بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة
- علم الرقية الشرعية -
( من القرآن والسنة النبوية )
- الجزء الرابع عشر -
* فهرس :
..:: الفصل الثالث عشر ::.. مناقشة
لبعض الآراء عن الرقية والإسترقاء والعلاج عموما وعلاقة ذلك بالتوكل ::
1- س75: هل النبي أرشدنا
للتداوى وإلى علم الدواء ؟
2- س76: هل هناك تعارض بين
الرقية أوالعلاج وبين التوكل على الله؟
3- س77: الرأي الأول: هل العلاج والدواء بكل طرقه ينقص من توكلك ؟
4- س78: الرأي
الثاني: هل
كان فعل النبي للرقية والكي للجواز فقط ولكن الحقيقة أن ترك الرقى والعلاج من كمال
التوكل ؟
5- س79: الرأي الثالث: هل تارك العلاج هو أفضل درجة من فاعله ؟
6- س80: الرأي الرابع: ما المانع الشرعي من ترك
العلاج لأنه من كمال التوكل على الله ؟
7- س81: الرأي الخامس: لماذا
نتداوى وقد قدر لنا المرض وكتبه علينا ؟
8- س82: الرأي الراجح: ماذا قال غالب العلماء
في مسألة (الرقى والعلاجات وربطها بالتوكل) ؟
**************************
..:: الفصل الثالث عشر ::..
:: مناقشة لبعض الآراء عن الرقية والإسترقاء والعلاج ::
(هذا
الفصل من س75- س82)
نقلا
عن رسالة الدواء في الشريعة – أ/ خالد أبوعوف
********************
..:: س75: هل النبي أرشدنا للتداوى وإلى علم
الدواء ؟ ::..
- قلت (خالد
صاحب الرسالة) :
- أريدك أن تنتبه لهذا الإرشاد النبوي الرائع :
حيث
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ
شفاءً إلَّا الْهرمَ) ..
صحيح بن ماجه ..
- سنجد في هذا الحديث .. أمرين :
- الأول : أنه حث
المرضى إلى البحث عن طرق الشفاء (تداوَوا عبادَ اللَّهِ)
..
- الثاني : وفيه
تحريض للأطباء والصيادلة للبحث عن الدواء (لم يضع داءً إلَّا
وضعَ معَهُ شفاءً) ..!!
- فكيف يكون هناك إيمان بإرشاد النبي للبحث عن الدواء ، وإيمان في وجود علم دوائي كما أثبت ذلك النبي .. ثم يقول أحد أن العلاج
ينافي التوكل على الله ..؟!! فما فائدة الإيمان بكلام النبي .. وما فائدة البحث عن
العلم الدوائي حينئذ ..؟!!
- بل وكيف يكون هناك نقص للتوكل .. والله تعالى يقول (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة11 ..!!
*************************
..:: س76: هل هناك تعارض بين الرقية أوالعلاج
وبين التوكل على الله؟ ::..
- قلت (خالد
صاحب الرسالة) :
- أوضحنا
سابقا حقيقة التوكل وأنه عمل قلبي .. وأوضحت
لك أن العلاج عموما لا ينافي التوكل ولا ينقص منه طالما القلب متعلق بالله في كل
حركاته وسكناته وأنفاسه ..
- وقلت
لك سابقا أن الربط بين التوكل والأسباب ..
يكون من حيث التعلق القلبي بالأسباب وعدم التعلق القلبي بها .. وليس من حيث فعل
الأسباب وتركها .. فانتبه لكلامي جيدا .. !!
- فلا يصح أن نقول أن النبي
كان يمدح الممتنع عن الإسترقاء أو الرقية أو الكي .. على مطلق الأحوال ..
فهذا خطأ في فهم التشريع .. وإنما يكون المدح للممتنع عن الرقية والكي لتركه ما
فيه مخالفة شرعية في الرقية والكي .. مثل تعلق القلب بالأسباب وليس بالله .
- ولكن بعض الآراء ستجدها في
كتب الفقه .. تتناول الموضوع بطريقة غريبة جدا .. حيث أن البعض جعل من ترك الكي
والإسترقاء أو الرقية عموما .. هو الأفضل
للتوكل .. !! بل وبعض الآراء قد جعل هذا الأمر شامل لترك كل أنواع العلاج والتداوي
.. لأن طلب العلاج ينقص من توكلك على الله ..!!
- وكأنه هناك تعارض بين العلاجات
(كالرقية والدواء) وبين التوكل ..!! واستدلوا بحديث (السبعين ألف) وحديث (لم يتوكل
من استرقى واكتوى) ، (مَن اكتَوَى أو استَرقَى فقد
برِئَ منَ التَّوَكُّلِ) .. واستدلوا بالقدر .. وغير ذلك ..!!
- وسيأتيك بيان ذلك في مناقشة أقوالهم شرعا
وعقلا .. وقبل المناقشه .. أريدك أن ترجع للسؤال السابق لتفهم توجيه النبي صلى
الله عليه وسلم للتداوي بالنسبة للمرضى والأطباء على حد سواء ..!!
- والآن إلى الآراء ومناقشتها ..
***********************************
..:: س77: الرأي الأول: هل العلاج والدواء بكل طرقه ينقص
من توكلك ؟ ::..
- الرأي الأول .. قالوا أن العلاج والدواء بكل طرقه
ينقص من توكلك ..!!
- ودليلهم :
- حديث حديث (السبعين ألف)
، وحديث (من استرقى أو أكتوى فقد بريء من التوكل)
.
- قلت (خالد
صاحب الرسالة) :
1- أن حديث (السبعين
ألف) ، وحديث (من استرقى أو أكتوى فقد بريء من
التوكل) .. اختص بالكلام على الرقية والكي وليس على عموم العلاج .. فليس صواب أن نقول أن ترك
العلاج يظهرنا متوكلين على الله .. في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول مرشدا
لنا : (تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ
شفاءً إلَّا الْهرمَ) ..
صحيح بن ماجه ..
2- إذا كان عدم العلاج هو من التوكل .. فلماذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم
إلى التداوي والعلاج ؟ ولماذا فعله هو شخصيا ؟ ولماذا أرشد صحابته للإسترقاء ؟
ولماذا كوى بعض صحابته كما جاء عن جابر بن عبد الله قال (رُمِيَ
أُبَيٌّ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَى أَكْحَلِهِ فَكَوَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
صحيح مسلم ..
- فهل كان يرشدنا في العلاج .. لعدم التوكل على الله
..؟!!
- وبالتالي لو قلنا أن أخذ الدواء أو استخدام الرقية ينقص
من توكلنا على الله .. لكان في ذلك شبهة على النبي أنه أرشدنا إلى ما فيه نقص في
العبادة .. وإلى ما ليس فيه خيرا لنا .. وهذا محال عقلا .. وحاشاه صلى الله عليه
وسلم أن يرشدنا لما فيه نقص في علاقتنا بالله ..!!
3- لقد ظن أصحاب هذا الرأي من حديث (مَن اكتَوَى أو استَرقَى
فقد برِئَ منَ التَّوَكُّلِ) .. أن كلمة (الإسترقاء) تشير لكل طرق الرقى
الربانية والتجريبية .. وكلمة (الكي) تشير لكل
الطرق الدوائية العلاجية .. هو ظن خاطيء .. واستنباط فاسد .. وزيادة على كلام
النبي بما لا يحمله قول النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد أتى بشرع من هوى نفسه ولم
يتبع النبي ..!!
- يبقى الذي يشير إلى عموم ترك كل طرق العلاج ظنا منه أنه بهذا يصل للتوكل الكامل استنباطا من الأحاديث فقد جانبه
الصواب وذهب إلى غير مراد النبي صلى الله عليه وسلم .. والظن لا يغني عن اليقين
شيئا ..!!
4- أما عن حديث (السبعين ألف) .. وظنهم أن الرقية والإسترقاء والكي كما جاء في حديث
السبعين ألف .. أن تركهم من
تمام التوكل ..!! فهذا فهم خاطيء بدليل قول النبي (لا يتطيرون) وقوله (وعلى ربهم يتوكلون) .. كيف ذلك ؟
* لأن قول النبي (لا يتطيرون) : يرشدك إلى أن هذا الفعل فيه مخالفة شرعية ..
لأنهم تتعلق قلوبهم وعزائمهم بفعل الطير في تنظيم مجريات حياتهم دون سعي منهم
واجتهاد مع أسباب الله في الحياة ..
- فكان
المدح لهم لأنهم تركوا الرعونة في الأخذ بالأسباب وتوكلوا على الله في
السعي بأسبابه وهم مفوضين الأمر لله ..
- ولذلك كان المدح أيضا للذين لا يرقون ولا يسترقون بما
فيه مخالفة شرعية .. !! حتى يستقيم كلام الحديث مع بعضه البعض ..
* أما عن قول النبي (وعلى ربهم يتوكلون) :
- لأن التوكل معناه هو أن تأخذ بالأسباب دون أن تتعلق بها ظنا منك أنها
نافعة بذاتها .. مع اعتماد
قلبك على الله وتفويضه في تدبير أمورك ..!!
- فكيف
يكون العمل بالرقية الربانية أو التجريبية المباحة وهي من أسباب الله
المشروعة .. يخالف التوكل
على الله .. وهي مما أباحه الله لنا ..؟!!
- فضلا عن أن قول النبي (على ربهم يتوكلون)
تتعلق بكل أمور الحياة وليس بالرقية والإسترقاء والكي فقط .. ولكن ذكرهم النبي في
الحديث لغلبة استخدام العرب لهم حينئذ .
*******************************
..:: س78: الرأي الثاني: هل كان فعل النبي للرقية والكي للجواز فقط ولكن الحقيقة أن ترك الرقى
والعلاج من كمال التوكل ؟ ::..
- الرأي الثاني :
- قالوا
أن فعل النبي للرقية وسماحه بالإسترقاء والكي .. إنما كان لبيان جوازه .. مثل قوله (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) ، وفعله برقى أصحابه وأهل
بيته .. واستخدامه للكي مع بعض صحابته وإذنه بذلك على كراهته له .. ولكن مع ذلك يظل
من يطلب العلاج والرقية يكون ناقص التوكل .. !!
- قلت (خالد
صاحب الرسالة) :
1- أن هذا دليل فاسد وغير صحيح .. ليه ؟
- لأنه خلط الصواب بالخطأ ..
- فأما الصواب ..
فهو أن فعله وقوله صلى الله عليه وسلم لبيان جواز الشيء وفعله ..
- وأما الخطأ فهو في جزئية (ناقص التوكل) .. حيث نقول لكم : هل أرشدنا النبي ، وأجاز لنا
النبي ، بل وفعل النبي .. ما
فيه نقص للتوكل على الله ؟!!
لا
.. معاذ الله .. لم يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم .
2- هل التوكل محله القلب أم محله الفعل ؟!! بالتأكيد محله القلب .. لأنه تعلق بالله اعتماد عليه في التدبير
.. فلماذا جعلتم فعل الأسباب هو من التوكل .. وتجاهلتم أن التوكل هو من عمل القلب
..!!
- فما
لكم كيف تحكمون أيها السادة ..!!
3- وبنفس رأي هؤلاء وهو رأي غير صحيح .. حيث ربطوا العلاج بالتوكل .. وقالوا إنما فعل النبي للجواز .. فعلى
رأيهم هذا ففعل النبي حتى ولو للجواز فقد فعل ما هو ناقص في عبادته لله .. كما
زعمتم ..!!
- ويدفعنا لنقول أن النبي صلى الله
عليه وسلم لم يتوكل على الله أو أن توكله ناقص .. وذلك حينما رقى صحابته وأهل بيته ، وحينما
استرقى من السيدة عائشة ، وحينما كوى أبي بن كعب .. بل يدفعنا للقول بأنه لم يكن
متوكلا على الله في كل أسباب الحياة التي فعلها مثل الجهاد في سبيل الله ونشر
الدعوة .. وحينما طلب العلاج بالحجامة .. !!
- ولهذا نجد أن منطق الرأي عند هؤلاء هو رأي فاسد لا يستقيم
مع منهج الدين القويم .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم .. لطالما كان
متوكلا على الله بكمال التوكل في قلبه أي متعلقا بالله تعلق تام بلا انقطاع عن
مولاه .. مع سعيه ظاهرا بالأخذ بالأسباب ..
- فثبت
أن هذا الدليل فاسد أيضا ..!!
*******************************
..:: س79: الرأي الثالث: هل تارك العلاج هو أفضل درجة من
فاعله ؟ ::..
- الرأي الثالث : أن هذا ليس تعارض بين العلاج بالرقى
والتوكل وإنما نقول أن تارك
العلاج هو أفضل درجة من فاعلهما ..!!
- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
1- لو كان هناك أفضلية في الترك .. فالأفضلية
لمن ترك طرق العلاج بالرقى والكي .. وليس كل طرق العلاجات .. ؟ لأن الحديث أوقف
الأمر على الرقية والإسترقاء والكي .. وليس كل طرق العلاج .. (هذا على افتراض جدلا أن الحديث مدح تارك
هؤلاء الثلاثة على العموم دون ضوابط) ..!!
2- الأفضلية التي تتكلمون عنها لا
دليل عليها في الأحاديث .. وإنما هي محض ظن .. لأن المدح في ترك الرقى والكي إنما هو
لمن يستخدمهما بما فيه مخالفة شرعية كما ذكرنا ذلك سابقا .. وسيأتيك من كلام
العلماء ما يؤكد ذلك ..
- وإنما قد يُقبل أن ترك
العلاج لرفع درجة
التوكل في قلب الإنسان من حيث مجاهدة النفس بالصبر على الإبتلاء .. شرط أن يكون
الشخص يستطيع أن يتحمل المرض ولا يؤثر هذا المرض على
حقوق الآخرين ولا حقوق الله .. فلا يؤثر على معاملاته كالعمل والكسب لنفسه وأولاده وزوجته والإهتمام
بوالديه وغير ذلك من حقوق المعاملات ، ولا يؤثر أيضا على عباداته كصلاته وصيامه .. فهنا لا مانع من تحمل
المرض وهذا أمر مفهوم .. أن هذا المتحمل للمرض له فضيلة زائدة على المتوكل
على الله في الأخذ بالأسباب .. وهي الصبر على ابتلاء المرض .. طبعا بشرط ما سبق ..!!
- ولكن لا نقول أن من يترك العلاج أفضل ممن يأخذ العلاج ..
فهذا غير مقبول ولا دليل عليه .. !!
- والدليل
على ما ذهبت إليه :
- في أن
سبب فضيلة ترك الرقية ليس لأنها تثبت التوكل لتارك الرقية (فهذا كلام فاسد)
.. وإنما لوجود خاصية أخرى تظهر مع تارك الرقية وهي الصبر على الابتلاء (مع عدم
التأثير على الحقوق) ..
- الدليل الأول : المرأة التي كانت تصرع ، وأتت إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم فقالت: (إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ
اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ
شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ
يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي
أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا) صحيح
البخاري ومسلم .
- الدليل الثاني
: وكذلك حديث الرجل الأعمى الذي جاء إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أنَّ رجلًا
ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : ادعُ اللَّهَ
أن يعافيَني قالَ : إن شئتَ دعوتُ ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ . قالَ : فادعُهْ ، قالَ :
فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ : اللَّهمَّ إنِّي
أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ
إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ) صحيح
الترمذي .
- ويتضح مما
سبق بصورة واضحة أن علة الإرتقاء هي الصبر على الإبتلاء .. وأن
الأخذ بالأسباب طالما كانت صحيحة مشروعة ومباحة والقلب متعلق بالله .. فهي غير
قادحة في التوكل أبدا .. وإلا كنا بذلك نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ساعد
هؤلاء في نقص عبوديتهم لله حينما دعا لهم .. وحينما رقى من رقاهم .. !!
- وهذا كلام
لا يقول به إلا من سلب عقله وفسد إيمانه ..!!
*******************************
*******************************
..:: س80: الرأي الرابع: ما المانع الشرعي من ترك العلاج
لأنه من كمال التوكل على الله ؟ ::..
- الرأي الرابع: الدليل على أن ترك العلاج من
كمال التوكل على الله .. أنه
لا مانع من ترك العلاج .. ولم يأتي دليل من الشرع فيه زجرا أو نهيا لمن ترك العلاج .. وقد
فعله كثير من السلف في ترك العلاج .. لكمال توكلهم على الله .. !!
- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
1- نعم لا يوجد دليل نهي ولا عتاب
لتارك العلاج .. هذا صحيح ..
- ولكن أيضا لا يوجد دليل على عتاب أو نهي لمن يأخذ العلاج أو الدواء أو يفعل الرقية بما يوافق
الشريعة .. وأيضا قد فعله كثير من السلف ..!! فإذا كان عدم وجود دليل نهي هو دليل
على كمال التوكل .. فعدم وجود دليل نهي على ترك الرقية الشرعية والعلاج الشرعي
عموما هو أيضا دليل على كمال التوكل .. !!
2- قد يترك الإنسان
العلاج لفقد الحيلة في العلاج وليس لأنه لا يريد العلاج .. فهل هذا يجعله
كامل التوكل ؟!! .. بالتأكيد لا ..
3- وإذا كان ترك العلاج من كمال
التوكل .. لماذا قال النبي لأمته (تداوَوا عباد الله)
؟ .. فهل قال لهم تداووا ليرشدهم إلى ما فيه نقص عبادة مع الله ؟! فهذا لا يقول به
إلا من أصاب عقله التلف ..!!
4- وقلنا أن العلاج ليس فيه نقص
للتوكل .. حتى تثبتوا أنتم أن ترك العلاج فيه كمال توكل .. لأن التوكل صفة عمل قلبية
.. وليس صفة عمل جسدية ..!!
5- ثم يقال لهم من أين لهم في كلام
النبي أن طالب العلاج ناقص التوكل .. وأن تارك العلاج هو كامل التوكل ..!!
- فهل تتقولون على رسول الله بما لم يقل به ؟!!
- أم تحكمون على قلوب الناس بغير دليل ولا كتاب منير إلا
مجرد الظن .. والظن لا يغني من الحق شيئا ..!!
****************************
..:: س81: الرأي الخامس: لماذا نتداوى وقد قدر لنا المرض
وكتبه علينا ؟ ::..
- الرأي الخامس: وهناك رأي يمتنع عن التداوي ويحتج
بالقدر .. ويقول : إذا كان المرض هو قدر .. فلا حيلة في دفعه .. ولو مقدر لنا
الشفاء فلا حيلة لنا في جلبه .. فالأسلم هو ترك التداوي ..!!
- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
1- إحتجاجك بالقدر .. هو من رعونة النفس لعدم
السعي .. وقلة أدب في العلاقة مع الله .. وكأنه أنكر اسم الله (الظاهر) لجحوده في
السعي بالأسباب .. واكتفى باسم الله (الباطن)
محتجا بالقدر .. !!
2- وليقل لنا هذا المحتج بالقدر كيف
جاء في هذا الوجود .. ألم يكن من علاقة سببيه بين أبيه وأمه .. أم أن أبواه
جلسا أمام بعضهما وقالا لو شاء الله ستحمل الزوجة بلا أسباب ..؟!!
- بالتأكيد حدث جماع أي علاقة
سببية بين والديه وكان ثمرتها هذا الإنسان الذي جاء ليحتج بالقدر .. ويرفض
السببية .. في حين أن القدر مثبت للسببية منذ ولادته .. بدليل أنه بن أبيه وأمه
..!!
3- عموما نترك لكم الإمام بن القيم يرد على
هؤلاء في كلام بسيط ..
- قال الإمام بن القيم رحمه الله
(المتوفى: 751هـ) :
-
هَذَا كَرَدِّ قَدَرِ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْحَرِّ وَالْبَرْدِ
بِأَضْدَادِهَا، وَكَرَدِّ قَدَرِ الْعَدُوِّ بِالْجِهَادِ وَكُلٌّ مِنْ قَدَرِ
اللَّهِ الدَّافِعُ وَالْمَدْفُوعُ وَالدَّفْعُ.
-
وَيُقَالُ لِمُورِدِ هَذَا السُّؤَالِ: هَذَا يُوجِبُ عَلَيْكَ أَنْ
لَا تُبَاشِرَ سَبَبًا مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تَجْلِبُ بِهَا مَنْفَعَةً أَوْ
تَدْفَعُ بِهَا مَضَرَّةً؛ لِأَنَّ الْمَنْفَعَةَ وَالْمَضَرَّةَ إِنْ قُدِّرَتَا
لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ وُقُوعِهِمَا، وَإِنْ لَمْ تُقَدَّرَا لَمْ يَكُنْ سَبِيلٌ
إِلَى وُقُوعِهِمَا .. وَفِي ذَلِكَ خَرَابُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَفَسَادُ
الْعَالَمِ وَهَذَا لَا يَقُولُهُ إِلَّا دَافِعٌ لِلْحَقِّ مُعَانِدٌ لَهُ ..
فَيَذْكُرُ الْقَدَرَ لِيَدْفَعَ حُجَّةَ الْمُحِقِّ عَلَيْهِ كَالْمُشْرِكِينَ
الَّذِينَ قَالُوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا
آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148] [الْأَنْعَامِ 148] وَ {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا
مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا} [النحل: 35] [النَّحْلِ: 35] فَهَذَا
قَالُوهُ دَفْعًا لِحُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالرُّسُلِ.
-
وَجَوَابُ هَذَا السَّائِلِ أَنْ يُقَالَ: بَقِيَ قِسْمٌ ثَالِثٌ لَمْ
تَذْكُرْهُ، وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ كَذَا وَكَذَا بِهَذَا السَّبَبِ،
فَإِنْ أَتَيْتَ بِالسَّبَبِ حَصَلَ الْمُسَبَّبُ وَإِلَّا فَلَا، فَإِنْ قَالَ:
إِنْ كَانَ قَدَّرَ لِي السَّبَبَ، فَعَلْتُهُ، وَإِنْ لَمْ يُقَدِّرْهُ لِي لَمْ
أَتَمَكَّنْ مِنْ فِعْلِهِ.
-
قِيلَ: فَهَلْ تَقْبَلُ هَذَا الِاحْتِجَاجَ مِنْ عَبْدِكَ، وَوَلَدِكَ،
وَأَجِيرِكَ إِذَا احْتَجَّ بِهِ عَلَيْكَ فِيمَا أَمَرْتَهُ بِهِ، وَنَهَيْتَهُ
عَنْهُ فَخَالَفَكَ؟ فَإِنْ قَبِلْتَهُ، فَلَا تَلُمْ مَنْ عَصَاكَ، وَأَخَذَ
مَالَكَ، وَقَذَفَ عِرْضَكَ، وَضَيَّعَ حُقُوقَكَ، وَإِنْ لَمْ تَقْبَلْهُ،
فَكَيْفَ يَكُونُ مَقْبُولًا مِنْكَ فِي دَفْعِ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَيْكَ ؟ . - وَقَدْ
رُوِيَ فِي أَثَرٍ إسْرَائِيلِيٍّ : (أَنَّ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ
قَالَ: يَا رَبِّ مِمَّنِ الدَّاءُ؟ قَالَ: " مِنِّي ". قَالَ:
فَمِمَّنِ الدَّوَاءُ "؟ قَالَ " مِنِّي ". قَالَ فَمَا بَالُ
الطَّبِيبِ؟ . قَالَ " رَجُلٌ أُرْسِلُ الدَّوَاءَ عَلَى يَدَيْهِ).
زاد المعاد ج4 ص15
* مما سبق من ردود على الآراء السابقة :
- أن الحديث (السبعين ألف) وغيره .. إنما هو مدح لمن لم يتعلق قلبه بغير الله مستخدما
الرقية والكي وغير ذلك .. لأن المؤمن هو الذي يظل قلبه في ديمومية التوكل على الله
.. مهما أخذ من أسباب .. لأن قلبه متعلق بالله وليس بالأسباب ..
- ولا يقدح في توكل الإنسان أن يتداوى .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم (عبادَ اللَّهِ وضعَ اللَّهُ الحرجَ إلَّا منِ اقترضَ من عرضِ أخيهِ شيئًا
فذاكَ الَّذي حُرِجَ .. فقالوا يا رسولَ اللَّهِ : هل علينا جناحٌ أن لا نتداوى؟ قالَ
: تداوَوا عبادَ اللَّهِ
فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ .. قالوا
يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أعطِيَ العبدُ ؟ قالَ : خُلُقٌ حسنٌ) .. صحيح بن ماجه واللفظ له وصحيح الترمذي ، ورواه أحمد مختصرا .
- معنى (حرج) : أي
إثم .
- معنى (اقترضَ من عرضِ أخيهِ شيئًا) : أي إلَّا مَن اغتابَ أخاه أو سَبَّه أو آذاهُ في نفْسِه أو أهل بيته
.. وعبَّرَ عنه بالاقتراضِ ؛ لأنَّه يُسْتَرَدُّ منه في الآخرةِ .
- معنى (تداوَوا عبادَ اللَّهِ) : أي اطلبوا الدواء للعلاج .. وفي هذا دلالة على أن طلب العلاج ليس فيه
منافاة للعبودية ولا للتوكل ..!!
- معنى (الهرَمَ) : أي الكِبَرَ في السِّنِّ والشَّيخوخةِ ..
وشبَّه الهرم بالمرض لأنه لا علاج له ..!!
- فيما سبق كان هو ملخص رأيي في المسألة في
فهم التوكل وعلاقته بالرقى .. وأنه لا منافاة بين العلاج بالرقى والتوكل طالما القلب
متعلق بالله وغير متعلق بالرقية .. والله أعلم .
* وإليك الرأي الأخير في المسألة وهو الذي أقره واتفق عليه .. لأنه
يتفق مع الدين والعقل .. ويقره أكثر العلماء ..
***********************************
..:: س82: الرأي الراجح : ماذا قال غالب العلماء في مسألة
(الرقى والعلاجات وربطها بالتوكل) ؟ ::..
- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
- أحببت أن أدعم كلامي السابق ببعض من كلام سادتنا
العلماء حتى يطمئن لك قلبك عما ذكرته لك فيما سبق بيانه عن خطأ ربط الرقى
والعلاجات عموما بالتوكل بدون ضوابط .. كما ظن البعض ..!!
- (وراجع كلام العلماء أيضا في س69) .. مثل ما قاله الإمام أبو الحسن القابسي المالكي رحمه الله
(المتوفى 403 هجري) ، وما قاله الإمام الجليل بن هُبَيْرة الحنبلي رحمه الله
(المتوفى 560 هجري) .. وغيرهم ..
* وإليك مزيد من خير الأقوال من
كلام العلماء في مسألة (الرقى والتوكل) على اختلاف مراحلهم الزمنية :
1- قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله ( 656 هـ) :
- أنّ الرقى بأسماء الله تعالى هو غاية التوكّل
على الله تعالى، فإنّه التجاء إليه، ويتضمّن ذلك رغبته له وتبرّكًا بأسمائه،
والتعويل عليه في كشف الضُرّ والبلاء، فإن كان هذا قادحًا في التوكّل ، فليكن
الدعاء والأذكار قادحا في التوكّل، ولا قائل به ، وكيف
يكون ذلك ؟ وقد رقى النبيّ - صلى الله عليه وسلم – واسترقى . ورقاه جبريل وغيره
ورقته عائشة .
-
وفعل ذلك الخلفاء والسلف ، فإن كانت الرقى قادحة في التوكّل ومانعة من اللحوق
بالسبعين ألفًا ، فالتوكّل لم يتمّ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولا لأحد
من الخلفاء، ولا يكون أحد منهم في السبعين ألفًا مع أنّهم أفضل مَن وافى القيامة
بعد الأنبياء، ولا يتخيل
هذا عاقل ..!!
المُفْهِم لما أَشْكَلَ من تلخيص كتاب مسلم ج1 ص465
2- قال الإمام النووي رحمه الله
(المتوفى: 676هـ):
الْمَدْحُ
فِي تَرْكِ الرُّقَى الْمُرَادُ بِهَا الرُّقَى الَّتِي هِيَ مِنْ كَلَامِ
الْكُفَّارِ وَالرُّقَى المجهولة والتى بغير العربية ومالا يُعْرَفُ مَعْنَاهَا
فَهَذِهِ مَذْمُومَةٌ لِاحْتِمَالِ أَنَّ مَعْنَاهَا كُفْرٌ أَوْ قَرِيبٌ
مِنْهُ أَوْ مَكْرُوهٌ وَأَمَّا الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلا نهى فِيهِ بَلْ هُوَ سُنَّةٌ .
شرح النووي على مسلم ج14 ص168
3- قال الإمام بن القيم رحمه
الله (المتوفى: 751هـ) :
-
وَفِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْأَمْرُ بِالتَّدَاوِي وَأَنَّهُ لَا يُنَافِي
التَّوَكُّلَ ، كَمَا لَا يُنَافِيهِ دَفْعُ دَاءِ الْجَوْعِ وَالْعَطَشِ،
وَالْحَرِّ، وَالْبَرْدِ بِأَضْدَادِهَا، بَلْ لَا تَتِمُّ حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ
إِلَّا بِمُبَاشَرَةِ الْأَسْبَابِ الَّتِي نَصَبَهَا اللَّهُ مُقْتَضَيَاتٍ
لِمُسَبَّبَاتِهَا قَدَرًا وَشَرْعًا، وَأَنَّ تَعْطِيلَهَا يَقْدَحُ فِي نَفْسِ
التَّوَكُّلِ، كَمَا يَقْدَحُ فِي الْأَمْرِ وَالْحِكْمَةِ وَيُضْعِفُهُ مِنْ
حَيْثُ يَظُنُّ مُعَطِّلُهَا أَنَّ تَرْكَهَا أَقْوَى فِي التَّوَكُّلِ، فَإِنَّ
تَرْكَهَا عَجْزًا يُنَافِي التَّوَكُّلَ .. الَّذِي حَقِيقَتُهُ اعْتِمَادُ
الْقَلْبِ عَلَى اللَّهِ فِي حُصُولِ مَا يَنْفَعُ الْعَبْدَ فِي دِينِهِ
وَدُنْيَاهُ، وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَلَا بُدَّ مَعَ
هَذَا الِاعْتِمَادِ مِنْ مُبَاشَرَةِ الْأَسْبَابِ وَإِلَّا كَانَ مُعَطِّلًا
لِلْحِكْمَةِ وَالشَّرْعِ .
زاد المعاد ج4 ص15
4- قال الشيخ الصنعاني رحمه الله
(المتوفى: 1182هـ) :
-
وفي الحديث الإرشاد إلى التداوي وأنه لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع ذا الجوع
والعطش والحر والبرد بأضدادها بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا باستعمال الأسباب
التي جعلها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا فإن تركها عجز ينافي التوكل الذي
حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه .
التنوير شرح الجامع الصغير ج3 ص279
5- الإمام الشوكاني رحمه الله
(المتوفى: 1250هـ) .. بعد أن ذكر كلام العلماء .. فقال تعقيبا :
- وَالْحَقُّ أَنَّ مَنْ وَثِقَ بِاَللَّهِ
وَأَيْقَنَ أَنَّ قَضَاءَهُ عَلَيْهِ مَاضٍ لَمْ يَقْدَحْ فِي تَوَكُّلِهِ
تَعَاطِيهِ الْأَسْبَابَ اتِّبَاعًا لِسُنَّتِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَقَدْ
ظَاهَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَلَبِسَ عَلَى
رَأْسِهِ الْمِغْفَرَ، وَأَقْعَدَ الرُّمَاةَ عَلَى فَمِ الشِّعَبِ وَخَنْدَقَ
حَوْلَ الْمَدِينَةِ، وَأَذِنَ فِي الْهِجْرَةِ إلَى الْحَبَشَةِ وَإِلَى
الْمَدِينَةِ وَهَاجَرَ هُوَ، وَتَعَاطَى أَسْبَابَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ،
وَادَّخَرَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَلَمْ يَنْتَظِرْ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْ
السَّمَاءِ وَهُوَ كَانَ أَحَقَّ الْخَلْقِ أَنْ يَحْصُلَ لَهُ ذَلِكَ. وَقَالَ
لِلَّذِي سَأَلَهُ أَيَعْقِلُ (يربط) نَاقَتَهُ أَوْ يَتَوَكَّلُ ؟ : (اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ) فَأَشَارَ إلَى أَنَّ
الِاحْتِرَازَ لَا يَدْفَعُ التَّوَكُّلَ.
نيل
الأوطار ج8 ص232
6- قال الدكتور موسى شاهين (حفظه
الله) في فتح المنعم (2/66) بعد أن سرد أقوال العلماء فقال تعقيبا :
-
والذي تستريح إليه النفس أن الرقى مشروعة بثلاثة شروط : أن تكون بكلام الله تعالى،
أو بأسمائه وصفاته ، وأن تكون باللسان العربي ، أو بما يعرف معناه من غيره ، وأن
يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها ، بل بإرادة الله تعالى ، وفعلها بهذه الصفة لا يقدح في التوكل، وليس
معنى كون هذه صفة السبعين ألفا أن غيرها نقص ، فقد يكون من قبيل الحسن والأحسن ،
والله أعلم .
******************************
..:: س83: هل الشيخ بن تيمية اعترض على لفظ (لا يرقون) في صحيح
مسلم وأنكرها ؟ ::..
- قلت (خالد صاحب الرسالة) :
يتبع إن شاء الله تعالى
*****************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
ما شاء الله ..
ردحذفتناول جميل للآراء ومناقشتها
كفيل بأن يملأ قلب القاريء - طالب الحق -
أنه يقينا ؛ لا نقصان او تعارض بين التوكل والتداوي !!
ثبتكم الله واعانكم وايدكم استاذنا الفاضل
آمين يارب العالمين
أستاذي الجليل ..
ردحذفأحسن الله إليك و زادك من فضله ' و أمدك بمدد التوفيق دائما أبدا .. آمين
تحياتي لك 🌷
بارك الله لك في جمعك ومجهودك بالإخلاص في النية والقصد والقول والعمل وصل الله على سيدنا محمد النبي الأميي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلي ذريته وأهل بيته
ردحذفجزاك الله عنا استاذنا خير الجزاء .. على كل ما بذلته من جهد لتنفعنا به نفع الله بك وبعلمك وزادك علماً وعملاً وإيماناً وصعودا ورفع قدرك في الدنيا .. إلى القمم دوما
ردحذفيارب أشفي كل مريض وعافي كل مبتلى
ردحذفطيب
هو ليه
1-الشفاء للمريض ؟
و
2- المعافاة للمبتلى ؟
..
طيب
ماهو الفرق بين :
1- العلاج
2- التداوي
..
1- الشفاء
2- المعافاة
...........................
ليلة الجمعة = ليلة الصلاة على الحبيب المحبوب سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم
بسم الله مشاء الله وتبارك الله
ردحذفعليك معلمنا واستاذنا
ذادك الله من فضلة
جزاك الله خيرا يارب
ردحذفاللهم اشفي كل مريض وعافي كل مبتلي
بشر الحافي
ردحذفهو "بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المروزي أبو نصر"، المعروف بالحافي، أصله من مرو وسكن بغداد، ومات بها، وهو ابن أخت علي ِّبن خشرم. مات سنة سبع وعشرين ومائتين. وكان كبير الشأن. أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري. ولد سنة 179 هـ في بغداد وعاش فيها، وصحب الفضيل بن عياض
وكان لا يلبس نعلا بل يمشي حافيا، فجاء يوما إلى باب فطرقه فقيل:« من ذا؟ » فقال:« بشر الحافي. » فقالت له جارية صغيرة:« لو اشترى نعلا بدرهم لذهب عنه اسم الحافي. » قالوا:« وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس؟! فطرح النعل من يده وخلع الأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلا أبدا »
وذكر الخطيب البغدادي أنه كان لبشر الحافي أخوات ثلاث وهن: مخة، ومضغة، وزبدة، وكلهن عابدات زاهدات مثله، وأشد ورعا أيضا.
سبب توبته ....
كان سبب توبته: أنه أصاب في الطريق كاغدة مكتوباً فيها أسم االله رجلَ قد وطئتها الأقدامُ، فأخذها واشترى بدورهم كان معه غالية، فطيِّب بها الكاغدة، وجعلها في شق حائط فرأى فيها التأ كأن قائلاً يقول له: « يا بشر، طيَّبت اسمى، لأطيبن َّفي الدنيا والآخرة. » سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول: « مر َّبشر ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كلَّه، ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام مرة؛ فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: إني لا أذكر أني سهرت ليلة كاملة، ولا أني صمت يوماً لم أفطر من ليلته، ولكن االله سبحانه وتعالى يلقي في القلوب أكثر ًمما يفعله العبد لطفاً منه، سبحانه، وكرماً.. ثم ذكر إبتداء أَمره: كيف كان علي ما ذكرناه. »
ثناء العلماء عليه .....
قال إبراهيم الحربي:« ما أخرجت بغداد أتم عقلا منه، ولا أحفظ للسانه منه، ما عرف له غيبة لمسلم، وكان في كل شعرة منه عقل، ولو قسم عقله على أهل بغداد لصاروا عقلاء وما نقص من عقله شيء »
من أقوله ....
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي، يقول: سمعت محمد بن عبد االله الرازي يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: بلغني أن بشر بن الحارث الحافي قال: « رأيت النبي صلى االله عليه وسلم في المنام، فقال لي: يا بشر، أتدري لم رفعك االله من بين أقرانك؟ قلت: لا، يا رسول االله. قال: باتِّباعك لسنَّتي، وخدمتك للصالحين، ونصيحتك لا خوانك، ومحبتك لأصحابي، وأهل بيتي: وهو الذي بلَّغك منازل الأبرار. »
سمعت محمد بن الحسين، رحمه االله، يقول: سمعت محمد بن عبد االله الرازي يقول: سمعت بلالا الخواص يقول: « منت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجل يماشيني، فتعجبت منه، ثم أُلهمت أنه الخضر عليه السلام، فقلت له: بحقِّ الحق ِّمن أنت؟ فقال: أخوك الخضر؛ فقلت له: أُريد أن أسألك، فقال: سل. فقلت: ما تقول في الشافعي رحمه االله؟ فقال: هو من الأوتاد. فقلت: ما تقول في أحمد بن حنبل رضي االله عنه؟ قال رجل صدِّيق. قال: فما تقول في بشر بن الحارث الحافي؟ قال: لم يخلق بعده مثله. »
وفاته .....
توفي بشر الحافي في بغداد يوم 10 محرم سنة 227 هـ. ولما مات كانت جنازته حافلة جدًا حتى أنه أخرج من بيته بعد صلاة الفجر، فلم يوضع في قبره إلا بعد صلاة العشاء، ودفن في مقبرة قريش قرب باب حرب وهي الآن تقع في منطقة الكاظمية في بغداد وقبره هو ليس في مسجد بشر الحنفي الذي دفن في مقبرة الخيزران وسمي مسجد بشر الحافي خطأ نسبة إليه، حيث إن المدفون فيه بشر الحنفي الفقيه البغدادي (من كتاب المؤرخ وليد الأعظمي عن مقبرة الخيزران)، ولقد رآه بعضهم في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي ولكل من أحبني إلى يوم القيامة
بأقصلكم قصة
ردحذفكان يامكان في قديم الزمان ومايحلى الكلام الابذكر الله والصلاة والسلام على النبي الزين خير الأنام
...
طيب
أمس واحد قال لي : أنه عاوز يفتح مقبرة فرعونية
قلت له : خطير جدا الحراسة بينتقمو منك
قال لي : ايش معنى فلان الفلاني فتح مفبرة واخذ الكنوز ولم يصب بأي أذى !!
قلت له : الجن الفرعوني نفسهم طويل بالصراع = بيوروه النجوم بعز الظهر !!
لكن
بالوقت المناسب = بيأخذوا بثأرهم
قال لي : عادي يامجد
بأتحصن بالاذكار = وهم لن يقدروا عليا لأننا بأقرأ أذكار التحصين !!
قلت له : أنت معتدي ( ربنا ميرضااش بالظلم والأعتداء )
قال لي : عادي !!!
قلت له : أنت حر
لكن
أنتبه بعدين تقول لي :
يامجد ألحقنا
يامجد أنت معالج ممتاز والشياطين يحاربونا يامجد ساعدنا
يامجد أنا أتعرض لهجوم ، يامجد صدهم وأبعدهم عني
يامجد أرجوك يامجد أنا بأموت
..
أو
تقول لي : يامجد أنا رأيت الرفاعي والجيلاني والشاذلي والدسوقي والبدوي بالمنام . وهم يقولون : لك ساعدنا يامجد .
أو
تقول لي : رأيت السيدة زينب والسيدةة سُكينة . وهما يقولان لك : ساعدنا وعالجنا !
..
بص وشوف
إياك والكذب = وبالذات تخترع قصص المنامات والرؤى وانك رأيت الاولياء بالمنام
يقولون لك : روح لعند مجد = مجد بيعالجك !!
مش عاوز الكذب واللف والدوران = وبالذات قصص الصالحين ورؤيتهم بالمنام !!
ويقولون لك : روح لمجد
........
طيب
هو ليه الصالحين ، لايكلمونا أنا بالبداية بالموضوع !!
..
أنت أبتدأت الهجوم على حراس المقابر = أستحمل وصد ما سيجرى لك
أنت أبتدأت الحرب = أتحمل العواقب والنتائج من نفسك ( ولاتحشرنا معاك = لانك معتدي وظالم )
..
لااله الا الله سيدنا محمد رسول الله
طيب
حذفمجد لاينكر رؤية الصالحين بالمنام + قد يخبرون شخص بالذهاب الى شيخ صالح من أجل تربيته أو علاجه
هذا الشيء موجود
لكن
لكن
لكن
هذه الايام هناك عصابات ومافيات سرية تتلبس بلباس التصوف
شغالين على هذا الشيء = فيجب الحيطة والحذر منهم
ربنا معكم
ناصر السنة وقامع البدعة
السلام عليكم بعتذر إني بعلق من غير إسم بس ما عرفتش أضيف إسم بيقولي بلوجر و أنا لا أفهم كتير في النت
ردحذفأريد التواصل مع الشيخ المحترم بارك الله فيه خالد عوف ليساعدني في الخير في عمل طيب اعانه الله و جعله في ميزان حسناته و نا عرفتش أتواصل معاه من ملف التعريف عشان جوجل بلاس إتلغي عندي ... المهم بالله عليك حاول تبعتلي أي رساله يا شيخ أنا عااارف إنك بتحب الخير و متواضع أسألك بالله أتواصل معي حتي لو واتساب 01013072045
أخي / أختي ..
حذفالأستاذ خالد ليس لديه واتس اب ..
التواصل معه من خلال الهانج اوت فقط ..
يمكنك التواصل معه على الهانج اوت
اتبع طريقة التواصل على يمين الصفحة .. او ارسل ايميلك هنا
تحياتي لك
اخي الفاضل:
حذفطريقة الاتصال بي
التواصل يكون من خلال برنامج الهانج أوت .. وهو موجود على كل تليفونات سامسونج .. ويمكنك تحميله مجانا من جوجل بلاي .. وممكن تحميله على الايفون من البلاي ستور مجانا ايضا ..
او الذهاب مباشرة على هذا اللينك
https://hangouts.google.com/webchat/start
وابحث عن .. الروحانيات في الإسلام - خالد أبوعوف
-طريقة أخرى :
ويمكنك ترك ايميلك هنا .. واقوم باضافتك مباشرة على برنامج الهانج أوت
تحياتي لك
جزاك الله خيرا حبيبي الغالي ا.خالد أبو عوف ولي تساؤل كثيرا مايراودني
ردحذفلماذا لاتقوم حضرتك وبما يفتح الله لك من فهم نوراني بتوضيح وتفسير
أسماء الله الحسني علي قدر ماأعطاك الله وبأسلوبك الجميل الرائق وأنا علي يقين أن هناك الكثير من احبابك سيستفيدون جدا جدا من هذا الشرح بارك الله فيك .
إذا حار أمرك في شيئين ولم تدري حيث الخطأ والصواب ..
ردحذففخالف هواك ؛ فإن الهوى يقود النفس إلى ما يُعاب .
# الإمام الشافعي رحمه الله
تحياتى اختى هالة كم كونت محتاج الى هذة الكلمات
حذفنور الله قلبك بنور من عنده
عن السيدة عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ قالتْ: قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: إِذَا أرَادَ اللَّه بالأمِيرِ خَيْراً، جَعَلَ لَهُ وزيرَ صِدقٍ، إنْ نَسي ذكَّرهُ، وَإن ذَكَرَ أعَانَهُ، وَإذا أَرَاد بهِ غَيرَ ذَلِكَ جعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إنْ نَسي لَمْ يُذَكِّره، وَإن ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ).
حذف*******
يسر الله أمرك أخي عادل ، و هدانا و إياك إلى ما يحب و يرضى .. آمين
تحياتي لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . بارك الله بكم وزادكم من عطائه و نوره ..استاذ خالد في بحر الشيوخ المشعوذين وجدت هنا الراحة لكي استطع ان اسرد قصتي و اطلب النصح لكن لا استطيع التحدث هنا لاسباب خاصة لقد بحثت عن كيفية التواصل معك لكنني لم اعرف الكيفية و برنامج هانج اوت ربما محظور في بلدي لذلك لم استطع التواصل به ارجو ان تدلني على كيفية التواصل و سأدعو لك في ظهر الغيب الدهر كله الى حين الممات لأني والله شاهد كم من الألم تحملت وتجربة طويلة من الطفولة .. ..وفقكم الله لما هو خير للعباد .
ردحذفانتظر الرد
أختي الفاضلة Leen
حذفالهانج اوت هو الطريقة الوحيدة للتواصل مع أستاذنا الجليل ..
يمكنك مراسلتي على إيميلي، و بإذن الله خير
hala83846@gmail.com
تحياتي لك
اختي الفااضلة:
حذفطريقة الاتصال بي
التواصل يكون من خلال برنامج الهانج أوت .. وهو موجود على كل تليفونات سامسونج .. ويمكنك تحميله مجانا من جوجل بلاي .. وممكن تحميله على الايفون من البلاي ستور مجانا ايضا ..
او الذهاب مباشرة على هذا اللينك
https://hangouts.google.com/webchat/start
وابحث عن .. الروحانيات في الإسلام - خالد أبوعوف
-طريقة أخرى :
ويمكنك ترك ايميلك هنا .. واقوم باضافتك مباشرة على برنامج الهانج أوت
تحياتي لك
كيف درجة حرارة الجو عندكم
ردحذفالعالم كله = حرارة شديدة
أحتباس حراري = ربنا يستر ويلطف
أدعوا للناس الذين بلاكهرباء عايشين أو مشردين
يالطيف ياالله
يالله أجرنا من النار
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفاختنا الفاضلة سلوى :
حذفلا أعلم مقصود الشيخ .. ولكن ممكن تسأليه عن مقصده طالما هو من أخبرك بذلك !!..
- ولكن معنى كلمة (مأمون) .. تجعل العقل يفكر الى وجود ضرر ممكن ان يحدث من وراء قراءة هذا الورد (على افتراض انه ذكر لله)!
ويجعل العقل يتساءل: كيف ينتج من وراء ذكر الله ضرر ؟
ويجعل العقل يتساءل: هل ذكر الله يحتاج الى إذن ؟
تحياتي لك