ج1: رسالة الطرق المُوَصِّلة لصلاة الله علينا وملائكته في الدنيا والآخرة - هل الله يتجلى على المؤمنين بالصلاة عليهم - ما هو الدليل على أن الله يصلي على المؤمنين - هل صلاة الله علينا هي الرحمة أم تزكية النفس أم غير ذلك - هل ممكن أن نقول أن صلاة الله هي تمجيد لذاته - ما هو حقيقة مفهوم صلاة الله علينا .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

الطرق المُوَصِّلة 

لصلاة الله علينا وملائكته

في الدنيا والآخرة

الجزء الأول

* فهرس :

:: الفصل الأول :: هل الله يصلي على المؤمنين ؟ ..

1- س1: هل الله يتجلى على المؤمنين بالصلاة عليهم ؟

2- س2: ما هو الدليل على أن الله يصلي على المؤمنين ؟

3- س3:هل صلاة الله علينا هي الرحمة أم تزكية النفس أم غير ذلك؟

4- س4: هل ممكن أن نقول أن صلاة الله هي تمجيد لذاته كما جاء في بعض الروايات ؟

5- س5: ما هو حقيقة مفهوم صلاة الله علينا ؟

***************************

* بسم الله .. والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. في هذه الرسالة .. نتكلم عن عطاء إلهي وكرامة إلهية خاصة بالمؤمنين .. في القرآن الكريم والسنة الشريفة .. أحببت أن أجعلها مقدمة لرسالة قادمة إن شاء الله تعالى عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ..

* هذه الكرامة هي صلاة الله على المؤمنين .. حيث يتجلى الله بصلاته علينا فيمنحنا منها ما يمنحه من واسع فضله وإحسانه ..

* وهذه الكرامة الربانية أو العطاء الإلهي أو هذا التجلي الكريم للمؤمن (صلاة الله علينا) .. أحببت أن أوضحه لك وأكشف لك عن بعض التجليات الإلهية في القرآن .. حيث أن صلاة الله علينا هي كرامة منه سبحانه تكسبك عزيمة ومزيد من الإيمان ومزيدا من التعلق بالله .. لما فيها من خصوصية عطاء للمؤمن تعينه وتثبت قلبه حينما يعرف ما وصل إليه من كرامة الله .

* وقد جمعت كل ما تيسر لي من معلومات حول الآيات والأحاديث التي تكلمت عن صلاة الله عن المؤمنين .. أي اقتصرت على الأسباب التي ذكرت كلمة الصلاة فيها بطريقة واضحة وصريحة .. وأخذت أشرح من كلام علمائنا ما كان غامض فيها أو يزيدها جمالا ووضوحا حتى يتبين لك المقصود من صلاة الله عليك كمؤمن .. والتي هي ببساطة عطاء إلهي أو إكرام إلهي للمؤمن الذي يعمل مع الله ..

* واعلم أن الطرق الشرعية أو الأسباب الموصلة لصلاة الله علينا وملائكته التي نذكرها هنا في هذا البحث .. ليست هي الأسباب الوحيدة التي تؤدي لصلاة الله علينا وملائكته .. أي أن هذا لا يعني أن الله وملائكته يصلون فقط على فاعلي الأسباب التي سيتم ذكرها في هذه الرسالة .. !! 

* وإنما كل ما فيه تجلي لله بالعطاءات والإنعام على المؤمنين .. فهو صلاة من الله .. وكل دعاء من الملائكة للمؤمنين فهو صلاة من الملائكة .. ولا يوجد حصر لهذه الأعمال التي تؤدي لصلاة الله وملائكته علينا .. وإنما دائما ستجد كرامة صلاة الله عليك وإنعامه .. في العمل الصالح وفعل الخير وعون إلى من يحتاج إلى معونتك ..!! فافهم ..!!

* وهذا البحث الذي سلكناه .. هو مادة علمية أول مرة يتم جمعها في كتاب واحد مع الشرح والبيان .. وهذه المادة هي (الأسباب التي تؤدي لصلاة الله وملائكته علينا) .. لتكون سهلة المأخذ في التعليم لمن يعلم الخير للناس .. أو لإرشاد الناس أو الصغار تحبيبا وترغيبا لهم في الأعمال فتذكر لهم أن الله وملائكته يصلون عليك لو فعلت كذا وكذا ..

* وأحسب أن هذا البحث البسيط في هذا التجلي الإلهي والكرامة الربانية (صلاة الله علينا) .. لم يحظى بخصوصية كتابة أو تدوين خاص في كتب أهل العلم بطريقة جامعة في بحث خاص مستقل .. وإن كان يوجد كتفسيرا متفرقا للآيات .. ولله الحمد على فضله وكرمه ..

* وأرجو من الله التوفيق في إظهار وكشف هذه الكرامة القرآنية كما يحب ويرضى .. وأن يعينني أن أوضحها بما لا غموض في فهمها .. وأن يرزق القلوب التي تقرأها كرامة الإستيعاب بما جاء فيها فيزدادوا إيمانا وعملا بالقرآن الكريم .. فترضى عنهم برضاك .. آمين يارب العالمين ...

* اعلم رحمك الله .. أني لا أذكر في رسائلي وكتاباتي من الأحاديث إلا ما كان صحيحا واتفق عليه أهل الحديث سابقا ولاحقا .. وما كان فيه اختلاف أو ضعيفا (وهو أمر نادر جدا ما تجده في كتاباتي) .. فأقوم بتوضيحه أيضا .. ليكون القاريء على بينة من الأحاديث التي يقرأها .

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

***************************

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تُعِنَّا بها على ذكركَ وشكركَ وحُسنِ عبادتك ..

كما تحب وترضى ..

وعلى آله وسلم

***************************

 ..:: الفصل الأول ::..

***********************

..:: س1: هل الله يتجلى على المؤمنين بالصلاة عليهم ؟ ::..

 * قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* كثير منا يظن أن صلاة الله علينا تأتي من خلال الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .. فأحببت أن أزيدك علما ومعرفة عن مفهوم صلاة الله في القرآن على المؤمنين متى تحدث لهم وكيف ينالوا بركاتها .. حيث أن الله تجلي بالصلاة علينا من خلال عدة طرق أو أسباب لو فعلناها وجدنا صلاة الله علينا .. وليس عن طريق واحد .. كما قد يظن البعض أنها تحدث من خلال الصلاة على النبي فقط .. !!

* فالكثير منا يظن أن الصلاة علينا من الله هي ثمرة أو نتيجة الصلاة على النبي فقط .. ولكن هذا كلام ليس مقصور فقط على عبادة الصلاة على النبي ولكن يشمل عبادات أخرى إن فعلناها صلى الله علينا ..

* وإن كان الصلاة على النبي لها ما ليس لغيرها من الكرامات كما سنوضحه إن شاء الله تعالى .. في رسالة أخرى ..!!

* وقبل التوسع في مناقشة الأسباب التي تؤدي إلى صلاة الله علينا .. فتعالى نناقش أولا .. أين الدليل على صلاة الله علينا ومتى يحدث ذلك؟

*****************************

..:: س2: ما هو الدليل على أن الله يصلي على المؤمنين ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* نجد من القرآن والحديث أن الله يتجلى بالصلاة على المؤمنين .. وذلك في عدة آيات وأحاديث جيء فيها بلفظ الصلاة صراحة ..

1- الطريق الأول : عند الصبر على البلاء تسليما لله ..

حيث يقول تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة153-157

2- الطريق الثاني : هو ذكر الله كثيرا .. حيث يقول تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) الأحزاب41-43

3- الطريق الثالث : هو أن تكون معلما للخير .. حيث يقول النبي ( فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم .. ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ ) رواه الترمذي بسند صحيح – ذكره الألباني في صحيح الجامع .

4- الطريق الرابع : صلاة الجماعة في المسجد ..

* الصلاة على من يقف في الصف الأول .. حيث يقول النبي (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ يصلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ ) رواه بن حبان وبن ماجه – وذكره الألباني في صحيح الجامع ..

* الصلاة على من يصل الصفوف .. حيث يقول النبي ( إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ يصلِّونَ على الَّذينَ يصلونَ الصُّفوفَ ومن سدَّ فرجةً رفعَهُ اللَّهُ بِها درجةً) رواه بن ماجه – وذكره الألباني في الصحيحة .

5- الطريق الخامس : السحور بنية الصيام .

حيث يقول النبي (السُّحورُ أكلُه بركةٌ ، فلا تدعوه و لو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ ، فإنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ) رواه أحمد بسند حسن – ذكره الألباني في صحيح الجامع .

6- الطريق السادس : هو الصلاة على النبي .. حيث يقول النبي ( من صلَّى عليَّ واحدةً ، صلَّى اللهُ عليه عشرًا ) أخرجه مسلم .

7- الطريق السابع : عند قبض الروح والموت على الإيمان بالله ورسوله .. حيث يقول النبي ( إذا خرجتْ روحُ المؤمنِ تلقاها ملكانِ يُصعدانِها . قال حمادُ (أحد رواة الحديث) : فذكرَ مِنْ طيبِ ريحِها ، وذكرَ المسكَ . قال (أي النبي) : ويقولُ أهلُ السماءِ : روحٌ طيبةٌ جاءتْ مِنْ قِبَلِ الأرضِ . صلى اللهُ عليكَ وعلى جسدٍ كُنتِ تَعمرينَهُ . فيُنطلقُ بهِ إلى ربِّهِ عزَّ وجلَّ ......) رواه مسلم ... وسيأتي شرحه .

* سنتكلم عن كل دليل منفردا وبصورة تفصيلية بداية من الفصل القادم .. حتى نفهم ونتعلم كرامة الله لأهل الإيمان .. خاصة وأنها أمور غيبية لا يتم معرفتها إلا بوحي إلهي .. ويجب أن يكون لديك يقين في تصديقها حتى تعمل فتنال كرامتها .. وهي الصلاة من الله عليك ..!!

* فالأدلة السابقة نفهم منها أن الله يصلي على المؤمنين بصلاة خاصة .. كرامة منه وفضلا وإحسانا لمن آمنوا به .. حيث أن صلاة الله علينا ما هي إلا عطاء ألوهية خاص بالمؤمنين بالله ورسوله والقرآن ..

******************************

..:: س3: هل صلاة الله علينا هي الرحمة أم تزكية النفس أم غير ذلك ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- هل الصلاة هي الرحمة كما قال بعض العلماء ..؟

لا يصح ذلك لأن قوله تعالى ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة157 ..

فنجد أن الله قال (صلوات ..... ورحمة) .. يبقى هناك مغايرة وفرق بين اللفظين .. ولا يصح أن نقول أن الصلاة علينا هي الرحمة ..!!

2- هل الصلاة من الله علينا هي تزكية النفس .. ؟

وقد يتصور البعض أو يخطر بباله أن صلاة الله علينا هي إخراجنا من الظلمات إلى النور .. أي تزكيتنا وتطهيرنا بنور الحق ..!! كما قال تعالى ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) الأحزاب43

* ولكن تعالى نتدبر الآية بقليل من الهدوء .. فنجد أن الله يقول (ليخرجكم من الظلمات) .. فكأن الصلاة من الله علينا ثمرتها أو نتيجتها هي رفع الحجب الظلمانية عن القلب والعقل .. أي تطهير وتزكية النفس بإدراكاتها "العقل والقلب" ..!!

* يبقى نفهم مما سبق أن هناك صلاة من الله .. وهناك نتيجة أو أثر لهذه الصلاة .. !!

مثال :

كأنك تقول : سأذهب مع فلان لأقضي له حاجته .. !!

فذهابك معه شيء وقضاءك لحاجته شيء آخر .. لأنك قد تذهب معه ولا تقضي حاجته ..!!

* مثال آخر :

تقول : سأذاكر لأنجح في الجامعة ..!!

فالمذاكرة كانت وسيلة وسبب للنجاح ولكنها ليست هي النجاح .. لأنك قد تذاكر ولا تنجح .. بسبب إهمالك في المذاكرة ..!!

* يبقى هناك سبب وهناك نتيجة ترتبت على هذا السبب ..!!

* وهنا يعود بنا السؤال مرة أخرى .. ما هو مفهوم الصلاة علينا ؟

حيث تبين أنه يوجد صلاة لله وملائكته .. وهناك نتيجة ترتبت على هذه الصلاة ..!!

فما هي صلاة الله وملائكته التي كانت سبب ونتيجة لننال هذه الكرامة؟

*****************************

..:: س4: هل ممكن أن نقول أن صلاة الله هي تمجيد لذاته كما جاء في بعض الروايات ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* هناك رواية حديثية تذكر في بعض كتب التفسير عن أبي هريرة عن النبي قال ( قلتُ: يا جبريلُ أيصلِّي ربُّك ؟ قال: نعَم، قُلتُ: ما صلاتُه ؟ قال: سُبُّوحٌ قدُّوسٌ، سبقَت رحمَتي غضَبي ، سبَقَت رحمَتي غضَبي ) .. رواه الطبراني في الأوسط .. وهو حديث ضعيف ولا يؤخذ به في إثبات عقيدة .. فانتبه ..!!

* ورواية أخرى عن أبي هريرة عن النبي قال ( قَالَ بَنو إِسْرَائِيل لِموسى هَلْ يُصَلِّي رَبك فتكايد مُوسَى لذَلِك، فَقَالَ الله تَعَالَى مَا قَالُوا لَك يَا مُوسَى فَقَالَ الَّذِي سَمِعْتُ قَالَ فَأخْبرهُم إِنِّي أُصَلِّي وَإِن صَلَاتي تُطْفِئ غَضَبي ) رواه الفيروزأبادي في الصلات والبشر .. وثق رجاله وذكر له علة .. !!

* وتعقيبا على كلام الفيروزأبادي : طالما له علة .. فلا فائدة لتوثيق باقي رجال السند .. طالما في أحدهم علة تضعف الحديث .. فكيف يؤخذ به كعقيدة نؤمن بها ..!!

* وكلا الحديثين ضعيف .. راجع اللآليء المصنوعة ج1 ص26-27 ، وراجع الضعيفة رقم 1386 ، 1388

* ولا يصح التحديث بهذه الأحاديث إلا للتنبيه على فساد الإستدلال بهما لأنها احاديث ضعيفة وتتعلق بالعقيدة .. والعقيدة لا تؤخذ من الحديث الضعيف ..!!

* وما قاله الإمام الهيثمي من توثيق الرواية الأولى .. فقد جانبه الصواب ولم يوفق .. لوجود علتين فيه :

الأولى : أبومسلم قائد الأعمش وهو متهم مجروح ..

والثانية : عمرو بن عثمان الراوي عن أبي مسلم .. وهو مجهول الحال ..

* وراجع المصادر التي أشرنا إليها سابقا .. حتى تزداد معرفة وبيان بتفاصيل هذه المرويات وأوجه ضعفها .

* لكن انتبه للآتي :

فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال ( قال اللهُ عز وجل : سبقت رحمتي غضبي ) رواه مسلم والبخاري .

* فهذا الجزء هو صحيح (سبقت رحمتي غضبي ) .. ما عدا ذلك في الروايات السابقة الضعيفة .. فلا يصح منها شيئا ..!!

* بعد ما سبق يعود بنا السؤال مرة أخرى .. ما هو مفهوم صلاة الله علينا طالما ليست بمعنى الرحمة ولا تزكية النفس ولا تمجيد للذات الإلهية ؟

********************************

..:: س5: ما هو حقيقة مفهوم صلاة الله علينا ؟ ::..

(من عطاءات الألوهية الخاصة بالمؤمنين)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* صلاة الله علينا في الدنيا .. هي تجلي خاص للمؤمن في الحياة .. الغرض منه المؤانسة بمعية الله لك في حياتك .. كما يقول تعالى ( وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) الأنفال19 .. معية النصر والتأييد والتثبيت على الإيمان وهداية القلب بالقرآن .. واللطف فيما جرت به المقادير .. وغير ذلك ..

* يعني الصلاة علينا هي تجلي إلهي خاص للمؤمن .. يحمل إليك من عطايا الفضل والإنعام والإحسان والرحمة والكرامة ..

* وكأننا نجد خصوصية عطاء الألوهية تحيط بنا كمؤمنين .. من خلال أسماء الله وصفاته التي يتجلى بها علينا .. في الدنيا حتى يخرجنا من ظلمات الوهم والشك إلى نور الحق واليقين ..  

* فستجد في صلاته علينا وتجليه لنا من فيض أسماءه الرحمن الرحيم التواب الغفور المنعم الكريم المحسن .. لأنه يطهرنا ويزكينا بما يقينا به من عذابه ويدخلنا رحمته ..

* وكأن صلاته علينا .. فيها تخليه وتحلية ..

فأما التخلية : بأنه يخلي أي يخرج نفسك من الظلمة

وأما التحلية : بأن يجمِّل نفسك ويحليِّها بالنور .. فتنتقل من نفس أمارة إلى نفس لوامة ومطمئنة ..

* لتبسيط ما سبق :

1- أن الصلاة من الله كرامة تجلي علينا بفيض أسماءه وصفاته ..

2- ونتيجة كرامة الصلاة علينا .. لها فضيلتين :

* الأولى : هي فضيلة تخلية النفس من الظلمات (ظلمة القلب والعقل) .. ولم يكتفي الله بذلك .. بل جعل لك كرامة ثانية ..

* الثانية : هي فضيلة تمكين النفس من طريق النور ..

*******************************

..:: المؤمن دائما مؤيدا بالله ::..

اعلم رحمك الله أن من مظاهر صلاة الله عليك هو أن يؤيدك بروح منه جزاء إيمانك الصادق مع الله ..

وكل فعل بالإخلاص مع الله ابتغاء وجه الله .. سواء ذِكر أو فعل .. فهذا يجعل لك مدد من الله يؤيدك به جزاء إيمانك الصادق في المعاملة .. كما يقول تعالى ( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة22 .

* ولكن هناك عدة طرق أو أسباب مخصوصة لو فعلت .. أي واحدة منها أو كلها .. كنت مستحق لصلاة الله عليك .. فما هي هذه الطرق ؟

**********************

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..