ج5: رسالة الطرق المُوصِّلة لصلاة الله علينا وملائكته - الصف الأول وضبط الصفوف سببا لصلاة الله عليك - ما المقصود بميامن الصلاة - هل المحافظة على الصف الأول وضبط الصفوف دليل على صلاح وقرب من الله - هل هناك من يقرأ القرآن ويصلي بخشوع ويصوم ويتصدق ولكن حقيقته أنه ضال أوغير مقبول أو لا خير فيه عند الله وهو في النار - ما معنى لا يتجاوز الإيمان حناجرهم - غيبة – هتك أعراض- تتبع عورات – حكموا على الله في قضاءه - حتى لا يخدعك ملحد ولا يضلك مسلم - هل صلاة الله علينا خاصة بالرجال دون النساء - ما معنى التسحر أو السحور - من بركة السحور أن الله يصلي عليك وملائكته .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

الطرق المُوَصِّلة

لصلاة الله علينا وملائكته

في الدنيا والآخرة

الجزء الخامس

* فهرس :

:: الفصل السادس :: الطريق الرابع الذي يؤدي لصلاة الله عليك ..!!

1- س58: ما السبب الرابع لصلاة الله عليك ؟

2- س59: لماذا الإهتمام بهذه المواقف في صلاة الجماعة ؟

3- س60: ما المقصود بميامن الصلاة ؟

4- س61: لماذا لم يأت في الحديث أن من يصلي فالله يصلي عليه ؟

5- س62 : هل المحافظة على الصف الأول وضبط الصفوف دليل على صلاح وقرب من الله ؟

6- س63: هل هناك من يقرأ القرآن ويصلي بخشوع ويصوم ويتصدق ولكن حقيقته أنه ضال أوغير مقبول أو لا خير فيه عند الله وهو في النار ؟

7- س64: ما هي حقيقة هؤلاء الذين يتصنعون الإيمان ؟

8- س65: هل هناك أمثلة واقعية لتوضيح حقيقة من يزعمون الإيمان؟

9- غيبة – هتك أعراض- تتبع عورات – حكموا على الله في قضاءه ؟

10- س66: ما فائدة كل ما سبق بيانه عن أفعال جماعة الظلام أو النفوس المظلمة عموما ؟

11- حتى لا يخدعك ملحد .. ولا يضلك مسلم ؟

12- س67: هل صلاة الله علينا خاصة بالرجال دون النساء ؟

:: الفصل السابع :: السحور طريق موصل لصلاة الله عليك ..

13- س68: ما هو الطريق الخامس المؤدي لصلاة الله علينا ؟

14- السحور في الليل دليل اتباعك للنبي ؟

15- من بركة السحور أن الله يصلي عليك وملائكته ؟

***************************

* بسم الله .. والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. الجزء الخامس من رسالة الطرق الموصلة لصلاة الله علينا في الدنيا والآخرة

* وفي هذا الجزء نكمل شرح الأسباب التي نكون بها أهلا ليتجلى الله بالصلاة علينا رحمة منه وفضلا وكرامة وإحسانا .. والتي منها بعض أفعال في صلاة الجماعة .. والسحور في وقت السحر .. وهذا هو موضوعنا في هذا الفصل ..

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

*************************

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تجعلنا بها أهلا للصلاة علينا

وعلى آله وسلم .

**************************

..:: الفصل السادس ::..

**************************

( الطريق الرابع الذي يكون سببا لصلاة الله عليك )

(4)

..:: س58: ما السبب الرابع لصلاة الله عليك ؟ ::..

( الصلاة في المسجد مع الجماعة )

وهل صلاة المرأة في منزلها لها ثواب الرجل ؟

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

4- الطريق الرابع : مواقف في صلاة الجماعة ..

من الأسباب التي وجدناها طريقا لصلاة الله وملائكته عليك .. تظهر في بعض مواقف الصلاة في الجماعة  .. وإليك الأحاديث في ذلك ..

1- الصلاة على من يقف في الصف الأول .. حيث يقول النبي (إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ يصلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ ) رواه بن حبان وبن ماجه – وذكره الألباني في صحيح الجامع ..

2- الصلاة على من يصل الصفوف .. حيث يقول النبي ( إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ يصلِّونَ على الَّذينَ يصلونَ الصُّفوفَ ومن سدَّ فرجةً رفعَهُ اللَّهُ بِها درجةً) رواه بن ماجه – وذكره الألباني في الصحيحة .

3- الصلاة على ميامن الصفوف .. حيث يقول النبي ( إنَّ اللهَ تعالى وملائكتَهُ يُصلُّونَ على ميامنِ الصفوفِ ) رواه أبوداود – حسنه البعض وضعفه الألباني .. عليه اختلاف ..

********************************

..:: س59: لماذا الإهتمام بهذه المواقف في صلاة الجماعة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

قد يترائى للعقل سؤال حينما يقرأ ما سبق من أحاديث .. فيتوقف ويسأل : لماذا الله يصلي أو يتجلى بخصوصي عطاء على هذه المواقف في الصلاة كما أظهرتها الأحاديث .. ؟

قلت لك :

انتبه لأمر مهم : وهو أن اتباعك لتوجيهات النبي إنما هو اتباع للنبي .. فكان اتباعك للنبي سببا لصلاة الله عليك ..

1- بخصوص الحديث الأول : أن الإشارة للصف الأول .. دليل على اهتمام المصلي بشأن الصلاة وحرصه على الصلاة .. فلما كان اهتمام المصلي بالصلاة هو مطلوبه الأول بدليل سعيه عند النداء دون تكاسل .. فكان الجزاء من جنس العمل .. فكما كان الله محل اهتمامك عن كل أعمالك .. كنت أنت محل عنايته بمزيد من الفضل عن غيرك ..!!

* ولعل ما يؤكد كلامي هو حديث النبي حيث قال: (لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول ، حتى يؤخرهم الله في النار). رواه أبو داود بسند حسن ..

* فالصف الأول كان دليل على اهتمام العبد بسرعة تلبية الصلاة .. ولذلك استحق العطاء من الله ..

* والصف الأول يكون بمن حضر أولا للمسجد .. حتى ولو صلى في الصف الثاني أو الثالث نظرا لتدافع بعض من غلبه الجهل من الذين يأتون متأخرين ويريدون الوقوف في الصف الأول بمنتهى قلة الأدب .. دون مراعاة للسابقين عليهم بالحضور .. !!

ولكن هذا الجاهل قليل الأدب يظن أن ثواب الله يأتيه بقلة الأدب وأخذ حقوق الآخرين .. وهيهات أن يحدث له ذلك .. !!

والذي يأتي المسجد أولا ليكون من أهل الصف الأول .. لا يحزن لو وجد نفسه في صف آخر .. لأن الصف الأول تكتبه الملائكة لمن يحضر أولا .. وليس بمن يجري ليلحق الصف الأول ..!!

2- بخصوص الحديث الثاني : أما من يصل الصفوف ببعضها .. فهو أيضا دليل على اهتمامه بالصلاة من خلال اهتمامه بهيئة الصلاة ..

* أما عن الحديث الثالث .. فله تفصيل بسيط .. نذكره في السؤال القادم ..

*******************************

..:: س60 : ما المقصود بميامن الصلاة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

3- بخصوص الحديث الثالث : إما الصلاة على ميامن الصفوف .. فقد قال بعض العلماء أن هناك خلط في الحديث .. حيث المقصود هو (وصل الصفوف) بدلا من (ميامن الصفوف) ..!!

كما أنه يوجد راوي مختلف عليه عند أهل الحديث ولذلك هناك من أضعف الحديث وهناك من حسن الحديث .. حسب رؤيته لتوثيق هذا الراوي .. !!

* وهذا الحديث سنتكلم عليه من حيث ضعف متنه ومن حيث تأويله ..

أولا : من حيث ضعفه ..

فلا يمكن قبول هذا الحديث ليس لضعف سنده فحسب كما قال الألباني .. وإنما لنكارة متنه ومخالفته لما هو أصح منه .. للآتي :

1- أنه يخالف الحديث الصحيح .. فعن عبد الله بن عمر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقيموا الصُّفوفَ وحاذُوا بينَ المناكبِ وسُدُّوا الخللَ ولينوا بأيدي إخوانِكم ولا تذَروا فرُجاتٍ للشَّيطانِ ومَن وصَلَ صفًّا وصَلَه اللَّهُ ومن قطعَ صفًّا قطعَه اللَّهُ)). رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح .

* فكلام النبي هو أمر واجب التنفيذ .. حيث قال (أقيموا الصُّفوفَ) .. وإقامة الصف تكون بضبطه وإتمامه ..!!

فالذي يصلي يمينا دون اليسار .. يكون قد خالف الأمر النبوي ..!!

2- ولو قلت أن الصف الأيمن له فضيلة .. فسأقول لك .. الحديث الصحيح السابق قال فيه النبي (ومَن وصَلَ صفًّا وصَلَه اللَّهُ ومن قطعَ صفًّا قطعَه اللَّهُ) .. فأثبت اتصال العبد برحمة ربه لأنه اهتم بوصل الصف .. ولا يخفى أن الوقف يمينا وإهمال اتمام الصف .. يكون قد قطع الصف بهوى من نفسه .. فيكون ترك أمر النبي (أقيموا الصفوف) .. فضلا عن قطعه الصف بعدم استكماله .. فكيف يكون موصول بالله .. !!

3- الحديث الصحيح قد جاء فيه أن الله يصلي على الصف الأول .. وهذا ليس فيه تخصيص ليمين ولا يسار .. فكان معلوما أن هذا التخصيص مخالف للحديث الصحيح .. وإلا فما فائدة أن تقول أن الله يصلي على الصف الأول ويصلي على يمين الصف .. أليس مفهوم أن صلاته على الصف الأول هي صلاة على اهل اليمين وأهل اليسار ..؟!!

4- حديث ميامن الصفوف .. يخالف عمل الأمة .. حيث أنهم يصلون خلف الإمام متوسطين له .. مع العلم أن حديث (وسطوا الإمام، وسدوا الخلل) لأبي داوود .. هو حديث ضعيف ..

* فإذا قلت أن الحديث السابق ضعيف .. فسأقول لك وحديث (ميامن الصفوف ) ضعيف .. فبطل الاستدلال بهذا وذاك .. ويبقى عمل الأمة شاهد على صحة التوسط خلف الإمام .. !!

5- أن استخدامنا لهذا الحديث (ميامن الصفوف) .. يؤدي إلى تقاتل المصلين في الصلاة للوقوف في جهة اليمين .. ولأصبحت الصلاة محلا للصراع فيمن يقف على اليمين ..!!

بل وقد يشك المصلي الذي يقف ناحية الشمال في صلاته .. لأنه قد يشعر بنزع رحمة الله عنه .. ؟!!

ويدخل الوسواس في هذا الأمر بما لا يحمد عقباه على المصلي ويفسد صلاته .. !!

* ولذلك يروى حديث ضعيف ولا يحتج به .. وهو ما رواه ابن ماجَه عن ابن عمر قال: "قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّ مَيْسرة المسجد تعطلت، فقال: من عَمَر ميسرة المسجد كتب له كِفلان من الأجر" رواه بن ماجه بسند ضعيف – ورواه بن حبان في المجروحين.

* لماذا ندخل الصلاة في قلوبنا شكوك ومخاصمة ونحتج بأحاديث ضعيفه .. والحديث الصحيح قد حسم المسألة وأثبت العطاء لكامل الصف .. والأمر النبوي جاء بإتمام الصفوف ..؟!!

ثانيا : تأويل الحديث ..

لو حاولنا قبول هذا الحديث .. فله تأويل .. وقد أضفت إليه تأويل ..

1- فأما تأويل المفسرين فهو كما قال الشيخ محمود خطاب السبكي رحمه الله : أى إن الله عز وجل ينزل رحمته على من كان جهة اليمين في الصف قبل أن ينزلها على من كان جهة اليسار. وكذا الملائكة تستغفر لمن كان في يمين الصفّ قبل أن تستغفر لمن كان في اليسار وليس المراد أن الرحمة والاستغفار يختصان باليمين دون اليسار. ويؤيده حديث إن الله ينزل الرحمة أولا على يمين الإمام إلى آخر اليمين ثم على اليسار إلى آخره . المنهل العذب المورود في شرح ابي داوود ج5 ص66

* قلت خالد تعقيبا على كلام الإمام السبكي :

هو تأويل يحتاج لدليل .. وما ذكره رحمه الله من دليل وظن أنه حديث .. فهو ليس بحديث وإنما شرح تفسيري للحديث وقد ذكره صاحب مرقاة المفاتيح (ج3/159) كرواية عن بن الملك ..!!

2- قلت خالد صاحب الرسالة .. لعل هناك توجيه آخر لفهم الحديث وهو أن المقصود هو ليس الميامن بمعنى جهة اليمين .. وإنما بمعنى اليُمن والبركة .. فيكون المعنى أن الله يصلى على الصفوف التي يكثر فيها اليمن والبركة من كثرة وقوف الصالحين الذين هم حاضرة قلوبهم مع الله ..

* فهذا المعنى يستقيم مع روح الصلاة .. حتى يتم جمعه مع باقي الأحاديث الصحيحة ..

* ولكن لماذا نتجه للتأويل ونتعب أنفسنا وقد أغنانا الحديث الصحيح عن غيره ..؟!!

هذا شيء غريب ..!!

ثالثا : أحاديث لا علاقة لها بالحديث محل البحث ..!!

* أما ما يحتج به البعض من أن الصحابة كانوا يحبون الصلاة خلف النبي عن يمينه .. فهذا له سبب وحكمة .. فعن البراء بن عازب ( كنا إذا صلَّينا خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، أحبَبْنا أن نكون عن يمينِه ، يُقبلُ علينا بوجهِه ) رواه مسلم ..

فمعنى (يُقبلُ علينا بوجهِه)  أي يقبل بوجهه إلينا حينما يسلم في الصلاة عن جهة اليمين ثم إلى جهة اليسار .. أو لأن النبي كان ينصرف من صلاته عن جهة اليمين فكان الصحابة يحبون أن يأنسوا بمروره بجوارهم ..

* وفي الإجمال الحديث لا علاقة له بفضيلة صلاة الله على ميامن الصفوف .. حتى يحتج به أحد ..!!

* هذا كان اجتهادي في الحديث .. والله أعلم ..

*******************************

..:: س61 : لماذا لم يأت في الحديث أن من يصلي فالله يصلي عليه ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

الأجابة على هذا السؤال نجد له حكمتين :

الأولى : وهو أن اتباعك لتوجيهات النبي إنما هو اتباع للنبي .. فكان اتباعك للنبي سببا لصلاة الله عليك ..

الثاني : الحديث يرشدك إلى أنه إذا كانت أبسط المواقف في الصلاة جعلت الله يصلي عليك .. فما بالك بمن يقيم الصلاة نفسها ..؟!!

* فنفهم أنه إذا كانت مقدمات الصلاة .. مثل انتظار الصلاة والوقوف في الصف الأول وتنظيم صف الصلاة .. كانت سببا في صلاة الله عليك.

* فما بالك بمن يصلي ويصبر على الصلاة .. كرامة لله .. ألم يقل تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ .......) حتى قال تعالى (..... أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة153-157

******************************

(شبهة)

..:: س62 : هل المحافظة على الصف الأول وضبط الصفوف دليل على صلاح وقرب من الله ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

يستغل البعض هذه الأحاديث إما طعنا في الدين أو ترويجا لتزكية نفوس بعض المنتمين للدين ..!!

وستعرف ذلك من خلال سياق الكلام ..

* نعود فنسأل :

هل الوقوف في الصف الأول أو وصل الصفوف .. تكون سببا لصلاة الله عليك .. ؟!!

بالتأكيد لا .. ليه ؟

* لأن الإنسان مجموع علاقات بالله .. وليس بعض الحركات والشكليات التي لو فعلتها سيصلي الله عليك .. وسآتيك بالأدلة بعد قليل .. !!

* ولذلك بعض جماعات الظلام يستغلون مثل هذه الأحاديث ويروجون لها دون ضوابطها التي يجمعها الصدق في المعاملة مع الله في كل شيء ..

* وحتى ينكشف لك حقيقة هؤلاء بصورة واضحة .. فانظر إلى أفعالهم في المجتمع .. وطريقة نظرتهم للمجتمع .. وكيف يحكمون عليه ..؟!!

ويجعلوا من أنفسهم أهل الجنة والآخرون من أهل النار .. ويحكمون على علماء الدين أنهم مرتشون وأهل السلطة .. وغير ذلك من موبقات تدل على انحطاط نفسية هؤلاء .. !!

* وستعلم حينئذ يقينا .. أن هؤلاء مجرد مناظر دينية تتحرك على الأرض .. لم يتجاوز الإيمان حناجرهم .. أي أن أنهم أفواه تردد ألفاظ دينية لا عمل لها مع الله في المجتمع .. سوى اتهام الآخر وتمجيد ذوات أنفسهم بالصلاح والتقوى ..!!

* وتراهم يروجون لمثل الأحاديث السابقة ( صلاة في الصف الأول ووصل الصفوف) .. لأنهم يتقنون المحافظة على شكليات الصلاة .. مع استكمال الشكليات الأخرى مثل الذقن والجلباب أو النقاب الأسود أو غير ذلك .. ليخدعوا العوام أنهم أهل الدين .. !!

* وهذا ليس اتهام مني لمن يتبع سنة النبي في تربية الذقن .. ولكنه اتهام لمن يتبع الشكل ولا يتبع تربية النفس والقلب والسلوك النبوي ..!!

* فاسأل نفسك وكن صادق .. هل قمت بتربية نفسك وقلبك بسنة النبي أم اكتفيت بتربية الذقن أو اكتفيتي بلبس النقاب .. مع حفظ القرآن بلا عمل بما فيه ..؟!!

* فهذه الهيئات ليست دليل إيمان .. بل قد تكون في الحقيقة أنت إنسان تعيش بنفسية مجرم أو ضلالي متستِّرا بالدين .. !!

* وحتى لا يكون كلامي بلا دليل من الدين على تواجد مثل هذه النفوس في كل الأزمان حتى مجيء الدجال وسيكونوا من أتباعه ..

وحتى لا يظن البعض أني متهما لجماعات بذواتها ..

وحتى لا تنخدع بالأشكال الدينية .. وحتى تتأدب مع كل إنسان من حيث هو عليه .. وتعلم يقينا .. أن الله وحده هو الذي يعلم حقيقة المؤمن من الفاجر والمنافق وغيرهم ..!!

* فإليك بعض أوصاف قد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .. لمن يتصنعون الإيمان ..!!

*********************************

..:: س63 : هل هناك من يقرأ القرآن ويصلي بخشوع ويصوم ويتصدق ولكن حقيقته أنه ضال أوغير مقبول أو لا خير فيه عند الله وهو في النار ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

تعالو معي نستكمل ما قلته لكم سابقا .. ولكن هذه المرة بالأدلة ..

وأكرر عليك لا تظن أن بمجرد اهتمامك بالشكل الديني أو هيئات العبادة فأنت قد يصلى الله عليك .. لا .. فهذه الخصائص العطائية من صلوات الله تكن للمؤمن الصادق الذي لا يؤذى الناس ولا يحتقرهم ولا يغتصب حقوقهم أو ما شابه ذلك ..

وإلا كان أولى الناس بهذه الخصائص والعطاءات الربانية .. هم جماعة الظلام القارئة للقرآن كما يتفق وأهوائهم الخاصة .. والذين سيظل خروجهم في كل قرن حتى ينضموا للدجال ..!!

* إليك بعض الأدلة التي تؤكد المعنى الذي طلبتك أن تنتبه إليه .. على المستوى الجماعي .. وعلى المستوى الفردي ..

أولا : وإليك بعض الأدلة التي توضح حقيقة الجماعات الدينية : الذين يزعمون أنهم أهل التقوى والمغفرة وحدهم دون غيرهم .. فإليك أمثلة من هؤلاء في السنة ..

1- جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر : (ينشأُ نشءٌ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهم كلَّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ ... قالَ ابنُ عمرَ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : كلَّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ أكثرَ من عشرينَ مرَّةً حتَّى يخرجَ في عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ) رواه بن ماجه بسند حسن .

2- ومن أوصاف الفرق الضالة .. عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال : (يخرُجُ فيكم قومٌ تَحقِرونَ صلاتَكم معَ صلاتِهم ، وصيامَكم معَ صيامِهم ، وعملَكم معَ عملِهم ، ويقرَؤونَ القرآنَ لا يُجاوِزُ حناجِرَهم) رواه البخاري ..

* فهؤلاء جماعة كما يصفهم الحديث .. إذا رأيت الواحد منهم يصلي فأنت تحتقر صلاتك حينما تراه يصلي .. وتتمني لو كنت مثله في خشوعه للصلاة .. وترجو لو كنت مثله !!

وفي الصيام كذلك ، وترجو لو كان عملك مثل عملهم .. لما ترى في ظاهره من صلاح التقوى ..!!

3- ومن أوصاف الفرق الضالة في آخر الزمان .. ( سيخرج قومٌ في آخرِ الزمانِ ، أحداثُ الأسنانِ (أي صغار السن) ، سفهاءُ الأحلامِ (أي ضعاف العقول) ، يقولون من خيرِ قولِ البريَّةِ (أي قال الله وقال الرسول) ، لا يجاوزُ إيمانُهم حناجرَهم (أي إيمانهم غير مقبول لأنهم لا يعملون به) ) رواه البخاري ..

* يبقى مما سبق .. تفهم أن القياس بالمظهر الديني .. هو قياس فاسد للحكم على جماعة تحسب نفسها على خير ويضعون شعار لها كدليل على أنهم جماعة ذات خصوصية عند الله .. !!

ثانيا : وعلى المستوى الفردي وليس الجماعي ..

فلا تنخدع أيضا بالمظاهر الدينية .. وأزيدك وضوحا بالحديثين التاليين:

1- عن أي هريرة قال ( قيلَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّمَ : يا رَسولَ اللهِ ! إنَّ فلانةَ تقومُ اللَّيلَ و تَصومُ النَّهارَ و تفعلُ ، و تصدَّقُ ، و تُؤذي جيرانَها بلِسانِها ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ و سلم لا خَيرَ فيها ، هيَ من أهلِ النَّارِ . قالوا : و فُلانةُ تصلِّي المكتوبةَ ، و تصدَّقُ بأثوارٍ (أي قطع من الجبن صغيرة جدا) ، و لا تُؤذي أحدًا ؟ فقال رسولُ اللهِ : هيَ من أهلِ الجنَّةِ ) رواه البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح .

2- عن أبي هريرة عن النبي قال (  أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال : إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ ) رواه مسلم .

* بل لا تنخدع بالعاصي .. الذي اتخذ من المعصية سبيلا لكسب ماله .. فلعل الله يقبله بعملا قد أخلص فيه .. ودليل ذلك :

عن أبي هريرة عن النبي قال (غُفِرَ لِامرَأةٍ مُومِسةٍ (أي مهنتها ووظيفتها هي ممارسة الزنا) ، مرَّت بِكَلبٍ عَلى رَأسِ رَكِيٍّ (أي بئر) ، يَلهَثُ (أي يخرج لسانه) ، قال: كاد يَقتَلُه العَطَشُ ، فنَزَعَت خُفَّها (أي حذائها) ، فأَوثَقتْه بِخِمارِها (أي ربطت الحذاء بطرحة رأسها) ، فنَزَعَت له مِنَ الماءِ ، فغُفِر لَها بذلكَ) رواه البخاري .

* يبقى أنت ما تعرفش الخواتيم هتبقى إيه .. فلا تحكم على ما تراه عينك ولكن فوض الأمر لله فيه .. وليس لك إلا أن تعترض على أفعال مخالفة للشرع من باب النهي عن المنكر .. ولكن لا تحكم على الناس في علاقتهم بربهم ..!!

***************************

..:: س64 : ما هي حقيقة هؤلاء الذين يتصنعون الإيمان ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

الحقيقة التي نعيشها الآن ان بيننا جماعات ضالة او أشخاص منحرفة عن حقيقة الدين .. ولكنها تتعلق بالدين لأنها تتخذه ستارة بحثا عن حظوظ ومناصب دنيوية .. مثل بعض ما يفعله ما ينتسبون للرقية في زماننا هذا .. استباحوا الدين ليأكلوا أموال الناس بالسحت من خلال قول الزور على الله .. مثل قولهم عن كلام الله أنه يحرق ويعذب ويقتل الجن ..!!

* النبي يوضح حقيقة مهمة جدا عن بعض النفوس .. فيقول ( رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامِه إلا الجوعُ ، و رُبَّ قائمٍ ليس له من قيامِه إلا السَّهر ) رواه بن ماجه بسند صحيح ..

فالصلاة والصيام عبادة لله .. طلبا لله بالإخلاص .. رجاء المغفرة والمحبة والعفو والرضوان ..

* فتأمل الحديث السابق .. وهو يتكلم عن صلاة النافلة وليس الفرض ..!!

فقد يكون فعلك للصلاة غير مقبولة منك بالرغم من خلوتك بنفسك .. عارف ليه ؟

* لأنك تتصور أنك صاحب فضل على الله وأن لك مكانة بما تفعله كما ظن الشيطان من قبل ففضح الله نواياه ..

* أو لأنك في نواياك تريد أن تقول للناس أنك صليت كذا وكذا بالأمس .. فكان عملك بذلك رياء ..!!

* أو لأنك ترى في نفسك الخيرية على الناس .. وتنظر لنفسك ولأفعال الناس من حولك فتحتقرها بجانب فعلك .. وكأنك حكمت على الله بأنه قبل عملك ؟ وكأنك شريكا له في حكمه ..؟!!

* لأنك قد تكون تصلي في مكان أنت سارقه فكيف تقبل لك صلاة في مكان أنت سارقه .. ؟!

 * فما بالك بمن يصلي وسط الناس .. وتجد في نظراته أو كلامه اتهام للناس في شكليات الصلاة .. بل ويحتقر الآخرين بجواره لظنه أنه أهل التقوى .. ويتهم هذا وذاك في أعمالهم مع الله ..!! 

* والحقيقة أن هذا الشخص هو المتهم في إيمانه .. لأنه جعل من نفسه شريكا مع الله في ملكه حينما قرر أن هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة ..!!

فكيف تقبل أن تجالس مثل هذا الشخص .. الذي جعل من نفسه شريكا لله في قضاءه ..!!

 *****************************

..:: س65: هل هناك أمثلة واقعية لتوضيح حقيقة من يزعمون الإيمان ؟ ::..

(غيبة – هتك أعراض- تتبع عورات – حكموا على الله في قضاءه)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب58

* وأعطيك مثلا لهذه النفوس في الواقع الحالي :

فحينما نجد فتاة أو امرأة غير محجبة أو خلعت الحجاب (وهذه معصية) .. تجد هذه النفوس ينزلون عليها بالويل واللعنات (وكأنهم ملائكة لا يعصون) .. ويحكمون عليها بالفسق والفجور .. كأن الله أعطاهم سلطة الحكم عليها .. وكأنها كفرت بالله بفعلها هذا ..  !!

وينسون قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب58 .

* ويحتقرون هذه المرأة أو الفتاة (لأنها فعلت معصية) لأنها غير محجبة أو خلعت الحجاب .. ونسوا أن أفعالهم وأقوالهم والخوض فيها هو خوض في عِرضها .. وأن أفعالهم في حقها هي كبائر وذنوب تلعن صاحبها لأنها حقوق عباد أصبحت معلقة في رقبتهم .. حتى يردوا الحقوق ..!!

* وبالتوصيف النبوي .. هذه الجماعة من الناس هم شر .. حيث قال النبي (  المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ولا يحقرُهُ ، وحسْبُ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقرَ أخاهُ المُسْلِمَ ) رواه أحمد بسند صحيح .

* وبالتوصيف النبوي .. فهذه الجماعة من الناس متتبعي عورات ومؤذيين للمسلمين والإيمان لم يعرف طريقه إلى قلوبهم .. فيقول النبي ( يا معشر من أسلم بلسانه ، ولم يفض الايمان الى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم ، تتبع الله عورته ، يفضحه ولو في جوف بيته ) رواه الترمذي بسند حسن .

* وبالتوصيف النبوي .. فهذه الجماعة من الناس آكلي لحوم الناس وهاتكي أعراض .. فقد جاء في حديث المعراج .. عن النبي قال (لمَّا عُرِجَ بي مررتُ بقومٍ لَهم أظفارٌ من نحاسٍ يخمِشونَ وجوهَهم وصدورَهم فقلتُ من هؤلاءِ يا جبريلُ قال الَّذينَ يأكُلونَ لحومَ النَّاسِ ويقعونَ في أعراضِهِم) رواه أبو داوود بسند صحيح .

* ولا يخفى على ما يفعلونه من انتهاكات في عرضها وشرفها وتتبع عوراتها .. بكل استباحية من غيبة وهتك عِرض واحتقار .. هي كبائر لا تغتفر بسهولة .. وفيها حقوق ناس تظل كلعنات تطاردهم في حياتهم وآخرتهم حتى يقتص الله منهم لمن انتهكوا حقوقه .. !!

* وقد يظن البعض أن كتابتهم في النت دون معرفة أسمائهم فهذا يعفيهم من المسئولية .. لا يا شاطر ..!! واسمع كلام الله ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ) النساء108 ..

* فما يفعله هؤلاء من هتك أعراض وتتبع عورات وغيبة واتهامات دينية لا دليل عليها ومشاركة لله في حكمه القضائي .. إنما هو دليل على سقوطهم الإيماني .. يتظاهرون بالإيمان والتقوى ولا يعملون .. أو كما وصفهم النبي (ويقرَؤونَ القرآنَ لا يُجاوِزُ حناجِرَهم) .. لأن قلوبهم عميت عن الإيمان .. فهم يعمهون ..!!

* ومثال آخر ..

حدث مع داعية إسلامي مشهور وقد تزوج من ممثلة غير محجبة .. فأثبتوا له أنه من الأخسرين أعمالا .. وهو ممن باع دينه بدنياه .. وأنها من الفاسقات لأنها متبرجه .. ومعاذا الله أن يقال عنهم أو غيرهم مثل هذا الكلام الذي لا يصدر إلا عن نفوس ساقطة إيمانيا ..!!

* ولا أدري كيف ينام هؤلاء المغتابون هاتكي الأعراض الذين جعلوا من أنفسهم شركاء لله في حكمه .. حتى حكموا عليه بالخسران المبين واحتقروه .. في فعل حلال قد فعله وهو الزواج .. فماذا لو كان فعل الحرام وزنا بها ؟!! هل كانوا سلخوا جلده وأحرقوه بالنار ..؟!!

بل وحكموا على زوجته بما ليس فيها وبما لم تجهر به وانتهكوا عرضها بمنتهى السفالة والإباحية والجرأة على الله .. !!

* ستكتب شهادتهم ويسألون .. فهؤلاء هم أهل الشر يقينا بلا ريب .. الذين لم يتجاوز الإيمان حناجرهم ..!!

* ومثال أخير :

رجل أراد الصلاة وكانت تفوح بقايا خمر من فمه .. فمنعوه أصحاب الذقون من دخول المسجد .. طبعا لأنه من أصحاب الجحيم في نظرهم .

* ولكن إمام المسجد أدخله (لأنه مؤمن صادق في قلبه رحمه) .. وكأن هذا الرجل لأول مرة يصلي في حياته فساعده الإمام على الوضوء .. وما أن صلى وسجد لله .. إلا وقد قبض الله روحه ..!!

* أراد الله أن يظهر لهذه النفوس التي جعلت نفسها شريكة لله في حكمه .. أنهم نفوس ضالة في الدين وسيسألون عن فعلهم أمام الله ..

* وأراد أن يكشف لكل مؤمن صادق .. أن رحمته موصوله حتى آخر نفس .. فاجعل يدك ممدوة بالرحمة لكل من طلب الله .. وإياك أن تحتقر عبد طلب الله ..!!

*************************

..:: س66 : ما فائدة كل ما سبق بيانه عن أفعال جماعة الظلام أو النفوس المظلمة عموما ؟ ::..

(حتى لا يخدعك ملحد .. ولا يضللك مسلم)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* كل ما ذكرته لك سابقا حتى لا يخدعك ملحد ويقول لك ما هذا الاستخفاف في دينكم حتى أنكم تقولون أن الشخص لو وقف في الصف الأول فالله يصلي عليه ..!!

أو يضللك مسلم في دينك .. ويجعلك تظن أن هذه هي الحقيقة فقط .. بان الله سيصلي عليك لمجرد وقوفك بالصف الأول ..!!

* عشان كده عاوزك تفهم دينك صح .. وعاوزك تفهم أن كل حاجة ولها ضوابط شرعية .. وأن دينك قائم على العقل وليس على سياسة الشوق والهوى أو المظهرية الدينية .. !!

* وأنه من غير المعقول أن تظن أن الله يصلي على إنسان .. لمجرد أنه وقف في الصف الأول ..!!

فكيف يحدث ذلك وهو يتتبع عورات الناس ويتكلم في فضائحهم .. أو يؤذي الناس بلسانه أو بيده .. أو يستبيح أموالهم متاجرا بالدين .. أو لا يتجاوز الإيمان حناجرهم .. أويحسبون أنفسهم على خير ويحتقرون ما سواهم  .. وغير ذلك مما سبق بيانه .. !!

* فهل لمجرد وقوفه في الصف الأول .. يتساوى بأصحاب الإبتلاء الذين صبروا بصدق المعاملة مع الله كما تكلمنا عنهم سابقا .. أو مثل معلمي الخير او الذين انشغلوا بذكر الله وتسبيحه لتطهير أنفسهم طلبا لرضا الله !!

بالتأكيد لا يتساوون ..!!

* فكرامة الصلاة من الله على عباده .. ليست فقط من مجرد الوقوف في الصف الأول أو محاذاة الصف .. وإنما من مجموع صدق علاقتك بالله .. مثل المرأة التي تتصدق بقطع الجبن الصغيرة جدا (كما جاء في الحديث السابق من السؤل رقم71) .. فبالرغم من ضآلة عملها ولكنها كانت صادقة ومخلصة ومؤمنة وتريد مرضاة الله من وراء عملها .. ولذلك مثل هذه المرأة الله يصلي عليها وملائكته يدعون لها بالغفران .. لأن هناك أعمال قلبية كانت سببا في طهارة قلبها (مثل الإخلاص والصدق مع الله) .. ولذلك سلمها الله من النار وأكرمها بالجنة ..!!

**************************

..:: س67: هل هذه الصلوات خاصة بالرجال دون النساء ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

نعود لنستكمل أسئلة عقلية حول بعض الأحاديث التي لا يحب بعض المشايخ الإجابة عليها .. !!

قد تتساءل أي مسلمة .. فتقول أن الصلاة في المسجد والصفوف الأولى .. من أعمال الرجال .. فقد لا يصيبنا منها حظ الكرامة من الله التي قالها النبي فيمن فعل ذلك ..!!

قلت لك :

قد قال بعض مفسري الحديث .. أن هذا الأمر خاص بصلاة الجماعة .. لأنه اختص الصف الأول .. وكذلك خاص بمن يقوم بظبط الصف ومحاذاته ووصله .. ولا علاقة للنساء بذلك .. حيث أنهن يصلين منفردات .. إلا لو ذهبن للمسجد فلهن نفس الجزاء ..!!

ولكن لا أوافق على هذا الرأي لسببين :

1- أولا : لو كان المقصد هو الجماعة لذاتها فلماذا اختص الصف الأول دون غيره ..؟!!

فعلمنا من وراء ذلك .. أن المقصد هم الذين يحرصون على سرعة الإستجابة للصلاة وتنفيذ مراد الله ..

وهو في حق الرجال يتم لهم الكرامة بقدر سرعة استجابتهم ودخولهم في المسجد انتظارا للصلاة ..

وفي حق النساء يكون من حقهن حدوث هذه الكرامة لهن لمن تستجيب بسرعة مهتمة بأداء حق الصلاة كما يستجيب الرجل مسرعا للصلاة في المسجد ..

2- ثانيا : وكيف يحرم الله أنثى من حق وهو في الأصل الذي أرشدها إلى أن الخيرية فيه خلاف فعل الرجل ..!!

فقد جاء في الحديث ( عن أمِّ حُميدٍ امرأةِ أبي حُميدٍ السَّاعديِّ أنها جاءتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: يا رسولَ اللهِ إنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ معك قال: ( قد علِمْتُ أنَّك تُحِبِّينَ الصَّلاةَ معي وصلاتُك في بيتِك خيرٌ مِن صلاتِك في حجرتِك وصلاتُك في حجرتِك خيرٌ مِن صلاتِك في دارِك وصلاتُك في دارِك خيرٌ مِن صلاتِك في مسجدِ قومِك وصلاتُك في مسجدِ قومِك خيرٌ مِن صلاتِك في مسجدي ) قال: فأمَرَت فبُني لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ مِن بيتِها وأظلَمِه وكانت تُصلِّي فيه حتَّى لقيَتِ اللهَ جلَّ وعلا ) رواه بن حبان بسند صحيح ..

* يبقى لا يصح أن يأتي أحد ويحرم المرأة من كرامة العطاء الإلهي في الصلاة عليها .. والنبي نفسه هو القائل ( صلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي )  بالرغم من أن النبي هو القائل ( صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ ) صحيح بن خزيمة ..!!

* يبقى هناك فرق بين أحكام الرجال وأحكام النساء في هذه المسألة .. فالرجل له المسجد هو الخير له .. والمرأة لها البيت هو الخير لها .. ومع ذلك لها حق الصلاة في المسجد لو كان الطريق آمن للمسجد ..!!

* الخلاصة .. أن المرأة لها كرامة الصلاة عليها من الله .. لو سارعت في أداء الصلاة كمظهر من مظاهر الإهتمام بها حبا وشوقا لملاقاة الله .. كحال الرجل الذي يسرع في تلبية الأذان شوقا لربه حتى كان من الصفوف الأولى ..

* ولذلك جاء في الحديث للمهتم بحاله مع الله .. عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، يَرويه عن ربِّه ، قال : ( إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا ، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا ، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَةً ) رواه البخاري .

* والمرأة التي تصلي في المدينة المنورة في بيتها ولا تذهب للصلاة لمسجد النبي .. اتباعا لكلام النبي .. بالصلاة في بيتها مثلما قال للسيدة أم حميد .. فهي لم تفقد خيرية صلاة المسجد النبوي .. لأن النبي هو من قال بالخيرية في بيتها عن المسجد ..!!

* فلا يصح أن نتخطى كلام النبي إلى ما نظنه بأنفسنا .. ونحرم المرأة من حقوق أثبتها لها النبي ..!!

 والله أعلم .

**********************************

..:: الفصل السابع ::..

********************************

الطريق الخامس الموصل لصلاة الله عليك

(5)

..:: س68: ما هو الطريق الخامس المؤدي لصلاة الله علينا ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

5- الطريق الخامس : المُتسحِّر بنية الصيام .

حيث يقول النبي (السُّحورُ أكلُه بركةٌ ، فلا تدعوه و لو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ ، فإنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ) رواه أحمد بسند حسن – ذكره الألباني في صحيح الجامع .

* لطيفة وخاطرة قلبيه : 

لو تأملت الحديث جيدا ستجده يبدأ (السُّحورُ أكلُه بركةٌ) ثم عقب عليه (فإنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ) .. 

فقد تكون الإشارة إلى أن بركة السحور جاءت من صلاة الله وملائكته علينا .. وفي البخاري قال النبي ( تسحَّروا .. فإن في السَّحورِ بركةً ) رواه البخاري ..

* أو يكون المقصود أن من بركة السحور نجد كرامة الله وملائكته يصلون علينا .. وهذا ليس للسحور بذاته وإنما نتيجة اتباع النبي الذي أمرنا بذلك ..!!

* ولله الحمد هذا أمر أحسب لم يُنتبه له من قبل .. وفيه فضيلة تحفيز للسحور لمن كان يتجاهله من قبل ولو بكوب ماء ..!! 

فاغتنم ما وصل إليك من فهم حديث النبي وبركة كلامه الشريف .. ولطيف عطاءات الله على يد نبيه الامي صلى الله عليه وسلم .. 

* ولا يخفى أن للسحور بركة أخرى تنتج عنه وهو بركة الطعام في الأجساد لتتحمل مشاق الصيام .. والله أعلم ..

* وكلمة التَّسَحُّر أو السحور مأخوذة من كلمة السَّحَر .. أي وقت السَّحَر وهو ما كان قبل الفجر .. 

* ولو تساءلت لماذا لم يقل النبي صراحة أن الصائم يصلي الله عليه ؟

قلت لك : لو تأملت الحديث لو تأملته فستجده أيضا اتباع للنبي .. مثل هيئات الصلاة السابق ذكرها ..

* ولهذا سنجد للحديث حكمتين :

الأولى : وهو أن اتباعك لتوجيهات النبي إنما هو اتباع للنبي .. فكان اتباعك للنبي سببا لصلاة الله عليك ..

الثانية : كأن النبي يقول لك من مجرد بدأ العمل مع الله في الصيام الذي مقدمته هو السحور .. فإن الله يصلي عليك كرامة منه لك .. فما بالك بالصيام فعلا .. كيف ستكون صلاة الله عليك ؟!! فاجتهد مع الله .. فإن الإحسان جزاءه الإحسان ..

والله أعلم .

*****************************

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..