ج5: رسالة الصلاة والسلام على النبي - هل الصلاة على النبي عبادة نتقرب بها إلى الله - هل الصلاة على النبي وسيلة لمحبة الله لك - هل الصلاة على النبي تربطك روحيا بالنبي - لماذا نصلي على النبي - كيف يخدعك الشيطان حتى تتوقف عن الصلاة عن النبي - ما الفرق بين المصلي على النبي طالبا للوصل ، وبين من يصلي على النبي طالبا للفضل - كيف عرف المحبين أن النبي يحب الصلاة عليه - هل تظن أن النبي يرد عليك السلام - يأتيك الشيطان قائلا : رد سلام النبي هو وهم وأعمال جن .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

" شرح الصلاة والسلام على خير الأنام

النبي الأمي محل التجلي والإنعام "

***************

رؤية جديدة في فهم الصلاة على النبي

مفاهيم تجعل قلبك يصلي على النبي

بتذوق إيماني جديد وإحساس مختلف

تذوقات قلبية وإشراقات روحية

وتحقيق مسائل مهمة جدا

تزيدك قربا وحبا للنبي

" الجزء الخامس "

* فهرس :

:: الفصل السابع ::

1- س1: هل الصلاة على النبي عبادة نتقرب بها إلى الله ؟ (ما هو مفهوم العبادة ؟)

2- س2: ما الدليل على مشروعية الصلاة على النبي ؟

3- س3: لماذا اختلفت الروايات في الصلاة على النبي ؟

4- س4: هل الصلاة على النبي تثبت لك أنك مؤمن ؟

5- س5: هل الصلاة على النبي دليل على طاعتك ومحبتك لله ؟

6- س6: هل الصلاة على النبي وسيلة لمحبة الله لك ؟

7- س7: هل الصلاة على النبي تربطك روحيا بالنبي ؟

8- س8: لماذا نصلي على النبي ؟

9- س9: ما هي نيتك من الصلاة على النبي ؟

10- س10: كيف يخدعك الشيطان حتى تتوقف عن الصلاة على النبي ؟

11- سيأتيك الشيطان قائلا : لا تصلي وتطلب الفضل ؟

12- س11: ما الفرق بين المصلي على النبي طالبا للوصل ، وبين من يصلي على النبي طالبا للفضل ؟

13- س12: كيف عرف المحبين أن النبي يحب الصلاة عليه ؟

14- س13: هل تظن أن النبي يرد عليك السلام ؟

15- يأتيك الشيطان قائلا : رد سلام النبي هو وهم وأعمال جن ؟

*******************************

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. الجزء الخامس من رسالة شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

* بعد أن تعرفنا على مفهوم صلاة الله علينا وصلاة الملائكة علينا .. في الفصول السابقة .. بل وفهمنا أن معنى الصلاة على النبي هي تجليات الحق سبحانه وتعالى على نبيه وحبيبه ..

* ولكننا بداية من هذا الفصل السابع نبدأ تدريجيا في التعرف على الصلاة على النبي خطوة خطوة .. من خلال أسئلة .. حتى يكون الأمر أسهل للإستيعاب .. ونذكر لكم من الأدلة ما يدل على مشروعية كونها وسيلة تعبدية نتقرب بها إلى الله .. 

* ولا تظن أن هناك تكرار في الأسئلة .. بل ما تظنه مكرر ستجد له إجابة مختلفة .. فضلا عن أن كل سؤال وله حكمة قد تظهر في باب الشبهات وهو جزء ملحق بالرسالة .. 

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

***************************

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تجعلنا بها من أهل الوصل والمحبه

وترزقنا بها رؤية النبي الأمي مناما ويقظه

وعلى آله وسلم

*******************************

..:: الفصل السابع ::..

***************************

..:: س1: هل الصلاة على النبي عبادة نتقرب بها إلى الله ؟ ::..

(ما هو مفهوم العبادة)

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* البعض يتصور أن الصلاة والسلام على النبي ليس عبادة لله .. وهذا خطأ كبير منه .. لأن الصلاة والسلام على النبي من أعظم القربات إلى الله .. وهي من جملة العبادات في الدين .. وذلك لسببين :

* السبب الأول : الصلاة على النبي هي دعاء .. والدعاء عبادة مطلوبة لله .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الدُّعاءُ هو العبادةُ) رواه الترمذي وابوداوود بسند صحيح ..

* السبب الثاني : نجده في مفهوم العبادة .. حيث أن العبادة هي الخضوع إلى الله بما يريده الله منك .. ومن جملة هذه العبادات .. هي الصلاة على النبي ..

حيث نتخذها وسيلة للقرب من الله .. كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ) المائدة35 .. !!

* والوسائل لها مقاصد .. فيجب أن يكون المقصد من ورائها التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته ..

* ولذلك قال علمائنا بكراهة استخدام الصلاة على النبي عند البيع .. فيجلس البائع على سلعته ويجهر قائلا : صلي على النبي يا أخويا وقرب اتفرج على البضاعة ..!!

لأن هذا فيه امتهان لعبادة المفروض أن تتقرب بها من الله وليس لتبيع بها سلع تجارية ..!!

* قال ابن الحاج المالكي رحمه الله (المتوفى: 737هـ) في كتاب المدخل :

( الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنَّمَا تَكُونُ عَلَى مَا شُرِعَتْ عَلَيْهِ مِنْ التَّعَبُّدِ لَا أَنَّهَا تُذْكَرُ عَلَى السِّلَعِ حِينَ بَيْعِهَا وَشِرَائِهَا ) كتاب المدخل ج4 ص100

* إلى أن قال رحمه الله ( وَلَا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ إلَّا عَلَى سَبِيلِ التَّعَبُّدِ لَا عَلَى سَبِيلِ الْعَوَائِدِ الْمُتَّخَذَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلسَّلَفِ الْمَاضِينَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ -. وَتُنْدَبُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْأَسْوَاقِ وَالطُّرُقِ وَمَوَاضِعِ الْغَفْلَةِ كَمَا أَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْدُوبٌ إلَيْهِ فِيهَا سِرًّا وَعَلَنًا) كتاب المدخل ج4 ص101

* ملحوظة مهمة جدا :

البعض يفهم العبادة بطريقة خاطئة .. حيث أنه يظن أن العبادة هي صلاة وصوم وقراءة قرآن وأذكار .. ويتجاهل المعاملات تماما .. !!

وفي هذا قصور في المعاملة مع الله .. حيث يظهر نفسية هذا الإنسان وكأنه آمن ببعض الكتاب ولم يؤمن بالآخر ..!!

* بل العبادة هي خضوعك للمنهج الإلهي ككل (عبادات ومعاملات) .. أي أن العبادة هي تنفيذ أوامر الله وتجنب نواهيه .. كما أراد منا في كتابه وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. سواء (عبادات أو معاملات) .. فطالما تريد الله وتبتغي وجه الله من وراء فعلك أو قولك .. فأنت في عبادة مع الله .. فافهم ..!!

* نعود فنقول :

* فإذا علمت ما سبق .. فنعود لسؤالنا ونسأل هل الصلاة على النبي عبادة لله تعالى ؟

بالتأكيد هي عبادة لله تعالى .. لأنه أمرنا بها .. وأمرنا بها نبيه صلى الله عليه وسلم ..

طالما قلنا هي أمر من الله ورسوله .. فأين الدليل على ذلك ؟

****************************

..:: س2: ما الدليل على مشروعية الصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

الصلاة على النبي وسيلة نتقرب بها إلى الله .. وطالما هي وسيلة للقرب مثل سائر العبادات التي نتقرب بها إلى الله .. فلابد من دليل على ذلك ..

1- قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب56 ..

2- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ كَعبُ بنُ عُجرةَ  ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) الأحزاب 56 .. ( قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُولُوا .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ .. كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) رواه أحمد بسند صحيح .. قاله الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند ج30 ص58 .. رقم الحديث 18133 .- وقال الألباني اسناده جيد .. في كتاب صفة صلاة النبي ج3 ص919 .

* وفي رواية بدون ذكر الآية .. عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - فَقَالَ: ( أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْتُ: بَلَى فَأَهْدِهَا لِي، فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَا يَا رَسُولَ الله: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) رواه البخاري ومسلم .

3- عن أبو مسعود الأنصاري قال : (أتانا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ونحنُ في مَجلسِ سعدِ بنِ عبادةَ فقالَ لَهُ بشيرُ بنُ سعدٍ: أمرَنا اللَّهُ أن نصلِّيَ عليكَ فَكَيفَ نصلِّي عليكَ؟ قالَ: فسَكَتَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حتَّى ظننَّا أنَّهُ لم يسألهُ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالَمينَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، والسَّلامُ كما قد عُلِّمتُمْ) رواه الترمذي بسند صحيح ..

* وفي رواية أخرى لأبي مسعود : ( إِذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) .. رواه أحمد بسند صحيح .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط حديث صحيح ج24 ص304 برقم 17072 ..

4- عن أبي سعيد الخُدري قال (  يا رسولَ اللَّهِ السَّلامُ عليْكَ قد عرفناهُ فَكيفَ الصَّلاةُ عليْكَ .. قالَ : قولوا .. اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ عبدِكَ ورسولِكَ كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وبارِك على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ كما بارَكتَ على إبراهيمَ ) رواه النسائي بسند صحيح ..

5- عن أبي حميد الساعدي قال ( أنهم (أي بعض الصحابة) .. قالوا: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) رواه البخاري ومسلم .

6- عن زيد بن خارجة قال : ( إِنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِي فَقُلْتُ كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ قَالَ ( صَلُّوا وَاجْتَهِدُوا ثُمَّ قُولُوا اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) . رواه أحمد بسند صحيح .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط حديث صحيح في المسند ج3 ص239  رقم الحديث 1714 .

* وفي رواية (صلوا علي واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد) . صحيح النسائي للألباني 

* نكتفي بقوله تعالى وبهذه الأحاديث .. لأن الغرض منها كان أن تنتبه للأوامر المذكورة فيها وهي قوله تعالى (صلوا عليه) .. وقول النبي (إِذَا أَنْتُمْ صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَقُولُوا) ، (صلوا علي واجتهدوا في الدعاء، وقولوا)  ..

* أما عن صيغ الصلاة المختلفة في الصلاة على النبي فسنذكرها في فصل خاص .. لمن يريد أن يقول كل صيغ النبي التي ذكرها الصحابة بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ..

************************************

..:: س3: لماذا اختلفت الروايات في الصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

اختلاف الروايات في صيغة الصلاة على النبي .. ليس بمشكلة لعدة أسباب :

1- الصلاة على النبي دعاء .. والدعاء طالما ليس فيه مخالفة لعقيدة أو اعتداء .. فلا حرج في قوله .. !!

والصلاة على النبي بكل الصيغ التي جاءت فيها .. ليس فيها مخالفة للدعاء ..

2- تعدد الروايات من الصحابة .. لاختلاف مجالسهم مع النبي .. وقد تكرر السؤال .. وفي كل مرة يخبرهم بصيغة أخرى .. من باب التوسعة عليهم .. أو من باب التفهيم لهم أن الصلاة عليه ليست لها محدودية لفظ لأنها ليست قرآن .. كالتسبيح في الركوع والسجود جاء فيه صيغ كثيرة عن النبي .. فكذلك الصلاة على النبي في التشهد جاء فيه صيغ كثيرة للتوسعة ..

3- قد يكون راوي بلغه صلاة من خلال صحابي .. ولكن لم يبلغه الروايات الأخرى .. كما في تسابيح الركوع والسجود ..!!

4- بل في الرواية الواحدة لذات الصحابي مثل رواية (أبي مسعود الأنصاري) .. مرة جاءت (محمد) ومرة (محمد النبي الأمي) .. لأن النبي قد يكون قالها .. هكذا مرة ، وهكذا مرة أخرى .. !!

* ذكرت لك ذلك حتى لا يخدعك الطاعنين في الحديث ويتلاعبون بالتشكيك في هذه الأحاديث .. ويقولون لك مرة قال هكذا ومرة قال هكذا .. فأي صيغة نعتقد فيها ..؟!!

فقل له الجميع صحيح والجميع نعتقد فيه ونعمل به ونتبع فيه النبي صلى الله عليه وسلم طالما بلغنا بسند صحيح نطمئن له ..

* وتعدد الصيغ للتوسعة ولمزيد من الفهم فيها كما سنوضح في شرح معانى الآل والأزواج ومشابهة الصلاة على النبي بالصلاة الإبراهيمية وغير ذلك من مسائل إن شاء الله تعالى ..

  

*********************************

..:: س4: هل الصلاة على النبي تثبت لك أنك مؤمن ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

بالتأكيد الصلاة على النبي تدل على إيمانك .. لأن الله يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب56 ..

فالله هو الذي أثبت لك الإيمان .. أي لو كنت مؤمنا فصلي وسلم عليه ..

والله أعلم .

********************************

..:: س5: هل الصلاة على النبي دليل على طاعتك ومحبتك لله ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

الصلاة على النبي دليل على محبتك لله .. لأنك تنفذ أمر الله ورسوله ..

فالله يقول لك : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب56

والنبي يقول لك : (صلوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد) . صحيح النسائي للألباني .

* فتنفيذ أمر الله ورسوله .. هو دليل على محبتك لله تعالى .. وإلا فكان بإمكانك أن تتجاهل الأمر ولا تعمل به استكبارا من نفسك وحقدا على النبي كما يفعل البعض .. لأنه يرى أنه لا نفع من الصلاة على النبي .. بل لماذا يصلي عليه ويكثر من ذكر اسم النبي على لسانه .. استكبارا وغلا وحقدا على النبي .. وإنكارا لفضل الله عليه ..!!

* ولذلك .. لأنك لم تستكبر وأطعت الله ورسوله ولو في أمر واحد وهو الصلاة على النبي .. فكان لك فضيلة في علاقتك بالله .. ( وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) الأحزاب71 ..

* ولا يخفى أن الإنسان مجموع علاقات بالله (عبادات ومعاملات) .. أساسها الفريضة كالصلاة والصوم والزكاة وغير ذلك حٌسن خلق وإحسان للغير .. ويتبعها النوافل بعد ذلك .. وهي كل فعل طيب وعمل خير تفعله ابتغاء مرضاة الله ..

* فلا تظن أن الصلاة على النبي .. هي وسيلة النجاة لك في الآخرة مع تجاهلك لأوامر الله ونواهيه .. لا .. فأنت بذلك تكون ضال ومنحرف ومخرف .. وإنما هي أحد وسائل القرب من الله وليس هي وسيلة القرب الوحيدة ..!!

***************************

..:: س6: هل الصلاة على النبي وسيلة لمحبة الله لك ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* ذكرنا سابقا أن الصلاة من أكرم وسائل القرب من الله .. وهي من النوافل (الزيادات على الفريضة كالأذكار والصيام وقيام الليل وغيرهم) .. التي لو واظبت عليها .. كنت متقربا إلى الله بالنوافل .. ومن كان يتقرب إلى الله بالنوافل (مع فعل الفرائض) .. فالله يحبه .. ومن يحبه الله فهو وليا لله ..!!

1- قال تعالى :  ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ..

2- واتباع النبي يكون من أمره لك .. وأحد أوامره لك هي بالصلاة عليه .. فقد قال صلى الله عليه وسلم : (صلوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد) . صحيح النسائي للألباني .

3- وفي الحديث القدسي .. يقول تعالى ( وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ) رواه البخاري .

* وأكرر عليك : لا تنسى أن الصلاة على النبي وسيلة قرب من الله وليست كل الوسائل .. فيجب أن تعمل الفرائض أولا .. ثم اجتهد في فعل النوافل بعد ذلك قدر استطاعتك .. فالدين الإسلامي عبادات ومعاملات ..

ففي المعاملات اجعل وسيلتك إلى الله هو حُسن الخلق والاحسان للغير ..

وفي العبادات اجعل وسيلتك إلى الله هي الإكثار  من الصلاة على النبي والتسبيح ..

فافهم يرحمك الله ..!!

******************************

..:: س7: هل الصلاة على النبي تربطك روحيا بالنبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ) رواه أبوداود بسند صحيح ..

* وكثرة الصلاة عليه والسلام .. تجعل من دعاء النبي لك (حيث أن رد سلامه هو دعاء لك) .. رابطة روحية .. أي احساس دائم بالتواصل الروحي مع النبي ..

* ولكن لا تتوهم أن الرابطة الروحية تجعلك تأخذ من النبي أوامر ومنهيات شرعية .. وإنما يترتب على هذه الرابطة دعاء بالسلام عليك .. ودعاءه لك سكينة كبيرة تحدث في النفس .. لا يدركها إلا من عاش مع الصلاة على النبي .. ويكفيك قوله تعالى ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) التوبة103 ..

أي وادع لهم .. فإن دعاءك ينزل سكينة وبردا على صدورهم .. لأنهم يعلمون أن دعاءه مستجاب .. صلى الله عليه وسلم ..

****************************

..:: س8: لماذا نصلي على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

1- نحن نصلي عليه لأنها عبادة مطلوبة منا أن نفعلها .. فهي أمر إلهي علينا أن ننفذه ولو مرة في العمر .. وكذلك أمر نبوي كما سبق وأوضحنا ..

2- نصلي عليه لأن هذا حق النبي علينا .. من باب رد شيء من فضله علينا .. حيث يقول تعالى ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) البقرة 273 .. وأبسط شيء في محاولة مكافأة النبي هو طلب الصلاة عليه من الله ..

* وفي ذلك يقول الشيخ العز بن عبد السلام رحمه الله :

ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله ، ولكن الله أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا وأنعم علينا ، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء ، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه ؛ لتكون صلاتنا عليه مكافأة بإحسانه إلينا، وأفضاله علينا ، إذ لا إحسان أفضل من إحسانه صلى الله عليه وسلم .

نقلا عن كتاب الحديقة الندية ص45

3- نحن نصلي على النبي لأن صلاتنا عليه فيها كرامة لنا من الله .. وهي ردها علينا من الله بعشر مرات لكل مرة تصلي على النبي .. فمن يطلب الصلاة على النبي يكرمه الله بالصلاة عليه .. كما قال النبي ( مَن صلَّى علَيَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليه بها عَشرًا ) رواه مسلم ..

وصلاة الله علينا ثمراتها هي غفرانه ورحمته ومحبته ورضاه وكل ما يحمله لفظ الصلاة من إكرام وعطاء من الله ..

* وقال الحافظ بن العربي رحمه الله :

وفائدة الصلاة عليه ترجع إلى الذي يصلي عليه دلالة ذلك على نضوج العقيدة ، وخلوص النية ، وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام للواسطة الكريمة صلى الله عليه وسلم .

نقلا عن كتاب الحديقة الندية ص45 .

* يبقى أنت تصلي على النبي (طاعة - محبة - فضلا) .. أي طاعة لله ، ومحبة للنبي وتوقيرا له ووفاءا ببعض حقه عليك ، مع ما فيها من فضيلة يُنعم الله بها عليك ببركتها .. 

* فالصلاة على النبي هي من أكرم الوسائل والقربات إلى الله .. كما قال تعالى ( وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ - قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ - أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) التوبة99

 أي أن منهم من يجعل ما ينفق (من الزكاة والصدقة) قربة إلى الله وكذلك طلباً لدعاء الرسول ... كما قال الصحابي .. عبد الله بن أبي أوفى ( كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قومٌ بصدقتِهم قال: اللهم صلِّ على آلِ فلانٍ . فأتاه أَبي بصدقتِه ، فقال: اللهم صلِّ على آلِ أبي أَوْفى) رواه البخاري ومسلم ..

*******************************

..:: س9: ما هي نيتك من الصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* وطالما هي عبادة لله .. فيجب أن يكون المقصد من ورائها التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته ..

فتكون نيتك هي :

1- التقرب بها إلى الله لأنها طاعة الله ورسوله .. لأن هذه عبادة مأمور بها ..

2- أن تكون نيتك هي تفويض الأمر لله بالصلاة عليه .. كأنك تقول تقول : يارب صلي على النبي كما تحب وترضى ..

لأن هذا هو الأصل من صلاتك على النبي .. هو أن تفوض الأمر لله للصلاة عليه .. لأننا نجهل كيفية تجليات الحق له من وراء هذه الصلاة ..!!

3- لا مانع أن تجعل في نيتك .. أن يصلي الله عليك ببركتها فيخرجك من الظلمات إلى النور .. حيث قال صلى الله عليه وسلم ( من صلَّى عليَّ واحدةً ، صلَّى اللهُ عليه عشرًا ) رواه مسلم ..

وثمرة صلاة الله عليك تجدها في قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ) الأحزاب43 ..

4- لا مانع أن تجعل في نيتك .. رجاءا بأن يسلم عليك النبي .. حيث أن سلامه دعاء لك .. حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ) رواه أبوداوود بسند صحيح .

* وما ظنك بمن يدعو له النبي بالسلام .. فكيف تكون نفسيَّة هذا الإنسان ..؟!!

وفرق بين من يواصل الصلاة والسلام على النبي وبين مَن يتذكره كل حين مرة ..!!

والسلام ورد السلام .. هذا ما يسمى عند المحبين بالرابطة الروحية .. ولنا فيها كلام سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى ..

5- لا مانع أن تجعل في نيتك .. أن ترجو من الله أن يكفيك ما يشغلك من أمر الدنيا والآخرة ببركة الصلاة عليه .. كما جاء في الحديث عن الذي أخبر النبي أن يجعل كل دعاءه هو الصلاة على النبي .. فقال له النبي ( إذًا يُكفَى همُّك ويُغفرُ لك ذنبُك ) أخرجه الترمذي وبسند صحيح .. وأحمد والحاكم .

وفي رواية الطبراني (إذاً يكفيك الله ما أهمَّك من أمْر دنياك وآخرتك) . رواه الطبراني بإسناد حسن..

6- ولا مانع أن ترجو من الله في نيتك .. أن يمحو عشر سيئات ويزيدك عشر حسنات ويرفع لك عشر درجات .. كما جاء في الحديث أن سيدنا جبريل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه .. فقال له :  (من صلَّى عليك من أمَّتِك صلاةً كتب اللهُ له بها عشرَ حسناتٍ ومحا عنه عشرَ سيِّئاتٍ ورفعَ له عشرَ درجاتٍ وردَّ عليه مثلَها) أخرجه أحمد بسند صحيح .

* ولا مانع أن ترجو في نيتك كل الفضائل التي ذكرها النبي من خلال الصلاة عليه .. ولكني اخترت لك ما خطر ببالي .. وسيأتي بيان فضائل الصلاة على النبي في فصل مستقل ..

****************************

..:: س10: كيف يخدعك الشيطان حتى تتوقف عن الصلاة على النبي ؟ ::..

( سيأتيك الشيطان قائلا : لا تصلي على النبي وأنت تطلب كرامة الصلاة عليه ؟!!)

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* يأتيك الشيطان ليوسوس لك في نواياك السابقة .. فيقول لك :

عيب عليك تصلي على النبي وأنت ترجو من وراء هذه الصلاة فضيلة لك وهي كرامة الصلاة عليك .. فأين محبتك للنبي الخالصة ؟!! .. فتوقف عن الصلاة عليه حتى تصحح نيتك بالإخلاص في الصلاة عليه ..!!

الجواب :

استعذ بالله من الشيطان الرجيم ..

ثم اعلم الآتي :

أن رسول الله هو من ذكر هذا الفضل (ثواب الصلاة عليه) بوحي من الله .. وذلك تكريما لمن يصلي عليه ..!!

* وطلبك للفضل والثواب لا ينقص من الإخلاص شيئا .. لأن مانح العطاء والفضل وثواب الصلاة على النبي .. هو من طلب منك أن تسأله فضله .. (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ) النساء32 .. ومن فضل الله هو ثواب الصلاة على النبي ..!!

* فطلبك الفضل من الله مثل ثواب الصلاة على النبي .. لا ينقص من إخلاصك في الصلاة على النبي شيئا .. !!

* فإياك ووساوس الشيطان .. حتى لا يصرفك عن وسيلة جميلة ومحببه للقلب من وسائل القرب من الله وهي الصلاة على النبي .. واعتبرها تنفيذا لمراد الله منك في اتخاذ وسيلة للقرب من الله .. كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ) المائدة35 .. !!

******************************

..:: س11: ما الفرق بين المصلي على النبي طالبا للوصل ، وبين من يصلي على النبي طالبا للفضل ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* طبعا هناك فرق بين من يصلي على النبي محبة وشوقا .. طالبا للوصل .. لأن الله والنبي أمرا بذلك .. دون النظر إلى الثواب ..

* وفي العبادة دائما ستجد نوعين من الطالبين من وراء الذكر والعبادة عموما .. طالب وصل وطالب فضل ..

1- فطالب الوصل : هو الذي وجد أن حياته في اتصاله بمولاه دون قيود .. حتى رأى أن من القيود أن يعبده منتظرا عطاءه ..!!

فحاله حال من انشغل بالله عن فضل الله .. لأنه تيقن أن الله يستحق العبودية .. فعبده دون النظر إلى ما يعطيه .. لأنه مطمئن إلى كريم أفضاله عليه .. فكيف يطلب منه .. ؟!!

ولذلك انشغل بالمنعم ولم ينشغل بالنعمة ..!!

2- طالب الفضل : وهناك من يعبد الله راجيا ثوابه وفضله .. فهذا أيضا على خير .. لأن الشرع أباح له أن يعبده وله الأجر والثواب والجنة ..

* ولكن الفرق بين المقامين كبير .. وكلاهما على خير ..!!

* فحين الصلاة على النبي .. ستجد أيضا مصلي طالبا للمحبة .. ومصلي طالبا للنعمة ..

فالأول طالب محبة .. والثاني طالب نعمة ..

1- فطالب الوصل والمحبة : انشغل بمحبة النبي عن فضل ثواب الصلاة عليه .. فرأى أن النبي يحب ذلك .. ففعله دون النظر إلى ما يترتب على ذلك من جزاء عند الله ..

ولذلك قال النبي للصحابي الذي قال له أجعل لك صلاتي كلها (أي دعائي كله أن أصلي عليك) .. فقال له النبي (تكفى همك ويغفر ذنبك) ..!!

لأنه بذلك قدم مراد النبي عن مراد نفسه .. فانشغل بما يحبه النبي عما يحبه هو لنفسه ..!! فافهم ..

(وسيأتي كلام لطيف حول هذا الحديث إن شاء الله تعالى) ..

2- وطالب الفضل والنعمة : غلب عليه طلب الفضل من وراء الصلاة على النبي .. فعمل لتحصيل هذا الفضل لاحتياجه إليه ..

* وبقدر النوايا تُمنح العطايا ..

****************************

..:: س12: كيف عرف المحبون أن النبي يحب الصلاة عليه ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

عرف المحبون ذلك من خلال هذا حديث الصحابي أُبي بن كعب حينما قال للنبي ( يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ ) رواه الترمذي بسند حسن ..

* ولذلك يرى بعض المحبين النبي في الرؤيا .. أو يستشعرون به وهو يرد السلام عليهم .. أو يستشعرون وكأنهم يأنسون بحضوره بينهم (روحيا) .. من كثرة الصلاة على النبي .. ليه ؟

لأنهم في حالة محبة أي في حالة وصال .. فلا يهتمون بثواب الصلاة على النبي .. وإنما يهتمون أنهم يفعلون شيئا يحبه النبي .. فجعلوا مراد النبي مقدم أمامهم على مرادهم لأنفسهم ..!! فانشغلوا بمراده عن مرادهم .. من خلال الصلاة عليه .. حتى انشغلوا عن دعائهم لآنفسهم .. لأن النبي أولى بذلك ..!!

ومن انشغل بالصلاة والسلام على النبي .. فكيف لا يسمع رد سلام النبي ..؟!! (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ..!!

* ولكن لو انتظرت من سلامك عليه أن تسمع رد السلام عليك .. فأنت طالب فضل .. وليس طالب وصل .. وغالبا قد لا تحظى بسماع رد السلام .. وإنما يا طالب الفضل كن موقنا أن السلام قد تم رده إليك بأكرم وأفضل مما أنت سلمت عليه ..!!

************************************

..:: س13: هل تظن أن النبي يرد عليك السلام ؟ ::..

(يأتيك الشيطان قائلا : رد سلام النبي هو وهم وأعمال جن)

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

كثيرا ما يأتي الشيطان يأتي ويقول موسوسا :

هل تظن ان النبي يسلم عليك حقا .. لا فهذا أمر لا يحدث .. بل هو وهم وأعمال جن وشياطين ..؟!!

فقل له : أعوذ بالله منك ..

فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ ملائكَةً سيَّاحِينَ يُبَلِّغُون عنْ أُمَّتي السلامَ) رواه أحمد وبن حبان بسند صحيح .

وقال صلى الله عليه وسلم ( ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ) رواه أبوداوود بسند صحيح ..

* وهنا فضيلتان وخصوصية عطاء للنبي صلى الله عليه وسلم ..

الأولى : إرسال سلام من يسلم عليه ..

الثانية : رد السلام على من يسلم عليه ..

* فهل جاء في الحديث تخصيص بأن رد السلام يتم سماعه أم لا يتم سماعه .. ؟!!

لا لم يأتي ذلك ..!!

بل جاء في الحديث أن يرد السلام على الأحياء كفضيلة مخصوصة له صلى الله عليه وسلم .. وكرامة لمن يصلي ويسلم عليه ..

* يبقى مما سبق .. أن هناك رد سلام من النبي على المصلين والمسلمين عليه .. بواسطة الملك الذي يرسل إليه صلاتك وسلامك عليه .. حيث يقول النبي ( إنَّ للهِ عزَّ وجلَّ ملائكَةً سيَّاحِينَ يُبَلِّغُون عنْ أُمَّتي السلامَ) رواه أحمد وبن حبان بسند صحيح .

* ولكن كيفية سماع رد السلام ؟

أنت تسمع من خلال الملك الذي أرسل السلام للنبي .. ولكن سماعك لرد السلام يكون بطريقين :

الأول : أن تؤمن برد السلام عليك .. دون الإحساس بسماع النبي .. وهذا حال عموم المؤمنين ..

الثاني : أن تسمع بقلبك رد سلام النبي عليك .. وهذا حال مخصوص ببعض المؤمنين المحبين ..

* المؤمنون درجات عند الله ..!!

* فلا تستمع لشبهات الشيطان حتى لا تجعل على قلبك حجاب .. واعلم أن للشيطان أعوان من الإنسان .. قد طمس الله بصيرتهم حتى اعتدوا على كلام النبي وكذبوا عليه بما لم يقل به .. حتى قالوا أنه لا سماع لسلام النبي .. وتقولوا على الحديث بما ليس فيه . ولا يخفى ما في ذلك من الكذب العمد على كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. لنه قال على النبي بما لم يقل به .. !!

وقد أوضحت لك المسألة .. فلا تتبع سبيل من ضل وكذب .. !!

* وبالعقل يا أخي : هل يتساوي المحبين للنبي بالحاقدين عليه .. كالشيطان وأتباعه ..؟؟!!

* وما فائدة رد السلام على الأحياء حينئذ .. لو لم يكن فيها إثبات فضيلة وخصوصية عطاء للنبي من فضل الله عليه .. وفيها إثبات كرامة للمؤمن الذي يرد النبي السلام عليه ..؟!!

ألا تعقلون ..؟!!

* للإستزاده بطريقة موسعة حول جزئية هذا السؤال .. فارجع إلى:

الجزء10 / س 55-56-57-58-59 ...

والجزء12 / س73 ..

********************************

..:: س14: هل تكفيك الصلاة على النبي عن غيرها من الأذكار ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************
والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..