ج15: رسالة لا تلتفت - كيف جعل الشيطان آدم وحواء يلتفتا إليه - من هنا بدأت فتنة طلب الروحانيات - وسائل التأثير من الشيطان - الخدعة بأنه ناصح أمين - هكذا حرَّك الشيطان مكنون النفس - هكذا فضح الله حقيقة خدام الجن - خدعة علم السر الروحاني - لماذا انخدع آدم وحواء بحيلة القسم بالله - هكذا ضل بعض الرقاة وانحرفوا وكذبوا على الله - ما معنى قوله تعالى (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ)

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثانية)

لا تلتفت .. عن الله

إذا أردت الوصول لرضوان الله

" الجزء الخامس عشر "

* فهرس :

..:: الفصل العشرون ::..

:: نموذج تطبيقي على الوعد الشيطاني "آدم والشيطان" ::

1- لا تلتفت للشيطان حتى لا يفتنك ؟

2- كيف جعل الشيطان آدم وحواء يلتفتا إليه ؟

3- من هنا بدأت فتنة طلب الروحانيات ؟

4- وسائل التأثير من الشيطان على آدم وحوا ؟

5- الخدعة بأنه ناصح أمين ؟

6- هكذا حرَّك الشيطان مكنون النفس ؟

7- وهكذا فضح الله حقيقة خدام الجن ؟

8- لماذا قال تعالى (فوسوس لهما الشيطان) ؟

9- خدعة علم السر الروحاني ؟

10- ما معنى قوله تعالى (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ) ؟ 

11- ماذا أفاد لفظ (فدلَّاهما) ؟

12- لماذا انخدع آدم وحواء بحيلة القسم بالله ؟

13- وهكذا ضل بعض الرقاة وانحرفوا وكذبوا على الله ؟

*********************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. مع فصل جديد نستكمل فيه الكلام عن رسالة الإلتفات ..

* وفي هذا الجزء نتكلم عن كيفية حدوث الإلتفات .. مع قصة آدم وحواء .. وكيف فتنهما الشيطان حتى أخرجهما من الجنة ..!!

* مع ضرب أمثلة واقعية في الحياة لما يحدث معنا حتى تعلم أن الله أوضح لنا كل شيء .. حتى لا يقول أحد لم أكن أعلم .. !! بل كلنا كنا نعلم ..!!

* وستجد نفسك أنك تعرف كل الآيات الموجودة هنا في هذا الجزء .. ولكنك لم تحب أن تفكر فيما علمت .. لأن أهواءك حجبت عنك نور الحقيقة .. وحرمتك أن تفهم كلام الله .. وارتضيت بكلام خدام الجن ورقاة تحضير الشيطان كدليلا لك ومرشدا .. بدلا من كلام الله ..!!

* وأعتقد أنك في هذا الجزء ستنتبه لأمور لم تنتبه لها من قبل وكأنك لأول مرة تقرأ قصة آدم والشيطان .. ولو كنا تعلمناها بحق .. ما كنا انخدعنا بكلام رقاة تحضير الشيطان أو بكلام خدام الجن ..!!

* من فضلك اقرأ بهدوء .. لأن هذا تأسيس لحقائق إيمانية طالما غابت عنا .. وتستطيع من خلالها بعد ذلك أن تبصر خدع الشيطان في نفسك وفيمن حولك ..

* ملحوظة هامة : أي أسئلة تتعلق بقصة آدم خلاف ما هو مكتوب هنا .. سيكون من الصعب الإجابة عليها لكثرة الإنشغال .. فضلا عن أننا هنا تكلمنا على جزئية في قصة آدم وحواء مع الشيطان .. وهي كيف تم فتنتهما من الشيطان ..!!

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

*******************************

..:: الفصل العشرون ::..

:: نموذج تطبيقي على الوعد الشيطاني ::

************************

..:: لا تلتفت للشيطان حتى لا يفتنك ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

في سعيك في الحياة .. يترصد بك الشيطان حتى يفتنك .. أي يضلك ويبعدك عن الطريق الحق إلى الطريق الباطل .. ولذلك يحذرنا الله من أن نتبع خطوات الشيطان .. التي تكون سببا في البعد عن الله وانطماس البصيرة ..!!

* ولذلك يقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور21 .

* ويحذرنا الله من أن نفتن بكلام الشيطان في النفس الذي قد يترتب عليه رفع الستر الإلهي عنك .. وخروجك من جنة العناية والرعاية الربانية لك .

* ولذلك يقول تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف27 .

* قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله :

كان النهي لبني آدم مع أن الفاعل غيرهم ؛ لأن معنى النهي حينئذ ألا يمكنوه منهم ، وذلك بطاعة الله تعالى وحده ورد الأوهام والأهواء ، فإنها باب الشيطان فإن سُدَّ باب الوهم والهوى ، فقد سُدَّت مسالك الشيطان ، واستقام في النفس أمر الرحمن ..

فالحصن الذي يقي المؤمن فتنه الشيطان ، هو الطاعة لأوامر الله تعالى ، وتقوية العزيمة .. والإرادة وأن يكون للرحمن وليا ويتقي ولاية غير الله تعالى .

* والفتنة معناها في أصل اللغة : فتن الفلزات من الذهب والفضة والحديد والنحاس، لإخراج ما يكون فيها من مادة ليست من جوهرها. ثم أطلقت على كل شدة يتميز بها الخبيث من الطيب، وتختبر فيها الإرادات ويتميز فيها ذوو العزائم، ثم كانت للنتيجة وهي محاولة خداع النفوس بالإتيان بما يهد العزيمة ويضعف الإرادة، بخداع النفس ، وإرهاق الإرادة والطغيان على حكم العقل وإضعاف سلطانه .. وهي هنا من هذا القبيل ..

* فالله تعالى ينهانا عن أن ننخدع بالشيطان ، وله ماض في إيذائنا وخدع أبوينا : آدم وزوجه حواء .

زهرة التفاسير ج6 ص2807-2808

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

قَدْ نُهُوا عَنْ أَنْ يَفْتِنَهُمُ الشَّيْطَانُ .. وَفُتُونُ الشَّيْطَانِ حُصُولُ آثَارِ وَسْوَسَتِهِ ، أَيْ لَا تُمَكِّنُوا الشَّيْطَانَ مِنْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ ، وَالْمَعْنَى النَّهْيُ عَنْ طَاعَتِهِ ، وَهَذَا مِنْ مُبَالَغَةِ النَّهْيِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ لَا أَعْرِفَنَّكَ تَفْعَلُ كَذَا: أَيْ لَا تَفْعَلَنَّ فَأَعْرِفُ فِعْلَكَ ، لَا أَرَيَنَّكَ هُنَا: أَيْ لَا تَحْضُرَنَّ هُنَا فَأَرَاكَ ..

فَالْمَعْنَى لَا تُطِيعُوا الشَّيْطَانَ فِي فِتَنِهِ فَيَفْتِنَكُمْ وَمِثْلُ هَذَا كِنَايَةٌ عَنِ النَّهْيِ عَنْ فِعْلٍ وَالنَّهْيِ عَنِ التَّعَرُّضِ لِأَسْبَابِهِ .

* وَشُبِّهَ الْفُتُونُ الصَّادِرُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِلنَّاسِ بِفَتْنِهِ آدَمَ وَزَوْجَهُ إِذْ أَقْدَمَهُمَا عَلَى الْأَكْلِ مِنَ الشَّجَرَةِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ نَعِيمٍ كَانَا فِيهِ ، تَذْكِيرًا لِلْبَشَرِ بِأَعْظَمِ فِتْنَةٍ فَتَنَ الشَّيْطَانُ بِهَا نَوْعَهُمْ ، وَشَمَلَتْ كُلَّ أَحَدٍ مِنَ النَّوْعِ، إِذْ حُرِمَ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي كَانَ يَتَحَقَّقُ لَهُ لَوْ بَقِيَ أَبَوَاهُ فِي الْجَنَّةِ وَتَنَاسَلَا فِيهَا ، وَفِي ذَلِكَ أَيْضًا تَذْكِيرٌ بِأَنَّ عَدَاوَةَ الْبَشَرِ لِلشَّيْطَانِ مَوْرُوثَةٌ ، فَيَكُونُ أَبْعَثَ لَهُمْ عَلَى الْحَذَرِ مِنْ كَيْدِهِ .

التحرير والتنوير ج8 ص77

***************************

..:: كيف جعل الشيطان آدم وحواء يلتفتا إليه ؟ ::..

( من هنا بدأت فتنة طلب الروحانيات !! )

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ) طه120 ..

قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) الأعراف20 ..

* الشيطان جذب انتباه آدم وحواء .. بأمرين :

1- أن يكونا من الملائكة ..

وهذا يرشدك إلى أن الشيطان قد وجد في نفس آدم وحواء ما يحركه ويلعب عليه .. وهو أنه تمنى لو كان من الملائكة لما وجده من تشريف الله لهم وأنهم محبوبون لله وأنهم نورانيون ومكرمون .. وقد يكون تمنى لو كان من الملائكة العالين الذين لم يسجدوا له ..!!

* وقد يكون آدم قد وجد صفة أخرى للملائكة وهي النورانية المتحولة .. بين الروحانية والمادية .. وليس المادية فقط ..!!

ولذلك تمنى لو كان مثلهم .. ولما رأى إبليس هذه الرغبة موجودة في آدم .. فسعى لتطميعه فيها وتزينها له ..!!

* وهذا يذكركم بحيلة الشيطان مع الناس حاليا .. وبالعلاقات الروحانية النورانية ..!!

* فيأتي الشيطان في الخلوات أو الأحلام .. ويظهر للإنسان أنه محاط بالنورانيين وأنهم خدما له وتحت تصرفه .. وأن ما معه قوة لا تقهر ويستطيع أن يتصرف بها في أي شيء ..!!

* ولذلك تجد غالب الروحانيين والرقاة دائما فيهم صفة العوج والاستعلاء والكبر عن سماع الحق .. لأن الشيطان يجعلهم يتوهمون أن لهم قدرة وسلطة تصرف على الملائكة أو معهم نورانيين يخدمونهم ..!!

* فالخدعة القديمة لازالت منتشرة بقوة ولها صدى قوي في النفوس .. وهي أن تكون روحاني لك نفوذ على عالم الروحانيات ومتصرف فيهم حتى تظهر مشتهرا بين الناس بذلك ..!!

* إذن الإنفراد بالقوة والسلطة والسيطرة مع حب الظهور والشهرة والطمع فيما ليس من عطاء الله لك .. هي عناصر تحرك في الإنسان المطامع النفسية .. !!

* وإذا لم تفهم أن طلب آدم وحواء ليكونوا أرواح نورانية كالملائكة .. قد أدى به للخروج من الجنة .. فمتى ستعقل أن طلب هذه الأمور هو شيء غير مباح لك ..؟!!

2- الخلود : وهي صفة تدل على طول الأمل ودوام البقاء ..

* وزين لهما الشيطان هذه الصفة لأن آدم وحواء فهما أن المخلوقات المادية مصيرها هو الفناء بدليل كل ما يأكله وينتفع به فهو يكون قد انتهى أمره .. وبالتالي سيأتي عليه يوما وسينتهيا هما أيضا ..!!

* فأخذ يجعلهما يطمعا في طول البقاء مع دوام النعمة التي هما فيها .. حيث كان يعيشا في ترفيه مطلق من الحياة بلا أي عناء أو مشقة .. بل وأصبح له أنيس معه في الحياة وهي زوجته حواء ..!!

فجاءه بالطمع فيما ليس من خصائصه ولا من عطاءات الله له .. حتى يظل محافظا على هذه النعم لا يفارقها ويظل مستمتعا بها أقصى ما يمكن ..!!

* مثال واقعي في الحياة : 

* وهذا لا يزال يحدث مع كل ذي نعمة .. تجده متمسكا بالحياة بأقصى ما يستطيع ولا يريد ترك النعمة .. ويود لو يعمر ألف سنة ..!!

* وهذا يرشدك أن دوام النعمة يورث الغفلة .. لأن الإنسان يشعر وكأنها أصبحت حق مكتسبا له .. فينسى ويغفل أن ما فيه إنما هو نعمة من الله وليس من نفسه ..!!

* وأبسط دليل على ذلك هو قصة صاحب الجنة (البستان) الذي ظن طول البقاء ودوام النعمة .. ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً . وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً ) الكهف 35-36

* حتى كانت النهاية المأساوية لبستانه أي جنته : ( وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً . وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً ) الكهف 42-43

* مثال آخر في نفسية كل إنسان :

* فكل من يقول غدا سأفعل وأتوب .. غدا سأصلي .. غدا سأصلح حالي .. فهو من فعل الشيطان بك .. لأنه يزرع فيك طول البقاء لأنه يعلم أن طول البعد عن الله يورث الظلمة في القلب ..!!

فلا تظن نفسك خالدا في الدنيا .. ولا يغرك طول الأمل في البقاء .. لأن الموت سيأتي في لحظة ويخبط على بابك .. ويقول لك : قد جاءت سكرة الموت فما فعلت في دنيتك ( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) النجم39 ..!!

**************************** 

..:: ما الفرق بين آية سورة الأعراف وآية سورة طه ؟ ::..

قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ) طه120 ..

قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) الأعراف20 ..

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

(آية سورة طه) إِنَّ ذَلِكَ حِكَايَةٌ لابتداء وسوسته فابتداء الْوَسْوَسَةَ بِالْإِجْمَالِ فَلَمْ يُعَيِّنْ لِآدَمَ الشَّجَرَةَ الْمَنْهِيَّ عَنِ الْأَكْلِ مِنْهَا .. اسْتِنْزَالًا لِطَاعَتِهِ ، وَاسْتِزْلَالًا لِقَدَمِهِ ..

* ثُمَّ أَخَذَ فِي تَأْوِيلِ نَهْيِ اللَّهِ إِيَّاهُمَا عَنِ الْأَكْلِ مِنْهَا فَقَالَ مَا حُكِيَ عَنْهُ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ: (مَا نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ) الْآيَةَ .. فَأَشَارَ إِلَى الشَّجَرَةِ بَعْدَ أَنْ صَارَتْ مَعْرُوفَةً لَهُمَا زِيَادَةً فِي إِغْرَائِهِمَا بِالْمَعْصِيَةِ بِالْأَكْلِ مِنَ الشَّجَرَةِ ..

* فَقَدْ وُزِّعَتِ الْوَسْوَسَةُ وتذييلها على السّورتين عَلَى عَادَةِ الْقُرْآنِ فِي الِاخْتِصَارِ فِي سَوْقِ الْقَصَصِ اكْتِفَاءً بِالْمَقْصُودِ مِنْ مَغْزَى الْقِصَّةِ لِئَلَّا يَصِيرَ الْقَصَصُ مَقْصِدًا أَصْلِيًّا لِلتَّنْزِيلِ .

* وَالْإِشَارَةُ في الأعراف بِقَوْلِهِ : (عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ) إِلَى شَجَرَةٍ مُعَيَّنَةٍ قَدْ تَبَيَّنَ لِآدَمَ بَعْدَ أَنْ وَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ أَنَّهَا الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهَاهُ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَرَادَ إِبْلِيسُ إِقْدَامَهُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ وَإِزَالَةَ خَوْفِهِ بِإِسَاءَةِ ظَنِّهِ فِي مُرَادِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّهْيِ ..

التحرير والتنوير ج8 ص58-59 .. بتصرف ..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

وآية سورة طه .. تدل على أن إبليس بدأ بتوجيه الكلام لآدم إشارة إلى كونه الراعي الذي يدير شئون رعيته .. وبالتالي فهو لن يستمع لكلام حواء .. وإنما لو نجح مع آدم فهو سينجح مع حواء .. لأنها تابعة له في الرعاية والحماية ..!! والله أعلم .

* ثم أن الشيطان بعد أن بدأ بآدم .. فنفهم أن آدم نقل الموضوع إلى حواء .. وبالتالي أصبحا كلاهما في مواجهة الوسواس .. وهذا ما نفهمه من سورة الأعراف .. !! والله أعلم .

* ولذلك لا تنقل لزوجتك أو أهل بيتك عموما أي فتنة أنت تتعرض لها .. لأنك بذلك تكون قد نقلت دائرة الوسواس من حيزك أنت إلى حيز أكبر وهو أنت والزوجة والبيت .. وتبدأ تظهر المشاكل أو الأوهام أو الضغوط عليك .. التي كان من الممكن أن تنتهي لو كتمتها في نفسك وسكت ..!! والله أعلم .

* مثال ذلك : 

قد تغازلك امرأة أو تشتهيك كرجل .. فتذهب وتقول لزوجتك أنه يوجد كذا وكذا .. ولكنك لم تفعل شيئا ..!!

ولكنك بذلك فتحت وسواس في عقل زوجتك بأنك ممكن تخونها .. أو من هي هذه المرأة .. وكلما تحدث مشكلة ستكون هذه المرأة المجهولة هي السبب .. وهكذا ..!! 

مع أنه كان من الممكن سد باب الفتنة من بدايتها وعدم الكلام طالما أنت أغلقته ..!!

وكذلك الحال بالنسبة لإمراة عاكسها شخص وانتهى الموضوع ومر مرور الكرام .. فلا داعي لتذهب لتثير حفيظة زوجها .. وقد يتمهما بشيء ما ..!!

يبقى ليه ننقل دائرة الوسواس من حيز نفسك إلى حيز العالم المحيط بيك ؟!!

* فآدم حينما نقل وسواس الفتنة لزوجته .. أصبح هناك وسيلة ضغط عليه أخرى بخلاف الشيطان .. وهي أن حواء أصبحت يزداد وينمو بداخلها الرغبة في النورانية والخلود هي الأخرى ..!!

والله أعلم .. مجرد اجتهاد في فهم المسألة .

****************************

..:: وسائل التأثير من الشيطان على آدم وحوا ::..

(الخدعة بأنه ناصح أمين)

* قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ . وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ . فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) الاعراف20-22 ..

* من معاني الآيات :

* قال الأستاذ محي الدين درويش رحمه الله :

* (وَقاسَمَهُما) : أقسم لهما، والمفاعلة هنا ليست على بابها بل للمبالغة، ويجوز أن تبقى على باب المفاعلة كما قرر الزمخشري، كأنه قال أقسم لكما أني لمن الناصحين، وقالا له: أتقسم بالله أنك لمن الناصحين؟ فجعل ذلك مقاسمة بينهم.

* (فَدَلَّاهُما) التدلية والإدلاء: إرسال الشيء من الأعلى الى الأسفل. وقال الأزهري: وأصله أن الرجل العطشان يتدلى في البئر ليأخذ الماء، فلا يجد فيها ماء، فوضعت التدلية موضع الطمع فيما لا مطمع فيه، ولا فائدة منه.

* (بِغُرُورٍ) الغرور: إظهار النصح وإبطان الغش. وغرّه غرّا وغرّة وغرورا: أي خدعه وأطمعه بالباطل.

* وقوله تعالى: «وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة» : أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عورتهما»

إعراب القرآن وبيانه ج3 ص322 .. مختصرا

**************************************

..:: هكذا حرَّك الشيطان مكنون النفس ::..

( وهكذا فضح الله حقيقة خدام الجن )

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

الذي يقرأ قصة آدم وحواء مع الشيطان سيعلم من السياق القرآني أنهما رفضا الإنصياع لكلامه ووسوسته في باديء الأمر .. ولم ينتبها لكلامه إلا حينما أقسم لهما بالله ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ) .. وأعلن عن نفسه أنه ناصح لها راجيا مصلحتهما من وراء كلامه ..!!

* فالشيطان حرَّك التمني في نفسيتهما بالرغبة في النورانية الملائكية والخلود .. ووجد لهذه الرغبات أثر في النفوس وإلا ما كان ألحَّ في التركيز على هاتين الصفتين بالذات ..!!

* والذي يدلك على صحة ما ذكرته لك .. هو أنهما أكلا من الشجرة ليجدا ما كان يتمنياه في أنفسهما .. فلو لم يكن لهذه الأماني وجود في النفس مسبقا .. ما كان الشيطان عرف أن يلعب على هذه الأماني النفسية لأنها لن تكون حينئذ محل استجابة في النفوس ..!!

* ولكن لما وجد الشيطان من آدم وحواء عدم الإستجابة .. فلجأ لحيلة أخيرة .. وهي أن يقسم بالله على صدق كلامه .. لأنهما طالما ثابتين على أمر الله .. فلا مانع أن ينقلب ناصحا بالله ..!!

وجعل يسلك منهج آخر وهو الظهور بمظهر الولي الصالح الذي يرجو الخير للآخرين .. واعتمد على الجانب الإيماني لآدم وحواء .. بعد أن يأس في جذبهما بما تهواه أنفسهما .. ولذلك أقسم بالله لهما حتى يعتقدا في صحة كلامه ..!!

* ولو أن آدم وحواء استعملا منطق الفكر لقالا للشيطان : ولماذا لم تأكل أنت من الشجرة حتى تكون ملكاً وتكون من الخالدين .. !!

ولكن غلبه التمني في النفس حجبت العقل عن التفكير .. وكان ذلك سببا في نفاذ مراد الله ..

* مثال من الحياة الواقعية :

* وهذا يذكرنا تماما .. بحيلة خدام القرآن والروحانيات النورانية التي يغري بها الشيطان بعض الناس تحت مسمى (الدين) عن طريق التريض بالأسماء والآيات والسور .. وأن الإنسان بهذا لم يخرج عن طاعة الله .. بل سيكون معه نورانيون وملائكه وجن نوراني مسلم قوي .. حتى يدفع عن نفسه الأذى وعن أخواته المسلمين .. !!

ونسي هؤلاء (كما نسى آدم من قبل) .. أن العالم الغيبي أختص الله به نفسه في الإستعاذة والإستعانة والإعتصام ولا أسباب فيه سوى اللجوء إلى الله .. ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأعراف200

* ويكفي فضيجة خدام الجن المتوكلين عليه المستعيذين به .. قوله تعالى ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) النحل 99-100 ..

* فلما توكلوا على الجن مثل رقاة (يا جند الله أحضروا) ومثل السحرة والروحانيين الذين يوشوشون الجن .. فقد جعلوا لهم سلطانا عليهم .. وأصبحوا خدام الجن يستمتعون ببعضهم البعض حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون .. ويتوب الله على من تاب وأناب وعمل صالحا .. والعاقبة للمتقين ..

*******************************

..:: لماذا قال تعالى (فوسوس لهما الشيطان) ؟ ::..

(خدعة علم السر الروحاني)

 * قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وَسُمِّيَ إِلْقَاءُ الشَّيْطَانِ وَسْوَسَةً: لِأَنَّهُ أَلْقَى إِلَيْهِمَا تَسْوِيلًا خَفِيًّا مِنْ كَلَامٍ كَلَّمَهُمَا أَوِ انْفِعَالٍ فِي أَنْفُسِهِمَا. كَهَيْئَةِ الْغَاشِّ الْمَاكِرِ إِذْ يُخْفِي كَلَامًا عَنِ الْحَاضِرِينَ كَيْلَا يُفْسِدُوا عَلَيْهِ غِشَّهُ بِفَضْحِ مَضَارِّهِ فَأَلْقَى لَهُمَا كَلَامًا فِي صُورَةِ التَّخَافُتِ لِيُوهِمَهُمَا أَنَّهُ نَاصِحٌ لَهُمَا وَأَنَّهُ يُخَافِتُ الْكَلَامَ .

التحرير والتنوير ج8 ص56

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

والوسوسة كانت حيلة نفسية أخرى لجأ إليها الشيطان في تعامله مع آدم وحواء .. وكأنه يتكلم في سر خاص جدا ولا يريد أن يستمع له أحد سواهما لأنه حريص على أن يتعلما لوحدهما هذا السر فقط ..!!

* وهذا يذكرنا في واقع حياتنا بخدعة علم السر الروحاني ..!!

فخدام الجن الإنسيين يخدعون بعض الغاويين من الناس .. بأنه سيعطيه سر روحاني خاص به فقط لأنه يحبه .. ويطلب منه أن يأتيه ويجالسه حتى يمنحه من الأسرار الروحانية الخاصة جدا التي لا يعطيها إلا لخاصة أحبابه المقربين .. ويسمونه علم السر أو علم الأسرار الروحانية .. وهو في الحقيقة علم الوسواس الملعون الذي يضل به عباد الله منذ عهد آدم وحواء .!!

* لو تدبرنا كلام الله .. ستجدون خطة الشيطان كما هي لم تتغير ولن تتغير لأن هذا فقط هو المسموح له أنه يضل به الناس .. ومع ذلك لازال بعض الناس يطلبون خدمة الجن والشيطان وموالاتهم .. لأنهم يأسوا في التوكل على الله وأن يكونوا عباد لله وأولياءه ..!!

**********************************

..:: ما معنى قوله تعالى (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ) ؟ ::..

:: وماذا أفاد لفظ (فدلاهما) ؟ ::

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله :

حكى القرآن كيف نجح إبليس في خداع آدم وحواء فقال: (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ). أى:

فأنزلهما عن رتبة الطاعة إلى رتبة المعصية ، وأطمعهما في غير مطمع بسبب ما غرهما به من القسم.

* ودلاهما مأخوذ من التدلية ، وأصله أن الرجل العطشان يدلى في البئر بدلوه ليشرب من مائها ، فإذا ما أخرج الدلو لم يجد به ماء، فيكون مدليا فيها بغرور. والغرور إظهار النصح مع إضمار الغش، وأصله من غررت فلانا أى أصبت غرته وغفلته ونلت منه ما أريد.

التفسير الوسيط ج8 ص258

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

يرشدك إلى أنه جعلهما يتمنيان ما هو مستحيل تحقيقه .. كالذي يدلي بدلو إلى بئر ليس فيه ماء ..!!

* وهذا ما يحدث في حياتنا الواقعية :

يأت الشيطان لبعض الناس ويغويهم ..

بأنه سيكون لهم قدرة على الجن وقهر الشيطان روحانيا بالعزائم والطلاسم وما شابه ذلك ..

أو يأت الشيطان ليزين لهم أن الخاتم الروحاني سيكون سبب سعد لهم وفك الضيق والكرب ويجعل لك القبول ..

أو يأت ليزين لك أنه سيجلب لك الحبيب الذي تريد أو يرد المطلقة إلى زوجها السابق ..

* أو غير ذلك من التغرير في أمور في الدنيا أو العقيدة .. فيجعلك تنحرف وتضل  ..

ولكننا هنا نركز على الأمور الروحانية لأنها محل دراستنا ..

******************************

..:: لماذا انخدع آدم وحواء بحيلة القسم بالله ؟ ::..

( وهكذا ضل بعض الرقاة وانحرفوا وكذبوا )

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

لعل سبب قبولهما لخدعة الشيطان بالقسم .. هو أنهما ظنا أنه من غير الممكن أن يقسم بالله كذب أي مخلوق .. !! ونسيا قول الله لهما : (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) طه117 ..

* من واقع الحياة العملية :

وقت رقية المصاب روحانيا .. يطلب الرقاة حضور الشيطان ( وهذا عصيان صريح لله ونص القرآن) .. ليسألوا الشيطان ..!!

ويقول الشيطان أن فلان صنع السحر واسمه كذا ، وتم عمله منذ فترة كذا ، وموجود في المكان الفلاني أو تم شربه أو أكله .. أو غير ذلك !!

* ونسوا أن الشيطان من مهامه نشر العداوة والبغضاء بين الإنسان بأي وسيلة : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) المائدة91 ..

* ونسوا أن في فعلهم تتبع لعورات الناس بل وانتهاك حرمات الله وفتنة للمؤمنين .. فلماذا يطلبون من الشيطان أن يفضح ما ستره الله ..!!

* ونسوا أن استحضار الشيطان هو جريمة أخرى مع الله .. بعصيان أوامر الله عمدا .. لأن الله أمر نبيه بالإستعاذة من همزات الشياطين ومن حضورهم ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ . وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ) المؤمنون98 ..!!

* ونسوا أنهم يكذبون على الله حينما جعلوا من القرآن وسيلة لاستحضار الجن والشيطان .. !! ففي أي نص قرآني أو حديث نبوي يثبت كلامهم ..!!

* وإنما حقيقتهم النفسية .. أنهم يفعلون ذلك استظهارا أمام الحاضرين أنهم أقوياء ولهم سلطان على الجن .. !!

بل هم أعصى الناس بفعلهم هذا .. في هذا الموقف الذي يفضحون به عورات الناس .. ويتبعون الشيطان .. ويكذبون على كلام الله بالباطل ويزعمون أن يستحضر الشيطان .. !!

ثم يقولون .. أنهم رقاة شرعيون ..!!

* فهؤلاء الرقاة الذين غرهم استحضار الشيطان وجعلهم يظنون أن لهم قدرة على ذلك .. بل وكذبوا كذب صريح على كتاب الله وقالوا أن به آيات لاستحضار الشيطان على لسان المصاب ..!!

* ثم جعلوا من استحضارهم له سلطانا عليهم .. لأنهم فتحوا له باب التسليط على الإنسان .. بعد أن كان مغلقا رحمة من الله .. !!

* ثم ارتضوا بحديث الشيطان لهم بدليل استحضارهم له .. وتدلَّوا له ليأخذوا عنه الأمور الغيبية التي سترها الله .. ولكن في الحقيقة أنهما اتبعا خطوات الشيطان وسلكوا مسلك أهل الغُرور باتباع الغَرور أي الشيطان ..

ثم يزعمون أنهم رقاة شرعيون ..!!

* يا ناس يا مسلمين : إذا كان هؤلاء هم الشرعيون .. الذين يتتبعون العورات ، ويستحضرون الشيطان ، ويكذبون على الله .. فمَن هم الضلالية المنحرفون ..!!

* قصة الشيطان مع آدم وحواء .. تعطينا نموذج قويا في فهم علاقة الشيطان بالإنسان وكيفية خداعه للإنسان .. ولكن هل من متدبر ؟!!

وصدق الله حينما قال ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف111

***************************

..:: الفصل الحادي والعشرون ::..

***********************

..:: نماذج من الحياة تجعلك تلتفت عن طريق الله ::..

********************

(1)

لا تلتفت إلى .......

يتبع إن شاء الله تعالى 

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..