ج11: رسالة شرح الصلاة والسلام على النبي - هل النبي يسلم عليك كلما سلمت عليه - هل صلاتك وسلامك يصلان إلى النبي من أي مكان في العالم - هل إرسال السلام إلى النبي مع من يزور النبي يعتبر بدعة آثمة - آراء علماء المسلمين في مسألة توصيل السلام للنبي - ما معنى قول النبي (لا تجعلوا بيوتكم قبورا) - ما معنى قول النبي (لا تجعلوا قبري عيدا) .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

" شرح الصلاة والسلام على خير الأنام

النبي الأمي محل التجلي والإنعام "

***************

رؤية جديدة في فهم الصلاة على النبي

مفاهيم تجعل قلبك يصلي على النبي

بتذوق إيماني جديد وإحساس مختلف

تذوقات قلبية وإشراقات روحية

وتحقيق مسائل مهمة جدا

تزيدك قربا وحبا للنبي

" الجزء الحادي عشر "

* فهرس :

:: الفصل الرابع عشر ::

1- س66: هل النبي يسلم عليك كلما سلمت عليه ؟

2- س68: هل صلاتك وسلامك يصلان إلى النبي من أي مكان في العالم ؟

3- س69: هل إرسال السلام إلى النبي مع من يزور النبي يعتبر بدعة آثمة ؟

4- آراء علماء المسلمين في مسألة توصيل السلام للنبي ؟

5- قالوا الدليل: أن الصحابة لم يرسلوا السلام للنبي ؟

6- أيها المسلم : كن عالما بدينك ولا تدع أحد يخدعك بالفتوى ؟

7- س70: ما معنى قول النبي (لا تجعلوا بيوتكم قبورا)  ؟

8- س71: ما معنى قول النبي (لا تجعلوا قبري عيدا) ؟

 *********************

* بسم الله .. والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. الجزء الحادي عشر من رسالة شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

* وفي هذا الجزء نتكلم عن شيء مهم جدا خاص بالصلاة على النبي .. عن معان تتعلق بالسلام على النبي ومنها مسألة .. هل يجوز إرسال السلام إلى النبي ؟

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

*********************

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تملأ قلوبنا نورا

ولا تجعلها قبورا

وعلى آله وسلم

**************************************

..:: الفصل الرابع عشر ::..

:: مسائل تتعلق بالسلام على النبي ::

******************************

..:: س67 : هل النبي يسلم عليك كلما سلمت عليه ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

لا تشك طرفة عين في أن النبي يسلم عليك كلما سلمت عليه ..

1- فعن أبي هريرة عن النبي قال ( ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليِّ إلَّا ردَّ اللهُ إليَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السَّلامَ ) صحيح أبي داوود .

2- وعن عبد الله بن مسعود قال ( إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يُبلِّغوني عن أُمَّتي السَّلامَ ) ورواه الإمام أحمد والنسائي وبن حبان بسند صحيح ..

*********************************

..:: س68: هل صلاتك وسلامك يصلان إلى النبي من أي مكان في العالم ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

نعم بالتأكيد صلاتك تصل للنبي مع أي مكان في العالم ..

1- فعن أبي هريرة عن النبي قال : ( لا تَجعَلوا بُيوتَكم قُبورًا ، ولا تَجعَلوا قَبْري عيدًا ، وصلُّوا علَيَّ ؛ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم ) صحيح أبو داوود .

2- وعن أبي بكر الصديق عن النبي قال (أكثِروا الصَّلاةَ عليَّ ، فإنَّ اللهَ وكَّلَ بي مَلَكًا عندَ قبري ، فإذا صلَّى عليَّ رجلٌ مِن أُمَّتي قال لي ذلكَ الملَكُ : يا محمَّدُ إنَّ فلانَ ابنَ فلانٍ صلَّى عليكَ السَّاعةَ) أخرجه الديلمي في الفردوس – وقال الألباني عنه أنه حسن بشواهده .. وذكره في الصحيحة برقم1530 وفي صحيح الجامع برقم1207 .. وذكر الشيخ الألباني شاهدا للحديث السابق وهو .. من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله ملكا أعطاه أسماع الخلائق، فهو قائم على قبري، إذا مت، فليس أحد يصلي علي صلاة إلا قال: يا محمد صلى عليك فلان بن فلان، قال: فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك بكل واحدة عشرا ) رواه أبو الشيخ ابن حيان وأبو القاسم التيمي في " ترغيبه " (209 / 2) ، والحارث في " مسنده " ، وابن أبي عاصم ، والطبراني في " معجمه الكبير " ، وابن الجراح في " أماليه ".

راجع الصحيحة ج4 ص44 برقم حديث 1530

*******************************

..:: س69: هل إرسال السلام إلى النبي – مع من يزور النبي - يعتبر بدعة آثمة ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

لم أجد في كتب السلف والفقهاء أن إرسال السلام للنبي أنه بدعة آثمة .. إلا في خلال هذا القرن من خلال بعض من خلطوا المسائل على بعضها فأخطأوا .. لأنهم قد ظنوا أن الذي يرسل السلام لديه عقيدة أن السلام لا يصل للنبي من أي مكان في العالم ..!!

* وهذا أمر لا يقول به مسلم عارف بدينه .. إلا من لم يبلغه العلم بذلك .. فحينئذ يتم تعريفه بحديث النبي  .. وليس نقوم بتأثيمه ..!!

* أولا : من خرافات الفتوى :

يبقى الذين قالوا أن إرسال السلام للنبي .. هو بدعي بمعنى آثم .. قد خلطوا وأخطأوا في ظنهم ..

* ومن العيب والخطأ بل من أذية المسلمين .. تبديع المسلم لتأثيمه وجعله يشعر أنه ارتكب أمر محرم .. دون دليل إثبات يدل على ذلك .. (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) الأحزاب58 .. !!

* نعم النبي قال : (فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم) أبو داوود ..، وفي رواية أبو يعلى (فإنَّ تَسْلِيمَكُمْ يَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ) أخرجه أبو يعلى (469) ..

* فليس معنى أن النبي قال ما سبق .. فهذا معناه عدم إرسال السلام مع أحد إليه .. ؟!! فأين الدليل فيه على النهي ..؟!!

* بل الحجة ملزمة عليكم .. لأن النبي يقول (أينما كنتم) (حيثُ كنتم) .. يعني يبلغه السلام والصلاة عليه .. من أي مكان في العالم بداية من وقوفك أمامه وحتى آخر مكان في العالم .. يعني سواء كان هذا الشخص الذي يسلم عليه واقف أمامه أم جالس في بلده ...!!

* فكون إنسان مسلم أرسل سلامه للنبي مع شخص آخر .. فهذا بمثابة توكيل له بذلك .. أن يسلم على النبي .. وكأن الراسل واقف أمام النبي في هيئة الوكيل الذي أوصاه بذلك .. وبالتالي أصبح هذا مكان الراسل في هذه اللحظة (عن طريق نائبه في تبليغ السلام) .. وبذلك لا يوجد بدعة إلا في توهم عقل من قال بذلك لعجزه عن الفهم والإدراك ..!!

* ثانيا- من خرافات الفتوى :

أما عن قول من قال أن السلام على النبي عبادة .. ولا يصح أن يفعلها غير الذي يسلم بنفسه .. ؟!!

فهذا أمر مضحك فعلا يدل على جهالة قائله .. فعلى هذا الفكر الخاطيء .. فلا يصح توكيل الآخر بالتصرف في الصدقة .. في حين هي عبادة ؟ ولا يصح توكيل الآخر لذبح الأضحية .. في حين هي عبادة ؟

هل تصدق أنه يوجد عقول تقول بذلك ..؟!!

* وعموما في كتب الفقه بلا استثناء .. أنه يجوز إرسال السلام للغير وكأنه توكيل أو نيابة منك .. ولا كراهة ولا تحريم ولا خرافات من تلك التي ابتدعها قائل هذه الفتوى ..!!

* قال شهاب الدين الرملي الشافعي رحمه الله (المتوفى: 957هـ):

(سُئِلَ) عَنْ إرْسَالِ السَّلَامِ لِلْغَائِبِ هَلْ يَكْفِي فِيهِ سَلِّمْ لِي عَلَى فُلَانٍ، وَالرَّسُولُ وَكِيلٌ فَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ فُلَانٍ أَوْ فُلَانٌ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَمْ لَا بُدَّ مِنْ صِيغَةِ السَّلَامِ وَهَلْ الْكِتَابَةُ كِنَايَةٌ بِالسَّلَامِ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّلَفُّظِ أَمْ تَكْفِي وَيَجِبُ بِهَا الرَّدُّ؟

(فَأَجَابَ) بِأَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ صِيغَةِ السَّلَامِ وَلَوْ مِنْ الْوَكِيلِ لَفْظًا أَوْ كِتَابَةً وَيَجِبُ الرَّدُّ فِي الْأُولَى بِاللَّفْظِ وَفِي الثَّانِيَةِ بِهِ أَوْ بِالْكِتَابَةِ.

(سُئِلَ) هَلْ يَكْفِي سَلِّمْ عَلَى فُلَانٍ كَمَا فِي الْمَجْمُوعِ أَمْ لَا كَمَا أَفْتَيْتُمْ بِهِ؟

(فَأَجَابَ) بِأَنَّهُ يَكْفِي سَلِّمْ لِي عَلَى فُلَانٍ كَمَا فِي الْمَجْمُوعِ أَيْ؛ لِأَنَّ الْمُرْسِلَ جَعَلَ الرَّسُولَ نَائِبًا عَنْهُ فِي إتْيَانِهِ بِصِيغَةِ السَّلَامِ فَيَقُولُ مَثَلًا السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ فُلَانٍ؛ لِقَوْلِهِمْ وَصِيغَةُ ابْتِدَاءِ السَّلَامِ كَذَا وَكَذَا وَلَمْ يَسْتَثْنُوا مِنْهَا مَسْأَلَةَ الْغَائِبِ .

فتاوى الرملي ج4 ص49-50

* مما سبق تعرف أن ارسال السلام بصفة عامة هو أمر عادي جدا في كتب الفقه وله مسائله ... وكلام العلماء فيه لا يختلف عما ذكره الإمام الرملي ..!!

* يبقى هنا العقل يتوقف ويسأل :

لماذا يحلو لأصحاب هذه الفتاوى إيجاد فتنة بين المسلمين بتأثيم الناس وكأنها رغبة نفسية فيهم لتحقير الآخر .. مستمتعين برؤية الآخر وهو يتألم من عذاب الضمير من خلال إيهامه أنه آثم .. !!

وأين الدليل على هذا التأثيم ؟ ..

لا دليل .. سوى أن الشيخ فلان قال : هذه بدعة ..!!

* وطالما الأمر أصبح كذلك .. على أنه كلام مشايخ  .. وجعل صاحب الفتوى من كلام شيخه وسيلة لجعل المسلم المرسل السلام للنبي هو بدعي آثم .. وليس عن دليل إثبات ..!! ولذلك قد علمنا منه أنه فاسد الفتوى وغير أمين في علمه مدلس .. وقد كذب ..!!

قال تعالى : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) النحل116 ..

* وإليك صديقي المسلم ما قاله بعض أئمة السلف .. والذي لا أعرف لماذا حجبها صاحب الفتوى .. هل عمدا أم جهلا ..؟!! .. ولو كان عمدا .. فهل كان يريد تسييس الناس على بدعته الفقهية الخاصة .. أم لرغبته في تأثيم عباد الله كما كان يفعل الخوارج .. وإلا فلماذا لم يذكر كلام العلماء في المسألة واكتفى بكلام مشايخه فقط .. متجاهلا كلام علماء المسلمين ..!!

* يا ترى ماذا قال علماء المسلمين ؟

*************************************

..:: آراء علماء المسلمين في مسألة توصيل السلام للنبي ::..

 * قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

إليك جملة مما ذكره علماء المسلمين باختلاف مذاهبهم ومشاربهم .. إلا أنهم اتفقوا على أنهم علماء صدقوا في علمهم ..!!

1- قال الإمام  محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ):

وَإِنْ كَانَ قَدْ أُوصِيَ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ الله من فلان بن فُلَانٍ وَفُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ يُسَلِّمُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ نَحْوَ هَذِهِ الْعِبَارَةِ .

 المجموع شرح المهذب ج ص274

2- قال الإمام مجد الدين أبو الفضل الحنفي (المتوفى: 683هـ) في أداب الزيارة .. وبعد أن ذكر البعض منها .. إلى أن قال :

وَيُبَلِّغُهُ سَلَامَ مَنْ أَوْصَاهُ فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ، يَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى رَبِّكِ فَاشْفَعْ لَهُ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ .

 الاختيار لتعليل المختار ج1 ص176

3- قال الإمام الطحاوي الحنفي رحمه الله توفي 1231 هـ - في شرح النص السابق :

قوله: "ويبلغه سلام من أوصاه" ذكروا أن تبليغ السلام واجب لأنه من أداء الأمانة .

حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص749

4- قال الشيخ برهان الدين ابراهيم بن فرحون المدني المالكي (المتوفى: 799 هجرية) في آداب الزيارة :

فإِن كان أحد أوصاه بالسلام ، قال: السلام عليك يا رسول الله من فلان ..

فقد روي أن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - كان يوصي بذلك . وفي الشفا للقاضي عياض: إِنَّه كان يُبْرِدُ البريد من الشام بالسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - .

 إرشاد السالك إلى أفعال المناسك ج2 ص762

5- وفي الفتاوى الهندية المكتوب في (1118 هجرية) وهو جمع من أكابر علماء الهند في ذلك الوقت .. وهو فتاوى على المذهب الحنفي .. جاء فيها من آداب الزيارة :

وَيُبَلِّغُهُ سَلَامَ مَنْ أَوْصَاهُ فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ يَسْتَشْفِعُ بِكَ إلَى رَبِّكَ فَاشْفَعْ لَهُ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ .

الفتاوى الهندية ج1 ص266

6- قال العلامة سليمان بن عمر البيجرمي الشافعي رحمه الله الشافعي (المتوفى: 1221هـ):

قَالَ الْعَلَّامَةُ حَجّ فِي الْجَوْهَرِ الْمُنَظَّمِ: يُسَنُّ لَهُ إذَا أَوْصَاهُ أَحَدٌ بِالسَّلَامِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُولَ: السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ أَوْ فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ يُسَلِّمُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنْ الْعِبَارَاتِ.

حاشية البجيرمي على الخطيب ج2 ص448

7- قال الشيخ مصطفى بن سعد الدمشقي الحنبلي (المتوفى: 1243هـ) :

(وإذَا أَوْصَاهُ أَحَدٌ بِالسَّلَامِ، فَلْيَقُلْ: السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ) وَيُبَلِّغُهُ وُجُوبًا إنْ تَحَمَّلَهُ لِيَخْرُجَ مِنْ عُهْدَتِهِ .

مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى ج2 ص442

8- وقال الشيخ محمود خطاب السبكي رحمه الله (المتوفى: 1352هـ) .. في آداب كيفية الزيارة :

ويبلغ سلام من أوصاه بتبليغ سلامه، فيقول: السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان، أو فلان ابن فلان يسلم عليك يا رسول الله.

الدين الخالص ج9 ص330

9- وقال الإمام عبد الرحمن الجزيري رحمه الله  (المتوفى: 1360هـ) .. في جزء التأدب لزيارة النبي وما يقول حينما يقف أمام النبي .. فقال رحمه الله :

السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك رسول الله، فقد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في أمر الله حتى قبض الله روحك حميداً محموداً، فجزاك الله عن صغيرنا وكبيرنا خير الجزاء، وصلى عليك أفضل الصلاة وأزكاها، وأتم التحية وأنماها، اللهم اجعل نبينا يوم القيامة أقرب النبيين، واسقنا من كأسه، وارزقنا من شفاعته، واجعلنا من رفقائه يوم القيامة، اللهم لا تجعل هذا آخر العهد بقبر نبينا عليه السلام وارزقنا العود إليه يا ذا الجلال والإكرام، ولا يرفع صوته ولا يخفضه كثيراً، ويبلغه سلام من أوصاه فيقول: السلام عليك يا رسول الله من فلان ابن فلان يتشفع بك إلى ربك، فاشفع له ولجميع المسلمين

الفقه على المذاهب الأربعة ج1 ص640

10- جاء في الموسوعة الكويتية التي ظهرت بشكلها النهائي تقريبا عام (1426هجرية - 2005م) وهي موسوعة قام بها مجموعة من خيار علماء المسلمين من شتى البلدان بدعم من دولة الكويت .. وجاء فيها في صفة زيارة النبي :

وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَوْصَاهُ بِالسَّلاَمِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَقُل: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُول اللَّهِ مِنْ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ، أَوْ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ يَا رَسُول اللَّهِ، أَوْ مَا شَابَهُ ذَلِكَ.

الموسوعة الكويتية ج24 ص87 – وكذلك انظر ج25 ص173

* فلم ينكر أحد من الفقهاء إرسال السلام لأحد فضلا عن النبي .. بل هو يعتبر أمانة كما قال الطحاوي رحمه الله .. والله أعلم ..

* أما من يقول هذا ليس فعل الصحابة ..!!

فهذا دليل سخيف يدل على ضآلة قائله حتى يستبيح به تأثيم المسلم ..!!

*******************************

(تابع خرافات الفتوى)

..:: قالوا الدليل: أن الصحابة لم يرسلوا السلام للنبي ؟ ::..

ثالثا :- تابع خرافات الفتوى :

وكأنهم كانوا حاضرين مع الصحابة في أفعالهم كما كان الصحابة حاضرون مع النبي في كل أوقاته ..!!

* ورحم الله الإمام بن القيم حينما قال عن ثواب وصول القراءة للميت .. فقال :

وَالْقَائِل أَن أحدا من السّلف لم يفعل ذَلِك .. قَائِل مَالا علم لَهُ بِهِ فَإِن هَذِه شَهَادَة على نفي مَا لم يعمله فَمَا يدريه أَن السّلف كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك وَلَا يشْهدُونَ من حضرهم عَلَيْهِ .. بل يَكْفِي اطلَاع علام الغيوب على نياتهم ومقاصدهم لَا سِيمَا والتلفظ بنية الإهداء لَا يشْتَرط ..

كتاب الروح ص142 ..

رابعا :- تابع خرافات الفتوى :

 بل والأضل سبيلا هو أني وجدت من يستبيح حديث النبي لإرهاب الناس وتخويفهم من إرسال سلامهم للنبي .. فاستباح فيهم تأثيمهم بحديث النبي ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) .. لإنزال الإرهاب في نفوسهم .. دون دليل إثبات بالنفي لفعلهم أو النهي عنه .. بل الدليل ثابت على السلام على النبي .. !!

فجعل من علمه بحديث النبي وسيلة لإرهاب المسلم لأنه يرى ذلك بمزاجه وهواه .. وليس بالدليل الشرعي ..!!

فأي جرأة على الفتوى .. وأي استباحة لحديث النبي .. وأي قلب هذا الذي تجرأ بتأثيم المسلم لمجرد إرسال سلامه للنبي .. وهو أمر مباح لا معارض له في الشرع ..!!

قال تعالى : ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) النحل116 ..

 

* وليته يقول في المسألة أنها أمر لم نجد له دليل ، أو القلب لا يطمئن لفعله .. ويكتفي بذلك .. بل يقول بدعة .. ويريد بذلك تأثيمك .. أي أنت آثم ومذنب لو أرسلت سلامك للنبي مع الذي سيذهب لزيارته .. ؟!!

* فجعل من نفسه مشرِّع للعقوبة الإلهية التي يراها تحلو له .. دون أن يقول الله ورسوله بذلك .. بل ولم يقل أحد من الصحابة بذلك ..؟!!

فمن أين جاء هذا المفتى بهذه العقوبة الإلهية .. وهي أن مرسل السلام للنبي هو بدعي آثم ؟

جاء بها من قول شيخ قال ذلك .. بالشوق والهوى .. وليس بالدليل والإثبات ..!!

* سبحانك يارب .. فهذا بهتان عظيم .. ونعوذ بالله من الهوى ..!!

******************************

..:: أيها المسلم : كن عالما بدينك ولا تدع أحد يخدعك بالفتوى ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* وختاما أقول لكل مسلم يرى فتوى فيها استباحة له بالتأثيم .. دون  دليل شرعي سوى أن الشيخ فلان قال والشيخ علان قال .. فاعلم الآتي :

1- كل ما ليس عليه دليل إلا اجتهاد شيخ فقط بلا دليل .. فهو مجرد الظن .. والظن لا يغني عن الحق شيئا .. والذي يؤثِّم الناس بأنهم يفعلون حراما بلا دليل شرعي فهو الآثم لأنه يكون قد حرَّم بهواه .. وأتي بشرع لم يأتي به الله .. فأين دليل التحريم والتأثيم .. !!

فإن لم يكن له دليل إلا ظنه وهواه فقد اعتدى على الشرع .. وقال على الله قولا زورا .. يقول تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) الأعراف33 .. فلما تقولون على الله في دينه ما لم يقل به .. وتعتدوا على الناس بأحكام في مسائل لم يقل بها الله ورسوله بنهي أو تحريم .. وتؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا .. (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً) الأحزاب58 .. فما أجرأكم على الفتوى ..!!‎

2- ومن كانت حجته عدم فعل الصحابة .. فقد تبين لنا أنه فقد الحجة والدليل .. بل واعتدى على كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه بذلك أثبت أن عدم فعل الصحابة هو وحي ملزم للمسلم .. وهذا لا يظنه إلا جاهل أو أحمق ..!!

3- ومن كانت حجته أن الرسول لم يقل بذلك .. فيكفينا ردا عليه .. من كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء - رحمةً لكم غير نسيانٍ - فلا تبحثوا عنها)) ؛ حديث حسن ، رواه الدارقطني وغيره.

* ومعنى ( وسكت عن أشياء) : أي لم يحكم فيها بوجوب أو حرمة؛ فهي شرعًا على الإباحة الأصلية.

* الخلاصة : طالما لا يوجد نص في المسألة .. ولا معارض لها شرعا .. فلا يجعل بعض المشايخ من أنفسهم نائبون عن الله في الحكم على الناس .. ويقرون عقوبات إلهية لم يذكرها الله ورسوله .. وإنما هي محض اتباع للهوى .. وحسبه ما أفتى به في عنقه يوم القيامة .. !!

* فلا تخاف يا مسلم من فتاوى التبديع أوالتكفير .. لأنه طالما كانت الفتوى قائمة على أن الشيخ فلان قال ، والشيخ علان قال .. ولا يوجد حكم لله ورسوله أو ما يرشد لذلك بكلام وجيه وعقل ذو قياس سوي مستقيم .. فلا تقبل هذه الفتاوى .. لأنها حينئذ  فتوى قائمة على عصبية مُنَتَّنة في قلب قائلها .. !! 

فلا تقبل فتوى إلا بنص قاطع وبرهان صادق ..!!

واعلم أنك مسئول أمام الله عما تنشره من علم ..!!

****************************

..:: س70: ما معنى قول النبي (لا تجعلوا بيوتكم قبورا)  ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* عن أبي هريرة عن النبي قال : ( لا تَجعَلوا بُيوتَكم قُبورًا ، ولا تَجعَلوا قَبْري عيدًا ، وصلُّوا علَيَّ ؛ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم ) صحيح أبو داوود

* ما معنى (لا تجعلوا بيوتكم قبورا) ؟

1- أي لا تجعلوها خالية من ذكر الله وطاعته .. وذلك بأداء صلاة النافلة فيها وقراءة القرآن وعموم ذكر الله كالباقيات الصالحات .. وفي ذلك ما يؤيده من كلام النبي حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً ) رواه البخاري

، وكقوله صلى الله عليه وسلم ( مثلُ البيتِ الذي يذكر اللهَ فيه ، والبيتِ الذي لا يُذكَرُ اللهَ فيه ، مثلُ الحيٍّ والميِّتِ ) رواه مسلم ..

2- وقيل معناه :  لا تدفنوا موتاكم في بيوتكم ..  وقال الإمام الطحاوي أن النبي دفن في بيته .. فقال بعض العلماء ردا عليه .. أن هذه خصوصية للنبي لما جاء في الحديث (ما قُبِضَ نبي إلَّا وَدُفِنَ حيث يُقْبَض) رواه بن ماجه ..

قلت (خالد صاحب الرسالة) .. وهذا السند ضعيف لا يحتج به .. وإن كان باقي رواية بن ماجه لها شواهد صحيحة .. ولكن لا شواهد على المتن السابق .. !!

3- وقيل معناه : لا تسكنوا المقابر وتتخذوها سكنا لكم .. وعلى هذا يكون النهي في الحديث سببه هو حتى لا يموت الإحساس فيكم من رهبة الموت وتجمد قلوبكم .. فيقل العمل والرجاء من الله ..

4- وقيل معناه : يحتمل كل ما سبق ..

* والرأي الأول أرجح عندي لعموم الأدلة التي ذكرتها لكم وهي صريحة في ذلك ..!!

والله أعلم ..

******************************

..:: س71: ما معنى قول النبي (لا تجعلوا قبري عيدا) ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

عن أبي هريرة عن النبي قال : ( لا تَجعَلوا بُيوتَكم قُبورًا ، ولا تَجعَلوا قَبْري عيدًا ، وصلُّوا علَيَّ ؛ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم ) صحيح أبو داوود

* ما معنى (ولا تَجعَلوا قَبْري عيدًا) ؟  

اختلف العلماء في فهم معنى العيد من الحديث .. إلى معان :

1- قيل معناه : لا تجعلوا قبري محل اعتياد للزيارة من أجل الصلاة والسلام عليَّ .. بل (وصَلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم) .. فمن أراد دوام الوصل بالصلاة والسلام علي فمن أي مكان في العالم يبلغني وصالكم .. فليس بالوقوف أمام قبري يتم الوصال بالصلاة والسلام .. !!

2- وقيل معناه : لا تجعلوا قبري عيدا .. أي لا تجعلوه مظهر لهو ولعب واحتفال وزينة .. لأن وجودكم أمامي يستوجب الأدب في حضرتي .. فحالي ميتا كحالي حيا .. فتأدبوا في حضرتي .. واعلموا أن التأدب بالصلاة والسلام علي يكون من أي مكان في العالم ..!!

3- وقيل معناه : لا تجعلوا قبري عيدا .. فتأتوني مرة في العام أو مرتين كما هو حال الأعياد .. بل زوروني في كل الأوقات كلما تيسر لكم .. وأديموا الصلاة علي ولا تظنوا أنها لا تصلني لأنكم لستم في زيارتي .. بل صلاتكم وسلامكم يبلغوني من حيث مكان تواجدتم في أي مكان ..!!

4- وقيل معناه : أنه لا تتخذوا قبري كالعيد .. فتجعلوا له وقتا مخصوصا للزيارة كأن تأتوني فقط بعد موسم الحج .. بل لا تخصيص وقت لزيارتي .. وسواء كنتم حاضرين أو غائبين عن مقامي .. فأديموا الصلاة علي فإن صلاتكم تبلغني من مكانكم ..

*******************************

..:: الفصل الخامس عشر ::..

***************************

..:: صراع فقهي حول زيارة قبر النبي ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..