ج10: رسالة شرح الصلاة والسلام على النبي - هل الصلاة على النبي تحضرها الملائكة - ما علاقة الملائكة بالصلاة على النبي - كيف هي صلاة الملائكة على النبي - هل تبلغ الملائكة سلامنا على النبي إلى النبي - هل الملائكة تقوم بتوصيل سلام النبي على أمته - هل تسمع صوت النبي بنفسه أم الملائكة - كيف يتم تبليغ الرسائل الروحانية من الملائكة - هل الملائكة تدعو لمن يصلي على النبي - هل الملائكة لها أجر حينما تصلي على النبي - في حال الكشف السمعي برد سلام النبي كيف يفرّق المُسلَّمُ أنّ السّلام هو منه يقينا صلّى الله عليه وسلّم وليس من تلبيس الشّيطان - هل النبي يرد عليك بنفسه أم بواسطة الملائكة .. وأنت واقف تزوره أمام الحجرة النبوية الشريفة .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

" شرح الصلاة والسلام على خير الأنام

النبي الأمي محل التجلي والإنعام "

***************

رؤية جديدة في فهم الصلاة على النبي

مفاهيم تجعل قلبك يصلي على النبي

بتذوق إيماني جديد وإحساس مختلف

تذوقات قلبية وإشراقات روحية

وتحقيق مسائل مهمة جدا

تزيدك قربا وحبا للنبي

" الجزء العاشر "

* فهرس :

:: الفصل الثالث عشر :: عن علاقة الملائكة بالصلاة على النبي والمصلون على النبي ::

1- س53: ما علاقة الملائكة بالصلاة على النبي ؟

2- س54: كيف هي صلاة الملائكة على النبي ؟

3- س55: هل تبلغ الملائكة سلامنا على النبي إلى النبي ؟

4- س56: هل الملائكة تقوم بتوصيل سلام النبي على أمته ؟

5- س57: هل النبي يرد عليك بنفسه أم بواسطة الملائكة .. وأنت واقف تزوره أمام الحجرة النبوية الشريفة ؟

6- س58: كيف يتم تبليغ رد السلام عن طريق الملائكة – وكيف يسمعه البعض ؟

7- كيف يتم تبليغ الرسائل الروحانية ؟

8- انتبه للآتي وافهم .. فهذا تعليق على الحالات الروحية السابقة ؟

9- س59: في حال الكشف السمعي برد سلام النبي كيف يفرّق المُسلَّمُ أنّ السّلام هو منه يقينا صلّى الله عليه وسلّم وليس من تلبيس الشّيطان ؟

10- س60: هل الملائكة تدعو لمن يصلي على النبي ؟

11- الملائكة تشفع .. ونرجو من الله أن يقبل ؟

12- س61: هل الملائكة تسلم عليك من سلامك على النبي ؟

13- س62: لماذا لم تأت الروايات بأن الملائكة تسلم علينا عشرا ؟

14- س63: هل الملائكة لها أجر حينما تصلي على النبي ؟

15- س64: هل الصلاة على النبي تحضرها الملائكة ؟ 

*********************

* بسم الله .. والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. الجزء العاشر من رسالة شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

* وفي هذا الجزء نتكلم عن شيء مهم جدا خاص بالصلاة على النبي .. وهو علاقة الملائكة بالصلاة على النبي وعلاقتها بالذين يصلون على النبي .. في بحث مشوق وجميل .. يحمل بين كلماته ما هو للقلوب وللعقول .. حتى ترتقي بمعانيك (صفاتك) في العلاقة مع الله ..

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

**********************

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تكتبنا بها من الذاكرين

وتصلي بها علينا الملائكة المقربين

ونسمع بها رد سلام النبي الأمي بكامل اليقين مع التمكين

وعلى آله وسلم

*********************

..:: س53: ما علاقة الملائكة بالصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* هناك عدة علاقات بتربط بين الملائكة والصلاة على النبي .. من حيث التعامل مع الصلاة على النبي ..

فهناك علاقة تعبديه وهناك علاقة تبليغيه وهناك علاقة دعائيه ..

1- العلاقة التعبدية : هي أن الملائكة تصلي على النبي كعبادة طلبها الله من الملائكة أن تفعلها .. حيث يقول تعالى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب56

2- العلاقة التبليغية : أن هناك نوع آخر من الملائكة وهم الملائكة السياحين في الأرض .. والذين يحضرون مجالس الذكر .. وإذا سمعوا أحد يصلي ويسلم على النبي فهم يبلغون الصلاة على النبي والسلام عليه للنبي في مقامه الشريف بإذن من الله .. 

3- العلاقة الدعائية : هي أنهم يشفعون للذين يصلون على النبي بالدعاء لهم ..

وإليك توضيح لما سبق .. من العلاقات ..

********************************

أولا

(العلاقة التعبدية)

..:: س54: كيف هي صلاة الملائكة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* قد يتساءل البعض .. فيقول إذا كانت صلاة الملائكة علينا هي الدعاء بالإستغفار لنا .. فما فائدة ذلك للنبي وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..؟!!

* قلت لك :

* صلاة الملائكة على نبيه هي كصلاة الله عليه .. من حيث كونها غيبا .. ولذلك الكيفية غير معلومة ..

وصلاة الملائكة على النبي ما هي إلا تجلي خاص من الله لملائكته بالصلاة على نبيه .. أي أن الله تجلى عليهم طالبا منهم دوام الصلاة على النبي ..

* وبما أن الصلاة معناها الدعاء .. فأقصى ما يمكن أن يقال أن الملائكة تدعو للنبي بعلو مقامه تشريفا له وتكريما ..  دعاء له فتكون خاصة بالثناء عليه وليس استغفارا له .. !

* وكمثال على دعاء الثناء .. كأن يقولوا : اللهم اعلو من شأنه واعطه الوسيلة والدرجة الرفيعة وبارك له في أمته .. وهكذا من الثناء عليه .. وهو على العموم أمر لا نعلم حقيقته لأنه غيب .. وإنما فقط أعطيتك مثل للتوضيح والفهم بمقصود دعاء الثناء ..!!

* ولكن في الحقيقة فإن كيفية الثناء على النبي من الملائكة .. هذا أمر غيبي لأنه يتعلق بالملأ الأعلى الذي هو غيب عنا .. والأمور الغيبية لا يتم الكلام عنها إلا من حيث من وصل إلينا منها .. !! والغيب ليس محل اجتهاد .. لأن الاجتهاد يكون فيما هو معلوم وليس فيما هو غيب ..!!

ولذلك قال تعالى ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء36 .. أي لا تتبع ما ليس لك به علم ولا دليل .. سواء في الأمور الدينية أو الدنيوية ..

* يبقى لو قال لك أحد صف لي صلاة الملائكة على النبي .. فقل له : هي من صلاة الله عليه المخصوصة في عالم الغيب ... والغيب نؤمن به ولا نقوم بتوصيفه طالما الحق حجب عنا الكيفية .. ومن الإيمان أن نؤمن بالغيب دون توصيف وإلا ما كان غيبا .. ولذلك يقول تعالى واصفا أهل الإيمان بالحق بأول وصف وهو ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) البقرة3

**************************

ثانيا

(العلاقة التبليغية)

..:: س55: هل تبلغ الملائكة سلامنا على النبي إلى النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

نعم هناك ملائكة سياحين في الأرض أي يسيرون في الأرض .. ينجذبون لكل من يصلي على النبي ويسلم عليه .. فيجالسون المصلي على النبي ويرسلون سلامه للنبي صلى الله عليه وسلم ..

وإيه دليل هذا الكلام ..؟!

1- عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال :(إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يُبلِّغوني عن أُمَّتي السَّلامَ) .. رواه بن حبان بسند صحيح ..

2- وعن أبي هريرة عن النبي قال : ( لا تَجعَلوا بُيوتَكم قُبورًا ، ولا تَجعَلوا قَبْري عيدًا ، وصلُّوا علَيَّ ؛ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم ) صحيح أبو داوود .

* يتضح لك مما سبق أن الملائكة تبلغ صلاتك وسلامك على النبي إلى النبي من أي مكان في العالم .. (صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم )

***********************************

..:: س56: هل الملائكة تقوم بتوصيل سلام النبي على أمته ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

ذكرنا في السؤال السابق أن الملائكة هي التي تبلغ النبي سلامنا عليه .. وهذا معناه أن سلامنا عليه سيحتاج لوسيلة ليصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرد السلام على من سلم عليه .. كما في الحديث (إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يُبلِّغوني عن أُمَّتي السَّلامَ) .. رواه بن حبان بسند صحيح ..

* ولكن حينما يرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام علينا داعيا لنا .. كما في الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال : ( ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليِّ إلَّا ردَّ اللهُ إليَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السَّلامَ ) صحيح أبي داوود ..

* فما هي وسيلة تبليغ السلام إلينا ..؟!!

* بالرغم من عدم وجود نصي قطعي الدلالة في الموضوع .. إلا أن العقل يذهب إلى أن الذي قام بالتبليغ للنبي وهم الملائكة كما في الحديث .. فهم أيضا من يقومون بتبليغ سلام النبي إلينا .. لأن عالم البرزج يحتاج لواسطة تجمع بين عالم المادة وعالم البرزخ .. وهذا لا يكون إلا للملائكة عليهم السلام ..

* ولا يصح أن نقول أن النبي أعطاه الله القدرة على رد السلام دون واسطة .. وإلا فلماذا لم يعطيه القدرة على الاستقبال دون واسطة ..؟!! ولكان النبي قد علم من يسلم عليه بدون الملائكة .. !!

* ولكن ما ذكرته لك من إرسال السلام من المؤمن ورد السلام من النبي إنما عن بعد مسافات .. ولكن لو كنت قريبا منه أمام حجرته الشريفة .. فهناك رأيين .. إما من خلال الملائكة .. أو هو أنه يسمع ويسلم عليك بنفسه دون وساطة .. لحديث ( مَن صلَّى عليَّ عندَ قَبري سمِعتُهُ ومَن صلَّى عليَّ مِن بعيدٍ أُعلِمتُهُ ) أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الثواب .. وسيأتي تفصيل ذلك .. إن شاء الله تعالى .

* واعلم أن هناك من المحبين من يسمعون بقلوبهم رد سلام النبي عليهم .. وإياك أن تظن أن الجاحد والمنكر حاله مثل المؤمن المحب .. أو تظن أن الأعمى حاله مثل البصير .. !!

فكما أن هناك قلوب ترى النبي يقظة أو مناما ... فهناك قلوب تسمع النبي يقظة ومناما .. !!

ويبقى الأعمى في قلبه أعمى .. والبصير في قلبه بصير ..!!

********************************

..:: س57: هل النبي يرد عليك بنفسه أم بواسطة الملائكة .. وأنت واقف تزوره أمام الحجرة النبوية الشريفة ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* لا اختلاف بين العلماء أن هناك ملائكة تبلغ النبي الصلاة والسلام على النبي من أي مكان في العالم .. كما أوضحنا .. ولكن هناك خلاف بين العلماء في مسألة السماع الذاتي للنبي والرد الذاتي من النبي على من يصلي ويسلم عليه أمام حجرته النبوية الشريفة (زيارته لقبره) ..!!

* فالبعض رفض ذلك .. وقال بل بواسطة وهي الملائكة للأحاديث السابقة ..

* والبعض قال أن النبي يسمع ويسلم بنفسه على من يقف أمام الحجرة النبوية الشريفة مصليا ومسلما عليه .. فما دليلهم ؟

1- حديث : ( ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليِّ إلَّا ردَّ اللهُ إليَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السَّلامَ ) صحيح أبي داوود ..

فقالوا : أن الحديث ليس فيه تخصيص مكاني .. سواء قريب أو بعيد ..

وقالوا أن جملة ( حتَّى أردَّ عليه السَّلامَ ) .. تدل على كونه يرد بنفسه ..

* ولكن يقال لهم : أن جملة ( حتَّى أردَّ عليه السَّلامَ ) .. لم يوضح فيها كيفية تبليغ السلام .. هل بواسطة الملائكة أم بدون واسطة الملائكة .. فمن قال لكم بالتخصيص في كيفية رد السلام ..؟!!

2- حديث آخر :  حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي قال : ( مَن صلَّى عليَّ عندَ قَبري سمِعتُهُ ومَن صلَّى عليَّ مِن بعيدٍ أُعلِمتُهُ ) أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الثواب ، وكتاب الصلاة على النبي .. وقال الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 313) : (أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في «الثواب»  له من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عنه، ومن طريقه الديلمي ... قلت: وسنده جيد، كما أفاده شيخنا (أي الحافظ بن حجر)).

* وقال الشيخ الألباني : قلت: ورجال هذا السند كلهم ثقات معروفون غير الأعرج هذا، والظاهر أنه الذي أورده أبو الشيخ نفسه في " طبقات الأصبهانيين " (ص 342 / 463) فقال: عبد الرحمن بن أحمد الزهري أبو صالح الأعرج، ثم روى عنه حديثين ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول .. فقول الحافظ في " الفتح " (6 / 379) : سنده جيد .. غير مقبول ، ولهذا قال ابن القيم في هذا السند: إنه غريب .

السلسلة الضعيفة ج1 ص367 رقم 203

* قلت (خالد صاحب الرسالة) : تعقيب على كلام الشيخ الألباني :

1- كيف لا يكون سنده غير جيد وقد استدل الشيخ الألباني بكلام السيوطي في بداية تحقيقه على الحديث وذكر شواهد السيوطي ..؟!!

فالحديث يكون على الأقل حسن لشواهده ..!!

وهذا شيء عجيب من الشيخ رحمه الله ..!!

2- والأعجب أن الشيخ الألباني قد أقر حديث مرسل (عن علي بن الحسين – وسيأتي في أدلة الفريق الثاني) .. وفي سند الحديث راوي مستور (مجهول الحال) ..

وقال ما نصه : وفي إسناده رجل من أهل البيت مستور ، وبقية رجاله ثقات ، وهو صحيح بطرقه وشواهده ..!! (تخريج أحاديث فضائل الشام ص52)

* فما الفرق بين الحديثين مع تساوى السندين تقريبا .. ولكنه أنكر على الحافظ بن حجر قوله على الحديث أنه (سنده جيد) ..!! ولكن في الحديث المرسل الذي قام الألباني بتخريجه فقال صحيح بمجموع شواهده ..!! فلماذا لم يقل في حديث أبو هريرة كذلك ويؤيد كلام الحافظ بن حجر .. ؟!!

أم لأن الحديث المرسل يؤيد مذهبيه الشيخ الألباني ..؟!!

شيء عجيب ..!!

* وقال صاحب كتاب رفع المنارة .. فيمن هو مجهول الحال كراوي الحديث السابق :

ومثل هذا الصنف من الرواة يقبل الجمهور حديثه مالم يخالف .. كما صرح الذهبي بذلك في ترجمة مالك بن الخير الزيادي .

* وقال الذهبي في ترجمة زياد بن مليك (2/ 93): شيخ مستور ما وثق ولا ضعف، فهو جائز الحديث. اهـ.

وقال في ترجمة الربيع بن زياد الهمداني (2/ 40): ما رأيت لأحد فيه تضعيفاً، فهو جائز الحديث. اهـ.

* وتوسع الزركشي فقال في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (ص 69):

قال أهل هذا الشأن: إن جهالة لراوي لا توجب قدحاً إذا كان من روى عنه ثقة، فإن روايته عنه تكون تعديلاً له. اهـ.

* الحاصل أن روية من كان هذا شأنه مقبولة ما لم يخالف و يأت بمتن منكر ، ولا تجد هنا مخالفة ، ومتن الحديث ليس فيه نكارة .

* فالحديث بهذا الإسناد مقبول ، وقد قال الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في المداوي لعلل المناوى (6/ 277/1) إسناده نظيف. اهـ.

رفع المنارة ص217

* انتبه جيدا : هناك حديث آخر قريب من المتن السابق .. ولكنه بسند موضوع ولا يصح الاستدلال به وهذه صورة الحديث الموضوع :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( من صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا .. وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَّل مَلَكًا يُبْلِغُنِي وَكُفِيَ أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ وَكُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا ) .. أخرجه البيهقي في الشعب برقم 1481 ..

وهذا الحديث من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ .. هو الذي طعن فيه الشيخ عبد الهادي رحمه الله في كتابه الصارم المنكي في الرد على السبكي رحمه الله .. وأحسبه لم يبلغه طريق الحديث عن أبو معاوية .. وهو طريق صحيح ولا ينكره إلا من جانبه الصواب بلا ريب .. أو غلبه التعصب لرأيه ..!!

* قال الشيخ الألباني على الحديث السابق بعد تخرجه : وجملة القول أن الشطر الأول من الحديث ينجو من إطلاق القول بوضعه لهذه المتابعة التي خفيت على ابن تيمية وأمثاله ..!!

السلسلة الضعيفة ج1 ص369 رقم 203

* قلت (خالد صاحب الرسالة) : ويقصد الشيخ الألباني أن نصف الحديث الأول وهو (من صَلَّى عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ نَائِيًا) له شواهد صحيحه .. وليس أن سند الحديث صحيح ..!!

* الخلاصة : مما سبق يتبين لك صحة حديث ( مَن صلَّى عليَّ عندَ قَبري سمِعتُهُ ومَن صلَّى عليَّ مِن بعيدٍ أُعلِمتُهُ ) .. وهو حجة قوية للقائلين بسماع النبي للزائرين بنفسه ، ورده عليهم بنفسه .. وهذه خصوصية تكريم لزيارتهم له بخلاف من جفاه وجحد زيارتة .. في حين كان يقدر على ذلك ..!!

* بعد ما سبق : ما هو رأيي الخاص في المسألة ؟

رأيي هو أنه لا خلاف من أساسه .. إلا مجرد خلط في الأمور وتعصبات فكرية لا طائل من ورائها سوى الشقاق في مسائل لا تحتمل خلاف .. !!

وإليك تفصيل ما أريد قوله لك ..

*******************************

..:: س58: كيف يتم تبليغ رد السلام عن طريق الملائكة – وكيف يسمعه البعض ؟ ::..

:: كيف يتم تبليغ الرسائل الروحانية من الملائكة ؟!! ::

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* اختلف العلماء على كون النبي يرد السلام بنفسه أم بواسطة .. حين الزيارة عند مقامه الشريف .. بل والبعض جعل أن النبي يرد السلام بنفسه دون واسطة للبعيد عنه .. !!

* ولكن المسألة لا تستدعي كل ذلك .. وكأن هناك خلط بين أمرين .. وهما رد السلام ، وتبليغ السلام ..!!

* فالنبي صلى الله عليه وسلم هو من قام بالرد في كل الأحوال ..

* وسواء كان يوجد واسطة كالملائكة في تبليغ سلام النبي أم لا توجد واسطة في التبليغ .. كما وصل صوت عمر إلى قائد جيشه في المعركة بدون واسطة .. !!

فوجود واسطة أو عدم وجودها .. ليس بالأمر المهم .. ليه ؟

* لأنه مهما كانت هناك واسطة .. فسيظل الذي رد السلام هو النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو المهم معرفته في المسألة ..

* وإليك توضيح أمر مهم جدا .. حتى تفهم حقيقة الرسائل الروحية وكيف يتم تبليغها .. بشيء من التبسيط .. من خلال فهم الآتي :

1- الحالة الأولى : أريد أن تفهم شيء مهم .. وهو أنه لو جاءك رسالة من رئيس الجمهورية .. فانت لا تنظر لحامل الرسالة .. وإنما تقول راسلني رئيس الجمهورية ..!!

كذلك الحال في القرآن .. فهو كتاب الله سواء منطوق أو مكتوب .. فأنت تقول هذا كلام الله .. بالرغم من أن وسيلة وصوله إليك هي جبريل عليه السلام إلى نبينا عليه الصلاة والسلام ثم إلينا ..!!

* ومما سبق لو كانت الملائكة تنقل رد سلام النبي إليك بصوتها هي .. فكأنه هو لازال النبي هو من رد السلام إليك بواسطة الملائكة ..!!

* وهذا يحدث مثلما يقول لك إنسان مؤمن صادق أن النبي يسلم عليك .. أو أنت ترى في الرؤيا أن النبي يرسل إليك سلامه ... أو ما شابه ذلك ..

* ومثال ذلك ما ذكره الإمام السخاوي رحمه الله .. عن بشرى خير بكتابه الذي كتبه عن الصلاة على النبي (قبل أن ينتهي منه) .. فقال :

وقد أخبرني بعض الثقات من أصحاب الشيخ أحمد بن رسلان وغيره من الأولياء المعتبرين .. ختم الله لنا وله بالصالحات .. أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وإنه أحضر إليه هذا الكتاب ووضعه بين يديه وأقره - صلى الله عليه وسلم - على ذلك في منام طويل .. فتزايد به سروري بذلك وترجيت حصول القبول له من الله تعالى ورسوله ومزيد الثواب في الدارين إن شاء الله تعالى .. 

فأكثر من ذكر نبيك باحسان وأدم الصلاة عليه بالجنان واللسان فإن صلاتك تبلغه وهو في ضريحه واسمك معروض على روحه - صلى الله عليه وسلم -.

القول البديع ص170

* مثال آخر : رؤية شيخ الأزهر (الشيخ عبد الحليم محمود) للنبي وتبشيره بالنصر للرئيس السادات .. قبل حرب أكتوبر1973 ..!! 

2- الحالة الثانية : لا مانع من أن تحمل الملائكة سلام النبي كما هو وترسله إليك .. فيكونوا وسيلة لنقل الصوت .. ومثال ذلك كالراديو الذي يعكس إشارة الصوت إليك ..

وأيضا يكونوا وسيلة لنقل الصورة إليك .. ومثال ذلك كالمرآة التي تعكس نور الشمس  ..

أو يكونوا وسيلة لنقل الصوت والصورة إليك .. ومثال ذلك كالهوائي الذي يستقبل وينقل إلى ريسيفر الدش الصوت والصورة ..!!

فافهم وأبصر الكلام جيدا الذي كتبته لك .. حتى ترفع الحجب عن عقلك وقلبك .. فتطهر قلبك من الأغيار وعقلك من الشك .. حتى تستقبل صوت وصورة ..!!  

* وبقدر ما ينفعل له قلبك من نورانية الإتباع .. بقدر ما سترى من نورانية الروح .. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..!!

************************

..:: انتبه للآتي وافهم .. فهذا تعليق على الحالات الروحية السابقة ::..

* اعلم أن هذه الحالات الروحية السابقة (كسماع قلبي أو رؤيا منامية) .. لا تحدث للغالبية من المؤمنين لأنها تحتاج محبة قلبية قوية للنبي مصحوبة باتباع .. ولكن هذه الحالات قد تحدث مرة في العمر أو مرتين أو أكثر .. وغالبا لا تحدث .. فلا تظن أنك محجوب .. لا .. أنت مخطيء تماما .. ليه ؟

* لأن الله قد يحجب عنك بعض الخصائص الروحية حتى لا تطمع في الأمور الروحية وتتعلق بها وتصبح عبادتك طمعا في العلاقات الروحية وليست طلبا لله .. فتكون أذيت نفسك بذلك وبعدت كثيرا عن طريق الله ..!!

* ولذلك الله يفعل معك الأفضل والأحسن والأصلح لحالك حتى لا تضل وتنحرف وتعتقد في نفسك أنك وليا لله وتزكي نفسك على الله فتأمن مكر الله .. فينقلب الأمر عليك بفتنة .. بعد أن كنت في حجاب اللطف .. فأنت لا تعلم أين الخير وأين الشر .. !!

فافهم ولا تنظر إلى ما أعطاه الله لغيرك .. فلعل عطاءه للأمور الروحية هي فتنة له واختبارا .. ولعل حجابك عن الأمور الروحية هي لطفا بك وصلاحا ..!!

* واعلم يقينا .. أن الكرامة كل الكرامة .. هي دوام الاستقامة مع الله .. ابتغاء مرضاة الله ..!!

******************************

..:: س59: في حال الكشف السمعي برد سلام النبي كيف يفرّق المُسلَّمُ أنّ السّلام هو منه يقينا صلّى الله عليه وسلّم وليس من تلبيس الشّيطان ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

جائني سؤال على ما سبق في حال لو أن المؤمن استشعر روحيا بقلبه سلام النبي عليه وكأنه سمع صوتا يرد عليه السلام .. فكيف يعلم يقينا أن هذا رد سلام من النبي ، وليس تلبيس وخدعة من الشيطان ؟

* الجواب على ما سبق .. يكون كما يلي :

1- ملحوظة هامة : لو النبي ساكن بحبه في قلبك .. فثق أن هذا الحب حجاب لأي شيطان .. ولا تلبيس حينئذ .. !!

2- وما تتكلم عنه يأتي عن رابطة روحية .. عن محبة قلبية غالبة على المؤمن تجاه النبي .. حتى يشعر وكأنه كحال النائم حينما يسمع رد السلام .. لأنه في هذه اللحظة يفقد الإحساس بالواقع ..

3- وحين حدوث (الرابطة الروحية) عن غلبة شوق ومحبة قلبية .. فثق تماما فيما وصلك من سماع .. ولا تشك .. لأنه هذه الرابطة تحدث عن لا إرادة منك .. ولا عن تفكير .. بل لأن قلبك في حالة شوق ومحبة ورغبة قوية في رؤيته أو سماعه .. وهي حالة روحية لها أثر في القلب .. وليس حالة سمعية بالأذن ..!!

  

***********************************

ثالثا

(العلاقة الدعائية)

..:: س60: هل الملائكة تدعو لمن يصلي على النبي ؟ ::..

( الملائكة تشفع .. ونرجو من الله أن يقبل)

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* في الحقيقة نجد صلاة الملائكة لنا .. ما هي إلا شفاعة حسنة قد جعلها الله لنا وسيلة في قبول المغفرة ونزول الرحمة على العبد المؤمن ..

* وقد ذكرنا سابقا أن صلاة الملائكة لعموم الناس هي الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة .. ودليل ذلك .. قول النبي صلى الله عليه وسلم ( صلاةُ الجميعِ تزيدُ على صلاتِه في بيتِه ، وصلاتِه في سُوقِه ، خمسًا وعشرين درجةً ، فإن أحدَكم إذا توضَّأ فأحسنَ , وأتى المسجدَ ، لا يُريدُ إلا الصلاةَ ، لم يخطُ خُطْوةً إلا رفعَه اللهُ بها درجةً ، وحطَّ عنه خَطيئةً ، حتى يَدخُلَ المسجدَ ، وإذا دخل المسجدَ ، كان في صلاةٍ ما كانت تَحْبِسُه ، وتُصلِّي عليه الملائكةُ ، ما دام في مجلِسِه الذي يُصلي فيه : اللهم اغفرْ له ، اللهم ارحمْه، ما لم يُحْدِثْ فيه ) . رواه البخاري

وفي رواية .. ( الملائكةُ تصلِّي على أحدِكم ، ما دام في مُصَلَّاه الذي صلَّى فيه ، ما لم يُحدِثْ فيه ، تقولُ اللهم اغفِرْ له، اللهم ارحَمْه ) . رواه البخاري ..

* وعلى هذا يتم فهم صلاة الملائكة ودعائهم لمن يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم .. وإليك الدليل على دعائهم لمن يصلون على النبي ..

1- جاء في الحديث عن عامر بن ربيعه عن أبيه عن النبي قال ( مَا صَلَّى عَلَيَّ أَحَدٌ صَلَاةً ، إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ ) رواه أحمد برقم 15689 ، واخرجه ابن أبي شيبة 11/507 .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند : سند حسن .. وكذلك ذكره الألباني بسند حسن في صحيح الجامع .

2- جاء في الحديث .. عن سهل بن سعد قال ( خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا بأبي طلحةَ ، فقام إليه فتلقَّاه ، فقال : بأبي أنت وأمِّي يا رسولَ اللهِ .. إنِّي لأرَى السُّرورَ في وجهِك ، قال : أجل إنَّه أتاني جبريلُ آنفًا ، فقال : يا محمَّدُ من صلَّى عليك مرَّةً – أو قال واحدةً – كتب اللهُ له بها عشرَ حسناتٍ ، ومحا عنه بها عشرَ سيِّئاتٍ ، ورفع له بها عشرَ درجاتٍ ، وصلَّت عليه الملائكةُ عشرَ مرَّاتٍ )  أخرجه البغوي .. وقال الإمام السخاوي عنه : قد جزم شيخنا بأن الحديث حسن .. (راجع القول البديع ص118) .. يقصد بشيخه الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني .. رضي الله عن الجميع ..

3- عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من صلى علي صلاة ؛ صلى الله وملائكته عليه عشراً، فليكثرعبد أو ليقل ). أخرجه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " (33/ 34) .. فالحديث (أي حديث بن عمر) حسن على الأقل بشاهدين له مخرجين في " الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لإسماعيل القاضي (رقم 3، 6) (راجع الألباني في الضعيفة ج14 ص314 .. مختصرا في كلامه .)

4- عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: ( دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ مِنْ بِشْرِهِ وطَلَاقَتِهِ شَيْئًا لَمْ أَرَهُ عَلَى مِثْلِ تِلْكِ الْحَالِ قَطُّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُكَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ قَطُّ فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعَنْي يَا أَبَا طَلْحَةَ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آنِفًا فَأَتَانِي بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّي قَالَ: إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ أُبَشِّرُكَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ يُصَلِّي عَلَيْكَ صَلَاةً إِلَّا صَلَّى اللهُ وَمَلَائِكَتُهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ) أخرجه الطبراني في الكبير برقم 4719 .. بسند حسن ..

***********************

..:: س61: هل الملائكة تسلم عليك حينما تسلم على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

في الحديث عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ طَيِّبَ النَّفْسِ حَسَنَ الْبِشْرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُكَ أَطْيَبَ نَفْسًا مِنْكَ الْيَوْمَ، فَقَالَ: «وَمَا يَمْنَعَنْي وَالْمَلِكُ خَبَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَنَا ومَلَائِكَتِي عَشْرًا، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ أَنَا ومَلَائِكَتِي عَشْرًا» رواه الطبراني في الكبير برقم 4718 .. ولكن يعتبر حديث ضعيف لوجود "جسر بن فرقد" في سنده وهو راو ضعيف .. ولذلك لم استدل به في السؤال السابق في إثبات صلاة الملائكة علينا من خلال الصلاة على النبي ..!!

* ولكن جاء أن من يسلم على النبي .. فالله يسلم عليه عشرا .. فعن زيد بن سهل الأنصاري : (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جاءَ ذاتَ يومٍ وَالْبُشْرَى في وجهِه فقلنا إنَّا لنرى الْبُشْرَى في وَجْهِك .. فقالَ : أنَّهُ أتاني الملَكُ فقالَ يا محمَّدُ إنَّ ربَّكَ يقولُ أما يُرضيكَ أنَّهُ لا يُصلِّي عليكَ أحدٌ إلَّا صلَّيتُ عليهِ عشرًا ، ولا يُسلِّمُ عليكَ أحدٌ إلَّا سلَّمتُ عليهِ عشرًا ) .. صحيح النسائي .. بسند حسن .

* وعن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنى لقيت جبريل عليه السلام .. فبشرنى وقال: إن ربك يقول لك: من صلى عليك .. صليت عليه .. ومن سلم عليك سلمت عليه .. فسجدت لله شكراً) أخرجه أحمد بسند حسن .. والحديث له طرق ضعيفه .. وله طرق حسنه .. راجع ما ذكره الألباني في ارواء الغليل ج2 ص229 .. فانتبه ..!!

* وكذلك النبي يرد عليه السلام على من سلم عليه .. فعن أبي هريرة عن النبي قال ( ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليِّ إلَّا ردَّ اللهُ إليَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السَّلامَ ) صحيح أبي داوود .

* ولكن لماذا لم تأت الروايات بأن الملائكة تسلم علينا عشرا حينما نسلم على النبي ؟

**************************

..:: 62: لماذا لم تأت الروايات بأن الملائكة تسلم علينا عشرا ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

1- قد يكون المعنى مفهوم .. من سياق عموم الأحاديث ... لأنه إذا كان الله يصلي ويسلم .. فما المانع أن يجعل ملائكته تصلي وتسلم عليك ..؟!!

وليس معنى ثبوت رواية صحيحة بذلك فهو دليل على أن الملائكة لا تسلم عليك لما تسلم على النبي ... وإليك دليل الإثبات بطريق آخر ..

2- بل أن الملائكة تسلم عليك يقينا .. في الحديث عن صفوان بن عبد الله عن النبي قال ( دعوةُ المسلمِ لأخيه ، بظهرِ الغيبِ ، مُستجابةٌ . عند رأسِه ملَكٌ مُوكَّلٌ . كلما دعا لأخيه بخيرٍ ، قال الملَكُ الموكلُ به : آمين . ولكَ بمِثل ) رواه مسلم .

* فإذا أنت كنت تدعو مصليا ومسلما على النبي .. أفلا يقول لك الملك : ولك بمثل ما دعوت ..؟!!

3- ولما كانت الصلاة على النبي والسلام عليه .. من الأعمال الحسنة التي يحبها الله .. والحسنة بعشر أمثالها كما قال تعالى (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) الأنعام160 ...

* فلا حرج أن يكون السلام على النبي من كراماته أن يرد الملاك عليه عشر مرات سلامك على النبي ..

******************************

..:: س63: هل الملائكة لها أجر حينما تصلي على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

لا .. الملائكة ليس لها أجر .. لأنه ليس عليها تكليف بالأوامر والنواهي الشرعية .. فلا يوجد ثواب لهم ولا عقاب عليهم .. وإنما صلاتهم على النبي هي عن أمر الله لهم بذلك .. والله أمرهم بذلك تشريف لمقام النبي في الملأ الأعلى ..

* فكما أوصى النبي دائما المؤمنين بالصلاة والذكر كعبادة إلى الله .. فكان له الجزاء بدوام ذكره والصلاة عليه في أهل السماء وأهل الأرض المؤمنين ..

* فالنبي أوصى المؤمنين بدوام الصلاة إلى الله .. والله أوصى ملائكته بدوام الصلاة على النبي .. فجزاء الإحسان يكون الإحسان ..!! 

********************************

..:: س64: هل الصلاة على النبي تحضرها الملائكة ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* اعلم أن الصلاة على النبي بما أنها ذكر ودعاء إلى الله .. فإن الملائكة تحضرها .. كما في الأحاديث التالية .. وطالما الملائكة تحضرها .. فالسكينة تصاحبهم ويدعون للذاكرين بلا ريب .. !!

فكانت الصلاة على النبي سببا لحضور الملائكة معك تصاحبك .. ولا يخفى ما في ذلك من الكرامة لك وعليك .. ويكفي أنها أرواح طاهرة وأنوار ربانية حقا ..!!

* والدليل على حضور الملائكة حولك .. وقت الصلاة على النبي خاصة والذكر بصفة عامة ..

1- جاء في الحديث عن عامر بن ربيعه عن أبيه عن النبي قال ( مَا صَلَّى عَلَيَّ أَحَدٌ صَلَاةً ، إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ ) رواه أحمد برقم 15689 ، واخرجه ابن أبي شيبة 11/507 .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند : سند حسن .. وكذلك ذكره الألباني بسند حسن في صحيح الجامع .

2- عن عبد الله بن مسعود عن النبي قال :(إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يُبلِّغوني عن أُمَّتي السَّلامَ) .. رواه بن حبان بسند صحيح ..

3- عن أبي هريرة عن النبي قال : ( إن لله ملائكةً سيَّاحين في الأرضِ .. فضلاً عن كُتَّابِ الناسِ فإذا وجدوا أقوامًا يذكرون اللهَ تنادوْا هلُمُّوا إلى بُغيتِكم فيجيئون فيحُفُّون بهم إلى السماءِ الدنيا فيقولُ اللهُ : أيِّ شيءٍ تركتم عبادي يصنعون فيقولون تركناهم يحمدونَك ويمجدونَك ويذكرونَك . قال فيقولُ : هل رأوْني فيقولون لا قال فيقولُ : كيف لو رأوْني . قال فيقولونُ لو رأوْك لكانوا أشدَّ تحميدًا وأشدَّ تمجيدًا وأشدَّ لك ذكرًا .. قال فيقولُ وأيُّ شيءٍ يطلبون . قال فيقولون : يطلبون الجنةَ . قال فيقولُ : فهل رأوْها . قال فيقولون : لا. قال فيقولُ : فكيف لو رأوْها . قال فيقولون : لو رأوْها لكانوا أشدَّ لها طلبًا وأشدَّ عليها حرصًا . قال فيقول : فمن أيِّ شيءٍ يتعوذون . قالوا : يتعوَّذون من النارِ . قال فيقولُ : فهل رأوْها . فيقولون : لا . فيقولُ : فكيف لو رأوْها . فيقولون : لو رأوْها لكانوا أشدَّ منها هربًا وأشدَّ منها خوفًا وأشدَّ منها تعوُّذًا . قال فيقولُ : فإني أُشهدُكم أني قد غفرتُ لهم . فيقولون إن فيهم فلانًا الخطاءَ لم يُردْهم إنما جاءَهم لحاجةٍ . فيقولُ هم القومُ لا يَشقى لهم جليسٌ ) رواه الترمذي بسند صحيح .

* مما سبق تجد أمور مهمة وهي :

1- أن الملائكة تظل تدعو لك طالما أنت تصلي على النبي .. وهذا دليل دوام حضورها معك وأنت تصلي على النبي .

2- أن الذاكرين لله في الحديث .. كانوا يذكرون تمجيدا كما في قول الملائكة ( وجدوا أقوامًا يذكرون اللهَ ) (يحمدونَك ويمجدونَك ويذكرونَك) .. وكان من ذكر الذاكرين أنهم يدعون الله كما في قول الملائكة (يطلبون الجنةَ) (يتعوَّذون من النارِ) ..

فلفظ الذاكرين قد شمل وصفهم الذين يذكرون تمجيدا .. والذين يذكرون دعاءً ..!!

فالذي يقول بعد ذلك أن الصلاة على النبي ليست ذكرا لله .. فقد ضل تماما عن التوفيق ..!!

3- أن الملائكة السياحيين في الأرض في الحديث السابق الخاص بمجالس الذكر .. طلبا للذاكرين .. قد جاء وصفهم أيضا فيما يبلغ الصلاة والسلام للنبي أيضا .. فتبين من ذلك أن الصلاة على النبي هي ذكر بلا ريب .. إضافة لما ذكرناه في السؤال رقم (16) ..

* يبقى مما سبق تفهم أن الصلاة على النبي تحضرها الملائكة .. لأنها ذكر لله .. وتقوم الملائكة بتبليغها للنبي صلى الله عليه وسلم ..

فلا تشك في حضور الملائكة معك طالما كنت مصليا على النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

  

**************************************

..:: الفصل الرابع عشر ::..

******************************

يتبع إن شاء الله تعالى

****************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..