ج8: رسالة هكذا يحدثك الشيطان - يؤيد فيك رعونة النفس حتى لا تصلي - الصلاة دي أصبحت مملة جدا .. وما فيش فيها أي جديد .. وكل شوية طالع نازل .. مرة تقف ومرة تركع ومرة تنزل .. ومش حاسس بأي حاجة .. وبتكرر نفس الشيء .. ده شيء بجد ينفخ جدا - الصلاة هي مجموع عبادات الملائكة هدية للمؤمن .

بسم الله الرحمن الرحيم

من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثالثة)

هكذا يحدثك الشيطان في نفسك !!

فإما تستجب له أو تستقم لله !!

" الجزء الثامن" 

* فهرس :

..:: الفصل الثامن ::..

(الشيطان يؤيد فكرة النفس بالخمول عن الصلاة)

1- الشيطان يؤيد فيك رعونة النفس حتى لا تصلي ؟

2- الشيطان يؤيدك في طلب نفسك : أف .. الصلاة دي أصبحت مملة جدا .. وما فيش فيها أي جديد .. وكل شوية طالع نازل .. مرة تقف ومرة تركع ومرة تنزل .. ومش حاسس بأي حاجة .. وبتكرر نفس الشيء ..!! ده شيء بجد ينفخ جدا ؟

3- الصلاة هي مجموع عبادات الملائكة هدية للمؤمن ؟

4- تتكرر القراءة كألفاظ ولكن تذوق المعاني مختلف ؟

*********************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض المقدمة التي كتبناها في الفصل السابق .. ولكن هذه المرة مع أحاديث الشيطان في النفس .. وكيف يزين للنفس ما ترغب فيه ..!!

 * هذا الجزء نستكمل فيه .. الخواطر الشيطانية الخاصة بالصلاة .. والتي يؤثر بها الشيطان على الإنسان المؤمن الذي يريد الإلتزام مع الله  ..!!

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

********************************

..:: الفصل الثامن ::..

(الشيطان يؤيد فكرة النفس بالخمول عن الصلاة)

*****************************************

(7)

( الشيطان يؤيد فيك رعونة النفس حتى لا تصلي )

..:: أف .. الصلاة دي أصبحت مملة جدا ::..

* قلت ( خالد صاحب الرسالة ) ..

يأتيك الشيطان بعد أن يجد في نفسك قلة الرغبة في الصلاة مع رعونة في النفس (العند الأحمق في إشباع حظوظ النفس متحررا من أي مسئوليات) .. ويستغل ما شغلت به نفسك من مبررات للهروب من فعل الصلاة ..

* فيقول لك :

بصراحة عندك حق أنك تقول : أف .. الصلاة دي بقت مملة جدا .. وما فيش فيها أي جديد .. وكل شوية طالع نازل .. مرة تقف ومرة تركع ومرة تنزل .. ومش حاسس بأي حاجة .. وبتكرر نفس الشيء ..!!

ده شيء بجد ينفخ جدا .. وبعدين دي كده مش صلاة يا عم أنت ..!! يعني في حد يصلي وهو منفوخ كده .. عيب عليك ده حتى ربنا شايفك .. كبر دماغك يا عم وعيش اللحظة .. ويحلها ربنا بعد كده ..!!

* الرد على ما سبق من تغرير الشيطان:

1- لازال الشيطان يستخدم حيلة الخشوع بأسلوب آخر .. لأنه رأى في نفسك عدم الإقبال على الصلاة .. أو عدم الرغبة فيها من أساسه .. فاستخدمها كذريعة لنفسك لتتحجج بها وتقنع نفسك بالوهم .. في أنه يحق لك التوقف عن الصلاة لأنك لا تشعر بالخشوع ..!!

2- واستغل جهلك الديني .. لأنك لا تعرف أن هناك خشوع للظاهر كما يوجد خشوع للباطن .. وإنك تكون في حالة خشوع فعلا طالما ظاهرك خاشع (أي تقف بجسدك في اتجاه القبلة بأدب) .. وإنما ينقصك فقط خشوع الباطن ..!!

3- ولكنك لم تسأل نفسك .. إلى متى ستظل منفوخ من الصلاة ومتضايق ..؟!! ممكن تموت في أي لحظة .. فستقول لربنا : معلش أنا كنت منفوخ وزهقان من الصلاة وما ليش مزاج ..؟!!

* تعالى معي نناقش أوهامك وظنونك عن الصلاة التي زينها الشيطان في نفسك ولعقلك .. ومعك حق في كثير منها لأنك لم تفهم من الصلاة سوى أنها مجموعة حركات .. ولكن الحقيقة خلاف ذلك .. فتعال معي أكشف لك شيئا من أمور قد خفيت عنك :

1- فالذي أنت تسميه تكرار ونزول وطلوع في حركات الصلاة .. فهذه حركات الملائكة في الملأ الأعلى .. لأن الصلاة في حقيقتها جامعة لحركات الملائكة ما بين راكع أبدا ، وساجدا أبدا ، وذاكرا أبدا .. !!

فعن جابر بن عبد الله عن النبي قال ( ما في السَّماواتِ السَّبعِ موضِعُ قدمٍ ، ولا شبرٌ ، ولا كفٌّ إلَّا وفيهِ ملَكٌ قائمٌ ، أوَ ملَكٌ ساجدٌ ، أو ملَكٌ راكعٌ ، فإذا كانَ يومُ القيامةِ ، قالوا جميعًا : ما عبَدناكَ حقَّ عبادتِكَ إلَّا أنَّا لم نُشرِكْ بِكَ شيئًا ) رواه الطبراني بسند حسن ..

* فجعل الله لنبيه الأمي كرامة كبيرة وهي الصلاة .. وجمع فيها عبادة ملائكة السموات في صلاة واحدة .. وكأنك فعلت أفعال الملائكة في بضع دقائق .. !!

وكأنه سبحانه يرشدك إلى أن الصلاة هي طريق أهل النور .. وفعل أهل النور .. ومقام أهل الطهر والنقاء والصفاء .. فتشبه بهم عسى أن تكون مثلهم ..!!

* فقد كرمك الله بفعل الملائكة الأطهار .. لتنال الأنوار .. وليس لتكون منفوخ ..!!

* إذن فأفعال الصلاة ليست طالع نازل .. وإنما أوضاع تتعبد بها إلى الله بالتعظيم تكريما لذاته العظيمة ..

فحركات الصلاة كانت أول خدعه خدعك بها الشيطان في نفسك ..!!

2- أما عن تكرار القراءة .. فهي أيضا تعبد لله بما يحب .. وليس بما أنت تحب .. فالأمر ليس بمزاجك وهواك .. عشان تغيره لما تزهق مثل الأغاني والفيديو كليب ..!!

* يبقى الصلاة إلى الله هي عبادة .. يعني تؤدي المطلوب منك تقربا إلى الله وطاعة له طمعا في غفرانه ورحمته ورضاه ..

* وإذا كنت تظن أن الفاتحة تكرر في كل صلاة بألفاظها .. إلا أنها لها معنى جديد في النفس لو تذوقتها .. وتعال معي نتذوق شيء منها :

مع تكرارك للفاتحة يحدث لك ارتقاء في العلاقة مع الله .. ليه ؟

لأنها دعاء لك وللمسلمين جميعا .. ولك بكل مسلم تدعو لهم ثواب حينما تقول (اهدنا .... ) .. فهل أنت مدرك لهذه الكرامة .. !!

* فيكفي أن يستوعب عقلك أنك كلما دعوت كلم ارتقيت في العلاقة مع الله .. لأنك تتطهر من أنانية نفسك إلى محبة غيرك ورجاء الخير لهم بدعاءك لهم .. فبالدعاء لهم تتحرر من شهوة نفسك إلى مساعدة غيرك .. وكأنك تساعد أمة بالكامل بدعاءك لهم .

* ولكن دعني أسألك بهدوء :

1- لماذا لم تسأل عقلك .. لماذا تعيد أغنية مرارا وتكرارا .. أو موسيقى مرارا وتكرارا .. ولماذا لم تغضب وتزهق وتمل من تكرار سماع الاغاني والموسيقى ..؟!!

عارف ليه ؟

لأن كثير من الأغاني والموسيقى فيها محركات هوى النفس .. ولذلك تخضع لها لتظل عايش في الأمنيات التي لا وجود لها .. لأنك لا تريد الواقعية التي تكشف حقيقتك النفسية .. وهي انك شخص غير مسئول وتحب أن تعيش متحررا دون قيود .. تفعل ما تريد وقتما تريد .. !!

* وبتعبير آخر للسؤال :

2- لماذا تجد تكرار كلام الله يجعلك تمل وتزهق ؟!! ألهذه الدرجة لم تجد له أي منزلة أو مكانة في قلبك حتى ولو بالأدب ظاهريا في تنفيذ مراد الله حتى ولو لم تفقهه ..!!

أليس القادة في كل مكان يعطون الأوامر .. وأتباعهم ينفذونها حتى ولو لم يعرفوا المراد منها ..!!

3- ودعني أسألك مرة أخرى متعجبا من تناقضك الغريب .. فأنت لم تمل من الروتين اليومي في عملك أو جامعتك او مدرستك .. ومع ذلك لازلت تذهب ..!!

* فلماذا العمل مع الله يجعلك تزهق وتمل ولا تكمله ..!!

وكما أن العمل والجامعة والمدرسة فيها ارتقاء مرحلي .. فكذلك العمل مع الله فيه ارتقاء كما اجتهدت وعملت .. فستجد تذوق للإيمان مختلف في كل مرحلة عمرية تمر عليها طالما أنت مداوم على علاقتك بالله ..

4- واختم لك مناقشتي معك في هذه الجزئية .. بأن ليس كل ما هو مخالف لمزاجك أو رغبتك ليس فيه خير لك .. فانت تتناول الدواء برغم مرارته أو آثاره الجانبية .. وأنت كاره له .. ولكنك تأخذه طلبا للصحة ..!!

وكذلك عملك مع الله لو كان فيه مرارة وثقل على نفسك .. فهذا حتى تتطهر من عبودية نفسك لنفسك وتستطيع أن تقهرها وتقومها ..!!

* وأيضا ليس كل ما تراه صوابا وعلى مزاجك هو خير .. وإلا فانظر إلى نفسك وأخبرني كم مرة كان قرارك صحيح ووجدت وراءه خيرا .. !!

* يبقى مقاييسك في إصدار الأحكام فيها خلل وتحتاج إلى إعادة تنظيم لتستطيع أن تواجه نفسك .

******************************

..:: الفصل التاسع ::..

(الشيطان والتشكيك في أفعال الصلاة)

****************************

..:: ما مدلول حركات الصلاة ؟ ::..

( ما الحكمة من أفعال الصلاة كرفع يد وركوع وسجود ؟)

* دعني أستكمل معك مناقشة ما دار في ذهنك وفكرك من أحاديث الشيطان معك بخصوص أفعال الصلاة .. وأظهر لك أن لها حكمة .. حتى أحررك من أوهام لا وجود لها .. وأعذرك أنك أتيت في زمن غابت فيه الحكمة الإيمانية .. ولم يبقى من الدين إلا مظهره وشكله ..!!

* فاسمح لي أن أشرح لك أفعال الصلاة حتى تكون على نور من مراد الله منك ..

* ولكن قبل الشرح أود أن أقول لك بأن وصفك لأفعال الصلاة على أنها حركات .. هو لفظ غير لائق .. بل الصحيح هو انتقالات في مقامات العز بين يدي الله .. وإليك شرح ذلك ..

أولا: الحضرة الأولى

(رفع اليدين والوقوف بين يدي الله)

ومعنى كلمة الحضرة .. هو الحضور لقلبي والبدني بين يدي الله .. وهو في الصلاة على ثلاث مقامات يتم الحضور فيها .. وأسميها مقامات العز بين يدي الله .. وهي حضرات ثلاث ..

1- الحضرة الأولى : الوقوف بين يدي الله ..

2- الحضرة الثانية : الركوع بين يدي الله ..

3- الحضرة الثالثة : السجود بين يدي الله ..

* وأبدأ لك شرح ما ذكرته لك .. ونبدأها بالحضرة الأولى .. وهي حضرة العز الأعلى متوسلا وسائلا من فضل مولاك .. وفيها :

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..