ج6: رسالة هكذا يحدثك الشيطان - كيف تصلي بلا خشوع .. فهل هذه صلاة - ماذا تعرف عن شهوة تمني الخشوع - آية وأحاديث يستغلها الشيطان ليصيبك بالإختناق ويسبب لك اليأس - الرد على تضليل الشيطان في فهم الآية والحديث - هؤلاء قرأوا في الدين حتى أصابهم الإحباط .

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثالثة)

هكذا يحدثك الشيطان في نفسك !!

فإما تستجب له أو تستقم لله !!

" الجزء السادس" 

* فهرس :

..:: الفصل السادس ::..

1- الشيطان يقول : كيف تصلي بلا خشوع .. فهل هذه صلاة ؟!!

2- ماذا تعرف عن شهوة تمني الخشوع ؟

3- قرأوا في الدين حتى أصابهم الإحباط ؟

4- آية وأحاديث يستغلها الشيطان ليصيبك بالإختناق ويسبب لك اليأس ؟

5- الرد على تضليل الشيطان في فهم الآية والحديث ؟

 *********************************

..:: مقدمة ::..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض المقدمة التي كتبناها في الفصل السابق .. ولكن هذه المرة مع أحاديث الشيطان في النفس .. وكيف يزين للنفس ما ترغب فيه ..!!

* هذا الجزء نستكمل فيه الخواطر الشيطانية الخاصة بالصلاة .. وهنا نذكر لكم أكبر وساوسه وأعظم مداخله لإسقاط الذين يريدون الإلتزام مع الله والإستمرار على الصلاة .. وهي فتنة (الخشوع) ..!!

* مع توضيح شهوة نفسية من أسباب تسليط الشيطان على الإنسان المؤمن .. قد تكون غائبة على البعض .. فلينتبهوا منها ..!!

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل السادس ::..

( الشيطان وخشوع الصلاة )

****************************

(5)

..:: لا تلتفت لحيلة الخشوع ::..

..:: الشيطان يقول : كيف تصلي بلا خشوع .. فهل هذه صلاة ؟!! ::..

* حيلة الخشوع هي من أكبر مداخل الشيطان للكثير من الناس لإسقاطهم نفسيا وتوقفهم عن الصلاة أو الذكر .. ولكن هنا سنتكلم عن حيلة الخشوع في الصلاة وكيف يتلاعب الشيطان بالمؤمن ليفتنه عن الصلاة .. !!

* نذكركم أن الخشوع هو استقامة الظاهر والباطن في حضرة الله يعني بين يدي الله .. وهذه الصفة تأتي ثمرتها بعد شهور من المجاهدة النفسية .. وقد يظهر ثمرتها بعد سنوات .. وكل إنسان بقدر اجتهاده .. وعلى قدر اجتهادك يكن إمدادك ..!!

* ولكن البعض يفهم الخشوع بصورة خاطئة .. لأنه يظن أن الخشوع هو درجة معينة من السكينة بين يدي الله في الصلاة .. وهذا تصور خاطيء تماما .. بل هو درجات .. ولذلك جاء في الحديث ( إنَّ العبدَ ليُصلِّي الصلاةَ ما يُكتَبُ له منها إلا عشرُها, تُسعُها, ثمنُها, سُبعُها, سدسُها, خمُسُها, ربُعُها, ثُلُثها, نصفُها ) رواه بن حبان بسند صحيح .

* فقد تخشع في ركعة واحدة دون سائر الركعات .. وقد تخشع في ثلاث ركعات دون واحدة .. وقد تخشع مع آية واحدة سمعتها أو تلوتها .. وهكذا صفة الخشوع هي درجات بين العباد ..!!

* ولكن من يظن أنه يريد خشوع في دوام الصلاة .. وهو لم يكن يصلي أصلا .. أو بالكاد بدأ يصلي .. فهذا بالتأكيد شخص يبحث عن شهوة العبادة دون الرغبة في العمل مع الله .. ؟!!

وكأنه يبحث عن الصفة وليس عن الله ..!!

* ولذلك يأتي الشيطان ليحرك هذه الشهوة التعبدية في نفسية الشخص .. ويقول لك : بأنه يجب عليك الخشوع .. وإلا فكيف تكون هذه صلاة مع الله .. بل صلي في الوقت الذي تشعر فيه بخشوع حتى تشعر وتحس بالصلاة ..؟!! ..

* والشيطان يقول لك ذلك حتى يسبب لك اضطراب نفسي ويأس في العبادة .. لأنه يعلم يقينا أنك أبعد ما تكون عن هذا الأمر ..!!

ويظل يمنيك في نفسك بالخشوع .. ويجعلك (منتظر للخشوع) حتى تصلي كما يجب ..!!

ويجعل من الخشوع هدف لذاته .. وتصبح صفة الخشوع شهوة نفسية فيك ومطمع للولاية .. حتى ينسيك الصلاة وتمتنع عنها ( لأنك منتظر الخشوع يأتي لحضرتك حتى تصلي ) .. !!

* وسبب خداع الشيطان لك هو الآتي :

1- يجب أن تعلم أن رغبتك في الخشوع الكامل هو شهوة نفسية (شهوة التمني أن تكون خاشعا) ولست صادقا فعلا في طلبك .. ليه ؟

* لأن حضرتك لو كنت صادق في معاملتك مع الله .. ما كنت يئست في الوصول لدرجة الخشوع ولظللت تعمل مع الله وأنت راجيه دون تعب ودون تذمر لأنك تعلم أنها صفة تأتي من ثمرة مجاهدة النفس والشيطان ..!!

* ولكن انقطاعك عن الصلاة .. لعدم رؤيتك لثمرة الخشوع هو دليل الطمع في الكرامة بلا عمل .. لتظهر بها أمام الناس أنك عابد وخاشع ..!! وإلا فلماذا انقطعت عن الصلاة ؟!! أو تتذمر وتتضايق طالما تعمل ابتغاء مرضاة الله ؟!!

* ولكن لأنك شخص متمني فقط أو قد تكون تريد درجة ولاية بلا عمل ومجهود منك .. فلذلك تسلط عليك الشيطان بوسواس وجوب الخشوع وإلا فصلاتك لا معنى لها ..!!

* ويجعلك تبحث عن الخشوع .. ولا تبحث عن الله ..!!

* شيء عجيب جدا أن تبحث عن صفة دون أن تبحث عن كيفية الوصول لهذه الصفة .. ودون أن تطلب من الله الوصول لهذه الصفة ..!!

* فقط تريد الصفة متمنيا ذلك ..!! اكتفيت بالتمني دون العمل والمجاهدة والإخلاص والرضا والصدق والتوكل ..!!! فقط تريد تريد تريد ..!! فمتى تعمل وتعمل وتعمل ..!!!

2- فلا يوجد شيء اسمه "أريد الخشوع" .. فطالما أردت فقد سقطت ..!! ولكن اطلب من الله ذلك واسأل الله من فضله .. ولا تنسى أن عطاءات الله درجات ومقامات .. وليس رتبة وظيفية تريد الاستقرار فيها ..!!

3- المؤمن الصادق في علاقته بالله يعلم أن الخشوع هو مراحل ودرجات تأتي مع كل ارتقاء إيماني في صفاته القلبية .. فيزيده الله في كرامة الخشوع ..!!

4- واعلم أن الخشوع رزق يزيد مع إيمانك بالرضا بمجريات القضاء والقدر ..

5- واعلم أن الشيطان قد استغل عدم معرفتك بأن الخشوع في الصلاة هو شرط كمال وليس شرط صحة .. وإلا كان غالب المسلمين صلاتهم غير مقبولة بل غير صحيحة ..!! إلا رسول الله وطائفة كانت معه .. وهذا كلام غير صحيح ولا يعقل من أساسه .. بدليل أن الرسول لم يطلب من الذين إلتفتوا في الصلاة أن يعيدوا الصلاة .. وهذا كان من باب أولى لأنه كان إلتفات ظاهري أي حركي بالجسم ..!!

* يبقى لازم تفهم أن الخشوع هو شرط كمال .. أي شرط لتكون صلاتك كاملة .. وليس شرط لتكون صلاتك صحيحة .. بل صلاتك صحيحة إن شاء الله ولكن ناقصة بقدر ما غفلت فيها وسرحت ..!! وقد شرحنا ذلك في الرسالة الثانية من التنبيهات .. فارجع إليها .. ويكفيك هذا الحديث لتفهم ( إنَّ العبدَ ليُصلِّي الصلاةَ ما يُكتَبُ له منها إلا عشرُها, تُسعُها, ثمنُها, سُبعُها, سدسُها, خمُسُها, ربُعُها, ثُلُثها, نصفُها ) رواه بن حبان بسند صحيح .!!

* فإذا علمت ما سبق .. وما السبب الذي تسلط به الشيطان على المتمنيين الخشوع ومنتظرينه ليعملوا مع الله .. أو أوقفوا صلاتهم لأنهم لم يجدوا الخشوع المزعوم الذي يتحجَّجُون به .. ويجعلونه حجتهم في قطع الصلاة .. وهم في الأصل لا يريدون خشوع ولا صلاة .. وإلا كانوا ثبتوا على العمل في محراب الله .. ..!!

* وإليك طائفة أخرى من العابدين القارئين دون معلم مرشد .. الذين يستغل الشيطان قلة معرفتهم وجهلهم بالدين .. ويصيبهم بإحباط !! وإن كانوا لا يخلون من شهوة تمني مثل سابقيهم .. ليه ؟

* لأن الصادق في عمله مع الله لا يوقفه أبدا مهما كان مقصر فيه .. لأنه باب رحمه فتحه الله له ليتصل به إليه .. أفيغلقه بنفسه ؟!! بالتأكيد يبقى شخص غير عاقل ..!!

* عموما تعالوا نشوف الشيطان بيلعب إزاي مع العابدين القاريء في الدين ..

***********************************

(من لم يكن له شيخ .. فشيخه الشيطان)

..:: آية وأحاديث يستغلها الشيطان ليصيبك بالإختناق ويسبب لك اليأس ::..

1- يقول تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) المؤمنون1-2

2- جاء في الحديث عن عثمان بن عفان قال : (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول ما منِ امرئٍ مسلمٍ تحضرهُ صلاةٌ مكتوبةٌ . فيُحسنُ وضوءَها وخشوعَها وركوعَها . إلا كانتْ كفارةً لما قبلها منَ الذنوبِ . ما لمْ يؤتِ كبيرةً . وذلكَ الدهرَ كلَّهُ ).رواه مسلم .

3- وفي رواية أخرى عن عثمان رضي الله عنه عن النبي انه قال : " أنه توضأ فأفرغ علي يديه ثلاثاً ، ثم تمضمض واستنثر ، ثم غسل وجهه ثلاثاً ، ثم غسل يده اليمنى إلي المرفق ثلاثاً ، ثم غسل يده اليسرى إلي المرفق ثلاثاً ، ثم مسح برأسه ، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثاً ، ثم اليسرى ثلاثاً ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا. ثم قال: ((من توضأ وضوئي هذا ، ثم يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء ، غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري .

* ما معنى ( لا يحدث نفسه ) ؟

انتبه للكلام الذي أنقله لك عن الإمام المظهري رضوان الله عليه .. حتى تعلم فقه الأئمة لفهم الكلام النبوي .. ومستويات الإدراك منه كيف تكون .. ولا تعليق عليه إلا أن نقول أحسن الله إليه كما أحسن إلينا بعلمه ..!!

* قال الشيخ المظهري رحمه الله (المتوفى: 727 هـ) :

معنى قوله: "لا يحدِّثُ نفسَه فيهما بشيء" ، أي : لا يَجْرِي في قلبه وسوسةٌ واشتغالٌ من الأمور الدنيوية ، يعني : يكون قلبُه حاضرًا .. وقلَّما يمكن للإنسانِ الحضورُ بالكُلِّية ، ولكن ينبغي ألَّا يكون غافلًا بحيث تغلبُ عليه الوسوسة ، وغيبة القلب في الأشغال الدنيوية.

ويحتمل أن يريد بقوله : (لا يحدِّثُ نفسَه) : الإخلاصَ بالصلاة لله تعالى ؛ أي : لا تكون صلاتُه لطلب الجاه ويحتمل أنه يريد به تركَ العُجْب ، يعني : لا يرى لنفسه عظمةً ومنزلةً رفيعةً بأداء الصلاة ، بل ينبغي أنَّ يُحقِّر نفسه كيلا تغترَّ نفسه وتتكبر .

المفاتيح شرح المصابيح ج1 ص352

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

بعد أن تقرأ الاحاديث السابقة وترى مدى صعوبة تحقيق الكمال في الصلاة بسبب ما يحدث لك من أفكار وغفلة خلال الصلاة .. فهنا يستغل الشيطان الموقف ..

 

* ويأتيك الشيطان يقول لك :

لو كنت خاشع فعلا لكنت من أصحاب هذا الحديث ؟!! ولكن كما ترى أنت لا نفع فيك .. وبما أنك لن تصل لهذه الحالة من الكمال فلن يغفر الله لك .. فلا تتعب نفسك لأن هذا أمر مستحيل تحقيقه .. وأنت لست أهل لهذه الخاصية التي ذكرها النبي .. !!

* وإليك الرد على تغرير الشيطان بك وتضليله لك ..

*************************

..:: الرد على تضليل الشيطان في فهم الآية والحديث ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

1- لا تلتفت لكلام الشيطان .. لأنه مضلل .. لأن الحديث يتكلم عن صلاة الكمال وليس عن صحة الصلاة .. فهناك فرق بين صحة الصلاة وكمال الصلاة .. فكمال الصلاة لأهل الكمال مثل الأنبياء والرسل ونادرا في الأتباع .. أما عن صحة الصلاة فهذا شيء آخر لأنها صحيحة بإذن الله كما أوضحنا ..

2- الخاشعون درجات وليسوا على قدر واحد .. والخشوع هو عدم إلتفات الظاهر والباطن "القلب" عن توجهك لله .. فلو لم يلتفت ظاهرك عن القبلة فهذا خشوع الجسم .. وهذا فلاح في صلاتك .. ولو اجتمع لك خشوع الباطن فهذا مزيد من الفلاح في صلاتك لأنك تكون جمعت بين خشوع الظاهر والباطن ..

* وسبق وأوضحنا أن الخشوع في الأصل للظاهر .. ولكنه تم استعارته للقلوب مجازا .. (راجع الرسالة الثانية) ..

* وخشوع الباطن درجات .. وإلا قلنا أن خشوع أبو بكر الصديق مثل خشوع النبي .. وهذا محال عقلا وشرعا ..!!

* يبقى هناك درجات ومقامات في الخشوع حتى في الباطن .. وأدنى درجات الخشوع .. هو رغبتك الباطنية في الإستمرار بالصلاة بالرغم من السرحان فيها .. فلو لم يخشع قلبك ولو بنسبة قليلة جدا لكنت قطعت صلاتك وخرجت ..!!

* يبقى لازال الخشوع موجود حتى مع الغافل ولو بنسبة ضئيلة جدا في قلبه .. وقد يكون بنسبة كبيرة جدا في ظاهره .. ولكن الناس درجات ومقامات .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ..!!

* يبقى اطمن أنت لازلت واقف على درجات الخشوع حتى ولو ظاهرا .. فأبشر بالخير .. وأنت لم تخرج عن الآية .. بإذن الله .. 

3- إما عن تلاعب الشيطان في استخدام الأحاديث :

فإذا كان قد فاتك غفران الذنب أثناء الصلاة .. فأبشر لأن الرسول قال بغفران الذنوب قبل الصلاة وبعد الصلاة .. كيف ذلك ؟

* أولا قبل الصلاة .. من خلال الوضوء حيث فيه بركة وكرامة عجيبة جدا :

كما جاء عن الحارث مولى عثمان رضي الله عنه قال ( أتيتُ عثمانَ بنِ عفانٍ بوَضوءٍ . فتوضأ ثم قالَ : إن ناسًا يتحدثونَ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أحاديثَ . لا أدري ما هيَ ؟ إلا أني رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ توضأ مثل وُضوئي هذا . ثم قال من توضأَ هكذا غُفر لهُ ما تقدمَ من ذنبهِ . وكانت صلاتُهُ ومشيهُ إلى المسجدِ نافلةً ).. رواه مسلم .

* ومعنى (نافلة له) : أي زيادة له في الأجر .

* وكذلك عن عثمان رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره)) متفق عليه .

* وعن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأ العبد المسلم- أو المؤمن- فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء- أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء- أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل رجليه ؛ خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء- أو مع آخر قطر الماء- حتى يخرج نقياً من الذنوب )) رواه مسلم.

* ثانيا بعد الصلاة .. والتسليم منها والجلوس للذكر .. ففي ذلك كرامة أخرى :

فعن أبي هريرة عن النبي قال ( من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ ، وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ ، وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ ، فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ .. وقالَ تمامَ المائةِ : لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ... غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ ) رواه مسلم .

* معنى (دبر كل صلاة ) : أي بعد أن ينتهي من الصلاة وجلس يذكر الله بهذه الطريقة التي شرحها ..

* ومعنى ( زبد البحر ) : وهي الرغوة البيضاء التي تظهر من تلاطم الأمواج .. وهو كناية عن كثرة الذنوب التي يغفرها الله نتيجة هذا الذكر بعد الصلاة .. (ما عدا الكبائر من الذنوب وحقوق العباد) ..

* ملحوظة : الحديث يتكلم عن الذنوب العادية وليس عن الكبائر لأنها تحتاج توبة صادقة .. وحقوق العباد يجب الاستحلال منها وطلب مسامحتهم .. فإن لم تستطع فادعوا لهم وتصدق لهم بالخير قدر استطاعتك حتى تظن أنك وفيتهم حقهم .. ونرجو لك من الله القبول وهو الغفور الرحيم ..!!

* يبقى لا تلتفت لكلام الشيطان حتى لا يصيبك بالهم والغم والإكتئاب ويصيبك باليأس في كرامة الصلاة ..!! لا .. بل كن على علم ويقين من كلام النبي وأبشر بالخير في كل لحظات حياتك .. ولا تغتر بكلام الشيطان لك وتيإيسه لك .. واعمل مع الله طلبا لله وليس للكرامة وشهوة العطاء .. وكن ثابتا على الصلاة ولا تفارقها .. وإياك وقطع الصلاة .. لأن هذا دليل على رغبتك أنت في قطع الصلاة .. !!

* وقد ذكرت لك في الرسالة الثانية ما يعينك من الأحاديث ويثبتك على صلاتك حتى لو غفلت .. ولعلك قد نسيت ولكن أذكرك بهذا الحديث ( عنَّ عمارَ بنَ ياسرٍ صلَّى صلاةُ فأخفَّها .. فقيل له : خففتَ يا اليقظانَ . فقال : هل رأيتُموني نقصتُ من حدودها شيئًا ؟ قالوا : لا . قال : إني بادرتُ سهوَ الشيطانِ , إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال : إنَّ العبدَ ليصلي الصلاةَ لا يُكتبُ له نِصفُها ولا ثُلُثُها ولا رُبُعُها ولا خُمُسُها ولا سُدُسُها ولا عُشْرُها ) .. أخرجه العراقي في الأحياء بسند صحيح ، ومثله في صحيح بن حبان إلا أنه بدأ بالعشر إلى أن انتهى إلى النصف .. وقد ذكرته لك منذ قليل ..!!

* ومعنى (إني بادرتُ سهوَ الشيطانِ) : أي لم أطيل الصلاة لأني كلما أطلتها كان ذلك سببا لتسلط الشيطان بالسهو والنسيان .. ولا أريد أن ينقص الشيطان من صلاتي شيئا .. لأن طول الصلاة يفقد التركيز ويجعل بذلك للشيطان فرصة لإلقاء وسوسته ..!!

والله أعلم .

* يبقى لازم تفهم أن الصلاة درجات بين العباد .. والرسول قد ذكر ذلك .. وهو يعلم أن من العباد من ستصل صلاته إلى عشر ما يعقله منها بسبب الغفلة والوسواس .. ومع ذلك لم يبطل بذلك النبي الصلاة .. وإنما أشار إلى نقصانها .. فافهم ..!!

* ولنا عودة مرة أخرى (في منتصف الرسالة) مع خدعة الخشوع الشيطانية ولكن هذه المرة ستكون مع الذكر .. مع وسواس مسرحية (أنا أذكر ولا أشعر بالخشوع في الذكر .. ولذلك سأتوقف) ..!!

* ولكن نكمل الآن .. باقي أحاديث الشيطان فيما يتعلق بالصلاة ..

******************************

(6)

(الشك في عدد ركعات الصلاة)

..:: الشيطان يقول : أنت صليت ركعتين أم ثلاثة .. اعتقد انك لازم تعيد الصلاة ..!! ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..