انتبه حتى لا يخدعك الشيطان : فاعرف ما هو إسقاط التدبير - وهل سعيك لتغيير الواقع يعتبر تدبير مع الله - ما معنى التدبير - ما هو التدبير المحمود والمذموم - هل التفكير في طلب عطاءات الدنيا والسعي إليها هو تدبير مع الله ويخالف التوكل - الشيطان يحدثك ويستغل الفكر الخاطيء عن مفهوم التدبير ويخترقك بالوسواس ويفسد عليك حالك - هل لو أصابك حزن أو ضيق أو خنقة نتيجة سعيك .. فهل هذا يتعارض مع التوكل ويجعلك مدبرا - ما علاقة الابتلاءات بحقائق أنفسنا - كيف تعرف أنك كنت متوكلا على الله أم كنت معتقدا في تدبيرك لنفسك.

بسم الله الرحمن الرحيم

:: من فيديوهات المدونة ::

..:: انتبه حتى لا يخدعك الشيطان ::..

 .. فاعرف ما هو إسقاط التدبير .. 
- وهل سعيك لتغيير الواقع يعتبر تدبير مع الله ؟ -

(وهذا هو الفيديو)
↓

* فهرس :

1- ما معنى التدبير ؟

2- أنواع التدبير ؟

3- ما هو التدبير المحمود ؟

4- ما هو التدبير المذموم ؟

5- هل التفكير في طلب عطاءات الدنيا والسعي إليها هو تدبير مع الله ويخالف التوكل ؟

6- الشيطان يحدثك ويستغل الفكر الخاطيء عن مفهوم التدبير ويتلاعب معك بالوسواس ويفسد عليك حالك ؟

7- كيف تعرف أنك كنت متوكلا على الله أم كنت معتقدا في تدبيرك لنفسك ؟

8- ما علاقة الابتلاءات بحقائق أنفسنا ؟

9- هل لو أصابك حزن أو ضيق أو خنقة نتيجة سعيك .. فهل هذا يتعارض مع التوكل ويجعلك مدبرا ؟

10- هل لو انفعلت نتيجة ظلم وقع عليك وخرج منك لفظ سيء واتهام للظالم .. فهل أنت معترض وجعلت لنفسك تدبير ؟

******************************

..:: أولا : ما معنى التدبير ؟ ::..

- معنى التدبير : هو البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى جلب نفع أو دفع ضر ..!!

 ********************************

..:: ثانيا : أنواع التدبير ؟ ::..

أ- تدبير محمود : وهو السعي أخذا بالأسباب متوكلا على الله راضيا بقضاءه وقدره .. مثل تدبير البدن والعقل والقلب .. ومثل الجهاد في الحرب والعمل والبيت .. ومثل الأعمال الصالحة كلها .. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) البقرة218 ..

ب - تدبير مذموم : وهو الإعتقاد في الأسباب أنها جالبة لك نفع أو دافعة عنك ضر .. أو تعتقد في نفسك أن لك قدرة فاعلة من ذاتك على تحقيق شيء .. مثلما حكى ربنا عن قارون حينما قال: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ . وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ . قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) القصص:77-78 .. !!

- فكانت نهايته كما قال ربنا (َخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) القصص:81 ..

- وكذلك قوله تعالى في هلاك الأمم (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس24 .

*****************************

..:: ثالثا : ما معنى إسقاط التدبير ؟ ::..

- هو إسقاط الإعتقاد في الأسباب كونها تجلب نفعا أو تدفع ضرا .. أي لا حول ولا قوة إلا بالله يقينا .. أي (إياك نستعين) سورة الفاتحة .. أي (لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ) التوبة118 ..!!

1- هل التفكير في طلب عطاءات الدنيا .. نوع من التدبير مع الله ؟

- هذا خطأ في التفكير .. لأن التدبير مع الله .. معناه أنك متوكلا على غير الله .. أي تظن أن لك حول وقوة من نفسك وأنك تستطيع أن تغير قدرك بيدك .. وكذلك تعتقد في الأسباب من حولك كونها فاعله لك بالنفع أو مؤذية لك بالضر .. فهذا هو المدبر مع الله ..

- ولكن لو أنت طلبت من الله عطاء راجيا منه ذلك .. فهذا اسمه سؤال من فضل الله .. يقول تعالى (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) النساء32..

– فالرجاء من الله .. هو سؤال من الله .. هو دعاء إلى الله .. وهذه عبودية لله .. وكرامة من الله أن سمح لك أن تتعبد إليه بالدعاء إليه والرجاء منه ..

- ولا علاقة للرجاء والطلب من الله .. بالتدبير مع الله .. فهذا خطأ في فهم المصطلحات مما يترتب عليها أن يستغلها الشيطان بالوسوسة .. ويتدخل في كل دعاء ورجاء من الله .. ويقول لك : أنت تدبر مع الله وهذا حال فاسد ليك .. !! ومثل هذه الأفكار .. وكل هذا لأن هناك فكرة خاطئة في النفس .. ترتب عليها أن استغلها الشيطان ليفسد عليك حالك ..!!

************************************

..:: ولكن كيف تعرف أنك تدبر مع الله أو متوكل على الله ؟ ::..

لو أصابك سخط بعد السعي على قضاء الله .. فأنت لم تكن متوكل على الله ولكن كنت متوكلا على الأسباب معتقدا فيها .. فصحح إيمانك وعلاقتك بالله ..!!

*******************************

..:: انتبه ::..

- قد يصيبك حزن أو ضيق أو خنقة لأن رجاءك الذي سعيت إليه لم يحدث  .. فهل هذا يدل على قلة توكلك أو على سخطك ؟

- لا .. هذا ليس سخط أو قلة توكل .. وإنما حالة نفسية طبيعية تحدث للإنسان لانكسار داخلي فيه بعدم تحقيق رجاؤه .. مع رضاه بما جرى به القدر .. وعلمه أن فعل الله كله خير ..

- ويصبح الحزن في هذه الحالة هو ابتلاء صاحب الإنسان ليكفر الله به عن أخطاءه ويزيده في حسناته برحمة من الله .. كما في الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ) صحيح البخاري .

- والنصب هو : المرض ، والوصب هو : الإرهاق والتعب ..

الهم : هو ما يشغل بالك في كيفية دفع ضرر عنك لم يقع بعد ..

الغم : هو ما أصابك بضرر في نفسك ولم يعد باستطاعتك دفعه عنك ..

الحزن : هو انكسار يصيبك على فوات حظ كنت ترجوه لنفسك ..

الأذى : الإساءة بالكلام ..

- يبقى الخنقة والحزن من القدر مش مشكلة طالما أنت غير معترض وغير ساخط .. ولكن إن اعترضت وسخطت على قضاء الله وقدره .. وقلت مثلا : ليه بتعمل فيه كده يارب ؟ .. هوه ليه مش بتعطيني اللي أنا عاوزه ؟ وما شابه هذا الكلام الذي فيه إنكار على فعل الله .. فهذه صفة ابليسية عليك أن تعالجها في نفسك بالرضا والتوكل على الله ..

*****************************

..:: انتبه ::..

- قد يصيبك انفعال نتيجة ظلم وقع عليك واتهام من ظلمك (طالما معك دليل) .. فهل هذا اعتراض على القدر ؟

- لا .. ليس اعتراض أبدا .. بل هو دفاعا عن حقك وتنفيسا عن غضبك لما أصابك من ظلم .. يقول تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) النساء148 ..

- والمعنى (من التفسير الميسر) : لا يُحِبُّ الله أن يَجهر أحدٌ بقول السوء .. لكن يُباح للمظلوم أن يَذكُر ظالمه بما فيه من السوء .. ليبيِّن مَظْلمته . وكان الله سميعًا لما تجهرون به عليمًا بما تخفون من ذلك .

**********************************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الرسائل والموضوعات ..