بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الرابعة
تنبيهات في الطريق إلى الله
- الأسماء الحسنى وعلاقتها بالقدر -
* فهرس :
..:: الفصل السادس ::.. أسئلة عن القدر تسبب وسواس
وكفر ::
1- س29: ما معنى خلق
الأشياء .. ومعنى اسم الله "الخالق" ؟
2- س30 : ما الفرق بين خلق العمل وكسب العمل ؟ وهل الإنسان مسيَّر أم
مخير؟
3- س31: هل من أمثلة توضح الفرق
بين خلق العمل وكسب العمل ؟ (أمثلة توضح
التسيير والتخيير) ..
4- س32: هل هذه الآيات
تدل على الجبر وفقد الإختيار ؟
5- س33: ماذا لو فقدت الإختيار في الحياة ؟ أو فقدت الحول والقوة ؟
6- س34: هل المصاب روحانيا مغلوب على أمره ولا حرج عليه في بعده
عن الصلاة ؟
7- س35: ما ذنب الذي
خلقهم الله في بيئات منحرفة أو كفرية ؟
8- س36: رأي خاص فيمن لم يصل إليه الدين بحق !!
9- س37: كيف يدخل المسلم العاصي في الجنة ويدخل غير المسلم المؤدب
في النار ؟
10- س38: لماذا يحاسبني
الله وقد خلقني كافر أو عاصي ؟
11- س39: لماذا خلقني وهو يعلم أني سأعصي أو سأكفر ؟
12- س40 : ولماذا لم يغير الله
من قدري لما علم بعصياني ؟
13- س41: لماذا أكون
كاذبا لو قلت الله أجبرني على المعصية ؟
14- س42: وماذا بعد ما سبق
بيانه ؟
************************
..:: الفصل السادس ::..
:: أسئلة عن القدر تسبب وسواس وكفر ::
(لمحات من حياتي)
*************************
- الكثير من الناس بعد
أن يقرأ الأحاديث والآيات التي وردت في الفصل السابق الخاصة بالقدر .. إلا ويبدأ
الوسواس يتحرك بالظهور ليفسد على الإنسان إيمانه .. ولذلك جمعت لك كل ما تتوهمه في
نفسك أو ما قد يخطر ببالك .. وأبطله لك بأبسط عبارة وأبسط دليل .. حتى تعلم أن
ديننا سهل جدا وبسيط جدا .. وتدرك أن بعض مَن تكلموا في القدر قد تكلموا في أشياء
لا علاقة لها بالدين ..!!
- ولا تنسى أنه قد أجيب على بعض الاسئلة في
الفصل الثالث .. وفي هذا الفصل نستكمل ما بدأناه هناك ..!!
- وسيكون فصل قوى جدا في أسئلته
.. وإجاباته .. إن شاء الله تعالى ..
- واعلم أن أغلب هذه
الأسئلة بل وما سبقها .. كانت تمت مواجهتي بها (من إلقاء خواطر شيطان) في مرحلة ما في
حياتي .. فاعذرني إذا وجدت اتهامات في بعض الإجابات .. فاعلم حينئذ إنما
هو عن تذكرة لما كنت أفعله بنفسي من زجر شيطان أو قهر عقل .. وكأني أتذكر
الماضي فأكتبه ..!!
*************************
..:: س29: ما معنى خلق الأشياء .. ومعنى اسم
الله "الخالق" ؟ ::..
- سبب هذا السؤال : هو تأهيلا للسؤال الذي بعده .. حيث نتكلم عن
معنى خلق الأعمال .. فأحببت نتكلم عن معنى لفظ (خلق) ..!!
- ما هو معنى الخلق والخالق ؟
- معنى الخلق : هو
إيجاد الأشياء من عدم على غير مثال سابق .. مع الإذن بالقدرة لهذه الأشياء على
استخدام السبب في الوجود .. ثم إلحاق الفناء بهذه الأشياء ..
- يعني ببساطة .. خلق الأشياء : نقصد به أنه كان يسبقها عدم ولها إذن
بتفاعل الأسباب معها في الوجود ثم يلحقها فناء ..
- والخالق جل جلاله :
هو الذي يوجد الأشياء من عدم على غير مثال سابق .. معطيا لها أسباب وجودها وأسباب
فنائها .. !!
* هل ذات الله أو صفاته مخلوقه ؟
-
ليست الذات الإلهية مخلوقة .. لأنه خالق .. والخالق لا
يسبقه عدم ولا تحكمه أسباب ولا يلحقه فناء .. ولو كان مخلوق لكان يسبقه عدم ويلحقه
فناء وتؤثر فيه الأسباب .. فكيف يكون خالق ..؟!!
-
وكذلك صفاته ليست مخلوقه .. لأن صفات ذاته ليست بأغيار
حتى يخلقها .. لأن الخلق يكون لمن يسبقه عدم ويلحقه فناء .. والذات الإلهية
وصفاتها محال لها ذلك .. !! فانتبه .
************************
..:: س30 : ما الفرق بين خلق العمل وكسب العمل
؟ ::..
(هل الإنسان مسيَّر أم مخير؟)
- البعض يختلط عليه الفرق بين خلق العمل
وكسب العمل .. والبعض الآخر يتعمد الخلط ليظهر أنه مغلوب على أمره وأن
الله قد أجبره على فعل المعصية وبعده عن الطاعة ..!!
- تعالوا نظهر للمؤمن
الصادق .. الفرق بين
خلق العمل وكسب العمل .. حتى تستقيم الأمور في عقله وقلبه ..
- ثم نواجه بعد ذلك من يزعم
الإيمان واعتدى على الله بأنه أجبره على أفعاله .. ونجعل القرآن حاكم على
كلامه لكي لا يكون له حجة .. فلله الحجة البالغة ..!!
- فما هو خلق العمل ، وما هو كسب العمل ؟
1- كسب العمل : هو توجيه إختيارك (رغبتك) للصواب أو الخطأ ..
وهنا يترتب الثواب والعقاب .. والحسنات والسيئات ..!!
- ولذلك جعل الله النيات المصحوبة بعزيمة .. كأنها تحققت فعلا .. لأنك قد اخترت ..
ولكن قد يمنعك قانون الأسباب الإلهية لظروف خارجة عن اختيارك .. لحكمة يعلمها الله
.. ولكنه سبحانه قد كتب لك عزيمة نيتك في الإختيار الصواب كفضلا منه .. ولذلك يقول
النبي صلى الله عليه وسلم (مَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها
، كُتِبَتْ له حَسَنَةً ، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَعَمِلَها ، كُتِبَتْ له عَشْرًا
إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها ، لَمْ
تُكْتَبْ ، وإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ) صحيح مسلم .
- وكسب العمل : يشار به إلى كون الإنسان مختارا في الحياة
.. وهذا الإختيار كما قلنا هو قدرته على التوجيه إلى الفجور أو التقوى .. دون أن
يستطيع خلق أسباب الفجور أو التقوى ..
فالإنسان يختار .. والله هو من يخلق له الأسباب الفاعلة
لذلك ..
2- خلق العمل :
- هو توفير القدرة الفاعلة على تحقيق الأشياء (مثل رغبتك
واختيارك) .. وهذا أمر لا يستطيع فعله سوى الله .. ليه ؟
- لأن الله هو من يعطي للأشياء
أسبابها .. فلو سلب منها أسبابها .. فلا قدرة لها فاعلة .. ومثال ذلك سلب
النار خاصية الإحراق حينما تم إلقاء سيدنا إبراهيم فيها ..!!
- وكل قدرة في الحياة لا
تحقيق لها إلا بإذن من الله لتتحقق .. ولذلك يقول تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) الصافات96 ..
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ
اللَّهَ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ) رواه البزار .. ورواه البخاري
في خلق أفعال العباد .. وذكره الألباني في صحيح الجامع برقم 1777 ..
- فأنت لا تستطيع أن تخلق
الأسباب .. وإنما الله يخلق لك الأسباب التي تساعدك على الكسب .. حتى العلم
والأدوات التي تستخدمها فهو يخلقها بإيجاد التصور في عقلك ويخلق العلم المصاحب
لذلك لتحقيق وجود ما تصورته .. وخلق لك الموارد اللازمة لتنفيذ هذا العلم عليها
.. وهكذا .. وأنت إما ان تستخدم كل ما سبق في توجيهه للشر أو الخير .. وهنا يكون
الكسب ..!!
- فأنت لم تخلق نفسك .. ولم تخلق العلم .. ومع ذلك توجه نفسك وتحصيلك للعلم إلى ما
فيه خير أو شر .. ولو شاء الله لسلبك حركة الحياة .. وسلبك نعمة العقل .. حتى تعلم
أنه الخالق لأسباب الحياة .. فتأدب معه في نعمته عليك بدوام الشكر له سبحانه .. والرضا
بما قدره لك وعليك ..!!
*وهنا يأتيك السؤال مرة أخرى :
- طالما كل شيء بإذن من الله .. ومخلوق من
الله .. فماذا نفعل نحن .. ألسنا بذلك نكون مسيرين ولسنا مخيرين ..؟!
لا .. لذلك شرحت لك الفرق بين خلق العمل (وهذا أنت
مسيَّر فيه) وكسب العمل (وهذا أنت مخيَّر فيه) .. حتى تفهم أن خلق الله للأشياء له
فهم خاص .. وأن كسبك شيء آخر ..!!
- فلا تخلط بين المسألتين .. حتى لا تضل
..!!
***********************
..:: س31: هل من أمثلة توضح الفرق بين خلق
العمل وكسب العمل ؟ ::..
(أمثلة توضح التسيير والتخيير)
- لو أعدنا سؤال : هل الإنسان مسير أم
مخير ؟
فالإجابة ستكون هذه المرة سهلة جدا ..
- لأنه ببساطة : الإنسان مسير في خلق الأفعال ولا قدرة له على
ذلك .. ومخير في توجيه إرادته في الإختيار بين بدائل مثل الصواب والخطأ والإيمان
والكفر .. وهو ما يسمى بكسب العمل .. !!
- يعني ببساطة ليس لك إلا
سلطة التوجيه في الإختيار فقط .. فأنت تختار المسار الذي تريد أن تسير عليه
طالما تملك اختيارا .. مثل الحرية في الإيمان أو الكفر .. ثم يحقق الله لك الأسباب
التي تعينك على ذلك بقدر صدقك في رغبتك التي ترغبها .. ولا يستجيب لك طالما رغبتك
هي عزيمة (والنبي يا خويا نفسي يتصلح حالي) ..
ولكنه سبحانه يستجيب لمن كانت عزيمته هي النوبة الصادقة : (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) الرعد27
..
!!
* وأعطي لك مثالين ليتضح لك الأمر :
1- المثال الأول : أنت جسمك يعمل بالكامل دون إرادة منك سواء
التنفس أو الدورة الدموية أو المخ .. ولكنك مع ذلك تستخدم هذه القدرات لتوجيهها
إلى فعل ما تريد .. !!
2- المثال الثاني : أنت حينما تقود سيارة .. فانت لا تعرف كيف
تعمل أجزائها .. وإنما فقط أنت تقوم بتوجيهها يمينا ويسارا ..!!
- كذلك الإنسان .. هناك أمور هو مسير فيها (لأن الله خلقها له
ولا قدرة للإنسان على خلقها ولن يحدث) .. وهناك أمور الإنسان مخير فيها وهي
الإختيار بين الصواب والخطأ .. !!
- فالذي يبحث في الإنسان هل مسير أم مخير .. فعليه
أولا أن يفهم معنى خلق الأعمال ومعنى كسب الأعمال .. وبعدها سيفهم الفرق بوضوح ..!!
*************************
..:: س32: هل هذه الآيات تدل على الجبر وفقد
الإختيار ؟ ::..
- يقول تعالى (اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)
الرعد16 ..
- يقول تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا
تَعْمَلُونَ) الصافات96 ..
- يقول تعالى (اللَّهُ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا) السجدة4 .. وَأفعالُ الْخَلْقِ تندرج تحت قوله (بَيْنَهُمَا) ..!!
- فالبعض يحتج مستدلا بما سبق من آيات على الجبر وأنه مسيَّر ليس
مخير .. !!
- فهذا إنسان خلط بين خلق الأعمال وكسب الأعمال ..
فانحرف في الفهم عن الله ..!!
-
ولو ظننت أن الله قد أجبرك على فعل شيء .. لكان هذا منك اتهاما لله أنه
ظالم ..!!
-
وكيف يحاسبك على ما ليس لك فيه فعل ولا بمحض
اختيارك .. ؟!!
-
بل وبفكرك هذا تكون متهما لله أنه غير صادق في كلامه إليك لأنه
تعالى أثبت لك الأختيار حيث قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ
فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) الكهف29 .. وقال تعالى : (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن
شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً) الإنسان29 ..!!
-
فانتبه لكلامك عن الله .. حتى لا تكفر ..!!
******************************
..:: س33: ماذا لو فقدت الإختيار في الحياة ؟
::..
أو فقدت الحول والقوة ؟
- قد قلت لك سابقا أنه يجب أن يكون لك
اختيار في توجيه إرادتك نحو الصواب أو الخطأ .. ولكن ماذا لو فقدت الإختيار ؟
*
طبعا هناك ظروف تجبرك ولا ذنب لك فيها وقد عفا الله عنك فيها .. لأنك
فقدت فرصة الإختيار في أن تفعل أو لا تفعل ..
-
مثل الإكراه على الكفر .. فتقول كلمة الكفر خوفا من القتل ولكن أنت
قلبك مؤمن بالله .. كما قال تعالى (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ
إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن
مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ) النحل106 ..
-
أو تكون فتاة أكرهت على البغاء والزنا قهرا عنها ..كما قال تعالى (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ
عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ)النور33 ..
-
يبقى لازم الشخص يكون حرا مختارا .. حتى يكون قد حق عليه الحساب في الخطأ الذي يفعله
..!!
-
وأصعب أنواع الابتلاء .. أن تكون حرا وبصحتك .. ولكنك فاقد الحيلة
والقوة .. في مساعدة نفسك أو غيرك ..!!
-
فليس لك هنا إلا أن تسلم أمرك لله .. وتدع الأقدار تفعل بك ما
تفعله .. وهذا ابتلاء لا مواجهة له إلا بالإستسلام ..
-
وإياك والسخط .. لأن السخط لو كان ينفع .. لكان كل الناس
سخطت ..!! وطالما السخط لا يؤدي لنتيجة سوى غصب الله .. يبقى من باب أولى أن يكون
الرضا بالمقسوم أولى .. لأنه عبادة .. وفيه رضا الله ..!!
****************************
..:: س34: هل المصاب روحانيا مغلوب على أمره
ولا حرج عليه في بعده عن الصلاة ؟ ::..
* انتبهوا من جماعة الظلام .. التي تقول لا حرج لمن لا
يصلي بسبب الإصابة الروحانية :
- أولا : لا يخفى عليكم أن الممسوس والمحسود والمسحور ..
ملتزم بشرع الله أن يفعله .. !!
- ثانيا : والذي يتوهم ان علة الأذى الروحاني تمنعه من
أداء فريضة الله مثل الصلاة وغيرها .. فهو قد ضل ضلالا مبينا واتبع شيطان نفسه
..!!
-
فالمغلوب على أمره هو من غاب عن الوعي والإدراك أو فقد الإختيار كالمجنون والنائم والأسير .. وله حالة واحدة
في الأذى الروحاني وهي الصرع المفقد للوعي والإدراك .. فهذا معذور ولا حرج عليه
وقت الإغماء وفقد الوعي فقط .. فإن أفاق فليؤدي فريضة الله ولا عذر له طالما أفاق
..!!
****************************
..:: س35: ما ذنب الذي خلقهم الله في بيئات
منحرفة أو كفرية ؟ ::..
أعتقد أننا أجبنا على هذا شبيه بهذا السؤال حين الإجابة
على الأسئلة رقم 13 ، 15 ..
- ولكن لا مانع أن أجيبك .. بأسلوب آخر عن
الإجابات السابقة :
1- هل أنت خالقهم وربهم ؟
لا ..
فلماذا تتدخل في تدبيره ..؟!!
2- هل أنت رازقهم ؟
لا ..
فلماذا تتدخل في تدبيره ..؟!!
3- هل أنت وكيلا عنهم
(المحامي) أمام الله ؟
لا ..
فلماذا تتدخل في تدبيره ..؟!!
4 - هل أنت تعلم حكمة الله
في فعله ؟
لا ..
فلماذا تتدخل في تدبيره ..؟!!
5- هل أنت تحب أن يحكم أحد
في بيتك ؟
لا..
فلماذا تحكم على الله في إدارته لشئون مملكته ..!!
6- هل تؤمن أنه حكيم في
قبضه وبسطه حكم عدل في قضاءه وحكمه .. أم لا ؟
- لو أنت مؤمن .. فما فائدة سؤالك إذا كان إيمانك بانه حكيم
حكم عدل يمنعك أن تسأل هذا السؤال ..!!
- ولو لست مؤمن .. فلماذا تسأل عما هو عدم في عقلك ولا وجود
له .. أفلا تعقلون ..!!
7- ما هو تدبيره فيما خلقه في
بيئات منحرفة أو كفرية ؟
تدبيره أنه حكيم وحكم وعدل ولا يظلم الناس شيئا ولو
مثقال ذرة ..
8- كيف سيحاسبهم ..؟
- فهذا قد يكون بعدله أو بفضله
.. فلا شأن لنا بأن نتدخل في إدارته لشئون ملكه .. لأنه الخالق المدبر لهذا
الأمر ..!!
- ولكن أقصى ما نعلمه عن
حكم الله بين العباد .. هو أنه حكيم حكم عدل لأنه حق .. ولا يظلم أحدا ..!!
- فكيف تزعم أنت أنه ظلم
الآخرين بخلقهم في بيئات كفرية أو في بيئات منحرفة .. وكأنك تشير إلى أنه
ظالم لهم ..!!
- ولماذا لم تنظر إلى ما
وصف الله به نفسه أنه حكيم حكم عدل لأنه الحق .. ؟!! واكتفيت بما أنت نظرت
إليه بنفسك أنه ظالم ..!!
- فدل ذلك على اضطراب عقلك
وفساد قلبك .. لأنك خنت في إثبات الحق لصاحبه من صفاته الحسنى .. واكتفيت
بشهادة زور على الله حينما اتهمته بالظلم ..!!
************************
..:: س36: رأي خاص فيمن لم يصل إليه الدين
بحق !! ::..
- وهو رأي خاص بمن نشأ على غير
إيمان .. أي نشأ في بيئة كفرية أو على ملة أخرى غير الإسلام .. ولم يصله
التعريف بالإسلام فهو على ما أعتقد سيدخل في حكم أهل الفترة أو بمعنى أدق أمرهم
موكول إلى الله فهو أعلم بقلوب عباده وأحوالهم .. !!
- وسبب رأيي السابق .. لأن هذا الشخص لم يصله الدين والتعريف بالإسلام كما هو مفروض أن يصل إليه
بعرض الدين عليه بأمان وحكمة ورفق ومناقشة حسنة :
* الدليل الأول :
- يقول تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ
مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ
ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)
التوبة6 ..
- وفي الآية اشارتين لما نثبته :
- الأولى : (حَتَّى
يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) .. فيجب على الغير مؤمن أن يسمع كلام الله ويتم
مناقشته فيه لإقامة الحجة عليه .. وهذا قد يستغرق وقتا .. وإلا لو كان الهدف هو
الإيمان أو الكفر .. لقال الرسول للمشرك : إما ان تؤمن الآن أو تكفر ..!! ولكن هذا
لم يحدث بل قال له تعالى (حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ
اللّهِ) .. وهذا يدل على استغراق الوقت .. خاصة مع أهل العقل والمعرفة ..!!
فافهم ..!!
- الثاني : علة سماع كلام الله
(بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) .. فقد التمس الله لهم العذر بكونهم لا
يعلمون عن الدين شيئا ..!!
- فكيف يعاقب سبحانه ما لم يأته خبر عن الدين ..!!
- فأمرهم إلى الله ..!!
* الدليل الثاني :
- هو الأمر الإلهي بالحكمة والرفق والمناقشة الحسنة ..
ويظهر ذلك في قوله تعالى (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ) النحل125 ..
- فهل المسلمون يتبعون الآن هذا الأمر الإلهي ..؟!!
- بل أرى أن للغير مسلم حجة أمام الله وهي أن المسلم لم
يبلغ الدعوة إليه بأسبابها وطرقها التي أمر المسلم بها .. !!
- والله أعلم بتدبير شئون ملكه .. وبالتأكيد ويقينا هو حكيم حكم عدل ولا
يظلم الناس مثقال ذرة .. لأنه الحق ..!!
******************************
..:: س37 : كيف يدخل المسلم العاصي في الجنة
ويدخل غير المسلم المؤدب في النار ؟ ::..
-
يقولون فلان فاجر وعاصي ولكنه يدخل الجنة لأنه قال (لا
إله إلا الله محمد رسول الله ) .. وفلان مؤدب وصالح عمله ويحب الخير ويدخل النار
لأنه غير مسلم ..!!
* ولكنهم مخطئون فيما قالوه .. ليه
؟
-
أولا : الله ليس بظلام للعبيد .. بل هو حكيم حكم
عدل لأنه الحق سبحانه وتعالى ..
-
ثانيا : هذا الفاجر بالعصيان كما تصفه أنت ..!! ألم يكن
باستطاعته أن يكفر ويلحد .. كما يفعل الآن الكثيرين وتجدهم مثقفين أو لا يؤذون أحد
ومع ذلك يكفرون ..؟!!
-
فهذا العاصي المنحرف في عصيانه .. قد اختار شيء واحد صواب في
حياته وهو الاستمرار على الإقرار بالإعتراف أنه (لا إله إلا الله محمد رسول الله )
.. فكافأه الله عليها .. وإن كان سيعذبه على عصيانه ..!!
-
أما عن الآخر الذي قالوا عنه أنه مؤدب ومحب الخير وغير مسلم .. فما
يدريك لعله تعرف على الإسلام فأبى وأنكر واستكبر بل وعاداه ومنع الناس عنه .. فكان
مصيره إلى النار ..!!
-
أما لو كان الغير مؤمن بالإسلام لم يصله الإسلام كما هو مفترض أن يصله .. فأمره إلى الله .. ولا نخوض
فيه .. وحقيقته أن أمره إلى الله لأنه لم يصله الإسلام يصورة صحيحة ولم يتم له
الفرصة ليستمع ويسأل ويناقش حتى يقرر بالإيمان أو يستمر على الكفر .. ولذلك أمره
إلى الله .. فهو خالقه وربه .. وليس نحن ..!!
-
أيها السادة .. لا تظنوا أن الله يظلم الناس شيئا .. سبحانه وتعالى
هو الحكم العدل لأنه الحق ..!! فلا تغفلوا عن ذلك ..!!
*********************************
..:: س38: لماذا يحاسبني الله وقد خلقني كافر
أو عاصي ؟ ::..
- الله لم يخلقك كافرا ولم يخلقك
عاصيا .. وإنما خلقك على الفطرة الإيمانية .. ثم أنت تميل
وتختار ما تختار من عقائد سواء باتباع بيئتك التي نشأت فيها أو بخلاف ذلك ..!!
فلو اخترت الكفر سيخلق لك أسباب الكفر ..
ولو اخترت الإيمان يخلق لك أسباب الإيمان ..
- وفرق بين كونه عليما بك أنك
ستكون كافرا .. وبين أن تقول أنه خلقك كافرا .. !!
لأن قولك أنه خلقك كافرا .. فيه إلحاق
التهمه بأن الله أجبرك على الكفر أو العصيان .. ولذلك أنت قلت لماذا خلقني كافرا أو
عاصيا .. وبالتالي ستكون كاذبا على الله لأنه لم يجبرك على الكفر والعصيان ..؟!!
- ولذلك أنت ضللت في سؤالك وخدعك
الشيطان حتى يلبس عليك الأمر وخلط لك بين العلم الإلهي والخلق
الإلهي .. فانتبه لهذه الفروق جيدا حتى لا تسقط في وحل الكذب على الله ..!!
***************************
..:: س39: لماذا خلقني وهو يعلم أني سأعصي أو
سأكفر ؟ ::..
- هذه المرة أنت قمت بتصحيح السؤال .. ولكنك كنت تريد من
الله أنه طالما قد علم مسبقا أنك ستصبح عاصيا أو كافرا .. لكان امتنع عن أن يخلقك حتى لا يعذبك .. وإلا فأين رحمته ..!!
* ولكنه قد غاب عنك الآتي :
1- تقول لماذا يعذبك الله وكان
علمه محيط بعصيانك .. ولكنك لم تقل أن العلم ليس معناه قهرك على الفعل ..!!
- وهذا يدل على تزويرك في العلم وعدم
أمانتك في تدوين الحقائق .. طالما أنت تبحث عن الحقائق والحكمة ..!!
2- ثم أنت قد أشرت إلى رحمة الله .. وأنها تستوجب أن لا يخلقك ليعذبك .. وهذا
مطلق الكذب مرة أخرى على الله .. ليه ؟
- لأن رحمة الله معناها
الإحسان إلى الغير .. فهل أنت أحسنت إلى الله .. لأنه سبحانه قال (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن60 ..
- وطالما أنت تعلم برحمة
الله فلماذا لم تحسن في معاملتك مع الله وتعمل بالطاعة .. أم انك اكتفيت
بإلصاق التهم على الله لتبرر أفعالك المنحرفة في الحياة ..!!
3- تكرار اتهامك لله لتبرير
أفعالك إنما هو دليل تشابه مع النفس الإبليسية في تبريرها لأخطائها وعصيانها لله ..
حيث قال تعالى :(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ
خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف12 ..
- فاتهام الله هو خسيسة إبليسية
قديمة .. تجعلك موصوف بأنك ممن يتبع خطوات الشيطان ويسير على نهجه .. فأي
رحمة هذه التي تبحث عنها وأنت متبع خطوات الشيطان ..!!
4- ثم إنك تبحث عن العدل والرحمة مع
الله .. وأنت لم تعدل مع الله واتهمته أنه ظالم لك .. ولم تكن رحيما محسنا في
قول الحق عن الله واتهمته بأنه غير رحيم .. ألا يدل ذلك على أنك شاهد زور على الله
..؟!!
5- وأنت تظن أن من العدل والرحمة أنه حينما يعلم أن فلان سيعصيه جحودا .. فلا
يخلقه في الوجود .. ولكن يخلق فقط من علم أنه سيطيعه .. !!
- ولكن الواقع يشهد على
كلامك أنك كاذب على الله .. ليه ؟
- فكأنك بقولك هذا تريد من
الذي لم يذاكر ويجتهد في حياته أن لا يدخل الإمتحان .. ولا يعاقب بالرسوب
.. بل يجب على المعلم أن يقوم بإنجاحه حتى يكون المعلم رحيما به ولا يكون قاسيا
عليه .. فيساويه بذلك مع المجتهد ..!!
- فهل هناك عقل يقول بذلك
..!! أم أنت على الله تتعمد الكذب ..!!
- ومثال آخر : بنفس
المنطق الفاسد الذي تتحدث به .. فالقاضي لا يحكم على المجرم .. حتى يكون رحيما به
وعدلا معه ..!!
- فأين المساواة والعدل
والرحمة بين الجميع .. طالما جعلت الرحمة للمجرم كما هي للصالح .. وجعلت من
الرحمة عدلا تعدل به بين الصالح والطالح ..!!
- ولذلك خلق الله الخلق المطيع
والعاصي .. ليدخلوا دار الإبتلاء والإمتحان .. ولم يترك الله محبيه في دار
الابتلاء فقط .. لأن هذا لن يكون من العدل ولا من الرحمة ..!!.. أليس من العدل والإحسان
أن يدخل الجميع الإمتحان ليشهدوا بأنفسهم على أنفسهم من كان فاسد ومن كان صالحا ..
!!
****************************
..:: س40 : ولماذا لم يغير الله من قدري لما
علم بعصياني ؟ ::..
- مرة أخرى تتهم الله ..
وتلقي عليه بالتهم لتتهرب من امتحان الدنيا ..!!
- مرة أخرى تستمد من الجانب
الإبليس حكمته الشيطانية .. لتتهم الله بأنه ظلمك ولم يكن رحيما بك ..!!
* ومرة أخرى سأجيبك
بما يلجمك ولا رد لك عليه :
- فأنت تريد من الله أن يغير
من قدرك بعد أن علم أنك عاصيا .. وكأنك تريد أن
تقول :
- أن المعلم الذي يَعلم :
أن ابنه قد رسب في الإمتحان .. فليذهب ويقوم بتعديل درجته ليصبح ناجحا ..!!
- أو تطلب من القاضي : لو رأى ابنه في جريمة .. ان يزور في الأدلة
ليخرجه من السجن ..!!
فهل هذا هو العدل والإحسان بالنسبة إليك ..؟!!
* فكيف ترفض التزوير في
حياتك لأنه شهادة باطل وظلم .. ثم تطلب من الله
أن يزور في علمه سبحانه .. ؟!!
أفلا تعقلون .. أم على الله تكذبون ؟!!
***********************
..:: س41: لماذا أكون كاذبا لو قلت الله
أجبرني على المعصية ؟ ::..
- لعل هذا يكون سؤالك الأخير
في هذه المسألة .. وقد أجبتك عليه في السؤال رقم 32 .. حينما تحدثنا عن
آيات خلق الأعمال ..
- وأجيبك هنا تفصيلا ..
لماذا تكون كاذبا على الله لو اتهمته بالجبر على أفعالك ..
1- لأنك تكون نسبت إليه صفة الظلم
باتهامك له أنه جبرك على المعصية أو الكفر .. وإلا فكيف سيحاسبك على ما ليس لك فيه
اختيار .. إلا لو كان ظالم ..؟!!
وبما أن الله حكيم حكم عدل .. لأنه الحق .. فهو لن يظلمك
.. ولذلك جعل لك اختيار فيما فرضه عليك .. فإما أن تقبل عن طاعة أو ترفض جحودا ..
ثم سيحاسبك يوم القيامة على طاعتك أو جحودك ..!!
2- ولا يصح أن تقول أن الله جبرك
على المعصية .. لأنه أخبر أنك مخير في الطاعة والمعصية .. يقول تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا
وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) فصلت46 ..
- والقرآن يثبت لك اختيار فعل الطاعة والمعصية .. (فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى . يَوْمَ يَتَذَكَّرُ
الْإِنسَانُ مَا سَعَى . وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى . فَأَمَّا مَن طَغَى
. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا
مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)
النازعات34-40 ..
- (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا
يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
العنكبوت6 ..
3- ولا يصح أن تقول أنه أجبرك على الكفر
.. لأنه أخبر أنك مخير في الإيمان والكفر .. قال تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء
فَلْيَكْفُرْ) الكهف29 ..
- (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله
غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران97 ..
***************************
..:: س42: وماذا بعد ما سبق بيانه ؟ ::..
- الآن جاء سؤالي لك بعد كل ما سبق
بيانه :
1- هل أنت تُكذِّب الله فيما سبق من
آيات ؟!!
- أم أنك لازلت لا تصدق أنه حكيم حكم عدل .. أم أنك
لازلت غافلا عن أنه الحق ..؟!!
- أم لازلت تنسب إليه أنه أجبرك على المعصية أو الكفر ؟ حتى
تنسب إليه الظلم وتبرر أخطاءك ..!!
- أم لازلت تقوم بتزييف الحقائق وتخدع نفسك والآخرين بأن
علم الله السابق هو جبر على لك على أفعالك ..!! وأنت تعلم أن العلم شيء والفعل شيء
آخر ..؟!!
2- نصيحتي لك .. لا تتبع سبيل من يكذبون على الله .. ولا
تنسى قوله تعالى : (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى
الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي
جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) الزمر60 ..
2- ورجاء منك .. أن لا تتخذ من القدر وسيلة لتبرير ما أنت
عليه من انحرافات .. لأن الذي يبرر أخطاءه بالقدر .. قد اشترك في صفة إبليسية
قديمة وهي تبرير الإعتراض دون الإعتراف بالندم وطلب الغفران .. فسينال الطرد
والخذلان ..!!
3- واعلم يقينا .. إذا رأيت ملحدا
أو كافرا يسخر ويقول لك أليست هذه أقدار الله قد كتبها علي ..؟!! ويبرر
كفره محتج بالقدر .. فقلبه شبيه بقلوب المشركين حينما كذبوا على الله في احتجاجهم
بالقدر .. فكذبهم الله تبارك وتعالى .. يقول تعالى (سَيَقُولُ
الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ
حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ
بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ
إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ) الأنعام148
- الخرص : التَّوَهُّمُ وَالظَّنُّ
الَّذِي لَا حُجَّةَ فِيهِ ..
4- ولا تنسى .. أن القرآن شاهد بآياته .. أنه لم يجبرك على معصية أو على الكفر ..
وإنما هي نفسك الأمارة بالسوء التي تدفعك لهذا .. لأنك كان لديك اختيارات ..
فاخترت المعصية أو الكفر ..!!
- يقول تعالى : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس7-10 ..
- مفهوم (الإلهام) : حدوث علم في
النفس بدون تعليم مسبق أو تفكير .. والمقصود في الآية أن الله أودع في
النفس إدراكا تعلم به التمييز بين الشر والخير ..
- معنى (أفلح من زكاها) : أي طهرها بدوام العمل الصالح وفعل
الخير ابتغاء وجه الله .. !!
- ومعنى (خاب من دساها) : خسر من أخفى نفسه في المعاصي مداوم
عليها ولم يتب .. !!
5- واختم لك هذه الجزئية .. بحديث يوضح أن مدد الله يكون من اختيارك
مع الله .. يقول صلى الله عليه وسلم : (إنَّ منَ النَّاسِ
مفاتيحَ للخيرِ ، مغاليقَ للشَّرِّ ، وإنَّ منَ النَّاسِ مفاتيحَ للشَّرِّ مغاليقَ
للخيرِ .. فَطوبى لمن جعلَ اللَّهُ مفاتيحَ الخيرِ على يدَيهِ ، وويلٌ لمن جَعلَ
اللَّهُ مفاتيحَ الشَّرِّ على يديهِ) صحيح بن ماجه ..
- فبقدر عملك ظاهرا وباطنا .. يكن مددك ظاهرا وباطنا ..
والله لا يضيع أجر المحسنين ..
*******************************
..:: الفصل السابع ::..
:: أسئلة عن الهداية والإضلال وعلاقة
الدعاء بالقدر ::..
******************************
..:: س25: ما معنى (يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَن يَشَاءُ) ؟ ::..
يتبع إن شاء الله تعالى
**********************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
61) بقدر عملك ظاهرا وباطنا يكون مددك ظاهرا وباطنا ... والله لايضيع أجر المحسنين.
ردحذف*قصيـــدة رائعـــة تهـــز الجبـــال، مـــن القصائـــد الخالـــدة لأحـــد شعـــراء الدولـــة العباسيـــة*،
حذفوكـــل بيـــت يعـــدل كتابـــاً ..
فدَعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ
وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ
ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ
وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ
دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا
واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ
واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه
لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ
لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ
بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ
والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا
ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ
وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها
دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ
والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا
أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ
وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ
حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ
تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا
ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ
لا تأمَنِ الدَّهـرَ فإنـهُ
مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ
وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا
مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ
إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا
إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ
واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ
واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ
فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ
فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ
وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ
منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ
واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً
فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ
إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ
فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ
وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً
فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ
لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ
حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ
يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ
وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ
وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ
واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ
واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ
بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا
ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ
وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ
ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ
واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ
والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ
وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ
نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ
فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ
يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ
كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ
واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ
وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ
فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـب ....
🌹مساء الخير🌹
من الأرشادات الروحية والروحانية للأستاذ ، في دروس سابقة :
ردحذف39) أعترف بذنوبك بين يدي مولاك + أعترف بعجزك وفقرك إلى مولاك = ستجد راحة في صدرك وبردا وسلاما حينما تعترف وكأن هموما ثقيلة قد ذهبت عنك.
0) فطالما ندمت = أنت أعترفت. وطالما أعترفت = فأنت أسقطت الكبِر عن نفسك وطالما أسقطت الكِبر عن نفسك = فقد دخلت حضرة الله لتغتسل من فيض رحمته وفضله. وبقدر ما كانت نواياك = كانت عطاياك.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفهذه العبارة الروحية = لم تفتهملي ، عاوزة مثال صغير أو شرح قليل ..
ردحذفوالعبارة مأخوذة من درس اليوم :
( وأصعب أنواع الإبتلاء أن تكون حرا وبصحتك ، ولكن فاقد الحول والقوة في مساعدة نفسك أو غيرك ، فليس لك هنا إلا أن تسلم أمرك لله .. وتدع الأقدار تفعل بك ماتفعله.. وهذا إبتلاء لامواجهة له إلا بالإستسلام.. وإياك والسخط .. لأن السخط لوكان ينفع.. لكان كل الناس سخطت ..!! وطالما السخط لايؤدي إلى نتيجة سوى غضب الله.. يبقى من باب أولى أن يكون الرضا بالمقسوم أولى .. لأنه عبادة وفيه رضا الله.. )
..
لم تفتهملي ؟
هناك ابتلاء تكون فيه عاجز إما لأنك مقيد بالديون أو في حبس .. أو مصاب بمرض منعك عن العمل ..
حذفوهناك ابتلاء .. ينزل بك مع توافر الصحة وليس عليك ما يخنقك او يقيد حركتك في الحياة .. ومع ذلك قد لا تجد عمل لتكتسب منه (لقلة التوفيق) بالرغم من سعيك .. وبالتالي ستكون عاجز عن مساعدة من حولك كأسرتك لانعدام الكسب .. فكان فقد الحيلة والقدرة على الكسب بالرغم من سعيك .. هو حكم قدري عليك أن تتعامل معه من حيث أنه قدر .. والأمور القدرية نتعامل معها بالأدب خضوعا لمراد الله .. مع دوام السعي وعدم اليأس ..!!
* ثم ذكرت لك نصيحة وهي ان لا تسخط من فعل القدر معك .. وكن عاقلا في تعاملك مع القدر .. لأنه اذا كان السخط لا يغير قدر .. فلماذا تسخط .. فكن حكيما في تعاملك مع أحكام الله ..؟!!
تحياتي لك
من أقوال ابن الجوزي - رحمه الله
ردحذف* كان بعض الأغنياء كثير الشكر، فطال عليه الأمد فبطر وعصى، فما زالت نعمته ولا تغيرت حالته، فقال: يا رب تبدلت طاعتي، وما تغيرت نعمتي.. فهتف به هاتف: يا هذا لأيام الوصال عندنا حرمة حفظناها وضيعتها.
* اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل: (و تلك الأيام نداولها بين الناس)، فتارة فقر وتارة غنى، وتارة عز وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي وتارة يشمت الأعادي.. والعاقل من لازم أصلاً على كل حال: وهو تقوى الله، والمنكر من عزته لذة حصلت مع عدم التقوى فإنها ستزول وتخليه خاسراً.
* لا يصفو العيش إلا لمن علق قلبه بالله وترك ما سواه.
* من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذرومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
* يا هذا إذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة فإن أيدي المعاشرة نهابة وإحذر معاشرة الجهال فإن الطبع لص.
* إذا جلست في الظلام بين يدي العلام فاستعمل أخلاق الأطفال، فالطفل إذا طلب شيئاً ولم يعطه بكى حتى أخذه.
* الحق لا يشبه الباطل وإنما يموه بالباطل عند من لا فهم له.
* إنما ينبغي للإنسان أن يتبع الدليل لا أن يتبع طريقا ويتطلب دليلها.
تدبر الآيات - المقتطفات منقولة
ردحذف* يقول الله ﷻ : ﴿ قال ربِّ إني وهن العظم مني ﴾
وَهنَتْ عظامُه ولم يوهن قلبُه ؛ قلوبُ المؤمنين شابةٌ لا تشيخُ
اشتكى وهنَ العظمِ وشيبَ الرأسِ ولم يشتكِ وهنَ الرُّوحِ ، ولا ضعفَ الإرادةِ ولا شيبَ الطموحِ. ...
ليستْ المشكلة أن يهِن العظم، ولكن أن يهن العزم، فإياك أن يهن عزمك.
- قال لي أحد الأحبة: لو كنت أعلم هذا في السابق لاختصرت على نفسي الطريق.. - فقلت له: ما هو؟ - قال: التمسك بوردي اليومي من كتاب الله، وتدبر ما أقرأه.. فبه يصح عزمي، وتقوى إرادتي، وأجد حضور قلبي لأي عمل أخروي أريد الشروع فيه. - قلت له: ماشاء الله هنيئا لك، عرفت فالزم.
حذفقال الإمام أحمد رحمه الله : ختمتُ القرآن في يوم، فعددتُ موضع الصبر، فإذا هو نيفٌ وسبعين . 📚
حذفالمناقب لابن الجوزي (٣٨٤)
" فالمُستكثر من القرآن قراءةً وحِفظاً، تَفهُّماً ونَظَرًا، إعادةً وسَماعا، يَظْهرُ له من المعاني ما لا يظهر لغَيْره " .
حذفعن الربيع بن خثيم، قال: أقلوا الكلام إلا بتسع:
حذفتسبيح، وتكبير، وتهليل،
وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف،
ونهيك عن المنكر، وقراءة القرآن.
📒الزهد
قال الإمام أحمد رحمه الله : ( تركت رضى الناس ؛ حتى قدرت أن أتكلم بالحق )
حذفسير أعلام النبلاء : (٣٤/١١)
يقول ابن القيم رحمه الله: «السرُّ في استجابة دعوة المظلوم، والمسافر، والصائم؛ للكسْرة التي في قلب كُلِّ واحدٍ منهم».
حذفمدارج السالكين(١ / ٣٠٧)
﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [اﻹسراء: ٣٦] قال ابن عثيمين - رحمه الله •
حذفولا يحل ﻷحد أن يفسر آية من كتاب الله وهو لا يعلم معناها، لانه يفسرها بالظن والتخمين؛ و اﻷمر خطير؛ ﻷنك إذا فسرت آية إلى معنى من المعاني فقد شهدت على الله أنه أراد كذا وكذا وهذا خطر عظيم .
البركة_في_القرآن
حذففكلما تعلّقت بالقرآن كلما وجدت البركة في حياتك ووقتك ومالك
قال الله تعالى في محكم التنزيل { "كتاب أنزلناه اليك مبارك"}
وكان بعض المفسرين يقول (اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا ).
أشهد
تعطي لحكمة و تمنع لحكمة و لا تُسأل عما تفعل ...
حذفشفيعي إليك صدقي ..
و عذري إليك حبي للحق ..
و ذريعتي إلى عفوك رغبتي في الخير ..
سبحانك ..
مصطفى محمود رحمه الله
يا الله .. إني لا أصلي لك كما يليق بك ؛؛ ولا أصوم كما كان يفعل داود عليه السلام ؛؛ ولا أصبر إذا مرضت كما صبر أيوب عليه السلام ؛؛ ولا أسبح بحمدك تسبيح يونس عليه السلام في بطن الحوت ؛؛ ولا آخذ ديني بقوه ك يحيي عليه السلام ؛؛ ولا أغض بصري كما غض يوسف عليه السلام كل جوارحه ؛؛ولست متسامحاً لحد القول : إذهبوا فأنتم الطلقاء .
حذف((ولكني مثلهم يا الله أحبك ))
مصطفى محمود رحمه الله
كل حدث سيّء في حياتك فيه لُطف خفيّ🌸
ردحذفلاتدركه غالبًا إلا إن تمعّنت 👑
قد لا يعجبك أو لا تتفق معه قد تتأفف وتظل تعانى وتبكى ولكنه يبقى خيرًا لك لأنه قُدّر لحكمة🎈
فلا يؤخر الله عليك امرا إلا لخير و لا يحرمك من امرا إلا لخير ولا ينزل عليك بلاء إلا لخير فلا تحزن..
🌸!
----
رساله لقلبك ♥
ردحذف"سَيمُر كُل مُرّ "
سيتمهد الطريق وينطوي تعب الأيام ، سينتهي كل ما حدث معك وكأنه لم يكن ، سترحل الأوجاع من الدُنيا.. مثلما جاءت يوماً بلا استئذان، سيطرق الفرح باب قلبك بدون حساب ، سَتعود كما كُنت ذلك الشَخص القوي ، ستُقابل أشخاصاً أفضَل ، ثق بالله وَاطمئِنْ 🌸
عجبني هذا المقال - اللهم انفع به
ردحذف{ وفتناك فتونا } ..
هل هذا هو عنوان الرحلة الإنسانية كلها ؟!
هل هذا هو طريق الأنبياء .. حيث لا تتم المقامات إلا عبر مرارة العذابات !
ما الفتنة .. وما معنى فتونا !!
الفتنة .. هي الاختبار .. هي السلم الذي نعلو به ؛ إذا استند إلى جدار فيه أسرار المخاض !
أو هي .. السلم الذي نسقط منه ؛ لأن القلب كان يمشي حافيا !
الفتنة .. هي الامتحان الذي يقيس خواء قدميك ، أو قوة المخبوء في جناحيك !
{ وفتناك فتونا } .. بالتنكير الذي يدل على الكثرة والتعظيم .. لأن الله إذا تعهد عبدا { غثه بالبلاء غثا وثجه بالبلاء ثجا } ؛ حتى يصبح ديمة مشبعة بالطهارة .. حيث أمطرت أبصر الناس !
ترى .. من يزرع الصباح إلا قطرة الندى النقية ..!
ترى .. من يزرع الصباح إلا الذين نجوا من ظلام الليل البهيم ..!
يا سيدي ..
بعض الطيور ممتلئة بالطيران .. وسماؤها محنة تحلق فيها !
فإذا استقرت ؛ صارت نجمة هادية !
هل تراك تنبهت ؛ أن الروائع تستقر دوما في العمق ، ولا يبرزها إلا زلازل الأحداث الكبرى ! إلا لحظات الحزن الهائلة .. تطل مثل لآلىء من عمق المحيط .. وتعطيك مكنوناتها ؛ فقد وهبتها أثمانها !
هل تعلم .. ما هو الفرق بين الحال والمقام ؟
الحال ؛ طارىء ومؤقت !
والمقام ؛ ثابت ومستقر !
وكي تبلغ المقام ؛ لا بد من جمر الابتلاء .. حيث لا يعبر إلا من تجذرت أقدامهم على { الصراط المستقيم } !
يقول السلف :" إذا رآك الله تسعى في المكاسب ؛ صب عليك المواهب " !
فقد جعل سبحانه العبور إلى المقامات المحمودة ؛ على جسر الابتلاء !
هي سنة الله إذن .. المهام العالية ؛ تسبقها دوما تجارب ثمينة ..
يصبح العمر حينها فيضا مختلفا .. تتكثف فيه التجارب والمعاني ؛ حيث تبدو السويعة كأنها دهورا من أعمار الآخرين !
لا يحتمل العمر الذي تعده الأقدار للرسالة ؛ التفاتة فارغة ، ولا بطالة عاجزة !
{ وفتناك فتونا } ..
الفتنة ؛ هي الاختبار الذي يكشف عنا كل الأسرار المغلقة !
هي الامتحان ؛ الذي ترتسم بعده اللوحة بحبر الحقيقة !
الاختبار لا يقتلنا .. ولكنه يبعث المدفون فينا !
تحفر فينا المحن ؛ كي لا تبقى الهاوية في داخلنا مفتوحة ..!
صدقني ..
نحن نختبىء في السراء ؛ فتأتي الضراء لتمحو عنا الغبش ..!
بل لتمحو عنا الوهم ، وتكتب أوصافنا الصريحة !
نحن في السراء .. مثل مسودة نص ؛ يحتاج إلى تعديل .. وحبر الضراء ؛ هو الذي يكتب سيرتنا و تواريخنا .. و كلمات النص الحقيقية !
تشطب الاختبارات كثيرا من جملنا .. وتجعلنا ننطق بالجمل التي ولدت في عمق البئر .. في عمق معرفتنا بذواتنا !
لماذا نرتعش أمام الامتحان ؟! أليس هو الذي يجعل أعيننا ؛ ترمش بقوة لرؤية الحواف كي لا نسقط عنها ..!
الامتحان .. هو الذي يقود خطواتنا للسير إلى أبعد مدى ؛ حيث تنتظرك دهشة النتائج ..!
الامتحان .. هو حرائق مشتعلة ؛ يجتمع بعدها كل رمادنا .. ليكون هو ترميم عبورنا !
تتشقق أقدامنا في مضمار السباق .. نتمزق في لجة الغرق .. نئن من ثقل الأحداث .. لكننا نبصر بعدها ونرى رقاع ثيابنا !
نحن نتنفس تجاربنا !
هل تعلم ..
أن هواء الابتلاءات يجبرك على الصمت .. ويعلمك كيف تصغي للضائقة ؛ حيث ثمة لغة أشبه بالشوك الذي يوقظنا كي يوقفنا !
لاشيء مثل الامتحان ؛ يجعلك صامدا دون انحناء مهما حفرت القيود في معصميك !
يصهرنا الله .. حتى لا نكون اسمًا منسيا .. حتى لا نكون قبرا منسيا !
الابتلاء .. { هو تمام نصرك وعزك } .. إذا عرفت كيف تغادر شرنقتك ..!
ربما تبقى في العراء قليلا .. ويوجعك الانتظار .. لكن ؛ ثيابك لن تكتمل إلا بالابتلاء !
في الاختبارات التي نمر بها .. لا بد أن شيئا منا يبقى فيها .. وهذا هو معنى الذكرى الحية .. الذكرى التي لا تتوقف عن الهمس !
بعض الامتحانات تنتقل إليك .. تتسلل مثل المشاعر بهدوء شديد ؛ ثم تحتلك أو تستوطنك !
نبتسم لها إذ تنتهي ؛ ففيها بَعضُنَا .. آهاتنا ودموعنا .. والكثير من جهادنا !
نلتقيها هكذا نظن .. لكنها في الحقيقة ؛ تلتقطنا كأقدار جاهزة لصناعتنا .. تؤوينا مثل شي من ثيابنا التي نحنو علينا ؛ فتستر عوراتنا .. إذ كنّا قبلها بثياب ناقصة !
{ وفتناك فتونا } .. هي جوهر التربية القرآنية .. هي معنى { ولتصنع على عيني } ..!
هي التربة التي ينبت فيها أسرار قمحنا المولود !
هذه الآية لك ..هي توبتك وأوبتك ؛ اذ سمعت صوت النقص فيك جليا !
هي خطؤنا الذي يحيينا .. و هي السبيل لاكتمالنا !
يا سيدي ..
البطولة .. أن يكون لك من ميراث النبوة أوفر النصيب !
أن تكون في رعاية الله ؛ حتى ينبتك الله { نباتا حسنا } !
🔸د.كفاح أبو هنود 🔸
أزال المؤلف هذا التعليق.
حذفجزاكي الله خيرا يا نجوى
حذفاللهم اغفر وارحم وانت ارحم الراحمين
انت مولانا ونعم النصير
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
🌺 يقول ابن_القيم رحمه الله :
ردحذففأصل العبادة : محبة الله ، بل إفراده بالمحبة ، وأن يكون الحب كله لله ، فلا يحب معه سواه ، وإنما يحب لأجله وفيه ، كما يحب أنبياءه ورسله وملائكته وأولياءه ، فمحبتنا لهم من تمام محبته سبحانه ، وليست محبة معه ، كمحبة من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحبه .
📕مدارج السالكين
طريق الفضائل مشحونة بالبلاء، ليرجع عنها محنث العزم، إذا نزلت بالحازم بلية فوجد مذاقها مرا، أدار في الفكر حلو العواقب .
حذفالدنيا دار ابتلاء تشبه قصر مصر، استبق لباب فيها " يوسف " الصبر، و " زليخا " الهوى، وقمص الأعمال تعرض على " يعقوب " الشفاعة، فمن رأى قميصه قد قد من قبل قال: سحقا سحقا، ومن رأه قد قد من دبر قال: ادخرت شفاعتي.
فيامن قد ألقاه الهوى في جب حب الدنيا، سيارة القدر تبعث كل ليلة وارد: (هَل مِن سائِل؟ " فكن متيقظا للوارد إذا أدلى دلو التخليص، وقم على قدم (تَتَجافَى) وامدد أنامل (يَدعونَ رَبَهُم) وألق ما في يمينك لتتعجل الخروج، ولا تتشبث بأرجاء بئر الهوى، فإنها رمل تنهار عليك، فإذا تخلصت بعزائم الإنابة فاحذر من الطريق المسبعة، وسر في مصباح اليقين فعند الصباح يحمد القوم السرى.
*اللطائف لابن الجوزي- رحمه الله
أزال المؤلف هذا التعليق.
حذفنور على نور استاذنا الفاضل .. ما شاء الله .. مفاهيم ومعاني جميلة وجديدة نكتسبها مما تجود به علينا كعادتك في اسلوبك السلس .. بل انوار تتجدد في كل قراءة وتتغلغل في خلايانا .. لتزيدنا إيمانا ويقينا بقوله سبحانه وتعالى : (..فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ( .. فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) ..
ردحذفاللهم اجعلنا من أهل قولك : (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)( .. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) .. آمين يارب العالمين
جزاك الله خيرا كثيرا استاذي على ما وضحت وافضت واشرت .
ردحذف