ج19: تجربتي الروحية مع الصلاة - هل يجوز الصلاة على النبي في التشهد الأوسط - هل الصلاة على النبي في التشهد الأخير واجبة - هل يجوز قول سيدنا في الصلاة على النبي - ما حكم من نسي التشهد الأوسط - ما حكم من نسي التشهد الأخير - ماذا تفعل لو نسيت أن تسجد سجدتي السهو وقمت بالتسليم - وماذا تفعل لو تكلمت مع أحد بعد ختام الصلاة .. وتذكرت أنه كان عليك ركعة ناقصة أو كان عليك أن تسجد للسهو - مكفرات الذنوب بعد ختام الصلاة - الصلاة على النبي سر الكرامة في استجابة الدعاء فلا تحرم نفسك من هذه الكرامة.

من رسائل التنبيهات في الطريق إلى الله

حتى لا تسقط نفسيا وتنحرف عن الطريق

(الرسالة الثالثة)

(تجربتي الروحية في تذوق الصلاة)

(11)

" الجزء التاسع عشر"

* فهرس :

..:: الفصل الثالث والعشرون ::.. مسائل متعلقة بالصلاة على النبي ..

1- مسألة (20) : هل يجوز الصلاة على النبي في التشهد الأوسط ؟

2- مسألة (21) : هل الصلاة على النبي في التشهد الأخير واجبة ؟

3- مسألة (22) : هل يجوز قول سيدنا في الصلاة على النبي ؟

..:: الفصل الرابع والعشرون ::.. مسائل متعلقة بتشهد الصلاة ..

4- مسألة (23) : ما حكم من نسي التشهد الأوسط ؟

5- مسألة (24) : ما حكم من نسي التشهد الأخير ؟

..:: الفصل الخامس والعشرون ::.. مسائل عامه ..

6- مسألة (25) : ماذا تفعل لو نسيت أن تسجد سجدتي السهو وقمت بالتسليم ؟

7- مسألة (26) : وماذا تفعل لو تكلمت مع أحد بعد ختام الصلاة .. وتذكرت أنه كان عليك ركعة ناقصة أو كان عليك أن تسجد للسهو ؟

..:: الفصل السادس العشرون ::.. بعد الختام من الصلاة ::

8- الصلاة على النبي سر الكرامة في استجابة الدعاء فلا تحرم نفسك من هذه الكرامة ؟

9- مكفرات الذنوب بعد ختام الصلاة ؟

 **************************************

..:: الفصل الثالث والعشرون ::..

:: مسائل متعلقة بالصلاة على النبي بعد التشهد ::

*******************************

مسألة (20)

..:: هل يجوز الصلاة على النبي في التشهد الأوسط ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* للتذكرة : التشهد المقصود به (التحيات لله والصلوات والطيبات ... إلى قوله .. وأشهد أن محمد عبده ورسوله ) ..

أما ما بعد ذلك فهو يسمى بالصلاة الإبراهيمية .. !!

* نعود لنجيب على السؤال .. فنقول :

* مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأوسط قد أجازها بعض من العلماء ..، واختار الجمهور عدم استحباب ذلك لأن الأصل هو قول التشهد فقط ..

* ومن أدلة من أجاز ذلك :

* عن السيدة عائشة قالت : (كنَّا نُعِدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سواكَهُ وطَهورَهُ فيبعثُهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لما شاءَ أن يبعثَهُ منَ اللَّيلِ فيستاكُ ويتوضَّأُ ويصلِّي تسعَ ركعاتٍ لا يجلسُ فيهنَّ إلَّا عندَ الثَّامنةِ ويحمَدُ اللَّهَ ويصلِّي على نبيِّهِ ويدعو بينهنَّ ولا يسلِّمُ تسليمًا ثمَّ يصلِّي التَّاسعةَ ويقعدُ ـ وذَكرَ كلمةً نحوَها ـ ويحمدُ اللَّهَ ويصلِّي على نبيِّهِ ويدعو ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يُسمِعُنا ثمَّ يصلِّي ركعتينِ وهوَ قاعِدٌ) صحيح النسائي .

* وعلى رأي هؤلاء : فيكفي أن يقول المصلي بعد التشهد الأوسط (اللهم صل على محمد) .. دون كل الصلاة الإبراهيمية .. ثم يقوم للركعة الثالثة بعد ذلك ..

* ومن أدلة الجمهور ..:

 من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: (عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، فَكُنَّا نَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ اللهِ حِينَ أَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا جَلَسَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ، وَفِي آخِرِهَا عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " ..

قَالَ: " ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ تَشَهُّدِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ يُسَلِّمَ ) رواه أحمد برقم4382 – وقال الهيثمي : رجاله ثقات ..

* فتبين من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهض بعد انتهاء التشهد الأوسط .. بغير صلاة على النبي ولا دعاء .. بل هذا يحدث في جلسة تشهد ختام الصلاة .. وليس التشهد الأوسط ..!!

* وختاما لما سبق : لا شيء على المصلي لو زاد الصلاة على النبي في التشهد الأوسط .. عن غلبة حال أو عن نسيان أو سهوا أو عمدا .. فصلى على النبي .. ولكن الأصوب هو أن تكون الصلاة على النبي في التشهد الأخير فقط ..!!  

والله أعلم ..

*******************************

مسألة (21)

..:: هل الصلاة على النبي في التشهد الأخير فرض أم سنة ؟ ::..

* جاء في الموسوعة الفقهية :

 الصَّلاَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ (الصَّلاَةُ الإْبْرَاهِيمِيَّةُ) :

* ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ : إِلَى أَنَّ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّشَهُّدِ الأْخِيرِ سُنَّةٌ ، وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ خِلاَفٌ فِي أَنَّ الْمَشْهُورَ: هَل هِيَ سُنَّةٌ أَوْ فَضِيلَةٌ ؟

- وَأَفْضَل صِيَغِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هِيَ: (اللَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آل إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آل إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

- وَهِيَ - أَيْضًا - أَفْضَل صِيَغِ الصَّلاَةِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ لَكِنْ بِحَذْفِ (إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) الأْولَى .

* وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ : إِلَى أَنَّ الصَّلاَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأْخِيرِ رُكْنٌ .

- وَقَدْ أَخَذَ الْحَنَابِلَةُ بِصِيغَةِ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، وَهِيَ أَفْضَل الصِّيَغِ عِنْدَهُمْ. وَلَكِنْ يَتَحَقَّقُ رُكْنُ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْل: (اللَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ) .

وَصَرَّحُوا بِأَنَّهُ لاَ يَجُوزُ إِبْدَال آلٍ بِأَهْلٍ ؛ لأِنَّ أَهْل الرَّجُل أَقَارِبُهُ أَوْ زَوْجَتُهُ ، وَآلَهُ أَتْبَاعُهُ عَلَى دِينِهِ.

- وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: أَقَل الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيِّ: (اللَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ) فِي التَّشَهُّدِ الأْخِيرِ .. وَالسُّنَّةُ: (اللَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آل إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آل إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).

موسوعة الفقه الكويتية ج27 ص97-98

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* ملحوظة : معنى كونها ركن .. أي مثل ركعات الصلاة ..  أي إن الصلاة تكون باطلة إن تركتها عمدا .. أما لو تركتها سهوا وسلمت بعد التشهد مباشرة .. ثم تذكرت وأنت جالس على المصلاة أنك نسيت تصلي على النبي .. فعليك وأنت جالس أن تعيد التشهد وتصلي على النبي بالصلاة الابراهيمية بأي صيغة .. ثم تسجد سجدتي سهو ثم تسلم يمينا ويسارا  ..!!

*********************

مسألة (22)

..:: هل يجوز قول سيدنا في الصلاة على النبي ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- في الصلاة لا يصح لك ذلك .. لأنك في حالة وصل بسيدك ومولاك الذي خلقك .. !!

2- أما في غير الصلاة .. فقل ما تريد كيفما تشاء من توقير لفظي للنبي صلى الله عليه وسلم ..!!

* جاء في الموسوعة الكويتية :

* وَرَدَ لَفْظُ الصَّلَوَاتِ الإْبْرَاهِيمِيَّةِ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ مَأْثُورًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ (سَيِّدِنَا) قَبْل اسْمِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

* وَأَمَّا إِضَافَةُ لَفْظِ (سَيِّدِنَا) فَرَأَى مَنْ لَمْ يَقُل بِزِيَادَتِهَا : الاِلْتِزَامَ بِمَا وَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأِنَّ فِيهِ امْتِثَالاً لِمَا وَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ فِي الأْذْكَارِ وَالأْلْفَاظِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُ، كَالأْذَانِ وَالإْقَامَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَالصَّلاَةِ الإْبْرَاهِيمِيَّةِ.

* وَأَمَّا بِخُصُوصِ زِيَادَةِ (سَيِّدِنَا) فِي الصَّلاَةِ الإْبْرَاهِيمِيَّةِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ : فَقَدْ ذَهَبَ إِلَى اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ الْمُتَأَخِّرِينَ كَالْعِزِّ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ وَالرَّمْلِيِّ وَالْقَلْيُوبِيِّ وَالشَّرْقَاوِيِّ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ ، وَالْحَصْكَفِيِّ وَابْنِ عَابِدِينَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ مُتَابَعَةً لِلرَّمْلِيِّ الشَّافِعِيِّ ، كَمَا صَرَّحَ بِاسْتِحْبَابِهِ النَّفَرَاوِيُّ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ .

* وَقَالُوا: إِنَّ ذَلِكَ مِنْ قَبِيل الأْدَبِ ، وَرِعَايَةُ الأْدَبِ خَيْرٌ مِنَ الاِمْتِثَال، كَمَا قَال الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ  .

موسوعة الفقه الكويتية ج11 ص345-346

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

ولكن الرأي الأصوب الذي أراه في المسألة هو الذي عليه غالب علماء المسلمين .. وهو أنه لا يصح تسويد النبي صلى الله عليه وسلم في تشهد الصلاة وإنما خارجها يجوز ..

* وعدم صحة تسويد النبي في تشهد الصلاة لأسباب :

1- أن الحديث نص حاكم في المسألة .. والنص جاء فيه ( اللهم صل على محمد ) .. ولا يوجد سيدنا .. وطالما يوجد نص فلا داعي لنتخطاه إلى غيره .. وإلا لكان أوكل إلينا الصلاة عليه بأي كيفية .. كما قال تخيروا من الدعاء ما شئتم .. !!

2- حكمة ترك لفظ السيادة في تشهد الصلاة .. لأنك تكون بين يدي السيد الخالق الرب العظيم .. ولأنك قلت "التحيات لله" .. فكيف تقول التحيات لله .. ثم تفرد تحية السيادة للرسول ؟!! .. ولذلك كان من أدب النبي وتواضعه أن يمتنع عن لفظ السيادة في مقام حضرته بين يدي الله .

3- من قال من العلماء بجواز قول "سيدنا" في التشهد .. معتبرا أن هذا من باب الأدب .. فقد غلبته المحبة حتى تجاوز فيما لا يحق له .. لأن من باب الأدب هو أن نتبع سيدنا مولانا رسول الله .. وليس أن نتخطاه بما غلب على محبتنا للنبي .. !!

4- فضلا عن أنه سبحانه يقول ( وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) النور54 .. والطاعة هي الإلتزام بقول النبي وأمره .. فجعل سبحانه في طاعة النبي هداية من الله .. ولو كان الأدب مقدم على الإمتثال للأمر النبوي لكان هذا مخالفا للآية .. بل وتساوى بذلك أمر النبي مع ما تهواه أنفسنا من الأدب ..!! وهذا محال قطعا ..!!

لأن في طاعة النبي نجد محبة الله ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ، ونجد الهداية ( وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) .. فأين نجد هذا لو تخطينا وتجاوزنا بالزيادة على ما قاله الرسول ظنا منا أنه أدب .. !! فكيف يكون هذا أدب وقد فقدنا معه بركتي المحبة والهداية .. لأننا لم نلتزم ونتبع ما قاله فقط ..؟

5- الأدب مع النبي لا يكون بتوقيره بلفظ سيدنا فقط .. وإنما بكل ألفاظ الثناء والمدح والوجاهة التي تليق به صلى الله عليه وسلم .. ولو فتحنا هذا الأمر تحت مسمى الأدب لسلك كل إنسان ينتقي ما يراه من ألفاظ ويتفنن في اختراع صلاة خاصة به على النبي في تشهد الصلاة ..!!

ولا يخفى أن توقير النبي يكون ظاهرا وباطنا .. وليس مجرد ألفاظ ..!! وقد أوضحنا ذلك في (رسالة الرفعة والرمكانة) .. فارجع إيها ..

6- الصلاة عبادة توقيفية .. فلا يصح الزيادة فيها أو النقص عنها إلا بنص .. وسواء كانت الصلاة على النبي من واجبات الصلاة أو مندوبات الصلاة (على اختلاف المذاهب) .. فالأسلم هو اتباع نص الحديث كما هو طالما ستصلي على النبي .. فخذ الوارد عنه والتزم به في العبادة التوقيفية ..!!

7- ليس من الأدب أن نقرأ القرآن في الركوع والسجود لأننا نحب القرآن ..!!

لأن الحديث نهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ( إني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا ، فأما الركوعُ فعظموا فيه الربَّ عز وجل وأما السجودُ فاجتهدوا في الدعاءِ فقَمِنٌ (أي جدير وحقيق) أن يستجابَ لكم) .!!

فيكون إساءة أدب أن تقرأ القرآن في الركوع والسجود لأنك تكون قد عصيت الرسول فيما أمرك به ؟!!

مثال آخر : لا يصح لأحد أن يقول أنه يجزأ عن سورة الفاتحة أي سورة .. لأن هذا يكون مخالف لقول النبي ( لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ ) ..

وحينما سأل رجل أبو هريرة عن فاتحة الكتاب (  فقال له رجلٌ : إِنْ لم أَزِدْ على أمِّ القرآنِ ؟ فقال : إن زِدْتَ عليها فهو خيرٌ، وإن انتهَيْتَ إليها أَجْزَأَتْ عنك ) .

ولكن ما زاد عن فاتحة الكتاب فأنت حر مختار تقرأ ما يطمئن له قلبك ..

* إذن هناك قيود تحكمنا في مواطن معينة .. وهناك حرية اختيار في مواطن أخرى ..

بالرغم من أن كله قرآن .. ولكن الشرع حكم بلزوم الفاتحة في كل ركعة .. وما بعد الفاتحة فأنت باختيارك .. !!

* فكذلك الحال .. الصلاة على النبي لها وقف معين بكيفية معينة ثبتت عن النبي حتى لو تعددت الكيفيات .. فطالما ثبتت عن النبي فخذ منها ما تحب واستخدمها في تشهد الصلاة ولا حرج عليك .. وعموما كل الكيفيات جاءت بدون لفظ سيدنا ..!!

8- أما ما جاء عن سيدنا عبد الله بن مسعود في الصحيح فهو حديث موقوف أي قاله صحابي .. فالحديث المرفوع (الذي قاله النبي) مقدم على الحديث الموقوف (الذي قاله الصحابي) ..!! 

وإن كان فيه دلالة على جواز قول سيدنا وإنما في خارج تشهد الصلاة .. لأن الحديث المرفوع مقدم عليه .. !!

هذا رأيي والله أعلم ..

* ملحوظة : ولا يخفى أن من قال "سيدنا" في الصلاة لكثرة صلاته على النبي خارج الصلاة بلفظ سيدنا .. فغلبه لسانه في الصلاة فقال "سيدنا محمد" في تشهد الصلاة .. فلا شيء عليه لاعتياده على ذلك .. والله أعلم ..

* راجع تفصيل ذلك .. رسالة ( الرفعة والمكانة في جواز توقير النبي بسيدنا ومولانا ) .. ففيها علم غزير بأسلوب بسيط .. ويغنيك عن غيره إن شاء الله تعالى .. ويقطع سبيل المتأولين الجاحدين المنكرين تسويد النبي وآله على الإطلاق ..!!

********************

..:: الفصل الرابع والعشرون ::..

:: مسائل خاصة بالدعاء في ختام التشهد ::

********************

مسألة (23)

..:: ما حكم من نسي التشهد الأوسط ؟ ::..

* وإليك تفصيل الأقول من الموسوعة الكويتية :

* التشهد الأول :

* ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ، وَالشَّافِعِيَّةُ، وَالطَّحَاوِيُّ وَالْكَرْخِيُّ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ، وَهُوَ وَجْهٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ إِلَى أَنَّ الْجُلُوسَ فِي التَّشَهُّدِ الأْوَّل سُنَّةٌ، لأِنَّهُ يَسْقُطُ بِالسَّهْوِ فَأَشْبَهَ السُّنَنَ .

* وَفِي قَوْلٍ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ أَنَّهُ وَاجِبٌ حَتَّى يَجِبَ بِتَرْكِهِ سَاهِيًا سُجُودُ السَّهْوِ، وَلاَ يَجِبُ إِلاَّ بِتَرْكِ الْوَاجِبِ .

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* من نسي التشهد الأوسط .. وقام مباشرة للركعة الثالثة ناسيا أو ساهيا .. فلا شيء عليه لأنه ليس من أركان الصلاة .. بل من سننها المؤكدة .. والبعض قال هو واجب ..!!

وفي كل الأحوال يجبر بسجدتي السهو قبل التسليم .. لو نسيته وقمت للركعة الثالثة مباشرة ..

* ولو تذكرت وأنت واقف في الركعة الثالثة أنك نسيت التشهد الأوسط .. فلا تجلس وأكمل صلاتك .. لأنه لا يصح أن تنتقل من فرض الصلاة وهو وقوفك للركعة الثالثة إلى جلسة التشهد الأوسط الذي هو سنة .. !!

ولو تذكرت وأنت تقوم من الركعة الثانية ولم يكتمل وقوفك للركعة الثالثة .. فأنزل للجلوس وقراءة التشهد ..

المغيرةُ بنُ شُعْبَةَ قال عن النبي قال : ( إذا صلَّى أحدُكم فقامَ من الجلوسِ فإن لم يَسْتَتِمَّ قائمًا فليجلسْ وليسَ عليهِ سجدتانِ فإن اسْتَوَى قائمًا فليَمْضِ في صلاتِه وليسجدْ سجدتينِ وهو جالسٌ ) أخرجه الطحاوي وذكر له الألباني له متابعة من إبراهيم بن طهمان عن ابن شبيل .. وقال الألباني في تخريج منار السبيل 2/110 : إسناده صحيح .. رجاله كلهم ثقات ..

* وقال العلماء : تسجد سهوا بعد التشهد الأخير وقبل التسليم من الصلاة .. لأن هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..

فقد قال عبد الله بن بحينه : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى بهِمُ الظَّهْرَ، فَقَامَ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ لَمْ يَجْلِسْ، فَقَامَ النَّاسُ معهُ حتَّى إذَا قَضَى الصَّلَاةَ وانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ وهو جَالِسٌ ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ سَلَّمَ ) صحيح البخاري ..

وفي لفظ آخر (صَلَّى بنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ، فَقَامَ وعليه جُلُوسٌ، فَلَمَّا كانَ في آخِرِ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وهو جَالِسٌ) صحيح البخاري .

*************************

مسألة (24) :

..:: ما حكم من نسي التشهد الأخير ؟ ::..

* وإليك تفصيل الأقول من الموسوعة الكويتية :

* وَأَمَّا فِي التَّشَهُّدِ الأْخِيرِ:

* فَيَرَى الْحَنَفِيَّةُ أَنَّ الْجُلُوسَ فِيهِ فَرْضٌ، وَقَدْرُهُ بِقَدْرِ قِرَاءَةِ التَّشَهُّدِ إِلَى " عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، أَوْ قَضَيْتَ هَذَا فَقَدْ تَمَّتْ صَلاَتُكَ عَلَّقَ التَّمَامَ بِالْقَعْدَةِ .

* وَيَرَى الْمَالِكِيَّةُ أَنَّ الْجُلُوسَ لِلتَّشَهُّدَيْنِ سُنَّةٌ .. قَال ابْنُ جُزَيٍّ: وَفِي الْمَذْهَبِ أَنَّ الْجُلُوسَ الأْخِيرَ وَاجِبٌ ، وَالأْصَحُّ أَنَّ الْوَاجِبَ مِنْهُ مِقْدَارُ السَّلاَمِ .

* وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّ الْجُلُوسَ فِي الْقَعْدَةِ الأْخِيرَةِ رُكْنٌ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ عُمَرُ وَابْنُهُ وَأَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَالْحَسَنُ.

وَرُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ سُنَّةٌ .

الموسوعة الفقهية الكويتية ج15 ص286 ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

لو رفعت رأسك من السجود الأخير .. وصليت الصلاة الابراهيمية ونسيت التشهد .. ثم سلمت .. وانتبهت أنك نسيت التشهد ... فأعد وأنت جالس التشهد مرة أخرى ثم اسجد سجدتي سهو ثم سلم مرة أخرى ..

ولو تذكرت بعد فترة قليلة أو حتى لو تكلمت مع أحد .. فارجع لجلوس التشهد واقرأ التشهد كاملا بالصلاة الإبراهيمية ثم سلم يمينا ويسارا .. والله أعلم ..

* ومن ذهب أن التشهد الأخير سُنَّة .. فلا تبطل الصلاة بترك التشهد .. !!

* وإجمالا : فالتشهد الأخير : عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ رُكْنٌ ، وَعِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ وَاجِبٌ ، وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ سُنَّةٌ ..

* ومن أدلة من قالوا أنه سنة وليس بركن .. ما جاء في حديث المسيء في صلاته :

عن أبي هريرة قال (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فَرَدَّ وقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فَقالَ : ارْجِعْ فَصَلِّ ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا ، فَقالَ : والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ ، فَعَلِّمْنِي ، فَقالَ : إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ، وافْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا) صحيح البخاري .

* وفي سنن الترمذي عن رفاعة بن رافع عن النبي بلفظ .. (إذا قمت إلى الصلاةِ فتوضأ كما أمرك اللهُ به ، ثم تشهَّدْ فأَقِمْ أيضًا ، فإن كان معك قرآنٌ فاقرأْ ، وإلا فاحمد اللهَ وكبِّرْه وهلِّلْه ، ثم اركع فاطمئنَّ راكعًا ، ثم اعتدلْ قائمًا ، ثم اسجدْ فاعتدِلْ ساجدًا ، ثم اجلِسْ فاطمئنَّ جالسًا ، ثم قُمْ ، فإذا فعلتَ ذلك فقد تمتْ صلاتُك ، وإن انتقَصتَ منه شيئًا انتقصْتَ من صلاتِك ) صحيح الترمذي ..

* فتعليم النبي للمسيء في صلاته .. لم يأتي فيها ذكر للتشهد .. ولو كانت على الوجوب والفرض لكان أرشده النبي لذلك .. !!

* من أدلة من قالوا بأنه فرض وركن في الصلاة :

عَن ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: (كنَّا نقولُ قبلَ أنْ يُفرَضَ التَّشهُّدُ: السلامُ على اللهِ، السلامُ على جِبريلَ ومِيكائيلَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَقولوا هكذا؛ فإنَّ اللهَ تعالى هو السلامُ، ولكنْ قولوا: التَّحيَّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُه، السلامُ علينا وعلى عِبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ: إِسْنَاده صَحِيح .

* في هذا الحديث دليلان .. على فرضية التشهد :

أَحدهمَا: قَوْله: «قبل أَن يفْرض علينا التَّشَهُّد» فَدلَّ عَلَى أَنه قد فرض.

وَثَانِيهمَا: قَوْله: «وَلَكِن قُولُوا: التَّحِيَّات لله ... » وَهَذَا أَمر وَظَاهره الْوُجُوب ، وَلم يثبت شَيْء صَرِيح فِي خِلَافه .

* وختاما للمسألة : أن جميع المذاهب تقول بعمل التشهد الأخير .. ولكنهم اختلفوا هل هو ركن أم سنة في الصلاة .. لو اعتبرت التشهد ركن يبقى لازم تعمله وإلا بطلت صلاتك فهو مثل ركعات الصلاة يجب أن تعمله .. وإذا اعتبرته سنة ونسيته .. فلا شيء عليك ولا تبطل صلاتك .. والله أعلم ..!!

***************************

..:: الفصل الخامس والعشرون ::..

:: مسائل عامه ::

************************

مسألة (25) :

..:: ماذا تفعل لو نسيت أن تسجد سجدتي السهو وقمت بالتسليم ؟ ::..

* لو نسيت سجدتي السهو قبل التسليم .. وتذكرتهما بعد التسليم .. فافعل سجود السهو متى تذكرتهما .. ولكن الأصوب أن يكون قبل التسليم .. وقال النبي صلى الله عليه وسلم (هاتانِ السَّجْدَتانِ لِمَن لا يَدْرِي: زادَ في صَلاتِهِ أمْ نَقَصَ، فَيَتَحَرَّى الصَّوابَ، فيُتِمُّ ما بَقِيَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ) صحيح البخاري ..

ولم يأت هنا تخصيص بقبل التسليم أم بعده .. فلا نضيق واسعا .. ولكن الأصوب قبل السلام يتم سجدتي السهو .. والله أعلم ..

*************************

مسألة (26) :

..:: وماذا تفعل لو تكلمت مع أحد بعد ختام الصلاة .. وتذكرت أنه كان عليك ركعة ناقصة أو كان عليك أن تسجد للسهو ؟ ::..

* اسجد للسهو متى تذكرت .. فعن أبي هريرة قال (صَلَّى بنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ - أَوِ العَصْرَ - فَسَلَّمَ، فَقالَ له ذُو اليَدَيْنِ : الصَّلَاةُ يا رَسولَ اللَّهِ أَنَقَصَتْ ؟ فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحَابِهِ : أَحَقٌّ ما يقولُ ؟ قالوا : نَعَمْ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ .. قالَ سَعْدٌ : ورَأَيْتُ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى مِنَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ ، فَسَلَّمَ وتَكَلَّمَ .. ثُمَّ صَلَّى ما بَقِيَ وسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ، وقالَ: هَكَذَا فَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) صحيح البخاري ..

* وعن أبي هريرة (صلَّى لَنا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاةَ العَصرِ ، فسلَّمَ مِن رَكْعتينِ ، فقامَ ذو اليَدينِ ، فقالَ: أقَصُرتِ الصَّلاةُ أم نَسيتَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فأقبلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: على النَّاسِ ، فقالَ: أصدَقَ ذو اليدينِ ؟ فَقالوا: نعَم ، فأتَمَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما بقيَ منَ الصَّلاةِ ، ثمَّ سجدَ سَجدَتينِ وَهوَ جالِسٌ بعدَ التَّسليمِ) ذكره الشافعي مختصرا في اختلاف الحديث .. وأصله في البخاري ومسلم ..

* واختلف العلماء على سجود السهو بعد التسليم هل يعقبه تسليم أم لا .. والأسلم أن تسلم بعد سجدتي السهو الذي تفعلهما بعد تسليم ختام الصلاة .. والله أعلم .

*****************************

*********************************

..:: الفصل السادس العشرون ::..

..:: بعد الختام من الصلاة ::..

*********************************

..:: مكفرات الذنوب بعد ختام الصلاة ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* إذا كانت الصلاة كلها لم توفق فيها لكثرة انشغالك بأمور الحياة .. فلا تنسى بعد التسليم من الصلاة أنه لازالت لديك فرصة ذهبية في إجابة الدعاء وغفران الذنوب ..

أما عن غفران الذنوب .. فافعل الآتي :

عن أبي هريرة عن النبي قال ( من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ وقالَ تمامَ المائةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ ) رواه مسلم .

* ومعنى (زبد البحر) : وهوَ ما يَعلو البحرَ مِن الرَّغوةِ البيضاء عندَ تموُّجِهِ وهَيجانِه .. واللفظ هو كناية يُعبِّرُ عن كثرةِ الذُّنوبِ ، ومعَ كثرتِها الهائلةِ يغفِرُها اللهُ لِمَن أتى بهذا الذِّكرِ بعدَ الصلاةِ المفروضةِ.

*********************************

..:: الصلاة على النبي سر الكرامة في استجابة الدعاء

فلا تحرم نفسك من هذه الكرامة !! ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

أما عن إجابة الدعاء .. فاستغفر الله واحمد الله وصلي على النبي ثم اطلب ما تريد ..

عن فصالة بن عبيد قال :( بينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قاعدٌ إذ دخلَ رجلٌ فصلَّى فقال : اللَّهمَّ اغفر لي وارحمني، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم: عجِلتَ أيُّها المصلِّي، إذا صلَّيتَ فقعدتَ فاحمَدِ اللَّهَ بما هوَ أَهلُه، وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعُه. قال: ثمَّ صلَّى رجلٌ آخرُ بعدَ ذلِكَ فحمدَ اللَّهَ وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم: أيُّها المصلِّي ادعُ تُجَب ) رواه الترمذي بسند صحيح .

* وفي الحديث أن من أسباب قبول وإجابة الدعاء وهو الثناء على الله والصلاة على النبي ..

********************************

* وبهذا يكون ختام رسالة تجربتي الروحية مع الصلاة *

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ... آمين يارب العالمين ..

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم .

*****************************

**********************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..