ج5: هكذا يحدثك الشيطان - صليت لما نصحك فلان ولم تصلي لما سمعت الأذان - كفاية الفرض مش لازم السُّنَنَ - ما فائدة السنن والنوافل التطوعية التي يحاربك الشيطان حتى لا تفعلها .

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثالثة)

هكذا يحدثك الشيطان في نفسك !!

فإما تستجب له أو تستقم لله !!

" الجزء الخامس" 

* فهرس :

..:: الفصل الخامس ::..

1- الشيطان يقول : صليت لما نصحك فلان ولم تصلي لما سمعت الأذان ؟

2- الشيطان يقول : كفاية الفرض مش لازم السُّنَنَ ؟

3- ما فائدة السنن والنوافل التطوعية التي يحاربك الشيطان حتى لا تفعلها ؟

 *********************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض المقدمة التي كتبناها في الفصل السابق .. ولكن هذه المرة مع أحاديث الشيطان في النفس .. وكيف يزين للنفس ما ترغب فيه ..!!

* هذا الجزء يحتوي على خواطر شيطانية خاصة بالصلاة  .. ونكملها الجزء القادم إن شاء الله تعالى ..

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل الخامس ::..

( الشيطان والصلاة )

*********************************

(3)

..:: الشيطان يقول : صليت لما نصحك فلان ولم تصلي لما سمعت الأذان ؟ ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

* من الأمور التي تقابلك قبل سلوك طريق الله .. بعض الوساوس كما ذكرنا سابقا عن وسوسة الشيطان في تأخير العمل مع الله إلى الغد .. فهنا يقابلك حديث نفسي آخر وهو .. حينما يقابلك شخص ينصحك لله .. !!

* فيأتيك الشيطان فيقول لك :

* محاولا أن يمنعك سلوك طريق الله .. فيأتي ويقول لك أنت تصلي من أجل أن فلان قال لك صلي ، وتقول الذكر من أجل أن فلان قال لك ذلك ..!!

أو ياتيك بأسلوب آخر فيقول :

هل ستصلي لأن فلان قال لك صلي .. وحينما كان الأذان يقول (الله أكبر) لم تستجب .. ألا تستحي من نفسك ؟ بل يجب أن ينبع هذا الشيء من نفسك وليس من غيرك ؟!!

* الرد على ما سبق من تغرير الشيطان:

انتبه لهذا الكلام الخبيث لأنه نجح مع ناس كثيرة بهذه الحيلة ..

* والحقيقة هي أنك تصلي لله وتذكر لله .. ولكن فلان هذا كان سبب للإرشاد والتذكرة بالله .. ولكن الشيطان يريد أن يخدعك .. ويصيبك بالإحباط ويزرع فيك الكبر حتى لا تسمع للآخر .. وكأنه كان لك ناصح أمين .. حينما قال لك يجب أن ينبع هذا الشيء من نفسك وليس بتوجيه أحد ..!!

* ولكنك لو كنت منتبها لعلمت أن الصحابة صلوا لله وذكروا الله بتوجيهات النبي .. وكانوا يذهبون إليه ويخبروه أنهم فعلوا كذا وكذا ..!!

ولكن هل كان فعلهم للنبي أم لله ؟!! طبعا لله ..!! ولكن حبهم للنبي كان دافع لهذا الفعل ..

* فقد يكون حب شخص لك دافع لك للعمل مع الله .. فاستغلها فرصة وكرامة ومدد من الله أرسله إليك لتعمل مع الله ..!!

فهذا الشخص ما هو إلا سبب فقط .. ولكن حقيقة عبادتك هي لله وليس للشخص ..

حتى ولو وجدت خاطر في نفسك يدفعك للعمل مع الله لأن فلان قال لك .. فاعمل .. لأن عملك مع الله ولله .. وليس مع الشخص ولا للشخص الي أرشدك ..!! فافهم ..!!

* وقد تجد صوت شيخ يقرأ القرآن فيؤثر فيك ما قرأه .. فهل ستقول لنفسك لن اتأثر .. لأنه يجب أن تقرأه أنت فتتأثر به ..!! ما هذا السخف ..!!

فهل حضرتك منتظر وحي خاص بك لينزل عليك ويقول لك اعمل مع الله ..!! أفق من غيبوبة عبوديتك لنفسك .. واستغل أي فرصة تجعلك تقول يارب وتقربك إلى الله ..!!

* وقد تجد مقالة تؤثر فيك فتغير من حياتك .. أو تحدث لك حادثة فتغير من منهجيتك في الحياة  إلى الأحسن .. أو يقابلك شخص فيغير حياتك من عظيم أخلاقه كما غير النبي من الذين آمنوا به ..

* بل قد يكون حب شخص سببا لدخولك في الإيمان ..!! فالسيدة مارية المصرية زوج النبي تحولت من النصرانية للإسلام لحبها للنبي لما رأت من كريم أخلاقه .. والسيدة صفية زوج النبي تحولت من اليهودية للإسلام لما رأت من كريم أخلاقه .. وهكذا تفعل المحبة في القلوب فهي تغير عقائد وتطهر قلوب ..!!

* يبقى ممكن يكون هناك شخص يساعدنا في تغيير حياتنا .. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مرشدا للصحابة ولكل الأمة .. والصحابة مرشدين لنا من بعده .. والتابعين بعد الصحابة مرشدين لمن جاءوا بعدهم .. وهكذا سيظل الإرشاد دائم إلى يوم القيامة .. بل هو فرض على الأمة ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران104 ..

ولو لم يكن هناك سعي بالإصلاح من المرشدين مهما كانت صفاتهم (شيخ أو عالم أو سياسي أو عامل أو فلاح أو غيرهم )  لفسدت الأرض ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة251 ..

* يبقى اغتنم الفرصة لما تلاقي شخص يقربك لربنا .. لأنه سبب من أسباب الله لك .. وأمسك فيه حتى تتغير أحوالك إلى أحسن حال مع الله .. وطالما وجدت نفسك تستجيب وقلبك يطمئن وعقلك يتيقن .. فلا تفارق هذا الشخص ..!!

* فلا تستكبر أن تسمع نصيحة من أحد أو توجيه طالما ينصحك بحكمة وأدب .. ما عدا ذلك فلا تسمع له لأنه ليس فيه خير طالما قليل الأدب أو أسلوبه منفر ..!!

* وإياك وفكر الجماعات الدينية .. فاحذرهم وتجنبهم ولا تخالطهم .. حتى لا يدمروك نفسيا ودينيا ويفسدوا قلبك بأفكارهم الفاسدة ويجعلونها دين وما هي من الدين .. فالجماعات مهما كان أسمهما فهي أعظم حجاب في حياتك الدينية والإيمانية ..!!

****************************************

(4)

..:: الشيطان يقول : كفاية الفرض مش لازم السُّنَن !! ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

حينما يجد الشيطان في نفسك أن ثبت على إقامة الفروض الخمسة فيحاول أن يمنعك من السنن التي قبل الفرض أو بعده ..

* فيأتيك الشيطان يقول لك :

كفاية عليك كده صلاة الفرض .. واحمد ربنا إنك صليت الفرض اللي عليك .. والنوافل مش ضروري تعملها .. أصلها مش فرض عليك .. !!

* الرد على ما سبق من تغرير الشيطان:

البعض يتكاسل عن أداء النوافل .. لأنه يمل من كثرة القيام والركوع والسجود .. ويكون الفرض ثقيلا عليه .. وبالتالي يقوم ويذهب دون صلاة النافلة ..!!

* والحل بسيط .. ما هو ؟

عن عمران بن الحصين ( سأَلتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ الرجلِ وهو قاعدٌ ، فقال : مَن صلَّى قائمًا فهو أفضَلُ ، ومَن صلَّى قاعدًا فله نصفُ أجرِ القائمِ ، ومَن صلَّى نائمًا فله نصفُ أجرِ القاعدِ ) . رواه البخاري .

* وهذا الحديث يتعلق بالنوافل .. في حالة كنت متكاسلا عن أدائها فيجوز لك أن تصلي قاعد عمدا (ليس عن مرض) .. ولكن سيكون لك نصف الأجر ..

* وهذا أمر جميل أن تصلي النافلة ولو بنصف الأجر .. لأنك تقاوم وتجاهد نفسك .. ومع مرور الوقت ستجد نفسك اعتادت على صلاة النافلة وستفعلها بالقيام بدلا من القعود ..!!

* ولكن في حالة مجاهدة النفس ومحاولة قهرها على الطاعة .. لازم نستغل الفرص الشرعية عشان نقدر نقاوم بها .. وتشعر أنك تعمل مع الله ..!!

* وسيأتيك الشيطان (من الإنس أو الجن) يقول لك : كيف تصلي قاعدا صلاة النافلة (سنة الصلاة) وأنت بكامل صحتك .. ألا تستحي ؟!!

* فلا تستجيب لهذا الشيطان .. وتذكر فورا أن الرسول أباح ذلك .. وأكمل عملك مع الله ولا تقطعه ..!!

والذي هو ناقص اليوم .. غدا سيكتمل .. كلما زاد العزم والإصرار على العمل مع الله فثق أنه سيكتمل في مرحلة ما .. ليه ؟

* لأنه جاء في الحديث القدسي .. عن أنس بن مالك عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يَرويه عن ربِّه ، قال : ( إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا ، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا ، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَةً ) .

* معنى باعا : أي ضعف مسافة الذراع .. أي بامتداد فتح الذراعين .. والله أعلم ..

* وتفهم من الحديث أنه بقدر عملك يكن مددك .. فانتبه .

* وفي رواية أخرى .. عن أبي ذر الغفاري عن النبي ( يقولُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى من جاءَ بالحسَنةِ فلَهُ عشرُ أمثالِها وأزيدُ ومن جاءَ بالسَّيِّئةِ فجزاءُ سيِّئةٍ مثلُها أو أغفِرُ ومن تقرَّبَ منِّي شبرًا تقرَّبتُ منهُ ذراعًا ومن تقرَّبَ منِّي ذراعًا تقرَّبتُ منهُ باعًا ومن أتاني يمشي أتيتُهُ هرولةً .. ومن لقِيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةً ثمَّ لا يشرِكُ بي شيئًا لقيتُهُ بمثلِها مغفرةً ) صحيح بن ماجة .

* تبقى أن تعرف أن الحديث الخاص بصلاة القاعد على أنها نصف صلاة القائم .. هذا لو صليتها عمدا وكنت صحيح معافى .. ولكن لو كنت تصلي قاعدا لأن بك مرض أو ألم يؤثر على وقوفك أو على سجودك .. فصلاتك حينئذ كاملة غير ناقصة .. لأن نيتك كانت الصلاة واقفا إلا أن المرض منعك ..!!

* وما فائدة السنن والنوافل التطوعية التي يحاربك الشيطان حتى لا تفعلها ؟

العبادات التطوعية للصلاة الزائدة عن الفرض مثل فعل السنن النبوية التابعة للفرائض أو قيام الليل .. قد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أنه قَالَ :( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ) .

* وهكذا لو كان الزكاة فيها نقص .. فينظروا الملائكة لو كان له صدقات تكمل هذا النقص .. وهكذا في كل عمل به نقص ينظروا لو للعبد مزيد اجتهاد في عمل آخر فيجبروا له ما انتقص من عمله ..

* ولذلك الشيطان يحاربك على أن لا تفعل أي أمور تطوعية زيادة على الفرض .. لسببين :

الأول : لأنها سبب لجبر الناقص من صلاتك وعباداتك .. كما شرحنا منذ قليل ..

الثاني : لأنها سبب لمحبة الله تعالى .. كما جاء في الحديث القدسي ( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ) رواه البخاري .

ومن دخل في محبة الله .. فاز وأمن من الخوف ونال الرضوان الأكبر ..

* ولذلك يحاربك الشيطان محاولا منعك من الإجتهاد في مزيد العبادة ..

فانتبه لكلام الشيطان ، وانتبه للفائدة التي تعود إليك لو عملت مع الله .

*****************************

..:: الفصل السادس ::..

( الشيطان وخشوع الصلاة )

****************************

(5)

..:: الشيطان يقول : كيف تصلي بلا خشوع .. فهل هذه صلاة ؟!! ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..