيء ولا تغفل بعطاء فرحت به .. كقوله تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ . سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد20-24

* قال عمرو بن العاص في أحدى خطبه : (  أيُّها النَّاسُ كان نَبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أزهَدَ النَّاسِ في الدُّنيا وأصبَحْتُم أرغَبَ النَّاسِ فيها ) .. بسند صحيح ..

****************************

..:: لو أردت المحبة .. فلا تلتفت بقلبك عن مولاك .. لأنه محل نظر الله ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

صدق القلب مع الله في العبادات والمعاملات .. دليل على قبول عملك مع الله .. لأنك ابتغيت وجه الله من وراء فعلك ..

* ودائما عليك أن تنتبه للقلب لأن الله ينظر إليه .. ويرى هل أنت صادق في عملك معه تبتغي مرضاته .. أم أنك تريد الرياء والشهرة .. أم تعبده على حرف العطاء فقط .. فإن لم يعطيك فتكفر به وتنكر وجوده ..!!

* فانتبه لقلبك ولا تجعله يلتفت عن الله .. لأنه محل نظر الله ..

1- ففي الحديث ( إن في الجسدِ مُضغَةً : إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه ، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ ) .. رواه البخاري ..

2- وفي الحديث : ( إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ) .. رواه مسلم ..

* وفي رواية ( إنَّ اللهَ لا ينظُرُ إلى صُوَرِكم وأموالِكم ولكنْ ينظُرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم ) .. رواه بن حبان ..

* وقد روى بن كثير في تفسيره بلفظ ( لا ينظرُ إلى صُوَرِكم ولا إلى ألوانِكم ) ..

* فتفهم مما سبق أن أعمال الظاهر ليس مقياس للتقييم الإلهي للعبد .. وإنما أعمال الباطن هي التي محل نظر الله وعنايته .. فانتبه من أعمالك القلبية ..!!

****************************

..:: المحبة وعلاقتها بالعقل والقلب ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

عليك أن تفهم أن المحبة الإيمانية محلها القلب ومرشدها العقل .. وقد تنزل المحبة القلبية في القلب دون مناقشة عقلية .. وهذا يكون عن جذبة إلهية وفيض إلهي على العبد ..

* ولكن في النهاية يستقر وينعقد الإيمان في القلب بعد مناقشة التساؤلات العقلية .. ومعنى الاستقرار في القلب .. أي يطمئن القلب لصحة المعلومات التي وصلت إليه من العقل فيعقد عليها باليقين .. ولذلك ينشأ ما يسمى بالعقيدة ..!!

وبعد اطمئنان القلب للعقيدة التي وصلت إليه فيبدأ في العمل مع الله بإخبات وخضوع لله ..

* ولذلك كلما أنظر إلى شخص مضطرب العلاقة مع الله .. فأتجه إلى عقيدته لأبحث عما فيها من أفكار مغلوطة أو أخطاء يحسبها صواب .. ليتم تصحيحها حتى يستقيم العقل والقلب بالفهم عن الله .. فيحدث له إيمان عن فهم ديني صحيح تستقيم به حياته مع منهج الله بل حتى يصل ويطمئن بيقين لمجريات القضاء والقدر .. فينزل في مواطن الرضا والمحبة ..

* ولا يخفى أن العقائد الخاطئة تجعلك تلتفت إلى الوهم وليس إلى الله .. بل تجعلك تسخط في علاقتك بالله .. وتحرمك الرضا بالله .. ثم تبحث عن المحبة فلا تجدها ..!!

وكيف ستحب الله وأنت ساخط عليه مستنكر أمور دينية .. وللأسف نتيجة أنك اعتقدت في أمور وهمية .. أو علمت أنصاف حقائق فكانت النتيجة مضللة لك .. لأنك لم تعرف الحقيقة كاملة ..!!

وإليك بعض النماذج ..

*******************************

..:: عقائد خاطئة وأفكار وهمية تصنع لك حجاب ::..

فكيف ستجد المحبة في قلبك وأنت الذي حجبته عنك ؟

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

وكمثال للأفكار والعقائد الخاطئة التي كانت عقيدة عند البعض :

1- أن القرآن يحرق الجن والشيطان ..!! أو مثل أكاذيب المس الطائف التي علمتموها في (رسالة تأمين الخائف من المس الطائف) ..

فيترتب على هذه العقائد الضالة والمنحرفة .. أن يتهم الإنسان القرآن .. لأنه يقرأه ولا يحدث شيء ..!!

ولكن لأنه تم تضليله .. فقد فهم خطأ وعمل خطأ وكانت النتيجة صفر .. ليه ؟ لأنه يطلب شيء ليس له وجود مثل حرق الشيطان بالقرآن ..!!

2- وكمثال آخر :

الذي يدعو ويدعو ثم يقول لم يستجب لي الله .. ؟!!

فهذا أيضا فهم معلومة ناقصة أدت به إلى نتيجة خطأ وهي اتهام الله بأنه لا يجيب الدعاء أو غير موجود أصلا ..!!

* فقد سمع ويسمع من المشايخ أن الله مجيب الدعاء .. وهذا حق .. ولكن لم يستمع للحقيقة كاملة .. لأن الشيخ قال نصف الآية .. ولم يكمل الحقيقة كاملة بتكملة الآية وهي أنه إذا أردت أن يستجيب لك الله فيجب عليك أن تستجيب له .. وهذا هو قوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة186 ..

* فهناك إجابة للدعاء .. وهناك شرط لتحقيق إجابة الدعاء .. وهو الاستجابة لله التي هي اتباع أوامره واجتناب معاصية .. فهل أنت فعلت كما طلب منك ؟!!

* وحينما قال تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر60 .. فهل قال لك متى سيستجيب لك ؟ أو بأي كيفية سيجيب لك مطلبك ؟

فهو وعدك بالإستجابة لك .. ولكن متى وكيف .. في علم الله ..!! .. وذلك حتى تظل في عبوديتك لله منتبها لعبادتك وفعلك معه .. سواء أعطاك أم لم يعطيك .. !!

* ولذلك أقول لكم دائما .. هو يستجيب حقا .. ولكن في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي نريد .. وبالكيفية التي يريد وليس بالكيفية التي تريد ..!!

***********************************

..:: من أحبه الله .. أمده بحب أهل النور ورزقه القبول ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* اعلم أن من أحبه الله .. وأنعم عليه برضاه .. فهو يمده بمحبة أهل النور له ويبسط له القبول في الأرض .. ففي الحديث ( إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى إذا أحَبَّ عبدًا نادى جِبريلُ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبَّه فيُحِبُّه جِبريلُ ثم يُنادي جِبريلُ في السماءِ إنَّ اللهَ قد أحَبَّ فلانًا فأحِبُّوه فيُحِبُّه أهلُ السماءِ ويوضَعُ له القَبولُ في أهلِ الأرضِ ) ..

* وكيف يكون حب الملائكة للعبد المؤمن ؟

يكون بالدعاء له بالخير والنفع والبركة بإذن الله .. والاستغفار له بإذن الله .. وبإنزال السكينة عليه بإذن الله .. وبإلهامه بالخواطر الطيبة بإذن الله .. ومجالستهم في حلقات الذكر بإذن الله .. وغير ذلك من أفعال الملائكة مع المؤمنين بما تقرر في الشرع ..

* هل أهل النور .. يستطيع أحد أن يتحكم فيهم كما يزعم منحرفي الروحانيين والرقاة ؟

لا .. لن يحدث .. لأن التصريف في الملائكة من خصوصية الذات الإلهية ولم يمنحها لأحد .. وليس عطاء ربوبية ..

وإلا كان من باب أولى أن قد أعطى حبيبه وخليله النبي الأمي سيدنا محمد .. القدرة على التصرف في الملائكة سلبا وإيجابا .. ولكن هذا لم يحدث ..!!

* منحرفي الروحانيين والرقاة : غالبا تجدهم ينتمون لطرق صوفيه وما هم بصوفية ولكنهم ضلالية .. بل الآن أيضا من ينتمون للسلفية وما هم بسلفية ولكنهم ضلالية .. ويزعمون أن معهم جند الله ويصرفونهم في العلاجات كيفما شاؤوا ..!!

وحقيقة هؤلاء هي أنهم لما يأسوا في علاقتهم بمولاهم .. وخسروا يقينهم في ربهم .. فلجأوا إلى العالم الغيبي الناري ليكونوا لهم جلب لنفعا أو دفعا لضرا .. !!

* فأين الله في قلوب هؤلاء ؟

ربنا يهديهم ..!!

********************************

..:: كيف تعلم أن الله يحبك ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

طالما أنت مؤمن بالله وبرسوله وكتابه .. أنهم حق .. فهو يحبك .. حتى وإن كنت عاصيا مرتكبا للكبائر .. وإلا كان صرف عن قلبك الإيمان وختم لك بالكفر .. !!

* واعلم أن الله ينتظرك تستغفر وتتوب ليزيدك حبا وقربا .. ويجعلك تتذوق من معاني رحمته ومحبته ..

* فلا تستحي أن تعود إلى الله لكثرة ذنوبك مهما كانت .. ولكن اسأل نفسك إلى متى ستظل بعيد عن الله وهو يحبك ؟ فهل جزاء محبته لك أن تهجره ؟

وماذا بعد الهجر والبعد عن الله ؟ أليس في النهاية سيكون اللقاء ؟

فاعمل على أن يكون لقاءك به لقاء المحبين فيكرمك بالرضوان .. وليس لقاء الغافلين فيعاقبك بالنيران ..!!

*********************************

..:: كيف يحدث لك حب الشوق لله في القلب ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

كل ما سبق كتابته ستجد أنها أفعال نحن نفعلها حتى يحبنا الله .. وهي أيضا دليل على صدق اتباعنا لله ورسوله .. ولكن البعض يسأل :

كيف نصل لمرحلة الرابطة القلبية مع الله .. وكأنك تناجيه بقلبك وأنت متيقن أنه يسمعك .. ومتيقن أن معك .. ومتيقن أنك تحب لقاءه ..؟

الإجابة ببساطة :

أن المحبة القلبية أو الرابطة القلبية مع الله تكون عن رضا بفعل الله معك .. مع رؤيتك بكونه محسن إليك حتى في حال الضيق ..!!

* ما عدا ذلك .. فستظل واقفا عند المحبة العقلية (ولا تحزن فهذا مقام إيماني عالي جدا وهي الأصل في التكليف الشرعي) .. !!

ولكن اجتهد لتزداد ارتقاء وتصل إلى المحبة القلبية شيئا فشيئا من خلال المحبة العقلية حتى يكرمك الله وتتذوق طعم الإيمان .. فالمحبة القلبية درجات ومقامات لا يحصيها الا الله ..!!

***************************

..:: الفصل الحادي عشر ::..

************************

يتبع إن شاء الله

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..