ج11: رسالة لا تلتفت عن الله - ما هي توصيفات أفعال الإلتفات في السنة النبوية - هل الإلتفات في الصلاة يبطل الصلاة - هل عدم الخشوع أو التخيل أو الوسوسة يبطل الصلاة - هل تذكر الأشياء في الصلاة يبطل الصلاة - الشيطان يوسوس ببطلان الصلاة - أخي الداعية : شرف المؤمن أن يكون صادقا وليس مدلسا - هل يجوز الصلاة على سجادة عليها زخارف أو ألوان .

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثانية)

لا تلتفت .. عن الله

إذا أردت الوصول لرضوان الله

" الجزء الحادي عشر " 

* فهرس :

..:: الفصل الرابع عشر ::..

1- س1 : ما المقصود عند العلماء بالإلتفات ؟

2- س2 : كيف نجمع بين أحاديث النهي عن الإلتفات في الصلاة .. والأحاديث التي إلتفت فيها النبي وصحابته ؟

3- س3 : ما هي توصيفات أفعال الإلتفات في السنة النبوية ؟

4- س4 : هل الإلتفات في الصلاة يبطل الصلاة ؟

5- س5 : ما الصواب والخطأ في قول العلماء الذين أبطلوا الصلاة للإلتفات ، والذين كرهوا الإلتفات ولم يبطلوا الصلاة ؟

6- س6 : ما هو الإلتفات المبطل للصلاة ؟

7- س7 : هل كلام عبد الله بن عمر صحيح عن إلتفات النبي ؟

8- س8 : هل عدم الخشوع أو التخيل أو الوسوسة يبطل الصلاة ؟

9- س9 : هل تذكر الأشياء في الصلاة يبطل الصلاة ؟

10- س10 : الشيطان يوسوس ببطلان الصلاة كلما زادت الوساوس والانشغال في الصلاة .. بغير الخشوع ؟

11- أخي الداعية : شرف المؤمن أن يكون صادقا وليس مدلسا ؟

12- هل يجوز الصلاة على سجادة عليها زخارف أو ألوان ؟

*******************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مع فصل جديد نستكمل فيه الكلام عن رسالة الإلتفات ..

* وفي هذا الجزء نكمل الحديث عن الإلتفات في السنة النبوية .. من خلال أسئلة توضيحية لبعض ما سبق في الفصول السابقة .. 

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل الرابع عشر ::..

..:: أسئلة على ما سبق ::..

************************

..:: س1 : ما المقصود عند العلماء بالإلتفات ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

المقصود بكلامهم هو إلتفات الجسد وجوارحه (مثل العين والأذن والرأس ..) وقت الصلاة ..

**********************************

..:: س2 : كيف نجمع بين أحاديث النهي عن الإلتفات في الصلاة .. والأحاديث التي إلتفت فيها النبي وصحابته ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

النهي عن الإلتفات .. إنما هو نهي لعدم وجود سبب لذلك الإلتفات .. وإنما إذا وجد سبب للإلتفات .. فلا حرج ولا ينقص من صلاتك شيء .. ولذلك ستجد أحاديث الإلتفات للنبي كانت لسبب وجيه .. وليس عن غير سبب .. وفي ذلك تعليم لنا بجواز الإلتفات عند الحاجة والضرورة .. دون نقص نتيجة هذا الإلتفات لأن الشرع أذن بذلك .

******************************

..:: س3: ما هي توصيفات أفعال الإلتفات في السنة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

قد تظن أن الإلتفات له صفة واحدة وحكم واحد .. لا .. أنت مخطيء .. لأن الإلتفات له أحوال كثيرة .. منها ما يبطل الصلاة ومنها ما لا يبطل الصلاة .. ومنها ما ينقص من الصلاة دون أن يبطلها .. ومنها ما لا ينقص ولا يبطل .. وإليك حالات الإلتفات كما رأيتها في السنة النبوية .. أذكرها لكم ببساطة حتى لا يختلط عليك الأمر .. وأرجو من الله أن أكون قد وفقت ..

* فالإلتفات قد يكون عن :

1- عن ضرورة ومصلحة .. كمساعدة إنسان أو دفع ضرر عن نفسك .. كما ضربنا لذلك امثلة كثيرة سابقا . وهذا لا ينقص صلاتك ولا يبطلها ..

2- أو لسبب خارجي اعترضك أو جعلك تلتفت إليه أو يفقدك تركيزك .. وهذا لا ينقص من صلاتك طالما تجاهده .. مثل من جاء بجوارك مارا يستمع لأغنية رافعا صوتها دون إرادة منك .. أو فتح التلفاز فجأة وأنت تصلي .. أو ما شابه ذلك ..

3- أو يحدث الإلتفات لإلهام رباني جاء يذكرك بحق الله .. أو يرشدك إلى ما فيه مرضاة الله .. وهذا لا ينقص صلاتك ولا يبطلها .. طالما إلتزمت بفعل النبي في صلاتك ..

4- غفلة بهموم الدنيا بخاطر شيطاني يوسوس إليك ما يقلقك ليختلس من صلاتك .. فيقل الخشوع في قلبك .. وهذا ينقص من صلاتك .. ولكنه لا يبطلها ..

5- وقد يكون الإلتفات عن تعمد .. مثل من يعلو بصوت التلفاز قبل أن يدخل الصلاة حتى تستمع أذنه لباقي المسلسل العربي أو مباراة الكورة ..!!

او قد يلتفت بصدره عن القبلة أي كأنه ينظر إلى الخلف بلوي عنقه مع صدره .. !!

فهاتين حالتين تبطل فيهما الصلاة ويجب الإعادة ..

6- وقد يكون عن شهود الحق .. فيحدث الإلتفات لا عن قصد وإنما عن غلبة حال .. كما سنشرح في فصل الشبهات .. 

* والله أعلم في كل ما سبق .. فهذا اجتهادي في توصيف درجات الإلتفات .. ومن الله التوفيق .!!

*******************************

..:: س4 : أليس إلتفات الظاهر دليل على قلة خشوع الباطن ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

ليس بالضرورة .. فقد أوضحنا في السؤال السابق رجات الإلتفات .. والذي يدل على قلة الخشوع هو من يلتفت لهمومه الدنيوية منشغلا بها .. وهذا يكون من اختلاسات الشيطان حيث أنه يذكر الإنسان بها في الصلاة ليجعله يلتفت إليها حتى ينقص من كمال صلاته ..

* وهناك اختلاسات شيطانية تحدث في الحياة بصورة عامة .. كمن يصلي في مكان عام ويلتفت مختلسا النظر لإمرأة تمر أمامه (والاسترسال في النظر يبطل الصلاة لتعمد الإلتفات) .. أو يمر على سمعه أغنية في سيارة كانت تسير بجواره فيختلس السمع (والاسترسال في السمع يبطل الصلاة لتعمد الإلتفات) .. أو يلتفت يمينا ويسارا بلا سبب إلا لرؤية من يمر أمامه من الناس .. أو من يسترسل مع هواتف الوسواس حتى يختم صلاته .. وهكذا .. في هذه الحالة فهو ملتفت إختلاسا من صلاته ..

* ولكن إن كان الإلتفات عن حاجة ضرورية ومهمة فلا حرج ولا إلتفات لأن الشرع أجاز ذلك .. مثل من يرى أعمى سيقع .. فيمنعه حينئذ بيده ويغير مساره .. أو شخص دخل عليك غرفتك وأنت تصلي فتريد معرفة من هذا .. أو تسمع صوتا وأن لوحدك فتتخوف فتنظر يمينا ويسارا .. أو يسلم عليك أحد فتشير إليه برفع أصبعك كأنك ترد عليه السلام .. فكل ذلك لا ينقص من صلاتك شيء لأن الشرع أباحه لك ..

*****************************

..:: س5 : ما الصواب والخطأ في قول العلماء الذين أبطلوا الصلاة للإلتفات ، والذين كرهوا الإلتفات ولم يبطلوا الصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

قال بعض العلماء أن الإلتفات إن كان ليس عن حاجة ولا ضرورة فهو يبطل الصلاة .. وغالب العلماء قال لا يبطل ..

* فالذين قالوا بإبطال صلاة الملتفت .. لأنهم جعلوا عدم الإلتفات من فروض الصلاة لأنه تابع لخشوع القلب الذي هو فرض أيضا في مذهبهم .. فجعلوا عدم الإلتفات شرط صحة للصلاة ..!!

* ولكن غالب العلماء قالوا بالكراهية لأن عدم الإلتفات من كماليات الصلاة والخشوع شرط كمال وليس شرط صحة لفرض الصلاة ..  

* قلت خالد : والحق الذي أحسبه والله أعلم .. أن الإلتفات له توصيفات مختلفة جاءت في السنة .. وبقدر الوصف الذين يكون عليه .. يتبين الأمر هل تبطل الصلاة أم لا تبطل .. !!

فلا نقول أن الإلتفات مكروه على إطلاقه .. ولا باطل على إطلاقه .. ولكن له حالات يتبين منها الكراهة والبطلان كما ذكرنا سابقا ..

* وعموما لكلا الفريقين جانب من الصواب .. وإن كان غالب العلماء رأيهم الأصوب بكراهة الفعل .. وأنه لا يبطل الصلاة وهو فعل مكروه لأنه ينتقص من كمال الصلاة .. مثل اختلاسات الشيطان التي يصيب بها الإنسان بوسوسته ..

* والذين قالوا أن الملتفت لا تصح صلاته .. هو قول خطأ على إطلاقه .. وقد جانبهم الصواب .. لأن هذا مناقض للأحاديث التي تنقص من الصلاة .. ومناقض لفعل النبي وصحابته ..!! وإليك الدليل :

1- عن عمار بن ياسر : قال النبي ( إنَّ الرَّجلَ لينصرِفُ ، وما كُتِبَ لَه إلَّا عُشرُ صلاتِهِ تُسعُها ثُمنُها سُبعُها سُدسُها خُمسُها رُبعُها ثُلثُها ، نِصفُها ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

* فكان سبب نقص الصلاة .. هو الإلتفات بدون مجاهدة للسبب الذي جعلك تلتفت إليه .. سواء ظاهرا أو باطنا .. ولكن لو كان الإلتفات لحاجة ضرورية .. فهذا الإلتفات مشروع وجائز ولا ينقص من صلاتك شيئا لأنه فعل النبي ..!!

2- وعَنْ السيدة عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ ، فَقَال: ( شَغَلَتْنِي أَعْلامُ هَذِهِ ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ ).

* وبالرغم من أن كثرة الألوان على العباءة (الإنبجانية) التي ارتداها جعلته يذهب بنظره إليها .. إلا أنه لم يعيد الصلاة ..!! فعلمنا بذلك ان الإلتفات في الصلاة غير مبطل للصلاة .. وإن كان ينقص منها لو أثر هذا الإنشغال في قلبه فانصرف عن مولاه ..!!

(سيأتي  بعد قليل شبهة عن ذلك وستجد فيها ما يبهج صدرك) ..

3- حَدِيْث أنس، أن النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لعائشة: (كان قِرامٌ لعائِشَةَ ، ستَرَت به جانِبَ بَيتِها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أميطي عَنَّا قِرامَكِ هذا، فإنَّه لا تَزالُ تَصاويرُهُ تَعرِضُ في صلاتي ) رواه البخاري .

ومعنى (القرام) : هو ستارة عليها ألوان أو نقوش .. والله أعلم .

* قال الشيخ ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى: 449هـ) :

 وفيه من الفقه : أن مايعرض للمرء فى صلاته من الفكرة فى أمور الدنيا ومايخطر بباله من ذلك ، وماينظر إليه بعينه أنه لا يقطع صلاته ، كما لم يقطع صلاة النبى اعتراض التصاوير له فيها ، إذ لم يسلم أحد من ذلك .

شرح البخاري لابن بطال 1/181

 * قال الشيخ المُظهِري رحمه الله (المتوفى: 727 هـ) :

مَن التفتَ في الصلاة يمينًا ويسارًا ولم يحول صدرَه عن القِبْلة لم تبطل صلاتُه ، ولكن يسلب الشيطانُ كمالَ صلاته بأنْ حملَه على هذا الفعل ، وإن حوَّلَ صدرَه عن القِبْلَة بطلت صلاتُه .

المفاتيح في شرح المصابيح ج2 ص184

4- وعن السيدة عائشة : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ ، فَقَالَ: ( هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهَا الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ ).

* فلو كان الإلتفات عن ضرورة أو حاجة ضرورية .. فقد علمنا أن فيه إذن شرعي بجواز الإلتفات ..!!

فكان إلتفات الإنسان في الصلاة من طرق اختلاس الشيطان من كمال الصلاة .. فكان ذلك غير مبطل للصلاة كما ذهب من ذهب لبطلان الصلاة حين الإلتفات ..!!

* وإنما الإختلاس يكون فيما ليس فيه ضرورة ولا حاجة بل عن غفلة مثل من يرى فتاة مرت أمامه فنظر إليها نظرة خاطفة أو تكلم بجواره أحد فأخذه سمعه ليتمع إلى ما يقول أو وجد في نفسه أغنية كوسواس يدور بداخله .. أو وجد صورا إباحية تعرض أمام عينه دون إرادة منه .. أو تذكيره بموقف معين يؤذيه نفسيا .. فكل هذه الإلتفاتات الظاهرة أو الباطنة .. هي اختلاسات شيطانية يحركها الشيطان في النفس ليفسد عليه صلاته .. !!

* فكيف يثبت الرسول الإلتفات وأنه اختلاسات من الشيطان في الصلاة وأنتم تريدونها صلاة كاملة دون إلتفات ..؟!!

* وهذه الإلتفاتات لا تبطل .. وإن كان ينقص من الصلاة بقدر استمرارك بالإلتفات إليها .. حتى قد لا يبقى من صلاتك شيء وكأنك ما صليت شيئا ..!! كما قال النبي قال النبي ( إنَّ الرَّجلَ لينصرِفُ ، وما كُتِبَ لَه إلَّا عُشرُ صلاتِهِ تُسعُها ثُمنُها سُبعُها سُدسُها خُمسُها رُبعُها ثُلثُها ، نِصفُها ) ..

* يبقى مما سبق لا داعي أن نتهم الناس أو انفسنا ببطلان الصلاة لما يحدث معنا من إلتفاتات .. خاصة ونحن لا نقصدها .. ولا يوجد عاقل يقول أنه يدخل الصلاة ليلتفت ..!! فهل ترك كل الوقت ليدخل الصلاة مع الله ليلتفت عن الله ..؟!! فلو كان ملتفت عن الله لكان من باب أولى قد إلتفت عن الصلاة بالكلية ..!!

*********************************

..:: س6 : ما هو الإلتفات المبطل للصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* قال غالب العلماء .. المبطل في الإلتفات لو لوى عنقه أوجسده بالكامل للخلف .. لأنه بهذا يكون قد انصرف عن القبلة كليا .. فكأنه خرج عن الصلاة ..

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ يَمِينَا وَشِمَالًا ، وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ) .. رواه بن حبان بسند صحيح ..

* قال الشيخ نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ) :

قَالَ الْمُظْهِرُ : مَنِ الْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالًا وَلَمْ يُحَوِّلْ صَدْرَهُ عَنِ الْقِبْلَةِ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ ، لَكِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْلُبُ كَمَالَ صَلَاتِهِ وَإِنْ حَوَّلَهُ بَطَلَتْ ..

قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَنَصَّ فِي هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، " «لَا يَزَالُ اللَّهُ مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ فَإِذَا الْتَفَتَ انْصَرَفَ عَنْهُ» ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ عَدَمِ مُوَاجَهَةِ الرَّحْمَةِ ، وَقِيلَ: يَحْرُمُ إِنْ تَعَمَّدَهُ لِغَيْرِ حَاجَةٍ مَعَ عِلْمِهِ بِالْخَبَرِ ، وَقَدْ جَاءَ فِي خَبَرِ مُسْلِمٍ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا اشْتَكَى وَصَلَّوْا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَرَآهُمْ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ» ، الْحَدِيثَ ..

وَصَحَّ أَيْضًا أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَعَلَ يَلْتَفِتُ وَهُوَ يُصَلِّي الصُّبْحَ إِلَى الشِّعْبِ لِإِرْسَالِهِ فَارِسًا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْحَرَسِ ..

وَلَا بَأْسَ بِلَمْحِ الْعَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْتِفَاتٍ لِلْخَبَرِ الصَّحِيحِ : (أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ) .. نَعَمِ الْأَوْلَى تَرْكُ ذَلِكَ .. وَفِعْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِبَيَانِ الْجَوَازِ .

مرقاة المفاتيح ج2 ص781

* قال بن رجب الجنبلي رحمه الله (المتوفى: 795هـ):

والالتفات - أيضا - مما يسرقه الشيطان من صلاة العبد، فتنقص به صلاته.

وقد روي: ((لا صلاة لملتفت)) ، وإنما أريد نفي كمالها وتمامها ؛ فإنه يوجب إعراض الله من عبده في تلك الحال .

وكذلك تنخم المصلي أمامه في صلاته يوجب إعراض الله عن عبده المصلي له في حال تقريبه له وخلوته بمناجاته.

* فالشيطان يحمل المصلي على هذا كله ليقطع عليه صلاته ، بمعنى: أنه ينقص عليه كمالها وفوائدها وثمراتها من خشوعها وحضورها ، وما يتنعم به المصلي وتقر به عينه من ذكر الله فيها ، ومناجاته بتلاوة كتابه .

* وكذلك ما يقذفه الشيطان في قلب المصلي من الوساوس ويذكره به حتى ينسيه كم صلى وقد أمر المصلي .. حينئذ بان يسجد سجدتين ، فتكونا ترغيمتين للشيطان ، ولا تبطل الصلاة ، ولا تجب إعادتها بشيء من ذلك كله . والله أعلم.

فتح الباري ج4 ص140

* مع العلم أن بعض العلماء قال حتى هذا الإلتفات بالكلية للخلف لا يبطل لو مال بجسده للخلف طالما لحاجة ضرورية .. !!

وراجع كلام العلماء مستوفي في اختلافهم في مسألة الإلتفات في فتح الباري ج6 ص448 .. لابن حجر العسقلاني .

* مهازل في العبادات ؟

الإلتفات غالبا لا يكون عن عمد كما أوضحنا .. ولكن في هذا الزمان قد لاحظت على بعض الناس .. مهازل في العبادات .. مثل لو شخص فتح التلفاز بجواره ويعلو بالصوت ليستمع إلى حلقة المسلسل العربي وهو يصلي حتى لا تفوته أحداثها ..، أو يتابع مبارة كرة قدم .. ، أو شخص وقع نظره على امرأة تمر أمامه فظل ناظر إليها متفحصا فيها ..!!

* وهذه أمور تدل على وهن من يصلي .. وتدل على مدى سقوط نفسيته .. فضلا عن أنه بالتأكيد هذه ليست صلاة .. لأن الإلتفات فيها .. ليست عن غلبة موقف مثل وسواس وليست عن حاجة أو ضرورة .. بل عن شهوة نفسية متعمدة .. فبطلت الصلاة بلا ريب .. !!

لأنه عقد العزم من البداية على الإلتفات قبل دخول الصلاة ..!!

والله أعلم .

*******************************

..:: س7: هل كلام عبد الله بن عمر صحيح عن إلتفات النبي ؟ ::..

* قال الشيخ الزرقاني رحمه الله المتوفي  (1122) هـ ::..

 روى مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَكُنْ يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ .. لِأَنَّهُ كَانَ شَدِيدَ الِاتِّبَاعِ لِلْمُصْطَفَى .. وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: (سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلَاةِ ؟ قَالَ: لَا، وَلَا فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ) ..

وَهُوَ (أي الإلتفات) مَكْرُوهٌ بِإِجْمَاعٍ وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهَا لِلتَّنْزِيهِ ، وَقَالَ أَهْلُ الظَّاهِرِ : يَحْرُمُ إِلَّا لِضَرُورَةٍ .

شرح الزرقاني على الموطأ ج1 ص567

* قلت (خالد صاحب الرسالة) .. تعقيبا على ما ذكره الزرقاني رحمه الله :

ما قاله بن عمر لو صح إسناده .. فهو متعارض مع الأدلة الكثيرة التي رويت أن النبي إلتفت في صلاته .. ولعل عبد الله بن عمر لم يشهد هذه المواقف .. ولذلك حكى ما كان يراه هو فقط .. ولكن ما قاله ليس صواب على إطلاقه .. هذا على افتراض صحة سند رواية بن عمر ..!!

*********************************

..:: س8: هل عدم الخشوع أو التخيل أو الوسوسة يبطل الصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ( سألتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن التفاتِ الرجلِ في الصلاةِ ، فقال : هو اختلاسٌ يختلسُه الشيطانُ من صلاةِ أحدِكم ) رَوَاهُ البُخَارِيّ .

* معنى ( الاختلاس ) : الاختطاف ، وَهُوَ أَخذ الشَّيْء بِسُرْعَة . وَالْمعْنَى أَنه أزعجه إِلَى الِالْتِفَات بحادث ، فسلب من خشوعه وأدبه ذَلِك الْمِقْدَار . (كشف المشكل من الصحيحين ج4 ص392)

* قال الشيخ الحسين بن محمد اللاعيّ ، المعروف بالمَغرِبي (المتوفى: 1119 هـ) :

ونسبه إلى الشيطان مجازا عقليا ، لما كان الالتفات سبب ما يوسوس به الشيطان من أخطار الأسباب المفضية إلى التفات المصلي ، وأطلق على ذلك الالتفات اسم الاختلاس مبالغة في تشبيهه بالاختطاف بسرعة، وقيل: أسند إلى الشيطان لأن فيه انقطاعا عن ملاحظة التوجه إلى الحَقّ سبحانه.

البدر التمام شرح بلوغ المرام ج2 ص378

2- عن أبي هريرة : ( قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: إذا نودِيَ بالصَّلاةِ أَدبَر الشَّيطانُ وَلَه ضُراطٌ، حتَّى لا يَسمَعَ الأَذانَ، فإذا قُضِيَ الأَذانُ أَقبَل، فإذا ثَوَّب بِها أَدبَر، فإذا قُضِيَ التَّثويبُ أقبَل، حتَّى يَخطِرَ بينَ المَرءِ ونَفسِه، يَقولُ: اذكُر كَذا وَكَذا، ما لم يكْنْ يَذكرُ ، حتَّى يَظلَّ الرَّجلُ ما يَدري كَم صلَّى ، فإذا لم يَدرِ أَحدُكم كَم صلَّى ، ثَلاثًا أو أربعًا ، فلْيَسجدْ سَجدَتينِ وهوَ جالسٌ.) رواه البخاري .

وفي رواية : ( إنَّ أحدَكم إذا قام يصلِّي ، جاء الشيطانُ فلبَّس عليه، حتى لا يدري كم صلَّى ، فإذا وجَد ذلك أحدُكم، فلْيسجُدْ سجدتينِ وهو جالسٌ ) رواه البخاري .

3- عمار بن ياسر : قال النبي ( إنَّ الرَّجلَ لينصرِفُ ، وما كُتِبَ لَه إلَّا عُشرُ صلاتِهِ تُسعُها ثُمنُها سُبعُها سُدسُها خُمسُها رُبعُها ثُلثُها ، نِصفُها ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

4- عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ ، فَقَال: ( شَغَلَتْنِي أَعْلامُ هَذِهِ ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ ).

وقد كان أبو جَهم بنُ حُذيفةَ أهْدَى هذِه الخَميصةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فردَّها إليه، وطلَب منه عِوضًا عنها كِساءً له غليظًا ؛ تطييبًا لقلبِه ، حتَّى لا يَحصُلَ له انكسارٌ بردِّ هديَّتِه عليه ؛ ولذلك أعْلَمَه بسببِ الردِّ .

5- حَدِيْث أنس ، أن النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لعائشة: (كان قِرامٌ لعائِشَةَ ، ستَرَت به جانِبَ بَيتِها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أميطي عَنَّا قِرامَكِ هذا، فإنَّه لا تَزالُ تَصاويرُهُ تَعرِضُ في صلاتي ) رواه البخاري .

ومعنى (القرام) : هو ستارة عليها ألوان أو نقوش .. والله أعلم .

************************************

  

:: انتبه :: 

:: هل يجوز الصلاة على سجادة عليها زخارف أو ألوان ؟ ::

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

نعم يجوز .. فعن ميمونة ، قالت: ( كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -  يُصَلِّي على الخُمْرَةِ ، وفيها تصاوير ) رواه الذهبي بسند صحيح – راجع سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 407 )

* ولكن بشرط أن لا تلهيك وتشغلك وتفقدك تركيزك في الصلاة حتى لا تنقصك من كمال صلاتها ..

* معنى ( الخمرة ) : وهي سَجَّادةٌ صغيرةٌ من خُوصٍ ، سُمِّيتْ بذلك لسَترِها الوجهَ والكفَّينِ مِن حَرِّ الأرض وبَرْدِها .

**********************************

:: تنبيه ::

..:: أخي الداعية : شرف المؤمن أن يكون صادقا وليس مدلسا ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* انتبه : استغل البعض من الدعاة هذا الحديث السابق وهو (كان قِرامٌ لعائِشَةَ ، ستَرَت به جانِبَ بَيتِها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أميطي عَنَّا قِرامَكِ هذا، فإنَّه لا تَزالُ تَصاويرُهُ تَعرِضُ في صلاتي ) رواه البخاري .

وأخذ به في الإستدلال على أنه طالما النبي نهى عن الستارة الملونة لأنها شغلته في صلاته .. فمن باب أولى النبي عن الملابس الملونة يكون أشد نهيا خارج الصلاة .. للرجال والنساء ..؟!!

وأجيب عليه :

1- أخي الداعية : ليس من الصواب أن تزيد على الحديث النبوي بما ليس فيه ولم يشير إليه .. فهذا يعتبر اعتداء على الحديث .. أي تقوُّلا على النبي بما لم يقل به .. ولا يخفى ما في ذلك أنه بمثابة كذب على النبي ..!!

2- أخي الداعية : الحديث يتعلق بمخصوص .. أي بحال الصلاة .. ولم يسحب هذا الحكم على الحياة .. فأين النص الي نهى فيه عن الألوان في أنواع الحياة .. حتى تسحب هذا الحكم على حياة الناس ؟!!

وإلا فلماذا لم تجعل من الوضوء والخشوع صفة دائمة للمسلم في حياته .. طالما أنت تسحب أحكام مخصوصة .. وتجعلها عامة ..!!

3- أخي الداعية : قد يكون مذهبك الذي تعلمته يقول لك ذلك وهذا اختيار شيخك الذي تعلمت منه .. ولكن ليس من حقك أن تجعل من مذهبك شرعا للناس .. وتستبيح من الحديث ما ليس فيه .. حتى توهم الناس أن ما قلته هو شرع ديني ..!! فهذا من أعظم الفرى في الدين ..!!

4- أخي الداعية : ما يدل على فساد ما استدللت عليه .. هو أن النبي قد أعاد إنبجانية (عباءة ذات ألوان) .. لأنها شغلته في الصلاة .. ولو كان ارتدائها فيه نهيا كما تزعم أن الألوان في الملابس لا تصح .. لكان النبي نهى صاحب الإنباجية (العباءة) عن ارتدائها .. ولم يكن قد اكتفى برد الهدية فقط واستبدالها بعباءة ذات لون واحد ..!!

فلما قام برد العباءة الملونة ولم يصاحب لك نهي .. فقد علمنا أن الأمر مباح .. ولكنه يكره في حال الصلاة لأنه قد يلهي الإنسان في الصلاة من كثرة التصاير أو الألوان المطبوعة عليها ..!!

5- أخي الداعية : أحسبك لم تنتبه فقط سوى لحديث البخاري .. وهذا خطأ في الحكم .. ولم تنتبه للحديث الذي رواه الذهبي بسند صحيح عن ميمونة رضي الله عنها حيث قالت ( كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -  يُصَلِّي على الخُمْرَةِ ، وفيها تصاوير ) .. رواه الذهبي بسند صحيح – راجع سير أعلام النبلاء - الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 407 )

* فبنفس المنطق الذي حكمت به على حديث البخاري .. فنقول لك .. طالما النبي صلى على خمرة عليها تصاوير فهذا دليل على أن الألوان مباحة والرسومات المطبوعة مباحة .. وبالتالي لا مانع من استخدامها في الملابس وعلى الحوائط وفي أي مكان ..!!

فلو اجتهدت في المسألة وقرأت لكلام العلماء جيدا .. ما كنت وصلت لاستدلالك في النهي المطلق للألوان والرسومات المطبوعة ..!!

6- أخي الداعية : أعتب عليك أمرا .. وهو لماذا لم تقل للناس أن العلماء قالوا بكراهة الألوان والرسومات لو كان فيها شغلا عن العبادة .. أما لو كانت ليس فيها شغلا فلا مانع منها ..!!

لماذا اكتفيت برأيك المذهبي فقط .. وحجبت أقوال أئمة السلف والخلف في المسألة .. وكأن شيخك أو أهل مذهبك هم أهل الحق وغيرهم أهل الباطل ..!! فهذا يا أخي المسلم كما تعلم يسمى تدليس في العلم أي تزوير .. ولا أحب أن يقال عنك أنك دلست في العلم .. لأنه لا يصح أن يقال عن مسلم أنه مدلس ..!!

* فكن داعية إلى الله بحق .. وانشر العلم الديني بحيادية .. ولا حرج عليك أن تقول أنك تميل إلى رأي دون رأي طالما معك أسبابك الشرعية المؤيدة لكلامك .. ولكن ليس من حقك تسييس الناس على أنصاف الحقائق أو على أفكار مشايخك أو مذهبك .. فها أمر غير مقبول تماما ..!!

* ومن شرف المؤمن أن يكون صادق .. في الدين والدنيا .. !!

* نعود ونستكمل الأسئلة عن الإلتفات ..

******************************

..:: س9 : هل تذكر الأشياء في الصلاة يبطل الصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

لا يبطل الصلاة .. ودليل ذلك :

1- عن عقبة بن الحارث قال : ( صَلَّيتُ مَع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم العَصرَ ، فلمَّا سلَّم قام سَريعًا ، دَخَل على بَعضِ نِسائِه ، ثُمَّ خَرَج ، وَرَأى ما في وُجوهِ القومِ مِن تَعجُّبِهم لِسُرعتِه، فَقال: ذَكَرتُ وَأنا في الصَّلاةِ تِبْرًا عِندَنا ، فكَرِهتُ أن يُمسيَ ، أو يَبيتَ عِندَنا ، فأَمَرتُ بِقِسمتِه ) . رواه البخاري .

* معنى (تبرا) : أي شيء من ذهب .

*********************************

..:: س10: الشيطان يوسوس ببطلان الصلاة كلما زادت الوساوس والانشغال في الصلاة .. بغير الخشوع ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

هذه مسرحية الشيطان التي يتلاعب بها مع الناس دائما ليحبط من عزيمتهم في التعامل مع الله .. !!

ولكن هذه مجرد انشغالات واختلاسات يحاول أن ينقص بها من صلاتك .. وبقدر استرسالك معها بقدر ما ستنقص صلاتك .. ولكن لا تبطل صلاتك ولا تقطعها لتعيدها ..!!

* عن القاسم بن محمد ( أحد أئمة التابعين) .. أن رجلاً سأله فقال: إني أهمُّ في صلاتي فيكثر ذلك علي . فقال له: أمض في صلاتك فإنه لن يذهب ذلك عنك حتى تنصرف وأنت تقول ما أتممت صلاتي)) رواه مالك . 

* ومعنى (أَهِم) : أي أخطأ وأسهو وأنشغل في صلاتي ..

*************************************

 :: الفصل الخامس عشر ::

..:: الإلتفات عن الخشوع في الصلاة ::..

****************************

يتبع إن شاء الله تعالى 

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..