ج13: تجربتي الروحية مع الصلاة - مقام العز الثالث في الصلاة (السجود بين يدي الله) - حكمة الإنتقال من أعلى إلى أسفل ومن أسقل إلى أعلى - حكمة السجود على سبعة أعضاء - لماذا تكرر السجود مرتين - السجود بين الجسد والقلب - لماذا قال النبي (سبحان ربي الأعلى) - ما الفرق بين ربوبية الركوع وربوبية السجود - علاج ضيق الصدر بالتسبيح والسجود - هل تريد مرافقة النبي في الجنة - هل يجوز السجود لله بغير صلاة وبغير وضوء .

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثالثة)

(تجربتي الروحية في تذوق الصلاة)

(5)

" الجزء الثالث عشر "

* فهرس :

..:: الفصل الخامس عشر ::..

(متابعة شرح رمزية أفعال الصلاة "السجود لله" ) ..

1- مقام العز الثالث في الصلاة .. (السجود بين يدي الله) ؟

2- ما معنى السجود لله ؟

3- لماذا قال النبي (سبحان ربي الأعلى) ؟

4- من الإشارات في هيئة السجود ؟

5- الإنتقال من أعلى إلى أسفل .. فما حكمته ؟

6- من الإشارات في السجود ؟

7- السجود على سبعة أعضاء .. فما حكمة ذلك ؟

8- السجود بين الجسد والقلب ؟

9- ما الذي يفعله المؤمن في السجدتين ؟

10- دعاء بين السجدتين ؟

11- لماذا تكرر السجود مرتين ؟

12- لماذا تكرر السجود مرتين والركوع مرة واحدة ؟

13- ما الفرق بين ربوبية الركوع وربوبية السجود ؟

14- تسبيح الرب في الركوع والسجود ؟

15- الإشارة في الإنتقال من أسفل إلى أعلى ؟

16- علاج ضيق الصدر بالتسبيح والسجود ؟

17- هل تريد مرافقة النبي في الجنة ؟

18- هل يجوز السجود لله بغير صلاة وبغير وضوء ؟

*********************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. التجربة الروحية الخاصة في تذوق أفعال الصلاة .. وهذه المرة نتكلم عن مقام وحضرة العز الثالثة وهي (السجود بين يدي الله) ..

* وهو المقام الذي تدعو فيه الله وتطلب منه سبحانه ما تريد وأنت راجيا أن يجيب لك مطلبك ..

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

**************************

..:: الفصل الخامس عشر ::..

*****************************

..:: مقام العز الثالث في الصلاة ::..

(السجود بين يدي الله)

* قال سيدنا علي رضي الله عنه  .. واصفا توجه النبي إلى الله في السجود .. فقال رضي الله عنه : ( وإذا سجد قال " اللهمَّ لك سجدتُ . وبك آمنتُ . ولك أسلمتُ . سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره ، وشقَّ سمعَه وبصرَه . تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين " . رواه مسلم .

* ما معنى السجود لله ؟

هو خضوع وانقياد مصحوب بتذلل أمام الرب الأعلى ..!!

* نعود فنقول :

* الآن بعد أن استوفيت وقفة الحمد راضيا بفعل الله معك ومعترفا أن فعله له حكمة وأنك رضيت بأحكامه عليك .. فقد حق لك أن تطلب ما تريد من رب العالمين ..

* وكأن الحق سبحانه يقول لك :

عبدي أراك قد فعلت ما طلبت منك واجتهدت في عبوديتك لي .. فماذا تريد من مولاك جزاء عبودتيك لي .. ؟!! تعالى فاسجد واقترب .. !!!

***************************

..:: لماذا قال النبي (سبحان ربي الأعلى) ؟ ::..

* أصل الذكر في الركوع والسجود جاء من الآيات القرآنية .. كما جاء في الحديث الشريف عن عقبة بن عامر قال ( لمَّا نزلَتْ ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : اجعَلوها في الركوعِ ، فلمَّا نزلَتْ ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : اجعَلوها في سُجودِكمْ ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

* وقد شرحنا من قبل ذلك لماذا جاء بالتسبيح وجاء بالربوبية وهنا نكمل الحكمة من ذكره وصف الأعلى .. وذلك لأسباب :

1- لأن كان عادة بعض الملوك أن يسجد لهم الناس ولا يكتفوا بركوعهم .. فأراد أن يبطل في نفوس الناس هذا الأمر بإيقاظ قلوبهم .. بأن الأعلى دائما هو الخالق وليس المخلوق ..

2- الشهادة لله بالكمال المطلق الذي لا يعتريه أي نقص .. وكأنك تقول أنت الكامل ودونك هو ناقص وأشهد لك بذلك ..

3- إظهار العبودية لله .. كأنه يقول .. انكسرت واظهرت ذلي لك ودنوت بنفسي إليك .. لأنك أنت ربي الأعلى من له الكمال المطلق .. شاهدا لك بذلك .. وكل ما سواك فهو الأدنى من له النقص المطلق .. فبحق ذلي إليك وعزتك علي .. إلا وتجبرني فيما سألتك وطلبته منك .. من خيري الدنيا والآخرة يا رحيم .. آمين .

* انتبه لأمر مهم :

صفة العلو في حق الله معناها علو المكانة والمنزلة والقدر الإلهي .. وليس معناها أنه يعلو علينا في مكان آخر .. فانتبه !!

ولذلك قال النبي : سبحان ربي الأعلى .. أي الأعلى عن كل ما هو موجود .. فلا سبيل لإدراك ذاته .. وإنما السبيل للتعرف إليه من خلال أسماءه وصفاته ..!!

والله أعلم .

********************************

..:: ومن الإشارات في هيئة السجود ::..

:: الإنتقال من أعلى إلى أسفل .. فما حكمته ؟ ::

1- قد جعلك تسجد إليه حتى يعزك عن السجود لغيره .. فيبقى عزك دائما بالله وإلى الله .. في قضاء حاجتك .

2- في هذا الهبوط يظهر إنكسار الكبر فيك وانصياعك إلى أوامر الله .. فتكسر الأنا في نفسك استحضارا لمعاني الأنا الإلهي في قلبك .. أي تمحو نفسك فلا تعتقد أنك شيء .. وكن بين يديه شاهدا له بالعلو الذاتي والكمال المطلق .. وكأنك تسمع منه (لا إله إلا أنا فاعبدني) .. فتحدث يقظة في القلب .. فيلهمك ما يستجيب لك به .. !!

********************************

..:: من الإشارات في السجود ::..

:: السجود على سبعة أعضاء .. فما حكمة ذلك ؟!! ::

* هناك سبعة أعضاء يسجد عليهم الإنسان .. وهم : الجبهة مع الأنف ، واليدان ، والركبتان ، وأطراف القدمين .. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أمرتُ أن أسجُدَ على سَبعةِ أعظُمٍ .. على الجبهَةِ وأشارَ بيدِهِ علَى الأنفِ ، واليدينِ ، والرُّكبتينِ ، وأطرافِ القدمينِ ) رواه النسائي والبخاري ومسلم ..

* ولما كانت هذه الأعضاء السبعة تشمل كلية جسم الإنسان التي يتوجه بها في سعيه في الحياة .. وبالتالي تكون هي سبب الكسب للإنسان وهذا الكسب قد يكون منه السيئات بفعل المعاصي أوالنقصان لغلبة الغفلة .. فشرع الله السجود على هذه الأعضاء للتكفير من خطاياها والتطهير مما علق بها من ذنوب .. ولجبر ما صادفها من نقص في الأعمال .

* ولذلك يقول النبي الجميل شارحا هذه الحقيقة في إرشاده لخادمه ثوبان حينما سأله عن أحب الأعمال إلى الله .. فأجابه النبي فقال ( عليك بكثرةِ السجودِ للهِ ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً ) رواه مسلم .

* ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما تواضَع أحدٌ للهِ إلَّا رفعه اللهُ ) رواه مسلم .   

وهذا ليس خاص بعلاقتك مع المخلوق فقط .. لأنه لا تخصيص في الحديث .. بل طالما أنت تواضعت وتأدبت .. فالله سيرفع من مقامك وقدرك .. والإحسان لا يقابله الله إلا بالإحسان .. سبحانه كريم ذو فضل عظيم .

************************* 

..:: هل تريد مرافقة النبي في الجنة ؟ ::..

* هل تعلم أن كثرة السجود تجعلك مرافق للنبي في الجنة ؟

نعم إن كثرة السجود تمنحك مرافقة النبي في الجنة .. ودليل ذلك .. ما قاله ربيعة بن كعب الاسلمي ( كنتُ أبِيتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ آتِيه بوَضوئه وبحاجتِه فقال سَلْني فقلتُ مُرافقتَك في الجنَّةِ قال أوَ غيرَ ذلك قلتُ هو ذاك قال فأعِنِّي على نفسِك بكثرةِ السُّجودِ) رواه مسلم .

* فكلما سجدت .. كلما محا الله خطاياك ورفع من قدرك ومقامك .. حتى يجعلك طاهرا .. وبذلك تستحق مرافقة النبي الطاهر ..

******************************

..:: هل يجوز السجود لله بغير صلاة وبغير وضوء ؟ ::..

* نعم يجوز في غير صلاة وفي غير وضوء .. كسجدة الشكر لله على نعمة أنعم بها عليه .. أو شيء بُشِّر به .. أو خبر سار سمعه .. أو لرفع بلاء حدث له .. أو ما شابه ذلك .. ودليل ذلك :

1- عن نفيع بن الحارث الثقفي ( أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ  كانَ إذا أتاهُ أمرٌ يسرُّهُ أو بشِّرَ بِه خرَّ ساجدًا شُكرًا للَّهِ تبارَك وتعالى ) صحيح بن ماجه وأبي داوود .

2- وعن عبد الرحمن بن عوف ( خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَوَجَّهَ نَحْوَ مَشْرَبَتِهِ فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَخَرَّ سَاجِدًا فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَانِي فَبَشَّرَنِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا ) رواه أحمد والحاكم والبيهقي .. بسند حسن

3- وعن فعل الصحابة .. فقد روي في صحيح بن ماجة أن كعب بن مالك ( لمَّا تاب اللهُ عليهِ خرَّ ساجدًا) .. وفي رواية البخاري حينما سمع البشرى قال كعب بن مالك ( فخررت ساجدا ) ..

* روشتة روحية :

وكلما غلبك الهم وعجزت عن الوضوء والصلاة .. فادخل إلى الله من خلال سجدة الشكر .. واشكره على ما أنعم به عليك ثم اطلب منه ما تريد .. فهو حبيبك ولا يرد سؤالك ..

والله أعلم .

************************************

..:: السجود بين الجسد والقلب ::..

* نجد أن مقام السجود له حالتين كما كان لمقام الوقوف والركوع ..

* فالسجود له حالين مع المؤمن :

أ- سجود الجسد : إشارة لكمال ذلك بين يدي مولاك .. وكأنك قد خارت قواك .. وفقدت الأسباب ولم يعد غيره بابا لتلجأ إليه .. فتظهر ذلك أمام عظيم جلال الله ..

ب- سجود القلب : إشارة لكمال افتقارك إليه واستغناءك بقلبك عمن سواه .. راضيا بقضاءه فيك .. راجيا من فضله أن يُنعم به عليك .. لأنك لا ترى بقلبك غيره أنه لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجا ولا ملجا منه إلا إليه ..!!

* ومعنى (لا منجى ولا ملجا منه) : أي لا سبيل للنجاة ولا مكان فيه أمان .. من غضب الله لو عصيته .. ( إلا إليه) إلى رحمته وعفوه وغفرانه وذلك بطاعته وطاعة نبيه .. مثل قوله تعالى :(ففروا إلى الله) .. فدائما سبيل النجاة والأمان لا تكون إلا وأنت في معية الله وقربه بالطاعة .. وحالك يكون راضيا بقضاءه ومخلصا في طاعتك .. وليس هناك نجاة ولا أمان في بعدك عن الله وجحودك له بالعصيان ..!!

والله أعلم .

***********************************

..:: ما الذي يفعله المؤمن في السجدتين ؟ ::..

* قال النبي ( أمَّا الرُّكوعُ فعظِّموا فيه الرَّبَّ ، وأمَّا السُّجودُ فاجتَهِدوا في الدُّعاءِ .. فقَمِنٌ أنْ يُستجابَ لكم) . رواه مسلم .

* ومعنى (فقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم) أي: جَدِيرٌ وحَقِيقٌ أن يُستجابَ لِمَن دَعَا في سجودِه ..!!

* وكان النبي يتوجه إلى الله في السجود فيقول ( اللهمَّ لك سجدتُ . وبك آمنتُ . ولك أسلمتُ . سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره ، وشقَّ سمعَه وبصرَه . تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين ) رواه مسلم .

*****************************

..:: دعاء بين السجدتين ::..

* من الأذكار النبوية المندوبة أن تقال بين السجدتين كما جاء عن بعض الصحابة مثل :

1- عن حذيفه بن اليمان عن فعل النبي فقال :( كانَ يقولُ في سجودِهِ سبحانَ ربِّيَ الأعلى سبحانَ ربِّيَ الأعلى ..، وَكانَ يقولُ بينَ السَّجدتينِ ربِّ اغفر لي ربِّ اغفر لي ) رواء النسائي .

2- عن عبد الله بن عباس عن فعل النبي فقال : ( أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَقولُ بينَ السَّجدَتينِ : اللَّهُمَّ اغفِر لي ، وارحَمني ، وعافِني ، واهدِني ، وارزُقني ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

وفي روايةِ الترمذيِّ : (واجبرْنِي) بَدلَ (وعافِني) ..

وفي روايةِ ابنِ ماجه : (وارفعْنِي) بَدلَ (واهدِني) ..

*********************************

..:: لماذا تكرر السجود مرتين ؟ ::..

* قلنا أن من كرامة السجود .. هو رفع الدرجات ومحو الخطيئات .. فكانت من أعظم القربات إلى رب العالمين .. ولذلك حينما سأل ثوبان مولى النبي عن أحب الاعمال إلى الله فقال له النبي : ( عليك بكثرةِ السجودِ للهِ .. فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً وحطَّ عنك بها خطيئةً ) رواه مسلم .

* والآن تأمل الكلام الآتي جيدا ..

* أريدك أن تشهد في نزولك للسجود قوله تعالى (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) البقرة156 ..

وكأن السجدة الاولى لها (إنا لله) .. أي عبدا مملوكا لله .. والسجدة الثانية (إنا إليه راجعون) ..

فتكون جمعت بين خيري الدنيا والآخرة في توجهك إلى الله ..

* فكانك تقول : سبحانك ربي فأنت الأعلى .. معترفا لك بذلي وفقري ومقرا لك بأني عبدا مملوكا لك .. شاكرا لك على نعمة الإيجاد وأسألك دوام نعمة اللطف والإمداد ..!!

* ثم كأنك تسمع بقلبك أن الله يقول لك هذا لدنياك .. فاذا لآخرتك .. ؟!!

فتكبر لترفع رأسك ..

* وفي جلسة السجدتين تقول : رب اغفر لي .. كأنك ترجوه أن يغفر لك تقصيرك في الوفاء بما يستحق من نعمة الإيجاد والإمداد . 

* ثم تسجد ثانيا .. سبحانك ربي فأنت الأعلى .. معترفا بذلي وفقري فاختم لي بخاتمة السعادة يا مولاي فإني إليك راجع .. فقد توسلت إليك بعلو ذاتك واعترفت لك بذلي .. فاقبلني ..

* واذكر لك معاني بسيطة للسجدتين حتى تتذوقهما إن لم تستطع تذوق ما سبق ..

1- وكأن السجدة الأولى اعتراف .. والثانية اغتراف .. !!

أي اعتراف بالفضل الإلهي على كونك عبده .. والثانية اغتراف من الفضل الإلهي رجيا حسن الخاتمة ..

2- أو تقول السجدة الأولى تخلية .. والثانية تحلية .. !! 

أي تخلية من رؤية النفس بإظهار ذلها وفقرها أمام الرب الأعلى .. والثانية تحلية بطلب الكرامة والمكانة من الرب الأعلى ..

3- ويمكنك أن تقول أن السجدة الأولى خوفا من قهره وغضبه .. والثانية رجاء في عفوه ورحمته ..

4- ويمكنك ان تقول أن السجدتين إشارة للنشأتين الاولى والآخرة .. فالأولى سجدة للعز بالله في الدنيا .. والثانية للعز بالله في الآخرة ..

* والعز بالله يكون من خلال التوسل إلى الله بربوبيته وعلو ذاته .. وانكسار نفسك وذلها وإظهار حقيقة عبوديتك له وأنك من تراب عاجز لا حيلة لك إلا به ..!!

والله أعلم .

 

*********************

..:: لماذا تكرر السجود مرتين والركوع مرة واحدة ؟ ::..

* الركوع هو تعظيم الذات الإلهية .. ولذلك لم يتكرر الركوع وكأن مرة واحدة دلالة على الواحدية في تعظيم الذات .. (بخلاف الركوع مرتين في صلاة الخسوف والكسوف فلهذا حكمة جليلة .. نذكرها في موضعها إن شاء الله ) ..!!

* ففي السجود هو إذلال نفسك أنت في حضرته لاحتياجك إليه في الدنيا والآخرة ..

* فكان الركوع دلالة على المولى .. والسجود دلالة عليك أنت ..

والله أعلم .

*****************************

(ما الفرق بين ربوبية الركوع وربوبية السجود ؟)

..:: تسبيح الرب في الركوع والسجود ::..

* إذا كان الركوع : دليل انكسار وخضوع اعترافا من العبودية لكمال الألوهية ..

* فالسجود : دليل افتقار وتذلل اغترافا لطلب الفضل من كمال الربوبية ..

* ولهذا المعنى يرشدنا سيدنا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم فيقول ( إنِّي نُهيتُ أنْ أقرأَ راكعًا أو ساجدًا .. أمَّا الرُّكوعُ فعظِّموا فيه الرَّبَّ ، وأمَّا السُّجودُ فاجتَهِدوا في الدُّعاءِ .. فقَمِنٌ أنْ يُستجابَ لكم)  . رواه مسلم .

ومعنى (فقَمِنٌ أن يُستجابَ لكم) أي: جَدِيرٌ وحَقِيقٌ أن يُستجابَ لِمَن دَعَا في سجودِه ..!!

* فإذا انتهيت من سجودك ودعوت وطلبت حاجتك .. فأنت بذلك تكون أتممت ركعة كاملة .. ثم تتجه إلى لترفع نفسك من أسفل إلى أعلى قياما للركعة الثانية .. ولكن ما الإشارة في هذا الرفع ؟!!

 

**************************

..:: علاج ضيق الصدر بالتسبيح والسجود ::..

يقول تعالى لحبيبه (  وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ) الحجر97-98

* وذلك لأن في السجود رفعه مقام بين يدي الله .. وعزة بالله .. فيرتفع الضيق من الصدر ..

* والتسبيح لما كان معناه تبرئة الله وتنزيهه عن كل نقص .. كان ذلك يقابلة إحسان من ربك بأن ينزهك عما يضايقك بإنزال اللطف والرحمة عليك .. فجزاء الإحسان يكون بالإحسان ..!!

*********************************

..:: الإشارة في الإنتقال من أسفل إلى أعلى ::..

* هو ارتقاء القلب للوقوف عزيزا بالله جزاء خضوعه بذل الإنكسار لمولاه .. فيسمح له مرة أخرى للوقوف والمناجاة في حضرة العز الأعلى .. وهكذا في كل ركعة .. !!

* ثم بعد ذلك تكن حضرة الأنس بالله وهي التشهد .. وله تفصيل آخر في رسالة أخرى ..

* والتسليم يكون على الناس الذين يجالسونك يمينا ويسارا .. وكذلك الملائكة الحاضرة في الصلاة .

* ويتبين لك مما سبق في الفصول السابقة .. أن الصلاة ليست مجموعة حركات ولا طالع نازل .. كما يخدع الشيطان بعض الناس .. بل هي انتقالات لمقامات مختلفة وكل مقام وله ذوق إيماني خاص به ..

***************************

..:: الفصل السادس عشر ::..

***************************

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..