ج2 : رسالة هكذا يحدثك الشيطان - ما معنى (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) - ما هو دسِّ النفس في قوله (خاب من دسَّاها) - النفس تتشابه مع الشيطان في الوسوسة - هل هناك رابط بين وسواس النفس ووسواس الشيطان - ما فائدة التزكية للنفس - النفس بين مفترق الاختيار . إما شاكرا وإما كفورا - لماذا يتهم الله نفسك .. ولا يتهم الشيطان .

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثالثة)

هكذا يحدثك الشيطان في نفسك !!

فإما تستجب له أو تستقم لله !!

" الجزء الثاني" 

* فهرس :

..:: الفصل الثاني ::..

1- النفس تعرف التمييز بين الصواب والخطأ ؟

2- ما معنى (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) ؟

3- ما هو دسِّ النفس في قوله (خاب من دسَّاها)؟

4- ما فائدة التزكية للنفس ؟

5- النفس بين مفترق الاختيار . إما شاكرا وإما كفورا ؟

6- هل الإنسان الكفور يحرمه الله من فضله ؟

7- النفس تتشابه مع الشيطان في الوسوسة ؟

8- هل هناك رابط بين وسواس النفس ووسواس الشيطان ؟

9- لماذا يتهم الله نفسك .. ولا يتهم الشيطان ؟

 *********************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض المقدمة التي كتبناها في الفصل السابق .. ولكن هذه المرة مع النفس .. وكيف أن الله أعطاك إرشادات لتنتبه إليها في تعاملك مع نفسك .. فلا حجة لك ..!!

* حتى لا تستمر في مسرحية (الغلبان وشهيد الزمان ولماذا توقف حالي) ..!! .. وحتى لا تظن أن الله تركك كفريسة سهلة للشيطان فتنتقل لمسرحية ( يا حول الله يارب .. أنت ليه بتعمل فيَّ كده وأنا طيب) .. وتتوالى المسرحيات النفسية الرخيصة التي يحبس فيها الإنسان نفسه .. دون أن يتهم نفسه أو يراجع حاله .. !! .. بل فقط اكتفى أن يتهم ربه .. ويسخط على قدره ..!! (راجع هذه المسرحيات النفسية بالتفصيل بالضغط على اسم المسرحيات السابقة) ..!!

* فهنا للتعريف بحقيقة نفسك من الناحية القرآنية ببساطة .. واعلم أن الحجة عليك وليست لك .. وأفق من غيبوبة الروحانيات أو غيبوبة الناس ظلموني .. وقل يارب .. ثم استقم ..!!

لأن الانفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..!! فماذا أنت فعلت ؟!

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

****************************

..:: الفصل الثاني ::..

*************************************

..:: النفس تعرف التمييز بين الصواب والخطأ ::..

..:: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) البلد10::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

كل إنسان بطريقة ما أو بأخرى يجد في نفسه طريق الخير وطريق الشر .. ويميز بين الخير والشر .. ولذلك يقول تعالى (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) البلد10.. أي طريقي الخير والشر ..

* والنَّجد هو المكان المرتفع .. وكأنه جعل الخير والشر لهما دلالات وبراهين واضحة في النفس تستطيع أن تدرك بها الخير والشر .. كما أوضح الله لنا ذلك في سورة الشمس .. أن كيفية هذه الهداية تكون بالإلهام ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) الشمس7-9

* ومعنى الإلهام : هو إلقاء الخواطر الطيبة في النفس إما من جهة الله او جهة الملأ الاعلى (الملائكة) .. ويكون الإلهام غالبا (وليس دائما) .. عن حضور خاطر دون سابق تفكير منك .. يحذرك من شيء أو يرشدك لشيء .. !!

* وجاء الإلهام مع الفجور ليس لتعمل به وإنما لتحترز منه فلا تفعله .. فكان الإلهام لتعريف الفجور هو حارسا لك من ارتكاب الفجور .. كمن يحذرك ويقول لك انتبه من طريق الشيطان .. فهو لا يرشدك للشيطان وإنما يحذرك منه ..!!

* فمعنى الآية : أي جعل في النفس إدراك لفعل الفجور وإدراك لفعل التقوى .. حتى تتجنب فعل الفجور .. وتسعى لفعل التقوى .. وأنت واختيارك ..!!

فالإلهام هو إلهام علم للتمييز بين الفجور والتقوى ..

  

* والتقوى تكون بالتزكية .. والفجور يكون بالدَّس .. وما المقصود بدَّس النفس ؟

*******************************

..:: ما هو دسِّ النفس ؟ ::..

* الدَّس معناه الإخفاء .. كما يقال دس السم في الطعام أي أخفاه .. فكذلك الفجور يَدِسُّ في النفس المعايب والمعاصي والآثام فيها .. فتدخل النفس في ظلمة الحجاب حتى لا تعد تدري الصواب من الخطأ لكثرة الذنوب ..!!

*******************************

..:: ما فائدة التزكية للنفس ؟ ::..

* التزكية معناها تطهير النفس مما عابها من مخالفات وذنوب في حق الله طلبا لرضا الله وغفرانه ورحمته ..

* والتزكية تجعلك تنتقل من ظلمة الحجاب إلى نور الجناب أي نور الجناب الإلهي حتى تنتفع بالهدي الرباني في توجيهك في الحياة ..

ولذلك يقول تعالى  ( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة257

* وجعل لك المنهج الذي إن اتبعته دخلت هذا النور وخرجت من الظلمات ( يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) المائدة16

* وعشان تتبع الكتاب فلازم تتبع الرسول كما قال لك صاحب المنهج الإلهي وهو الله .. فماذا قال؟

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) محمد33 .. أي لا تبطلوها بالمعاصي والكفر ..

* ومرة أخرى أفرد الرسول بالطاعة فقال ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) النور56

* وليه تتبع الرسول ؟

لأنه المرشد في طريقك إلى الله .. لأن الله يقول ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) الشورى52 ..

* ثم يأتي بعد ذلك مرحلة اتباع الذين سلكوا سبيل الله ورسوله من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن سار على دربهم ولم يخرجوا عنهم .. فنتبعهم مسترشدين بكلامهم لقوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة100 ..

******************************

..:: النفس بين مفترق الاختيار ::..

.. إما شاكرا وإما كفورا ..

* يقول تعالى :  ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) الإنسان3 ..

من تفسير الآية :

* قال الشيخ طنطاوي في تفسير الآية :

والمراد بالهداية هنا : الدلالة إلى طريق الحق ، والإرشاد إلى الصراط المستقيم .

أي: إنا بفضلنا وإحساننا - قد أرشدنا الإنسان إلى ما يوصله إلى طريق الحق والصواب ، وأرشدناه إلى ما يسعده ، عن طريق إرسال الرسل وتزويده بالعقل المستعد للتفكر والتدبر في آياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا.

التفسير الوسيط ج15 ص215

* لماذا جاء تعالى في وصف الشكر بالتقليل وفي وصف الكفر بالمبالغة ؟

ولما كان الشكر قل من يتصف به، كما قال- سبحانه-: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) جاء التعبير بقوله- سبحانه- (شاكِراً) بصيغة اسم الفاعل . ولما كان الجحود والكفر يعم أكثر الناس ، جاء التعبير بقوله- تعالى- (كَفُوراً) بصيغة المبالغة .

* والمقصود من الآية الكريمة : قفل الباب أمام الذين يفسقون عن أمر ربهم، ويرتكبون ما يرتكبون من السيئات.. ثم بعد ذلك يعلقون أفعالهم هذه على قضاء الله وقدره، ويقولون- كما حكى القرآن عن المشركين : (لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) الأنعام 148 .

التفسير الوسيط ج15 ص216 ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

هل الإنسان الكفور يحرمه الله من فضله ؟

لا أبدا .. فعطاء الله ممدود لك حتى ولو جحدته وأنكرته ورضيت بالحياة الدنيا فقط .. !!

فيقول تعالى : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً . وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً . كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً ) الاسراء18-20

* وبقدر اختيارك لسعيك فأنت ستجد مقامك عند مولاك ..!!

* فمعنى كلمة السبيل تشمل كل أدوات الهداية الدلالية الموصلة إلى الحق .. وهي الرسول والقرآن والذين اتبعوا بإحسان .. فمن يأخذ بها ينجو .. ومن لا يأخذ بها واتبع هواه .. فقد هلك .. !!

* ولذلك يقول تعالى ( فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى . يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى . وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى . فَأَمَّا مَن طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات34-41 .

*********************************

..:: النفس تتشابه مع الشيطان في الوسوسة ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

أريدك أن تعلم شيء أخير .. وهو أن النفس تتشابه مع الشيطان في شيء مهم جدا .. وهو الوسوسة ..

فيقول تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ق16 .

* وما الفرق بين وسوسة النفس ووسوسة الشيطان ؟

وسوسة النفس : تكون عن إلحاح لشيء معين وتكون في اشباع رغبات .. مثل الرغبة في الطعام ولا تفكر في غيره حتى تقضي ما تريد ..

أما الشيطان فهو لا يتوقف عن الحيلة .. بل ينتقل ولا يصر لك على فعل واحد .. فإذا لم يجد معك طريق للغواية مع النساء فيأتيك في المال أو العلم أو السلطة أو غير ذلك ..

* سؤال مهم : هل هناك رابط بين وسواس النفس ووسواس الشيطان  ؟

الرابط بينهما أن وسوسة الشيطان مبنيَّة على وسوسة النفس .. !!

* أمثلة على ذلك :

فالإنسان يوسوس لنفسه بالإنتقام من فلان .. فيأتي الشيطان ليزكي في نفسه هذه الفكرة ويقول له : فعلا لازم تعمل كده !!

* أو الإنسان يكون كسول عن الصلاة ويقول لنفسه : أف هو لسه هقوم أتوضأ وأصلي ..؟!! فيأتيه الشيطان فيقول له : عندك حق يا أخي نام شوية وريَّح جسمك وبعدين ربنا غفور رحيم ..!!

* أو الإنسان يرى في نفسه الخيرية وأنه أحسن ممن حوله .. فيأتيه الشيطان فيزكي له نفسه أنه لا مثيل له ولا نظير بخلاف فلان وفلان الذين يعصون الله .. ولكن أنت ما شاء الله عليك أحسن من الجميع .. فهؤلاء ساقطون وأنت من الناجون ..!! ويظل يوسوس له بذلك حتى يصيبه بمرض العُجب (الإعجاب بعمله) .. فينقلب إلى رياء وإلى احتقار الآخرين وإلى استحسان فعله مع الله وأنه وليا لله ..!! وفي الحقيقة هو من الهالكين .

* أو الشيطان يرى في الإنسان الرغبة أنه يريد أن يكون روحاني ومعه خدمة روحانية .. فيأتيه ليؤكد له أن معه روحانيات ويسلط عليه أولياؤه من الإنس وكل مرة يقول له هذا الشيخ هو الذي فيه السر .. !! وفي الحقيقة كلهم شياطين في بعض .. وهو الفريسة التي ارتضت بغير الله ناصر ومعين ..!!

*  وهكذا يظل الشيطان يتصيد ما تهواه النفس أو تفكر فيه وترغبه .. فيحاول أن يغويه فيه ..!!

* يبقى مما سبق تفهم لماذا العارفين والصالحين يهتمون بقهر النفس .. حتى لا ترغب .. فيرغب الشيطان فيما رغبت فيه ..!!

وبالتالي طالما لا رغبة .. فلا فتنة ..!!

* ولذلك في الصيام يفقد الإنسان قواه مع مرور الوقت .. حتى لا يجد في نفسه قوة على فعل شيء .. ومهما جاءه الشيطان فالإنسان لا يستجب لأنه لا يوجد قوة في النفس تساعد الشيطان على الإستجابة لوسوسته ..!!

*****************************

..:: لماذا يتهم الله نفسك ولا يتهم الشيطان في أفعالك ؟ ::..

ستجد في عموم القرآن .. الله يتهم نفسك انت ولا يتهم الشيطان إلا بعتابك أنت لأنك اتبتعه ..!! ولكنه لا يتهم الشيطان في شيء .. لأن وظيفته معلومة وهي تزيين الباطل .. !! ولكن نفسك أنت هي التي تقبل هذا التزيين أو ترفضه ..!!

* ولذلك تجد الله يتهمك أنت اتهام مباشر وصريح .. لأنك أنت الذي فعلت الأفعال وليس الشيطان .. فالشيطان مجرد وسيلة تحريض لرغبة نفسية وجدها فيك.. !!

* فيقول تعالى متهمك بالظلم لنفسك :

1- ( وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) آل عمران117

2- ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) يونس44

3- ( وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) النحل33

* ويبين لك بأن فساد أحوالك من ذنوبك :

1- ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى30

2- ( لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ) الأعراف100

3- ( مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة81

* نماذج من السابقين :

1- ماذا حدث للسابقين الذين جحدوا رسالة الله ؟ ..

يقول تعالى : ( أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ ) غافر21

2- قوم نوح ماذا حدث لهم ؟ ..

يقول تعالى : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً ) نوح25 ..

3- قوم فرعون ماذا حدث لهم ؟ ..

يقول تعالى : (  كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ ) الأنفال54

* حتى الشيطان يفضح حقيقة أنفسنا لنا :

ويوضح هذه الحقيقة المؤلمة فيقول متبرءا من تضليلنا يوم القيامة .. ويتهم نفسك أنت ..!!

( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ...) ابراهيم22

انظر ماذا قال الشيطان : (وَلُومُواْ أَنفُسَكُم) ..!!

* فمتى ستتهم نفسك وتلومها وتحاسبها ؟

* أحببت أن أوضح لك أن الله أرشدك بأوضح بيان بما لا خفاء فيه .. حقيقة نفسك وما تملكه نفسك من قدرات في التمييز بين الخير والشر .. وأن الشيطان يتحرك على رغبات النفس وأمانيها ويزين لها الباطل لتسعى إليه .. وأن السبيل لمعرفة حيل الشيطان والنفس هو القرآن واتباع النبي لا غيره ..!!

* ولكن البعض منا يحلو له أن يتهم الله بالباطل .. ويزعم أنه مؤمن .. !!

فأي إيمان هذا الذي تتهم به الله أنه ظلمك ؟!

* بل الله يتهمك أنت بأنك ظالم لنفسك .. وأنت الذي سببت لنفسك أغلب مشاكل حياتك .. وليس الله !!

فلا تفسد حياتك .. وتقول السبب هو الله ..!!

من فضلك راجع حالك .. واتهم نفسك .. واستغفر ربك .. فالأنفاس قليلة ويوم القيامة قريب ..

* فحينما تكون من أهل كرامة الإبتلاء مثل فقد ابن أو مرض عضال في نفسك أو أبناءك .. أو حدث لك ظلم خارج عن إرادتك كشهادة زور حدثت عليك .. فهنا نقول لك أنت مبتلى ولك الكرامة من الله .. !! 

* لكن حينما تقول لي أن الشيطان بيلعب فيك ليل نهار .. فسأقول لك : ماذا فعلت حتى استباحك الشيطان ..؟!!

* وهذا أوان الشروع في عرض أحاديث الشيطان على النفس .. وبالله التوفيق ومنه المدد وعليه المعتمد .. !!

 **********************************

..:: الفصل الثالث ::..

:: هكذا يحدثك الشيطان في نفسك !! ::

***********************

..:: خواطر شيطانية تجعلك تلتفت عن طريق الله ::..

********************

(1)

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..