ج9: رسالة شرح الصلاة والسلام على النبي - هل تعلم أن من أسباب إجابة الدعاء هو أن تصلي على النبي - هل تعلم أن الدعاء محجوب بدون الصلاة على النبي - هل الصلاة على النبي وسيلة قربى إلى الله لقبول الدعاء - هل الله يحتاج للصلاة على النبي كواسطة أو وسيلة في الدعاء إليه - ما الفرق بين الواسطة والوسيلة - ما هي الشفاعة الحسنة وما هي الشفاعة السيئة - ما معنى حديث النبي (ثم يدعو بما شاء) - ما هي الحكمة والكرامة من الفاتحة والصلاة على النبي في صلاة الجنازة على الميت - هل الصلاة على النبي دعاء قولي أم منهج فعلي .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

" شرح الصلاة والسلام على خير الأنام

النبي الأمي محل التجلي والإنعام "

***************

رؤية جديدة في فهم الصلاة على النبي

مفاهيم تجعل قلبك يصلي على النبي

بتذوق إيماني جديد وإحساس مختلف

تذوقات قلبية وإشراقات روحية

وتحقيق مسائل مهمة جدا

تزيدك قربا وحبا للنبي

" الجزء التاسع "

* فهرس :

:: الفصل الثاني عشر ::

1- س41: هل تعلم أن من أسباب إجابة الدعاء هو أن تصلي على النبي ؟

2- س42: هل الصلاة على النبي وسيلة قربى إلى الله لقبول الدعاء ؟

3- س43: ما الحكمة من جعل الصلاة على النبي وسيلة قربى إلى الله ؟

4- س44: لماذا جعل الله في تخصيص الصلاة على النبي وسيلة لقبول الدعاء ؟

5- س45: هل الله يحتاج للصلاة على النبي كواسطة أو وسيلة في الدعاء إليه ؟

6- ما الفرق بين الواسطة والوسيلة ؟

7- ما هي الشفاعة الحسنة وما هي الشفاعة السيئة ؟

8- س46: هل يجوز الصلاة على النبي في أول الدعاء وأوسطه وآخره ؟

9- س47: ما معنى حديث النبي (ثم يدعو بما شاء) ؟

10- س48: هل تعلم أن الدعاء محجوب بدون الصلاة على النبي ؟

11- س49: لماذا كان الحجاب عقاب من تجاهل الصلاة على النبي ؟

12- س50: هل النبي في برزخه يدعو لأمته ويسلم على من يسلم عليه ؟ 

13- س51: ما هي الحكمة والكرامة من العلاقة بين الفاتحة والصلاة على النبي والدعاء للميت في صلاة الجنازة ؟

14- س52: هل الصلاة على النبي دعاء قولي أم منهج فعلي ؟

*********************

* بسم الله .. والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل مع بعض .. الجزء الثامن من رسالة شرح الصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

* وفي هذا الجزء نتكلم عن شيء مهم جدا خاص بالصلاة على النبي .. وهو أن الصلاة على النبي وسيلة قربى إلى الله تتقرب بها إلى الله ليستجيب دعاءك .. بل قد يحجب دعاءك لو تذكرت الصلاة على النبي ولم تصلي عليه عمدا .. وقد يزداد دعاك شفاعة عند الله بصلاتك على النبي ..!!

فهل كنت تعلم ذلك ؟!

* وستجد ما يبهجك في حكمة صلاة الجنازة حتى كأنك لم تكن تصلي من قبل .. !!

فسأخبرك عن سر وحكمة التوسل إلى الله بالفاتحة والصلاة على النبي .. لماذا كانتا في صلاة الجنازة ..؟!!

* هذا الجزء طويل جدااااااااا .. فاقرأه على مهلك .. لأنه كان من المفترض ينقسم على جزئين .. ولكن نظرا لأنه مرتبط بموضوع علاقة الدعاء وقبوله بالصلاة على النبي .. فأحببت أن أجعله في جزء واحد ..

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

*********************

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تقبل بها دعائنا إليك

واجعلها وسيلة في رفع الحجاب ودوام الوصل بك والتوكل عليك

واجعل من الصلاة عليه يوم الصلاة علينا

وصلا بمزيد الفضل منك

وعلى آله وسلم

******************************

..:: الفصل الثاني عشر ::..

الصلاة على النبي سبب لإجابة الدعاء أو حجبه ..!!

*****************************

..:: س41: هل تعلم أن من أسباب إجابة الدعاء هو أن تصلي على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

1- عن فضالة بن عبيد قال : (بَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قاعدٌ إذ دخلَ رجلٌ فصلَّى فقالَ : اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : عَجِلتَ أيُّها المصلِّي ، إذا صلَّيتَ فقعَدتَ فاحْمَدِ اللَّهَ بما هوَ أَهْلُهُ ، وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعُهُ . قالَ : ثمَّ صلَّى رجلٌ آخرُ بعدَ ذلِكَ فحمِدَ اللَّهَ وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّها المصلِّي ادعُ تُجَبْ) رواه الترمذي بسند صحيح .

2- وفي رواية أبي داوود .. عن فضالة بن عبيد قال ( سمع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يدعو في صلاتِه لم يُمجِّدِ اللهَ تعالى ولم يُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عجِلَ هذا .. !!

ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلَّى أحدُكم فلْيبدأْ بتمجيدِ ربِّه جلَّ وعزَّ والثناءِ عليه ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بعدُ بما شاءَ ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

* العلماء اختلفوا في هذا الحديث على رأيين :

1- الأول : أن المقصود بهذا الحديث هو التشهد الاخير في الصلاة ..

2- الثاني : أن المقصود هو مطلق الوقت دون تخصيص ..

* فلو بالمعنى المطلق .. فيكون من آداب الدعاء المرجو للإجابة .. أن يكون حال الداعي إلى الله المستحب له أن يبدأ بتحميد الله ثم الصلاة على نبيه ثم يدعو بما شاء ..

* ولو تم حمل الحديث على التشهد أي في تشهد الصلاة الأخير حيث يبدأ بالثناء على الله والسلام على النبي ثم الصلاة عليه ثم الدعاء بما يشاء ..

* معلومة : مسألة الخلاف بين العلماء ليست للدلالة على الصلاة على النبي حين الدعاء إلى الله سواء في الصلاة أم خارج الصلاة .. فهذا أمر متفق عليه .. ولكن الخلاف هل الصلاة على النبي واجبة في التشهد أم لا ..!!

* وبالإجمال إذا كان هذا حال المصلي بين يدي الله أن يمجد الله ويسلم ويصلي على النبي ثم يدعو .. فمن باب أولى أن يكون هذا حالك خارج الصلاة .. بأن تلتزم بهذه الآداب .. مش كده ولا إيه .!!

* لكن هذا الحديث يجعلنا نسأل بعض الأسئلة البسيطة .. التي قد تخطر على البال ..

******************************

..:: س42: هل الصلاة على النبي وسيلة قربى إلى الله لقبول الدعاء ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

الحديث السابق يجعلنا ننتبه لأمر هام وهو أن الصلاة على النبي من أعظم وسائل القرب إلى الله .. بل ويجعلنا ننتبه إلى أن طلب مسألة من الله تتطلب شفاعة لدعاءك أمام الله .. وهو أن تتقرب إليه بما يحبه الله مثل تمجيده والصلاة على النبي .. وإليك ما قاله علمائنا رحمهم الله ..

* قال الإمام ملا علي القاري رحمه الله :

(أَيُّهَا الْمُصَلِّي) : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مِنْ حَقِّ السَّائِلِ أَنْ يَتَقَرَّبَ إِلَى الْمَسْئُولِ مِنْهُ بِالْوَسَائِلِ قَبْلَ طَلَبِ الْحَاجَةِ، بِمَا يُوجِبُ الزُّلْفَى عِنْدَهُ، وَيَتَوَسَّلَ بِشَفِيعٍ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَكُونَ أَطْمَعَ فِي الْإِسْعَافِ ، وَأَرْجَى بِالْإِجَابَةِ ، فَمَنْ عَرَضَ السُّؤَالَ قَبْلَ الْوَسِيلَةِ فَقَدِ اسْتَعْجَلَ ..

وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَدِّبًا لِأُمَّتِهِ: (إِذَا صَلَّيْتَ) : بِالْخِطَابِ الْخَاصِّ الْمُرَادِ بِهِ الْعَامُّ ..

(فَقَعَدْتَ) : قَالَ الطِّيبِيُّ : إِمَّا عَطَفَ عَلَى مُقَدَّرٍ ، أَيْ : إِذَا صَلَّيْتَ وَفَرَغْتَ فَقَعَدْتَ لِلدُّعَاءِ فَاحْمَدِ اللَّهَ ، وَإِمَّا عَطْفٌ عَلَى الْمَذْكُورِ ، أَيْ : إِذَا كُنْتَ مُصَلِّيًا فَقَعَدْتَ لِلتَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ ، أَيْ : أَثْنِ عَلَيْهِ بِقَوْلِكَ التَّحِيَّاتُ .اهـ.

وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ إِطْلَاقُ قَوْلِهِ: (فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ) : مِنْ كُلِّ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ، وَاشْكُرْهُ عَلَى كُلِّ عَطَاءٍ جَزِيلٍ ..

* (وَصَلِّ عَلَيَّ) : وَفِي رِوَايَةٍ: (ثُمَّ صَلِّ عَلَيَّ) ، فَإِنِّي وَاسِطَةُ عِقْدِ الْمَحَبَّةِ ، وَوَسِيلَةُ الْعِبادَةِ ، وَالْمَعْرِفَةِ .

مرقاة المقاتيح ج2 ص747

* قال الإمام الشوكاني رحمه الله :

 قَوْلُهُ: (عَجَّلَ هَذَا) أَيْ بِدُعَائِهِ قَبْلَ تَقْدِيمِ الصَّلَاةِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ تَقْدِيمِ الصَّلَاةِ قَبْلَ الدُّعَاءِ لِيَكُونَ وَسِيلَةً لِلْإِجَابَةِ ، لِأَنَّ مِنْ حَقِّ السَّائِلِ أَنْ يَتَلَطَّفَ فِي نَيْلِ مَا أَرَادَهُ ..

نيل الأوطار ج2 ص335

* قال الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي (المتوفى: 1057 هـ) :

* قال العلماء : التحميد الثناء بجميع الفعال ، والتمجيد الثناء بصفات الجمال ، والثناء عليه يجمع ذلك كله .

* قال القسطلاني في قوله (عجل هذا) :

1- الإشارة إلى أن من شرط السائل أن يتقرب إلى المسؤول منه قبل طلب الحاجة بما يوجب لديه الزلفى ويتوسل بشفيع له بين يديه ليكون أطمع في الإسعاف فمن عرض السؤال قبل الوسيلة فقد استعجل .. قاله القاضي البيضاوي ..

2- وقال غيره إنما تقدم الصلاة عليه لأن من أتى باب الملك لا بد له من التحفة بخاصة .. (أي لابد أن تهديه بهدية خاصة جدا لتتقرب بها إليه) .. وأخص خواصه هو النبي - صلى الله عليه وسلم – وتحفته الصلاة عليه (أي التي تحب أن تتقرب لها إليه وتهديها إليه) .. ولأن تقديمها على الدعاء أقرب إلى الإجابة لأن الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - مستجابة وما مع الدعاء المستجاب يرجى أن يستجاب لأن الكريم بعد إجابته بعض المسؤولات لا يرد باقيها اهـ .

قلت : وفي السلاح حكى الطرطوسي عن أبي سليمان الداراني ( إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه .. فإن الله سبحانه يكرمه ويقبل الصلاتين .. وهو أكرم من أن يدع ما بينهما ) ..اهـ..

الفتوحات الربانية ج3 ص334 .. والترقيم وما بين الأقواس من شرح كاتب الرسالة .. لتوضيح معنى التحفة .. أي الشيء البديع المحبب إلى الله الذي تتقرب به إليه ..

وأبو سليمان الداراني : هو أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري .. وصفه الذهبي بـ « الإمام الكبير، زاهد العصر ». ولد سنة 140 هـ وتوفي سنة 215 هـ .

************************************

..:: س43: ما الحكمة من جعل الصلاة على النبي وسيلة قربى إلى الله ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* الحكمة في العموم من التوسل سواء بالصلاة على النبي أو تمجيد الله أو حتى التوسل بعملك الصالح .. وجعلها من وسائل القرب إلى الله .. لأنها كنوع من الشفاعة الحسنة بين يدي الله .. لأنها أعمال صالحة يحبها الله ورسوله .. وطالما هي عمل صالح يحبه الله ورسوله .. فأنت في طاعة لهما .. وطالما أنت في طاعة لهما كان ذلك أرجى لقبول دعاءك .. لقوله تعالى ( وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) الأحزاب71 ..

* أما عن الحكمة في تخصيص الصلاة على النبي كوسيلة في قبول الدعاء .. فهذا في السؤال التالي ..

*******************************

..:: س44: لماذا جعل الله في تخصيص الصلاة على النبي وسيلة لقبول الدعاء ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* والحكمة من تخصيص الصلاة على النبي قبل دعاءك لنفسك .. وجعلها سبب لقبول الدعاء بخلاف أنها وسيلة مشروعة وكأنها شفاعة حسنة تتقرب بها إلى الله ..

1- لأنك لما صليت وسلمت على النبي .. صلى الله عليك وسلم .. ولما يصلى الله عليك .. تحدث لك تزكية من ذنوبك وتزيد حسناتك ويرفع لك في درجاتك وتدعو لك الملائكة .. بما يؤهلك بعد كل ما سبق أن تكون أهلا لإجابة دعاءك ..

2- ولا يخفى أنك كلما صليت وسلمت على النبي .. دعا النبي لك .. وكفى بها من كرامة أن يرد النبي عليك بالدعاء لك .. حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ) رواه أبوداود بسند صحيح ..

* وفي حديث آخر (ضعيف) عن أنس بن مالك عن النبي قال ( مَن صلَّى علَيَّ بلَغَتْني صلاتُه وصلَّيْتُ عليه وكُتِبَتْ له سوى ذلكَ عَشْرُ حَسناتٍ ) أخرجه الطبراني في الأوسط برقم 1663 .. وقال المنذري إسناده لا بأس به .. وقال الهيثمي في المجمع رجاله رجال الصحيح وفيه راو لم يعرفه .. وقال الألباني ضعيف ..

* فإن تأخر إجابة دعاءك لحكمة يعلمها الله .. كانت الصلاة على النبي وسلامك عليه .. جبرا لخاطرك حيث يرد النبي داعيا لك يقينا فيطمئن قلبك برد النبي السلام عليك .. والله أعلم .. !!

* يبقى مما سبق نعلم أنه كلما زادت صلاتك وسلامك عليه .. كلما زاد مقامك عند الله .. وأصبحت مؤهلا أكثر وأكثر لتحقيق إجابة دعاءك .. ولا يخفى أن تكون ملتزما مع الله قدر استطاعتك ..!!

***************************

..:: س45: هل الله يحتاج للصلاة على النبي كواسطة أو وسيلة في الدعاء إليه ؟ ::..

( ما الفرق بين الواسطة والوسيلة ؟ )

( ما هي الشفاعة الحسنة وما هي الشفاعة السيئة ؟ )

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

كونك تظن أنك لا تحتاج للصلاة على النبي وتظن وكأنها شخص يتوسط لك بينك وبين الله .. فهذا يدل على جهل صريح وعدم فهم واضح .. للمعاني القرآنية ..!!

فالسؤال في حقيقته فيه جهالة .. ليه ؟

لأنه لم يفرق بين الواسطة وبين الوسيلة .. وجعل كلاهما شيء واحد ..!! بل وجعلهما وكأنهما شيء مقبوح ومذموم .. مع أنهما كلاهما أمر مشروع في الدين ..!!

وإليك البيان ..

1- أولا : الواسطة :

هي شفاعة للغير لقضاء حاجته أو مصلحته بما ليس فيها معصية لله .. يقول تعالى : ( مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ) النساء85

* قال الإمام الزمخشري رحمه الله :

الشفاعة الحسنة: هي التي روعي بها حق مسلم، ودفع بها عنه شر أو جلب إليه خير . وابتغى بها وجه اللَّه ولم تؤخذ عليها رشوة، وكانت في أمر جائز لا في حدّ من حدود اللَّه ولا في حق من الحقوق.

والسيئة : ما كان بخلاف ذلك .

وعن مسروق : أنه شفع شفاعة فأهدى إليه المشفوع جارية، فغضب وردها وقال: لو علمت ما في قلبك لما تكلمت في حاجتك، ولا أتكلم فيما بقي منها ..

وقيل: الشفاعة الحسنة : هي الدعوة للمسلم ، لأنها في معنى الشفاعة إلى اللَّه .

وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم: (من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له قال له الملك: ولك مثل ذلك) .. فذلك النصيب ..

والدعوة على المسلم بضد ذلك ..

(مُقِيتاً) شهيداً حفيظاً . وقيل: مقتدراً.

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ج1 ص543

* توضيح من صاحب الرسالة :

الإمام مسروق : الذي ذكره الإمام الزمخشري في التفسير السابق .. هو من كبار التابعين وأحد رواة الحديث .. واسمه مسروق بن الأجدع الوادعي .. وقيل في سبب تسميته مسروقا لأنه تم خطفه طفلا وتم إعادته .. وتوفى عام 62 هجرية .. رحمة الله عليه ورضي عنه .

* قال الشيخ طنطاوي رحمه الله في شرح الآية السابقة :

رغب- سبحانه المؤمنين في التوسط في الخير، وحذرهم من التوسط في الشر، فقال:

(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها، وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها)

* والشفاعة: هي التوسط بالقول في وصول إنسان إلى منفعة دنيوية أو أخروية ، أو إلى إنقاذه من مضرة. وهي مأخوذة من الشفع وهو الزوج في العدد ضد الوتر. فكأن المشفوع له كان وترا فجعله الشفيع شفعا.

* والنصيب: الحظ من كل شيء.

* والكفل: الضعف والنصيب والحظ.

* قال الجمل : واستعمال الكفل في الشر أكثر من استعمال النصيب فيه وإن كان كل منهما قد يستعمل في الخير كما قال- تعالى- يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ولقلة استعمال النصيب في الشر وكثرة استعمال الكفل فيه غاير بينهما في الآية الكريمة حيث أتى بالكفل مع السيئة وبالنصيب مع الحسنة» «حاشية الجمل على الجلالين ج 1 ص 407» .

* والمعنى: من يشفع شفاعة حسنة ، أى يتوسط في أمر يترتب عليه خير ..

(يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) أى: يكن له ثواب هذه الشفاعة الحسنة.

(وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً) وهي ما كانت في غير طريق الخير ..

(يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) أى: يكن له نصيب من وزرها وإثمها، لأنه سعى في الفساد ولم يسع في الخير.

التفسير الوسيط ج3 ص242

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* وفي الحديث :

* عن أبي موسى الأشعري قال : (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا جاءَه السائلُ، أو طُلِبَتْ إليه حاجَةٌ، قال : اشفَعوا تؤجَروا، ويَقضي اللهُ على لسانِ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما شاء) رواه البخاري .

* معنى (اشفَعُوا تُؤجَروا) ، أي : اسأَلوني واطلُبوا منِّي وتوسطوا عندي للسائل صدقة أو لمن يريد قضاء حاجه مثل سداد دين أو إصلاح بين متخاصمين  .. فاشفعوا لهم عندي .. ويكون لكم الأجر ..

ولا يخفى في الحديث علو منزلة أصحابه عنده .. حتى طلب منهم أن يشفعوا في قضاء حوائج الناس عنده .. ولهم بذلك أيضا أجر عند الله ..

* من ضلالات جماعات الظلام في زماننا :

حينما يتوسط لشخص قائلا له : عشان خاطري .. اقضي مصلحة فلان أو أتم الصلح أو تنازل عن شيء من الدين ..

فتجد جماعات الظلام يقولون : هذا شرك وبدعة .. لما قلت عشان خاطري .. !!

فما أقبح قلوبهم هؤلاء المظلمة قلوبهم .. وكأنهم يردُّون كلام الله وكلام النبي السابق ..!! وما أجرأهم في تكفير الناس وتبديعهم ..!!

ربنا يهديهم ويبعد الشيطان عنهم ..!!

2- ثانيا : معنى الوسيلة :

*  قال الإمام الزمخشري رحمه الله :

الوسيلة : كل ما يتوسل به أى يتقرّب من قرابة أو صنيعة أو غير ذلك ، فاستعيرت لما يتوسل به إلى اللَّه تعالى من فعل الطاعات وترك المعاصي.

تفسير الكشاف ج1 ص628

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

الوسيلة هي كل سبب طلبه الله منا أن نفعله لنتقرب به إليه .. وكل سبب أمرنا أن نتجنبه لأنه نهى عنه ..

وبمعنى أبسط .. الوسيلة .. هي كل عمل يقرب إلى الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه ..

* والصلاة على النبي هي عمل مع الله يقربنا إلى الله .. لأن الصلاة على النبي هي دعاء إلى الله .. والدعاء عبادة .. وكل عبادة مع الله هي وسيلة إلى الله نتقرب بها إلى الله ..  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة35 ..

فالصلاة وسيلة ، والصيام وسيلة ، والحج وسيلة ، وأعمال الخير كلها وسائل للقرب من الله ..

وكذلك اجتنابك المعاصي لأن الله قد أمرك بذلك .. فأنت بذلك تزداد قربا إلى الله .. لأنك نفذت أمر الله بالابتعاد عن المعصية .. فكان لك بذلك أجر وقرب إلى الله ..

* يبقى مين يقدر ينكر الوسيلة إلى الله .. إذا كان الله هو نفسه من أمر باتباع هذه الوسائل للوصول إليه والقرب منه ..؟!!

* يبقى لا تدع أحد يخدعك ويصور لك الصلاة على النبي وكأنها شخص يقف في المنتصف بينك وبين الله ويأخذ دعاءك ليوصله إلى الله ..!! لأن الصلاة على النبي عبادة أمر الله بها أن نتقرب بها إليه في صورة دعاء إلى الله وليس بينها وبين الله حجاب ..!! فانتبه ..!!

*********************************

..:: س46: هل يجوز الصلاة على النبي في أول الدعاء وأوسطه وآخره ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

الأصل في الدعاء إلى الله (لقضاء حاجتك أو مطلب لنفسك) .. أن يصاحبه في بدايته تمجيد الله ثم الصلاة على النبي كنوع من الشفاعة الحسنة والوسيلة عند الله بالعمل الصالح .. فأنت تتقرب إلى الله بما يحبه الله عسى أن يكون هذا سببا يشفع في قبول دعاءك ..

* ومن الأدلة على الصلاة على النبي في بداية الدعاء (لقضاء حاجتك أو ما ترغب فيه) ..

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلَّى أحدُكم فلْيبدأْ بتمجيدِ ربِّه جلَّ وعزَّ والثناءِ عليه ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بعدُ بما شاءَ ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

2- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئًا فليبدأ بمدحه والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يسأل فإنه أجدر أن ينجحه أو يصيب) .. رواه الطبراني في الكبير .. بسند صحيح ..

ثانيا : من الأدلة على الصلاة على النبي في أول الدعاء وأوسطه وآخره ..

1- أنه لا يوجد دليل ينهى عن ذلك ..

2- في الحديث عن أُبيُّ بنُ كعبٍ قال : (قلتُ يا رسولَ اللهِ إنِّي أُكثِرُ الصَّلاةَ فكم أجعلُ لك من صلاتي قال ما شئتَ قال قلتُ الرُّبعَ قال ما شئتَ وإن زدتَ فهو خيرٌ لك قال فقلتُ فثُلثَيْن قال ما شئتَ فإن زدتَ فهو خيرٌ لك قلتُ النِّصفَ قال ما شئتَ وإن زدتَ فهو خيرٌ لك قال أجعلُ لك صلاتي كلَّها قال إذًا يُكفَى همُّك ويُغفرُ لك ذنبُك ) أخرجه الترمذي وبسند صحيح .. وأحمد والحاكم .

* فدل الحديث على أنه لا مانع حتى لو غلب كل وقته في الدعاء للنبي دون نفسه .. !!

يبقى حتى لو ذكرت الصلاة على النبي مع كل دعاء لنفسك .. فلا حرج بل هو فضيلة .. بدليل قول النبي (وإن زدتَ فهو خيرٌ لك) ..

فلا داعي للمتكلفين بالإختراع على كلام النبي ويزعمون أنه في بداية الدعاء فقط ..!!

بل هو في كل الأوقات ..

3- الإكثار من الصلاة على النبي أمر مندوب إليه ومحبوب لله ورسوله .. جاء في الحديث .. عبد الله بن مسعود عن النبي قال : (  إنَّ أَوْلى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً ) صحيح الترمذي وبن حبان ..

4- وقد جاء في الحديث .. عن عامر بن ربيعة عن النبي قال ( من صلَّى عليَّ صلاةً ؛ لم تزَلِ الملائكةُ تُصلِّي عليه ما صلى عليَّ ، فلْيُقِلَّ عبدٌ من ذلك ، أو لِيُكْثِرْ) رواه أحمد وبن ماجه بسند حسن ..

5- وفي الحديث وهو حديث (ضعيف) .. عن جابر رضي الله عنه قال : قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( لا تجعلوني كقدح الراكب أن الراكب إذا علق معاليقه أخذ قدحه فملأه الماء فإن كان له حاجة في الوضوء توضأ وإن كان له حاجة في الشرب شرب وإلّا أهراق ما فيه .. اجعلوني في أول الدعاء وفي أوسط الدعاء وفي آخر الدعاء ) رواه البزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان  وغيرهم .. من طريق موسى بن عبيدة الزيدي وهو ضعيف .. وإن كان ضعفه لا يمنع من الاستدلال به في الفضائل ..

وعموما الأحاديث الصحيحة السابقة تغني عن الضعيف لمن يغلبه الظنون والشكوك .. ولكن ذكرته لكم للمعرفة والإحاطة بالمسألة ..

* يبقى مما سبق .. كيف يأت شخص ما ويمنع الصلاة على النبي أثناء دعاءه لنفسه ..!!

* ولذلك تجد كثير من المحبين الذين يكثرون من الدعاء .. يدعون قائلين مثلا :

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد واغفر لي وارحمني وراضيني وارض عني ..

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد واشفني وعافني يا أرحم الراحمين ..

* وهكذا .. يظل يجمع بين الصلاة على النبي والدعاء لنفسه .. لأن الله الكريم الذي يقبل أول الدعاء الذي هو يحبه .. فهو أكرم من أن يرد ما هو بعده ..!!

* وجاء عن أبو سليمان الداراني رحمه الله (من علماء القرن الثالث الهجري) .. أنه يستحب الصلاة على النبي في أول الدعاء وفي آخره .. حيث قال رحمه الله : إنما يستحب الدعاء بين الصلاتين لأنها لا تُرد والكريم لا يناسبه قبول الطرفين ورد الوسط ..!!

* وجرى العرف عند علماء المسلمين في كتبهم أن يبدأوها بتمجيد الله ثم الصلاة والسلام على نبيه .. وفي ختام الكتاب يحمدون الله ثم الصلاة والسلام على نبيه .. عسى أن يقبل الله ما بين الصلاتين (محتوى الكتاب) .. ويجبر ما فيه من زلل ببركة الاستفتاح والختام بالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ... والله أعلم .

********************************

..:: س47: ما معنى آخر حديث النبي (ثم يدعو بما شاء) ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

كما قلنا في بداية هذا الفصل أنه جاء في الحديث أن النبي قال : ( إذا صلَّى أحدُكم فلْيبدأْ بتمجيدِ ربِّه جلَّ وعزَّ والثناءِ عليه ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بعدُ بما شاءَ ) رواه أبو داوود بسند صحيح ..

* وحتى لا تنسى .. فقد قلنا أن الحديث مختلف على فهمه .. هل هو في المطلق فيكون معنى (إذا صلى) أي إذا دعا ..

وقد يكون المقصود منه في التشهد ويكون معنى (إذا صلى) أي انتهى من صلاته قياما وركوعا وسجودا وجلس للتشهد ..

* فما معنى ( ثم يدعو بعدُ بما شاءَ ) ؟

* قال الشيخ شهاب الدين أحمد بن رسلان الرملي الشافعي رحمه الله :

(ثم يدعو بما شاء) فيه دليل على أنه يجوز الدعاء بالديني والدنيوي لقوله : (بما شاء) ، وهو الصحيح عند الشافعي والجمهور ...

شرح سنن أبي داوود ج7 ص227

* قال الامام الصنعاني رحمه الله :

(ثم ليدعو بعد) ذلك المذكور من الحمد والثناء (بما يشاء) مما أذن له الشارع بالدعاء به ولا يسأل ما نهى عنه فيكون معتديًا .

التنوير شرح الجامع الصغير ج2 ص117

* قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :

ينبغي للإنسان في تشهده أن يبدأ بالتشهد، ثم بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم على عباد الله الصالحين، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك، ثم يدعو، والأفضل في هذا المقام وفي غيره: أن يتخير الإنسان من الأدعية ما وردت به السنة قبل كل شيء، حتى وإن لم يكن من الدعاء الواجب فإنه ينبغي أن يختاره قبل كل شيء ، ثم بعد هذا يدعو بما شاء، هذا هو الأفضل ، ولا نقول كما قال بعض الناس : لا تدع إلا بما جاءت به السنة ولا تزد عليه ، فإن هذا خطأ ، لأن الرسول- عليه الصلاة والسلام- قال في حديث ابن مسعود: (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء) وأطلق ، فنقول : ما وردت به السنة هو خير مما تدعو به أنت ، ثم بعد ذلك تدعو بما شئت .

فتح ذي الجلال والإكرام ج2 ص159

* قال الإمام الشوكاني رحمه الله :

قَوْلُهُ: (مَا شَاءَ) فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ بِمَا شَاءَ يَعْنِي مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .. وَفِيهِ الْإِذْنُ فِي الصَّلَاةِ بِمُطْلَقِ الدُّعَاءِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِمَحِلٍّ مَخْصُوصٍ ..

نيل الأوطار ج2 ص335

* تعليق من صاحب الرسالة :

معنى جملة الإمام الشوكاني ( غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِمَحِلٍّ مَخْصُوصٍ ) : حتى لا يتوهم أحد ويزعم أن الصلاة على النبي قبل الدعاء متعلقة في جلوس التشهد فقط .. بل هو شيء مطلق سواء كان في الصلاة أم خارج الصلاة ..

وكلام الإمام الشوكاني سيظهر لك معناه في السؤال التالي .. حيث يظهر منه أن الصلاة على النبي مندوبة قبل دعاءك لنفسك في كل الأوقات وليس في صلاة التشهد فقط .. !!

******************************

..:: س48: هل تعلم أن الدعاء محجوب بدون الصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

1- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي وَالنَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - مَعَهُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ الصَلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " سَلْ تُعْطَهْ .. سَلْ تُعْطَهْ " رواه أحمد .. ذكره الألباني في الصحيحة 2301 ..

2- عن عبد الله بن بسر المازني عن النبي قال : (الدعاءُ كلُّه محجوبٌ حتى يكونَ أولُه ثناءً على اللهِ عزَّ وجلَّ وصلاةً على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو فيُستجابُ لدُعائِه) رواه بن بشكوال .. بسند ضعيف .. وله شواهد وطرق لا تجعله يقل عن درجة الحسن .. راجع السلسة الصحيح للألباني برقم 2035 .

3- وَعَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم " صحيح لغيره .. صحيح الترغيب .

4- وعن علي رضي الله عنه قال: (كلُّ دعاء محجوب حتى يصلي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا .. ورواته ثقات ..

* قال الشيخ الألباني رحمه الله .. تعليقا على الحديث السابق لسيدنا علي رضي الله عنه :

وهو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال من قبل الرأي كما قال السخاوي (ص223) .. السلسلة الصحيحة ج5 ص56

* ثم قال الألباني بعد تحقيق : وخلاصة القول أن الحديث بمجموع الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على أقل الأحوال .. ثم وقفت على إسناده عند الطبراني في " الأوسط " (4 / 448 - مصورة الجامعة الإسلامية) ، فإذا هو من طريق عامر بن يسار حدثنا عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن علي موقوفا.

* قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات كما تقدم عن الهيثمي، لكن أبو إسحاق – وهو السبيعي - مدلس وكان اختلط إلا أن ذلك لا يضر في الشواهد . والله أعلم .

السلسلة الصحيحة ج5 ص57

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* وكأن الصلاة النبوية هي وسيلة القبول لدعاءك عند رب العالمين .. وهي تندرج تحت قوله تعالى ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ) الإسراء57 ..

وكقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ .. ) المائدة35 ..

* ومن يُنكر أن الصلاة على النبي قربة ووسيلة إلى الله .. فهو جحد كرامة الصلاة على النبي .. وفضح مكنون قلبه .. ويُخشى عليه أن يكون قد أنكر ما هو معلوما من الدين بالضرورة وهو قوله تعالى (صلوا عليه وسلموا تسليما) ..!!

****************************

..:: س49: لماذا كان الحجاب عقاب من تجاهل الصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* انتبه : حجب دعاءك لعدم الصلاة على النبي .. يكون في حالة التعمد والتجاهل لو تم استحضار الصلاة على النبي في عقلك وقت الدعاء .. ثم تجاهلت الصلاة عليه .. !!

* لأنك بذلك تكون مسيء للأدب مع النبي .. ومقصر في حق النبي الذي هو كان له فضل عليك في تعليم الدعاء لك ... ثم تجحد حقه عليك بالدعاء له .. فهذا يدل على أنانيتك وتقديم نفسك على النبي .. فكيف يستجاب لك .. وقلبك محمل بالأنانية والجحود لفضل النبي عليك ..؟!

فأي قلب هذا تناجي به ربك ..؟!!

* فكان حجب دعاءك لأنك حجبت الدعاء للنبي عمدا منك وتجاهلا له .. فكان الجزاء وفق عملك وما كسبت يدك ..!!

*******************************

..:: س50 : هل النبي في برزخه يدعو لأمته ويسلم على من يسلم عليه ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

قد أجبنا على هذا السؤال باستفاضة في الفصل الخامس من الرسالة بالتفصيل .. ولكن لا مانع من الإجابة هنا مختصرا وللتذكرة ومن يريد الاستفاضة بالشرح وتحقيق الأحاديث فليرجع للفصل الخامس .. من السؤال رقم (11) ..

وقد قلنا أنه مازال التجلي مستمر بالفضل والإنعام على النبي في زمن برزخه ؟ .. وأين الدليل على ذلك ؟

قلت لك :

* نعم .. التجلي الإلهي بالعطاء والفضل والإنعام للنبي مستمر حتى وهو في برزخه .. وإليك مجموعة من الأدلة على ذلك ..

1- ولازال يحدث للنبي كما في إحياءه لرد السلام على أمته كما قال النبي ( ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ ) رواه أبو داوود بسند صحيح .

2- ( أَكْثِرُوا عليَّ مِنَ الصَّلاةِ في يومِ الجمعةِ ؛ فإنَّ صَلاةَ أُمَّتي تُعْرَضُ عليَّ في كلِّ يومِ جُمُعَةٍ ، فمَنْ كان أكثرَهُمْ عليَّ صَلاةً ؛ كان أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً ) رواه البيهقي بإسناد حسن . وقال الألباني حسن لغيره .. راجع صحيح الترغيب للألباني ج2 ص297 .

3- عن أبي أيوب الأنصاري ( إنَّ أعمالَكم تُعرَضُ على أقاربِكم وعشائرِكم من أهلِ الآخِرةِ ، فإن كان خيرًا فرِحوا واستبشَروا وقالوا : اللهم هذا فضلُك ورحمتُك ، وأتمِمْ نعمتَك عليه وأَمِتْهُ عليها، ويُعْرَضُ عليهم عملُ المسيءِ فيقولون : اللهم أَلْهِمْهُ عملًا صالحًا تَرْضَى به عنه وتُقَرِّبُه إليك ) أخرجه بن المبارك في الزهد بسند حسن موقوف .. (راجع السلسة الصحيحة للألباني 6/604 تحت 2758) ..

* وقال الألباني : وكونه موقوفا لا يضر ، فإنه يتحدث عن أمور غيبية لا يمكن أن تقال بالرأي، فهو في حكم المرفوع يقينا ..

* وفي رواية أخرى عن أنس بن مالك بلفظ : ( إن أعمالَكم تُعرَضُ على أقاربِكم وعشائرِكم من الأمواتِ ، فإن كان خيرًا استبشَروا به ، وإن كان غيرَ ذلك قالوا : اللهم لا تُمِتْهُم حتى تهديَهم كما هديتَنا ) رواه أحمد .. وقد حسنه الالباني لشواهده ..

* فإذا كان الأموات يدعون لأقاربهم .. والأرواح تتلاقى .. فلماذا عند الجاحدين فضل الله على نبيه .. يقولون .. النبي لا يدعو لأمته وهو في برزخه .. !!

والعجيب أنهم أثبتوا الكرامة لعموم المسلمين بالدعاء لأقاربهم في عالم البرزخ .. وأنكروا ذلك على النبي حبيب الله أن يدعو لأمته من برزخه ..!!

فهل هؤلاء لا يعقلون ما يكتبون ..!!

* وفي رواية أخرى عن عبد الله بن جبير بن نفير قال : ( أنَّ أبا الدَّرداءِ ، كانَ يقولُ : إنَّ أعمالَكُم تُعرَضُ علَى موتاكم ، فيُسرُّونَ ويساؤونَ ) أخرجه نعيم بن حماد في زوائد الزهد .. وذكره الألباني في الصحيحة ..

* فلو اعتقد شخص بعدما سبق .. أن أمة رسول الله لهم خصوصية برزخية تفوق وتفضل على رسول الله .. فهو بذلك يكون قد أثبت على نفسه أنه مخبول عقليا بلا ريب .. !!

* ولا يخفى أن للأنبياء حياة في برزخهم خلاف دعائهم ..  فقد جاء عن أنس بن مالك عن النبي قال (الأنْبياءُ أحياءٌ في قُبورِهِمْ يُصَلُّونَ) أخرجه البزار وأبي يعلى بسند صحيح ..

* يبقى هناك حياة برزخية لا نعلم كيفيتها .. إلا بالقدر الواصل إلينا أن نعرفه فقط .. وكذلك ندرك أنه لا حدود للروح في عالم البرزخ ..!!

**********************************

..:: س51: ما هي الحكمة والكرامة من العلاقة بين الفاتحة والصلاة على النبي والدعاء للميت في صلاة الجنازة ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

يكفيك أن تعرف أن الصلاة على الميت تكون بفاتحة الكتاب وذلك بعد التكبيرة الأولى ، وبالصلاة على النبي وذلك بعد التكبيرة الثانية .. وذلك لما فيهما من كرامة استجابة الدعاء في الميت .. ليه ؟

1- لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا صلَّى أحدُكم فلْيبدأْ بتمجيدِ ربِّه جلَّ وعزَّ والثناءِ عليه ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بعدُ بما شاءَ ) رواه أبو داوود بسند صحيح ..

2- ويقول عبد الله بن مسعود .. ( فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأتُ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ الصَلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللهُ عليه وسلَّم -: " سَلْ تُعْطَهْ .. سَلْ تُعْطَهْ " ) رواه أحمد .. ذكره الألباني في الصحيحة 2301 ..

3- عن عبد الله بن بسر المازني عن النبي قال : (الدعاءُ كلُّه محجوبٌ حتى يكونَ أولُه ثناءً على اللهِ عزَّ وجلَّ وصلاةً على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو فيُستجابُ لدُعائِه) رواه بن بشكوال .. بسند ضعيف .. وله شواهد وطرق لا تجعله يقل عن درجة الحسن .. راجه السلسة الصحيح للألباني برقم 2035 .

4- وَعَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: " إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم " صحيح لغيره .. صحيح الترغيب .

5- وعن علي رضي الله عنه قال: (كلُّ دعاء محجوب حتى يصلي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا .. ورواته ثقات ..

* وراجع الأسئلة السابقة مثل السؤال رقم (41) ، (48) .. حتى تعلم أن الدعاء يجد طريقه إلى الله بعد الثناء عليه والصلاة على النبي ..

* ومما سبق نفهم ما هي الحكمة من الفاتحة والصلاة على النبي في صلاة الجنازة ؟

* لأن سورة الفاتحة تسمى سورة الحمد فهي وسيلة الثناء على الله .. والصلاة على النبي فيها من كرامات الرحمة ما فيها كما علمت .. ولذلك أنت تكون أتبعت النبي في اتباع عناصر التوجه إلى الله .. فيأتي بعد ذلك النتيجة المرجوة وهي (سل تعط .. سل تعط) .. كما قالها النبي لعبد الله بن مسعود  ..

* عشان كده شوف حبيبك النبي صلى الله عليه وسلم بيقول لك إيه لما هتبدأ تدعي للميت :

(إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ) صحيح أبي داوود ..

* ليه الإخلاص في الدعاء .. ؟

لأن بوابة الدعاء اتفتحت إلى السماء بعد ثناءك على الله بسورة الفاتحة ، وبعد صلاتك على نبي الرحمة .. وهذا أوان إخلاصك أنت بقى في إيصال الدعاء بصدق لمن تترحم عليه أي تطلب له الرحمة ..!!

* شفت جمال وحلاوة الصلاة على النبي حتى عند الموت ..!!

وعرفت إيه العلاقة بينها وبين الصلاة على الميت ..!!

لأنها بوابه رفع الحجب عن وقوف الدعاء ..

فكل دعاء محجوب عن الوصول إلا بالصلاة على سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ..

اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه ومن والاه .. آمين يارب العالمين ..

* من كرامات صلاة الجنازة :

1- من حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئَةً ، كُلُهم يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ ) رواه مسلم ..

* وهذا يجعلك تفهم أن الدعاء للغير هو شفاعة له ..

2- وفي رواية أخرى ( مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أرْبَعُونَ رَجُلاً ، لا يُشْرِكُونَ بِالله  شَيْئاً إِلا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيه ). أخرجه مسلم.

3- وفي رواية ثلاثة صفوف (من صلَّى عليهِ ثلاثةُ صفوفٍ فقد أوجَبَ) صحيح الترمذي ..

* قال العلماء في الإختلاف بين الأحاديث مرة مائة ومرة أربعون ومرة ثلاثة صفوف .. هو أن الاصل كان مائة ثم نزل الوحي فجعل الرحمة لوجود أربعون بدلا من مائة .. ثم جعلها الله ثلاثة صفوف ..

* ولي رأي في المسألة ..

أن المائة .. هم المصلون عليه فعليا (ومنهم من يرحل ولا يحضر الدفن) .. والأربعون هم القائمون على جنازته حتى دفنه (حتى ولو لم يبلغوا مائة) وتأمل ألفاظ الحديث في ذلك .. والثلاثة صفوف تحتمل أن تكون شاملة لهذه الأرقام الأربعين والمائة .. والله أعلم .

* ولكن أين هم الأربعون رجلا بحق ..؟!!

وأين هم المائة الذين يخلصون في الدعاء ..؟!!

فقد تكثر الصفوف بالآلاف .. ولا نجد فيهم رجلا ولا مخلصا بالدعاء ..!!

فلا تغتر بكثرة الصفوف ولا بكثرة من يصلي .. وإنما انظر بعين قلبك .. فهل ترى فيهم رجالا صدقوا ما عاهدو الله عليه ..!!

* وقد يسأل الإنسان .. وماذا لو كانت الجنازة من ثلاثة أفراد أو فردين .. ؟

لا تقلق .. فقد يكون أحدهما من الذين قال فيهم حبيب الله صلى الله عليه وسلم .. لو أقسم على الله لأبره .. فلم يكن هذا الميت في حاجة لأربعون ولا لمائة .. وإنما كفاه الله برجل واحد .. كان رجلا حقا .. قال يارب بصدق .. فأجابه الله بحق ..!!

* واعلم رحمك الله أن صلاة الجنازة .. هي أول شفاعة لك تقابلها في منازل عالم الآخرة ..

************************

(شبهة يروج لها جماعة الشَّبْعَانين المُنكرين للحديث الشريف)

..:: س52: هل الصلاة على النبي دعاء قولي أم منهج فعلي ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* مما سبق معرفته في هذا الفصل الطويل الذي أوضحنا فيه العلاقة بين قبول الدعاء والصلاة على النبي .. سواء في جلسة التشهد .. أو الدعاء لنفسك المسبوق بالصلاة على النبي .. أو في صلاة الجنازة .. ندرك من خلالها أمر مهم ..؟!

وهو أن الصلاة على النبي هي قول دعائي مع الله .. وليس فعل اجتماعي مع الناس وليست هي فعل أركان الإسلام من صلاة وصوم وزكاة وحج .. كما يظن بعض الناس ..!!

* وإنما هي وسيلة قرب إلى الله .. قد جعلها الله كرامة لمن يستخدمها في الوصول إليه .. طالبا رحمته والقرب منه سبحانه ..

* والذي يدلك على أنها كرامة مخصوصة .. هو أنك لن تجد أحد يواظب على الصلاة على النبي بكثرة .. إلا بتوفيق من الله وذلك لأنها مدد .. والمدد يؤتيه الله لمن يريد أن يغير من نفسه لمراد الله ورسوله ..!!

* أما الذي يظل يقول .. ليست بالكثرة القولية .. وذلك لأنه عاجز عن الصلاة على النبي .. بل عن الذكر .. حتى ألقى بظلال عجزه على الآخرين حتى يرى منهم ما رآه في نفسه من عجز ...!!

* ويظل يتهم الآخرين الذين يكثرون الصلاة على النبي بأنهم ببغاوات .. ويوهمهم أن الصلاة على النبي هي عمل مع الله وليس قول .. حتى يحرمهم كرامة الله التي حرمه الله منها ..!!

وما أتعس هذا الشخص وما أغباه .. أليس الدعاء هو عمل قولي مع الله .. كحال باقي الأذكار ..!!

* ولكن لما علمنا حال هذا الشخص بتحريضه على منع الصلاة على النبي دعاء له صلى الله عليه وسلم .. فقد علمنا منه أنه محروم من كرامة الله بطريقة ما أو بأخرى .. حتى حرمه من مجرد الدعاء إلى الله بالصلاة على النبي .. فما أبخله هذا الإنسان وما أضله .. بل ما أتعسه لأنه يقينا قام بتحريف الصلاة على النبي عن معناها المطلوب شرعا .. إلى ما يظنه بهواه ..!!

* ولنا معهم عودة على نفس الشبهة إن شاء الله تعالى حينما نقوم بتفسير قوله تعالى (صلوا عليه وسلموا تسليما) ..

اللهم صل على سيدنا محمد .. صلاة تقبل بها دعائنا إليك .. واجعلها وسيلة في رفع الحجاب ودوام الوصل بك والتوكل عليك .. واجعل من الصلاة عليه يوم الصلاة علينا وصلا بمزيد الفضل منك .. وعلى آله وسلم .

****************************

..:: الفصل الثالث عشر ::..

************************

يتبع إن شاء الله تعالى

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..