ج8: رسائل علم الرقية الشرعية - من هو عامر البيت - هل هناك فرق بين عامر البيت وعُمَّار المكان - ما الدليل على وجود هذا النوع من الجن في الشريعة الإسلامية - هل عامر البيت يؤذي أحد - كيف تقوم بإنذار عالم الجن لو استشعرت وجوده في بيتك - طرق صرف الجني العامر والمتسلط على المكان بالتَّحريج والأذان - ما هي رسالة أبي دجانة وما علاقتها بعامر البيت .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة 

- علم الرقية الشرعية -

( من القرآن والسنة النبوية )

- الجزء الثامن -

* فهرس :

..:: تابع الفصل السادس ::.. رقية المكان من العوارض الروحانية ::

1- س33: من هو عامر البيت ؟

2- س34: هل هناك فرق بين عامر البيت وعُمَّار المكان ؟

3- س35: ما الدليل على وجود هذا النوع من الجن في الشريعة الإسلامية ؟

4- س36: هل عامر البيت يؤذي أحد ؟

5- س37 : كيف تقوم بإنذار عالم الجن لو استشعرت وجوده في بيتك ؟ 

6- طرق صرف الجني العامر والمتسلط على المكان .. بالتَّحريج والأذان ؟

7- س38: ما هي رسالة أبي دجانة وما علاقتها بعامر البيت ؟

************************

..:: تابع الفصل السادس ::..

:: الإصابة الروحانية للأماكن ::

*************************

..:: س33: من هو عامر البيت ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قد رأينا من السؤال السابق .. أن هناك رقى للأماكن للحفظ من الشيطان ومكائده .. ولكني أحببت أن احتفظ بجزء خاص عن رقية المكان يتعلق بعامر المكان لما فيه من خلط عند بعض الناس .. وسيكون الحديث فيه بسيط إن شاء الله تعالى ولكن يحتاج تركيز ..

- ولا يخفى إثبات وجود عامر مكان أو عامر بيت هو دليل على وجود عنصر روحاني من عالم الجن قد يتواجد في منازلنا .. وهذا العامر كما جاء في الأحاديث قد يتجسد لأهل البيت في صورة حيَّة أو أفعى .. وسيأتيك بيان وتفصيل لك إن شاء الله تعالى ..

* من هو عامر البيت ؟

- معنى كلمة عامر : أي ساكن في المكان ملازم له .. أو بمعنى مُعمِّر أي عمره طويل ..

- عامر البيت : نوع من الجن قد يتواجد في منازلنا بحالة تمثيلية أو تجسيديه في صورة حيَّة مرئية وواضحة للعين ومرئية وملموسة .. وخلاف هذه الهيئة فهو لا يتواجد معنا ولا يسكن في منازلنا أو غرف نومنا كما يظن البعض .. وإنما يسكن في المنطقة السكنية التي نعيش فيها .. بكيفية لا نراه .. إلا لو ظهر لنا في هيئته وهو في شكل حيَّة ..

- وهو لا يسكن بيوتنا فعليا .. وإنما يقال قد يسكن في بيوتنا ويظهر لنا .. وليس بالضرورة أن يتواجد فيها .. لأن لفظ (عامر البيت) لا يقال إلا على ما هو مرئي وملموس وله أثر .. وليس على ما هوغيبي .. كما سياتيك في الاحاديث بعد قليل ..

- ومعنى عامر مكان .. أي متواجد في المنطقة التي نعيش بها .. وليس معناه أنه غرف نومنا ..!! فانتبه ..!!

مختصرا من رسالة /(الحقيقة الشرعية في معرفة الجني عامر البيت في شكل الحيّة) – أ/ خالد أبوعوف .

*****************************

..:: س34: هل هناك فرق بين عامر البيت وعُمَّار المكان ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- من حيث اللغة لا فرق إلا من حيث أن اللفظ الأول مفرد والثاني جمع (أي عامر – عُمار) .. والحيَّات تسمى عوامر ..

- وفي الحقيقة (كمصطلح روحاني) : هناك فرق بين عامر البيت وعمار المكان ..

- فعامر البيت : هو جن متشكل في صورة حيَّة .. قد تظهر في منازل أهل المدينة المنورة بصفة خاصة (على رأي بعض العلماء) .. أو في عموم المدن (على رأي بعض العلماء) ..

- عُمَّار المكان : هم الجماعة الكبيرة من الجن التي تسكن في مكان خاص بهم مثل الصحاري والبحار والجبال .. وهؤلاء قد يكونوا من جنس الحيات أو غيرهم من عالم الجن ..

- وفي الحديث (إن لبيوتكم عمارا) ..  والمقصود الإعلام أن لكل بيت عامر .. وليس المقصود أن كل بيت يوجد فيه عمار .. والله أعلم ..

من رسالة /(الحقيقة الشرعية في معرفة الجني عامر البيت في شكل الحيّة) – أ/ خالد أبوعوف .

************************

..:: س35: ما الدليل على وجود هذا النوع من الجن في الشريعة الإسلامية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- أولا : من القرآن ..

1- قوله تعالى (وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) النحل8 ..

وعالم الجن مما لا نعلمه إلا بوحي من الله .. سواء جملة أو تفصيلا .. وما يخبرنا به الوحي .. فنحن نؤمن به ..

- ثانيا : من الأحاديث ..

1- عن عبد الله بن عمر أنه (كانَ يَقْتُلُ الحَيَّاتِ ثُمَّ نَهَى، قَالَ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَدَمَ حَائِطًا له، فَوَجَدَ فيه سِلْخَ حَيَّةٍ، فَقَالَ: انْظُرُوا أيْنَ هو فَنَظَرُوا، فَقَالَ: اقْتُلُوهُ فَكُنْتُ أقْتُلُهَا لذلكَ، فَلَقِيتُ أبَا لُبَابَةَ، فأخْبَرَنِي أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: لا تَقْتُلُوا الجِنَّانَ ، إلَّا كُلَّ أبْتَرَ ذِي طُفْيَتَيْنِ، فإنَّه يُسْقِطُ الوَلَدَ، ويُذْهِبُ البَصَرَ فَاقْتُلُوهُ) صحيح البخاري .

- معنى (الجنان) : الصغير من الحيات أو الأبيض منها .

- معنى (ذِي طُفْيَتَيْنِ) : حيَّة يكون على ظهرها خطان أبيضان ، أو لها قرنين .. و(الأبتر): حيَّة كأنها مقطوعة الذنب (أي آخر الذيل) .

- في رواية أخرى عن عبد الله بن عمر بلفظ (فَبَيْنا أنا أُطارِدُ حَيَّةً لأقْتُلَها، فَنادانِي أبو لُبابَةَ: لا تَقْتُلْها، فَقُلتُ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أمَرَ بقَتْلِ الحَيّاتِ قالَ: إنَّه نَهَى بَعْدَ ذلكَ عن ذَواتِ البُيُوتِ، وهي العَوامِرُ) صحيح البخاري .

- وفي رواية أخرى عن أبي لبابة بن المنذر قال (أنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، كانَ يَقْتُلُ الحَيَّاتِ كُلَّهَا، حتَّى حَدَّثَهُ أبو لُبَابَةَ البَدْرِيُّ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن قَتْلِ جِنَّانِ البُيُوتِ، فأمْسَكَ عَنْهَا) صحيح البخاري .

2- عَن أبي السَّائِب قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ (فَبَيْنَمَا نحنُ جلوسٌ إِذ سمعنَا تَحت سَرِيره فَنَظَرْنَا فَإِذَا فِيهِ حَيَّةٌ فَوَثَبْتُ لِأَقْتُلَهَا وَأَبُو سَعِيدٍ يُصَلِّي فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا البيتَ؟ فَقلت: نعم فَقَالَ: كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ قَالَ: فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخَنْدَقِ فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ» . فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةٌ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ لِيَطْعَنَهَا بِهِ وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ لَهُ: اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِي أَخْرَجَنِي فَدَخَلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا: الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى ؟ قَالَ: فَجِئْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَقُلْنَا: ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ فَإِذَا رأيتُم مِنْهَا شَيْئا (فحرِّجوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا) فإنْ ذَهَبَ وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ» . وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا فَادْفِنُوا صَاحِبَكُمْ) . رواه مسلم .

- وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: (إِنَّ بالمدينةِ جِنَّاً قد أَسْلمُوا فَإِذا رأيتُم مِنْهُم شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ) . رَوَاهُ مُسلم .

- في رواية بلفظ (إنه نزل بالمدينةِ جِنُّ مسلمونَ أو قال بهذِهِ البيوتِ عوامرُ فإذا رأيتم منها شيئًا فتَعَوَّذُوا منه فإِنْ عاد فاقتُلُوهُ) رواه الطبراني في الكبير .. وقال الهيثمي : وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .. وقال الأرنؤوط في تخريج مشكل الآثار : إسناده على شرط مسلم .

- وفي روايه بلفظ (إنَّ نفرًا مِن الجِنِّ بالمدينةِ قد أسلَموا فإذا رأَيْتُم أحدًا منهم فحَذِّروه ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ إنْ بدا لكم أنْ تقتُلوه فاقتُلوه بعدَ الثَّلاثِ) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط : إسناده حسن .. وذكره الألباني في صحيح أبي داوود .

- وفي رواية بلفظ (إنَّ لبيوتكم عُمَّارًا ، فحَرِّجوا عليهنَّ ثلاثًا ، فإن بدا لكم بعد ذلك منهنَّ شيءٌ فاقتُلوه) صحيح الترمذي.

* وفي روايات مختلف على صحتها :

3- عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ : " قَالَ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إِذَا ظَهَرَتِ الْحَيَّةُ فِي الْمَسْكَنِ ، فَقُولُوا لَهَا : نَسْأَلُكِ بِعَهْدِ نُوحٍ ، وَبِعَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لَا تُؤْذِينَا ، فَإِنْ عَادَتْ فَاقْتُلُوهَا) رواه الترمذي .. وفي سنده : بن أبي ليلي .. وهو صدوق سيء الحفظ .

4- عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ : " أَنَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ – (سُئِل عَنْ جِنَّانِ الْبُيُوتِ ، فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُم ، فَقُولُوا : أُنْشِدُكُمُ الْعَهْد الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُمْ نُوحٌ ، أُنْشِدُكُمُ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُمْ سُلَيْمَانَ أَنْ لَا تُؤْذُونَا ، فَإِنْ عُدْنَ فَاقْتُلُوهُنَّ ) رواه أبي داوود .. وفي سنده : بن أبي ليلي .. وهو صدوق سيء الحفظ .

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- حديثي أبو داوود والترمذي السابقين مختلف على صحتهما :

- قد حسنهما الإمام الترمذي والإمام السيوطي رحمهما الله ..

- وقد ذكرهما الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي وضعيف أبي داوود ..،

- وقال الشيخ الأرنؤوط في تخريج أبي داوود : إسناده ضعيف ..

والله أعلم .

من رسالة /(الحقيقة الشرعية في معرفة الجني عامر البيت في شكل الحيّة) – أ/ خالد أبوعوف .

*************************

..:: س36: هل عامر البيت يؤذي أحد ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- عامر البيت لو شعرنا بوجوده فهذا معناه .. أنه قد أتي للمؤانسه أو للأذى مثل من تظهر له خيالات كثيرة في البيت أو يجد أمور غريبة تحدث في المنزل فجأة .. أو ما شابه ذلك ..

- والعامر الروحاني (وهو نوع من الجن) لا يؤذي إلا في حالتين :

1- بعد اعتداء من الإنسان عليه ..

2- أو كان طائف بالبيت فوجد غفلة شديدة في اهل هذا البيت فاستباحهم لأنه لم يجد لهم من الله حافظ لهم ..!!

* ومن الكيفيات التي يترتب عليها أذى من عامر المكان ..

- أن يقرأ أحد ساكني المنزل عزائم روحانية .. أي يستحضر جن ويترتب في حضوره لهم أن يؤذون عامر المكان ..

- أو قد يجدك عامر المكان أو أي طائف شيطاني في حالة غفلة مفرطة فيتسلط عليك كالإفراط في ممارسة العادة السرية وأنت لا تتوب أو تستغفر وبالتالي لا يوجد لك من الله حافظ فيستبيحك ..

- أو تسمح لأحد الروحانيين من عالم الإنس أن يفتح عليك كشف أو لو أرسلت له صورة لك .. فيكون سبب في خراب بيتك .. بسبب ما يترتب على هذا الكشف من مشاكل بين شياطين هذا الإنسي الروحاني وعمار المكان ..!!

- انتبه : وليس بالضرورة أن يكون المؤذي للمكان هو عامر البيت :

- بل قد يكون تسليط إما من شخص روحاني قد أرسل إليك شياطينه أو بسبب حفر بحثا للآثار فجاؤوا بشخص قرأ عزائم فلوث المكان بالشياطين .. أو غير ذلك من أسباب ..

من رسالة /(الحقيقة الشرعية في معرفة الجني عامر البيت في شكل الحيّة) – أ/ خالد أبوعوف .

**************************************

..:: س37 : كيف تقوم بإنذار عالم الجن لو استشعرت وجوده في بيتك ؟  ::..

(طرق صرف الجني العامر والمتسلط على المكان .. بالتَّحريج والأذان )

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- الأصل في انذار عامر البيت .. كما جاء في الحديث ((إِنَّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا ، فَإِنْ ذَهَبَ ، وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ ، فَإِنَّهُ كَافِرٌ) صحيح مسلم ..

* قال الإمام الطيبي رحمه الله (743هـ) :

- قوله: (( فحرِّجوا عليها )) : أي قولوا لها :  أنت في حرج أي .. ضيق إن عدت إلينا فلا تلومينا أن نضيق عليك بالتتبع و الطرد والقتل .

- قال القاضي عياض : روى ابن الحبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه يقول: أنشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذونا ولا تظهروا لنا )) ونحوه عن مالك.

- قوله: ((فآذنوه)) أي فأعلموا و أنذروا .

- قال العلماء :  إذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت ، ولا ممن أسلم من الجن بل هو شيطان فلا حرمة له عليكم فاقتلوه ، و لن يجعل الله له سبيلا للإضرار بكم .

شرح المشكاة للطيبي – الكشف عن حقائق السنن -ج9ص2824

* قال الإمام الزرقاني رحمه الله (المتوفى: 1122هـ) :

- وَقَال مَالِكٌ : يَكْفِي أَنْ يُقَالَ :

أُحَرِّجُ عَلَيْكُمْ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ لَا تَبْدُوا لَنَا ، وَلَا تُؤْذُونَا .

- قَال عِيَاضٌ : أَظُنُّهُ أَخْذَهُ مِنْ رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ: «إِنْ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوَامِرَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْهَا، فَحَرِّجُواعَلَيْهَا ثَلَاثًا » .

- وَقَالَ فِي الْفَتْحِ : مَعْنَاهُ أَنْ يُقَالَ لَهُنَّ :

أَنْتُنّ  فِي ضِيقٍ وَحَرَجٍ إِنْ لَبِثَت عِنْدَنَا ، أَوْ ظَهَرْتَ لَنَا ، أَوْ عَدْتَ إِلَيْنَا.

شرح الزرقاني على الموطأ ج4 ص613

- وجاء في طريقة إنذار عامر البيت بالتحريج من خلال طريقتين ..

- الطريقة الأولى بالتحريج :

1- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ (أَنّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ فَقَالَ: إذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ فَقُولُوا : أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْكُنَّ نُوحٌأَ نْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَهُ عَلَيْكُنَّ سُلَيْمَانُ أَنْ لَا تُؤْذُونَا ، فَإِنْ عُدْنَ فَاقْتُلُوهُنَّ) رواه أبو داوود .. بسند مختلف على تحسينه وتضعيفه .

2- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا ظَهَرَتِ الْحَيَّةُ فِي الْمَسْكَنِ ، فَقُولُوا لَهَا: إِنَّا نَسْأَلُكَ بِعَهْدِ نُوحٍ ، وَبِعَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَلا تُؤْذِينَا، فَإِنْ عَادَتْ ، فَاقْتُلُوهَا ) رواه الترمذي وقال حسن غريب ، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير .. وذكره الألباني في ضعيف الجامع وضعيف الترمذي .

- قال الشيخ المباركفوري رحمه الله : معنى قَوْلُهُ (إِنَّا نَسْأَلُكَ بِعَهْدِ نُوحٍ) : َلَعَلَّ الْعَهْدَ كَانَ حِينَ إِدْخَالِهَا فِي السَّفِينَةِ .. تحفة الأحوذي ج5 ص51

* وإليك طريقة للتحريج قد رويت عن بعض الصحابة في طرد عامر البيت :

- يروى عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ بَيْنَا أَنَا بِعَبَادَانَ إِذْ جَاءَنِي رَسُولُ زَوْجَتِي فَقَالَ أَجِبْ فُلَانَةً .. وَاسْتَنْكَرْتُ ذَلِكَ .. ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فقالت لي إن (ههنا) الْحَيَّةَ وَأَشَارَتْ إِلَيْهَا .. كُنْتُ أَرَاهَا بِالْبَادِيَةِ إِذَا خَلَوْتُ ثُمَّ مَكَثْتُ لَا أَرَاهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا الْآنَ وَهِيَ هِيَ أَعْرِفُهَا بِعَيْنِهَا قَالَ فَخَطَبَ سَعْدُ خُطْبَةً حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّكِ قَدْ آذَيْتِنِي وَإِنِّي أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ رَأَيْتُكِ بَعْدَ هَذِهِ لَأَقْتُلَنَّكِ .. فَخَرَجَتِ الْحَيَّةُ انْسَابَتْ مِنْ بَابِ الْبَيْتِ ثُمَّ مِنْ بَابِ الدَّارِ فَأَرْسَلَ مَعَهَا سَعْدٌ إِنْسَانًا فَقَالَ انْظُرْ أَيْنَ تَذْهَبُ فَتَبِعَهَا حَتَّى جَاءَتِ الْمَسْجِدَ ثُمَّ جَاءَتْ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَتْهُ فَرَقَتْهُ ثُمَّ صَعِدَتْ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى غَابَتْ) ..

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ج16 ص264

- معنى (صعدت للسماء) : إي إلى سقف المسجد واختفت ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* معنى (تحريج) : أي تقوم بزجر العارض الروحاني بقوة وعنف لتطرده من المكان .. كما في الحديث عن عامر البيت (حرجوا عليها) ..

* معنى (أنشدكم) : أي أطالبكم ..

- واستخدم صيغة عن نفسي استخدمها لهذا الغرض وهي مستنبطه من الأحاديث .. لأن النبي لم يعطي صيغة محدده بل أطلق وصف التحريج .. وجعله لنا أن نختاره كما نرى حيث قال صلى الله عليه وسلم (حرجوا عليها) ..

- وهذه هي الصيغة التي اخترتها وارتضيتها استناطا من الأحاديث .. وأرسلها للبعض أحيانا :

- فلو استشعرت أذى في المنزل ورأيت حيَّة أو رأيت خيالات أو حركات غريبة أو أصوات أو ما شابه .. فقل :

(يا عامر البيت . أُحَرِّج عليكم بالله واليوم الآخر . وأَنْشُدُكُم بالعهدِ الذي أخذه عليكم نوح عليه السلام .. وبالعهد الذي أخذه عليكم سليمان عليه السلام . أن لا تظهروا لنا ولا تؤذونا)

- أو تقول بدلا من (يا عامر البيت) :

(أيها العالم الناري .. أُحَرِّج عليكم بالله واليوم الآخر . وأَنْشُدُكُم بالعهدِ الذي أخذه عليكم نوح عليه السلام .. وبالعهد الذي أخذه عليكم سليمان عليه السلام . أن لا تظهروا لنا ولا تؤذونا)

- لأنه من الممكن أن يكون المتواجد ليس عامر بيت وإنما شيطان من نوع آخر .. فانتبه ..!!

- ويقرأ هذا الإنذار .. ثلاث مرات بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب .. لمدة أسبوع .. بصوت مسموع وقوي جدا .. ويتم القراءة في صالة المنزل .. أو في غرفتك ..!!

- وما سبق هو مجرد مجربة مني في صرف المؤذيات الروحانية من البيت .. ووجدت أثر لها ونفع .. ويكفي أنها عن توجيه نبوي وبعض ألفاظها نبويه ..!!

..:: تنيه هام جدا ::..

- كل ما ذكره السادة العلماء من صفات الإنذار والتحذير في طريقة (التحريج على عامر البيت) .. هو خاص بالحيات (الجن العامر) التي تظهر في البيوت .. في شكل حيات ..!!

- قلت (خالد صاحب الرسالة) :

- ولا مانع من استخدامها في طرد وصرف أي أذى روحاني نستشعره في البيت من العالم الروحاني .. وقد جربتها ووجدت لها تأثيرا .. والله أعلم ..

* الطريقة الثانية وهي الأذان :

* وهذه طريقة ثانيه استنبطها بعض التابعين أو تابعيهم من كلام النبي في صرف العوارض الروحانية .. وهي استخدم الأذان لطرد الأذى الروحاني الغير مرئي ..

- الأذان وسيلة لطرد الشيطان من الأماكن ..

1- عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ (من صغار التابعين) قَالَ: (أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى بَنِي حَارِثَةَ قَالَ: وَمَعِي غُلَامٌ لَنَا وصَاحِبٍ مَعَنَا فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ قَالَ: فَأَشْرَفَ الَّذِي مَعِي عَلَى الْحَائِطِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: لَوْ شَعَرْتُ أَنَّكَ تَلْقَى هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَّلَاةِ (أي قل الأذان).. فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ (أي ظراط) ) روى القصة البيهقي في شعب الإيمان برقم 2786 .

- قلت خالد : أن سبب أن الشيطان يخرج صوت مثل الظراط .. لأنه لا يريد أن يسمع (الله أكبر) .. لأن هذا يصيبه بالحسرة .. وحاله كمن يسمع الأذان ويظل يضع الأغاني على أذنه متجاهلا الأذان ..!!

2- وعن الإمام مالك قَالَ: (اسْتُعْمِلَ زَيْدُ بْنُ أَسْلِمَ عَلَى مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ وَكَانَ مَعْدِنًا (أي محل إقامة) لَا يَزَالُ يُصَابُ فِيهِ الْإِنْسَانُ مِنْ قِبَلِ الْجِنِّ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلِمَ: " فَأَمَرَهُمْ بِالْأَذَانِ، وَأَنْ يَرْفَعُوا بِهِ أَصْوَاتَهُمْ، فَفَعَلُوا فَانْقَطَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ " فَهُمْ عَلَيْهِ حَتَّى الْيَوْمِ وقَالَ مَالِكٌ: " وَأَعْجَبَنِي ذَلِكَ عَنْ مَشُورَةِ زَيْدِ بْنِ أَسْلِمَ ") ذكره البيهقي في شعب الإيمان برقم 2788 .

- معنى ( عبادان ) : هي مدينة صغيرة على حدود العراق تقع مواجهة لمنطقة الحجاز ونجد .. 

- والشاهد في القصة أن سعد بن أبي وقاص قد استخدم لهجة الإنذار والتخويف لطرد عامر البيت الذي تسلل لمنزله ..!!

**********************

..:: س38: ما هي رسالة أبي دجانة وما علاقتها بعامر البيت ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* هناك ما يسمى برسالة أبي دُجانة موجوده على الانترنت وفى كثير من الكتب الروحانية وحتى موجودة فى الكتب الرقية .. وهي خاصة بطرد عامر البيت المؤذي من المنزل كما يقولون في الكتب وعلى النت ..!! ولكن الحقيقة أن هذه الرسالة لم يقلها رسول الله ولا أصل لها في الدين من أساسه .. لأنها مخالفة لنص القرآن .. فالسند موضوع والمتن منكر .. !!

* وهذه الرسالة كما قلنا أنها تُنسب زورا وبهتانا إلى رسالة كتبها الرسول الى الصحابي الجليل أبي دُجانة .. لطرد عامر البيت المسيء من منزله .. !!

* ولكن هذه الرسالة .. بل الحديث كله هو حديث موضوع .. يعنى مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم ..

- وسأذكر لك نص الحديث المكذوب على النبي .. حتى تكون على علم به وتحذر الناس منه ..

- وقد جدت لرسالة أبي دجانه روايتين :

1- الرواية الأولى :

خَالِدُ بْنُ أَبِي دُجَانَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي أَبَا دُجَانَةَ ، يَقُولُ : ( شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعٌ فِي فِرَاشِي ، إِذْ سَمِعْتُ فِي دَارِي صَرِيرًا كَصَرِيرِ الرَّحَى ، وَدَوِيًّا كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، وَلَمْعًا كَلَمْعِ الْبَرْقِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَزِعًا مَرْعُوبًا ، فَإِذَا أَنَا بِظِلٍّ أَسْوَدَ مَوْلًى يَعْلُو ، وَيَطُولُ فِي صَحْنِ دَارِي ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهِ ، فَمَسَسْتُ جِلْدَهُ ، فَإِذَا جِلْدُهُ كَجِلْدِ الْقُنْفُذِ ، فَرَمَى فِي وَجْهِي مِثْلَ شَرَرِ النَّارِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَقَنِي ، وَأَحْرَقَ دَارِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَامِرُكَ عَامِرُ سُوءٍ يَا أَبَا دُجَانَةَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ! وَمِثْلُكَ يُؤْذَى يَا أَبَا دُجَانَةَ ؟ " ، ثُمَّ قَالَ : ائْتُونِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاسٍ ، فَأُتِيَ بِهِمَا فَنَاوَلَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَقَالَ : " اكْتُبْ يَا أَبَا الْحَسَنِ " ، فَقَالَ : وَمَا أَكْتُبُ ؟ ، قَالَ : " اكْتُبْ :

- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى مَنْ طَرَقَ الدَّارَ مِنَ الْعُمَّارِ وَالزُّوَّارِ وَالصَّالِحِينَ ، إِلا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ لَنَا وَلَكُمْ فِي الْحَقِّ سَعَةً ، فَإِنْ تَكُ عَاشِقًا مُولَعًا ، أَوْ فَاجِرًا مُقْتَحِمًا أَوْ رَاغِبًا حَقًّا أَوْ مُبْطِلا ، هَذَا كِتَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْطِقُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ، {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] ، وَرُسُلُنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ، اتْرُكُوا صَاحِبَ كِتَابِي هَذَا ، وَانْطَلِقُوا إِلَى عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ ، وَإِلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88] يُغْلَبُونَ ، «حم» لَا يُنْصَرُونَ، {حم عسق} [الشورى: 2] ، تُفَرِّقَ أَعْدَاءَ اللهِ ، وَبَلَغَتْ حُجَّةُ اللهِ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] ". ..

- قَالَ أَبُو دُجَانَةَ : فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ فَأَدْرَجْتُهُ وَحَمَلْتُهُ إِلَى دَارِي ، وَجَعَلْتُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَبِتُّ لَيْلَتِي ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلا مِنْ صُرَاخِ صَارِخٍ ، يَقُولُ : يَا أَبَا دُجَانَةَ ! أَحْرَقَتْنَا وَاللاتِ وَالْعُزَّى الْكَلِمَاتُ ، بِحَقِّ صَاحِبِكَ لَمَا رَفَعْتَ عَنَّا هَذَا الْكِتَابَ ، فَلا عَوْدٌ لَنَا فِي دَارِكَ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : فِي أَذَاكَ ، وَلا فِي جِوَارِكَ ، وَلا فِي مَوْضِعٍ يَكُونُ فِيهِ هَذَا الْكِتَابُ ..

- قَالَ أَبُو دُجَانَةَ : فَقُلْتُ : لا ، وَحَقِّ صَاحِبِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا أَرْفَعَنَّهُ حَتَّى أَسْتَأْمِرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..

- قَالَ أَبُو دُجَانَةَ : فَلَقَدْ طَالَتْ عَلَيَّ لَيْلَتِي بِمَا سَمِعْتُ مِنْ أَنِينِ الْجِنِّ وَصُرَاخِهِمْ وَبُكَائِهِمْ ، حَتَّى أَصْبَحْتُ فَغَدَوْتُ ، فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ الْجِنِّ لَيْلَتِي ، وَمَا قُلْتُ لَهُمْ ، فَقَالَ لِي : " يَا أَبَا دُجَانَةَ ارْفَعْ عَنِ الْقَوْمِ ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنَّهُمْ لَيَجِدُونَ أَلَمَ الْعَذَابِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه البيهقي في دلائل النبوة (7/118-120) ..

- ونظرا لأني لم أجد أحد قام بتخريج رواية حديث البيهقي في الدلائل .. فقد قمت بتخريج جماعة رواة الحديث السابق حتى تعرف حقيقة هذه الرواية :

-  أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ : وثقه البيهقي فقط ..!!

- أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ مُحَّمَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَبِيبَيُّ الْمَرْوَزِيُّ : قال عنه الحاكم : أنه كذاب ، وقال الذهبي : انه يروي المناكير ، وقال أبو زرعه : ضعيف جدا .

- بْنِ أَبِي دُجَانَةَ : مجهول الحال ..!!

- أحمد بن سلمه : مجهول الحال ..!!

- سلمة بن يحيى : مجهول الحال ..!!

- يحيى بن سلمه : مجهول الحال ..!!

- سلمه بن عبد الله : مجهول الحال ..!!

- عبد الله بن زيد : مجهول الحال ..!!

- زيد بن خالد : مجهول الحال ..!!

- خالد بن أبي دجانة : مجهول الحال .. وذكره بن الأثير في أسد الغابة (2/119) فقال : ذكره عبيد اللَّه بْن أَبِي رافع في تسمية من شهد مع علي رضي اللَّه عنه حربه ..!!

- النتيجة أن الحديث موضوع بلا ريب .. يعني مكذوب دون أدنى شك ..

2- الرواية الثانية :

- ذكرها الإمام السيوطي والإمام بن الجوزي رحمهما الله في جملة الأحاديث الموضوعة .. وهي عَنْ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ .. وذكر القصة السابقة .

- قال الإمام السيوطي في اللآليء المصنوعة (2/292) : مَوْضُوع: وإِسْنَادُه مَقْطُوع وَأكْثر رِجَاله مَجَاهِيل ولَيْسَ فِي الصَّحَابَة مِنَ اسْمه مُوسَى أصلا .

- وقال الإمام بن الجوزي في تذكرة الموضوعات (3/169): هَذَا حَدِيث مَوْضُوع بِلَا شكّ وَإِسْنَاده مَقْطُوع، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه مُوسَى أصلا، وَأكْثر رِجَاله مَجَاهِيل لَا يعْرفُونَ .

- وقال البيهقي في دلائل النبوة (7/120) : مَوْضُوعٌ لَا تَحِلُّ رِوَايَتُهُ ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- وبسبب هذه الرواية المظلمة الفاسدة .. ترتب عليها الآتي :

1- ظهور ما يسمى بالجن العاشق ..!! (لأن هذه الرواية هي التي ذكرت الجن العاشق .. ولا يوجد رواية غيرها على حد علمي ) ..!!

2- ظهور فكرة حرق الجن بكلام الله .. (ولا يوجد حديث آخر فيه مثل هذا الضلال والكذب على حد علمي) ..!!

3- ظهور فكرة تعذيب الجن بكلام الله .. ولماذا الجن يظهر بمظهر المتألم .. فيقول له الراقي : أخرج وإلا هفضل أعذبك بكلام الله ..!!

- اعتقد أن هذه الرواية عن هؤلاء المجاهيل وكان في بدايتها كذاب .. فأعتقد أن الجن هو من روى هذه الروايه وألقاها على مسامع خدامه وأولياءه لينشروها بين الناس حتى يعتقد الناس فيها .. والله أعلم ..!!!

- ولكنها بالتأكيد ليست حديث شريف .. !!

- فلا تنقل هذه الرسالة لأحد وإنما أخبر الناس عنها أنها رواية مكذوبة .. وتسمى في كتب الرقية .. برسالة أبي دجانه ..!!

* وإلى هنا يكون ختام الجزء الخاص ببيان الإصابات الروحانية للأماكن .. وقبلها ختمنا مشروعية الرقية للأصابات الجسدية (عضويا ونفسيا وروحانيا) .. ويليه إن شاء الله .. التعريف بالرقية الشرعية وما يتعلق بها من بعض المسائل ..

*************************

..:: الفصل السابع ::..

:: مفهوم الرقية الشرعية ::

*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..