ج9: رسائل علم الرقية الشرعية - ما هي الرقية الشرعية - ما هي حقيقة الرقية الربانية والرقية التجريبية - هل الرقية الشرعية توقيفية - هل الرقية القرآنية وقف فقط على المعوذتين - هل الرقية وقف فقط على العَيْنِ ، وَالْحُمَةِ ، وَالنَّمْلَةِ - هل من الممكن أن يلهمك الله برقية خاصة من القرآن - ما حقيقة حديث الرقية الشرعية المشهورة التي يتم تداولها في كتب الرقية والعلاجات .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة 

- علم الرقية الشرعية -

( من القرآن والسنة النبوية )

- الجزء التاسع -

* فهرس :

..:: الفصل السابع ::.. مفهوم الرقية الشرعية ::

1- س39 : ما هي الرقية الشرعية ؟  

2- س40: هل الذي يدل على الرقية التجريبية هو منفعتها ؟

3- س41: ما هي حقيقة الرقية الشرعية الربانيه ؟

..:: الفصل الثامن ::.. أسئلة عن الرقية الشرعية ::

4- س42: هل الرقية الشرعية توقيفية ؟

5- س43: هل الرقية وقف فقط على العَيْنِ ، وَالْحُمَةِ ، وَالنَّمْلَةِ ؟

6- س44: هل الرقية القرآنية وقف فقط على المعوذتين ؟

7- س45: هل من الممكن أن يلهمك الله برقية خاصة من القرآن ؟  

8- س46: ما حقيقة حديث الرقية الشرعية المشهورة التي يتم تداولها في كتب الرقية والعلاجات ؟

9- هل يصح قراءة الآيات الموجودة في هذا الحديث .. كرقية ؟

10- هل الحديث يتعلق بالمس الروحاني ؟

*************************

..:: الفصل السابع ::..

:: مفهوم الرقية الشرعية ::

*****************************

..:: س39 : ما هي الرقية الشرعية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

في السؤال رقم (10) .. تكلمت عن أنواع الرقية بصفه عامة .. ولكن هنا أوضح لك ببيان بسيط تعريف للرقية الشرعية كمصطلح خاص تستطيع استيعابه .. وهو ملخص لما سبق من فصول الكتاب ..

- وللتذكرة بمفهوم الرقية الربانية والتجريبية :

- الرقية الربانية : هي التي من الكتاب والسنة ..

- الرقية التجريبية المباحة : هي التي لا معارض لها من الكتاب والسنة ..

- وانتبه لأننا قلنا أن هناك رقية تجريبية محرمة وغير مباحه .. وهي التي فيها شرك .. أو ألفاظها مبهمة وغير معلومه لأهل اللغات ..!!

- ومفهوم الرقية في اللغة والشرع : يعني أننا نتكلم عن كلام منطوق له أثر في العلاجات .. فانتبه .. !!

* والآن إليك عدة تعريفات لها مفهوم واضح ودقيق للرقية الشرعية .. جميعهم واحد وإنما الاختلاف في البساطة أو التوسع في التعريف ..:

1- التعريف الأول :

* الرقية الشرعية : هي كلام منطوق مؤثر مصحوبا بعزيمة صادقة .. له ضوابط من الكتاب والسنة .. بقصد تداوي الأجسام أو تطهير الأماكن .. 

2- التعريف الثاني (بطريقة أخرى)  :

* الرقية الشرعية : هي نوع من التداوي وطلب الاستشفاء للأجساد و تطهيرا للأماكن .. وقد شرعه الإسلام بكلام منطوق مؤثر .. من الكتاب أو السنة أو الأسماء الحسنى أو بلغة عربية مفهومة .. مصحوبا بعزيمة صادقه ..

3- التعريف الثالث (بطريقة أخرى) :

* أو تقول بمعنى آخر : هي عُوذة كلامية مؤثرة في الأجساد والأماكن .. من الكتاب أو السنة أو الأسماء الحسنى أو اللغة العربية المفهومة .. مصحوبة بعزيمة .. وتعتبر فرعا من العلاجات الطبية والروحانية ..

* قولي (رقية) : أي كلام منطوق مؤثر نلجأ إليه بغرض طلب التداوي والعافية للأجسام أو لتطهير مكان فيه تسليط روحاني ..

* وقولي (شرعية) : لأنها مأخوذة من الشرع الإسلامي "رقية ربانية" .. أو لا معارض لها من الشرع الإسلامي "رقية تجريبية" ..

- أو تقول ببساطة : رقية مباحة وفق ضوابط الشريعة الإسلامية .

* وقولي (مصحوبة بعزيمة) : لأن بدون يقين وصبر وتقوى في التعويذ .. فلا أمل في العلاج من الرقية الربانية .. كما ستعلم في فصل العزيمة إن شاء الله تعالى ..!!

* انتبه من هؤلاء :

- لو سمعت من شخص ما أنه لا يوجد شيء اسمه رقية شرعية .. فهذا يجعلك تفهم أنه مخطيء تماما .. لأنه كان من باب أولى أن يسأل : ما هي الضوابط التي تجعل من الرقية مشروعة أم غير مشروعة ؟!

- إلا لو كان منكر للرقية الربانية .. فكان عليه أن يسأل ما هي مشروعية الرقية في الدين ..؟!!

- ولكن إن ظل منكرا للرقية عموما .. فهذا يجعله متهم في عقله قبل أن يكون متهم في علمه ودينه .. لأن الرقية أمر مقرر عند كل أهل العقل والعلم في كل زمان ومكان ..!!

* وخلاصة ما سبق :

- هو أن الرقية الشرعية : قد تكون عن رقية ربانية أو رقية تجريبية مباحة وليست محرمة .. كما أوضحنا سابقا .. وقد تكون لشفاء الأجساد ، وقد تكون لتطهير الأماكن من العوارض الفاسدة ..

**********************************

..:: س40: هل الذي يدل على الرقية التجريبية هو منفعتها ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* ملحوظة هامة جدا رجاء أن تنتبه لها :

* إياك أن تنخدع برقية كلامية أو نُشرة كتابيه غير مفهومة فيها رموز أو اسماء مجهولة .. قد تقرأها أو تكتبها على سبيل التجربة وتجد لها أثر من النفع .. خاصة في العلاجات الروحانية مثل المس والحسد والسحر ..!!

* فلعل هذه الرقية أو النشرة الغير مفهومة والغير معلومة من عزائم الشيطان .. فانتبه لحالك ..!! (وسيأتيك بيان تفصيلي عن مصطلح النشرة في الشريعة الإسلامية – في فصول متقدمة) ..

* نعود لسؤالنا .. وهو ما الذي يشهد بصحة الرقية التجريبيه ؟

* الذي يشهد للرقية التجريبية على أنها محمودة ليس منفعتها أو تجربتها .. وإنما يشهد لها أنه ليس لها معارضة من الشريعة أو مخالفة لها ..

- وإلا فقد تنفع مؤقتا كما يفعل خدَّامين الجن الذي يستعينون بالجن .. ثم يحدث مصائب بعد ذلك .. كما شرحنا في رسائل سابقة كرسالة زمن أولياء الجن .. فارجع إليها ..

* وسيأتيك فصل خاص بالكلام عن الرقية التجريبية بالكلام الغير مفهوم ..

**********************

..:: س41: ما هي حقيقة الرقية الشرعية الربانيه ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- كما قلنا أن الرقية الشرعية : قد تكون ربانية (بالقرآن أو الأسماء الحسنى أو الدعاء النبوي) ، وقد تكون الرقية تجريبية .. أي غير ربانية ولكن مما هو مفهوم ومعلوم بيقين وليس فيه شرك أو مخالفة شرعية ..

* ولكن كثير من الناس لم ينتبهوا إلى أن الرقية الربانية هي استعاذة بالله .. وهذه الإستعاذة ما هي إلا دعاء .. والدعاء عبادة .. والعبادة قربة .. والقربة لا تكون إلا عن إيمان بمَن تتقرب إليه .. ومن الإيمان بالله هو قبولك لمجريات القضاء والقدر عليك .. والتي منها أنه يحقق الدعاء لك في الوقت الذي يريد وليس في الوقت الذي أنت تريد .. !!

* فلماذا تنزعج حينما تظن أنه منعك الإجابة .. حينما ترقي نفسك أو غيرك ..؟!!

إلا إذا كنت لم تتأدب بآداب العبودية .. وتحترم إيمانك ..!!

لأنك لو كنت تعبده .. لظننت بالله خيرا .. ولعلمت أن في فعله معك يوجد فيه حكمه .. لأنه مدبر حكيم ..!!

* ولكن حينما تنزعج من تأخير إجابة الدعاء في الوقت الذي كنت أنت تريده .. فهذه شهادة على نفسك .. أنك لم تعبد الله كما طلب منك .. وإنما عبدته بأسلوب (خلصني بقى يارب .. أنا زهقت خلاص .. أف على كده .. ) ..!!

* فكيف ستجد مدد الرقية الربانية .. يا من تتأفأف على حالك .. كارها لقدرك ومعترضا على ربك ..!!

* والأعجب منك أنك تستكبر أن تتهم نفسك .. وإنما لا تستحي أن تتهم ربك ..!! ولا تسيء الظن بنفسك .. وإنما تتجرأ بإساءة الظن بربك ..!!

فكيف تجد مدد وبركة القرآن معك .. وأنت متهما لربك .. !!

* لماذا لا تعترف لربك أنك عصيته وتطلب منه الغفران .. وتتقرب منه طلبا للرضوان ..!!

* فإذا أردت مدد الله .. فكن مؤمنا بالله .. موقنا أنه مدبر حكيم في فعله .. وعدل في قضاءه .. لأنه الحق جل جلاله .. وبغير هذا الإيمان فلن تفلح لك علاقة مع الله ..!!

*************************

..:: الفصل الثامن ::..

:: أسئلة عن الرقية الشرعية ::

*****************************

..:: س42: هل الرقية الشرعية توقيفية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* معنى كلمة "توقيفية" .. أي نقف عند قول الله ورسوله ولا نقول ولا نفعل خلاف ما ذكره الله ورسوله ..!!

- وكما قلنا أن الرقية جائزة بأي ألفاظ طالما لم تخرج عن كلام الله وأسماءه وكلام الرسول .. أو ليس لها معارض من الشرع ..!!

* ولذلك فالرقية الشرعية ليست توقيفية .. يعنى ليست هناك صيغة ملزمة بالاتباع سواء من الكتاب أو السنة .. وسيأتيك بيان ذلك وأدلته بعد سطور قليلة إن شاء الله تعالى ..

- ولو قيل أن الرقية توقيفيه .. كما زعم وتوهم البعض .. فهو زعم باطل لأنه مخالف لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

* ودليل ذلك :

- أولا من القرآن :

1- قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..

- فدل القرآن على عمومية الشفاء منه دون وقف على آية دون آيه أو سورة دون سورة .. وهذا يشير إلى أن الرقية الربانية متاحة ويمنحها الله لمن يفتح قلبه ويرشده بذلك .. وليس هناك صيغة توقيفية لدعاء أو آية أو اسم إلهي أو سورة لتكون ملزمة في الرقية دون غيرها ... ودليل ذلك قصة أبي سعيد الخدري التي ذكرناها سابقا وكيف أنه رقى بسورة الفاتحه .. وقال له النبي (وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ؟ قال : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ .. ولكن شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي) رواه أحمد ..

- ولم يكن لديه علم من النبي أنها رقية بدليل قول النبي له (وما يدريك أنها رقية) ..!!

- وتأمل قول الصحابي (ولكن شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي) .. يعني جال بخاطره أن يرقي بها .. ولم يكن عنده علم من النبي بها .. بل ولم يعترض النبي على كلام الصحابي حينما قال له (ألقاه اللهُ في نفسي) .. فافهم يا مؤمن كلام الحديث وإشاراته جيدا ..!!

ثانيا: من الأحاديث ..

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم .. ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : (كنا نَرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : اعْرِضُوا عليّ رُقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شِرْك) صحيح مسلم .

- فالرقية ليست توقيفية لقول النبي صلى الله عليه وسلم (اعرضوا عليَّ رقاكم) .. ومعلوم أن كلمة (رُقاكم) تعنى أنها رقية ليست من الدين بل رقيات توارثوها يتعالجون بها ..

- ولو كانت الرقية توقيفية ما كان النبي ليقول لهم (اعرضوا عليَّ رقاكم) ..!!

- بل وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق بقانون عام في الرقية .. حيث قال : (لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شِرْك) ... والحديث فيه إباحة مطلق الرُّقى ما لم يكن فيها مخالفة للشريعة مثل الشرك بالله . 

* قال الإمام الشوكاني رحمه الله (المتوفى: 1250هـ) :

- قَوْلُهُ: (لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ الشِّرْكِ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ الرُّقَى وَالتَّطَبُّبِ بِمَا لَا ضَرَرَ فِيهِ وَلَا مَنْعَ مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ ، وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَكَلَامِهِ .. لَكِنْ إذَا كَانَ مَفْهُومًا لِأَنَّ مَا لَا يُفْهَمُ لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ الشِّرْكِ.

نيل الأوطار ج8 ص245 .

2- عن جابر بن عبد الله قال : (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الرُّقى ولي خالٌ يَرقي مِن العَقربِ فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَر ذلك له فقال : (مَن استَطاع منكم أنْ ينفَعَ أخاه فلْيفعَلْ) رواه بن حبان .. وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح ..

- فدل قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَن استَطاع منكم أنْ ينفَعَ أخاه فلْيفعَلْ) على إجازة الرقية بأي طريقة سواء دينية أو تجريبية .. وأنها ليست هي وقف على الدين فقط .. ولكن من شروطها أن لا تخالف ضوابط الدين ..!!

3- وعَن أَنَسٍ قَالَ: (رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّقيَةِ مِن العَينِ وَالحُمَةِ وَالنَّملَةِ) صحيح مسلم .

- فدل على أن هذه الرقى ليست رقى دينية .. وإنما رقى تجريبيه متوارثه .. وأيضا دل على أنه ليس فيها مخالفة للشرع ..

4- وَعَنْ السيدة حَفْصَةَ قالت : (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: الشِّفَاءُ ، تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ) رَوَاهُ أَحْمَدُ .. وقال الهيثمي : وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .. وقال الأرنؤوط :  رجاله ثقات رجال الشيخين .

- ومعنى (النملة) :  قُروحٌ تخرج في الجنب ، أو حبوب وبثور تظهر على الجسم ، تُرقَى فتبرأ بإذن الله ..

- فدل من مجموع الأحاديث السابقة أن الرقى ليست توقيفيه سواء ربانية أو تجريبيه .. بل فضل الله واسع .. ومن يزعم أنها توقيفيه فهو مخطيء وجانبه الصواب .. لأنه يكون بذلك مخالف لعموم كلام الله ورسوله ..

- والله أعلم .

******************************

..:: س43: هل الرقية وقف فقط على العَيْنِ ، وَالْحُمَةِ ، وَالنَّمْلَةِ ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- تجد بعض العلماء .. يجعل الرقية وقف على بعض العلاجات فقط .. ويستدل بحديث أنس بن مالك حيث قال (رَخَّصَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الرُّقْيَةِ مِنَ العَيْنِ ، وَالْحُمَةِ ، وَالنَّمْلَةِ) رواه مسلم .

- ومعنى (العَيْنِ وَالْحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ) : فالعين مقصود بها الحسد ، والحُمه : المقصود بها لدغات كل ذي سم مثل العقرب والثعبان وما شابه ، والنملة : وهي البثور أو الحبوب المتقرحة التي تظهر على الجسم ..

- ولكن ما قالوه هذا بعيد تماما عن الصواب .. بل ومخالف لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ...

1- فأما بعده عن الصواب لسببين :

- الأول : لأنه لا يوجد دليل تخصيص على هذه الرقى فقط .. بل فيه إباحة الرقية لهذه الثلاث دون مخصص لها دون غيرها ..!!

- الثاني: هل جاء في الحديث نهي للرقية في غير ما جاء في الحديث ..!! فأين دليل النهي على خلاف ذلك ؟ لا يوجد .

2- وأما عن دليل فهمهم الخاطيء لحديث أنس بن مالك .. لأن فهمهم هذا فيه مخالفة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم .. للآتي:

- أولا:- عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  (لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم .

- ثانيا:- عن أم ابن أبي حثمة : (أَخَذَ بِيَدِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَانْطَلَقْنَا إِلَى شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ ـ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي حَثْمَةَ ـ يُصَلِّي إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى عَلِيًّا انْصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: حدِّثنا حَدِيثَ أُمِّك فِي الرُّقْيَةِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ قَالَتْ: لَا أَرْقِي حَتَّى اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْهُ فَاسْتَأْذَنَتْهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ارْقِي ما لم يكن فيها شرك) صحيح بن حبان .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بطرقه وشواهده ، وذكره الألباني في الصحيحة برقم178 وقال : حديث حسن .

- ثالثا :- عن جابر بن عبد الله قال : (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الرُّقى ولي خالٌ يَرقي مِن العَقربِ فأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَر ذلك له فقال : (مَن استَطاع منكم أنْ ينفَعَ أخاه فلْيفعَلْ) رواه بن حبان .. وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح ..

- فدل قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَن استَطاع منكم أنْ ينفَعَ أخاه فلْيفعَلْ) على إجازة الرقية بأي طريقة سواء دينية أو تجريبية .. وأنها ليست هي وقف على الدين فقط .. ولكن شرط أن لا تخالف ضوابط الدين ..!!

****************************

..:: س44: هل الرقية القرآنية وقف فقط على المعوذتين ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

قال بعض العلماء أن الرقية القرآنية هي فقط بالمعوذتين ..!!

- واستدلوا بحديث : عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلَالٍ .. وذكر منها .. الرقى إلا بالمعوذات) رواه أحمد وأبي داوود والنسائي وبن حبان .

- ولكن الذين سلكوا هذا الإتجاه قد جانبهم الصواب تماما ولا يصح ما قالوه .. لأسباب :

- أولا: قال تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 ..

- فدل القرآن على عمومية الشفاء منه دون وقف على آية دون آيه أو سورة دون سورة .. 

- ثانيا: الحديث الذي استدلوا به يوجد به وإن كان هناك من أشار لصحته .. وإنما الحق هو يوجد في إسناده رواى ضعيف وهو (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ) ..

- قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند (6/93) :  إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن حرملة -وهو الكوفي-، قال ابن المديني في "العلل" (170) : لا أعلم أحداً روى عن عبد الرحمن بن حرملة هذا  شيئاً إلا من هذا الطريق، ولا يعرفه في أصحاب عبد الله، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/270، وفي "الضعفاء الصغير" ص 70: لم يصح حديثه، فقال ابن عدي في "الكامل" 4/1619: وهذا الذي ذكره البخاري من قوله: "لم يصح" أن عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع ابن مسعود، وقال الذهبي في ترجمته في "الميزان" 2/556 بعد أن ذكر حديثه هذا: وهذا منكر .

- وذكره الألباني : في ضعيف أبي داوود .  

- ثالثا : قد ثبتت الرقية بسورة الفاتحة كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري الذي ذهب لرقية رجل مصاب فقال (فأتَيْتُه فجعَلْتُ أمسَحُه وأقرَأُ بفاتحةِ الكتابِ حتَّى برَأ فأخَذ الشَّاءَ فقُلْنا : نأخُذُها ونحنُ لا نُحسِنُ نَرقي فما نحنُ بالَّذي نأكُلَها حتَّى نسأَلَ عنها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْناه فذكَرْنا ذلك له قال : فجعَل يقولُ : ( وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ) ؟ قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كُلوا واضرِبوا لي معكم بسَهمٍ ) صحيح بن حبان واللفظ له ، وكذلك رواه البخاري ومسلم .

- رابعا : قد جاءت الرقية بسورة الكافرون .. فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: (لَدَغَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: (لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ لَا تَدَعُ مُصَلِّيًا وَلَا غَيْرَهُ " ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا" وَيَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ - وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ .. قال الهيثمي : وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ .. وذكره الألباني في الصحيحة (548) ..

- خامسا : لو افترضنا صحة الحديث .. وافترضنا أن الكراهة للتحريم .. فمن الذي قال لكم أن المقصود من المعوذات هي الفلق والناس فقط ؟.. فلما لا يكون بكل ما فيه استعاذة بالله ؟!!

- قال الإمام أبو الحسن السندي (1138هـ) رحمه الله : والرقى بالمعوذات : بكسر الواو المشددة ، قيل: هما سورتان ، فالجمع على إرادة ما فوق الواحد ، أو بتاويل الكلمات أو الآيات ، أو لإِرادة سورة الإخلاص معها تغليباً ، وقيل: المراد الآيات التي فيها معنى الاستعاذة .. فيشمل السورتين ومثل قوله تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين) .. وبالجملة : فالمراد المعوذتان وما في معناهما من القرآن وأسماء الله تعالى ..

شرح المسند للإمام السندي ج4 ص415

- يتبين لك من مجموع ما سبق أن القول القائل بأن الرقى يكون وقف بالمعوذتين فقط دون غيرهما .. هو رأي غير صحيح وغير موافق لنصوص الشريعة .. بل مخالف لها كما أوضحنا بأن سورة الفاتحة والكافرون رقى بهما رسول الله .. بل ويكفيك كلام الله (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء82 .. والله أعلم .

**********************************

..:: س45: هل من الممكن أن يلهمك الله برقية خاصة من القرآن ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- الحقيقة أن هذا السؤال امتدادا للسؤال السابق (رقم42) .. وإجابته امتدادا لإجابة السؤال السابق .. لأنه طالما يجوز أن يلهمك الله بالرقية .. فهذا دليل على أن الرقية غير توقيفيه .. وإنما هي منحة يمنحها الله لعباده .. خاصة الرقية الربانية من كتاب الله ..

- وعموما إليك الدليل على أنه شرعا من الممكن أن يلهمك الله برقية خاصة من القرآن :

1- عن أبو سعيد الخدري : (بعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَريَّةٍ فمرَرْنا على أهلِ أبياتٍ فاستضَفْناهم فأبَوْا أنْ يُضيِّفونا فنزَلوا بالعَراءِ فلُدِغ سيِّدُهم فأتَوْنا فقالوا : هل فيكم أحَدٌ يَرقي ؟ قال : قُلْتُ : نَعم أنا أَرقي قالوا : ارقِ صاحبَنا قُلْتُ : لا قد استضَفْناكم فأبَيْتُم أنْ تُضيِّفونا قالوا : فإنَّا نجعَلُ لكم جُعْلًا قال : فجعَلوا لي ثلاثينَ شاةً قال : فأتَيْتُه فجعَلْتُ أمسَحُه وأقرَأُ بفاتحةِ الكتابِ حتَّى برَأ فأخَذ الشَّاءَ فقُلْنا : نأخُذُها ونحنُ لا نُحسِنُ نَرقي فما نحنُ بالَّذي نأكُلَها حتَّى نسأَلَ عنها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْناه فذكَرْنا ذلك له قال : فجعَل يقولُ : ( وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ) ؟ قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ .. ولكن شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي .. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كُلوا واضرِبوا لي معكم بسَهمٍ) .. رواه بن حبان والحاكم بنفس اللفظ .. وقال شعيب الأرنؤوط تعليقا على صحيح بن حبان : إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين .. وذكره الألباني في الإراوء برقم 1556 على أنه : صحيح .

2- رواية أخرى بلفظ : (وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ قَالَ قُلْتُ أُلْقِىَ فِي رَوْعِى) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط تعليقا في المسند : حديث صحيح ، وهذا إسناد فيه ضعف .

3- رواية أخرى بلفظ : (وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْءٌ أُلْقِيَ فِي رَوْعِي) رواه الدارقطني .. وسنده مثل سابقه .. صحيح مع ضعف في إسناده .

- معنى (رُوعي) : أي في قلبي وعقلي كخاطر يخطر على البال ..

************************

..:: س46: ما حقيقة حديث الرقية الشرعية المشهورة التي يتم تداولها في كتب الرقية والعلاجات ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- يوجد رقية مشهورة يتم كتابتها في غالب كتب الرقية .. ويذكرون لذلك أحاديث .. والبعض منها يكون ضعيف ..!!

- ثم يأتي البسطاء ليشتروا هذه الكتب فيظنوا أن هذه الأحاديث صحيحة .. لأن أصحاب هذه الكتب غالبا لا يكتبون درجة الحديث .. وإنما يكتبون (رواه فلان) .. دون أن يذكر درجة صحته أو ضعفه ..!!

- ولا أدري ما السبب في ذلك .. ولكن غالبا هو جهلا منه بدرجة الحديث .. مما يترتيب على ذلك نتائج خاطئة طالما الإستدلال خاطيء ..!!

- وهناك البعض ممن كتب في الرقية .. قد اعتمد على تصحيح الإمام الحاكم للحديث .. وهذا خطأ .. لأنه من الأمانة العلمية أن يذكر كلام علماء الحديث حول الحديث .. وليس أن ينتقي ما يهواه .. ليثبت ما يريده ..!!

- وعموما إليك تحقيق الحديث الذي غالبا ما يذكرونه في كتبهم .. ويسمونه بالرقية الشرعيه .. ويقصدون به أنه فعل النبي وقوله .. ولا يصح أن يقال أن هذا فعل النبي وقوله .. لأن الحديث لا يصح ..!!

- الحديث : تم روايته عن ثلاث رواه .. مرة عن (أبي ليلي : قال ....) – ومرة ثانية عن (عن أبي بن كعب : قال .... ) – ومرة ثالثة عن رجل من الصحابة (مجهول اسمه) قال :

-  كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ لِي أَخًا وَبِهِ وَجَعٌ قَالَ: "وَمَا وَجَعُهُ ؟ " قَالَ: بِهِ لَمَمٌ ، قَالَ: "فَأْتِنِي بِهِ " فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَعَوَّذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) [البقرة: 163] وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران: 18] ، وَآيَةٍ مِنَ الْأَعْرَافِ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ) ، وَآخِرِ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ (فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) [المؤمنون: 116] ، وَآيَةٍ مِنْ سُورَةِ الْجِنِّ (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) [الجن: 3] ، وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ . فَقَامَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْتَكِ قَطُّ ) رواه أحمد .. وأبو يعلى ، وبن ماجه .

- فجاء في المسند عند أحمد : عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثني أبي بن كعب .

- وجاء عن أبي يعلى : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل عن أبيه .

- وجاء عند بن ماجه : عن ابن أبي ليلى عن أبيه .

- والحديث علة ضعفه في أحد رواته وهو أبو جناب الكلبي .. ضعفوه لكثرة تدليسه ..

* قال الإمام الحاكم  (المتوفى: 405هـ) في المستدرك (4/458) تعقيبا على الحديث :

- قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ كُلِّهِمْ عَنْ آخِرِهِمْ غَيْرَ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ .

* وقال الإمام الذهبي (المتوفى: 748هـ) تعقيبا على كلام الحاكم في تلخيص المستدرك :..

- فقال : قلت: فيه أبو جناب الكلبي ضعفه الدارقطني، والحديث منكر.

* قال الإمام  بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) في العلل المتناهية (2/399) تعقيبا على الحديث :

- أَبُو جناب اسمه يَحْيَى بْن أَبِي حية كان يَحْيَى القطان يقول لا أستحل أن أروي عَنْهُ .. وقال الفلاس متروك الحديث .

- وأما عَبْد اللَّه بْن عِيسَى .. فغاية فِي الضعف .

* وقال الإمام الهيثمي (المتوفى: 807هـ) في المجمع (5/151) تعقيبا على الحديث :

 وَفِيهِ أَبُو جَنَابٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لِكَثْرَةِ تَدْلِيسِهِ .. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ .

* قال أبو العباس البوصيري رحمه الله  (المتوفى: 840هـ):

 كِل مَدَارِ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ عَلَى أَبِي جَنَابٍ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَيَّةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُدَلِّسٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ .

 اتحاف الخيرة المهرة ج4 ص462

* وقال الشيخ الألباني (المتوفى: 1420هـ) عند تحقيقه لحديث بن أبي ليلى الذي رواه بن ماجه .. :

- قال : حديث ضعيف .

* قال الإمام شعيب الأرنؤوط رحمه الله (المتوفى:1438 هـ) :

- إسناده ضعيف لضعف أبي جَنَاب ، واسمه يحيى بن أبي حَيَّة الكلبي ، وقد اضطرب في إسناده ..

- وأخرجه الحاكم 4/412-413 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي ، بهذا الإسناد . وقال: الحديث محفوظ صحيح ولم يخرجاه ، وتعقبه الذهبي بقوله: أبو جَنَاب ضعفه الدارقطني ، والحديث منكر.

- قوله: "به لمم" أي: طرف من الجنون .

من تخريج المسند للإمام أحمد ج35 ص107-108 .. مختصرا ..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- هل يصح قراءة الآيات الموجودة في هذا الحديث .. كرقية ؟

نعم يجوز أن تقرأها كرقية تبركا بكلام الله تعالي .. لأن الرقية بكلام الله جائزة كما أثبتنا ذلك .. ولكن دون أن تقول أن هذه الرقية هي التي فعلها وقالها النبي صلى الله عليه وسلم .. فتكون كمن قال على النبي بما لم يقل به .. فتكون كذبت عليه .. لأن الحديث لم يصح عند علماء الحديث بخلاف الإمام الحاكم وقد رد عليه العلماء وأوضحوا خطئه .. والله أعلم ..!!

* هل الحديث يتعلق بالمس الروحاني ؟

- لم أجد أحد من أهل الحديث قال بذلك المعنى الذي يزعموه بعض الرقاه في كتبهم ..!!

- لأن الحديث لم يشير لذلك .. لأن كلمة (لمم) : تعني أنه ألَمَّ به وجع أو جنون (ولم يذكر الحديث سببه) .. فلا يعتدي أحد على النص بما لا تهوى نفسه ويقول على النبي بما لم يقل به ..!! بغض النظر عن كون الحديث ضعيف أصلا ولا يحتج به ..!!

*****************************

..:: الفصل التاسع ::..

:: النهي عن الرقية ::

********************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

ذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..