بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
- علم الرقية الشرعية -
( من القرآن والسنة النبوية )
- الجزء الثالث -
..:: س17: ما هي أدله مشروعية الرقية بالقرآن من كل مرض ظاهرا وباطنا ؟ ::..
يتبع إن شاء الله تعالى
* فهرس :
..:: الفصل الثالث ::
أنواع الرقية - مشروعية الرقية في الشريعة الإسلامية ::
1- س10: ما هي أنواع الرقية
في الشريعة الإسلامية ؟
2- س11 : ما
هي أدلة مشروعية الرقية التجريبية الشرعية المباحة ؟
3- س12: ما هي أنواع الإصابات التي تعالجها الرقية ؟
4- س13: ما
علاقة الرقية بالدعاء ؟
5- س14: ما
الدليل على مشروعية الرقية في الشريعة الإسلامية للأمراض بصفة عامة من خلال الدعاء
والأذكار ؟
6- س15: ما معنى قوله تعالى (شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ؟
7- س16: ما هو رأي صاحب الرسالة في كلام العلماء
عن الآية ؟
***********************
..:: الفصل الثالث ::..
:: مشروعية الرقية في الشريعة الإسلامية ::
*****************************
..:: س10: ما هي أنواع الرقية في الشريعة الإسلامية ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- وجدت أن المفهوم الرقية في الشريعة ينقسم إلى نوعين .. وقد اصطلحت عليهم بمصطلحين .. الرباني والتجريبي .. وإليك تفصيل ما
ذكرته لك ..:
1- الرقية الربانية : بالقرآن أو الأسماء الحسنى أو الدعاء النبوي ..
2- الرقية التجريبية : وهي نوعان :
الأول : وهي رقى مباحة : تكون
عن تجارب الناس في العلاجات مما هو مفهوم ومعلوم بيقين وليس فيه شرك ولا استعانة
بجن ولا أذى للإنسان .. فهي رقية مباحة شرعا .. أي مقبولة شرعا ولا تخالف الشريعة ..
- والرقية
الربانية (المنطوقه) ، والرقية التجريبية المباحه (المنطوقة) .. كلاهما يندرج تحت مفهوم الرقية الشرعية ..
- أما عن الأفعال المصاحبة للرقية .. فهي
تقاس بمقياس الشريعة .. هل هي مباحة أم غير مباحة لأنه يترتب عليها أذى وخديعة
ونصب على الإنسان .. ثم ننظر هل هذه الأفعال لها علاقة بالعلاجات محل الإصابة أم
لا ..
والثاني : وهي رقى محرمة : تكون
عن تجارب الآخرين وفيها كفر بالله أو استعانة بجن أو توسل لملائكة (وفي الحقيقة يتوسلون لجن) أو فيها أذى
للإنسان .. أو رقى مجهول اللفظ ولا مفهوم لها .. فتكون مظنة الشرك والسحر والإستعانة
بالشيطان .. فهي رقية مذمومة أو محرمة شرعا .. أي باطلة شرعا ومخالفة للشرع ..!!
**********************
..:: س11 : ما هي أدلة مشروعية الرقية التجريبية الشرعية
المباحة ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- ودليل الرقية التجريبية الشرعية المباحة :
1- عن
عوف بن مالك الأشجعي عن النبي قال : (كُنَّا
نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ ، كيفَ تَرَى في ذلكَ فَقالَ:
اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم .
2-
وَعَنْ حَفْصَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ
لَهَا: الشِّفَاءُ ، تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ) رَوَاهُ أَحْمَدُ .. وقال
الهيثمي : وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .. وقال الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين .
-
ومعنى (النملة) : قُروحٌ تخرج في الجنب ، أو حبوب وبثور تظهر على
الجسم ، تُرقَى فتبرأ بإذن الله ..
3-
عن أم ابن أبي حثمة : (أَخَذَ بِيَدِي عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ فَانْطَلَقْنَا إِلَى شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ ـ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ
أَبِي حَثْمَةَ ـ يُصَلِّي إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَلَمَّا
رَأَى عَلِيًّا انْصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: حدِّثنا حَدِيثَ أُمِّك
فِي الرُّقْيَةِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقِي فِي
الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ قَالَتْ: لَا أَرْقِي حَتَّى
اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْهُ
فَاسْتَأْذَنَتْهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (ارْقِي ما لم يكن فيها شرك) صحيح بن حبان .. قال الشيخ
شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بطرقه وشواهده ، وذكره الألباني في الصحيحة برقم178
وقال : حديث حسن .
- وهذه الأحاديث دليل على أن الرقية وإن لم تكن
بكلام الله ورسوله .. إلا أنها كلمات لا تخالف الشرع .. وتؤثر في الأمراض العضوية
.. !!
- وراجع ما ذكرناه في السؤال التاسع ..
*************************
..:: س12: ما هي أنواع الإصابات التي تعالجها الرقية ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
1- الرقية الشرعية الربانية للأصابة الروحانية :
هي
عزيمة منطوقة مؤثرة من كلام الله وأسماءه وكلام نبيه .. ولها تأثير على العالم
الناري في دفعه وطرده وزجره .. فقط لا غير .. أي لا قتل ولا ذبح وحرق ولا ما شابه
ذلك من أكاذيب وافتراء بالبهتان على القرآن .. ولم يأت ذكره عن الله ورسوله ..!!
2- والرقية الشرعية الربانية للأصابة العضوية والنفسية :
هي
عزيمة منطوقة مؤثرة من من كلام الله وأسماءه وكلام نبيه .. وقد يصاحبها أسباب
طبيعية كالأعشاب أو من العناصر كالتراب والماء .. ولها تأثير على الأمراض العضوية
والنفسية ..!!
**************************
..:: س13: ما علاقة الرقية بالدعاء ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- اعلم صديقي المؤمن .. أن الرقية هي دعاء إلى الله .. وإليك الدليل :
- ما
جاء في الحديث عن السيدة عائشة حيث قالت (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّم إذا أُتِي بالمريضِ يَدْعو ويقولُ
: ( أذهِبِ البأسَ ربَّ النَّاسِ اشفِ أنتَ الشَّافي لا شفاءَ إلَّا شفاؤُك شفاءً لا
يُغادِرُ سَقَمًا ) صحيح بن حبان ..
* وفي هذا الحديث .. جاء بلفظ (الدعاء) .. بدلا من لفظ الرقية والعوذة ..
2- وجاء في الحديث الشريف من
دعاء النبي في رقيته (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ
أنْتَ الشَّافِي، لا شَافِيَ إلَّا أنْتَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح البخاري ..
- فثبت لك مما سبق تحقيقا ويقينا .. أن الدعاء له ارتباط
وثيق بالرقية طالما رقيت وأنت تدعو الله أن يذهب عنك المرض سواء كان ظاهرا وباطنا
..
- ولو لم يكن لاسم الله
(الشافي) كرامة شفاء ظاهرا وباطنا .. فمن الذي يمكن هذه
الكرامة والخصوصية ..؟!!
- أم أن البعض لم ينتبه لدعاء
النبي صلى الله عليه وسلم .. أم غاب عن قلوبهم اسم الله (الشافي) الذي
له مطلق القدرة على الشفاء ..؟!!
* قال الإمام البيهقي رحمه الله (المتوفى: 458هـ) :
- قَالَ الْحَلِيمِيُّ : قَدْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ فِي
الدُّعَاءِ يَا شَافِي يَا كَافِي لِأَنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ يَشْفِي الصُّدُورَ مِنَ الشُّبَهِ وَالشُّكُوكِ ، وَمِنَ الْحَسَدِ
وَالْغُلُولِ ، وَالْأَبْدَانَ مِنَ الْأَمْرَاضِ وَالْآفَاتِ .. لَا يَقْدِرُ
عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ وَلَا يُدْعَى بِهَذَا الِاسْمِ سِوَاهُ وَمَعْنَى الشِّفَاءِ رَفْعُ مَا
يُؤْذِي أَوْ يُؤْلِمُ عَنِ الْبَدَنِ .
الأسماء
والصفات للبيهقي ص219
**************************
.:: س14: ما الدليل على مشروعية الرقية في الشريعة الإسلامية للأمراض بصفة عامة من خلال الدعاء والأذكار ؟
::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- من حق المؤمن الملتزم بدينه أن يعرف إن كانت الرقية لها
دليل في الشريعة أم لا .. حتى يعرف هل هي مشروعة في الدين أم مجرد اجتهاد من البعض
..!!
- ولذلك كنت كتبت لك سابقا أن الرقية في الشريعة تتعلق
مما هو عضوي أو نفسي أو روحاني .. وهنا أذكر لك الدليل من القرآن والسنة حتى يطمئن
قلبك بيقين من صدق ما أرشدتك إليه .. حتى لا يوهمك الواهمون خلاف ذلك ..!!
- ونبدأ هنا بتعريفك بالأدلة الخاصة من الشريعة فيما
يتعلق بكونها فيها كرامة الشفاء بالرقية من كل الأمراض ومنها الأمراض التي تصيب
الأعضاء الجسديه ..!!
- حيث أن هناك خلاف بين العلماء في هذه الجزئية بالذات ..
وهو العلاج العضوي بالقرآن .. فالبعض قال بذلك وهم كثير من أهل السنة والجماعة ..
والبعض توقف عن ابداء الرأي .. والبعض أنكر متبعا لمن لم يصيبه التوفيق في فهم
كلام الله .. أو لم يكن له نصيب في معرفة السنة النبوية ..!!
- وإليك الدليل على مشروعية الرقية لكل الأمراض من خلال الدعاء والأذكار:
- أولا: من القرآن ..
1- قوله
تعالى : عن القرآن .. (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ
إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) النساء32 ..
وطلب
الشفاء هو من فضل الله .. فلا تحرم نفسك أن تسأل الله من فضله في كل شيء من رزق
وصحة وعافية وخير الدنيا والآخرة ..
2- وقوله
تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى
رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ . ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا
مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) ص41-42
..
- فلما
كان المرض قد أصاب أيوب بما قد يفسد عليه دعوته إلى الله ولن يستطيع إرشاد الناس
.. فدعا ربه .. فأرشده الله للعلاج من مرضه .. ، وكذلك كل من يلجأ إلى الله
بالدعاء فإن الله قادر على أن يرشده لعلاج مرضه ..
- ثانيا : من الأحاديث ..
1- عن
السيدة عائشة قالت : (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى الإنْسَانُ الشَّيْءَ منه ، أَوْ كَانَتْ به قَرْحَةٌ ، أَوْ جُرْحٌ ،
قالَ: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بإصْبَعِهِ هَكَذَا ، وَوَضَعَ
سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بالأرْضِ ، ثُمَّ رَفَعَهَا "باسْمِ اللهِ ، تُرْبَةُ
أَرْضِنَا ، برِيقَةِ بَعْضِنَا ، لِيُشْفَى به سَقِيمُنَا ، بإذْنِ
رَبِّنَا" ..
- قالَ ابنُ أَبِي شيبَةَ: يُشْفَى وقالَ زُهَيْرٌ لِيُشْفَى
سَقِيمُنَا) صحيح مسلم ..
2- عن عثمان بن أبي العاص الثقفي (أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا
يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ
ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما
أَجِدُ وَأُحَاذِرُ) صحيح مسلم .
3 - عن عبد الله بن عباس عن النبي
صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: (ما مِن عبْدٍ مُسلمٍ يعودُ مريضًا لم يحضُرْ أجَلُه ، فيقول سبْعَ
مرَّاتٍ: أسأَلُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يشفِيَك، إلَّا عُوفِيَ) صحيح الترمذي .
4- عن
السيدة عائشة قالت : (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا
أتَى مَرِيضًا أوْ أُتِيَ به ، قَالَ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ،
اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ
سَقَمًا) صحيح البخاري .
5- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ السَّائِبِ
بْنِ أخِي السيدة ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .. أَنَّ مَيْمُونَةَ
قَالَتْ لَهُ: (يَا ابْنَ اخِي ، ألا أرْقِيكَ بِرُقْيَةِ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قًلْتُ : بَلَى ، قَالَتْ: بِسْمِ اللهِ أرْقِيكَ
، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ. مِنْ كُلِّ
دَاءٍ فِيكَ ، اذْهِبِ الْبَاسَ . رَبَّ النَّاسِ ، وَاشْفِ انْتَ
الشَّافِي لا شَافِيَ إِلاَّ انْتَ) رواه أحمد .. وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند : حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ حسن .. تحت
حديث رقم 26821 ..
وقال الشيخ الألباني : صحيح لغيره ..
6- عن
سهل بن سعد الساعدي قال : (قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ
علَى يَدَيْهِ ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ ،
فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَى ، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ
، فَقَالَ: أيْنَ عَلِيٌّ ؟ فقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له ، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به
وجَعٌ) صحيح البخاري .
7- عن
السيدة عائشة قالت : (كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ،
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ) صحيح مسلم .
-
معنى (اشتكى) : أي أصابه مرض مؤلم وموجع ..
8- عن علي بن أبي طالب قال (اشتَكيْتُ، فأَتاني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ وأنا أقولُ: اللَّهُمَّ إنْ كان أَجَلي قد حضَر فأَرِحْني، وإنْ كان
مُتأخِّرًا فاشْفِني - أو عافِني- وإنْ كان بَلاءً فصبِّرْني. فقال النَّبيُّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كيف قُلتَ؟ قال: فأَعَدْتُ عليه، قال: فمسَح بيَدِه،
ثُم قال: اللَّهُمَّ اشْفِه -أو عافِه-، قال: فما اشتَكيْتُ وَجَعي ذاك بعدُ) رواه أحمد – وقال الأرنؤوط :
اسناده حسن .
-
معنى (اشتكيت) : أي أصابني مرض مؤلم وموجع ..
9- وعن محمد بن حاطب قال :(وَقَعَتِ
الْقِدْرُ عَلَى يَدِي فَاحْتَرَقَتْ يَدِي فَانْطَلَقَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ يَتْفُلُ عَلَيْهَا
وَيَقُولُ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ". أَحْسَبُهُ قَالَ:
" وَاشْفِ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّافِي) رواه أحمد
والطبراني في الكبير .. وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح .. وقال الشيخ الأنؤوط :
مرفوعه صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل سماك : وهو ابن حرب- وبقية رجاله ثقات رجال
الشيخين .
- وكل النصوص
السابقة .. تدل على أن الرقية بالذكر والدعاء لها
شأن في كل أنواع الإصابات .. وتم العلاج فيها بالدعاء الى الله
.. ولم يتم أخذ أعشاب طبية ولا عسل .. بل ببركة التوجه إلى الله سواء بالدعاء والذكر ، وسيأتيك بعد قليل من الأدلة على
بركة العلاج بالقرآن لكل الأمراض ..
- وقد تم اختيار الأحاديث
السابقة لما فيها من إرشاد ودلالة على علاج الإصابات العضوية على
وجه الخصوص ..
-
إذا فمن ينكر بعد كل ما سبق
.. أنه لا توجد فضيلة كرامة استشفاء بالرقية من الدعاء النبوي أو الذكر .. فهو قد
جانبه التوفيق والصواب .. وعليه مراجعة ما سبق بيانه لعله يبصر الحقيقة كاملة ..
والله أعلم .. !!
-
وهنا يأتي مناقشة مسألة مهمة .. هل القرآن شفاء من الأمراض
العضوية والنفسية والروحانية .. أم هو فقط خاص بأمراض القلوب كالضلال والأخلاق
السيئة .. ؟
-
لكن دعنا نشرح أولا معنى قوله تعالى (شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..
**********************
..:: س15: ما معنى قوله تعالى (شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ) ؟ ::..
- الرأي الأول :
* قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى: 606هـ):
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا
هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ) ولفظة (من) هاهنا لَيْسَتْ لِلتَّبْعِيضِ
بَلْ هِيَ لِلْجِنْسِ كَقَوْلِهِ: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ) الْحَجِّ30 - وَالْمَعْنَى وَنُنَزِّلُ مِنْ هَذَا
الْجِنْسِ الَّذِي هُوَ قُرْآنٌ مَا هُوَ شِفَاءٌ. فَجَمِيعُ الْقُرْآنِ شِفَاءٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْقُرْآنَ شِفَاءٌ مِنَ الْأَمْرَاضِ
الرُّوحَانِيَّةِ، وَشِفَاءٌ أَيْضًا مِنَ الْأَمْرَاضِ الْجُسْمَانِيَّةِ .
-(وبعد أن ذكر الرازي الأمراض
الروحانية كالجهل في العقيدة والأخلاق المذمومه)
قال :
-
وَأَمَّا كَوْنُهُ شِفَاءً مِنَ الْأَمْرَاضِ
الْجُسْمَانِيَّةِ فَلِأَنَّ التَّبَرُّكَ بِقِرَاءَتِهِ
يَدْفَعُ كَثِيرًا مِنَ الْأَمْرَاضِ . وَلَمَّا اعْتَرَفَ الْجُمْهُورُ مِنَ
الْفَلَاسِفَةِ وَأَصْحَابِ الطَّلْسَمَاتِ بِأَنَّ لِقِرَاءَةِ الرُّقَى
الْمَجْهُولَةِ وَالْعَزَائِمِ الَّتِي لَا يُفْهَمُ مِنْهَا شَيْءٌ آثَارًا
عَظِيمَةً فِي تَحْصِيلِ الْمَنَافِعِ وَدَفْعِ الْمَفَاسِدِ ، فَلِأَنْ تَكُونَ
قِرَاءَةُ هَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ
وَكِبْرِيَائِهِ وَتَعْظِيمِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَتَحْقِيرِ
الْمَرَدَةِ وَالشَّيَاطِينِ سَبَبًا لِحُصُولِ النَّفْعِ فِي الدِّينِ
وَالدُّنْيَا كَانَ أَوْلَى ..
التفسير الكبير ج21 ص389-390 .. مختصرا ..
- قال الإمام القرطبي رحمه الله (المتوفى: 671هـ) :
-
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي كَوْنِهِ شِفَاءً عَلَى قَوْلَيْنِ:
-
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ شِفَاءٌ لِلْقُلُوبِ
بِزَوَالِ الْجَهْلِ عَنْهَا وَإِزَالَةِ الرَّيْبِ، وَلِكَشْفِ غِطَاءِ الْقَلْبِ
مِنْ مَرَضِ الْجَهْلِ لِفَهْمِ الْمُعْجِزَاتِ وَالْأُمُورِ الدَّالَّةِ عَلَى
اللَّهِ تَعَالَى.
-
الثَّانِي: شِفَاءٌ مِنَ الْأَمْرَاضِ
الظَّاهِرَةِ بِالرُّقَى وَالتَّعَوُّذِ وَنَحْوِهِ.
-
وَقَدْ رَوَى الْأَئِمَّةُ- وَاللَّفْظُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: (بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَرِيَّةٍ ثَلَاثِينَ رَاكِبًا قَالَ: فَنَزَلْنَا عَلَى
قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُضَيِّفُونَا فَأَبَوْا، قَالَ:
فَلُدِغَ سَيِّدُ الْحَيِّ، فَأَتَوْنَا فَقَالُوا: فِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِي مِنَ
الْعَقْرَبِ؟ فِي رِوَايَةِ ابْنِ قَتَّةَ: إِنَّ الْمَلِكَ يَمُوتُ. قَالَ:
قُلْتُ أَنَا نَعَمْ، وَلَكِنْ لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطُونَا. فَقَالُوا:
فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلَاثِينَ شَاةً. قَالَ: فَقَرَآتُ عَلَيْهِ"
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ" سَبْعَ مَرَّاتٍ فَبَرَأَ. فِي
رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: فَأَفَاقَ وَبَرَأَ.
فَبَعَثَ إِلَيْنَا بِالنُّزُلِ وَبَعَثَ إِلَيْنَا بِالشَّاءِ، فَأَكَلْنَا
الطَّعَامَ أَنَا وَأَصْحَابِي وَأَبَوْا أَنْ يَأْكُلُوا مِنَ الْغَنَمِ، حَتَّى
أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ
الْخَبَرَ فَقَالَ:" وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ" قُلْتُ: يَا
رَسُولَ الله، شيء أُلْقِيَ فِي رُوعِي. قَالَ:" كُلُوا وَأَطْعِمُونَا مِنَ
الْغَنَمِ) خَرَّجَهُ فِي كِتَابِ السُّنَنِ .
تفسير القرطبي ج10 ص316
* قال الإمام بن القيم رحمه الله (المتوفى: 751هـ):
-
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ
وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 .. ، وَالصَّحِيحُ: أَنَّ «مِنْ» هَاهُنَا، لِبَيَانِ الْجِنْسِ
لَا للتبعيض - وقال تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ
مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) يونس57 .
-
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية
والبدنية. وأدواء الدنيا والآخرة.
-
وما كل أحد يؤهّل ولا يوفق للاستشفاء به. وإذا أحسن العليل التداوي به،
ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه- لم يقاومه
الداء أبدا.
-
وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو أنزل على الجبال
لصدعها، أو على الأرض لقطعها.
-
فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل للدلالة على
دوائه وسببه والحمية منه، لمن رزقه الله فهما في كتابه.
الطب النبوي ص266
* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):
-
وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ
عَلَى أَنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَاتٍ يُشْتَفَى بِهَا مِنَ الْأَدْوَاءِ وَالْآلَامِ
وَرَدَ تَعْيِينُهَا فِي الْأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ فَشَمِلَتْهَا الْآيَةُ
بِطَرِيقَةِ اسْتِعْمَالِ الْمُشْتَرَكِ فِي مَعْنَيَيْهِ.
-
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: «بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ فِي
سِرِّيَّةٍ ثَلَاثِينَ رَاكِبًا فَنَزَلْنَا عَلَى قَوْمٍ مِنْ الْعَرَبِ
فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُضَيِّفُونَا فَأَبَوْا فَلُدِغَ سَيِّدُ الْحَيِّ
فَأَتَوْنَا، فَقَالُوا: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ؟ قَالَ:
قُلْتُ: نَعَمْ وَلَكِنْ لَا أَفْعَلُ حَتَّى يُعْطُونَا، فَقَالُوا: فَإِنَّا
نُعْطِيكُمْ ثَلَاثِينَ شَاةً، قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ
سَبْعَ مَرَّاتٍ فَبَرَأَ» الْحَدِيثَ.
-
وَفِيهِ: «حَتَّى أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُهُ
فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْءٌ
أُلْقِيَ فِي رُوعِي (أَيْ إِلْهَامٌ أَلْهَمَهُ اللَّهُ) ، قَالَ: كُلُوا
وَأَطْعِمُونَا مِنَ الْغَنَمِ»
.
فَهَذَا تَقْرِيرٌ من
النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِحَّةِ إِلْهَامِ أَبِي
سَعِيدٍ- رَضِيَ الله عَنهُ-.
التحرير والتنوير ج15 ص190 .. مختصرا .
*
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله (المتوفى : 1393هـ):
وَقَوْلُهُ
فِي هَذِهِ الْآيَةِ: (مَا هُوَ شِفَاءٌ) يَشْمَلُ كَوْنَهُ شِفَاءً
لِلْقَلْبِ مِنْ أَمْرَاضِهِ ; كَالشَّكِّ وَالنِّفَاقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ،
وَكَوْنَهُ شِفَاءً لِلْأَجْسَامِ إِذَا رُقِيَ عَلَيْهَا بِهِ، كَمَا تَدُلُّ
لَهُ قِصَّةُ الَّذِي رَقَى الرَّجُلَ اللَّدِيغَ بِالْفَاتِحَةِ، وَهِيَ
صَحِيحَةٌ مَشْهُورَةٌ .
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج3 ص181
* قال الشيخ الشعراوي رحمه الله (المتوفى: 1418هـ):
قول
الحق تبارك وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَآءٌ
وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..
-
متوقف على سلامة الطبع ،
وسلامة الاستقبال ، والفهم عن الله تعالى.
-
والشفاء : أن تعالج داءً موجوداً لتبرأ
منه. والرحمة: أن تتخذ من أسباب الوقاية ما يضمن لك عدم معاودة المرض مرة أخرى،
فالرحمة وقاية، والشفاء علاج.
-
لكن .. هل شفاءٌ القرآن شفاءٌ معنويٌّ لأمراض
القلوب وعِلَل النفوس، فيُخلِّص المسلم من القلق والحَيْرة والغَيْرة ، ويجتثّ ما
في نفسه من الغِلِّ والحقد ، والحسد ، إلى غير هذا من أمراض معنوية ، أم هو شفاء
للماديات ، ولأمراض البدن أيضاً ؟
-
والرأي الراجح بل المؤكد
الذي لا شَكَّ فيه أن القرآن شفاء بالمعنى العام الشامل لهذه الكلمة ، فهو شفاء
للماديات كما هو شفاء للمعنويات..
-
بدليل ما رُوِي عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (وأنه خرج
على رأس سرية وقد مَرُّوا بقوم ، وطلبوا منهم الطعام ، فأبَوْا إطعامهم ، وحدث أنْ
لُدِغ كبير القوم ، واحتاجوا إلى مَنْ يداويه فطلبوا مَنْ يرقيه ، فقالوا: لا
نرقيه إلا بجُعْلٍ ، وذلك لما رأوه من بُخْلهم وعدم
إكرامهم لهم ، على حَدِّ قوله تعالى: (لَوْ
شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ..) الكهف77
..
-
ولما اتفقوا معهم على جُعل من الطعام والشياه قام أحدهم برقية اللديغ
بسورة الفاتحة فبرئ ، فأكلوا من الطعام وتركوا الشياه إلى أنْ عادوا إلى رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، وسألوه عن حِلِّ هذا الجُعْل فقال صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «ومَنْ أدراك أنها رقية» أي: أنها رُقْية يرقى بها
المريض فيبرأ بإذن الله، ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «كلوا منها، واجعلوا لي سهماً معكم» .
-
فشفاء أمراض
البدن شيء موجود في السُّنة ، وليس عجيبة من العجائب ؛ لأنك
حين تقرأ كلام الله فاعلم أن المتكلم بهذا الكلام هو الحق سبحانه ، وهو رَبّ كل
شيء ومليكه ، يتصرّف في كونه بما يشاء ، وبكلمة (كُنْ) يفعل ما يريد، وليس ببعيد أنْ
يُؤثّر كلام الله في المريض فيشفى.
-
ولما تناقش بعض المعترضين
على هذه المسألة مع أحد العلماء، قالوا له: كيف يُشْفَى المريض بكلمة؟ هذا
غير معقول، فقال العالم لصاحبه: اسكت أنت حمار!! فغضب الرجل، وهَمَّ بترك المكان
وقد ثارت ثورته، فنظر إليه العالم وقال: انظر ماذا فعلتْ بك كلمة، فما بالُكَ
بكلمة، المتكلّم بها الحق سبحانه وتعالى؟
تفسير الشعراوي ج14 ص8713-8714
* الرأي الثاني :
* قال الإمام الطبري رحمه الله (المتوفى: 310هـ):
وقوله
عزّ وجلّ (وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ) يقول تعالى ذكره: وننزل عليك يا محمد من
القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة ، ويبصر به من العمى للمؤمنين
ورحمة لهم دون الكافرين به ، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله ، ويحلون
حلاله ، ويحرّمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة ، ويُنجيهم من عذابه ، فهو لهم رحمة
ونعمة من الله، أنعم بها عليهم .
تفسير الطبري ج17 ص539
* قال الإمام بن كثير رحمه الله (المتوفى: 774هـ):
(شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ) أَيْ: يُذْهِبُ مَا فِي الْقُلُوبِ مِنْ
أَمْرَاضٍ، مِنْ شَكٍّ وَنِفَاقٍ ، وَشِرْكٍ وَزَيْغٍ وَمَيْلٍ ، فَالْقُرْآنُ
يَشْفِي مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ . وَهُوَ أَيْضًا رَحْمَةٌ يَحْصُلُ فِيهَا
الْإِيمَانُ وَالْحِكْمَةُ وَطَلَبُ الْخَيْرِ وَالرَّغْبَةُ فِيهِ ، وَلَيْسَ
هَذَا إِلَّا لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ ، فَإِنَّهُ يَكُونُ
شِفَاءً فِي حَقِّهِ وَرَحْمَةً . وَأَمَّا الْكَافِرُ الظَّالِمُ نَفْسَهُ
بِذَلِكَ ، فَلَا يَزِيدُهُ سَمَاعُهُ الْقُرْآنَ إِلَّا بُعْدًا وَتَكْذِيبًا
وَكُفْرًا.
تفسير بن كثير ج5 ص112
*
قال الإمام أبو زهره رحمه الله (المتوفى: 1394هـ):
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا
هُوَ شِفَاءٌ) ، (من) هنا يقول بعض علماء اللغة:
إنها بيانية ، أي ننزل القرآن الذي هو شفاء للناس ورحمة للمؤمنين ؛ لأن القرآن كله
شفاء ورحمة ، وإذا جعلنا (مِنْ) للتبعيض يكون معنى الآية أن
بعضه ليس فيه شفاء ولا رحمة وذلك باطل فيبطل ما يؤدي إليه.
- قال ابن عطية من المفسرين: " إن جعل (من) للتبعيض لَا ينافي أن القرآن
كله شفاء ؛ لأن (ننزل) معناه النزول شيئا فشيئا فيكون
المعنى على هذا (وننزل من القرآن شيئا فشيئا ما هو شفاء ورحمة
للمؤمنين) فالتبعيض في طريقة النزول لَا في الحكم بأنه كله (شفاء ورحمة للمؤمنين) .
-
والشفاء والرحمة للمؤمنين ؛ لأنهم الذين ينتفعون به ، والشفاء الذي اشتمل عليه
القرآن هو شفاء النفوس من أوهام الباطل، وشفاء العقول من رجس الوثنية والأخلاق
الجاهلية ومفاسد الأخلاق والرذائل الأثيمة .. وتلك تخلية وبعدها التحلية ، وتلك هي الرحمة ..
فتملأ النفوس بمكارم الأخلاق وتنظم المعاملات بين الناس في شريعة محكمة وحقائق
ثابتة، وتنظم أعمال الناس بنظم اجتماعية واقتصادية تحفظ للفرد حقه في التصرف
والامتلاك، وتصريف أموره في ظل جماعة عادلة رحيمة مترابطة غير متقاطعة ، ولا
متنازعة لَا تسلب فيها الحقوق بكلام لَا معنى له.
تفسير أبو زهرة ج8 ص4442
**********************
..:: س16: ما هو رأي صاحب الرسالة في كلام
العلماء عن الآية ؟ ::..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
- رأيي هو أن القرآن له قدرة شفائية للظاهر والباطن على
حد سواء وإن كان تأثيره باطنيا يظهر أقوى لغلبة قوته في التأثير على القلوب
والصدور مع غلبه يقين الغالبيه في هذا الإتجاه .. ولكن إن وجد يقين في كونه فيه
شفاء لأمراض الظاهر .. سيكون بإذن الله .. وراجع كلام الفخر الرازي وبن القيم
والشعراوي وغيرهم مما ذكرناهم لك ..
- وقبل أن أعرض لك أدلة مشروعية الرقية بالقرآن .. أحب أن
أوضح أمرا حتى لا يخدعك أحد في كلام العلماء :
- أنه في
الحقيقة لم ينكر أحد من الأمة الاستشفاء بالقرآن .. ولكن منهم من مال إلى رأي دون
رأي في تفسير الآية .. ولكن لم ينكر أحد أن القرآن شفاء .. وكيف ينكر .. وقد رقى
النبي به نفسه ..؟!!
- فلا خلاف في رقية القرآن والاستشفاء به .. وإنما الإختلاف
في الرأي كان في ذكر وجه واحد للتفسير ولم يأت عن هؤلاء المفسرين إنكار الإستشفاء بالقرآن ..!!
- وكمثال على ذلك من كلام المفسرين السابقين :
- فقد قال الطبري :
وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِمِثْلِهِ
فِي الدِّينِ ، إِذْ فِي نَقَلَتِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ . وَلَوْ كَانَ صَحِيحًا
لَكَانَ إِمَّا غَلَطًا وَإِمَّا مَنْسُوخًا ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي
الْفَاتِحَةِ "مَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا
رُقْيَةٌ".
- وَإِذَا جَازَ الرَّقْيُ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ
وَهُمَا سُورَتَانِ مِنَ الْقُرْآنِ كَانَتِ الرُّقْيَةُ بِسَائِرِ الْقُرْآنِ مِثْلَهُمَا فِي الْجَوَازِ إِذْ
كُلُّهُ قُرْآنٌ.
تفسير القرطبي ج10 ص318
- أما عن الإمام بن كثير في تفسيره :
1-
فقد ذكر الأحاديث التي تتعلق برقية فاتحة الكتاب .. وذكر حديث أبو سعيد
الخدري وغيره .. وذكر أن سورة الفاتحة من أسمائها الشافية .. راجع التفسير ج1
ص101-106 ..
2-
وذكر في تفسيره (4/287) : وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ - يَعْنِي الدَّشْتَكِيّ
- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ لَيْث - وَهُوَ ابْنُ أَبِي
سُلَيْمٍ - قَالَ:
( بَلَغَنِي
أَنَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ شِفَاءٌ مِنَ السِّحْرِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، تُقْرَأُ فِي إِنَاءٍ فِيهِ
مَاءٌ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِ الْمَسْحُورِ :
-
الْآيَةُ الَّتِي مِنْ سُورَةِ يُونُسَ: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى
مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ
عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ) يونس81 ..
-
وَالْآيَةُ الْأُخْرَى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ) الْأَعْرَافِ118-122..
-
وَقَوْلُهُ : (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ
السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) طه69 .
3-
وذكر في تفسيره (8/534) : وَقَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ : عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَة ، عَنْ عَائِشَةَ : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ
بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ
عَلَيْهِ ، وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ عَلَيْهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا).
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
-
والغرض من إظهار استدلالات الإمام بن كثير في تفسيره .. هو بيان أنه لم يمنع أو ينكر الإستشفاء بالقرآن ..
* وإجمالا .. لا يوجد مفسر ولا فقيه أنكر الاستشفاء
بالقرآن .. وذلك لكثرة الأحاديث الصحيحة في ذلك .. وإن اختلفوا في شرح الآية
السابقة في كونها للقلب والبدن أم للقلب فقط .. وغالب العلماء أنها شفاء للبدن
والقلب .. أي ظاهرا وباطنا ..
* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..
* ومن يظن أن آية (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 - خاصة
بشفاء الباطن فقط .. فقد جانبه الصواب ..
- وإليك
الرد عليهم ..
- أولا
: العقل لا ينكر أن يكون هناك تأثير لكلمات الله في الأشياء .. وإلا فكيف
تؤمن بأن كلمات المدح والذم لها تأثير على الإنسان معنويا وبدنيا .. ثم تنكر أن
يكون لكلام الله تأثيرا معنويا وبدنيا ..؟!!
- فلو سلبت من كلام الله خصوصية الشفاء من كل داء ..
فكأنما أثبت لنفسك كإنسان خصوصية النفع والضر بالكلام .. وسلبتها عن الله .. وهذا مفهوم لا يقول به إلا غير مؤمن ..!!
- ثانيا: من يقل بأن آية (الإسراء82) خاصة
بشفاء الباطن فقط .. فأين دليل التخصيص في الآية أنها خاصة بشفاء
الباطن فقط ؟!! .. في حين أن الله قد ذكرها في مطلق العموم للشفاء والرحمة .. دون تخصيص
لهذه الرحمة ولا لنوع الشفاء ..؟!!
- فمن يريد التخصيص بأن
الشفاء في الآيه خاص بالباطن فقط .. فليأت بدليل التخصيص .. وإلا فيظل
العمل بالآية على عمومها .. أي هو شفاء ظاهرا وباطنا ..!!
- ثالثا : من ينكر تأثير كلام الله على ظاهر
الإنسان .. وينهى عن الاستشفاء به .. فليأت بدليل النهي .. وإلا فكلامه لا قيمة له
..!!
- رابعا: عجبا لمن أنكر أن يكون لفظ الشفاء خاص بعلاج
الظاهر والباطن .. وتجاهل لفظ الرحمة ..!!
- فما هي الرحمة ؟ أليست الرحمة هي إحسان الله إلى عبادة
بالخير .. أليس من الخير العافية والصحة ..؟!
- فكان القرآن فيه رحمة للعباد
مطلقة .. وكأن لفظ الرحمة كان تعميم بعد تخصيص ..!! فأتي بكرامة مخصصة من
كراماته ثم عمم ذلك بلفظ الرحمة ..
- وكأنه سبحانه يقول لك :
وفي القرآن كرامة الشفاء وفيه من الخيرات ما هو خلاف كرامة الشفاء ..!!
- خامسا : من ينكر شفاء القرآن لكل داء ..
فكأنه منع المؤمنين أن يتمتعوا بكرامة الله لهم من فضله .. بل وحكموا بأنفسهم على الله بأن كلامه لا فضل له في
الشفاء ظاهرا وباطلا .. وكأن معهم وحي بذلك ..!!
- ختاما لهذه المسألة :
- اعلم أيها المؤمن أن المؤمن له كرامة شفاء من القرآن
في ظاهره وباطنه لأن المؤمن هو من ينتفع بكرامة القرآن فضلا من الله .. مثل قوله
تعالى (هدى للمتقين) .. لأن المتقين فقط هم الذين
ينتفعون كرامة هداية القرآن .. أما غيرهم فلا ينتفعون ..!!
- ومثاله أيضا (لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى
الْكَافِرِين) يس70
فالمنتفع بعطاء القرآن من الهداية والانذار هو من يحيا
بالإيمان مع الله .. !!
* ولا تنسى أن كل عطاء من الله فهو فضلا منه سبحانه .. والله يختص برحمته
وفضله من يشاء .. بما يشاء .. في الوقت الذي يشاء .. والعاقبة للمتقين ..!!
* أما
عن مشروعية الرقية بالقرآن لكل مرض .. فإليك بيان ذلك في السؤال التالي ..
*************************
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
نور الله قلبك استاذنا وايدك بروح منة
ردحذفرمضان كريم عليك وعلى اسرتك وعلى كل اهل المدونة الكرام
زادك الله من فضله وجعلك من ائمة المجتمع رمضان كريم
حذفحفظك الله اخى وحبيب قلبى واستاذى خالد اخوك المريد محمد
ردحذفاستاذنا ومعلمنا زادك الله من فضله وكرمه آمين يارب العالمين
ردحذفحضرتك ذكرت ان هناك من يتوسل بالملائكه،
أليس الملائكه يفعلون مايؤمرون به من رب العالمين ولا سلطان لاحد عليهم الا هووو سبحانه وتعالى!!!
سؤال جال بخاطرى اثتاء قراءه الموضوع فضلا لا أمرا ارجوا الاجابه عليه
رمضان كربم عليك وعلى اهل المدوته آمبن يارب العالمين
اعتقد تقصدي ما ورد في اجابة السؤال العاشر ..
حذففالبعض يظن توهما (لا حقيقة) أنه يستعين بالملائكة .. وهناك فعلا من يعبد الملائكة وفي الحقيقة هو يعبد الجن (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ{40} قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ) سبأ 40-41 ..
- تحياتي لك
جزاك الله خيرا سيدى اوضحت لى ماكنت أجهله
حذفبارك الله فيك آمين
عايزه اتواصل مع حضرتك ضروري تعبانه جدا
ردحذف[[ اليقين ]] .. تلك الكلمة التي لا بد ان نضع تحتها الف خط ؛ كما هي عادتك ان تلون جزء من السياق للفت النظر الى اهميته .. فنعقله بالشكل الصحيح او ربما يسوق البعض ليتذوقه ..
ردحذففكما قلت استاذنا الفاضل :
إن وجد - يقين - في كونه فيه شفاء لأمراض الظاهر .. سيكون بإذن الله ..
فاليقين اليقين اليقين .. وما أجمل وأصدق قول الشعراوي رحمه الله :
حين تقرأ كلام الله فاعلم أن المتكلم بهذا الكلام هو الحق سبحانه ، وهو رَبّ كل شيء ومليكه ، يتصرّف في كونه بما يشاء ، وبكلمة (كُنْ) يفعل ما يريد ، وليس ببعيد أنْ يُؤثّر كلام الله في المريض فيشفى .
ثبتك الله استاذنا الفاضل على الحق والدين وايدك وجعلك من أهل الحسنى وزيادة .. آمين يارب العالمين
��#صوم_العارفين:��
ردحذف〰️〰️〰️〰️〰️〰️
��️#يقول_الشيخ_الأكبر_ابن_عربي عن صوم العارفين :
��هو صوم من تولاهم الله بالإمساك عن أنفسهم وجوارحهم وانتقلوا من بشريتهم إلى عقلهم ، العقل المحض حيث لا شهوة عندهم وكمل نهارهم ففارقوا الإمساك والتحقوا بعالم الأمر .
��️#قال_الغوث_الأعظم_عبد_القادر_الكيلاني قدس سره
��قال : « العارف صائم الدهر دائم الحمى ، صائم الدهر بقلبه محموم بسره حتى يلقى ربه » .
��وقال قدس سره العزيز : « قلت : [ يا رب ] أي صوم أفضل عندك ؟ قال : الصوم الذي ليس [ فيه ] سوائي والصائم عنه غائب » .
��ويقول عن صوم الحقيقة : « هو إمساك الفؤاد مما سوى الله تعالى ، وإمساك السر عن محبة مشاهدة غير الله تعالى »
��️#احتضرت_السيدة_نفيسه رضي الله تعالى عنها وقدس سرها وهي صائمة ألزموها الفطر ، فقالت : واعجباه لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة أفأفطر الآن ، هذا لا يكون ، ثم أنشدت تقول :
��اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي
زاد شوقي إليه وغرامي ونحيبي
��ثم ابتدأت بسورة الأنعام فلما وصلت إلى قوله تعالى : لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ 《 خرج السر الإلهي 》 .
��️ #ويقول_الشيخ_كمال_الدين_القاشاني عن صوم أهل الحق :
��هو صون السر عما سوى الحق كائناً ما كان » .
��ويقول : « صوم الباطن : هو صون القلب عن الآفات ، ثم صون الروح عن المساكنات ، ثم صون السر عن الملاحظات »
��وعن صيام الجواح
��️ #يقول_الشيخ_عبد_الغني_النابلسي :
�� صيام الجوارح : هو خشوعها وكفها عن العبث ولا يكون ذلك إلا بخشوع القلب ، فالعارف لا يصلي إلا إذا صامت جوارح نفسه ، أي : كفت وأمسكت عن العبث »
#ويقول_الشيخ_ابن_قدامة_المقدسي :
��« صوم خصوص ,الخصوص :
��هو صوم القلب عن الهمم الدنيئة والأفكار المبعدة عن الله تعالى ، وكفه عما سوى الله تعالى بالكلية » .
#ويقول_الغوث_الأعظم_عبد_القادر_الكيلاني قدس سره العزيز :
�� « صوم الطريقة : هو أن يمسك جميع أعضائه عن المحرمات والمناهي والذمائم ... وصوم الطريقة مؤبد » .
ويقول الشيخ نجم الدين الكبرى : « صوم الطريقة : هو الإمساك عن الأوهام شغلاً لمحبة رب الأنام » .
ويقول عن صوم العارفين : « هو حفظ السر عن شهود كل غيرة» .
#والشيخ_نجم_الدين_كبرى يقول :
��« الصائمون : هم الممسكون عما لا يجوز في الشريعة والطريقة بالقلب والقالب فيصوم القالب بالإمساك عن الشهوات ويصوم القلب بالإمساك عن رؤية غيره » .
جزاااك الله خيراااا يا مجد
حذفاللهم ارزقنا الأدب وحققنا به وثبتنا عليه
آمين يااارب العالمين
ميرسي قطر الندى
حذفآمين يارب العالمين
السر عند المتصوف هو ناتج عن عبادته وكثرة ذكره وخلوته مع الله سبحانه وتعالى وكثرة تدبره وتأمله وتفكره، فتظهر له بعض المعاني الدقيقة التي تحتاج إلى شرح كبير وعبارات إذا ما أراد استخدام اللغة المعتادة، هذه الشعورات والأذواق يكتشف بها سرا من أسرار العبادة.
حذفالسر هو أمر شخصي، وذوق شخصي، وتجربة شخصية، ويمكن تعريفه على أنه:
«تكاثر المعارف على قلب العارف»
سؤالي هو: ما الحكمة من كتم العارف السر... خصوصا اذا كان هذا السر هي معارف ممكن ينتفع بها؟
وكيف يوفق بين كان السر وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيما رجل آتاه الله تعالى علما فكتمه ألجمه الله تعالى يوم القيامة بلجام من نار"
أكون شاكرة وممتنة لكل من يتكرم علي بالإجابة ويزيل حيرتي وعجزي في التوفيق بين الأمرين...
شوفي يا عائشة ..
حذفالسر لا يقال سرا إلا لو أراد الله أن لا يعرفه أحد غيره (أي العارف) لأنه لا ينتفع به غيره .. او قد يأذن لك أن تسره إلى من يمكن أن ينتفع بهذا السر وتكون أنت واسطته حينئذ ..
- أما عن الحديث الذي ذكرتيه : (مَن كتَمَ عِلْمًا يَعلَمُهُ، جاءَ يَومَ القيامةِ مُلَجَّمًا بلِجامٍ مِن نارٍ) رواه أحمد وغيره .. وقال محققو المسند: صحيح ..
- فهذا يتعلق بعلوم معروفة وتدرس مثل الشرعية الفقهية والتفسير والسيرة وما شابه ذلك من ظاهر العلوم الشرعية .. والأسرار لا علاقة لها بما سبق لأنها تنفع صاحبها فقط وليست نفع عام ..
- والله أعلم.
========================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
شكرا جزيلا على اهتمامك بالرد على سؤالي....لكن !!
حذفبصراحة لم يتضح لي الأمر جيدا بل تولد من هذا الشرح أسئلة جديدة وربما المثال أو الأمثلة كانت تجلي الأمر عندي...
فلو تكرمت ببعض الأمثلة عن هذه الأسرار؟
وكيف نعلمها اذن ان كانت مكتومة ؟
ومن المخول له الحكم على أن هذا المكتوم هو سر فقد يكون صاحبه مفتون؟
ربما قد تقول يعرض هذا السر على القرآن والسنة اذا لم يجد مخالفة فهو سر؟
قلت ربما!! فأنا لا أدري أحاول الفهم... قل أنا اتخبط..!!
سبق رددت على الأخ محمود اعتقد قلت له هل يوجد إنسان على وجه الأرض ليس معه مس روحاني؟!!
حتى الأنبياء والرسل؟
فإذا وجدت انسان ليس له مس روحاني فأخبرني به حتى اتمسح به واتبارك!!
قد يفهم أو هكذا ترجمت هذا الكلام أنه لا يوجد إنسان فوق الأرض أودعه الله أسرار كل القرآن...
فأفضل العلماء اليوم يقول على الكلمة الواحدة في القرآن لقد ذهب بعض العلماء إلى تفسيرها بكذا... وذهب آخرون بتفسيرها بكذا وانا أرجح كذا...ثم يتبعها بأالله أعلم...
كذلك كلما ذكر الأفاضل اليوم العلماء قالوا يرحمهم الله ويقصدون بأنهم ماتوا او هذا هو المشهور...
وسبق لي أن سألت لماذا لا يوجد عارفون بالله أحياء... وهل يعقل أن يبعث الله في كل زمن عارفون به ويتركنا نحن لا نأخذ إلا عن أموات وأعتقد اني تلقيت إجابة ربما من مريد القرب لا أذكر جيدا الآن.. إلا أنها لم تكن مقنعة بالنسبة لي بصراحة وقال إنهم يحبون الخفاء...
وطبعا انا لم أرتح لهذا الخفاء ...قد يقال انها فضوليه ...هههههه... ربما!!
سبق لي سمعت أحد الدعاة يقول ان كلمة فلان محافظ غير مضبوطة ماهو ممكن يكون محافظ على السيء... ههههه
أرجو أن لا أكون قد لخبطت في الكلام... فإذا وجدت في كلامي ما يستحق الرد افعل... والا فأنا ممتنة وشاكرة لك في الحالتين فعلت أو لم تفعل...
#- توضيح لجملة أي انسان عنده مس :
حذففهذا باعتبار مصاحبة القرين له .. وإمكانية حدوث وسوسة له .. وبالتالي فإن الرسل والأنبياء لهم مصاحبة من القرين السيء في محاولة ليوسوس له ولكن دون تأثير .. لأنه يتم تحجيم القرين عن التأثير في الرسل والأنبياء ..
- فضلا عن انه لايؤثر بوسوسته لمن استقام قلبه لله .. ولكن يظل يوسوس .. وفرق بين أن يوسوس وبين أن تجد الوسوسة لها أثر في القلب ..
===================
- أما عن الاسرار .. فكيف يقال في ذلك مثال وهو أسرار ؟!! وإلا فلماذا هو سر ؟
ولا علاقة للأسرار أو للمعارف الربانية الخاصة لمن يعلمه الله من لدنه علما .. بالعلم العام الذي ينتفع به الناس .
والمعرفة الخاصة بالأسرار لا تحتاج لتعريف لأنها معرفة لها تنبيه في القلب بأنها حق .. ولا يشك معها القلب أبدا ولا يفكر العقل في غير أنها وهبا من الله ..
==========================
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
جزاك الله خيرا على الشرح والايضاح أستاذ خالد
ردحذفجزاك الله عنا كل خير استاذنا - امين يا رب العالمين
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يظل القائمين على هذا العمل بظله يوم لا ظل الا ظله )هذه المدونة تحمل الكثير والكثير من نواة ثبات ديننا في هذا الزمان لكن للاسف الشديد لا ينتفع بها الكثير من العامة انا شخصيا لم اصل اليها الا بمحض الصدفة فنسال شيخنا الكريم ان يوسع من نطاق نشر بعض مما اعطاه المولى عز وجل من العلم على مواقع التواصل وايضا طبع كتيبات صغيرة لتصل للعامة عن الانحرافات الروحانية فقد وصل الحد ليس الى عبادة الملائكة فقط بل واللجوء الى القساوسة من المسلمين لفك الاسحار والذهاب الى الاديرة باعتقاد ان السحر المسلط هو سفلي فقد قيل لي ان افعل ذللك ورفضت رفضا تاما وايضا من الاعتباطات التي يروج لها المعالجين وضع يد الاب على رحم الانثى وهي اعزكم الله مجردة تماما وقراة الرقية ودهان المكان بما هو سيعطيه للاب وهذا شرط للشفاء هل هذا سيرفضه كل اب او كل بنت او عقول البشر متساوية في الفهم ام يوجد من يلبي ويستجيب لنداء الشياطين بدون قصد؟؟؟؟؟
ردحذفالهلال في كبد السماء.. 3 دول عربية تبدأ رمضان اليوم الثلاثاء!
ردحذفيبدأ شهر رمضان، اليوم الثلاثاء، في ثلاث دول عربية، بينما بدأت دول العالم الشهر يوم الاثنين.
في سلطنة عمان، أعلنت لجنة استطلاع رؤية الهلال بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عدم ثبوت رؤية هلال رمضان مساء الأحد وعليه يكون الاثنين المتمم لشهر شعبان والثلاثاء غرة شهر رمضان.
وفي العاصمة المغربية الرباط، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن غرة رمضان ستكون الثلاثاء، وهو نفس الأمر بالنسبة لدولة جزر القمر.
يذكر أن الاثنين كان أول أيام شهر رمضان في 19 دولة عربية، هي السعودية ومصر والإمارات والكويت والبحرين واليمن والأردن وقطر والعراق وفلسطين ولبنان وسوريا والسودان وليبيا وتونس والجزائر وجيبوتي والصومال وموريتانيا.
| الهلال في كبد السماء.. 3 دول عربية تبدأ رمضان اليوم الثلاثاء!
طيب
ردحذفالبعض يقولون : أن القرأن الكريم =
لعلاج القلوب المريض + النفوس الأمارة بالسؤ
وليس لعلاج الأجسام العضوية زي الملاريا والسرطان ووو....
...
طيب
من خلال خبرتي الحياتية المتواضعة وجدت الأتي :
1) القرأن الكريم = علاج ( للأمراض النقسية من عجُب وغرور وفشخرة وو....
2) علاج للأمراض القلبية = من حسد وحقد وكراهية ووو....
3) علاج للأمراض العضوية = زي السرطان والملاريا والشلل
...
لكن
لكن
لكن
القرأن الكريم = لن ينفعل سره وبركته ونوره مع أي حد
( إنما يتقبل الله من المتقين )
............................
القرأن = سره باتع = مع المتقين المخلصين
والرب أعلم
................................
أعرف ست صالحة
تعالج بالفاتحة
لكن
برضو مش كل المرضى تعالجهم
الطيبين = يتعالجون بسرعة
الاشرار = مافييش فائدة
احذرو لصوص رمضان
ردحذفاللص الاول:
التلفزيون:لص خطير يفسدصيام الناس وينقص الاجر بسبب المسلسلات والبرامج التافهةوالسهرات الماجنة
اللص الثاني:
الاسواق:لص متخصص في هدر المال والوقت بلا حساب للتغلب عليه حدد هدفك قبل الذهاب
اللص الثالث:
السهر :سارق اغلى الاوقات يحرمك من التهجد والاستغفار في الثلث الاخير
اللص الرابع:
المطبخ :تمنحينه وقتا طويلالتحضير اطباق كثيرة لا تكاد تختلف عن بعضها الالحظة مرورها بمنطقة الفم وقد يلقى الكثير منها في القمامة
اللص الخامس:
الهاتف طول المكالمات وما يترتب عليها من ذنوب :غيبة-نميمة -قيل وقال وافشاء الاسرار
اللص السادس
البخل يحرمك اجر وثواب الصدقة التي تقي من النار وخاصة صدقة رمضان
اللص السابع:
المجالس الخالية من ذكر الله والتي تكون حسرة على اصحابها يوم القيامة
واخيرا كبير اللصوص
الفيس بوك والواتس اب ان لم يستغل فيما يرضي الله
فالبدار البدار والهمة الهمة فماهي الا ايام معدودات وفقنا الله لاستثمارها فيما يحبه ربنا ويرضاه
منقول Lمن الفايس -للامانة-
سلام الله عليكم ورحمته.. وبركات من الله في هذيه الايام الطيبه لشيخنا واستاذنا العزيز خالد ابوعوف ووفقكم الله جميعا للطاعه والعباده في هذا الشهر الفضيل.. استاذي بما ان الموضوع حول الرقيه. ابتلينا وبالذات زوجتي ب جن وراثي قادم من الاب وحاولنا جاهدين بدفعَه وصرفه بالذكر والتلاوه ولكن بين الحين والآخر بتلاحظ لزوجتي وجودهم وعندما سألتها لماذا هم هكذا قالت إن والدها سقاها ماء والمتعارف عليه معنا والعلم عند الله أن من شرب من صاحب اللبس ينتقل له. استاذي كيف الخلاص من هذا؟ وهل يعتبر شهر الله الكريم رمضان فرصه للخلاص من الاذى؟ ولماذ يأثر هذا الشي على الطفل؟ وكيف السبيل إلى والدها بقناعه بترك هذا مع العلم انه غير مقتنع ويفيد بانهم أولياء صالحين مع العلم انه عكس ذالك نرجو توجيهاتك استاذي وشيخي ووفقكم الله لطاعته وعبادته؟
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفأخي سليم :
المس الوراثي .. صدقني .. لا يختلف عن أي مس .. فقط يكون عندك عزيمة بأنك ترفضهم ..
وقل الآتي (مرة أنت تقول .. ومرة زوجتك تقول :
*************************
قف في غرفتك متوضأ .. واستغفر ثلاث مرات بصوت عالي .. وتقول بصوت مسموع وواضح 3 مرات .. :
قطعت كل عهد روحاني بيني وبين الجان وانا بريء منهم ليوم القيامة أمام الله .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. وكفى بالله شهيدا بيني وبينكم ..
***************************
ثم لا تهتم بوجودهم ولا تلتفت لهم .. وكأنهم لا شيء .. ومهما رأيت من أحلام .. فلا تفكر فيها (وكأنك لم ترى شيئا) ..
تحياتي لك .
جزاك الله خير الجزاء شيخي ومعلمي على الرد... ولكن اقول هذا الكلام فقط مره واحده ولا اكررره بعض الأوقات.؟ .. شكرا لك استاذي وانار الله بصيرتك....
ردحذفتقولها مرة واحده .. تكفي إن شاء الله تعالى ..!!
حذفزادك الله من علمه ويوفقك في نشره ويرزقك الله ثوابه ورحمته في الدنيا والآخرة لك واهلك والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا احبك في الله شيخنا الفاضل
ردحذفأخي الحبيب شوقي ..
حذفأكرمك الله ورضي عنك ..
ويسعدنا تواجك معنا ومشاركتك لنا وتعليقك على الموضوعات ..
حفظك الله ورعاك
تحياتي لك
اشكرك استاذي على ما تخدمنا به من علم وفهم جعل الله لك عنده أجرا عظيما اللهم آمين يارب العالمين
ردحذف