ج23: رسالة علم الرقية الشرعية - كيف تؤثر رقية غير المسلم - هل الملائكة ترافق غير المسلم - لماذا لا ترشد الملائكة غير المسلم للإيمان - ما هي الهمة والعزيمة - ما هي النفس الروحانية ، والنفس الروحية - كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحانية - كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحية - هل تصح الرقي البوذية والهندوسية ورقى غير المسلم عموما - ما الذي يصح من العزائم الروحانية عند الروحانيين - إذا كانت الخيرية ممكن أن تحدث بالدعاء القلبي من المؤمن .. فكيف تجلب الخيرية بالهمة والإرادة لغير المؤمن - لماذا يسعى الناس بحثا عن علاجهم في المجهول والغامض - هل القرآن والأسماء الحسنى ليست من لغة الملكوت - ما الفرق بين الكرامة النفسية والكرامة الدينية.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة 

- علم الرقية الشرعية -

( من القرآن والسنة النبوية )

- الجزء الثالث والعشرون -

* فهرس :

:: الفصل التاسع عشر :: مسائل عن كيفية تأثير رقية غير المسلم - مسائل تتعلق بالرقى الغير مفهومة ::  ::

1- س141: مسألة : كيف تؤثر رقية غير المسلم ؟

2- قد تقول لماذا لا ترشد الملائكة غير المسلم للإيمان ؟  

3- هل الملائكة ترافق غير المسلم ؟  

4- س142: ما هي الهمة والعزيمة الروحية والروحانية ؟

6- س143: ما هي النفس الروحانية ، والنفس الروحية ؟

8- س144: كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحانية ؟

9- س145: كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحية ؟

10- إذا كانت الخيرية ممكن أن تحدث بالدعاء القلبي من المؤمن .. فكيف تجلب الخيرية بالهمة والإرادة لغير المؤمن ..؟
11- س146: ما الفرق بين الكرامة النفسية والكرامة الدينية ؟ 

12- س147: هل تصح الرقي البوذية والهندوسية ورقى غير المسلم عموما ؟

13- س148: ما الذي يصح من العزائم الروحانية عند الروحانيين ؟

14- س149: لماذا يسعى الناس بحثا عن علاجهم في المجهول والغامض ؟

15- س150: هل القرآن والأسماء الحسنى ليست من لغة الملكوت ؟

 ************************

..:: الفصل التاسع عشر ::..

:: كيفية تأثير رقية غير المسلم ؟ ::

****************************

..::س141: مسألة : كيف تؤثر رقية غير المسلم ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) .. (رجاء مراجعة السؤال رقم 131) ..

- كنت واحد من الناس .. الذين يتعجبوا من حدوث خير على يد غير المسلم .. وكأنه يتساءل كيف يحدث هذا معه وهو غير مؤمن ..؟!!

- والحقيقة لا عجب في ذلك .. لأنه لو تعلمنا في صغرنا أن هناك عطاءات ربانية لجميع الخلق .. فهذا كان سيحل عندنا كثير من الإشكالات .. ولا تعجب حينئذ ..!!

- الله هو رب العالمين يعطي من عطاء ربوبيته في الدنيا للإنسان بغض النظر عن عقيدته سواء مؤمن أو كافر .. يقول تعالى (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً . وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً . كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً) الإسراء18-20 ..

- ومنافع الحياة هي للجميع .. لأنها عطاء ربوبية .. سواء منافع حسية أو معنوية .. ومنها إرادة الخير للآخر .. ويترتب عليها مدد خير .. لأنه موصول بعطاء ربوبية ..

- ولذلك قد تجد بعض الناس يجري الله على أيديهم الخير .. لأن قلوبهم تحب الخير .. فالجزاء من جنس العمل .. والإحسان يقابله إحسان .. وفي الحديث (إنَّ من النَّاسِ مفاتيحَ للخيرِ , مغاليقَ للشَّرِّ , وإنَّ من النَّاسِ مفاتيحَ للشَّرِّ .. مغاليقَ للخيرِ . فطُوبَى لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الخيرِ على يدَيْه .. وويلٌ لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الشَّرِّ على يدَيْه) صحيح بن ماجه .. وقد حسنه الشيخ الألباني لتعدد شواهده .. وإلا فهو في الأصل إسناده ضعيف ..

- معنى (فطوبي) : أي فلهم طيبا وخيرا من الله مكافأة على فعلهم الطيب والخير ..

- ولكن الفرق بين الإحسان من الله للمؤمن وغير المؤمن .. هو عطاء الألوهية الموصول بنعيم الآخرة أو الموصول بهداية القرآن في الدنيا .. وهذا ما ليس لغير المؤمن فيه نصيب .. حيث نفترض أن الدعوة الإسلامية قد بلغته بالحكمة والموعظة الحسنة فأنكرها وجحدها وكفر بها .. ولذلك يُحرم من عطاء الألوهية ..

- يبقى لما تلاقي شخص غير مؤمن بدينك .. ويجري الله على يديه خير ونفع للناس .. فلا تتعجب .. وقل بقول الله (سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) النمل8 .. حيث أنه حكم عدل .. فلم يمنع عطاء ربوبية فضله عن خلقه ..

- بل سأخبركم بالأعجب يا سادة :

- أي شخص غير مسلم لو كنت تعلم عنه إرادة الخير حقا وأنه إنسان يحب الخير .. فاعلم أنه لو اقترب منك فقط مع إرادة الخير لك في قلبه .. فقد يصيبك من هذا الخير فعلا .. حتى ولو لم ينطق بلسانه .. لأنه قد يكون مؤيد بنفحة ملائكية تؤيد الخيرية فيه .. لأن الخير في النفوس يكون من تأييد الملائكة للشخص بقدر توجهاته النفسية .. فلا تتعجب أن يكون الشخص مؤيد بملائكة ترشده للخير حتى لو غير مؤمن .. !!

1- وقد تقول لماذا لا ترشد الملائكة غير المسلم للإيمان ؟ ..

- لأن الإنسان غير المسلم لم يطلب معرفة الحق في عقيدة الإسلام .. فلا سبيل حينئذ إلى تعريفه .. لأنه لم يوجه إرادته لهذه المعرفة .. ولذلك التوجيه للخير شيء والتوجيه للعقيدة شيء آخر .. وبقدر النوايا تُمنح العطايا ..

2- وهل الملائكة ترافق غير المسلم ؟ ..

- وهل الإنسان سواء مؤمن أم غير مؤمن هو من يدبر أموره بنفسه ..!! بالطبع لا .. فهناك ملائكة بأمر من الله ترافقه ليل نهار (تنفيذا للقدر) يحفظونه ويؤيدونه ..، ولكل إنسان معه قرين من الملائكة كما جاء في الحديث مرافق له ليل نهار وهو قرينه الملكي .. فلا تتعجب أن تسمع أن فلان يفعل أمور طيبة وخيرة وأن يُلهم بالخير أيضا .. لأن هذا من توجيه الملائكة له بإذن من الله .. لأنه أراد الخير .. فرزقه الله الخير .. أما عن العقيدة فهذا شيء آخر .. فافهم ..!!

- وحتى لا يحدث لك تشويش ذهني فتظن أن فعل الملائكة واحد مع المؤمن وغير المؤمن .. لا هذا خطأ .. لأننا تكلمنا عن عطاء الربوبية فقط .. ولكن هناك أيضا عطاء ألوهية بالملائكة خاص بالمؤمن دون غيره .. مثل الدعاء له وإلهامه بالحق والشفاعة له والتأييد أمام غير المؤمن وعند الموت .. وغير ذلك كثير جدا .. ولكن حديثنا هنا عن علاقة الملائكة مع غير المؤمن .. فافهم !!

- مما سبق تعلم أن صفة الخيرية لها أحكام عجيبة في النفوس .. ولذلك لها ناس معهم مفاتيح الخير والإصلاح ..!!

- واعلم رحمك الله : أن الرقية في أصلها هي عزيمة قلبية منطوقة .. فأهل الخير ينفعل معهم أهل الخير بإذن الله (من العالم الغيبي كملائكة أو جن) وأهل الشر ينفعل معهم أهل الشر بإذن الله ..

- فانتبه إلى أن رُقية الخير هي عطاء ربوبية لم يمنعه الله عن أحد ..!!

- أما عن عطاء القرآن فهذا عطاء ألوهيه ويمنحه لمن يعمل به ويتبع الرسول .. وليس مجرد القراءة !!

* وفي ختام هذا السؤال أريد أن تعلم :

1- أن الله أعطى الخلق من عطاء ربوبيته ما يدفعون به عن أنفسهم السوء .. وممكن أن تكون عن إلقاء خاطر أو في رؤية منامية أو كشفية .. وهذا أمر طبيعي ..

2- عليك أن تفهم أن بعض المجتمعات ستجد فيها عزائم لها تأثير وقوة .. فلا تستغرب ذلك لأن فضل الله على خلقه كبير .. لأن الرقية عموما من عطاء الربوبية إلا ما كان عن وحي فهو عطاء ألوهية ..

* فحينما تجد بعض الطوائف لديها عزائم روحانية لها أثر في النفع والعلاج .. فلا تتعجب .. وقل الحمد لله رب العالمين .. الرحيم الذي لم يمنع رحمته عن خلقه وإن كانوا لم يؤمنوا به ..!!

- ودعني أزيدك قليلا من المعرفة في جزئية إرادة الخير والشر في النفوس .. وكيف تؤثر .. ولكن دعنا نفهم بعبارة بسيطة معنى الهمة والعزيمة النفسية ..

************************************

..:: س 142: ما هي الهمة والعزيمة ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- ما هي الهمة والعزيمة ؟

- الهمة : هي الإرادة على تحقيق شيء يهمك أن تحققه .. ولكن قد يصيبك وهن "ضعف" .. فتتراجع ..

- والعزيمة : هي الإرادة على تحقيق شيء تريد تحقيقة بلا وهن ..

- وفي عموم الحياة يكون لفظ العزيمة والهمة بمعنى واحد وهو الإرادة لتحقيق شيء ..!!

*****************************

..:: س143: ما الفرق بين النفس الروحانية والنفس الروحية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- ما هي النفس الروحانية ، والنفس الروحية ؟

- النفس الروحانية : هي التي يغلب عليها العمل مع العالم الناري ..

- النفس الروحية : هي النفس التي يغلب عليها العمل على تزكية القلب طلبا للصفات القلبية (الإيمانية) .. وذلك بمجاهدة النفس ابتغاء مرضاة الله ..

- ملحوظة مهمة:

انتبه لما ذكرته لك في رسائل سابقة بخصوص كلمة "روحاني وروحي" :

- من حيث اللغة .. فلفظ (روحاني) يشمل كل من له وصل مع العالم الغيبي (جن وملائكة) أو روحانيات الإيمان كالإخلاص والرضا واليقين وغير ذلك .. ولكن في كتاباتي أقوم بالتفرقة بين ألفاظ الروحاني والروحي كإصطلاح خاص بي في رسائلي .. حتى يفهم القاريء في أي اتجاه أقصد ..

- فلفظ الروحاني يكون لمن يتعامل مع العالم الناري (الجن) .. ولفظ روحي لمن يقوم بتزكية النفس وتطهير القلب بالإيمانيات .. فانتبه .

* ورجاء منك سيدي المؤمن .. لا تكن مغفلا أو جاهلا :

- فلا تكن كمن سلب الله منه نعمة الفَهم ويظن أن كلمة (روحاني) هو الذي يتعامل مع الروح الإنساني ويفهمها ..!! لأن هذا شخص مسلوب نعمة الفَهم والإدراك .. لأنه ارتضى بالجهل له عِلما وبالغبي له مرشدا .. فماذا تنتظر منه ..؟!! وماذا تتوقع لو تعلمت منه إلا أن تكون مثله ..؟!!

********************************

..:: س144: كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحانية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحانية ؟

- أصحاب الهمة الروحانية وأقصد بالروحانية هنا (نفوس قوية مع العالم الناري) .. وهم أصحاب العزائم والتعلق بالجن .. ومؤيدين بولايتهم للجن .. ويمكنهم بمنتهى البساطة أن يؤثروا عليك (إذا اتفق ذلك مع الإذن الإلهي) .. نفسيا ويسببوا لك اضطراب عقلي وعصبي (أي انفعال دائم) .. فقط بمجرد أن يتصورك في عقله .. لأنه يريد أن يفعل بك ذلك .. ومعنى أنه أراد ذلك فتنفعل قوى حاضرة معه بتنفيذ هذه الإرادة .. دون أن يكون في حاجة إلى أن يتكلم أو يفتح فمه ..!!

- والعجيب أنه لو انفعل بإرادة الخير للآخر .. لا تحدث ..!! لأنه مسلوب مخذول ..!!

- ويندرج تحت هؤلاء من يتعاملون بما يسمى قانون طاقة الجذب .. الذي يروج له جماعة (الطاقيجية) .. والغريب أنهم لا يشرحون للناس كيفية حدوث هذا الجذب الذي أساسه قائم على إشباع رغبات النفس وتحقيق مطامعها ..؟!! وأيضا لا يشرحون ما يترتب على استخدام هذا الجذب من مصائب قد تؤدي لتدمير نفسية مستخدم هذا القانون لأنه يجهل أنه يتعامل مع العالم الناري في حقيقة الأمر مع تفاعل مطامعه النفسية .. فتكون النتيجة كارثية ..!!

- ولكم مثال في أصحاب الهمة الروحانية :

- استمتاع خادم الجن بطلبه من الجن .. يقول تعالى (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ) الانعام 128..

- ومثال آخر لمريد الشر دون أن ينطق به : الحاسد .. له نفس ضارة وليس له نفس نافعة .. يقول تعالى لك ان تستعيذ به (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) الفلق5 ..

********************************

..:: س145: كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- كيف يؤثر عليك أصحاب الهمة الروحية ؟

- أصحاب الهمة الروحية وأقصد هنا بالروحية (نفوس قوية مع العالم الروحي) .. وهم أصحاب تزكية النفوس ومجاهدتها وتطهير القلوب .. فهؤلاء يكونوا مؤيدين بأرواح طاهرة علوية (ملائكة) مددا من الله للتثبيت على الإيمان .. وقد يصاحبهم نفوس عامرة "بالإيمان" أرضية (من مؤمني الجن) .. وهؤلاء يكون لهم التأثير على الآخرين بصدق الهمة والإرادة في تغيير الآخر (إذا اتفق ذلك مع الإذن الإلهي) .. ويصلحون من أحوالك بالتأثير النفسي عليك مع تغيير عقلك وتوجيهك وإعادتك إلى رشدك وتصحيح مسارك .. بالعلم الصحيح أو الدعاء لك ..

- ويكفي أن يرجو لك الخير في قلبه ويسأل الله بصدق توجه أن يغير منك .. فيستجيب له الله .. بلا أسباب .. ولكن ينفعل معه قوى غيبية تؤيده في دعاءه كملائكة حاضرة وقد يتواجد نفوس عامرة مؤمنة من صالحي الجن .. والجميع يؤيده في دعاءه .. سواء علم بذلك أم لم يعلم .. لأنه لا يلتفت إلا إلى الله .. فلا يشغله تواجد هذا أو ذاك .. لأن مطلبه هو الله وليس الملائكة أو الجن .. ولا يفرح إلا بمعيته مع الله وليس بمعية جن ولا ملائكة ..!!

- ولكم في ذلك مثال : الدعاء بظهر الغيب .. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ) صحيح مسلم .

* وقد تتسائل وتقول : إذا كانت الخيرية ممكن أن تحدث بالدعاء القلبي من المؤمن .. فكيف تجلب الخيرية بالهمة والإرادة لغير المؤمن ..؟

- قلت لك : كما يحدث ضرر الحسد بالهمة والإرادة من غير المؤمن ..!! فلماذا تثبت لهم الضرر بالهمة هنا ولم تنتبه أن يكون لهم نفع بالهمة .. !!

- بل لو نظرت لهمتهم في تحصيل العلم الظاهري .. وآمنت أنه من فضل الله عليهم .. فما الذي يمنع أن يكون لهم همة في الباطن للبعض منهم كالحكمة والفراسة وغير ذلك من عطاءات ربوبيته .. كما يكون لهم همة في الظاهر للبعض منهم ..!!

- فانتبه لما ذكرته لك .. وتعلم الحكمة الوجودية .. وافهم دينك صح .. حتى لا يحدث لك إشكاليات في الفهم .. ويختلط عليك ما هو عطاء ربوبية وما هو عطاء ألوهية ..!!

- ولا تنسى كما أخبرتك سابقا .. أن إرادة الخير لها مدد .. وإرادة الشر لها مدد ..

- وعلى قدر مرادك يكن إمدادك ..!!

* البعض قد توسوس له نفسه : ويتسائل كيف يحصل على الهمة والعزيمة حتى يكون مثل هذه النفوس السابقة ؟

والجواب هو :

- لو كنت تعتقد أنك ستبحث عن العزيمة الإيمانية في نفسك بنفسك .. فأنت تسير في ضلال والشيطان حليفك .. لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ..

- ولو كنت تعمل مع الله حتى يرزقك العزيمة الإيمانية .. فأنت غافل عن كرامة الله فيك .. لأن مجرد عملك مع الله فهو عزيمة مع الله أوجدها فيك ..؟!! فأي عزيمة تبحث عنها حينئذ ؟!! ..

- ولو كنت تبحث عن عزيمة النفوس التي سبق الكلام عنها (نفوس روحية بالتأثير في الآخر) ونفسك طمعت في ذلك ظنا أنك بذلك ستساعد الغير ..!! فأنت تكون طلبت غير الله .. لأنك طلبت حظوظ نفسك وطلبت الشهرة .. لأنك لو كنت صادقا لطلبت من الله أن يعينك على نفسك ، ويعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته ، ويعينك أن لا تلتفت لغيره .. فضلا عن أن المؤمن يعلم أن العطاءات الربانية الخاصة تكون منح من الله وليس كسبا من العبد ..!!

- فكيف تريد أن تكون خيرا لغيرك .. وأنت لازلت جاهلا بنفسك ..!!

- يا أخي : فاقد الشيء لا يعطيه ..!!

- ونصيحة لك : لا تطمع في خصوصية عطاء دنيوي .. حتى لا يكون لعنة عليك من حيث لا تدري فتكون للشيطان وليا .. فاهتم بإيمانك مع الله وتوكل عليه .. واتركه يدبر لك ..!!

*************************

..:: س146: ما الفرق بين الكرامة النفسية والكرامة الدينية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- الكرامة في دين المسلمين حقيقتها قائمة على التقوى .. يقول تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات13 ..

- وبمعنى آخر : الكرامة هي الإستقامة .. أي دوام الحال الإيماني مع الله ..

- والإستقامة الدينية : لا تكون إلا عن مجاهدة نفس ابتغاء مرضاة الله ..

* ما الفرق بين الكرامة النفسية والدينية ؟
1- الكرامة الدينية : عند المسلم تنشأ عن عقيدته .. وهي عطاء ألوهية عند المسلم .. لأنه عطاء مخصوص ناتج عن علاقة مخصوصة مع مولاه .. والإشارة في ذلك من الحدبث القدسي ((وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) صحيح البخاري .

2- الكرامة النفسية : فهي تأتي من عطاء الربوبية (لأننا جميعا عيال الله) أي أن الله يعولنا برعايتة وفضله .. يقول تعالى: (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً) الإسراء20 .. والعطاء الدنيوي للجميع لا يوجد تمييز فيه لمؤمن أو لكافر .. إلا من حيث التمكين في الأرض لعزة دين الله ..

 *لكن ما معنى كرامة نفسية ؟

- يعني يكرمه في ملكاته النفسية التي أعطاها الله له .. كالعقل أو الجانب الروحاني أو شيء من الروحي ..

- وهذه الكرامة النفسية تأتي نتيجة اجتهاد في الحياة .. سواء اجتهاد علمي أو مجاهدة للصفات النفسية القبيحة ..

- مثال على عطاء العقل: التقدم العلمي في الغرب .. فهذا عطاء ربوبية .. لأنهم اجتهدوا فوجدوا .. وما كان عطاء ربك محظورا ..

- مثال على العطاء الروحاني: القدرة على التعامل مع الأرواح الخبيثة وطردها ..

- ومثال على العطاء الروحي: فيرزقهم الله الحكمة الدنيوية .. لأنهم اجتهدوا بحثا عن الحكمة فمنحهم الله الحكمة .. وقد يرزقهم  الرؤيات الصالحة أو خواطر طيبة .. فكل هذا عطاءات ربانية .. 

* يبقى الكافر والمؤمن يأخذ من عطاء الربوبية لأنه عطاء عام .. ولكن المؤمن فقط يأخذ من عطاء الألوهية لأنه عطاء خاص نتيجة عقيدة حق ..

* عشان كده الكافر في الآخرة سيجد نفسه واقفا أمام الله (التجلي الإلهي) وليس أمام الرب (التجلي الرباني) .. ولذلك يقول تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) النور39 .

- تأمل قوله (وجد الله) . ليه أتى بإسم الذات الإلهية هنا ؟ 
- لأن هذا يوم الحساب وهو مبني على العقيدة الحق ..

- وحينما يقول تعالى ( وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) الكهف49: 
- فالخطاب هنا كله للخلق .. أي لا تظن لأنك كنت مؤمن بي أني سأترك حق من ظلمته حتى ولو كان كافر بي .. لأني ربه وسأقتص له منك ..

* والكرامة النفسية لا تنقلب لكرامة دينية إلا بعقيدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ..

- وإلا فلماذا أهل الهند والصين بالرغم من كراماتهم النفسية سواء (الروحانية أوالروحية) .. لم يؤمنوا بالنبي الأمي ؟

- لأنهم محجوبون .. فقد أرادوا الحكمة .. ولم يريدوا الله .. أرادوا النعمة ولم يريدوا المنعم ..!! فكانت صفات الله لهم حجاب وليس ارتقاءات .

* ولذلك الذين يمارسون الرياضات النفسية كاليوجا وما شابه ذلك .. فما المقصود من وراء ممارستها ؟

- هل هو طلب الله أم طلب غير الله ؟ فلكل إنسان ما نوى ..

- فالذي طلب الله حقا سيجد الله حقا .. 

- والذي طلب الحكمة سيجد الحكمة  ..

- وصدق الله (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً) الإسراء20 ..

***************************

..:: س147: هل تصح الرقي البوذية والهندوسية ورقى غير المسلم عموما ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

أولا : لو كانت مفهومة المعنى لأصحاب لغاتها .. ننظر فيها هل مخالفة للشريعة الإسلامية أم لا .. وهل فيها استعانة بغير الله أم لا ؟

- فلو كانت فيها مخالفة للعقيدة أو للشريعة عموما .. فهذا باطل ولا يصح وعليك من الإثم بقدر ما اعتقدت فيما تم قرائته عليك ..

ثانيا: لو كان ما يقرأه هو مجرد عزائم روحانية نفسية لا علاقة لها بالعقيدة .. مثل (اخرج يا شيطان) (اخسأ يا لعين) (ارحل يا ملعون) .. وما شابه ذلك .. فلا حرج فيه ولا مانع ..

ثالثا : لو كانت الرقية بألفاظ مجهولة حتى لقارئها .. فلا يتم الرقية بها من بدايتها .. واهرب خوفا من كونها تسليط عليك أو استعانة بشيطان ..!!

***********************

..:: س148: ما الذي يصح من العزائم الروحانية عند الروحانيين ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

أولا : العزائم الروحانية (أي التي تؤثر في العالم الناري) .. لو كانت معلومة المعنى لأهل اللغات وليس فيها استعانة بجن أو شيطان .. فلا مانع منها .. مثل أن تكون عزائم نفسية مثل (اخرج يا شيطان) (اخسأ يا لعين) (ارحل يا ملعون) .. وما شابه ذلك .. فلا حرج فيه ولا مانع ..

ثانيا : لو كانت الرقية بألفاظ مجهولة حتى لقارئها .. فلا يتم الرقية بها من بدايتها .. واهرب من هذا الراقي .. خوفا من كونها تسليط عليك أو استعانة بشيطان .. أو فيها أي مخالفة للشريعة .. !!

- والمخالفة الشرعية : نقصد بها .. ما يكون فيها ألفاظ شرك أو توسل لجن أو لملائكة أو تعظيم للشيطان وإهانة للذات الإلهية .. !!

* ولذلك الرقية لابد أن تكون مفهومة ومعلومة الألفاظ لمجتمع ناطق يحيا بهذه اللغة .. ومعلومة لغيرهم .. حتى يُفهم منها أنه لا مخالفة فيها للشريعة ..!!

- والحمد لله الذي أغنانا بفضله عن غيره ..

****************************

..:: س149: لماذا يسعى الناس بحثا عن علاجهم في المجهول والغامض ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- كثيرا نجد بعض الناس يستهويهم البحث عن العزائم الروحانية التي بها ألفاظ غريبة ومجهولة ولا معنى لها في أي لغة ..!!

- وكنت أسأل :

* لماذا يستخدمون هذه العزائم الروحانية كالتي في كتاب شمس المعارف الشيطاني .. بدلا من كلام الله ؟

- فتكون الإجابة : لأن هذه العزائم فيها السر الملكوتي الذي سيحقق لهم أحلامهم وأطماعهم وأمانيهم ..!!

- وكأن الجن والشيطان هو من يفتح لهم باب الملكوت ..!!

* وصنف آخر من الناس يبحث عن أحزاب العارفين التي فيها ألفاظ مبهمة وغريبة وغير معلومة في أي لغة ..؟

- فتكون الإجابة : لأن فيها السر الرباني والملكوتي الذي سيفتح به الله عليه .. وهيطير في السماء ..!!

- وكأنه لا داعي لمجاهدة نفس ولا لتزكية قلب .. !!

- والسؤال الذي نسأله للجميع :

- أليس في كلام الله الذي باللغة العربية مدد ملكوتي أو أسرار ملكوتية أو سبب ليفتح به الله عليك ؟

- فإن قال: لا يوجد .. فقد علمنا أنه كفر بالقرآن ..

- وإن قال: نعم يوجد .. فقد علمنا أنه يئس في القرآن .. وإلا فلماذا لجأ لغيره ..؟!!

- فالأول كفر .. والثاني يأس .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!

* نصيحة لك أخي المؤمن :

إذا وجدت هالة من التعظيم حول عزيمة روحانية فيها آيات قرآنية وأسماء لله .. ومخلوط فيها ألفاظ مجهولة ويسمونها سريانية أو ملكوتية أو أسرار ... فاهرب من هذه العزائم واعلم أنك ستفتح على نفسك باب للشيطان .. !!

- وإياك والبحث فضولا في الغيبيات .. لأن الفضول يحجبك عن الوصول (لله) .. ويقطعك عن الأصول (روح الإيمان) .. واحفظ الله يحفظك كلما اتجهت إليه .. واستعن به ليصح توكلك عليه .. ولا تلتفت لغيره لأن غيره ميت وهو كافي من فوض أمره إليه .. سبحانه حي قيوم يجير ولا يجار عليه .. وهو الغني ونحن الفقرآء إليه .. فكيف لا ترجو من لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه ؟!!   

************************

..:: س150: هل القرآن والأسماء الحسنى ليست من لغة الملكوت ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

* انتبه : لا تنخدع بمن يقولون لك : هذه ألفاظ سريانية بلغة الجن ومعناها توسل بأسماء الله الحسنى .. لا .. فهم ضلالية لسببين :

الأول : لو كانت أسماء الله الحسنى .. فلماذا لم ينطق بأسماء الله الحسنى .. ولو قال أنها أسماء ملكوتية .. فقل له : وهل أسماء الله الحسنى بالعربي ليست ملكوتية ؟!!

- أفلا تعقلون ..!!

الثاني : لأن اللغة السريانية معلومة ومعروفة لأصحابها وتدرس حتى يومنا هذا ..!!

- وتم عرض عزائم روحانية كثيرة من كتاب شمس المعارف الشيطاني .. على أهل الإختصاص باللغة السريانية .. وقالوا لا علاقة للسرياني بهذه العزائم .. وإنما هي لغة غير معروفة .. !!

- ولكن لا تسمح لروحاني يتلاعب بعقلك ويضللك .. ويقول لك أن هذه لغات سريانية أو لغات أهل الملكوت ..!! لا .. ليه ؟

- لأن النبي جاء بوحي مستقيم من السماء بلسان عربي مبين .. فهل القرآن ليس من لغات أهل الملكوت ..؟!!

* وطالما القرآن هو من لغة أهل الملكوت .. فلماذا تركت القرآن والأسماء الحسنى المعلومة والمعروفة بالعربي .. وذهبت إلى النطق بالمجهول الغير معلوم في أهل اللغات .. إلا إذا كان ما تقوله هو ضلال محض ومن لغة الشياطين .. يا ولي الجن وخادمه وعبده الذليل ..؟!!

* لماذا خدام الجن يخلطون الحق بالباطل ؟

 - خدام الجن وأولياؤه الذين يقرأون دعوات روحانية ويخلطون بعض الآيات القرآنية بألفاظ مجهولة المعنى .. أو يخلطون أسماء ربانية عربية بأسماء أخرى شيطانية مجهولة المعنى يسمونها أسرار .. وسبب خلط الآيات والأسماء الحسنى بالألفاظ الغريبة المجهولة المعنى .. حتى يخدعوا المؤمنين بأن هذه العزائم هي صحيحة بدليل أن يصاحبها آيات وأسماء ربانية ..

- أما عن الألفاظ المجهولة فيسمونها أسرار العزيمة .. وفي الحقيقة هي نار العزيمة لأنك ستحترق بها في الآخرة لأنها قد تكون استعانة بجن أو شياطين أو شرك بالله أو فيها إهانة للذات الإلهية وتعظيما للشيطان ..!!

- ويقولون أيضا على ألفاظهم المطلسمة أنها سريانية .. وهذا كذب آخر وخدعة أخرى .. لأن اللغة السريانية لغة معلومة ولها دارسيها ولازال بعض أهل الشام يتكلمون بها .. وأهل الديانة المسيحية يدرسونها لأنها فرع من اللغة الآرمية وهي لغة السيد المسيح عليه السلام ..!!

- وبالعقل ببساطة نقول : لو كانت لغة سريانية كما يزعم خدام الجن وأولياؤه .. هل كان سكتوا عن ترجمة هذه الألفاظ إلى العربية طالما أصبحت مفهومة ومعلومة .. !! حتى على الأقل ليثبتوا للعالم أن ما يفعلونه هو صواب ولا سحر فيه ولا شيطنه ولا ولاية للجن وليس فيها خدمة وإهانة وتذلل للجن ..!!

- مش كده ولا إيه ؟!!

***************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..