تابع ج12: رسالة شرح الصلاة والسلام على النبي - كيف يكون النبي في قبره يصلي ، وكيف يرد السلام ، وكيف يكون في عالم الملكوت مع الأنبياء - هل نؤيد عقلانيات الشيخ عبد الهادي الحنبلي في شرحه لمعنى (رد الله إلى روحي) .

بسم الله الرحمن الرحيم

(رسالة)

" شرح الصلاة والسلام على خير الأنام

النبي الأمي محل التجلي والإنعام "

***************

رؤية جديدة في فهم الصلاة على النبي

مفاهيم تجعل قلبك يصلي على النبي

بتذوق إيماني جديد وإحساس مختلف

تذوقات قلبية وإشراقات روحية

وتحقيق مسائل مهمة جدا

تزيدك قربا وحبا للنبي

" تابع : الجزء الثاني عشر "

* فهرس :

:: تابع الفصل الخامس عشر ::

س77: كيف يكون النبي في قبره يصلي ، وكيف يرد السلام ، وكيف يكون في عالم الملكوت مع الأنبياء ؟

س78: هل نؤيد عقلانيات الشيخ عبد الهادي الحنبلي في شرحه لمعنى (رد الله إلى روحي) ؟

*********************************

* بسم الله .. والحمد لله .. اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم ..

* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. هذا استكمال للجزء السابق وهو الثاني عشر .. أحببت إضافته منفردا .. حتى لا يطول الموضوع .. وهو إجابة عن سؤالين فقط نستكمل بهم ختام الفصل الخامس عشر من الموضوع السابق .. 

* نبدأ بسم الله .. توكلت على الله ..

***************************

..:: س77: كيف يكون في قبره يصلي وكيف يرد السلام وكيف يكون في عالم الملكوت مع الأنبياء ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

وكان من جملة الأسئلة التي تتعلق بحديث (رد الله إلى روحي) .. السؤال التالي :

6- كيف يكون في قبره يصلي وكيف يرد السلام وكيف يكون في عالم الملكوت مع الأنبياء ؟

* الجواب على ما سبق .. يكون كما يلي :

هذا السؤال قد يظهر لا يختلف عن رقم (74) ، (75) .. ولكن بصيغة مختلفة قليلا .. حيث أنه يجمع لثلاث أحوال .. منهم حالتين في مكان واحد وهو رد السلام في قبره مع صلاته أيضا في قبره ..!!

* قلت لك :

1- قد تكون الصلاة بمعنى الدعاء وعلى هذا لا إشكال في فهم الأحاديث ..

2- ولو كانت الصلاة بمعنى الهيئة المعلومة من قيام وركوع وسجود .. فهذا عليه دليل اثبات على حياة كاملة للروح مع الجسد ..

* أما عن كيفية هذه الحياة البرزخية وأحوالها كيف تكون .. فلا سبيل إلى معرفة ذلك إلا لمن كشف الله له عن ذلك ..!!

* وفي الحقيقة لا يفيد معرفة الكيفية .. لأن الإيمان هو أن تؤمن أنه يرد عليك السلام .. أما الكيفية فليست أنت مطالب بمعرفتها لأن الله لم يطلب منك أن تتفكر فيها لأنها غيب ولم يخبرك عنها شيئا .. فالخوض في الكيفية ضرب من الظن .. والظن لا يغني من الحق شيئا .. فقف على أن قدرة الله لا حدود لها في الفعل .. وتوقف عند هذا الحد على أنه قدرة إلهية ممنوحة للروح ..!!

* ولا عجب في ذلك .. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم .. يصلي حاضر القلب مع الله .. ويسلم على أمته في تشهد الصلاة .. وفي سجوده بين يدي الله يكون أقرب ما يكون .. بل في كل صلاته منذ قوله "الله أكبر" ..!!

* فلماذا تتعجب وتستغرب من ذلك في عالم البرزخ وله قوانينه الخاصة الغيبية التي لا نعلمها وهي أول مقامات الآخرة للمقربين والمؤمنين .. والعطاءات فيها بغير حساب للمتقين .. فما بالك سيد الأولين والآخرين ..؟!!

 * وانتبه : كما قلت لك لا تنظر إلى أنها قدرة النبي .. وإنما هي عطاءات الله وقدرة الله .. فانتبه ..!! 

*******************************

الرد على عقلانيات

:: الشيخ الحافظ عبد الهادي الحنبلي رحمه الله (المتوفى 744 هجرية) ::

******************************

..:: س78: هل نؤيد عقلانيات الشيخ عبد الهادي الحنبلي في شرحه لمعنى (رد الله إلى روحي) ؟ ::..

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* الشيخ الحافظ عبد الهادي الحنبلي رحمه الله ... وهو من أفاضل العلماء .. قد كتب كتابا يرد فيه على الإمام السبكي رحمه الله لإجازته السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم .. وفي الكتاب تطرق لشرح حديث (رد الله إلي روحي) .. وعلى وجه الخصوص .. ردا على كلام الإمام البيهقي ورأي آخر ولم يذكر صاحبه .. وهو رأي ينسب على ما أظن أنه للقاضي عياض السابق ذكره مع كلام العلماء في شرح الحديث .. وطبعا لم يبلغه جواب الإمامين السيوطي والسندي لأنهما كانا بعده بفترة زمنية طويلة .. راجع السؤال رقم (71) ..!!

* وسبب رد الشيخ عبد الهادي .. هو أنه يرى أن معنى الحديث .. النبي حي بجسده في قبره حياة برزخية وكلما سلم عليه أحد ترد الروح إليه ليسلم عليه .. ثم تعود للرفيق الاعلى .. !!

* وهذا رأي في تفسير الحديث على ظاهره .. ولا حرج أن يأخذ بما يراه صحيحا .. لأنه رأي ذكره بعض العلماء من قبله .. ولكن دون اتهام الآخرين .. مقللا من شأن اجتهادهم .. متهما لأفهامهم بالبطلان .. وكأنه الذي أحاط علما بفهم الحديث ..!!

* ولكن الحقيقة هي أن التفسير الذي ذهب إليه الشيخ لا يتفق مع العقلاء .. بل أثبت العلماء له علل كثيرة ولكن الشيخ تغافل عنها .. من أجل فكرته هو فقط .. والإنتصار لما يراه ..!!

* وقد رد الشيخ السيوطي على من يظن أن رد الروح .. معناه ذهاب وعودة الروح في البدن وقت السلام .. وأظهر فساد ذلك وبطلانه .. كما ذكرنا لك سابقا من كلامه فارجع إليه .. ولا داعي لتكراره هنا .. راجع السؤال رقم (71) وانظر رأي السيوطي والسندي رحمهما الله ..!!

* وما كنت لأقوم بالتعقيب على كلام الشيخ عبد الهادي إلا أني وجدت أسباب دفعتني لذلك :

الاول : كثرة الإشارة من الشيخ عبد الهادي لمنهجية العقل وكأنه صدق نفسه أن ما يقوله هو متفق مع العقل ..!!

الثاني : اعتراضه على العلماء لم يعجبني وكأنك تشم منه سخرية على أصحاب الآراء الأخرى .. بدليل الإستنكار العقلي .. وهذا شيء لا يتم اتهام علماء به وإنما يتم اتهام جهلاء وضلالية ونصابين ..!!

الثالث : وجدت البعض من الذين استهوتهم الشياطين على النت يستدلون بكلامه ويستبيحون علماء المسلمين بمنتهى الوقاحة .. ويجعلون من كلام الشيخ عبد الهادي وكأنه هو وحي يوحى بدلا من كونه مجرد رأي .. !! حتى تكلموا على العلماء الذين استدلوا برأي الإمام البيهقي أو الإمام السيوطي والإمام السندي .. واتهموا هؤلاء العلماء بأحقر الإتهامات على أنهم بدعيون ضلالية .. ثم زعموا لأنفسهم أنهم عقلاء مستدلين بكلام الشيخ عبد الهادي .. وكأن كلامه أصبح شرعا علينا أن نتعبد به .. وإذا أنت لم تؤمن بكلامه فأنت ضال وبدعي .. !!

* ولذلك أحببت أن أكشف لكم مدى ضآلتهم العقلية في الإتباع الأعمى القائم على سقوط العقل في أوحال الغباء ..!!

فاحترس يا مسلم من جماعة الظلام التي عزمت على تحقير من سواهم .. ولا تجالسهم حتى يتوبوا عن تحقيرهم للمسلمين .. ويتوبوا عن سلوكهم منهجية تبديع المسلمين وتكفيرهم .. ويتوبوا عن اتخاذهم أهوائهم آلهة لهم من دون الله ..!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!

ولا يتبقى إلا أن نقول .. نعوذ بالله من حجاب الأهواء والغباء والجهلاء ..!!

رابعا: وأحببت أن أكشف لكم أن التعصب الأعمى .. ما هو إلا اتباع هوى نفس .. ودائما وأبدا لن تجد لمتعصب حجة عقلية مستقيمة .. لأنه لم ينتصر لله ورسوله وإنما أراد أن ينتصر لفكره ومذهبه ..!!

* وكل إنسان بقدر ما يفرق بين المسلمين .. ويتبع الهوى .. ويجعل من كلام مشايخه شرعا يفرضه على الناس كأنه دين ويخون المسلمين بإيهامهم أن هذا دين .. بقدر ما سيجد عقوبة هذه التفرقة والخيانة في الدين .. عاجلا أم آجلا ..!!

خامسا : تبقى لك أن تعرف أنني لا اختلف مع الشيخ عبد الهادي في استدلالاته الشرعية أو حتى في تحقيقه للأحاديث .. وكيف وهو عالم بالحديث ..!!

(ما عدا حديث "مَن صلَّى عليَّ عندَ قَبري سمِعتُهُ ") فقد غفل عنه الطريق الآخر للحديث .. ولعل الله حجبه عنه حتى يعلم المسلم أن لا يتطاول على أحد ويحتقره ويستخف به .. وكأنه عالم زمانه فقط ..!!  وقد ذكرت لك الطريق الآخر للحديث في السؤال رقم 57 فارجع إليه) ..

* وسبب عدم تتبعه فيما استدل به .. لأنه استدل بما لا يوصله إلى مراده الذي أراد الوصول إليه .. وهذا يعلمه ذو العقل البسيط لمجرد قرائته في استدلالاته .. فظل يتخبط يمينا ويسارا .. وغرضه أن يطعن في تفسير كلام الإمام البيهقي وما أيده من علماء الأمة .. وهيهات أن يصل لذلك .. لأن تفسيره هو مردود عليه جملة وتفصيلا ..!!

* ولذلك لم أناقشه فيما تكلم عليه من استدلالات شرعية لبعدها عما أراد الوصول إليه .. وإنما أناقشه فيما احتكم إليه من معقولات قام ببنائها على ما زعمه من استدلالات شرعية توهمها للوصول إلى مراده .. وهو يظن أنه بذلك كان عاقلا في استدلالاته .. وكأنه يتهم من سبقوه بقلة العقل في اجتهادهم .. ومراده هو بطلان ما ذهبوا إليه كما قال في آخر رده .. وهيهات أن يكون له ذلك .. ويكفي أهل العلم في الرد على رأيه ما ذكرة بعد ذلك تفصيليا الإمامين السيوطي والسندي رحمهما الله .. ولكن هنا نناقشه في مدلولاته العقليه رحمه الله ..!!

************************

..:: ما سنناقشه من بعض كلام الشيخ رحمه الله ::

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

* وإليك ما سنناقشه من كلام الشيخ نفسه حتى تعلم خطأ ما ذهب إليه .. فقال :

فإن قيل: ما معنى قوله إلا رد الله علي روحي؟

قلت: فيه جوابان .

أحدهما: ما ذكره الحافظ أبو بكر البيهقي أن المعنى إلا وقد رد الله علي روحي يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مات ودفن رد الله عليه روحه لأجل سلام من يسلم عليه واستمرت في جسده صلى الله عليه وسلم.

والثاني: يحتمل أن يكون رداً معنوياً، وأن تكون روحه الشريفة مشتغلة بشهود الحضرة الإلهية والملأ الأعلى عن هذا العالم، فإذا سلم عليه أقبلت روحه الشريفة على هذا العالم لتدرك سلام من يسلم عليه ويرد عليه.

قلت: هذان الجوابان المذكوران في كل واحد منهما نظر ..

* أما الأول وهو الذي ذكره البيهقي في الجزء الذي جمعه في حياة الأنبياء عليهم السلام بعد وفاتهم فمضمونه رد روحه صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى جسده واستمرارها فيه قبل سلام من يسلم عليه، وليس هذا المعنى المذكور في الحديث، ولا هو ظاهره، بل هو مخالف لظاهره، فإن قوله: ((إلا رد الله علي روحي)) بعد قوله: ((ما من أحد يسلم علي)) يقتضي رد الروح بعد السلام ، ولا يقتضي استمرارها في الجسد .

* وليعلم أن رد الروح إلى البدن وعودها إلى الجسد بعد الموت لا يقتضي استمرارها فيه، ولا يستلزم حياة أخرى قبل يوم النشور نظير الحياة المعهودة، بل إعادة الروح إلى الجسد في البرزخ إعادة برزخية، لا تزيل عن الميت اسم الموت.

* وقد ثبت في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور في عذاب القبر ونعيمه في شأن الميت وحاله أن روحه تعاد إلى جسده، مع العلم بأنها غير مستمرة فيه وأن هذه الإعادة ليس مستلزمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت، بل هي أنواع حياة برزخية ..

الصارم المنكي ص223

* ثم قال في مكان آخر بعد أن استدل بحدوث الحياة في القبر .. وقام بتضعيف كثير من الأحاديث في ذلك وأحسبه على صواب فيما ذهب إليه .. ثم قال :

وفي الجملة: رد الروح على الميت في البرزخ ، ورد السلام على من يسلم عليه لا يستلزم الحياة التي يظنها بعض الغالطين ، وإن كان نوع حياة برزخية وقول من زعم أنها نظير الحياة المعهودة مخالف للمنقول والمعقول ، ويلزم منه مفارقة الروح للرفيق الأعلى وحصولها تحت التراب قرناً بعد قرن ، والبدن حي مدرك سميع بصير تحت أطبقا التراب والحجارة ولوازم هذا الباطلة مما لا يخفى على العقلاء .

* وبهذا يعلم بطلان تأويل قوله : (إلا رد الله علي روحي) ، بأن معناه إلا وقد رد الله علي روحي ، وإن ذلك الرد مستمر وأحياءه الله قبل يوم النشور وأقره تحت التراب واللبن، فيا ليت شعري هل فارقت روحه الكريمة الرفيق الأعلى ؟ واتخذت بيت تحت الأرض مع البدن ، أم في الحال الواحد هي في المكانين ؟

* وهذا التأويل المنقول عن البيهقي في هذا الحديث قد تلقاه عنه جماعة المتأخرين .. والتزموا لأجل اعتقادهم له أمور ظاهرة البطلان ، والله الموافق للصواب.

الصارم المنكي في الرد على السبكي ص225

* وقال رحمه الله عن الرأي الثاني الذي هاجمه :

وأما الجواب الثاني : وهو أن هذا رد معنوي ، فإن الروح مشتغلة بالحضرة الشريفة ، والملأ الأعلى عن هذا العالم، فإذا سلم المسلم عليه التفتت إليه لرد سلامه، فهذا الجواب فيه نوع من الحق، لكن صاحبه قصر فيه غاية التقصير مع أنه لا يصح على أصل شيوخه ومتبوعيه في علم الكلام.

فإن الروح ليست عندهم ذاتاً قائمة بنفسها منفصلة عن البدن حتى تكون في الملأ الأعلى والبدن في القبر، بل هي عندهم عرض من أعراض البدن كحياته وقدرته وسمعه وبصره وسائر صفاته وحياة البدن مشروطة بها وموته قطع هذه الصفة عنه ..

الصارم المنكي ص226

**************************

:: مناقشه لما ذكره الشيخ عبد الهادي رحمه الله ::

* قلت خالد (صاحب الرسالة) ..

1- قول الشيخ أن للحديث فيه جوابان .. هو قول خاطيء .. لأنه قبل عصر الشيخ كان في شرح الحديث عدة أجوبة ولكنه اكتفى بالرد على جوابين .. !!

ثم جاء الإمام السيوطي رحمه الله بعده بزمن .. وأوصل الجوابات إلى خمسة عشر جواب .. ولكنه أيضا رحمه الله اكتفى منها بالجواب الذي أثبتناه في مفهوم معنى رد روح النبي .. ورد المعنى الظاهري للحديث وأثبت بطلانه كما أوضحناه في كلام العلماء رحمهم الله .. فارجع إليه ..

1- قول الشيخ (وليعلم أن رد الروح إلى البدن وعودها إلى الجسد بعد الموت لا يقتضي استمرارها فيه) ..

* فنقول له : هذا القول يحتاج منه إلى دليل وإثبات على عدم الاستمرار في الجسد .. وهذا أمر غيبي .. لا يثبت إلا بوحي .. وقد ثبت أن الأنبياء أحياء في قبورهم .. فما الذي يمنع استمرار الحياة طالما قد ردت الروح إليهم ؟!!

فأي عقل ينكر ذلك .. ؟!!

2- قول الشيخ (ولا يستلزم حياة أخرى قبل يوم النشور نظير الحياة المعهودة، بل إعادة الروح إلى الجسد في البرزخ إعادة برزخية، لا تزيل عن الميت اسم الموت ) ..

* فنقول له : ومن قال للشيخ أن هناك أحد من المسلمين قال أن النبي له حياة معهودة كالتي كانت في حياته بين أصحابه ؟!! .. ولم يفهمنا الشيخ ما المقصود وراء مصطلح (إعادة برزخية) .. وكأنه يختبيء وارء هذا المصطلح ..!!

3- أما عن قوله ( لا تزيل عن الميت أسم الموت) ..

* فنقول له :  فهذا أمر مخزي أن يقول الشيخ مثل ذلك .. لأن وصف الميت هو يكون بالنسبة لعالم أهل الدنيا وليس بالنسبة لعالم أهل البرزخ ..!!

وكيف لم يقف الشيخ على كلام الله ورسوله .. حيث أثبت النبي الحياة للأنبياء .. وأثبت القرآن الحياة للشهداء .. والشيخ يقول أن وصف الميت لا يزال بالإعادة البرزخية .. !!

بل يزال عنهم وصف الميت في عالم البرزخ ..!!

* بل وهناك حياة لعموم المؤمنين .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام)) وهو صحيح الإسناد ..

* فهل نكذب كلام الله وكلام النبي عشان خاطر الشيخ عبد الهادي عاوز يقول أنهم أموات ولكن لهم حياة برزخيه ..!!

نعم لهم حياة برزخية .. ولكن لا يوصفون في عالم البرزخ بالأموات ..!!

4- قول الشيخ في رد روح الميت في قبره فقال : ( مع العلم بأنها غير مستمرة فيه وأن هذه الإعادة ليس مستلزمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت، بل هي أنواع حياة برزخية ) ..

* ونقول له : من أين أثبت باليقين أن روحه ليست مستمرة فيه .. فهل اطلعت على غيب البرزخ ؟!! أم جاءك وحي بذلك .. أم هو تقوُّل على الله ؟!!

* ولازال الشيخ يصر على تلاعب لفظي يكتبه عن الذين توفاهم الله وانتقلوا للبرزخ .. وكأنه يقول :

هو ميت ولكن غير ميت .. فله حياة برزخ ؟!! وله حياة برزخ ولكنه ميت ..!!

فما هذا الاستخفاف العقلي .. وأي عقل يقبل بهذا الكلام ..!!

5- وأي وهم هذا الذي يتكلم فيه حينما قال (ليس مستلزمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت) ..

* فنقول له : بل هي مزيلة لاسم الموت بنص كلام النبي وبنص القرآن .. كالشهداء الأحياء عند ربهم .. !!

* ويكرر الشيخ مصطلح "حياة برزخية" ..!!

فهل قال أحد أن حياتهم دنيوية .. !!

* فهل قال شخص أن النبي يأكل ويشرب ويتزوج وينجب ويشرع في قبره .. ؟!!

ما هذا السخف العقلي في التصور للحياة البرزخية ..!!

* وكونك تثبت أن هناك أنواع للحياة البرزخية .. فلماذا تثبت لها الموت ؟!!

وطالما حياة برزخية لماذا تخضعها لقوانين حياة عالم الدنيا .. وتسميهم أموات ..؟!!

ما هذا التضارب العقلي .. شيء غريب ..!!

6- أما عن قوله (رد الروح على الميت في البرزخ، ورد السلام على من يسلم عليه لا يستلزم الحياة التي يظنها بعض الغالطين ، وإن كان نوع حياة برزخية )

* فنقول له : فكيف يتم فهم رد الروح على الميت ؟!! إلا أنه شخص حي في قبره كما الشيخ بنفسه أقر بذلك في كلامه ..!!

فالشيخ يخلط بين ما للأحياء من معاني وما للأموات من معاني ..!!

فالأحياء بالنسبة لهم من انقضى أجلهم فهم أموات .. ولكن بالنسبة لأصحاب البرزخ أنفسهم لا يسمون أنفسهم أموات .. ولم يسمي النبي الانبياء أنهم أموات ولا القرآن وصف الشهداء أنهم أموات .. فلماذا الشيخ يدلس ويخلط في الكلام ..!!

7- أما عن قوله : (وقول من زعم أنها نظير الحياة المعهودة مخالف للمنقول والمعقول، ويلزم منه مفارقة الروح للرفيق الأعلى وحصولها تحت التراب قرناً بعد قرن، والبدن حي مدرك سميع بصير تحت أطبقا التراب والحجارة ولوازم هذا الباطلة مما لا يخفى على العقلاء ) ..

* فنقول له : فلا أدرى أي منقول هذا الذي يتكلم عنه وقد أنكر الحياة من كلام النبي وكلام الله ..!! ثم أثبتها بقوله "حياة برزخية" .. فهل قال أحد من المسلمين أنها حياة دنيوية ؟!! 

* أما عن المعقول .. فلا أدرى أي عقل هذا الذي تطاول به على قدرة الله حتى كأنه أعجز القدرة الإلهية عن ديمومية الحياة في الأجساد .. وكأن الشيخ ظن أن القدرة الإلهية محصورة في فعله بالأجساد ..!!

وكأن الشيخ جعل قوانين البرزخ كقوانين الحياة الدنيا .. وظن أن النبي يعيش تحت التراب قرنا بعد قرن ؟!!

فهل هذا كلام عقلاء ..!!

لا حول ولا قوة الا بالله ..!!

* فهل الحياة البرزخية محكومة بقوانين الدنيا ؟!!

في دين مين الكلام ده يا شيخ ؟!!

فإذا كان المؤمن يمد له قدر بصره في قبره ، ويكون روضة من رياض الجنة .. فما بالك بسيد الأنبياء والمرسلين ..؟!!

أفلا تعقلون ..!!

8- أما عن قول الشيخ منكرا حياة البدن وإدراكه : ( والبدن حي مدرك سميع بصير ) ..

* فنقول له : نعم يا شيخ البدن مع اتصاله بالروح حي بصير سميع .. وإلا فما فائدة اتصال الروح بالبدن .. ؟!!

وكيف يسمع النبي سلام من يسلم عليه في قبره وكيف يرد عليه السلام .. فهل يسمع ويرد وهو أبكم وأخرس وأعمى .. (حاشاه) صلى الله عليه وسلم ..؟!!

بل الشيخ هو من ضل في عقله لينتصر لهواه ..!!

9- وطالما الشيخ قال (كما لا يخفى على العقلاء ) ..

* فنقول له : هل من العقل أن تقول لإنسان أن فلان جسده فيه روح ولكنه ميت ؟!!

فلنترك العقلاء يقررون هذه المسألة ..!!

لأن من يقل بذلك فهو بالتأكيد فقد الأهليه العقلية للتعامل معه ..!!

مش كده ولا إيه ؟!!

10- ما الذي يمنع استمرار الروح في الجسد ..؟!! فالذي يمسك الروح عنده هو الله .. والذي يرد الروح في الجسد هو الله .. أيعجز الله على ديمومية ذلك للنبي .. في الملكوت الاعلى وفي الجسد .. ..!!

فإذا كان الإنسان في عالم الدنيا .. يكون جسده نائما وبه الروح .. وايضا روحه تحلم وترى من خلال سياحتها في الكون ..؟!!

فما الذي يمنع ان يجعل الله للروح القدرة بتواجدها في اكثر من مكان يا شيخ ؟!! أطلع على قدرة الله أو علم الروح ؟!!

أفلا تعقلون ..؟!!

* الغريب أن الشيخ احتج بنفسه بهذا الكلام الذي رددت عليه .. ولكنه استدل به في رده على الجواب الثاني .. وكأنه يناقض نفسه ويتضارب في أقواله رحمه الله .. (راجع الصرم المنكي ص226-227) ..!!

11- الشيخ يحتج قائلا (فيا ليت شعري هل فارقت روحه الكريمة الرفيق الأعلى) .. ؟

* فنقول له : ويا ليت شعري حينما كان النبي يرد السلام على من يسلم عليه .. أين كانت روحه .. أليست في جسده الشريف ..؟!! أليس هذا كان فيه مفارقة للرفيق الأعلى في هذه اللحظة .. ؟!! أفلا تعقلون يا شيخ ؟!!

* فإذا أنت أثبت المفارقة لمجرد رد السلام .. فقد أثبت المفارقة للرفيق الأعلى ولو بقدر رد السلام .. وهذا محض ضلال في الفهم .. ومخالفة للعقلاء تماما .. لأن النبي لم يفارق الرفيق الأعلى في حياته ولا في مماته .. ففي حياته معلوم من الحديث الصحيح (أبيت عند ربي يطعمني ويسقين) .. !!

أفلا تعقلون ؟!!

12- ثم قال الشيخ مستكملا عقلانياته في إنكاره عن وجود الروح بالملأ الاعلى وفي القبر الشريف فيقول : (أم في الحال الواحد هي في المكانين) ؟!!

* فنقول له : لو كان العقل مستقيم المعنى عند الشيخ لكان أدرك انه يجوز وجود الروح في مكانين .. فالنائم تكون روحه في مكانين .. جزء متعلق بالجسد وجزء في ملكوت الله ..!!

ومثاله قول النبي (أبيت عند ربي يطعمني ويسقين) ..!! فجسده له متعلق بروحه الشريفه بدليل حياته .. ولكن كانت روحه في تبيت عند الله ؟!!

* فأي سخافة عقلية هذا التي يأتي بها الشيخ ..!! ويزعمها وكأنها عقل ..!!

فإذا كان ما يزعمه هو العقل .. فنعوذ بالله من حجاب الأهواء والغباء والجهلاء ؟!!

* والغريب أن الشيخ بنفسه أثبت ذلك ؟!! فقال رحمه الله في كلام بديع جدا وجميل :

فهذه روح النائم متعلقة ببدنه وهي في السماء تحت العرش، وترد إلى البدن في أقصر وقت، فروح النائم مستقرها البدن تصعد حتى تبلغ السماء، وترى ما هنالك ولم تفارق البدن فراقاً كلياً وعكسه أرواح الأنبياء والصديقين والشهداء مستقرها في عليين وترد إلى البدن أحياناً، ولم تفارق مستقرها، ومن لم ينشرح صدره لفهم هذا والتصديق به فلا يبادر إلى رده وإنكاره بغير علم، فإن للأرواح شأناً آخر غير شأن الأبدان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وهذا قرب الروح نفسها من الرب ولم تفارق البدن، والرب تعالى فوق سمواته على عرشه)) ص228

13- تبقى أن نقول للشيخ .. لو افترضنا صحة رأية من أن النبي تعود له روحه وقت رد السلام ليسلم على من يسلمون عليه .. فهذا يعني أنه دائم الحضور في قبره بجسده حيا لأن المؤمنون في كل زمان ومكان يصلون ويسلمون عليه .. أليس هذا معناه دوام حضور روحه الشريفة في بدنه وفي قبره صلى الله عليه وسلم ..؟!!

أفلا تعقلون ؟!!

14- لو لم يكن هناك حياة في عالم البرزخ لأجساد تسمع وتبصر .. فكيف كان يتم عذاب القبر للذي كان يمشي بالنميمة والذي لا يتنزه عن بوله ؟!!

أفلا تعقلون ..!!

15- الخلاصة أن الشيخ يريدك أن تفهم أن الروح لها تعلق بالجسد وليس لها ديمومية الاستمرار في الجسد ..!!

ولكن كيف له إثبات عدم الديمومية وأن يحجر على قدرة الله .. ويتجرأ على التقول في مسألة غيبية لا برهان له فيها .. إلا مجرد الظن ..!!

وطالما الروح لها تعلق بالجسد فهذا يجعل لها وصف الحياة كما حياة الشهداء .. !!

فلا داعي للتلاعب بالألفاظ لنقول أنه ميت ولكن له حياة برزخية ..!!

لأن لفظ الموتى يكون بالنسبة للأحياء وليس للذين يعيشون حياة برزخية .. !!

فهل قال أحد عن النبي أنه يخرج من قبره ليقوم بتعليم الحديث الشريف وتفسير القرآن ..!!

ما هذا الإستخفاف العقلي ..!!

16- ختاما : كان للشيخ عبد الهادي ردا على الرأي الثاني الخاص بمفهوم الحديث وهذا الرأي هو فيما معناه : الروح مشتغلة بالحضرة الشريفة ، والملأ الأعلى عن هذا العالم ، فإذا سلم المسلم عليه التفتت إليه لرد سلامه ..!!

* فقال الشيخ (فهذا الجواب فيه نوع من الحق، لكن صاحبه قصر فيه غاية التقصير) ..!! ثم زعم فقال(فإن الروح ليست عندهم ذاتاً قائمة بنفسها منفصلة عن البدن) ..

فمن أين زعم الشيخ عبد الهادي أن أصحاب هذا الرأي يقولون بأن الروح عندهم ليست ذاتا منفصلة عن البدن ..؟!!

ثم أخذ يستنتج أوهام لا وجود لها إلا في خياله فقط على أصحاب هذا الرأي الذي هو أيضا رأيه في الحقيقة .. !!

* ويكفينا في الرد عليه : هو أننا لا نختلف معه في الرد الذي ذكره أو الادلة التي استدل بها أو العقيدة التي قال بها .. بلا كلامه كان رائع في هذا الرد ..

فلو قال أحد بما ظنه الشيخ فعلا .. فهو معه حق فيما قاله جملة وتفصيلا .. ولا ملامة عليه .. بل جوابه كان أكثر من رائع .. ولكن من أين ظن هذا الي توهمه من أصحاب الرأي الثاني ..؟!!

* فالمسلمون لم يقل أحد فيهم أن الروح والجسد حقيقة واحدة .. بل يقولون أن الروح له حقيقة والجسد له حقيقة .. والأرواح مخلوقة قبل الأجساد .. !!

فلا أدري لماذا الشيخ عبد الهادي أخذ يجادل في شيء لا وجود له في الرأي الثاني من أساسه .. وقد اخترعه من لا وجود ..!!

فهل من العقل .. أن اعترض على ما لم يصرح أو يقل به الآخر ..؟!!

شيء غريب وعجيب ..!!

* ولذلك أعرضت عن التعرض لكلامه في الرد الثاني لأنه قولا مختلق منه على قول لم يذكر صاحبه ما ذهب إليه الشيخ عبد الهادي إلا محض خيال منه وتوهم منه فقط للمجادلة ، والانتصار لما يزعمه أنه العقل ..!!

* وبما سبق يتبين لك خطأ ما ذهب إليه الشيخ عبد الهادي رحمه الله فيما ذكرناه .. ولا يخفى عليك مدى ضآلة من اتبعوه في عقلانياته في فهم الحديث .. ويزعمون أنهم عقلاء .. حتى نهشوا في علماء الأمة واتهموهم بالبدعة والضلال ..!!

اللهم إنا نعوذ بك من حجاب الأهواء والغباء والجهلاء ..!!

* وهذا ختام الرد على ما ذكره الشيخ رحمه الله .. وغفر له ..!!

* احذر يا مسلم من جماعات الظلام :

* يا مسلم : انتبه من جماعات الظلام الذين يتعبدون بكلام المشايخ ويجعلون منه شرع ديني ..!! واحترم عقلك .. ولا تجعل أحد يستخف بعقلك أو يخونك في دينك .. فيجب عليك أن تعرف وتتحقق . حتى لا يوهمك جماعات الظلام بأن كلامهم هو شرع ودين .. وهو في الحقيقة مجرد رأي .. وقد يكون رأي لا يرتقي ليحترمه أهل العقل .. !!

* يا مسلم لا تنخدع بمن يقول لك : إذا لم تؤمن بهذا الكلام فأنت بدعي وضال ..!!

لا تصدقه فهذا شخص كاذب ولا تشك في هذا .. واهجره وابتعد عنه .. حتى لا ينزل الله بك ظلمة الحجاب والغباء على قلبك من وقوفك معه .. !!

لأنه إذا كان قلبه تجرأ على الله وأدخلك دائرة العقاب الإلهي لأن مشايخه قالوا ذلك ..!! فلا تستبعد أن يحتقرك أو يقاتلك حتى تعتقد في كلامه ..!!

* فابتعد عنهم وقل سلام .. حتى يأذن الله بتطهير بلادنا منهم .. أو يتوب الله عليهم ويكرمهم بالأدب في الحوار .. ويتوقفوا عن الخيانة في العلم الديني ..!!

حسبنا الله ونعم الوكيل .. هو مولانا .. !!

والله أعلم بالصواب ..

**********************
..:: الفصل السادس عشر ::..
***********************

يتبع إن شاء الله تعالى

******************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..