بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الرابعة
تنبيهات في الطريق إلى الله
- الأسماء الحسنى وعلاقتها بالقدر -
:: حكيم قابض باسط – حق حكم عدل ::
(الجزء السابع)
(الجزء السابع)
* فهرس :
..:: الفصل التاسع ::.. إبليس وشركاؤه في الإحتجاج بالقدر ::
1- س55:
هل تعلم أن إبليس اعترف بالقدر جبرا واختيارا ؟
2- س56
: هل ممكن نعرف بعض طرق الإغواء للعباد في
القرآن ؟
3- س57: لماذا
الجاحدون للإيمان والساخطون على قضاء الله يحتجون بالقدر ؟ ومتشابهون
مع النفس الإبليسية ؟
4- س58: لماذا اتهم الله الكفار بالكذب في احتجاجهم
بالقدر ؟
..:: الفصل العاشر ::.. الإحتجاج بالقدر ::
6- س59: هل هناك من الصحابة من احتج بالقدر في فعل الطاعة ؟
7- س60: كيف تفهم حديث احتجاج آدم بالقدر ؟
8- س61: لماذا آدم قال لموسى (أَنْتَ مُوسَى الذي اصْطَفَاكَ اللَّهُ
بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الألْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شيءٍ وَقَرَّبَكَ
نَجِيًّا) ؟
9- س62: ما المانع من الإحتجاج بالقدر وقد احتج به آدم ؟ (هل يصح الإحتجاج بالقدر وقت المعصية)
10- س63: ما الفرق بين احتجاج المشركين واحتجاج آدم بالقدر ؟
9- س62: ما المانع من الإحتجاج بالقدر وقد احتج به آدم ؟ (هل يصح الإحتجاج بالقدر وقت المعصية)
10- س63: ما الفرق بين احتجاج المشركين واحتجاج آدم بالقدر ؟
11- س64: لماذا نظروا لمعصية آدم ولم ينظروا لتوبته ؟
*****************************
..:: الفصل التاسع ::..
:: إبليس وشركاؤه في الإحتجاج
بالقدر ::
*********************************
..:: س55: هل تعلم أن إبليس اعترف بالقدر جبرا واختيارا ؟ ::..
- قلنا سابقا .. أن البعض يحتج بالمشيئة الإلهية فيما هو يفعله وكأنه هذا فعل الله الذي أجبره الله عليه .. ثم يستبيح أفعاله تحت مقولة (هذه مشيئة الله .. ولو شاء لجعلني مؤمنا حقا) ..
- وهذه هي مقولة أهل العناد والكبر والجحود للأوامر الإلهية في كل زمان ومكان .. !! وزعيمهم وإمامهم في هذا هو إبليس اللعين .. حيث يجد لوسوسته طريقا في صدور بعض النفوس العاطلة (عن العمل الإيماني) أوالباطلة (بجحود الإيمان) .. حيث يلقي بتبرير سبب طرده من الجنة وسبب لعنته .. هو أن الله كتب عليه هذا .. ولو شاء الله لكان جعل آدم مكانه وهو مكان آدم .. ولكن هذه مشيئة الله ..!!
- والذي قاله إبليس هو محض كذب لأنه يعلم أن الله حكيم حق حكم عدل .. وإنما ما فعله إبليس إنما هو لأنه تعمد الإستكبار على الإستجابة للأمر الإلهي .. ثم ازداد جحودا بتحدي الله في الوجود .. واصفا نفسه بأنه غاويا ومزينا للناس معارضة أوامر الله (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) الحجر39 .. وبذلك قد أثبت لنفسه قدرة على الإختيار في الفعل .. كما أثبت لله القدرة على خلق أسباب الغواية .. !!
- والمتأمل في كلام إبليس .. ستجده يقر بالقدر .. سواء المجبور عليه أوالقدر المخير فيه .. !!
- فأما القدر المجبور عليه .. فقوله كما جاء في القرآن (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) ص76 .. وقد نسب لله قدرته على الخلق بلا اختيار من المخلوق .. وقال (خلقتني) (خلقته) .. وبعدها قال في آية أخرى (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) الأعراف16 .. فأثبت الغواية لله التي هي أسباب تؤدي إلى إظهار حقيقة نفسك الأمارة بالسوء بالإختبارات .. وتؤدي لهلاكك .. كما قال نوح لقومه (وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) هود34
- وأما القدر المخير فيه .. فقوله كما جاء في القرآن (لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) الحجر39 .. .. وقد نسب لنفسه فعل التزيين والغواية للإضلال ..
- وهذه الآيات وغيرها ترشدك إلى مدى فهم إبليس ومعرفته بربه .. إلا أن هذه المعرفة لم تفيده في شيء لأن الكبر في نفسه كان حجابا له على قلبه .. فضل وغوى .. وجعل من الكبر شعارا له في تحديه لله سبحانه وتعالى ..!!
- ثم جاء من بعده بني آدم .. وسلكوا سلوك الشيطان وقالوا مثلما قال إبليس من قبل حيث قد أوحى لهم إبليس بهذه الحيلة لإغوائهم .. لتبرير أحوالهم وأفعالهم في العصيان أو الكفر ..
****************************
..:: س56 : هل ممكن نعرف بعض طرق الإغواء للعباد في القرآن ؟ ::..
- بمناسبة الغواية : نجد أن الله تعالى قد استخدم أسلوب الغواية مع الذين عقدوا عزائمهم على العصيان والكفر ..!!
- ومن طرق الغواية .. الإمهال مع تأخير العقوبة الإلهية .. :
- يقول تعالى : يحكي رب العالمين عن قول قوم نوح لنوح عليه السلام : (قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) هود32 ..
ثم يحكي عن قول سيدنا نوح لقومه .. (وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) هود34 ..
- ثم يوضح تبارك وتعالى حقيقة إمهالهم فيقول : (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) العنكبوت14 ..
- يقول تعالى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ العذاب إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ) هود8 ..
- ومعنى (ما يحبسه) : ليقولُنَّ استهزاء وتكذيبًا: أي شيء يمنع هذا العذاب من الوقوع إن كان حقًا ..؟!!
- يقول تعالى : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ العذاب وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين يَوْمَ يَغْشَاهُمُ العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) العنكبوت53-54 ..
* ونجد أن الله يطمئن أهل الإيمان ويفهمهم شيء مهم جدا ..
وهو أن تأخير العقوبة هو من فعل الله في الكون قدرا .. حتى لا يتعجبوا من تأخير العقوبة لغير المؤمن أو للفاجر العاصي :
- يقول تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) إبراهيم42
- يقول تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) النحل61
*****************************
..:: س57: لماذا الجاحدون للإيمان والساخطون على قضاء الله يحتجون بالقدر ، ومتشابهون مع النفس الإبليسية ؟ ::..
* كثيرون يحتجون
بالقدر .. أي بثبوت المشيئة الإلهية عليهم أنهم عصاة أو مجرمين .. ولو شاء
الله غير ذلك لهم .. لتغيرت أحوالهم .. ومنهم من يسخط معترضا على حكم الله فيه ..!!
* وهذه الشبهة
النفسية ليست حديثة وإنما متوارثة من عهد قديم الزمان .. وهو الإحتجاج
بالقدر .. وإمامهم في ذلك هو إبليس ..!!
- والمحتج بالقدر بين أمرين :
الأول :
التبرير لفعله .. وهؤلاء حال العاصين أو المستكبرين بالكفر والإلحاد .. كذلك كان إبليس .. كما جاء في القرآن حيث قال تعالى : (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) الحجر39 ..
الثاني : الإعتراض على حكم الله .. لأنه يرى أنه لا
يستحق ما يحدث له .. كذلك كان إبليس .. كما جاء في القرآن حيث قال تعالى : (قَالَ مَا
مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف12 ..
- وكلاهما اكتسب من صفات النفس الإبليسية .. سواء في التبرير أو الإعتراض ..!!
- فسبب الإحتجاج بالقدر .. يكون هو التبرير أو الإعتراض .. والغرض في كل الأحوال هو إلقاء التهم على الله لتبرئة أنفسهم الأمارة بالسوء .. والبعض يريد من وراء ذلك أن يثبت أن الإله غير حكيم في فعله وغير حق في حكمه وعدله .. وهؤلاء هم الملحدون ومن شابه قلوبهم في الإنكار على حكم الله ..!!
- وأشهر فريقين احتجاجا بالقدر هما ..
1- الفريق
المنكر للإيمان.. ويستخدم القدر استهزاء
وسخرية ومخرجا لتبرير كفرهم ..
2- الفريق الساخط على قدر الله .. معترضا على قضاءه
..
- والقرآن يصف حال الفريقين ويرد عليهم :
- فها هم الذين لا يريدون الإيمان .. يقولون أن هذه مشيئة الله لهم .. ولو كان
مراد الله فيهم غير ذلك .. لكانت مشيئته فيهم هي الإيمان ..!!
ومن ذلك :
- في الحديث عن
أبي هريرة : (جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في القَدَرِ، فَنَزَلَتْ (يَومَ يُسْحَبُونَ في
النَّارِ علَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ . إنَّا كُلَّ شيءٍ خَلَقْنَاهُ بقَدَرٍ)
القمر48 – 49 - ) صحيح مسلم ...
- قوله تعالى : (وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ
مَا عَبَدْناهُمْ مَا لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) الزخرف20 ..
- قال تعالى : (سَيَقُولُ الَّذِينَ
أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن
شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ
لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ) الأنعام148 ..
- ومعنى (الْخَرْصُ): التَّوَهُّمُ وَالظَّنُّ
الَّذِي لَا حُجَّةَ فِيهِ ..
* وهناك صنف آخر من الناس يتهمون القدر وهم (الساخطون) :
- إذا كان ما سبق يدل على نفوس تتخذ من القدر وسيلة لتبرير العصيان والكفر ..
- فهناك صنف آخر من الناس وهم الساخطون .. الذين يتخذون القدر وسيلة اعتراض واتهام لله ..!! وأولئك هم الذين لا يوفقون في الحياة لما كانوا يريدونه .. وهؤلاء يتخذون من اتهام القدر وفعل الله .. وسيلة لتبرير أفعالهم الخاطئة ..
- أو كما نقول يريد إلقاء أخطاءه على غيره .. حتى يثبت أنه بريء ومسكين وغلبان ..!!
1- يقول تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج11 ..
2- يقول تعالى : (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ
وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ . كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ . وَلَا تَحَاضُّونَ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ . وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً . وَتُحِبُّونَ
الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) الفجر16 ..
- فإذا كان البعض ينظر أن الغنى دليل
كرامة .. والفقر دليل إهانة .. فالله يكشف هذه المسألة .. بأن ليس الإكرام
يكون بالغنى .. وليس الفقر دليل إهانة .. وإنما شهوة الغنى هي التي أعمت بصائركم
عن حقيقة الكرامة التي تكون بطاعة الله وقربك من الله.. وحقيقة الإهانة التي تكون
بمعصية الله وبعدك عن الله .. يقول تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ
وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ
مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ
حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ
اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) الحج18
- وهؤلاء الساخطون لهم مظاهر نفسية يعيشون بها .. منها :
1- أنه شخص مكابر لأوامر الله .. به انحراف نفسي ..
2- لا يعترف بأخطاءه .. يعيش متهما للآخرين .. لأنه على صواب ..
3- ساخطا على حياته .. لا يرضى بما هو معه .. طامعا لما في يد غيره ..
4- لا يتكلم إلا عن السوء الذي يصيبه ولا يتكلم عن النعمة التي في أيده ..
5- دائم الشكوى من الله ومن الناس ..
6- لا يريد التغيير في نفسه .. لأنه يثني على نفسه بالخيرية .. فهو دائم استحسان نفسه .. واصفا نفسه أنه لا يستحق ما حدث له بل يستحق الأفضل .. ويتهم الله معترضا عليه (أنت بتعاملني ليه كده) (أنت بتعامل الكافر أحسن مني) ومثل هذا الكلام ..!!
7- وتجد في طبعه دوام الحكم على أصحاب النعمة بأنهم لا يستحقون ..!!
****************************
..:: س58: لماذا اتهم
الله الكفار بالكذب في احتجاجهم بالقدر ؟ ::..
- قلنا أن المشركين اتخذوا من القدر وسيلة
لتبرير كفرهم ..:
- قال تعالى : (سَيَقُولُ الَّذِينَ
أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن
شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ
لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ) الأنعام148 ..
- ومعنى (الْخَرْصُ): التَّوَهُّمُ وَالظَّنُّ
الَّذِي لَا حُجَّةَ فِيهِ ..
- وأمام هذه الآية نسأل
سؤال بسيط .. وهو لماذا كذب الله المشركين في اعتراضهم بالقدر .. طالما كل
شيء بقدر فعلا ؟!!
- فما هي حكمة تكذيب الله لهم ؟!
- وبحثت عن إجابة فلم أجد فيما توافر عندي
من مراجع .. فاجتهدت في الإجابة فوجدت أن حكمة تكذيب الله للكفار هي لثلاثة أسباب :
1- السبب الأول : لأنهم خلطوا بين المشيئة
الكونية والمشيئة الدينية ..
- فالمشيئة الكونية : أنه خلق في الدنيا مؤمن وكافر (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ
أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ
فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) الشورى7 ..، (حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) السجدة13 ..
- والمشيئة الدينية : أنه جعلك مختارا في الإيمان والكفر (فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ)
الكهف29 ..، (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً
وَإِمَّا كَفُوراً) الإنسان 2-3 ..
2- السبب الثاني : أرادوا
باحتجاجهم أن يظهروا أن الله راضي عن فعلهم وإلا ما فعلوه ..
والقرآن يكذبهم في ذلك : فيقول سبحانه وتعالى (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ
وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) الزمر7 ..
3- السبب الثالث (وهو سبب عقلي) : لأنهم نسبوا
إلى الله الشيء ونقيضه .. فكانوا كاذبين .. كيف ذلك ؟
- لأنهم قالوا لو شاء الله لآمنا .. وفي حقيقة الأمر
الله أرسل رسول لهم ليؤمنوا ... !!
- فكيف تكون إرادة الله لهم الكفر وقد أرسل لهم رسولا ليؤمنوا ..؟!!
* ولذلك فإن كل سبب مما سبق : يكشف لك لماذا القرآن أثبت الكذب لمن يحتج
بالقدر تبريرا لكفره وعصيانه .. وأنه لا حجة لهم عقلا أو نقلا ..!!
****************************
..:: الفصل العاشر ::..
:: الإحتجاج بالقدر ::
****************************
..:: س59: هل هناك من الصحابة من احتج بالقدر في فعل الطاعة ::..
- عن علي بن أبي طالب قال : (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَرَقَهُ وفَاطِمَةَ بنْتَ النبيِّ عليه السَّلَامُ لَيْلَةً ، فَقالَ : أَلَا تُصَلِّيَانِ ؟ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ، أَنْفُسُنَا بيَدِ اللَّهِ ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا ، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذلكَ ولَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شيئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وهو مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وهو يقولُ: (وَكانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شيءٍ جَدَلًا) [الكهف: 54]) صحيح البخاري .
- البعض يستدل بأن سيدنا علي استدل بالقدر .. وهذا كلام صحيح في ظاهره .. ولكن أي قدر ؟ وأي مشيئة ؟ ..
- إنها المشيئة الكونية أو التحقيقية الواجبة الحدوث التي لا يملك الإنسان أسبابها .. فسيدنا علي أشار إلى قوله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) الزمر42 ..
* لكن انتبه لشيء مهم في كلام سيدنا علي :
- هل سيدنا علي استدل بالقدر على اكتساب معصية ؟ أم على ما لا يستطيع الإنسان فعله لأنه لا يملك أسبابه ؟
- بالتأكيد استدل بالقدر على ما لا يملك أسبابه .. لأنه يكون نائم .. ولا قدرة له على نومه وإيقاظ نفسه ..!!
- ولكن النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يعجبه رد سيدنا علي .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد منه أن يكون له عزيمة دون الإحتجاج بالمشيئة حتى ولو مشيئة كونية .. وأيضا لأن هذا قد يفتح باب الشيطان .. وهذا يدل عليه كلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) صحيح مسلم ..
- فكان رد سيدنا علي فيه خطأ نفسي : لأن في ذلك مبرر للنفس لتمارس شهوة النوم وترك فضيلة قيام الليل والذي بتركه قد تتمادى النفس فتنام عن فريضة صلاة الفجر .
- ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يريد من صحابته وأحبابه .. قوة العزيمة والأخذ بالأسباب بقوة .. ثم إذا خالف ذلك مراد الله ومشيئته فهنا نقول (قدر الله وما شاء فعل) .. ولكن لا نحتج بالمشيئة دون أسباب وعمل بقوة مع الله ..!!
**************************
..:: س60: كيف تفهم حديث احتجاج آدم بالقدر ؟ ::..
- ستجد كلام على شبكة الإنترنت غير مفهوم ، يروج له بعض المشايخ دون فهم أو إدراك .. بل مجرد نقل عن غير فهم .. وكأنه يتهرب من الإجابة بأي كلام .. مما يزيد الشك في قلوب السائلين عن القدر .. !!
- فقال من قال منهم : أن الاحتجاج من آدم إنما هو على مصيبة الخروج من الجنة .. وأن اتهام موسى ليس على الذنب ..!!
- وهذا كلام غير صحيح وغير منضبط ولا يليق بشيخ أو داعية أن يقوله .. لأنه مخالف لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. وإليكم الروايات :
1- في رواية البخاري (حاجَّ مُوسَى آدَمَ ، فقالَ له : أنْتَ الذي أخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بذَنْبِكَ وأَشْقَيْتَهُمْ ، قالَ : قالَ آدَمُ : يا مُوسَى ، أنْتَ الذي اصْطَفاكَ اللَّهُ برِسالَتِهِ وبِكَلامِهِ ، أتَلُومُنِي علَى أمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَنِي - أوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَنِي - قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى) صحيح البخاري .
2- في رواية صحيح مسلم (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عليهما السَّلَامُ عِنْدَ رَبِّهِمَا، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، قالَ مُوسَى : أَنْتَ آدَمُ الذي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ ، وَأَسْجَدَ لكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَأَسْكَنَكَ في جَنَّتِهِ ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إلى الأرْضِ ، فَقالَ آدَمُ : أَنْتَ مُوسَى الذي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الألْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شيءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ ، قالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا ، قالَ آدَمُ : فَهلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ، قالَ : نَعَمْ ، قالَ : أَفَتَلُومُنِي علَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ؟ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ) صحيح مسلم .
3- وفي صحيح بن ماجه (احتجَّ آدمُ وموسَى عليهما السَّلامُ فقالَ لَه موسَى يا آدمُ أنتَ أبونا خيَّبتَنا وأخرجتَنا منَ الجنَّةِ بذنبِك فقالَ لَه آدمُ يا موسَى اصطفاكَ اللَّهُ بِكلامِه وخطَّ لَك التَّوراةَ بيدِه أتلومني علَى أمرٍ قدَّرَه اللَّهُ عليَّ قبلَ أن يخلقني بأربعينَ سنةً فحجَّ آدمُ موسَى فحجَّ آدمُ موسَى فحجَّ آدمُ موسَى ثلاثًا) صحيح بن ماجه .
* والمتدبر في الحديث سيجد :
1- أن هذه مقابلة في عالم الملكوت وليس في عالم المادة .. لأن موسى لم يدرك آدم ..!!
2- أن موسى يعاتب آدم بألفاظ فيها توبيخ مثل (خيبتنا) (أخرجتنا) ..
3- ونجد موسى أيضا قد عاتب آدم بذنبه وخطئه .. لذلك قال آدم له (أتلومني) ..!!
4- أن آدم وموسى كلاهما نسب الذنب إلى آدم ولم ينسباه إلى الله ..!!
5- أن آدم احتج بعلم الله السابق وهو في عالم الأرواح وليس في عالم الأسباب ..!!
6- أن موسى لم يعترض على احتجاج آدم ..!!
* مناقشة الحديث :
1- نجد أن آدم وموسى كلاهما وإن وافقا على الإحتجاج بالقدر .. إلا أن كلاهما اتفقا أيضا على إثبات الذنب من فعل آدم وليس جبرا من الله عليه ..
فسيدنا موسى قال (بذنبك) (بخطيئتك) .. وسيدنا آدم وحواء اعترفا بالعصيان : ( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الأعراف23 ..
2- أن معصية آدم عن فتنة الله له .. وهذا أمر قدري على الجميع .. لقوله تعالى ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء35 .. وكونه نسي الأمر الإلهي لغفلة أصابته .. إلا أنه لم يكن له عزم على المعصية بدليل اعترافه بذنبه ..
3- أن معصية أدم كانت محنة .. ولكن كل محنة وقد تكون عاقبتها منحة لو أحسنت الأدب مع الله ..!!
4- أن المعصية ليست مطلوبة لذاتها وإنما لما يترتب عليها .. فلو أنت أعلنت توبتك ورجعت إلى الله بعزيمة وصدق .. ستجد أضعافا من كرامة الله لك .. فإذا كانت المعصية واحدة .. فالحسنة بعشرة أمثالها بل والله يضاعف لمن يشاء ..
5- إذا كان آدم وحواء عصيا الله .. وكان الأمر في ظاهرة عصيان .. إلا أن الله اصطفاه بالخلافة والنبوة لما اعترف بظلمه لنفسه .. فكان الأمر في ظاهره العصيان وفي حقيقته الرضوان .. وهذا ما يسمى بسر القدر .. ولا يوجد من يعرف تدبير الله في الكون كيف يكون ..
6- نتعلم من قصة آدم .. أن الإعتراف بالذنب من كمال الأدب في العبودية .. وأن من يرى ذنوبه كالذباب وأنه لا يذنب وأنه على خير وأنه لا يستحق أن يحدث له مكروه لأنه طيب .. فهذه كلها نفوس ذات خصائص إبليسية على الإنسان أن يتحرر منها ويتطهر منها بالإعتراف بذنوبه لله .. وبالإنكسار بين يدي الله .. والافتقار إلى الله على الدوام .. وما عدا ذلك .. فلا سبيل إلى الله ..!!
7- اذا كانت المعصية من قدر الله .. فالتوبة أيضا من قدر الله .. فلماذا نذكر المعصية على أنها قدر ولا نبحث عن التوبة فتقول أنها قدر أيضا ..؟
8- لا تسيء إلى أحد في معصيته وتُعايره وتلومه .. طالما هو تاب إلى الله .. وإلا فانتبه فإن الذي قدر عليه الذنب قادر على أن يحيطك به .. بل وقد لا يخرجك منه لإحتقارك لأخيك وإساءة الأدب مع قدر الله ..!!
9- المعصية من قدر الله .. ولكنها لم تمنع آدم من العزيمة في طلب التوبة والتوجه إلى الله معترفا بذنبه .. حتى نال التوبة والرحمة ..!!
10- اعمل واجتهد مع الله مهما كان ذنبك .. لأنك لا تعلم .. فقد تكون ذنوبك هي سبب سعدك مع الله .. لأنها كانت المحرك لعزيمتك في العمل مع الله ..
11- سر القدر وجماله يكمن في خفاءه وغموضه .. وإلا لو علم المطيع والعاصي خاتمة كلا منهما .. فلماذا يعملان ؟!!
ولكن قد ينقلب المطيع لعاصي والعاصي لمطيع .. ليس ظلما .. وإنما لأن الأول لم يكن مخلصا في طاعته .. ولا الثاني كان مصرا على عصيانه ..!! ولكن ظواهرهم تحكم خلاف ذلك .. وإنما بواطنهم يعلمها الله ..
*****************************
***************************
..:: س61: لماذا آدم قال لموسى (أَنْتَ مُوسَى الذي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الألْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شيءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا) ؟ ::..
- قد يسأل العقل سؤال : وهو ما فائدة إشارة آدم لموسى بفضائله طالما كان آدم يكفيه الإحتجاج بالقدر فقط ؟!!
1- كأن آدم يقول لموسى : لو لم يكن هذا الخروج لما كنت أنت يا موسى كليم الله ولم تنزل عليك التوراة .. فلماذا تلومني والكرامة التي كنت فيها هي في الأصل بسبب ذنبي الذي تتهمني به .. فأي اتهام وأي ملام تنظر به إلي ..؟ ولماذا وقفت على عالم الأسباب وتجاهلت رؤية المسبب .. فحج آدم موسى .. !!
2- ويقال بطريقة أخرى : كما أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكتابه وقدر لك ذلك .. كذلك قدر علي الله أن أفعل ما فعلت .. فلماذا الملامة والعتاب ؟ .. وصاحب القدر واحد .. فإذا اتهمتني في قدري فأنت تتهم الله في قدره .. فحج آدم موسى ..!!
***************************
..:: س62: ما المانع من الإحتجاج بالقدر وقد احتج به آدم ؟ ::..
س: هل يصح لأحد أن يحتج بالقدر ؟
- قد يتصور البعض أنه يجوز له أن يحتج بالقدر ويرى أن هذا لا مانع منه .. ويبرر كلامه مستدلا باحتجاج سيدنا آدم على سيدنا موسى بالقدر .. وكعادة البعض يجتزأ ما يريده من كلام الحديث .. ويتجاهل ما في الحديث من معاني أخرى ..!!
- والحقيقة أنه لا يصح لأحد أن يحتج بالقدر .. كما فعل آدم مع موسى عليهما السلام .. وذلك لسبب مهم ..
- لأن آدم احتج بالقدر مع موسى في عالم الأرواح وليس في عالم الأسباب بعد أن علم كل منهما مقامه عند الله .. فهذه كانت محادثة ملكوتية وليست محادثة أرضية في عالم الأسباب .. حتى نقول أن الإحتجاج بالقدر من جملة عالم الأسباب التي نحتج بها .. وهذه نقطة غفل عنها الكثيرين ولم ينتبهوا إليها ..!!
- فكيف تحتج بحادثة روحية غيبية في عالم المادة ؟!!
*******************************
..:: س63: ما الفرق بين احتجاج المشركين واحتجاج آدم بالقدر ؟ ::..
- قد يقول قائل .. ما الفرق بين احتجاج آدم بالقدر واحتجاج المشركين بالقدر .. لأن الله كذب المشركين في استدلالهم بالقدر وإنما أجاز لآدم الاحتجاج كما حج آدم موسى بالقدر ..؟!!
- أقول لك .. أنت لم تنتبه لأمرين :
- الأول : أن احتجاج آدم بالقدر على موسى .. إنما كان في عالم الغيب وليس في عالم الحياة .. وأحكام الغيب تختلف عن أحكام الدنيا .. ويكفي أن الإحتجاج تم في عالم الملكوت أي في حضرة الملأ الأعلى الذي لا خطأ فيه ..!!
- الثاني : أن احتجاج آدم إنما كان بعد أن أظهر الندم والتوبة والإعتراف يقينا أنه ظلم نفسه بعصيان الله ولم يستكبر عن الخضوع لله .. ولكن احتجاج المشركين إنما عن استهزاء وسخرية بالقدر .. وذلك استكبارا منهم عن الخضوع لأمر الله .
****************************
..:: س64: لماذا نظروا لمعصية آدم ولم ينظروا
لتوبته ؟ ::..
- كثيرا نجد البعض يتكلم عن آدم عليه
السلام .. على أنه السبب في خروجنا من الجنة .. ولا يذكروا أن آدم تاب وأصلح وقبل
الله توبته ..!!
- فلماذا لا يذكرون الخيرية في آدم عليه
السلام ؟!!
- شيء عجيب فعلا .. حال هؤلاء ..!!
1- فالذي يظن أن الله جعل آدم يعصي .. فلماذا لم يقل أنه جعل آدم يتوب ؟!!
2- الذي يقول أن فعل الله كان شرا
بآدم .. فلماذا لم يقل أنه جعله نائبا عن الله في أرضه يحكم بأمر الله ..؟!!
3- الذي يقول لماذا أراد المعصية من
آدم .. لماذا لم يقل أنه أراد منك أن تعرفه أنه تواب غفور رحيم .. !! فلولا
المعرفة بالله ما كان لك وصل بالله ..!!
4- والذي يريد الود من الله والوصال .. لماذا لا يتهم نفسه بأنه ظالم لنفسه
ويعترف بذلك .. كما اتهم آدم نفسه بالظلم لنفسه ..!!
5- لماذا تستكبر عن الإعتراف بالذنب واخترت كما اختار ابليس أن يستكبر على الله
ولم يعترف بذنبه بل وأصر على دوام العصيان متحديا الله ..!!
*************************
..:: الفصل الحادي عشر ::..
:: أسئلة بسيطة عن قصة آدم ومعرفة الغيب ::
***************************
..:: س65: ما هي الإشارة القدرية في قصة سيدنا آدم ؟ ::..
يتبع إن شاء الله تعالى
**********************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
اللهم علمنا الأدب ، و حققنا بإياك نعبد و إياك نستعين .
ردحذف***********
زادك الله من فضله أستاذي الجليل ، و دمت لنا نورا .. آمين يارب العالمين
تحياتي لك🌷
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفعارفة ليه يا نجوى .. ربنا مش هيعذبك وأنتي تستغفري ؟
حذفعشان بتكوني في معية جماله ..
ومن اطمن بجماله .. لا يقهره بجلاله ..
لذلك أخبرنا النبي :(إنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي) صحيح البخاري .
- ومن أجل ذلك أيضا قال تعالى للنبي (ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) لأنه صلى الله عليه وسلم كان رحمة .. والرحمة تمنع نزول العذاب ..
فمن يصلي ويسلم عليه ويرد عليه الصلاة والسلام .. فهو في أمان مادام مصليا ومسلما عليه .. لأنه يعتبر في جوار الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
- وكذلك من يتعلق باتباع النبي فهو آمن لدخوله مقامي المحبة والغفران (يحببكم الله ويغفر لكم) ..!!
تحياتي لك
ربنا يرضا عنك يا استاذ خالد استبشرت بقولك و فال وكان يا رب
حذفيا رب لا تعذبنى ولا تعذب احد منا جميعا يا رب
الاضافة جميلة ومسددة اسأل الله ان يدخلنا جميعا في مقام المحبة والغفران امين يا رب
اللهم انك تعلم من قلوبنا ما لا يعلمه خلقك فلا تردنا وانت اكرم الاكرمين
اللهم آمين يارب العالمين
حذفاللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ياالله لطفك وعفوك ورحمتك ياالله
ردحذفجزاك الله خيرا كثيييرا استاذنا الفاضل .. ففي كل رسالة تزيدنا ايمانا ويقينا ومعرفة بإرادة الله فينا منذ الأزل ؛ وهي إرادة الخير ؛ حقا وصدقا كما جاء في محكم القرآن الكريم .. (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ)[سورة آل عمران 108] .. ( .. وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ)[سورة غافر 31]
ردحذفواعاذنا الله جميعا من الشك او الوهم او الاعتراض او السخط او الإنكار .. ومن اصابه شيء من ذلك فليعرض كلام الله تعالى على قلبه ويستأنس بقوله :
(..يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ..) البقرة 185
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )النساء 26
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ..) النساء 27
(يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عنكم..) النساء 28
(..مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشكرون) المائدة 6
ولنتأمل " يريد " .. فعل مضارع يفيد الاستمرارية !! .. فلله الحمد وله الشكر دائما ابدا
وهكذا استاذي الفاضل .. وببركة رسائلك الأخيرة وكلما تعرفت على ( الإرادة الإلهية والمشيئة والقضاء والقدر ) .. زاد فقري وأقبل مفلسة العلم والعمل والحول والقوة !! .. ويزداد يقيني بقوله جل جلاله : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) .. " فاعلمْ أنّه لا إله إلا اللهُ " .. فأدعو الله الغني عنا أن يتصدق علينا جمييعا بفضله ورحمته فإنه لا يملكهما الا هو .. ولا حول ولا قوة الا بالله ..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال .. " لا يؤمِنُ المَرءُ حتى يؤمِنَ بالقدَرِ خيرِه وشرِّه " .. وإني أشهد ان رسائل القضاء والقدر والعمل بما جاء فيها لتزيد الإيمان وتزيد التوحيد وتزيد المعرفة وتزيد المحبة .. اللهم اجعلنا من أهل ذلك كله بفضلك ورحمتك فإننا لا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا .. ولا نأخذ إلا ما أعطيتنا ولا نقي إلا ما وقيتنا فوفقنا لما تحب وترضى في خير وعافية .. آمين
* جيء برجل شارب خمر إلى سيدنا عمر رضي الله عنه ، فقال لهم : أقيموا عليه الحد !
حذف- قال الرجل : والله يا أمير المؤمنين ، إن الله قدّر علي ذلك !!
* فقال سيدنا عمر رضي الله عنه :
أقيموا عليه الحد مرتين ؛ مرة لأنه شرب الخمر ، ومرة لأنه افترى على الله ! .. ثم قال : ويحك يا هذا ، إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار .
أدب سيدنا آدم عليه السلام بعد المعصية :
حذفلمَّا أهبطَ اللَّهُ آدَمُ إلى الأرضِ طافَ بالبيتِ أسبوعًا وصلَّى حِذاءَ البيتِ ركعتينِ ثُمَّ قال :
اللَّهُمَّ أنت تعلَمُ سرِّي وعلانِيَتي فاقبَل معذرتي ، وتعلَمُ حاجتي فأعطِني سُؤلي ، وتعلَمُ ما عندي فاغفِر لي ذنوبي ، أسألُكَ إيمانًا يباهي قلبي ويقينًا صادِقًا حتَّى أعلَمَ أنَّهُ لا يصيبُني إلا ما كتبتَ لي ورضِّني بقضائِكَ ،
فأوحى اللَّهُ إليهِ يا آدَمُ إنَّكَ دعَوتَني بدعاءٍ فاستجبتُ لكَ فيهِ ولنَ يدعوَني به أحدٌ من ذُرِّيتِكَ إلَّا استجبتُ له وغفرتُ له ذنبَهُ وفرَّجتُ همَّهُ وغمَّهُ واتَّجرتُ له مِن وراءِ كلِّ تاجرٍ وأتَتهُ الدُّنيا راغمَةً وإن كان لا يريدُها
الراوي:بريدة المحدث:السيوطي المصدر:الدر المنثور الجزء أو الصفحة:1/315 حكم المحدث:إسناده لا بأس به
أختي الكريمة /قطر الندي /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذفلي ملحوظة صغيرة أرجو أن تسامحيني عليها /أظنها / أسألك إيمانا يباشر قلبي/وليست / يباهي قلبي /
والله أعلي وأعلم /معذرة إليك / والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي الفاضل ابراهيم
حذفوشكرا لملاحظتك .. فلقد تعددت روايات الحديث .. فمرة جاءت ب - يباهي قلبي - / أي يُجمّل - .. ومرة ب - يباشر قلبي - كما في الحديث التالي :
لمَّا أَهبطَ اللَّهُ آدمَ إلى الأرضِ قامَ وجاء الْكعبةَ فصلَّى رَكعتينِ فألْهمَهُ اللَّهُ هذا الدُّعاءِ :
اللَّهمَّ إنَّكَ تعلمُ سرِّي وعلانيَتي فاقبل معذِرَتي وتعلَمُ حاجتي فأعطِني سؤلي وتعلَمُ ما في نفسي فاغفِر لي ذَنبي اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ إيمانًا يباشِرُ قلبي ويقينًا صادقًا حتَّى أعلمُ أنَّهُ لا يصيبُني إلَّا ما كتبتَ لي وأرضِني بما قسمتَ لي فأوحى اللَّهُ إليْهِ يا آدمُ قد قبلتُ توبتَكَ وغفرتُ ذنبِكَ ولن يدعوَني أحدٌ بِهذا الدُّعاءِ إلَّا غفرتُ لَهُ ذنبَهُ وَكفيتُهُ المُهمَّ من أمرِهِ وزجرتُ عنْهُ الشَّيطانَ واتَّجرتُ لَهُ من وراءِ كلِّ تاجرٍ وأقبلَت إليْهِ الدُّنيا راغمةً وإن لم يرِدْها
الراوي:عائشة المحدث:السيوطي المصدر:الدر المنثور الجزء أو الصفحة:1/313 حكم المحدث:إسناده ضعيف
هذا .. والله أعلم
أختي الكريمة / قطر الندي /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ أفادك الله ونورك وشرح صدرك وثبتك / علمتني هذه المعلومة الجميلة ووالله لأول مرة أعرفها ذكرتني لما كنت في ليبيا في الثمانينات 82/83 لما كنت بتكلم معاهم عايز كذا وكذا كان الواحد منهم يقوللي باهي باهي عرفت دلوقتي انه كان يقصد مثلا جميل جميل يعني ماشي ماشي
حذفشكرا لحضرتك وكل الأحبة الحلوين قوي في هذه المدونة الرائعة والجميل الرائع ا.خالد أبو عوف ودامت بيننا هذه الأخوة الجميلة الحبيبة بالله لله وفي الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ردحذفطبعا يمكنك المشاركة بأي اقتراحات وأي فكر وأي سؤال ..
- بخصوص استفسارك في الموضوع السابق .. يا جود :
- اعلمي أن الذنب لا يحجبك عن الله .. وانما الذي يحجبك بسبب الذنب هو أحد أمريم :
الاول .. استباحته (يعني تقولي عليه انه حلال وحق ليكي تعمليه) ..
الثاني .. الاستكبار عن الاعتراف انك مخطئة في حق الله ..
ما عدا ذلك فرحمة الله قريبة منك كلما تبتي بعزم مصحوب بندم .. مهما تكرر الخطأ .. فجددي التوبة بعزم مصحوبا بندم .. وهكذا دائما لا تيأسي .. فيوما ما ستتوقفي عن الخطأ .. لأن الله يحب التوابين .. مهما أخطأوا .. فلا تشكي في ذلك طرفة عين ..
* أما لو كنتي تطلبين الله .. فهو قد طلبك قبل ان تطلبيه والا ما كنتي سألتي عنه ..؟!!
وهذا أمر نفهم منه أنك صادقة في طلبك الله ..
ولكن الصدق يجب أن يصاحبه عزيمة .. فاجعلي عزيمتك بالله (وليس من نفسك) .. وقولي يارب أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك .. وألحي على الله بقوة .. بهذا الدعاء سواء في قلبك أو لسانك .. أو كلاهما ...
- واعلمي وتذكر أن الذنب لا يحجبك عن رحمة الله .. فإياكي مهما أذنبتي ترجعي في علاقتك بالله .. بل اجعلي الذنب لك دافع وعزيمة لمزيد من العمل مع الله .. والله يحب أصحاب العزائم .. واجعلي عزيمتك بالله ..
- ملحوظة أخيرة .. لا تلتفتي للامور الروحانية ولا تهتمي بها .. لأنه ليس بك سحر .. فاطمني .. فالأمر خلاف ذلك .. !!
- ومن يلتفت للأغيار .. فلا سبيل لقلبه أن يدرك الأنوار ..
- نسعد بوجودك معنا ومشاركتك لنا .. فأهلا بك
تحياتي لك
﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾
ردحذف﴿يمسكون﴾ : فيها حرص على التمسك بكتاب الله تعالى
لذلك وصفهم الحق بالمصلحين
لأن الاصلاح يقتضي منهج ولا يوجد منهج افضل من منهج الله
والله اعلى وأعلم
(( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا ))
حذفالحق سبحانه خص تلاوة القرآن بالذكر من بين جميع العبادات والأعمال الصالحة
من درر الشيخ الطريفي
حذف* التفكر بمخلوقات الله يدل على عظمة الله، فلا يخلق العظيمَ إلا الأعظم ولا يخلق الكبيرَ إلا الأكبر، التفكّر نور العقول يريها عظمة الله في آياته
* الأخذ بالأسباب سنة إلهية، فالله قادر على فلق البحر لموسى بلا عصا ولكن ليأخذ الناس بالأسباب فالله لا يعين القاعد القادر (أن اضرب بعصاك البحر)
* أقرب الناس إلى محبة الله أكثرهم توبة واستغفاراً، لأنه لا يُكثر من الاستغفار إلا من عظّم الله وتيّقن من وقوفه بين يديه (إن الله يحب التوابين)
* للمعصية شؤم على صاحبها حتى وإن نسيها فإنه يجد أثرها في ضيق صدره وقلة بركته وصبره، لهذا يُشرع (الاستغفار) كل حين عن كل ذنب منسي ومذكور .
* النية الصالحة تزيد صاحبها خيرا (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ) والنية الفاسدة تزيده شرا (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)
* من أصلح سريرته أصلح الله له علانيته ومن ابتلي بسيئة سر فليبادر إلى التوبة قبل أن يظهرها الله علانية، فسيئة السر كنواة الشجر إن لم تَمُت نبتت
* النيّة الحسنة ترفع الإنسان ولو بالعمل القليل، والنيّة السيئة تضع الإنسان ولو بلا عمل.
* معرفة الخير والشر لا تكفي فقد تعرف الخير وتجد إعراضاً عنه وتعرف الشر وتجد إقبالا عليه، ومن دعاء عمر (اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه ..)
* من علّق قلبه بالناس تألّم إذا وجد أبوابهم مغلقة عنه أو عجزوا عن حاجته، ومن علّق قلبه بالله اطمأن لأن بابه لا يُغلق والحاجات لا تُعجزه .
* أقصر الطرق يعرف بها الإنسان منزلته عند ربه أن ينظر فيما استعمله ربّه، فبمقدار توفيقه للخير يكون من الله أقرب، وبمقدار الشر يكون منه أبعد .
* لا تنظر إلى ما في أيدي الناس، فالناس وما في أيديهم بيد الله .
حذف* الإيمان سعادة النفس، ولن يعوّض الإنسان لذة الإيمان باللهو واللعب ولو بلغ في ذلك حد الإدمان، لأن الإيمان نعيم القلب والترويح نعيم الجوارح .
* لا يقوى تسلط الشيطان على الإنسان إلا مع ضعف الإيمان، وإذا قوي الإيمان ضعف تسلّطه (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)
* إذا كثُرت الآراء وتحيّرت العقول، فليسأل الإنسان من الله الهداية للصواب، فالهداية بمقدار كمال التوفيق لا بمقدار كمال الذكاء .
* يجر الشيطان الإنسان للمحرمات بالشهوات، فإن تمكّنت منه سوّل له تحليلها (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)
* يقدّر الله الخطأ على الإنسان ليذكّره بضعفه وكمال ربه، ولو أصاب الإنسان دوماً لنسي ربه وألحد، ولكن يوقعه ليلتفت إليه فلا يتكبر ولا يطغى .
*لا يستوي ذكر الله في الفضل، ولكن يختلف بحسب الزمان والمكان والحال، وأفضل الذكر في السحر (الاستغفار) وأفضل الذكر عند الصباح والمساء (التسبيح)
* أعظم أسباب الشكر كثرة الذكر، ومن رأى النعمة وذكر رازقها فقد شكره (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)
* يُشرع إظهار التوبة عند سؤال الله الحاجات، فربما كان للإنسان ذنب يمنع الإجابة (رب اغفر لي وهب لي ملكاً) (وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك)
* أعظم أوقات التسبيح في الصباح عند إقبال النفس استعانة بالله على عملها، وفي المساء استسلاماً له (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون)
* لا يُطهّر القلوب من النفاق مثل ذكر الله، ولا ينجّسها به مثل إطلاق النظر والسمع لما لا يرضي الله، فالعين والأُذن تُدخل النفاق واللسان يُخرجه
* إذا كثرت الذنوب أثقلت القلب عن النشاط للعبادة، فللذنوب حمل ثقيل على القلب كالحمل الثقيل على البدن، ومن ثقل حمله ضَعُف سيره .
* من تعظيم الله تعظيم نبيه ﷺ ومن تعظيم نبيه ﷺ كثرة الصلاة عليه
حذف* إذا تراحم الناس فيما بينهم نزلت عليهم رحمة الله، وأكثر ما يُهلكهم الحسد، والحسد والرحمة لا يجتمعان، قال ﷺ (ارحموا تُرحموا)
* الغفلة عقوبة الإنسان المعرض عن الله، يُنسيه الله نفسَه ويحرمه بركة العمر فيذهب عمره وتنصرم أيامه ولم يُقدّم خيراً (نسوا الله فأنساهم أنفسهم)
* السرائر ميزان الظواهر، فمن صلحت سريرته صلح عمله، ومن فسدت سريرته لا يظهر خيره إلا نفاقاً .
* إذا استعاذ النبي ﷺ من هوى النفس وهو المطهّر، فغيره أولى أن يخشى على رأيه أن تلوّثه نفسه بهواها، قال ﷺ (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)
* أكثر الناس وقوعاً في الفتن أكثرهم أمناً منها، وقد كان النبي ﷺ أكثر الناس استعاذة من الفتن وهو معصوم .
* أمر الله بتعليم الجاهل ونهى عن جداله، فالجدال إقرار بعلمه وإن ترك بعدها اعتقد أنه انتصر فيزداد تمسكاً بجهله (وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين)
* يُعرف المخلص بهمّه، فالصادق يُحِب أن يعرف الناسُ الحقَّ ولو لم يعرفه الخلق، والمنافق يُحب أن يعرفه الخلق أكثر من معرفتهم للحق .
* لا يوجد شيء يقلب المحن والكرب إلى منح وفرج مثل اليقين بالله والرضا باختياره، والله يحرم عبده حسن العاقبة بمقدار سوء ظنه به.
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفالأستاذ الكريم الفاضل الأخ الحبيب / خالد أبو عوف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا/ الحمد لله بفضله ومعونته وإحسانه أفعل ماأمرت به بتمامه أسأل الله الثبات والجود .
ثانيا/ هناك موضوع أقترحه ليقيني أنك توفي كل شئ حقه في تفصيله بقلب وفهم منير / خاطرة ألمت بي وأنا أتجول بفكري في الكون ومافيه من مظاهر أسماء الله الحسني ووجدتني مساقا لأعمل تفكيري في الإنسان خليفة الله في الأرض وهداني تفكيري في أثناء ذلك بصورة عرضية أن (بسم الله الرحمن الرحيم ) تحمل في طياتها خلافة الله للإنسان في الأرض
وكتبت خاطرة بدايتها (إن في الإنسان سرا عظيما لو عرفته لبطل عجبي وازددت حبا ويقينا / الله ربنا بكل عظمته وجلاله وجماله وكماله وعزته يغدق عليه أبحرا من الحب والرحمة والعناية والكلاءة / أي سر في الإنسان ليكون محطا لهذا كله / هذا الإنسان الذي لايكاد يكون أقل ربما من مائة مليار مليار من جزء من الإلكترون الذى يدور في فلك الذرة بالنسبة لهذا الكون الشاسع يهتم به الله ربنا ...يسخر له مافي الكون يرسل إليه الأنبياء والرسل برسالات يعرفه عليه وتوضح له الطريق كيف يكون عبدا خالصا له كيف يحبه ويرضي عنه كيف يكون عبدا لله وحده كيف تكون علاقة الإنسان بالله كيف تكون علاقة الإنسان بأخيه الإنسان وكل الكائنات والوجود مطلقا ...........
توجهت للقرآن الكريم لأستجلي هذا الأمر لأنه استولي علي تماما وكلما أقرأ آية أجد بتصوري ومحض خيالي هذا ماأظنه وكأن الله ربي محيط بي محيط بي وبكل شئ ناظر إلي يسمعني يراني يسمع ويري همس قلبي يراني من داخلي يتخلله يسمع ويري أفكاري حتي حرارة جسدي
لاأريد أن أثقل عليك بالإطالة ربما وقتك لايتسع أو عندك مايشغلك
موضوع يستحق أن رجلا بفكر ثاقب وهبه الله علما وفهما ونورا كحضرتكم أن تكتب فيه وتوفيه حقه وأدعو الله ربي ألا أكون قد شططت أو جانبني الصواب في شئ أو خالفت ماشرع ربي وسن حبيبنا الأعظم الأكرم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي الفاضل إبراهيم على ..
حذفماشاء الله .. اعجبني خاطرتك كما أعجبني تعقيبك عليه ..
خاطرة تدل على معرفة قلبية ..
و ما بعد الخاطرة كأنني اسمعك تقول: (الله معي .. الله ناظر إلى .. الله شاهدي..)
طيب الله خاطرك أخي الكريم و جعلك من أهل الإحسان
تحياتي لك
ااخى الطيب (ابراهيم على )
حذفالتفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرًا وتأملًا في خلق الله وأكثر علمًا بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى.
فقد خلق الله الإنسان وخلق له عقلًا يدرك به الأمور، فيميز به بين النافع والضار، والخير والشر، وقد أثنى الله على من يفكر بعقله في عظمة المخلوقات، ليكون هذا التفكير يزيدهم تعظيمًا لله خالق الخلق أجمعين: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191] . فالتفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرًا وتأملًا في خلق الله وأكثر علمًا بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى،
إنّ للتأمّل في خلق الله -عزّ وجلّ- ثمراتٍ عظيمةٍ تعود على الإنسان بالنفع، بيان بعضها فيما يأتي:[٤] التأمّل في خلق الله يُورث الحكمة للإنسان، ويزرع في قلبه خشية الله وتعظيمه، ويحيي في قلبه معانٍ عظيمةٍ، كما يُعين صاحبه على معرفة عيوبه وميّزاته. التأمّل يزيد من إيمان الإنسان، ويقوّي في قلبه معنى التوحيد والتسليم لله تعالى، وذلك لِما يرى من عظمته وقدرته على الخلق والتدبير. التأمّل يفتح للإنسان أبواب العلم والمعرفة، فبالتفكّر يكتسب الإنسان علوم ومعارف جديدة تنفعه في أمور حياته. التأمّل نوع من أنواع العبادة التي تؤدّي وتُوصل إلى الخشوع والخضوع لله تعالى.[٥] التأمّل صفة من صفات العلماء
(افهم الرسالة)
اللهم إني أسألك أن تمسح عنه أوجاعه، وتنور ظلمات لياليه، اللهم اسقنه فرحاً، وارزقه من كل مداخل الخير، اللهم يا قوي من للضعيف غيرك، اللهم يا غني من للفقير غيرك، اللهم يا عزيز من للذليل غيرك، اللهم أغنه بحلالك عن حرامك، وأغنه بفضلك عمن سواك. اللهم اغفر لأصدقائي بكرمك، وأدخلهم جنتك برحمتك، أسألك فلا تردني خائبة، فلا خاب من أنت مولاه، أسعد قلوبهم، وأعطهم ما يتمنون، وأقر عيونهم بما يحبوا ويرضوا، وعطِّر صدورهم بالقرآن، وارزقهم الخلود في الجنان. اللهم أرح قلبهم بلطف عفوك، وحلاوة حبك، واعمر أيامهم بذكرك، واحفظهم واحفظ عليهم دينهم، وأسعد قلوبهم دائمًا.
امين امين
تحياتى لك
جزاك الله شيخنا خير الجزاء على هذا التوضيح وجزاء جميع المتواجدين خير الجزأ
ردحذفو عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
حذفو جزاك الله خيرا كثيراً أخي الفاضل Salim
و أهلا و مرحباً بك
*﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾*
ردحذفتأمل قال تعالى :- "من جاء" ولم يقل :- "من فعل" حتى تتسع الدائرة وتشمل مجرد النية والعزم على فعل العمل الصالح اللهم وفقنا لفعل الخيرات
🌻صباح الطاعة وفعل الخيرات🌻
و تشمل كذلك القول كما تشمل الفعل .. فالكلمة الطيبة صدقة!! والله أعلم .
حذف* عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، علمني عملا يقرِّبني إلى الجنة ويباعدني من النار . قال: إذا عملت سيئة فاعمل حسنة, فإنها عشر أمثالها . قال: قلت: يا رسول الله," لا إله إلا الله " من الحسنات؟ قال: هي أحسن الحسنات .
*************
أسعد الله حياتك بطاعة الله و فعل الخيرات Aii ..
سعدنا بمشاركتك ..أهلا و مرحبا بك
سلام عليكم ورحمه الله
ردحذفاتمني مساعده منك في امر بالغ جدا واخاول التواصل من جميع الوسائل ومن خلال برنامج الهانج اوت ولكن دون جدوي
اتمني مساعدتك ولك مني كل الدعوات وجازاك الله عني وعن اسرتي كل خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفأهلا وسهلا بك اختنا ريم
فرج الله عنك وعن اسرتك
وجعل امرك يسرا .. آمين
اذا كنت اختي اتبعت التعليمات الموجودة على يمين الشاشة الخاصة بكيفية التواصل مع الاستاذ خالد عن طريق برنامج الهانج اوت ؛ ولم تنجحي .. فراسليني من فضلك على اميلي التالي .. وان شاء الله خير
qatrelnada046@gmail.com
بسم الله لاإله إلا الله الحمد لله حسبنا الله لاحول ولاقوة إلا بالله .
ردحذف-السؤال ٥٨ الذي ذكرتم فيه لماذا كذب الله المشركين في ادعاءهم ..!!؟؟
ردحذف- جال في خاطري وماذا لو لم يكذب الله المشركين فيما زعموا ..!!؟؟
أي أني كمسلمة قرأت قول المشركين في كتاب الله ، ولم اقرأ تكذيب الله لهم ، أليس الشك قد يساورني فلعل قولهم حق طالما لم يُكذَّب ...!!؟؟
اظن أن غاية الحكمة من تكذيبهم هو هداية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه ..لأنهم اهم المنتفعين بكلام الله وقول الله عز وجل في كتابه الكريم.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم.
جزاك الله خيرا
ردحذف