ج20: رسالة علم الرقية الشرعية - لماذا كانت المرأة اليهودية ترقي السيدة عائشة - لماذا لم ترقي السيدة عائشة نفسها أو يرقيها أبوها - لماذا لم يرقي النبي السيدة عائشة - هل كان النبي دائما يرقي أهل بيته - هل الرقية هي دعاء إلى الله فقط - كيف للسيدة عائشة تستعين بيهودية في الرقية وهم أعداء الله - كيف يستجيب الله لرقية اليهودية والتوراة قد أصابها التحريف - كيف يستجيب الله لرقية غير المسلم في حين الرقية دعاء ودعاء الكافر في ضلال - هل يستجيب الله لدعاء الكافر - ولماذا يستجيب الله للكافر وهو يعلم أن الكافر يتوجه لغيره بالدعاء - ولكن الكافر قد يزداد بذلك يقينا في عقيدته - أليس في طلب الرقية من غير المسلم أو الكافر تقوية لعقيدته .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة 

- علم الرقية الشرعية -

( من القرآن والسنة النبوية )

- الجزء العشرون -

* فهرس :

:: الفصل السابع عشر :: مناقشات عقلية وأسئلة تحتاج لإجابات على مسألة رقية أهل الكتاب للمسلمين  ::

1- س124: لماذا كانت المرأة اليهودية ترقي السيدة عائشة ؟

2- س125:  لماذا لم ترقي السيدة عائشة نفسها أو يرقيها أبوها ؟

3- س126: هل كان النبي دائما يرقي أهل بيته ؟

4- س127: قد تتسائل فتقول: لماذا النبي لم يكن يرقي أهل بيته دائما ؟

5- س128: قد تتسائل فتقول: كيف للسيدة عائشة تستعين بيهودية في الرقية وهم أعداء الله ؟

6- س129: هل الرقية هي دعاء إلى الله فقط ؟

7- س130: قد تتسائل فتقول: كيف يستجيب الله لرقية غير المسلم في حين الرقية دعاء ودعاء الكافر في ضلال ؟ هل يستجيب الله لدعاء الكافر ؟

8- س131: قد تتسائل فتقول: ولماذا يستجيب الله للكافر وهو يعلم أن الكافر يتوجه لغيره بالدعاء ؟

9- س132: قد تتسائل فتقول: ولكن الكافر قد يزداد بذلك يقينا في عقيدته ؟

10- س133: قد تتسائل فتقول: كيف يستجيب الله لرقية اليهودية والتوراة قد أصابها التحريف ؟

11- س134: قد تتسائل فتقول: أليس في طلب الرقية من غير المسلم أو الكافر تقوية لعقيدته ؟

**************************

..:: الفصل السابع عشر ::..

:: مناقشات عقلية وأسئلة تحتاج لإجابات ::

- على مسألة رقية أهل الكتاب للمسلمين -

******************

..:: س124: لماذا كانت المرأة اليهودية ترقي السيدة عائشة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- سبب تواجد اليهودية .. هي أن السيدة عائشة كانت تشتكي من وجع أصابها كما جاء في الرواية (أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر: ارقيها بكتاب الله)..

- ولا نعرف طبيعة هذا الوجع بالظبط إلا أنه يغلب على العقل بالبداهة حينما نجد كلمة (يشتكي) .. أي أنه يوجد ألم عضوي غالبا .. مهما كان سببه .. !!

- ولعل اليهودية كانت تستخدم الطب الطبيعي والرقى معا .. وقد تكون اليهودية من أهل الرقية كما كان كثير من العرب في الجاهلية من أهل الرقية .. فلا يمنع أن يكون من باب أولى أهل الكتاب ..؟!!

- ولذلك كان هذا سببا وجيها في استدعائها كطبيب معالج يجمع بين الطبيعيات والرقيات .. والله أعلم .

****************************

..:: س125: لماذا لم ترقي السيدة عائشة نفسها أو يرقيها أبوها ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* قلنا أن سبب تواجد اليهودية .. أن مرض السيدة عائشة كان عضويا لأن كلمة شكوى تحتمل الإصابة الجسدية .. ولذلك استدعوا لها طبيبة .. وكانت تجمع بين العلاج العضوي والرقى ..

- ولسنا في حاجة للاستدلال بضرورة وجود أطباء للعلاج .. وأن هذا كان من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

- ولذلك .. لما كان السبب ألم عضوي .. فالأمر يستدعى في الأصل تواجد طبيب .. وليس راقي .. ولكن من الواضح أن اليهودية كانت طبيبة وراقية أيضا ..!!

- ولكن قد تتسائل فتقول : لماذا لم تطلب من النبي رقيتها ؟

وللإجابة على هذا السؤال .. يجب أن نعرف حال النبي في الرقية مع أهل بيته .. ثم بعد ذلك نتعرف لماذا لم تطلب من النبي رقيتها ..

*************************

..:: س126: هل كان النبي دائما يرقي أهل بيته ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- لم يكن حال النبي دائما أنه يرقي أهل بيته .. ودليل ذلك :

1- عَنْ السيدة عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَامْرَأَةٌ تَرْقِينِي ، فَقَالَ: عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللهِ) صحيح بن حبان .. وذكره الألباني في الصحيحة ، وصحيح الجامع ..، وقال الأرنؤوط في تخريج بن حبان : رجاله ثقات رجال الشيخين .

2- عن السيدة عائشة قالت : (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ) صحيح مسلم .

- والمعنى : أنه أمرها أن تطلب الرقية ممن يعرف الرقى من إصابة العين ..

- وفي رواية بلفظ : (أَمَرَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْ أمَرَ أنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ) صحيح البخاري .

* وكان في أحوال أخرى يرقي أهل بيته .. ودليل ذلك :

- عن السيدة عائشة قالت : (أنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنى ويَقُولُ اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ أذْهِبِ الباسَ اشْفِهْ وأنْتَ الشَّافِي لاَ شِفاءَ إِلاَّ شِفاؤكَ شِفاءَ إِلَّا يُغادِرُ سَقمَاً) صحيح البخاري .

* فيتبين لك مما سبق .. أنه لم يكن دائما حال النبي أنه يرقي أهل بيته .. بل كان يسمح لآخرين برقية أهل بيته ..

************************

..:: س127: قد تتسائل فتقول : لماذا النبي لم يكن يرقي أهل بيته دائما ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قلة رقية النبي لأهل بيته .. لسببين :

الأول: وهو بيان جواز أن يرقيك الآخر .. وأنه ليس في ذلك أي حرج .. طالما يرقي بما ليس فيه مخالفة شرعية ..!!

الثاني: رقية النبي ستكون دعاء إلى الله برفع المرض .. ودعاء النبي مستجاب .. ولكن لم يكن دائما مأذونا له بالدعاء لأي شخص (وقد شرحنا ذلك تفصيليا (في السؤال رقم 109).. لأن كل شخص وله ابتلاءه وعليه أن يسير في اختباره الإيماني .. إلا لو أراد الله لهذا الشخص أن يعافيه بدعاء من النبي حينئذ .. فهذه من طرق الله الخفية وألطافه الربانية بعباده حينئذ .. ولكن لم يكن هذا دائما ما يحدث وراجع تفصليا (السؤال رقم108) ..

**********************

..:: س128: قد تتسائل فتقول : كيف للسيدة عائشة تستعين بيهودية في الرقية وهم أعداء الله ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- راسلني البعض مستنكرا رواية السيدة عائشة ..

- وأخبرني أن أثبت له أين قال النبي أو الصحابة أو أهل البيت برقية أهل البيت بجواز رقية اليهودية ؟

- ولما طالبته بدليل على إنكاره .. فكان دليله هو (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) المائدة82 ..

- وطلب مني حذف الرواية والتراجع عنها .. واتهمني اتهامين :

- الأول: بأنني طعنت في النبي وأهل بيته .. فقال ما لفظه (ويطعن ممن كنت أحسبه المدافع عن الله ورسوله فأذا به يطعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحجة أقوال العلماء والسلف .. فليذهب العلماء والسلف إلى البحر أن خالفوا وطعنوا بمولانا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم) ..

- الثاني: أني أزور الحقائق للمسلمين عن النبي .. فقال ما لفظه : (وترفض أن تتخذهم (أي اليهود) عدوا ، وتصور للمسلمين أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يأمنه على دينه وعرضه وحاشاه) ..!!

- "وهذا القول الثاني أحسبه تراجع عنه لأني لم أجده في تعليقه بعد ذلك" ..

* وأجيبه هنا باختصار ..

- كان بإمكانك أن يكون سؤالك جميل لو قلت كيف نجمع بين فعل السيدة عائشة وبين قوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) المائدة82 ..؟

وفعلا سيكون سؤال رائع يستحق الإجابة ؟!!

- لكن أن تتطاول بالإتهام على شخصي فهذا شيء غير مقبول منك .. ظنا منك أنك بذلك تدافع عن النبي .. !!

- فعلى هذا أسألك :

1- هل دفاعك عن النبي يسمح لك باستباحتي واتهامي وتشهد عليَّ بما لم أفعله ولم أقل به ؟

فما شهدت به على أني فعلته أو ذكرته في حق النبي وأهل بيته .. فهذا يحكم فيه بيني وبينك الله يوم القيامة ..

2- وقد أرشدتك أن العلم الديني لا يكون بالشوق والهوى .. وإنما بكثرة السؤال وتلقي العلم .. وأخبرتك لو أنني خالفت علماء السلف في شيء وعموم علماء المسلمين .. فأظهر خطئي و لا مانع من التصويب ..!!

3- وقد أخبرتك أن العلم بالتلقي .. وإلا فما فائدة أهل الذكر ؟

- ولكن لم يعجبك قول السلف وعلماء الأمة .. وكأنك نسيت الأمر الإلهي (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) النحل43 ..

4- وأخبرتك أن المثبت له دليل ودليله فعل السيدة عائشة وأبي بكر الصديق ولا يفعلا ذلك إلا بعلمهما يقينا بإجازة ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن إنكارك أنت ليس عليه دليل .. وأخبرتك أن ترشدني إلى من أنكر تحريما رقية أهل الكتاب .. من كلام النبي أو الصحابة أو أهل البيت ؟

- وأزيد لك هنا أن النبي أباح الرقى على الإطلاق دون تخصيص أن تكون من الدين الإسلامي .. ولكن الشرط فيها أن لا يكون فيها شركا .. فأتني أنت بدليل من النبي أنه نسخ ذلك الحكم ؟!!

- ولا تنسى قوله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) النحل116 ..

5- ثم تفضلت مشكورا مستدلا بقوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) المائدة82 .. فكيف للسيدة عائشة أن تُرقى من يهودية ؟

- ولكني وددت منك لو أكملت الآية بدلا من اجتزائها .. فيقول تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) المائدة82 ..

- فهل بنفس المنطق والإستدلال الخاص بك .. فإن رقية القسيس مباحة ولا حرج فيها بنص الآية ..!!

- بالتأكيد .. لا .. وألف لا .. وقد أثبت لكم أن رقية الكنيسة والقسيس غير جائزة وغالبا هي باطلة لأسباب ذكرتها في (السؤال رقم 123) ..!!

6- أما عن قولك كيف للسيدة عائشة أن تقبل ترقيها يهودية بعد علمها بهذه الآية .. مستحيل ؟!!

فأقول لك: ولماذا لم تعترض على النبي حينما رهن درعه عند يهودي ؟!! فعن أنس بن مالك قال (ولقَدْ رَهَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دِرْعًا له بالمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، وأَخَذَ منه شَعِيرًا لأهْلِهِ) صحيح البخاري ..، وعن السيدة عائشة قالت (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اشْتَرَى طَعَامًا مِن يَهُودِيٍّ إلى أجَلٍ، ورَهَنَهُ دِرْعًا مِن حَدِيدٍ) صحيح البخاري .

* وقد تتسائل لماذا النبي لم يرهن درعه عند يهودي ولم يرهنه عند صحابي ؟

- لسببين :

الأول: لأن النبي يريد أن يظهر أن هذا جائز ..

الثاني: لأن النبي خشي أنه لو طلب من أصحابه أن يرهن درعه عنده .. فلا يأخذ منه ثمنًا أو عوضًا .. ولذلك رفع الحرج عنهم ولم يرد التضييق عليهم .. والله أعلم .

7- ولو كنت تظن أن الآية تمنع التعامل معهم .. فأنت مخطيء .. وإلا فكيف تعامل معهم النبي .. وكيف تدعوهم أو غيرهم إلى الإسلام طالما أنت حكمت عليهم أنهم أصحاب الجحيم .. وكأنك عليم بخاتمة أحوال العباد ..!!

 - وإنما الآية ترشد إلى أن اليهود لهم نفسية عدائية مع المؤمنين حسدا من عند أنفسهم .. !!

- وأيضا ليسوا سواء .. فمنهم الأمين ومنهم الخائن .. يقول تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً) آل عمران75 .

- ولا يخفى أن هناك فرق بين اليهود وبين الإسرائليين .. فالإسرائيلي هو عدو محارب مغتصب .. يجب جهاده لاسترداد ما اغتصبه .. وليس كل يهودي إسرائيلي .. ولكن كل إسرائيلي يزعم أنه يهودي .. فانتبه ..!!

8- وأخبرتك أنك لو كنت تجد في رقية اليهودية غضاضة نفسية أو حمية دينية .. فلماذا لم تعترض على الدين وتنكر على الله إباحته الزواج من اليهودية ؟

- فأيهما فيه غضاضة نفسية وحمية دينية ؟!! الزواج أم الرقية ؟!!

- فعلى نفس المنطق الخاص بك أن من يرقيه يهوديه أشد بشاعة مما لو تزوجها ؟!!

- فهل هذا كلام عقلاء ؟!!

9- ثم أنت تعجبت مني في إثبات حديث رقية اليهودية .. في حين أني قد أنكرت على البعض دعاءه بالعبرية (أهيا شرهيا) ..!!

- وهذا صحيح .. وقد أنكرته .. ولكن ليس لأنه غير صحيح أو باطل .. ولكن لأن مستخدمه له فيه شهوة نفسية يطلب من ورائها خدمات روحانية وما شابه ذلك .. وإلا لو كان ذاكرا لله كما يزعم فلماذا لا يقول (يا حي يا قيوم) طالما كلاهما لهما نفس المدد والمعنى .. كما يزعمون .. !!

8- ختاما .. الدين لا يؤخذ بالعواطف والأهواء وكما يحلو لأنفسنا .. فهذا يندرج تحت قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) الحج8 ..

- ولا أستطيع أن أخون الله ورسوله أو أخون مسلما في أمانة العلم الديني .. بحذف فرع من علم الفقه لأنه لا يعجب حضرتك .. وهذا الفرع هو (رقية وعلاج غير المسلم للمسلم) .. لأن هذا يندرج تحت قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال27 ..

- أما عن الذي وصفتني به من أوصاف واتهمتني به وظننت أنني فعلته في النبي وأهل بيته .. فهذا أمر أرفعه إلى العليم الخبير ..  وأفوض أمري إلى الله .. هو حسبي الله ونعم الوكيل .. هو يحكم بيننا وهو خير الحاكمين ..!!

*********************************

..:: س129: هل الرقية هي دعاء إلى الله فقط ؟ ::..

(مناقشة لكلام الشيخ الألباني)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قد ذكرت في السؤال رقم 122 .. أن الشيخ الألباني أنكر رواية رقية اليهودية واحتج عقلا بقوله : "من غير المعقول أن يطلب الصديق من يهودية أن ترقي عائشة، كما لا يعقل أن يطلب منها الدعاء لها، والرقية من الدعاء بلا شك، فإن الله عز وجل يقول: (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)" السلسلة الصحيحة: 6/1168 ..، (راجع كلامه في السؤال رقم 122) ..

- وهو بهذا يثبت أمرين في كلامه :

الأول: أن الرقية دعاء .. ولم يثبت للرقية طرق أخرى ..!!

الثاني: أنه ينكر أن يكون للكافر إستجابة لدعاءه ..!!

- فتعالوا نبحث في حقيقة مقولة الشيخ الألباني رحمه الله ..

أولا:- مقولته أن الرقية من الدعاء ..

- قلنا سابقا أن من شروط الرقية أن تكون ليس فيها مخالفة شرعية .. ووضعوا لها العلماء ضوابط ثلاثة ..

* قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله :

- وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الرُّقَى عِنْدَ اجْتِمَاعِ ثَلَاثَةِ شُرُوطٍ :

1- أَنْ يَكُونَ بِكَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ

2- وَبِاللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ أَوْ بِمَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ مِنْ غَيْرِهِ .

3- وَأَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ الرُّقْيَةَ لَا تُؤَثِّرُ بِذَاتِهَا بَلْ بِذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى .

فتح الباري ج10 ص195

- وقد شرحنا أدلة هذه الضوابط في السؤال رقم 9 .. فارجع إليه ..

* ولذلك أجد أن قول الشيخ الألباني في اعتراضه على رقية اليهودية للسيدة عائشة بقوله: (والرقية من الدعاء بلا شك) السلسلة الصحيحة: 6/1168 .. هو قول غير صائب على إطلاقه .. لأنه وإن كان قول صحيح إلا أنه ناقص .. لأنه قد تكون الرقية عن دعاء وقد تكون عن عزيمة كلامية معلومة المنطق ومفهومة في اللسان العربي .. وليس فيها مخالفة شرعية .. كما قال علماء المسلمين ..

- ودليل ذلك :

1- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: (لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ. . جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي؛ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ. . رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، قَالَ: "ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ"، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ"، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "الْحَقْ بِعَمَلِكَ"، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ) صحيح بن ماجه .

* من شرح بعض الحديث .. قال الشيخ محمد الأمين الأثيوبي الهَرَري :

- (قال) عثمان: (فضرب) رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدري بيده) الشريفة (وتفل) أي: بصق (في فمي) قليلًا من الريق (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي يوسوس إليَّ: (أخرج) من هذا العبد يا (عدو الله) ولا توسوس إليه فيما بعد اليوم (ففعل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك) التفل والقول (ثلاث مرات) أي: كرره ثلاث مرات ..

شرح سنن ابن ماجة  ج20 ص497

- والشاهد من الحديث أن قول النبي (اخرج عدو الله) .. ليس دعاء إلى الله وإنما عزيمة فيها زجر للشيطان .. أي تعنيفا له ..

- وهذا أمر معلوم لكل من لديه أدنى معرفة في العلاقات مع العالم الناري .. أن الزجر النفسي الإنسي جزء من القهر الروحاني للعالم الناري .. وطبعا يحتاج لنفوس خاصة .. إما صادقة وإما فاجرة .. ولا وسطية في هذا الأمر ..!!

- وأيضا من المعلوم أن الجن يتأثر بمنطوق الكلام بقوة .. وعلى قدر عزيمة الإنسي يكون تأثيره في العالم الروحاني .. وكما أن الشيطان يوسوس فيه بالكلام .. فأنت أيضا تؤثر فيه بالكلام .. ولكن الكلام لا يؤثر مع نفس ضعيفه مستغلبة ولا مستموته ولا مستهبلة ولا بليدة ..!!

2- عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي قال : (كُنَّا نَرْقِي في الجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ ، كيفَ تَرَى في ذلكَ فَقالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ) صحيح مسلم .

3- عَنْ كُرَيْبٍ الْكِنْدِيِّ قال: (أَخَذَ بِيَدِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَانْطَلَقْنَا إِلَى شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ ـ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ أَبِي حَثْمَةَ ـ يُصَلِّي إِلَى أُسْطُوَانَةٍ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى عَلِيًّا انْصَرَفَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: حدِّثنا حَدِيثَ أُمِّك فِي الرُّقْيَةِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ قَالَتْ: لَا أَرْقِي حَتَّى اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْهُ فَاسْتَأْذَنَتْهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ارْقِي ما لم يكن فيها شرك) صحيح بن حبان .. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بطرقه وشواهده ، وذكره الألباني في الصحيحة برقم178 وقال : حديث حسن .

4- وَعَنْ السيدة حَفْصَةَ قالت: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: الشِّفَاءُ ، تَرْقِي مِنَ النَّمْلَةِ ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " عَلِّمِيهَا حَفْصَةَ) رَوَاهُ أَحْمَدُ .. وقال الهيثمي : وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .. وقال الأرنؤوط :  رجاله ثقات رجال الشيخين .

* والشاهد في الأحاديث الثلاثة السابقة .. أنها كانت رقى منقولة من وقت جاهليتهم ولم يكن وجود للدين الإسلامي حينئذ .. وقد أذن بها النبي لأن ليس فيها شرك ..

- يبقى مش لازم أن تكون الرقية هي دعاء إلى الله فقط .. مش كده ولا إيه ؟!!

- فثبت لك بما سبق أن الشيخ الألباني لم يوفق في حجته العقلية التي ذهب إليها .. فانتبه .. حيث أنه قد جعل الرقية من الدعاء .. وهذا كلام صحيح ولكنه ناقص غير كامل ..

- أما عن إنكاره لاستجابة دعوة الكافر كما يُفهم من كلامه .. لأنه اعتبر الرقية دعاء .. والكافر دعاءه في ضلال ..!!

- وهذا ما نبحثه في السؤال التالي .. إن شاء الله .

**************************

..:: س130: قد تتسائل فتقول: كيف يستجيب الله لرقية غير المسلم في حين الرقية دعاء ودعاء الكافر في ضلال ؟ ::..

(هل يستجيب الله لدعاء الكافر ؟)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قلنا أن الشيخ الألباني أنكر رواية رقية اليهودية واحتج عقلا بقوله : "من غير المعقول أن يطلب الصديق من يهودية أن ترقي عائشة، كما لا يعقل أن يطلب منها الدعاء لها، والرقية من الدعاء بلا شك، فإن الله عز وجل يقول: (وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)" السلسلة الصحيحة: 6/1168 ..، (راجع كلامه في السؤال رقم 122) ..

- وكأن الشيخ الألباني بذلك ينكر أن يكون للكافر إستجابة لدعاءه ..!!

- بل وأنت كمسلم يفكر في الموضوع .. قد يخطر على بالك وأنت تقرأ كلام العلماء عن موافقتهم على رقية أهل الكتاب طالما تخلو من المخالفة للشريعة الإسلامية .. فعقلك يقول : الرقية دعاء .. والله يقول (وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) الرعد14 .. وغير المسلم في حكم الكافر إلى أن يتوب .. فكيف يقبل الله رقية غير المسلم في المسلم ..؟!!

* قلت (خالد صاحب الرسالة) .. جوابا على ما سبق من سؤال :

- إن الله هو رب العالمين .. ومن صفات الربوبية هي إجابة الدعاء (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر60 .. فلماذا لا يقبل دعوة الكافر الذي يرجى له الهداية .. وقد قبل من قبل دعوة إبليس في بقاءه إلى يوم يبعثون ؟!! فما العجب .. أليس هو رب العالمين ؟!!

- ولكن دعوني أزيد الموضوع وضوح ليطمئن قلبك :

- هناك آيتين جاء بهما نفس اللفظ ..

1- قال تعالى (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) الرعد14 ..

2- وقال تعالى (قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) غافر50 ..

* ونلاحظ أن الآية الأولى تتكلم عن التوحيد .. حيث أن دعوة الحق هي (لا إله إلا الله) .. ولذلك قال تعالى أن أصحاب هذه العبادة تكون عبادتهم مجرد هباءا منثورا ولا ثواب عليها .. لأنها عن ضلال وليست عن حق ..

- ولذلك لا يصح الإستدلال بهذه الآية في قولك أن الله لا يستجيب دعاء الكافر .. لا .. لأن الله لم يقل أنه لا يستجيب دعاء الكافر .. وإنما أخبر الحق سبحانه في هذه الآية عن الذي يتوجه في قبلته وتوجهه إلى غير الله .. فإن عبادته هكذا تكون غير مقبوله لأنه توجه لغير الله ..

- كأن الدعاء هنا جاءت بمعنى العبادة .. كما قال صلى الله عليه وسلم (الدُّعاءُ هو العبادةُ) صحيح أبي داوود والترمذي .

* أما عن الآية الثانية : فهي تتكلم عن يوم القيامة ولا علاقة لها بالدنيا .. كما قال غالب علماء التفسير .. ولا أريد الخوض فيها والرد على من قال أنها تشمل الدنيا والآخرة ..!!

- فإذا علمت ما سبق .. فعليك أن تفهم أن آية (وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) لا يصح الإستدلال بها في حجب إجابة دعاء الكافر ..

* ولكن هل هناك أدلة تثبت إجابة دعاء الكافر ؟

- نعم توجد أدلة كثيرة .. منها على سبيل المثال :

1- استجابة الله لإبليس بعد أن كفر ولعنه الله وطرده من رحمته .. يقول تعالى (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ . إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) الحجر34-37 ..

2- من يدعو وهو مضطر مستغيث .. فإن الله يجيبه سواء مؤمن أو كافر لأن الله لم يخصص الإجابة لفرد دون آخر .. يقول تعالى (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) النمل62 ..

3- كشف الضر عن جميع الخلق .. يقول تعالى (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) يونس12 .

- ومثله قوله تعالى (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) الزمر8 .

4- إمداد الله بعطاءه للكافر والمؤمن .. واستجابة الدعاء من جملة العطاء .. يقول تعالى (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً) الإسراء20 ..

5- دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب حتى ولو كان كافرا .. قال صلى الله عليه وسلم (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ) صحيح البخاري .

- وفي رواية (اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط : اسناده ضعيف .

- وفي رواية (دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط : اسناده ضعيف .

6- وعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (ثلاثة لا يرد الله عز وجل دُعاءَهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط) رواه الطبراني .. وقال الأرنؤو: إسناده حسن.

7- الدعاء حق للجميع ولا يمنع الله حق المسألة وأن يجيب مسألته .. عن أبي هريرة عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ.وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا( صحيح مسلم .

8- فصل الملك الكافر صاحب قتل أصحاب الأخدود .. الذي أراد قتل غلام مؤمنا فلم ينجح كذا مرة .. حتى (قالَ الغلامُ للملِكِ : إنَّكَ لا تَقتلُني حتَّى تصلُبَني وترميَني وتقولَ إذا رميتَني : بسمِ اللَّهِ ربِّ هذا الغلامِ . قالَ فأمرَ بِهِ ، فصلبَ ، ثمَّ رماهُ ، فقالَ : بسمِ اللَّهِ ربِّ هذا الغلامِ . قالَ : فوضعَ الغلامُ يدَهُ على صدغِهِ حينَ رميَ ، ثمَّ ماتَ) صحيح الترمذي ..

- والشاهد هنا .. أن هذا الملك الكافر .. دعا كما قال له الغلام وكأنها كلمة السر في قتله ولم يكن يؤمن برب الغلام ولم يؤمن أيضا بعد قتله .. وإنما دعا هذه الدعوة ليتخلص من الغلام المؤمن الذي افتتن به الناس ..

* ومن الأدلة العقلية التي تثبت استجابة دعاء الكافر:

1- ولو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. فلماذا قال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر60 ..

2- ولو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. فمن الذي يطلب منه الهداية للحق طالما هو محجوب الدعاء ؟

3- ولو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. فأنت حكمت على الله أنه سميع مجيب للمؤمن دون الكافر .. فتكون اعتديت على الله بما ليس لك به علم .. وإلا فأين التخصيص على أنه سميع مجيب للمؤمن دون الكافر ؟

4- لو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. فلماذا استجاب الله لقوم يونس وتقبل إيمانهم وقد كانوا كفار ؟!!

5- ولو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. وهو يرجى له الهداية ..  تكون بذلك قد جعلت إبليس أفضل منه .. لأن إبليس أجيب دعاؤه وهو المطرود من رحمة ربه إلى يوم القيامة ..!!

6- ولو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. فلماذا كان الله يقبل رقى الجاهلية وكان بعضها صحيحا .. كما سيأتي بيانه في الرقي بالمجهول لفظه ..؟!!

7- ولو كان الكافر غير مستجاب الدعاء .. فلماذا وصف نفسه بأنه رب العالمين .. ولم يقل رب المؤمنين فقط ؟!!

******************************

..:: س131: قد تتسائل فتقول: ولماذا يستجيب الله للكافر وهو يعلم أن الكافر يتوجه لغيره بالدعاء ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قد تقول متسائلا .. لماذا يستجيب الله للكافر وهو يعلم أن الكافر يتوجه لغيره بالسؤال .. بل ويقول تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) الأحقاف5 ..؟!!

- أنت لم تنتبه لوصف الربوبية أنه مجيب الدعاء .. والداعي حينما يدعو من يحسبه خالق وقادر ومدبر وقيوم ... فإن الموصوف بهذه الصفات هو الله لا غيره .. وحيث أنه لا موصوف بهذا إلا الله .. فربوبية الله تأبى أن لا تستجيب للمستغيث بالخالق .. لأن هذه هي أوصافه تعالى .. حتى ولو كان الكافر يدعو صنما ..!! ولكن يأبى الله أن يجعل صفات قيوميتة وربوبيته أن تنسب لصنم أو لبشر أو لأي مخلوق سواه .. ولذلك يستجيب لمن يصفه بأنه الخالق ..

- ويشرح سبحانه وتعالى هيمنته وقيوميته على الوجود فيقول : (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ . أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ . أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ . أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ . أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) النمل60-64 ..

- ولذلك حينما يدعو الله خالقا وقيوما ومدبرا وقادرا .. فالإرادة الإلهية قد تستجيب .. لأنه لا يوجد إلها خالقا مدبرا قادرا غيره سبحانه ..

- وأعطيك مثال :

* في حال نزول ضرر بشخص كمرض أو موت أو غيره .. ولا يستطيع تخفيف الضرر الواقع عليه .. وقد يسأل أقاربه ولا يجد منهم رجاء ..!! فيأتي بعض أهل الخير للمساعدة وتخفيف العبء على هذا المصاب بالرغم من أنه لم يطلب من أحد ..، فما الذي حرك أهل الخير لمساعدته ؟

- بالتأكيد لم يكن طلب المصاب بالضرر .. لأنه لم يطلب من أحد شيئا لأنه لا يعرفهم ..، وإنما الذي حرك أهل الخير هو أنهم رأوا أن لهم قدرة على المساعدة حتى ولو لم يطلب منهم المصاب ذلك .. ولكنهم اجتهدوا في محاولة رفع الضرر عنه بالرغم من أنه لم يعرفهم ولم يطلب منهم شيئا ..!!

- فما بالك بقيوم السموات والأرض ..؟ ألا يسعف عبيده بقدرته حتى وإن طلبوا من غيره .. لأنه هو القادر وحده ولا قادر غيره ..!!

- يبقى لازم تعرف أن طلب المساعدة من صنم أو غيره .. إنما هو طلب ممن هو موصوف بالقدرة .. ولا قادر في الوجود سوى الله .. ولذلك قد يستجيب له الله ..

- ولكن انتبه لأمر مهم :

- دعوة الكافر على المؤمن مستجابة في حالة واحدة .. وهي أن يكون المؤمن ظالم للكافر .. فهنا الله يستجيب بعدله للكافر ويقتص من المؤمن ولن يشفع للمؤمن إيمانه لأنه يكون قد نقض بعض ما عاهد الله عليه وذلك بانتهاك حرمات الله بظلمه للكافر .. فحق العقاب عليه .. والله أعلم .

*******************************

..:: س132: قد تتسائل فتقول: ولكن الكافر قد يزداد بذلك يقينا في عقيدته ؟ ::..

- قد يتسائل عقلك ويقول تعقيبا على ما سبق : أن الكافر حينما يستجيب الله له .. فهو بذلك قد يزداد يقينا في عقيدته ويظن أنه على صواب ؟

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- كلامك مظبوط وقد اهتم الله سبحانه بهذه الجزئية لأنه يعلم أنه قد يختلط عليك الأمر .. ولذلك قال تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء15 .. فأرسل الرسل لتنقطع الحجج فقال تعالى: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) النساء165 ... ليبينوا للناس أن الإله الخالق الذي يجيب الدعاء والقادر على كل شيء هو الله لا غيره .. فقال تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) البقرة163 .

*****************************

..:: س133: قد تتسائل فتقول: كيف يستجيب الله لرقية اليهودية والتوراة قد أصابها التحريف ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- قال الشيخ الألباني في استكمال إنكاره لرقية اليهودية مستدلا بالعقل .. فقال : و يزداد الأمر نكارة إذا لوحظ أن المقصود بـ " كتاب الله " القرآن الكريم، فإنها لا تؤمن به ولا بأدعيته. وإن كان المقصود التوراة، فذلك مما لا يصدر من الصديق، لأنه يعلم يقينا أن اليهود قد حرفوا فيه، وغيروا وبدلوا ..!!

السلسلة الصحيحة: 6/1168

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- إذا كان الله قد جعل لرقى الجاهلية تأثير بالنفع .. وجعل لكلام الساحر تأثير بالضر .. وكلاهما كان على غير إيمان .. فما الذي يمنع أن يجعل الله كلامه سببا للشفاء سواء كان الذي يقرأه مؤمنا به أم غير مؤمن ؟!!

2- أما عن تعليل الشيخ الألباني بأنها لا تؤمن بالقرآن ولا أدعيته .. فهذا ليس بحجة لأن الإيمان وإن كان سبب قوي لتفاعل القرآن معه لأنهم الأولى به (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) فصلت44 .. إلا أن كلام الله في ذاته له موعظة وهداية وشفاء عام لجميع الناس .. وله خصوصية رحمة للمؤمنين : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) يونس57 ..

- بدليل أن الناس تؤمن به فتهتدي فكان شفاء لما في صدورهم من الكفر .. وبدليل أن الكافر شفاه الله به ولم يكن مؤمن به مثلما حدث مع أبو سعيد الخدري حينما رقى الكافر بفاتحة الكتاب .. !!

- فالذي يشترط الإيمان بالقرآن ليتفاعل بعطاءه .. فعليه أن يشترط في الفاعل والمفعول له .. !! مش كده ولا إيه ؟

- ولكن نقول أن لكلام الله خصوصية شفاء .. تؤثر في القاريء والمقروء عليه بقدر مراد الله في ذلك الوقت .. كسبب من أسباب الله ..

- ولا ننكر أبدا أن للمؤمن خصوصية عطاء من القرآن .. لإيمانه .. وهذا لا نشك فيه وبنص القرآن (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) فصلت44 ..

3- هل كلام الله ينفع بقراءة القاريء له أم أن كلام الله له خصوصية كرامة منه بالشفاء ؟!!

- فلو قلت لأن قارئه مؤمن به .. 
- قلت لك : لقد جعلت من الإيمان سببا لتفاعل القرآن .. فكيف كان القرآن سببا في شفاء الكافر بسورة الفاتحة وهو غير مؤمن بالقرآن ؟!!

- وإذا كان مقصد الصديق من معنى (ارقيها بكتاب الله) هو القرآن .. وكان الإيمان شرط لتأثير النفع القرآني .. 
- قلت لك : أن السيدة عائشة كانت مؤمنة .. فكيف لا تنتفع بقراءة القرآن عليها .. سواء كان القاريء مؤمن أو غير مؤمن ؟

- ولو قلت أن القاريء المؤمن وحده هو من يظهر على يديه تأثير القرآن .. 

- قلت لك: وكيف يؤمن الكافر من قرائته للقرآن ولم يسمعه من أحد ؟!!

- فثبت بذلك أن للقرآن كرامة عطاء في كلامه للجميع .. لأن كلام الله ..

4- وإذا كان مقصود الصديق بقوله (ارقيها بكتاب الله) هو التوراة .. فالرقية بكتاب الله هي استعانة بالله .. فكيف سترقي اليهودية السيدة عائشة بما ليس فيه استعانة بالله .. ؟!!

- ولا مانع شرعا من الرقية بغير (القرآن) .. طالما ليس فيه مخالفة للشريعة .. !! فإذا كانت بعض رقى الجاهلية قد أجازها النبي لأن ليس فيها شرك بالله ..!! فما بالنا بأهل الكتاب الذين هم أقرب إلينا من المشركين ..؟!!

- وإذا كانت التوراة قد طالها التحريف والتبديل .. فلا مانع أن ترقي بما هو معلوم أنه استعانة بالله .. لأن ليس كل التوراة قد أصابها التحريف ..!!

- هذا على افتراض أن مقصد أبي بكر الصديق .. بأن كتاب الله هو التوراة .. 

- ومن وجهة نظري هذا الرأي هو أبعد ما يكون عن ظني .. بل الذي أراه ويقصده أن تكون رقيتها هي العوذ بكلمات الله بصفة عامة كما سبق وذكرت لك سابقا (في السؤال رقم 122) .. كأن تقول (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) وما شابه ذلك .. والله أعلم .

* ويتبين لك مما سبق .. أن الحجة العقلية التي استند عليها الشيخ الألباني في إنكاره لحديث رقية اليهودية للسيدة عائشة .. هي حجة غير صحيحة عقلا بل وهي في أغلبها لها معارض من الشرع .. فانتبه لما وصل إليك من العلم ..

- وقد تقول أن حديث السيدة عائشة ليس حديث نبوي وإنما فعل صحابيين (السيدة عائشة وسيدنا أبي بكر) .. قلت لك : كلاهما لا يُشك في أنهما يعلمان جواز ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .. !! .. ولم ينكر علماء الأمة ذلك .. 
- وإنما كرهه الإمام مالك (على أحد رأييه) خوفا من أن يكون المقصد هو قراءة التوراة ويكون القراءة بما أصابه التحريف ..!! 
- ولكن العلماء أجابوا على ذلك بأن الرقية هي محل نفع ولا حاجة لهم في التلاعب بها ولذلك لا مانع أن تكون الرقى مما لم يصيبه التحريف .. فضلا عن أن الأصل هو أن تكون القراءة بما ليس فيه مخالفة شرعية .. فلو كانت السيدة عائشة سمعت ما فيه مخالفة فستمنعها بكل تأكيد ..
- وبعض العلماء قالوا ليس المقصد هو قراءة القرآن أو التوراة .. وإنما مقصد الصديق هو أن تكون رقيتها بما يتفق مع ذكر الله بأسماءه وصفاته الحسني المعلومة .. 
- والله أعلم ..

***************************

..:: س134: قد تتسائل فتقول: أليس في طلب الرقية من غير المسلم أو الكافر تقوية لعقيدته ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- لو علمت أن الرقية هو عطاء ربوبية للجميع .. فالجميع ينتفع منها لو رقى صالحة (ولكنها محكومة بشرط في الشريعة الإسلامية وهي أن لا يكون بها شرك) ..

- فهل لو طبيب مسيحي أو يهودي عالجني .. فهل أؤمن بعقيدته لأنه عالجني وأقول عليه حينئذ هذا رجل بركه ؟!! بالطبع لا .. لأن الطب هو عطاء ربوبية لجميع الخلق ..

- وأبسط مثال على ذلك :

- كانت هناك رقى في الجاهلية .. وبعد أن جاء الإسلام .. أجاز البعض منها النبي صلى الله عليه وسلم .. فهل معنى ذلك أن يعود المسلمين للجاهلية لأن النبي قبل وأجاز بعض الرقى التي استخدموها في الجاهلية ؟!!

- بالتأكيد لا ..

- يبقى لازم تفهم أنه لا علاقة للرقية بعقيدة الشخص سواء كان مسلم أم غير مسلم .. وإنما الرقية لها علاقة بما ينطق به الشخص ليرقي به .. هل هي متوافقه مع ضوابط الشريعة الإسلامية أم لا ..؟!! أو بمعنى آخر هل فيها ما هو مخالف للشريعة الإسلامية أم لا ..؟!!  

- وبهذا يكون ختام الفصل السابع عشر .. ويأتي بعده إن شاء الله .. حكم الرقى المجهولة كرقى العزائم الروحانية ورقى البوذيين والهندوس وغيرهم مما هم ليسوا من أهل الكتاب .. فهل يصح من ذلك شيء ؟!!

- تعالوا نرى هذه المسألة الغريبة التي في علم الرقية الشرعية .. وأسأل الله المدد والمعونة بحوله وقوته .. إنه قدير .. آمين ..

*****************************

..:: الفصل الثامن عشر ::..

:: الرقى المجهولة كرقى العزائم الروحانية ::

:: ورقى من هم غير أهل الكتاب كالبوذيين ::

**************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..