بحث في المدونة من خلال جوجل

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

Textual description of firstImageUrl

ج14: رسالة لا تلتفت - خطة الشيطان في الإلتفات عن الله - لأقعدن لهم صراطك المستقيم - أدوات خطة الشيطان - الوعد الشيطاني وأماني النفس - متى يخدعك الشيطان وكيف يؤثر فيك بالغرور - حقيقة وعد الشيطان - من وسائل الجذب الشيطاني الوعد بالوهم - معنى قوله تعالى (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) .

بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات في الطريق إلى الله
حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق
(الرسالة الثانية)
لا تلتفت .. عن الله
إذا أردت الوصول لرضوان الله
" الجزء الرابع عشر "

* فهرس :
..:: الفصل السابع عشر ::..
1- خطة الشيطان في الإلتفات عن الله ؟
2- لأقعدن لهم صراطك المستقيم ؟
3- أدوات خطة الشيطان في الإلتفات عن الله ؟

..:: الفصل الثامن عشر ::..
4- الوعد الشيطاني وأماني النفس وخداع الشيطان ؟
5- ما معنى الوعد ، والتمني ، الغُرور ؟
6- ما معنى قوله تعالى (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) النساء120 ؟
7- من أدوات خطة الشيطان في الإلتفات عن الله ؟
8- الوعد المزيف بتحقيق أماني النفس بغرض الخداع ؟
8- الشيطان أنجز وعده بالتضليل ولازال مستمر ؟
9- متى يخدعك الشيطان وكيف يؤثر فيك بالغرور ؟

..:: الفصل التاسع عشر ::..
10- ما هي حقيقة وعد الشيطان ؟
11- من وسائل الجذب الشيطاني ؟
12- الوعد بالوهم .. لتحقيق رغبات النفس ؟
13- لماذا شبَّه الله وسوسة الشيطان بالوعد ؟
14- لماذا وصف الله وسوسة الشيطان على الفحشاء بالأمر ؟
15- لماذا ذكر الله .. الوعد مع الفقر ، والأمر مع الفحشاء ؟

*******************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مع فصل جديد نستكمل فيه الكلام عن رسالة الإلتفات ..

* وفي هذا الجزء نتكلم عن كيفية حدوث الإلتفات عن الله من خلال الشيطان .. مع معرفة خطة الشيطان ومنهجه ووسائله في التضليل ..!!

* مع التوسع في الكلام عن الوعد الشيطاني المزيف والخادع والمرتبط بأماني النفس .!!

* بمعنى أبسط .. ما هي خطة الشيطان التي يستحدمها ليجعلنا نلتفت عن الله ؟

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

*******************************
..:: الفصل السابع عشر ::..
..:: خطة الشيطان في الإلتفات عن الله ؟ ::..
***************************
..:: لأقعدن لهم صراطك المستقيم ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
يقول تعالى موضحا إعلان الشيطان بالعداء للإنسان : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) الأعراف16 .. أي لأقعدن لهم على الطريق الذي يهديهم إليك لأصرفهم عن الحق إلى الباطل ..
وفي هذا دلالة على أن الشيطان سيعترضك في طريقك إلى الله ليلفتك عن طريق الله بكل طريقة ممكنه ..

* وكأن الشيطان مثل لافتة طريق أو مثل بوست كبير يضع فيه إعلانات متعددة للإغواء .. في كل مرحلة في طريقك إلى الله .. حتى يحاول أن يجذبك إليها وتنحرف ولا تستمر على طريق المستقيم .


* وكيف يحدث هذا الإلتفات ؟

إتيان الشيطان وطوافه بالإنسان يكون من نواحي أربعة وهي خطة إبليس ومنهجه في إبعادنا عن الطريق القويم .. وقد كشفها الله لنا على لسان إبليس حينما قال لله تعالى :( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف16-17

1- ما معنى الإتيان ؟
 * وجدت أن معنى الإتيان في اللغة هو .. المجئ بسهولة .. وهذا في عموم القرآن عموما ..

* وهذا الإتيان يجعلك تفهم أن مجيء الشيطان بسهولة فيه إذن من الله للشيطان بأن يتسلط لعرض أفكاره التحريضيه على المعصية .. حتى ينكشف مَن هو المؤمن الذي سيدخل في حفظ الله مستعيذا به من الشيطان .. ومَن الذي سيصدق إبليس عليه ظنه وسيتبعه متجاهلا أوامر الله ولا يكون من الشاكرين لله ..!!

* وكما أن مجيئه سهل .. فطرده أسهل .. وهو أن تستعيذ بالله منه ..!!

2- ما المقصود من الجهات الأربعة ؟
اليدين : المقصود بهما تزيين الدنيا لك حتى تظل غافلا عن العمل مع الله ..
والخلف : المقصود بهه تحريضك على الإنكار والجحود لله واليوم الآخر حتى ترتد عن دينك وتنقلب على عقبيك خاسرا آخرتك ..
واليمين : المقصود به صرفك عن الحسنات أو الطاعات بكل حيلة ..
والشمال : المقصود به تحريضك على السيئات أو المعاصي بكل حيلة ..
هذا اجتهادي والله أعلم .

* والغرض من وصف الجهات هو .. تكرار محاولة الشيطان من حولك مثل الذئب الذي يبحث عن مدخل للوصول إليك .. وقد شرحت لك مقصود الجهات الأربعة سابقا فارجع إليه .!!

* ولأن الشيطان يحضر من كل الجهات .. ولا طاقة للإنسان في دفع الشيطان عنه .. فقد اختص الله نفسه بقهر الشيطان .. وشرفك أنت أيها الإنسان المؤمن بأن يدافع عنك إن لجأت إليه واعتصمت به .. ..
فهل أنت فعلت ذلك ؟!! 

* أم بحثت عن وسيلة لتتواصل مع الجن لتعتصم به وتستعيذ به وتتوكل عليه في دفع الشيطان عنك .. !!
أو ارتضيت أن تذهب للروحاني خادم الجن ليكون دليلك ومرشدك ..!!
ثم بعد ذلك تزعم أنك تقول "يا رب" ؟
فكيف يستجاب لك ؟!!

*************************************

..:: أدوات خطة الشيطان في الإلتفات عن الله ؟ ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
هناك أدوات يستخدمها الشيطان في الوصول إلى تحقيق خطته التي يريد تطبيقها وهي إحاطة الإنسان بالإغواء .. وجد أن من هذه الأدوات التي سمح الله بها للشيطان كلها مجموعة في قوله تعالى ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) الإسراء 64-65

* كنا قد شرحنا هذه الآية تفصيليا لكل أداة على حده .. في رسالة الزوهرين الجزء الثاني عشر .. فارجع إليه .. ولكن هنا سنهتم بالوعد الشيطاني على وجه الخصوص لأنه متعلق بتحريك أماني النفس بما يجعلها تلتفت وتنحرف عن الحق ..
* ولكن أذكر لك تفسيرا للآية حتى تكون على علم بالتفسير عما نتكلم عنه .. ولا تتكلف مشقة البحث عن التفسير .. وأكتفي لك بما ذكره الشيخ المراغي رحمه الله .. وشيء مما ذكره الشيخ طنطاوي رحمه الله .

* قال الشيخ المراغي رحمه الله :
* (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) أي قال تعالى مهددا له: استخفّ وأزعج بدعائك إلى معصية الله ووسوستك من استطعت من ذرية آدم.

* (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) أي واجمع عليهم من ركبان جندك ومشاتهم من تجلب بالدعاء إلى طاعتك والصرف عن طاعتى، ومثل هذا الأسلوب يراد به التشمير فى الأمر والجد فيه، والتسلط على من يغويه، وكأن فارسا مغوارا وقع على قوم، فصوت بهم صوتا مزعجا من أماكنهم، وأجلب عليهم بجند من خيالة ورجالة حتى استأصلهم.

* قال مجاهد: ما كان من راكب يقاتل فى معصية الله فهو من خيل إبليس ، وما كان من راجل فى معصية الله فهو من رجّالة إبليس . 

* وقال آخرون: ليس للشيطان خيل ولا رجالة ، وإنما يراد بهما الأتباع والأعوان من غير ملاحظة لكون بعضهم ماشيا وبعضهم راكبا .

* (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) بحثهم على كسبها من غير السبل المشروعة، وإنفاقها فى غير الطرق التي أباحها الدين، ويشمل ذلك الربا والغصب والسرقة وسائر المعاملات الفاسدة.
وقال الحسن: مرهم أن يكسبوها من خبيث، وينفقوها فى حرام.

* (وَالْأَوْلادِ) بالحث على التوصل إليهم بالأسباب المحرمة وارتكاب ما لا يرضى الله.
وإجمال القول فيه : إن كل مولود ولدته أنثى عصى الله فيه ، بإدخاله فى غير الدين الذي ارتضاه ، أو بالزنا بأمه ، أو بوأده ، أو بقتله ، أو غير ذلك فقد شارك إبليس فيه من ولد له أو منه .

* (وَعِدْهُمْ) بما يستخفهم ويغرّهم من المواعيد الباطلة، كوعدهم بأن لا جنة ولا نار، أو بأن الآلهة تشفع لهم ، أو بالكرامة على الله بالأنساب الشريفة ، مع ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلّم «يا فاطمة بنت محمد سلينى من مالى ما شئت لا أغنى عنك من الله شيئا»
أو بالتسويف فى التوبة ، أو بإيثار العاجل على الآجل أو نحو ذلك.

* وخلاصة ذلك : إنه يغويهم بأن لا ضرر من فعل هذه المعاصي، فإنه لا جنة ولا نار، ولا حياة بعد هذه الحياة، وإنها سبيل اللذة والسرور، ولا حياة للإنسان إلا بها فتفويتها غبن وخسران .
خذوا بنصيب من سرور ولذة ... فكلّ وإن طال المدى يتصرّم

* وينفّرهم من الطاعة بأن لا فائدة فيها ، إذ لا رجعة بعد هذه الحياة ، فهى عبث محض ، فهذه بعض تلبيسات الشيطان وهذه خدعة .

* (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) لأنه لا يغنى عنهم من عقاب الله شيئا إذا نزل بهم، فمواعيده خدعة يزينها لهم ويلبسها ثوب الحق، كما قال إبليس إذ حصحص الحق يوم يقضى ربك بالحق: «إنّ الله وعدكم وعد الحقّ ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلّا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم» .

* (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) أي إن عبادى الذين أطاعونى فاتبعوا أمرى وعصوك، ليس لك عليهم تسلط ، فلا تقدر أن تغويهم وتحملهم على ذنب لا يغفر ، فإنى قد وفقتهم بالتوكل علىّ، فكفيتهم أمرك .

* (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) فهم يتوكلون عليه ، ويستمدون منه العون فى الخلاص من إغوائك ووسوستك .
وفى الآية إيماء إلى أن الإنسان لا يمكنه أن يحترز بنفسه من مواقع الضلال ، وإنما المعصوم من عصمه الله .
تفسير المراغي ج15 ص71-72

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :
وقوله: (وَعِدْهُمْ) أى: وعدهم بما شئت من المواعيد الباطلة الكاذبة . كأن تعدهم بأن الدنيا هي منتهى آمالهم . فعليهم أن يتمتعوا بها كيف شاءوا ، بدون تقيد بشرع أو دين أو خلق . وكأن تعدهم بأنه ليس بعد الموت حساب أو ثواب أو عقاب ، أو جنة أو نار ...
وقوله سبحانه (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) تحذير من الله تعالى لعباده من اتباع الشيطان ، ومن السير وراء خطواته .
وأصل الغرور : تزين الباطل بما يوهم أنه حق . يقال: غر فلان فلانا فهو يغره غرورا إذا خدعه ، وأصله من الغرّ ، وهو الأثر الظاهر من الشيء ، ومنه غرة الفرس لأنها أبرز ما فيه .
ولفظ غُرُوراً صفة لموصوف محذوف .

* والتقدير: وعدهم- أيها الشيطان- بما شئت من الوعود الكاذبة، وما يعد الشيطان بنى آدم إلا وعدا غرورا.
ويجوز أن يكون مفعولا لأجله فيكون المعنى : وما يعدهم الشيطان إلا من أجل الغرور والمخادعة.

* وفي الجملة الكريمة التفات من الخطاب إلى الغيبة ، إهمالا لشأن الشيطان ، وبيانا لحاله مع بنى آدم حتى يحترسوا منه ويحذروه .

* ثم ختم- سبحانه- الآيات بغرس الطمأنينة في قلوب المؤمنين الصادقين ، فقال- تعالى-: ( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) .
أى: إن عبادي الصالحين الذين أخلصوا دينهم لي، ليس لك- يا إبليس- تسلط واقتدار على إغوائهم وإضلالهم، وصرفهم عن السبيل الحق إلى السبيل الباطل.
قال- تعالى-: ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) .
وقال- سبحانه- ( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ، إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ) .

* والإضافة في قوله (إِنَّ عِبادِي) ... للتشريف والتكريم حيث خصهم- سبحانه- بهذا اللون من الرعاية والحماية .

* وقوله (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) أى: وكفى بربك وكيلا يتوكلون عليه ، ويفوضون إليه أمورهم ، ويعتصمون به لكي يقيهم وساوس الشيطان ونزغاته .
التفسير الوسيط ج8 ص390-391

*******************************
..:: الفصل الثامن عشر ::..
( الوعد الشيطاني وأماني النفس وخداع الشيطان)
***************************
..:: ما معنى الوعد ، والتمني ، الغُرور ::..

* قال تعالى : ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ) النساء120 .

1- أولا : ما معنى الوعد ؟
الْوَعْدَ : إِخْبَارٌ بِحُصُولِ شَيْءٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ جِهَةِ الْمُخْبِرِ .
التحرير والتنوير ج3 ص59
الوعد : هو أن يخبر أحد آخر بشيء يسرّه أن يوجد .
تفسير الشعراوي ج5 ص2653

2- ثانيا : ما معنى التمني ؟
وَالتَّمَنِّي : هُوَ طَلَبُ حُصُولِ مَا يَعْسُرُ حُصُولُهُ لِلطَّالِبِ ..
التحرير والتنوير ج5 ص29

* قال الشيخ حسن عز الدين الجمل :
منَّاة الشئ ومنَّاه به : ألقي في قلبه وقوعه ، وقرب إليه نيله حتي حدثته نفسه به ، ويكون ذلك فيما يحب ويشتهي ، ويغلب في الشهوات الباطلة . ويقال: مناة: جعله يحسب ما يشتهيه قريبا.
ولأمنينهم: (ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام) "199/النساء".
وتمنية الشيطان لهم أن يوقع في قلوبهم طول الحياة والنجاة من الحساب.
يمنيهم: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) "120/النساء"
مخطوطة الجمل ج4 ص277

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
أمثلة لوعد الشيطان وتحريك الأماني في النفس :
1- هم الذين يبحثون عن الآثار من أجل الثراء السريع وتحقيق كل ما يتمناه .. فيزين لهم الخيالات الباطلة على وجود كنوز في منازلهم أو غيرها من أماكن .. ويمنيهم أن الكنز موجود وأنه يراه حقيقة والجن يرشدوه لذلك .. ويجعله يترك العلم والعمل باحثا عن الوهم ..!!

2- ومثال آخر : بعض الرقاة أو الروحانيين يمنيهم الشيطان أنهم لو قرأوا الإسم الفلاني أو الآية الفلانية أو السورة الفلانية .. سيكون معهم خدمات روحانية وقوة روحانية هائلة يستطيع بها أن يقهر الجن .. أو سيحرق الجن أو ما شابه ذلك من أباطيل ..!!

3- ثالثا : ما معنى الغُرور ؟
* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
والغرور بِضَمِّ الْغَيْنِ وَيُقَالُ التَّغْرِيرُ : إِيهَامُ النَّفْعِ وَالصَّلَاحِ فِيمَا هُوَ ضُرٌّ وَفَسَادٌ .
التحرير والتنوير ج22 ص258

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
(الغرور) هو ظن الضار مصلحة ، والباطل حقا.
زهرة التفاسير ج5 ص2799

* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله :
الغُرور : هناك «غُرور» - بضم الغين -، و «غَرور» - بفتح الغين -. والغُرور - بضم الغين - هو الشيء يُصوَّر لك على أنّه حقيقة وهو في الواقع وَهْم. والغَرور - بفتح الغين - هو من يفعل هذه العملية .

* ولذلك فالغَرور - بفتح الغين - هو الشيطان؛ لأنه يزين للإنسان الأمر الوهمي ، ويؤثر مثلما يؤثر السراب ؛ فالإنسان حين يرى انكسار الأشعة يخيل إليه أنه يرى ماء، ويقول الحق عن ذلك: (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظمآن مَآءً حتى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) النور39 .

* وكذلك الغُرور، حيث يزين الشيطان شيئاً للإنسان ويوهمه أنه سيستمع به. فإذا ما ذهب الإنسان إليه فلن يجد له حقيقة، بل العكس
تفسير الشعراوي ج5 ص2654

**************************

..:: من أدوات خطة الشيطان في الإلتفات عن الله  ::..

( الوعد المزيف بتحقيق أماني النفس بغرض الخداع)

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
الغرض من وعد الشيطان هو خداع الناس وتضليلها وهو المسمى بالغرور .. ولكن انتبه ..!!
فحتى يستطيع الشيطان أن يعدك بشيء موسوسا لك به فلابد أن يكون قد وجد في نفسك رغبة قوية جدا في تحقيق شيئا ما حتى استولت هذه الرغبة على تفكيرك  ..!!

* وهنا يأتي دور الشيطان في تزيين هذه الرغبة ولكن بالباطل (غرورا) .. ويتلاعب بك من حيث علاقة نفسك بالله .. كيف ذلك ؟

* فالنفس التي ترجو لقاء الله بصدق توجه وتلتزم مع الله بالقلب .. فلا سلطان له عليها ..!!
والنفس التي تسعى لتحقيق شهوات ورغبات دون إلتزام قلبي مع الله .. فهؤلاء هم المطلوبون كهدف للشيطان ..!!

* وقلت إلتزام قلبي .. لأنه محل نظر الله .. حيث يقول النبي ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) .. ويقول تعالى : ( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ) ق33 .

* نعود فنقول :
* س: ما معنى قوله تعالى (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) النساء120 ؟

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :
يعد الشيطان أولياءه بالوعود الباطلة ، ويمنيهم بالأمانى الكاذبة ، لكي يستمروا على طاعته ، والحال أن الشيطان ما يعدهم إلا بالأمور الخادعة التي ظاهرها يغرى وباطنها يردى .
* قال القرطبي : الغُرور ما رأيت له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه .. والشيطان غَرور لأنه يحمل على محاب النفس ووراء ذلك ما يسوء .
التفسير الوسيط ج3 ص317

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :
صور الله سبحانه وتعالى حال إغراء الشيطان بأنه عمل عملين ، لَا يكون فيهما أي نفع عاجل أو آجل ..
1- فهو أولاً - يسرف في وعدهم بمتع لَا حد لها ، بأن يصور لهم أن فيما يفعلون من شر متعا كثيرة ، ونفعا كبيرا ، وليس لذلك أي أثر .
2- ثانيهما - أنه يجعل النفس تتمنى ما لَا يعقل ويكون بعيد الوقوع . ومن وراء تلك الأماني تنفذ إلى النفس الأوهام فتسيطر عليها . وما كان ذلك الوعد ، وإثارة الأمنيات إلا الغرور والخيبة في ذاتها .
زهرة التفاسير ج4 ص1867

* قال الشيخ المراغي رحمه الله :
(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ) فيعد الناس الفقر إذا هم أنفقوا شيئا من أموالهم فى سبيل الله، ويوسوس لهم بأن أموالهم تنفد أو تقلّ ويصبحون فقراء أذلاء، ويعدهم الغنى والثروة حين الإغراء بالقمار، ويعد من يغريه بالتعصب لرأيه وإيذاء مخالفه فيه من أهل دينه للجاه والشهرة وبعد الصيت.
ويؤيد هذه الوعود بالأمانى الباطلة يلقيها إليهم.
* ويدخل فى وعد الشيطان وتمنيته ما يكون من أوليائه من الإنس ، وهم قرناء السوء الذين يزينون للناس الضلال والمعاصي ويمدونهم فى الطغيان وينشرون مذاهبهم الفاسدة وآراءهم الضالة التي يبتغون بها الرفعة والجاه والمال، وهؤلاء يوجدون فى كل زمان ومكان .

* (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) أي وما يعدهم الشيطان إلا باطلا يغترون به ولا يملكون منه ما يحبون، فيزين لهم النفع فى بعض الأشياء وهى مشتملة على كثير من الآلام والمضارّ فالزانى أو المقامر أو شارب الخمر يخيل إليه أنه يتمتع باللذات بينما هو فى الحقيقة يتمتع بلذائذ وقتية تعقبها آلام دنيوية طويلة المدى ، وخيمة العواقب ، إلى عذاب أخروى لا يعلم كنهه إلا من أحاط يكل شىء علما .
تفسير المراغي ج5 ص162

***************************
..:: الشيطان أنجز وعده بالتضليل ولازال مستمر ::..

* س : لماذا جاء بالفعل المضارع في قوله ( يعدهم ويمنيهم ) ؟

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
 لِبَيَانِ أَنَّهُ أَنْجَزَ عَزْمَهَ فَوَعَدَ وَمَنَّى وَهُوَ لَا يَزَالُ يَعِدُ وَيُمَنِّي ، فَلِذَلِكَ جِيءَ بِالْمُضَارِعِ .
التحرير والتنوير ج5 ص206

*******************************
..:: متى يخدعك الشيطان وكيف يؤثر فيك بالغرور ؟ ::..

* يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في سورة الإسراء :

قوله: (وَمَا يَعِدُهُمُ الشيطان إِلاَّ غُرُوراً) الإسراء64 .. أي: لا يستطيع أن يَغُرَّ بوعوده إلا صاحب الغِرّة والغفلة ..
ومنها الغرور: أي يُزيّن لك الباطل في صورة الحق فيقولون: غَرَّهُ .
وأنت لا تستطيع أبداً أن تُصوّر لإنسان الباطل في صورة الحق إلا إذا كان عقله قاصراً غافلاً ؛ لأنه لو عقل وانتبه لتبيَّن له الحق من الباطل ، إنما تأخذه على غِرَّة من فكره ، وعلى غَفْلة من عقله .
لذلك كثيراً ما يُخاطبنا الحق سبحانه بقوله: (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) [القصص: 60] (أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ) [الأنعام: 50] (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ) [النساء: 82] وينادينا بقوله: (ياأولي الألباب) [الطلاق: 10]

* وهذا كله دليل على أهمية العقل ، وحثٌّ على استعماله في كل أمورنا ، فإذا سمعتم شيئاً فمرِّروه على عقولكم أولاً ، فما معنى أن يطلب الله مِنَّا ذلك ؟ ولماذا يُوقِظ فينا دائماً ملكة التفكير والتدبُّر في كل شيء ؟ .

* لا شكَّ أن الذي يُوقِظ فيك آلة الفكر والنقد التمييز ، ويدعوك إلى النظر والتدبر واثق من حُسْن بضاعته ، كالتاجر الصدوق الذي يبيع الجيد من القماش مثلاً ، فيعرض عليك بضاعة في ثقة، ويدعوك إلى فحصها ، وقد يشعل النار لِيُريك جودتها وأصالتها .

* ولو أراد الحق سبحانه أن يأخذنا هكذا على جهل وعمى ودون تبصُّر ما دعانا إلى التفكُّر والتدبُّر .

* وهكذا الشيطان لا يُمنّيك ولا يُزيّن لك إلا إذا صادف منك غفلة ، إنما لو كنت متيقظاً له ومُسْتصحباً للعقل ، عارفاً بحيله ما استطاع إليك سبيلاً ، ومن حيله أن يُزيِّن الدنيا لأهل الغفلة ويقول لهم : إنها فرصة للمتعة فانتهزها وَخذْ حظك منها فلن تعيش مرتين ، وإياك أن تُصدّق بالبعث أو الحساب أو الجزاء .

* وهذه وساوس لا يُصدّقها إلا مَنْ لديه استعداد للعصيان ، وينتظر الإشارة مجرد إشارة فيطيع ويقع فريسة لوعود كاذبة ، فإنْ كان يوم القيامة تبرّأ إبليس من هؤلاء الحمقى ، وقال: (إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي فَلاَ تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) [إبراهيم: 22] .
تفسير الشعراوي ج14 ص8669

******************************
..:: الفصل التاسع عشر ::..
***************************
..:: ما هي حقيقة وعد الشيطان ؟ ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
حقيقة الوعد الشيطاني هي النتيجة المرجوة من وعد الشيطان لك .. وهي أن ما وعدك به إنما هو شيء عير حقيقي أي مزيف .. في ظاهرة المتعة وفي حقيقته الألم والشقاء .. أي في ظاهره حق وفي حقيقته باطل .. لأنك اتبعت ما تريده نفسك .. فأغواك ..!!

يقول تعالى : ( وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) إبراهيم22 ..

* وهذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم .. ( إن للشَّيطانِ للمَّةً بابنِ آدمَ ، ولِلمَلك لَمَّةٌ ، فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكْذيبٌ بالحقِّ ، وأمَّا لمَّةُ الملَكِ فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ . فمَن وجدَ ذلِكَ فليعلم أنَّهُ منَ اللَّهِ ، فليحمَدِ اللَّهَ ، ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ منَ الشَّيطانِ . ثمَّ قرأَ : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ) رواه الترمذي بسند صحيح .

* قال الشيخ المراغي رحمه الله في شرح الآية :
(وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) أي وقال إبليس مخاطبا أتباعه من الإنس ، بعد أن حكم الله بين عباده فأدخل المؤمنين فراديس الجنات ، وأسكن الكافرين سحيق الدركات .

* (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ) أي إن الله وعدكم على ألسنة رسله بالبعث وجزاء كل عامل على عمله ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، ووعده حق وخبره صدق .

* (وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) أي ووعدتكم أن لا جنّة ولا نار ، ولا حشر ولا حساب ، ولئن كانا فنعم الشفيع لكم الأصنام والأوثان ، فأخلقتكم موعدى إذ لم أقل إلا بهرجا من القول وباطلا منه ، فاتبعتمونى وتركتم وعد ربكم، وهو وليّكم ومالك أمركم .
ونحو الآية قوله: « يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ، وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً » .

* (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) أي وما كان لى قوة وتسلط تجعلنى ألجئكم إلى متابعتى على الكفر والمعاصي.

* (إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) أي ولكن بمجرد أن دعوتكم إلى الضلال بوسوستي وتزيينى ، أسرعتم إلى إجابتى ، واتبعتم شهوات النفوس ، وأطعتم الهوى ، وخضتم فى مسالك الردى .

* (فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) لأنه ما كان منى إلا الدعاء وإلقاء الوسوسة، ولوموا أنفسكم ، إذا استجبتم لى باختياركم الذي نشأ عن سوء استعدادكم بلا حجة منى ولا برهان، بل بتزيينى وتسويلى ، ولم تستجيبوا لربكم وقد دعاكم دعوة الحق المقرونة بالحجج والبينات .

* (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) أي ما أنا بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب فأزيل صراحكم ، وما أنتم بمغيثىّ مما أنا فيه من العذاب والنكال .

* (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) أي إنى جحدت اليوم أن أكون شريكا لله فيما أشركتمونى فيه من قبل هذا اليوم أي فى الدنيا ، وهذا كقوله: « وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ » .
ومعنى كفره بإشراكهم تبرؤه منه واستنكاره له ، وهذا كقوله تعالى: « إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ » .

* (إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي قال إبليس ذلك ، قطعا لأطماع الكفار من الإغاثة والنجاة من العذاب ، وإنما حكى الله ذلك عنه ليكون تنبيها للسامعين ، وحضّا لهم على النظر فى عاقبة أمرهم، والاستعداد لذلك اليوم الذي يقول فيه الشيطان ما يقول ، فيثوبوا إلى رشدهم ويرجعوا عن غيهم ويتذكروا هول ذلك الموقف ورهبته .
تفسير المراغي ج13 ص146

***************************************
..:: من وسائل الجذب الشيطاني ؟ ::..
(الوعد بالوهم .. لتحقيق رغبات النفس)

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
حتى يجذبك الشيطان ويجعلك تستمع لكلام .. فهو يجذبك بما يقرأه في نفسك من رغبات ويزينها لك .. كما شرحنا منذ قليل ..

* الوعد الشيطاني له حالتين :
1- الحالة الأولى : وعد بالخير ..  مثل قوله تعالى (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال48 .

* وقال عن شياطين الإنس مثل "فرعون" حينما وعد السحرة : ( وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ . قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) الأعراف113-114

2- الحالة الثانية : وعد بالشر .. مثل قوله تعالى ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة268 .. فيعد الناس أنه لو أخرجوا زكاتهم سينقص من مالهم وهم الأولى به ..!!

* وقال عن شياطين الإنس الذين أرادوا إضعاف عزيمة المسلمين ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) آل عمران173

*****************************
..:: لماذا شبَّه الله وسوسة الشيطان بالوعد ؟ ::..

* قال تعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة268 .


* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
وَمَعْنَى (يَعِدُكُمُ) يُسَوِّلُ لَكُمْ وُقُوعَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ إِذَا أَنْفَقْتُمْ خِيَارَ أَمْوَالِكُمْ، وَذَلِكَ بِمَا يُلْقِيهِ فِي قُلُوبِ الَّذِينَ تَخَلَّقُوا بِالْأَخْلَاقِ الشَّيْطَانِيَّةِ. وَسُمِّيَ الْإِخْبَارُ بِحُصُولِ أَمْرٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَعْدًا مَجَازًا .. لِأَنَّ الْوَعْدَ إِخْبَارٌ بِحُصُولِ شَيْءٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ جِهَةِ الْمُخْبِرِ ..
فَشَبَّهَ إِلْقَاءَ الشَّيْطَانِ فِي نُفُوسِهِمْ تَوَقُّعَ الْفَقْرِ .. بِوَعْدٍ مِنْهُ بِحُصُولِهِ لَا مَحَالَةَ ..

* وَوَجْهُ الشَّبَهِ مَا فِي الْوَعْدِ مِنْ مَعْنَى التَّحَقُّقِ ، وَحُسْنُ هَذَا الْمَجَازِ هُنَا مُشَاكَلَتُهُ لِقَوْلِهِ: (وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً) فَإِنَّهُ وَعْدٌ حَقِيقِيٌّ.
التحرير والتنوير ج3 ص59 .. مختصرا .

**********************************
..:: لماذا وصف الله وسوسة الشيطان على الفحشاء بالأمر ؟ ::..

* قال تعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء ) البقرة268 .

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :
(وَالْفَحْشَاءُ) اسْمٌ لِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ شَدِيدِ السُّوءِ وَاسْتِحْقَاقِ الذَّمِّ عُرْفًا أَوْ شَرْعًا. مُشْتَقٌّ مِنَ الْفُحْشِ- بِضَمِّ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْحَاءِ- تَجَاوُزِ الْحَدِّ. وَخَصَّهُ الِاسْتِعْمَالُ بِالتَّجَاوُزِ فِي الْقَبِيحِ، أَيْ يَأْمُرُكُمْ بِفِعْلٍ قَبِيحٍ.
وَهَذَا ارْتِقَاءٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْخَوَاطِرِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي تَدْعُو إِلَى الْأَفْعَالِ الذَّمِيمَةِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْفَحْشَاءِ الْبُخْلَ لِأَنَّ لَفْظَ الْفَحْشَاءِ لَا يُطْلَقُ عَلَى الْبُخْلِ وَإِنْ كَانَ الْبَخِيلُ يُسَمَّى فَاحِشًا.

* وَإِطْلَاقُ الْأَمْرِ من (يأمركم) عَلَى وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ وَتَأْثِيرِ قُوَّتِهِ فِي النُّفُوسِ .. مَجَازٌ .. لِأَنَّ الْأَمْرَ فِي الْحَقِيقَةِ مِنْ أَقْسَامِ الْكَلَامِ ..
التحرير والتنوير ج3 ص60

****************************
..:: لماذا ذكر الله .. الوعد مع الفقر ، وذكر الأمر مع الفحشاء ؟ ::..

* قال تعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء ) البقرة268 .

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..
لأن الوعد الشيطاني : يكون عن إخبار لشيء سيحدث لك مستقبلا .. يحذرك الشيطان منه كأنه ناصح أمين ..
والأمر الشيطاني : يكون عن تحريض لتنفيذ فعل أمر ما فيه معصية لله ..
فالوعد : يكون عن خبر مستقبلي مصحوبا بوهم .. يريدك أن تؤمن به وتعيش به ..
والأمر : يكون عن تحريض لتنفيذ فعل .. لتؤذي نفسك أو غيرك ..

* فيكون بذلك أفسد عليك القوى العقلية بالوعود الوهمية الكاذبة ..
وأفسد عليك القوى الروحية والإيمانية بالفحشاء ..
فتكون النتيجة قلب مشغول عن الله وملتفت عنه .. وقد فقد الرجاء وحسن الظن بالله ...!!
والله أعلم .

*********************************
..:: الفصل الثلاثون ::..
:: نموذج تطبيقي على الوعد الشيطاني ::
************************
..:: كيف جعل الشيطان آدم وحواء يلتفتون إليه ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى 
**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..

هناك 22 تعليقًا:

  1. غير معرف10/10/18 11:46 م

    الحمد لله الف حمد اذ جعل لنا ربنا سبيل لرشاد لهذه المدونه واستاذ مثل حظرتك استاذ خالد

    جزاك الله نور وهدى

    ياارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا
    اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد

    ردحذف
  2. جزاك الله خير كثيرا ..منتظر وبشغف التطبيق على وعد الشيطان وقصة سيدنا ادم وحواء
    بسعد جدا عند كتابة قلت ( خالد صاحب الرسالة ) لان ما بعدها هو الخلاصة وايسر الفهم للقارىء
    وكما طلبت وفيت وارجوا من الله ان استمر ف وجودى ف هذا المجلس المبارك <3 <3

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف11/10/18 12:24 م

      عود أحمد أخى الفاضل احمد الجبالى
      ان شاء الله حضور و مشاركة دائمة بلا إنقطاع

      تحياتى لك

      حذف
  3. اللهم خذنا منا إليك
    واشغلنا بك عمن سواك

    جزاك الله خيراا استاذنا الفاضل

    ردحذف
    الردود

    1. الحلقة (124)

      يلا صلوا على النبي
      مواقف من حب سيدنا محمد ﷺ والسيدة عائشة <3 (ج1)
      و زواجه من السيدة سودة..

      حنحكى الأول عن زواج النبى عليه الصلاة و السلام من السيدة سودة بنت زمعة.. السيدة سودة تانى زوجات النبى ﷺ و كانت رضى الله عنها ست عجوزة و مش جميلة و كانت سمرا خالص و كانت كبيرة فى السن و ليس لها حاجة فى النكاح.. و ماتقدرش تتزوج أصلا .. و مات جوزها.. و بعد وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها .. راحت واحدة من الصحابيات للنبى عليه الصلاة و السلام و اقترحت عليه انه يتزوج سودة .. فعرف النبى عليه الصلاة و السلام ظروفها.. و انها كانت وحيدة وسط أهلها المشركين.. فتزوجها النبى عليه الصلاة و السلام .. و سودة رضى الله عنها عشان تكافئ النبى ﷺ على التضحية اللى عملها عشانها، فوهبت ليلتها لعائشة رضى الله عنها لأنها عارفة مقدار حب النبى للسيدة عائشة اللى تزوجها النبى ﷺ بأمر إلهى.

      طيب تعالوا نعرف سوا حبه و مواقف بين رسول الله عليه الصلاة و السلام و عائشة رضى عنها..حتعرفوا قد إيه النبي كان حنين وكان بيكرم زوجاته عشان كده هو قال في الحديث "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى (أحسن رجل فيكم "يا معشر الرجال" هو إللي يُكرم زوجته ويحنو عليها.. وأخبثكم "أيها الرجال" من يُهين زوجته)
      السيدة عائشة بتحب النبي جداً و حتى النبي لما اتسأل.. من أحب الناس إليك؟ فقال: عائشة.. فقالوا ثم من الرجال؟ قال: أبوها ♡ ...
      فبتحكى السيدة عائشة و بتقول: كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي ليلتى (وعائشة بتحبه وبتغير عليه جداً) فدخلت علينا "سوْدة" و كانت ليلتي (سودة هي زوجة من زوجات الرسول)، فبتقول عائشة: فأدخلتها فجلست وأطالت الجلوس وكنت قد صنعت لرسول الله حريرة (دي أكلة عبارة عن عسل وسمن ودقيق.. فالنبي كان يُحب الحلواء وكان كمان يحب البطيخ و يحب الخيار والتمر و اللبن و العسل وكان بيحب الكوسة وقرع العسل وكان بيحب لحم الكتف من الشاه) فالمهم السيدة عائشة عملاله حاجة حلوة عشان تفرحه، (طيب عارفين إيه إللي جايب سوْدة؟.. النبي وحشها :') صلى الله عليه وسلم فعايزة تيجي تبص في وشه الكريم وتقعد معاه شوية.. فتروح.. و طبعاً ده مش عاجب عائشة ^_^ ))

      فعائشة بتقول فقمت إلى الحلواء و أتيت بها و وضعتها أمام سودة و قلت: يا سوْدة كُلي :) فقالت سوْدة: لا أُريد!.. فقالت عائشة: يا سوْدة كُلي من هذه الحريرة.. فقالت سوْدة: سبحان الله، لا أُريد!! (فعائشة بتقول ده والنبي عمال ^_^ يضحك صلى الله عليه وسلم) فقالت عائشة: يا سودْة لتأكلي من هذه الحريرة أو لألطخنَّ بهذه الحريرة وجهك.. فقالت سوْدة: يا عائشة، لا أُريد.. فبتقول عائشة: فقمت و وضعت يدي في الحريرة وقذفتها في وجه سوْدة.. فنظرت سوْدة إلى ثيابها فقالت: ما هذا..

      فضلت السيدة عائشة تضحك فالنبي ضحك لكن أشفق النبي على سوْدة و مال على سوْدة وقال: يا سوْدة أتُحبين أن تقتصي ^_^ ؟ فضحكت سودة و قالت: أجل يا رسول الله... قام النبي غير قعدته بسرعة و وسع لسوْدة ^_^ فوضعت سوْدة يدها في الحريرة و هي بتضحك وألقت على وجه عائشة رضي الله عنها وأرضاها الحريرة.. فبتقول عائشة: فقمنا.. أنا أضحك وسوْدة تضحك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.. ( كانوا بيهزروا و يضحكوا و يغيروا بس القلب صافى مفيهوش قسوة و أذى و شر )

      موقف تاني يبين مدى حب النبي للسيدة عائشة.. بتحكي السيدة عائشة: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً إلى غزاة (يعنى غزوة)، فأقرع بين نسائه (يعنى عمل قرعة) لأنه في كل مرة يخرج في غزوة، كان يأخذ معاه واحدة من زوجاته، عشان تكون طبيبة و ممرضة للجرحى من جيش المسلمين، و أوقات تانية كانت بعض النساء في المعارك تدافع عن النبي عليه الصلاة والسلام لما تشتد المعركة زي الصحابية: "نسيبة بنت كعب" إللي دافعت عن النبي عليه الصلاة و السلام في غزوة أحد لحد ما تهشمت عظام كتفها.. فالمهم كان يقترع النبى بين نسائه فيختار واحدة أو اثنتين بس عشان يطلعوا معاه الغزوة وفى غزوة من الغزوات و بعد ما اقترع بينهم خرجت السيدة عائشة والسيدة حفصة مع رسول الله.

      فتقول السيدة عائشة: "فخرجت على هودجي، وخرجت حفصة على هودجها (الهودج هو حجرة صغيرة توضع فوق الجمل عشان تبقى ستر وراحة للمرأة) فوصلنا إلى مكان المعركة، وقاتل رسول الله. وكان النبي في كل ليلة يطمئن على حفصة، ثم يأتينى، ويقف أمام جملي، يكلمني حتى يطلع الصبح. وكان يحب حديثى".. "فغارت حفصة. واحتالت علي، (عملت خطة ^_^)ففي اليوم التالي، جاءت إلى حفصة وقالت: يا عائشة، هلا أردتي أن نتبادل الهودج، فأنظر وتنظرين. (لأن حفصة على علم بحب عائشة للإكتشاف و تحب تعرف و تشوف حاجات جديدة، فعرضت عليها استبدال الهودج، عشان تشوف إللي حفصة بتشوفه من هودجها، والعكس) فبتقول عائشة: فوافقت على عرضها، وياليتنى لم أفعل! ولا أدري كيف وافقت !":') ..

      يتبع ..

      حذف
    2. وفعلاً نزلت عائشة من هودجها، و بدلوا الهوادج.. و بالليل، جه النبي على هودج السيدة عائشة، فبيبص فيلاقى حفصة بتخرج من الهودج. فنظر النبي عليه الصلاة والسلام واحمر وجهه خجلاً، و فهم إن حصل شئ بسبب غيرة حفصة، فالنبي مامشيش و فضل واقف و مكمل كلام مع حفصة و فضل معاها وانتظرته السيدة عائشة في هودج حفصة ولكن النبي مارضيش يسيب حفصة عشان عارف أنها عملت كده عشان عيزاه.. فبتقول السيدة عائشة: "فبكيت، وبكيت، حتى كاد ينفلق كبدى. فنزلت من هودجي، و مشيت في الصحراء في الظلام وقلت يارب تلدغنى حية أو عقرب فأصرخ فيأتى رسول الله فينظر إلي :').. فكانت بتحب النبي أوي أوي رضي الله عنها وأرضاها. و كان النبي بيحبها و ما ننساش إن التصرفات نقدر نتحكم فيها لكن المشاعر ماحدش يقدر يملكها :') و ده كان حال النبي عليه الصلاة و السلام و عائشة رضى الله عنها ♡..

      عارفين كانت دايماً السيدة عائشة تجمع الصحابة و تقولهم: أفلا أحدثكم عني و عن رسول الله.. فيفرحوا و يقولوا: أجل يا أم المؤمنين. فقالت: كان رسول الله عندي و في ليلتي و كان نائماً إلى جواري فتحسسته ليلاً (كانت بتصحى في نص اليل تتأكد نايم.. تمام ..أكمل نوم، مش نايم يبقى حصحى أتكلم معاه♡ ) فبتقول عائشة فتحسسته ليلاً المهم بدأت تدور عليه (البيت ضلمة و كان بيت النبي متواضع جداً فلما كان يسجد كان لازم عائشة توسع رجليها.. تخيلوا!!) فقالت: فتحسسته حتى أمسكت برأسه و رأيته ساجد لربه و يقول: سبحانك ربي و بحمدك.. فقلت في نفسي يا رسول الله إنك لفي شأن و إنني لفي شأن آخر (أنت في دنيا و أنا في دنيا تانية ❤ )

      و تحكي عائشة إن في ليلة تانية بردو بتقول تحسست رسول الله ليلاً فلم أجده فقمت غاضبة أبحث عنه أتحسسه فأمسكت بكتفه (فالنبي مكنش بيصلي) فقال: يا عائشة أأتاك شيطان!! فبتقول: فخفت أن يكون قد غضب، فعائشة بذكاء بتحاول تغير الموضوع فقالت: يا رسول الله ألكل إنسان شيطان؟ فالنبي فهم و بدأ يسايرها ♡ و قال: أجل.. فقالت ألي قرين؟ قال: أجل، فقالت: ألك قرين قال: أجل يا عائشة.. و لكن الله قد أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير (شيطان الرسول أسلم لربه من كتر حبه للرسول عليه الصلاة و السلام )

      نكمل بكرة إن شاء الله❤

      حذف
    3. الحلقة (125)

      #يللا_بينا_نعرف_نبينا
      يلا صلوا على النبي
      مواقف من حب سيدنا محمد ﷺ والسيدة عائشة (ج2)

      نكمل النهاردة بقصص جميلة عن حب و رحمة رسول الله و نبدأ بموقف جميل حنشوف حب السيدة عائشة الشديد للنبي عليه الصلاة و السلام.. لما النبي ﷺ تزوج أم سلمة فجاء بعض الناس لعائشة و قالوا لها الحقي يا عائشة: أم سلمة جميلة فما رأينا أجمل منها في النساء، فتقول عائشة: فدبت الغيرة في قلبي و غضبت فقلت لهم: أحقاً!!، قالوا: والله إنها أجمل النساء لم نرى أحلى منها، فتقول عائشة: فذهبت إلى بيت أم سلمة فاختبأت و انتظرت حتى أتت إلى بيتها ( عايزة تشوفها من غير الحجاب )
      فبتقول عائشة: فنظرت إليها فإذا هي و الله أضعاف أضعاف ما قيل لي من حسنها.. فجلست على الأرض أبكي ( بصوا عائشة بتحب النبي إزاي.. خايفة إنه ممكن يحب حد أكتر منها) فذهبت إلى حفصة (عشان هي و حفصة أصحاب) و قلت: يا حفصة أدركيني أدركيني، فقالت ما يبكيكي يا عائشة، فقلت يا حفصة حدث كذا و كذا و قيل لي كذا و كذا على أم سلمة، فذهبت فنظرت إليها فإذا هي أضعاف أضعاف ما قيل لي من حسنها.. فضحكت حفصة و قالت: يا عائشة أحقاً نظرت إليها؟ قالت أجل و الله.. فقالت يا عائشة إنها ليست كما تقولين أبداً هي عجوز و ليست جميلة أصلاً ...

      فقالت: لا يا حفصة نظرت إليها، فضحكت حفصة و قالت يا عائشة اذهبي فانظري إليها مرة أخرى، فبتقول عائشة فذهبت و نظرت إليها مرة أخرى فإذا هي و الله كما قالت حفصة، فرجعت إلى حفصة أقول يا حفصة كان الذي قلتي، فضحكت حفصة و قالت هي غيرتك يا عائشة (غيرتك خلتك تشوفي أم سلمة حلوة أوي ) و أم سلمة ماكانتش بتزعل من الحديث ده لأنها قبل ما تتزوج النبي كانت تغير غيرة شديدة على زوجها الله يرحمه فكانت خايفة إن غيرتها دي تضايق النبي فقالت له: ادعو لي يا رسول الله فرفع يده و قال اللهم أذهب غيرة أم سلمة من قلبها، فكانت مابتغيرش أبداً و كانت معتبرة نفسها أنها أم لزوجات الرسول..

      موقف تاني.. النبي عليه الصلاة و السلام مرة كان فى ليلة عائشة ولما نامت.. قام قايم بالراحة خالص و خد جزمته و طلع.. فكانت عائشة لسه ماراحتش في النوم فحست بيه فبتقول عائشة: فدبت الغيرة في قلبي (فبدأت تفكر هو راح فين.. و مخها بيجيب ألف فكرة.. بس مش معنى ده إن عائشة بتفكر إن سيدنا محمد ممكن يسيبها و يروح عند حد تاني.. و يجي عليها و على حقها.. أبداً.. لكن بس هي من كتر غيرتها عليه بتبقى مش عارفة تعمل إيه مخها بيفكر كتير.. حتى عارفين كان فى قصيدة شعر جميلة كتبها شاعر عن حب السيدة عائشة لرسول الله أبياتها بتقول:
      ( لست أملك ما ببالي** حالي أبلغ من مقالي.. رسول الله زوجي لم أرى غيره ** به زوجني ربي و حباني].. بيقول على لسان عائشة ان أنا مش قادرة أعبرلكم عن حالي و إللي أنا فيه :') ♡ ) .. المهم لما عائشة لاقت النبي خرج فبتقول: فاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي وَانْطَلَقْتُ وراءه حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ.. فأول ما النبي اتحرك قامت اتحركت و مشيت فشاف حد قدامه فجري فقمت جريت فسبقته و بسرعة دخلت السرير و صوت نفسها عالي من تحت الغطاء

      فَدَخَل النبىَ فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ حَشْيَا رَابِيَة! »(نفسك ماله.. صدرك تعبان؟!) قَالَتْ: لاَ، قَالَ: «لَتُخْبِرِنِّي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي الله اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ » ^_^.. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! فَبدأت عائشة تحكي له قام قايل لها أأنت السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي؟ ^_^ (النبى كان فاكرها جن) فردت قالت: نعم.. فقام النبى ناغزها كده فى كتفها ^_^و بعدينَ قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ » يعنى انتى فاكرة ان ربنا و رسوله حيظلموكى! (طبعا النبي عارف أنه غصب عنها، لأنها بتحبه و مش قادرة تملك تصرفاتها فالنبي كمل كلامه و كالعادة بيقدر مشاعرها ﷺ) و قال النبي: فَإِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ وَلَمْ يكن يَدْخُلْ عَلَيَّ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، فَنَادَانِي فأجبته، فَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ و كَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِي أهل الْبَقِيعَ فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ..

      و مره نزل جبريل على النبي و قال له حديث خلى النبي فرحان جداً فقال له يا رسول الله إن عائشة زوجتك في الدنيا و في الجنة ففرح النبي و راح حكاه لعائشة قال: يا عائش إن جبريل قد قال لي أنك زوجتي في الدنيا و في الجنة رضي الله عن عائشة و أرضاها.

      يتبع ..

      حذف
    4. و فى يوم من الأيام دخل المسجد أحابيش (شباب من الحبشة) يلعبون بالحراب (حاجة زي استعراض كده بالعصيان).. طيب ده مسجد!! النبى حيسيبهم يلعبوا كده؟ أيوه ❤.. النبي صلى الله عليه و سلم لا زعق لهم و لا يشخط فيهم و لا حتى أصحابه زعلوا و على فكرة إن حد يمنع أطفال كمان من دخول المسجد ده ضد سنة النبي عليه الصلاة و السلام تماماً.. و حتى الصحابة كانوا بيضحكوا جوه المسجد و يهزروا، مرة النبي في يوم بعد ما انتهى من صلاته في المسجد قعد يقول الأذكار فقام سيدنا عمر بن الخطاب قال للصحابة: أفلا أضحككم؟ قالوا: بلى ^_^و بدأ يحكي لهم عن نفسه أيام الجاهلية و الإله إللي كان مصنوع من العجوة إللي كان يعبده و إنه مرة جاع فأكل الإله ^_^فالصحابة قعدوا يضحكوا أوي، فالنبي بص لهم و ابتسم و لم ينهاهم أبداً و راح مكمل أذكاره.. يعني الدين بتاعنا دين حياة.. نضحك و نهزر و ننبسط بس مانكدبش و لا نضايق الناس اللي بتصلى .

      المهم نرجع لموضوعنا لما دخل الشباب الأحابيش يلعبوا في المسجد.. و كانت أوضة عائشة بتطل على المسجد على طول فكان النبي في الأوضة ففتح الستر فلاقى الشباب بيلعبوا في المسجد زي ما قلنا استعراض بالعصيان.. فالنبي بص لهم و ابتسم..

      فبتقول عائشة: فجئت من خلف النبي ووقفت.. فنظر النبي إلي و قال: يا عائش أتحبين أن تنظري؟ فقلت له: أجل يا رسول الله.. فبتقول عائشة: فضرب النبي بكفه على كتفه (يعنى بيقول لها حطي رأسك هنا) فوضعت ذقنى على كتفه و أسندت رأسي إلى خده و جعلت أنظر و أنظر و أنظر.. فالنبي بدأ يتعب فقال لها: يا عائش أشبعتى؟
      فقالت عائشة: لا..

      فالنبي سابها شوية كتير كمان تتفرج و بعدين سألها تاني: يا عائش أشبعتى؟ فقالت عائشة لا.. فيسيبها تاني فترة طويلة و يسألها تاني أشبعتى؟ فترد تقول له: لا.. طيب هي عائشة مالها؟ عائشة بتحكي و بتقول: و الله كنت لا أريد أن أنظر للأولاد أصلاً و لكني أردت أن أرى مكاني في قلبه (عايزة تشوف النبي يا ترى حيستحمل يفضل قاعد كده عشانها!!) و قالت عائشة: و أردت أيضاً و تمنيت أن تمر إحدى نساءه فتراني ترى مكاني منه (كان نفسي واحدة من زوجاته تعدي تشوفني و تشوف إنها ساندة على كتف النبي و رأسها على خده و هو مستحمل ده ♡ )..بس بتقول عائشة: و لكني أشفقت عليه (صعب عليها من طول القاعدة) فقالت له: الآن شبعت يا رسول الله، فقمت عنه فأغلق الستر و انصرفت..

      يتبع ..

      حذف
    5. طيب بتقول عائشة: كان الصحابة يرون حب رسول الله لي (و كان دايماً النبي لما يكون يومها و يروح لها كان بيبقى مبسوط و بيضحك و بيهزر و نفسيته حلوة... كان بيحبها فعلاً) فتقول: فرأى الصحابة ذلك فكانوا لو عايزينه. كانوا يستنوا ليوم عائشة و بعدين يكلموه و يقابلوه، فتقول عائشة: كانوا لا يهدون إليه الهدايا و لا العطايا إلا في يومي (بس الكلام ده طبعاً مش عاجب أمهات المؤمنين) فعملوا إجتماع ^_^ و رئيسة الإجتماع ده "زينب" بتقول عائشة: و كانت لزينب شدة (أمنا زينب الجميلة كان كلامها شديد شوية، شخصيتها قوية) و بتقول عائشة وهي التى كانت تسامينى على قلب رسول الله(زينب كانت بتنافسنى على قلبه)

      فتقول عائشة: فخبطت زينب على الباب و فتحت و كان على زينب أثر الغضب (و النبي كان عند عائشة) فدخلت زينب و قالت: يا رسول الله إن نساءك يسألنك العدل فى ابنة أبي قحافة (و شاورت على عائشة) فقال النبى: و ما الأمر يا زينب؟ فقالت: يا رسول الله أصحابك لا يهدوك الهدايا في أيامنا كما يهدونها لك فى يوم عائشة، فقال النبي: و كيف ذلك يا زينب.. قالت: يا رسول الله أخبرهم أن يهدوك الهدايا في أيامنا كما يفعلون في يوم عائشة (طبعاً النبي يستحي.. لا يمكن يقول لهم كده عليه الصلاة و السلام)

      فتقول عائشة: تكلمت زينب و تكلمت و تكلمت حتى أغلظت القول إلي (بدأت تقول كلام مش حلو في عائشة.. مش مكتوب في كتب السيرة زينب قالت إيه بالضبط.. طب ليه؟.. أصل عائشة ماحكتش و لا قالت الكلام إللي قالته زينب في الموقف ده.. مع إن عائشة كان بينها و بين زينب غيرة لكن عائشة ماحكتش و كان الناس لما يسألوا عائشة عن زينب كانت تقول: ما رأيت أتقى لله من زينب و لما تتعرض عائشة لموقف وحش فى يوم حادثة الإفك (حنحكيها وقتها) مين إللي حيقف جنب السيدة عائشة؟ زينب ♡ رضى الله عنها يعنى زى ما قلنا القلب صافي و بيحب ربنا و مش بيحب الأذى أما الغيرة و الزعل دي مجرد مشاعر)

      المهم بتحكى عائشة و بتقول: فأغلظت زينب فى القول إلي.. فنظرت إلى عيون رسول الله لأعلم "هل يحب أن أنتصر" (يعنى بصت للنبي في عينيه بتشوف ينفع أرد عليها و لا لأ، حبيبته و بتفهمه من عينيه♡ :') ) فبتقول عائشة: فلما رأيت في عينيه أنه يحب أن أنتصر فقمت إليها و تكلمت فأفحمتها ^_^..فضحك النبي صلى الله عليه و سلم و قال: يا زينب إنها ابنة أبي بكر (دي ابنة أبي بكر مين يقدر عليها!! حقها ♡) فضحكت عائشة و ضحكت زينب و انتهى الموقف على كده.

      يتبع ..

      حذف
    6. موقف جميل عن رحمة النبي بالأطفال: مرة في وقت صلاة الجماعة في المسجد النبوى، أطال النبي عليه الصلاة والسلام في السجود، ففي عدد من الصحابة فكروا إن تأخيره ده بسبب وحي نزل عليه، و في بعض من الصحابة فكروا إن النبي مات، لدرجة إن في صحابى رفع رأسه و بص لفوق خاف يكون قبضه الله، طب هو في إيه؟ أصل الحسن والحسين أحفاد النبي ﷺ قاعدين فوق ضهر النبي، والنبي مارضيش يكسر بخاطرهم وينزلهم، فسابهم فوق ضهره و فضل ساجد لحد ما نزل الحسن والحسين، و النبي لما قام بعدها قال: "ارتحلنى الحسن والحسين و كرهت أن أقطع عليهما لعبهما فانتظرت حتى ينزلا من ظهري فقمت"..

      و عارفين كمان إن النبي كان يقول: "أدخل إلى الصلاة (الجماعة) فأحب أن أطيل فيها.. فأسمع بكاء الصبي فأجيز فيها (مايطولش فيها) شفقة على أمه".. و مرة النبي كان شايل الحسين وقال: "من أحبني أحب حسيناً ومن أبغضني أبغض حسيناً". و قصة تانية بيحكيها سيدنا أنس خادم النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسيدنا أنس بيقول: دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيته بعد غزوة غزاها (فداخل تعبان ومُنهك ومش قادر) فما إن جلس إلى الأرض حتى مال ونام فدخل الحسين يشتد (بيجري) فما إن نظر إلى النبي فصاح، ففتح النبي عينيه وضم الحُسين إليه ضماً شديداً بس النبي مش قادر يقوم.. تعبان.

      فقام ماسك الحسين و وضعه على بطنه الشريف صلى الله عليه وسلم و فضل يلاعب الحسين يضحكه و يضحك الحسين قوي و النبي يلاعبه كمان و يضحك الحسين، فبيقول أنس: فجعل الحسين يضحك ويضحك حتى بال على بطن النبي صلى الله عليه وسلم ففزعت فقمت أجذبه من النبي فقال النبي: دع ابني، دع ابني لا تفزع ابني دعه يُكمل.. فيقول أنس: والله جعلت أنظر إلى الحُسين يضحك وبوله على بطن رسول الله أساريع.. فما إن أكمل الحُسين بولته حتى قبله النبي صلى الله عليه وسلم بين عينيه ووضعه على الأرض ثم قام فاغتسل.. شوفو قد إيه بيحتمل وما يغضبش صلى الله عليه وسلم ♡

      وكان النبى ﷺ حنين أوي كان يحضن الحسين ويشمه ويقبله في رأسه وبين عينيه وفي أنفه، زي الأم إللي بتحب أولادها.. كأنهم حتة منها ♡.. و نزل جبريل وسأله: "يا رسول الله أتحب حسيناً؟" فقال الرسول: "والله يا جبريل ربي يعلم كم أحبه"، فقال جبريل: "يا رسول الله إن أناساً من أمتك سيقتلوه وسيقطعوا رأسه". فيبكى النبي بكاء شديد، ويحضن الحسين ويبكى ويعيش و يشوف الحسين بيكبر قدامه و يتألم النبي لأنه عارف السر ده.. تخيلوا!!.. و طبعاً عارفين إن بعد وفاة النبي بعد سنيييين حيتقتل الحسين زي ما جبريل قال بالظبط ..
      و على فكرة الحسن و الحسين النبي قال إنهما سيدا شباب أهل الجنة ♡ صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم

      نكمل بكرة إن شاء الله ❤

      حذف
  4. بارك الله فيك استاذ خالد ونفع بك
    اللهم اصرف عنا وساويس الشيطان وكيده وشرور انفسنا

    ردحذف
  5. غير معرف11/10/18 10:29 ص

    أستاذى الجليل ..

    بوركت و بورك لك فى علمك و عملك .. و أجرى الخير على يديك و نفع بك المسلمين .. آمين

    تحياتى لك 🌷

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف11/10/18 11:25 ص

      . *«جَلَاءُ الفؤاد عين العطاء»*
      إن المؤمن إذا أراد لنفسه:
      1) حياة النقاء.
      2) دنيا الصفاء.
      3) سعادة الوقت.
      4) هناء العيش.
      5) راحة البال.
      فَعَلَيهِ بـ: "جلاء الفؤاد"؛ فتسألني:
      - لِمَا قُلْتُ "الفؤاد"؟؟؟؟
      * وأجيبك: لأن "الفؤاد" عين "القلب"، تَشْغَلُنَا أعين الوجوه -المُزَجَّجَةُ بالحواجب - التي تَحْمِلُ أسرار الرؤية الْبَصَرِيَّة، والتي نَرَى بها الأشياء المادية، والتي تَخَصَّصَ فيها أطباء بَلَغُوا في التخصص كل مَبْلَغ، وذلك أمرٌ واجب لأننا لا نَرَ الحياة إِلَّا بهما ؛ ولذلك قال سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم": «قَالَ اللهُ "عَزَّ وَجَلَّ": إِذَا ابْتَلَيْتُهُ بِحَبِيبَتَيْهِ -يُرِيدُ عَيْنَيْهِ- ثُمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ الْجَنَّة»، ولكن:

      - هل شُغِلْنَا بعين "القلب" يومًا ؟؟؟؟
      * إن عين القلب حَدَّدَها القرآن الكريم ؛ فقال الحق "سبحانه": {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}؛ فظن الكثيرون أن "الفؤاد" هو مرادفٌ "للقلب".
      * إن ظاهرة "التكرار" في القرآن الكريم: مرفوضة.
      * وأن "المرادف" في آيات القرآن الكريم: "مَنْفِيٌّ" لا ثُبُوت له.
      * فَمَا "كَرَّرَ" الحق "جَلَّ وعَزَّ" كلمة، ومَا جعل "سبحانه" لكلمةٍ "مرادف"، ولكن صغار النظر يظنون ذلك.
      * فلو دَقَّقت وأمعنت لوجدت لكل كلمة سِرّ يختلف عن الآخر:
      1) إمَّا إكتشفه العلماء.
      2) أو هو في طريق الإكتشاف.
      3) أو يومًا يُكْتَشف؛ لأن آيات القرآن الكريم تَتَجَلَّى بِتَجَلِّي "العلوم الثقافية": المعاصرة، المتطورة، المتغيرة.
      * أَيْقِنُوا بذلك؛ لقول الحق "جَلَّ وعَزَّ": {سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِى الْأَفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ}.
      **إذن**
      لابد من رحلة البحث عن "جلاء الفؤاد" حتى تُبْصِر "عين القلب" حقائق الأشياء، وذلك لا يتأتى إِلَّا بــ:
      1) طَلَبُ المعرفة.
      2) لماذا المعرفة؟؟؟؟
      لأن الحق "جَلَّ وعَزَّ" في طلب "العلم" قال: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا}، أمَّا في "المعرفة" فقد قال سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لسيدنا حارثة "رضى الله تعالى عنه": «يَا حَارِثَةُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ -قَالَهَا ثَلَاثًا-».
      • فالمعرفة حَقُّهَا: اللزوم.
      • والعلم حَقُّه: الزيادة.
      3) "الحب" ما أصبح حقيقة عَمَّت الأكوان إِلَّا لأنه لا يكون إِلَّا بعد "معرفة"؛ فالحب ما أصبح "حقيقة الحقائق" بِعِلْمٍ، ولكنه أصبح "حقيقة الحقائق" بمعرفة.
      لذلك لا بد أن يَسْبِقَ "الحب" "المعرفة"؛ لأنه:
      1) إذا عَرَفْتَ: تَذَوَّقْتَ.
      2) وإذا تَذَوَّقْتَ: تَعَوَّدْتَ.
      3) وإذا تَعَوَّدْتَ: عَشِقْتَ.
      4) وإذا عَشِقْتَ: غادرت.
      5) وإذا غادرت: لَزِمْتَ.
      6) وإذا لَزِمْتَ: عَرَفْتَ الباب.
      7) وإذا عَرَفْتَ الباب: فُتِحَ لك الجناب.
      8) وإذا فُتِحَ لك الجناب: شاهدت العرش.
      9) وإذا ما شاهدت العرش: تَعَلَّقْتَ بأستاره.
      10) وإذا تَعَلَّقْتَ بأستاره: مَا عَرَفَك إِلَّا *«هُوْ»*.
      11) وإذا عَرَفَكَ *«هُوْ»*: غَابَ سِرُّكَ فيه *«هُوْ»*.
      12) وإذا غَابَ سِرُّكَ فيه *«هُوْ»*: إنقدحت أسراره فيك.
      *«الْلَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِجَال عَرْش تَنْقَدِحُ أَسْرَارَكَ فينا، وَتَأْخُذُ بِأَيْدِينَا إِلَى رِحَابِك الْأَسْنَى؛ فَتَطِيبُ أَيَامُنَا، وَتَهْنَئُ لَيَالِينَا، وَنَتَبَادَلُ خُيُوطَ الْمَحَبَّة الَّتِي لَا تُبْصِرُهَا إِلَّا "عُيونُ أَفْئِدَة الْقُلًوب"،{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}»*
      الدكتور/ فتحي الحلواني

      حذف
    2. ماشاء الله
      اختيار رائع موفق يا هالة ♡
      بورك فيك

      حذف
    3. غير معرف11/10/18 12:18 م

      و بارك الله فيك قطر الندى و زادك فضلا

      تحياتى لك❤🌹

      حذف
    4. اللهم امين يارب..💕🌷

      حذف
  6. بارك الله فيك معلمتي الغالية هالة ورزقك حبه ورضاه🌷

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف11/10/18 3:21 م

      لك مثل ذلك و زيادة أضعافا مضاعفة اختى الحبيبة صباح

      تحياتى لك 🌹💖

      حذف
  7. لا تزال المدونة من حسن الى احسن ومن جميل الى اجمل ومن نور الى نور نور المعرفة منورة باصحابها وقرائها ,لكم مني اكبر تحية بارك الله فيكم وجعل اعمالكم خالصة لوجهه الكريم و ازاح عنكم كل هم وغم امين امين

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف11/10/18 5:10 م

      آمين يارب العالمين

      لك دعوات بالمثل و زيادة أضعافا مضاعفة من فضل الله الكريم

      تحياتى لك

      حذف
  8. جزاك الله خيرا

    ردحذف
  9. دائما تنزل مواضيعك محل التذكرة للنفس استاذي فهي علم واسع كريم لكل ذي لب ..

    جزاك الله خيرا كثيرا أستاذ خالد.

    ردحذف

ادارة الموقع - ا/ خالد ابوعوف