ج24: رسالة علم الرقية الشرعية - ما هو مفهوم الوسائط مع الرقية - ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات العضوية (الجسدية) - ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات النفسية - ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات الروحانية كالمس والسحر - لماذا لم يستخدم النبي أي وسائط خارجية في العلاجات الروحانية أو للتحصينات - ما هي الوسائط العلاجية الخارجية التي تم استخدامها بدون رقية - الفرق بين الإصابة الروحانية والتسليط الروحاني - حديث (اخرج عدو الله) لا يشير لدخول أو خروج للجن.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة 

- علم الرقية الشرعية -

( من القرآن والسنة النبوية )

- الجزء الرابع والعشرون -

* فهرس :

..:: الفصل العشرون :: الوسائط المستخدمة مع الرقية ::

1- س151: ما هو مفهوم الوسائط مع الرقية ؟

2- س152: ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات العضوية (الجسدية) ؟

3- س153: ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات النفسية ؟

4- س154: ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات الروحانية كالمس والسحر ؟

5- الفرق بين الإصابة الروحانية والتسليط الروحاني ؟

6- حديث (اخرج عدو الله) لا يشير لدخول أو خروج للجن ؟

7- س155: لماذا لم يستخدم النبي أي وسائط خارجية في العلاجات الروحانية أو للتحصينات ؟

8- س156: ما هي الوسائط العلاجية الخارجية التي تم استخدامها بدون رقية ؟

************************

..:: الفصل العشرون ::..

:: الوسائط المستخدمة في الرقية ::

***********************************

..:: الرقية والوسائط  ::..

*******************************

..:: س151: ما هو مفهوم الوسائط مع الرقية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

 - الوسائط : هي الأسباب والوسائل الجائز استخدامها أثناء الرقية .. وتكون كعامل مساعد إضافي مع الرقية الكلامية المنطوقة ..

- وقد ترائى لي وتبين من تتبع الأحاديث أن هذه الوسائط على أقسام ..

1- وسائط إلهية: وهي الرقية الربانية ويشمله الدعاء ..

2- وسائط ذاتية: وهي ما كان من ذاتية الإنسان .. كلمس اليد أو استخدام الريق .. أو العزيمة النفسية ..

3- وسائط خارجية: الماء والملح والتراب .. في العلاجات العضوية والنفسية .. ولم يستخدم أي وسيط خارجي في العلاجات الروحانية ..!!

* انتبه أخي الحبيب :

- نحن نتكلم هنا عن استخدام الرقى . وليس عن مطلق العلاجات الدوائية التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم .. لأن النبي تداوى عضويا بغير الرقى مثل التداوي بالأعشاب والحجامة .. وإنما هذه الرسالة خاصة بالرقى وما يرتبط بها من أسباب ووسائل تستخدم مع الرقية .. وقد فعلها النبي أو أرشد إليها ..

******************************

..:: س152: ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات العضوية (الجسدية) ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- نعم قد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الوسائط الثلاث (الإلهية والذاتية والخارجية) في الإصابات العضوية ..

* أولا: الدليل على استخدام الوسائط الإلهية فقط :

1- عن السيدة عائشة قالت : (كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ) صحيح مسلم .

- معنى (اشتكى) : أي أصابه مرض مؤلم وموجع ..

- وقوله (وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ) : يشمل كل إصابة سواء عضوية أو نفسية أو روحانية ..

2- عن السيدة عائشة قالت (أنَّ جِبْرِيلَ ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ ؟ فَقالَ : نَعَمْ قالَ : باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح مسلم .

- وقوله (مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ): يشمل كل إصابة سواء عضوية أو نفسية أو روحانية ..

3- موافقته لفعل الصحابي الذي رقى فقط بالقرآن .. جاء عن خارجةَ بنِ الصَّلْتِ التميميِّ عن عمه : (أنه أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلم – فأسلم ، ثم أقبلَ راجعاً مِنْ عنده، فمرَّ على قومِ عندَهم رَجُلٌ مجنونٌ مُوثَقٌ بالحديدِ، فقال أهلُه: إنَّا حُدِّثْنا أن صاحبَكم هذا قد جاء بخيرٍ، فهلْ عندكم شيءٌ نُداويه ؟ فرقَيتُه بفاتحةِ الكتابِ ، فبرأ، فأعطَوني مئة شاةٍ ، فأتيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - فاخبرتُه، فقال: "هلْ إلا هذا؟ " - وقال مُسَدَّدٌ: في موضعٍ آخر: "هل قلت غير هذا؟ " قلت: لا، قال: "خُذها، فَلَعَمْرِي لَمَن أكلَ برقيَةِ باطلِ لقد أكلتَ برُقْيَةِ حَقٍّ) صحيح أبي داوود – وذكره الألباني أيضا في الصحيحة .. وقال الأرنؤوط : اسناده حسن .

* ثانيا: الدليل على استخدام الوسائط الإلهية والوسائط الذاتية فقط :

1- استخدم - النفث واليد - مع الرقية :

- عن السيدة عائشة قالت : ( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الذي مَاتَ فِيهِ ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عليه وَأَمْسَحُهُ بيَدِ نَفْسِهِ ، لأنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي ) صحيح مسلم ..

2- استخدم - اليد فقط - مع الرقية :

- عن السيدة عائشة قالت : (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا اشْتَكَى مِنَّا إنْسَانٌ ، مَسَحَهُ بيَمِينِهِ ، ثُمَّ قالَ: أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) صحيح مسلم .

- عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فرقاني ومسحها) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط :  إسناده قوي .

- وفي رواية بلفظ (أَنَّهُ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَقَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ بِيَدِهِ) رواه الحاكم .. وقال: حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ .. ووافقه الذهبي .

- عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ قال : ( أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ ، وَقُلْ : "باسْمِ اللهِ" ثَلَاثًا ، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ : "أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ") صحيح مسلم ..

3- استخدام اليد في المسح على مكان الإصابة مع القراءة بالقرآن والتفل على مكان الإصابة :

- كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري الذي ذهب لرقية رجل مصاب فقال (فأتَيْتُه فجعَلْتُ أمسَحُه وأقرَأُ بفاتحةِ الكتابِ حتَّى برَأ فأخَذ الشَّاءَ فقُلْنا : نأخُذُها ونحنُ لا نُحسِنُ نَرقي فما نحنُ بالَّذي نأكُلَها حتَّى نسأَلَ عنها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْناه فذكَرْنا ذلك له قال : فجعَل يقولُ : (وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ) ؟ قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (كُلوا واضرِبوا لي معكم بسَهمٍ) صحيح بن حبان واللفظ له ، وكذلك رواه البخاري ومسلم .

- وفي رواية أبي داوود بلفظ (فأتاهُ فقرأَ علَيهِ بأمِّ الكتابِ ، ويتفلُ حتَّى برأ كأنَّما أُنْشِطَ من عقالٍ) ..

- وفي رواية البخاري بلفظ (فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عليه، وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ) ..

- ومعنى (التفل) هنا : هو وضع شيء من ريقة على مكان لدغة العقرب .. وليس معناه أنه كان يبصق على المصاب في كل مكان كما يظن من قد غلبه الجهل والإنحراف ..

* ثالثا: الدليل على استخدام الوسائط الإلهية والوسائط الذاتية والوسائط الخارجية معا جميعا :

1- استخدم التراب مع - أصبع اليد - مع الرقية :

- عن السيدة عائشة قالت : (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ لِلْمَرِيضِ: بسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، برِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا بإذْنِ رَبِّنَا) صحيح البخاري .

* وجاء في رواية بلفظ : (عن عائشةَ قالَت : كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ للإنسانِ إذا اشتَكَى يقولُ بريقِهِ ثمَّ قالَ بهِ في التُّرابِ تُربَةُ أرضِنا بِريقةِ بعضِنا يُشفَى سَقيمُنا ، بإذنِ ربِّنا) صحيح أبي داوود .

* وفي رواية بلفظ (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى الإنْسَانُ الشَّيْءَ منه، أَوْ كَانَتْ به قَرْحَةٌ، أَوْ جُرْحٌ، قالَ: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بإصْبَعِهِ هَكَذَا .. "وَوَضَعَ سُفْيَانُ" سَبَّابَتَهُ بالأرْضِ ، ثُمَّ رَفَعَهَا : باسْمِ اللهِ ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا ، برِيقَةِ بَعْضِنَا ، لِيُشْفَى به سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا) صحيح مسلم .

- معنى (قَرْحَةٌ) : بفتح القاف وضمها ما يخرج من الأعضاء مثل الدمل ..

- معنى (قالَ: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بإصْبَعِهِ) : أي أشار بها قائلاً ..

- قوله (ووضع سفيان) : أي سفيان أحد رواة الحديث يشرح كيف كان فعل النبي .. فوضع سبابته على الأرض .... إلى آخر الحديث ..

* قال الشيخ شهاب الدين أبو العباس الرملي رحمه الله (المتوفى: 844 هـ) :

- والمعنى: أنه يأخذ من ريق نفسه على السبابة ، ثم يضعها على التراب فيتعلق بها شيء منه ، ثم يمسح به الموضع الجريح أو العليل ، ويقول هذا الكلام في حال المسح .

* (يشفى سقيمنا بإذن ربنا) نسب الشفاء إلى إذن اللَّه تعالى دون الريق والتراب والأسماء ؛ فإنها لا تفعل بذاتها دون إرادة اللَّه تعالى، فإن اللَّه تعالى هو شافي السقيم سبحانه بأسباب أعلم خلقه بها وأجرى العادة بها ..

شرح سنن أبي داود لابن رسلان ج15 ص635-636 .. باختصار في كلامه ..

* قال الشيخ نور الدين الملا القاري رحمه الله (المتوفى: 1014هـ):

* قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ الرُّقَى مِنْ كُلِّ الْآلَامِ، وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ أَمْرًا فَاشِيًا مَعْلُومًا بَيْنَهُمْ.

قَالَ: وَوَضَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبَّابَتَهُ، وَوَضْعُهَا عَلَيْهِ يَدُلُّ عَلَى اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ عِنْدَ الرُّقَى.

* قَالَ النَّوَوِيُّ: الْمُرَادُ بِأَرْضِهَا جُمْلَةُ الْأَرْضِ، وَقِيلَ: أَرْضُ الْمَدِينَةِ خَاصَّةً لِبَرَكَتِهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْخُذُ مِنْ رِيقِ نَفْسِهِ، عَلَى إِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى التُّرَابِ، فَيَعْلَقُ بِهَا مِنْهُ، فَيَمْسَحُ بِهَا عَلَى الْمَوْضِعِ الْجَرِيحِ وَالْعَلِيلِ ، وَيَتَلَفَّظُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي حَالِ الْمَسْحِ .

* وَقَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى الْفَهْمِ مِنْ صَنِيعِهِ ذَلِكَ، وَمِنْ قَوْلِهِ هَذَا أَنَّ تُرْبَةَ أَرْضِنَا إِشَارَةٌ إِلَى فِطْرَةِ آدَمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَرِيقَةُ بَعْضِنَا إِشَارَةٌ إِلَى النُّطْفَةِ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا الْإِنْسَانُ فَكَأَنَّهُ يَتَضَرَّعُ بِلِسَانِ الْحَالِ، وَيُعَرِّضُ بِفَحْوَى الْمَقَالِ: إِنَّكَ اخْتَرَعْتَ الْأَصْلَ الْأَوَّلَ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ أَبْدَعْتَ بَنِيهِ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، فَهَيِّنٌ عَلَيْكَ أَنْ تَشْفِيَ مَنْ كَانَ هَذَا شَأْنَهُ، وَتَمُنَّ بِالْعَافِيَةِ عَلَى مَنِ اسْتَوَى فِي مِلْكِكَ حَيَاتُهُ وَمَمَاتُهُ.

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج3 ص1124-1125 .. مختصرا .

2- وقد استخدم الماء والملح - واليد - مع الرقية :

- عن علي بن أبي طالب قال أن النبي لدغته عقرب وهو يصلي ففعل الآتي : (دَعَا بِمَاءٍ وَمِلْحٍ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا" وَيَقْرَأُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ - وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ .. قال الهيثمي : وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ .. وذكره الألباني في الصحيحة (548) ..

**********************************

..:: س153: ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات النفسية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- تكلمنا في الإصابات النفسية من قبل .. وكان من جملتها الإصابة بالحسد من نفوس البعض ..

- وقد استخدم النبي وسائط مع الرقية في ذلك .. وهي اليد والنفث ..

- وتارة أخرى لم يستخدم الرقية .. وإنما مجرد وسائط فقط .. وهي ماء الإغتسال من الحاسد ..  

1- أما عن دليل استخدام الوسائط الذاتية (اليد والنفث) مع رقية الحسد وغيرها من الإصابات التي تسبب وجع :

- عن أبي سعيد الخدري قال : (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ من عينِ الجانِّ ، وعينِ الإنسِ ، فلما نزلتِ المُعوِّذتانِ ، أخذ بهما ، وترك ما سوى ذلك) صحيح النسائي وصحيح بن ماجه – وقال الأرنؤوط في تخريج المسند (24/468) في التعليق : إسناده صحيح ..

- هذا الحديث فيه دلالة على استخدامه المعوذتين للتعوذ بهما من حسد الجن والإنس .. !! ولكن الحديث التالي يبين كيفية استخدام المعوذتين .. للعلاج بصفة عامة من أي ألم كان يصيبه ..

- وطريقة استخدم المعوذتين أنه كان ينفث بهما .. عن السيدة عائشة قالت : ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، وَيَنْفُثُ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا . وفي روايةٍ : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ ) صحيح مسلم .

- ومعنى (النفث) : نفخ هواء من الفم بلا ريق ..

- وسيأتيك فصل خاص على مسألة (النفث والتفل) .. 

2- أما عن دليل استخدام الوسائط الخارجية لعلاج الحسد بدون رقية (بالإغتسال فقط) :

- عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري قال (مرَّ عامرُ بنُ ربيعةَ بسَهلِ بنِ حنيفٍ وَهوَ يغتسلُ فقالَ لم أرَ كاليومِ ولا جِلدَ مُخبَّأةٍ فما لبثَ أن لُبِطَ بِهِ فأتيَ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ .. فقيلَ لَهُ أدرِك سَهلًا صريعًا .. قالَ : من تتَّهمونَ بِهِ .. قالوا: عامرَ بنَ ربيعةَ .. قالَ: علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ .. إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ .. ثمَّ دعا بماءٍ .. فأمرَ عامرًا أن يتوضَّأَ فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ورُكبتيْهِ وداخلةَ إزارِهِ وأمرَهُ أن يصبَّ عليْهِ) صحيح بن ماجه .

3- أما عن دليل استخدام الرقية لعلاج الحسد (أو أي إصابة على العموم) بالوسائط الإلهية (أي بالرقية فقط) :

- للحسد رقى كثيرة جاءت في النص بدون وسائط .. مجرد رقية دعائية مثلما جاء عن السيدة عائشة قالت (أنَّ جِبْرِيلَ ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ ؟ فَقالَ : نَعَمْ قالَ : باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح مسلم .

- عن السيدة عائشة قالت : (كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ) صحيح مسلم .

- معنى (اشتكى) : أي أصابه مرض مؤلم وموجع ..

****************************

..:: س154: ما هي وسائط النبي في العلاج بالرقى من الإصابات الروحانية كالمس والسحر ؟ ::..

(الفرق بين الإصابة الروحانية والتسليط الروحاني)

(حديث (اخرج عدو الله) لا يشير لدخول أو خروج للجن !!)

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- طبعا لا يخفى عنك أن الوسواس درجه من درجات المس الروحاني .. ويكفيك قوله تعالى (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) الأعراف200-201 .. !! .. وهذا النزغ والطائف عند علماء التفسير .. يقصد به عارض من وسواس الشيطان يعترض المؤمن الصادق بوسوسته لتحريضهم على ما فيه مخالفة لمنهج الله ..

* وهناك فرق بين الإصابة الروحانية والتسليط الروحاني :

- فالتسليط الروحاني : هو مجرد إرسال وساوس أو خيالات .. دون تمكين من الإنسان !! ومثاله وسواس الفكرة كتحريض على شيء ما في لحظة معينة نتيجة غضب أو شهوة ..

- ولكن الإصابة الروحانية : هي حدوث ضرر تظهر نتيجته على عقل الإنسان أو على جسده أو في نفسه .. ومثاله الصرع الروحاني أو سحر يسبب خلل في جزء ما في تكوينك الإنساني سواء في ظاهرك أو نفسيتك ..

* أحوال النبي في علاج الإصابات الروحانية :

- اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بالإستعاذة واللجوء إلى الله .. لأن العالم الغيبي من جملة ما لا يستطيع الإنسان على دفعه عنه إلا بالله .. ولذلك اختص الله به ذاته لترجع إليه وتحتمي به ..

- عشان كده حينما تجد أحد يستعين بالجن في دفع شر أو جلب خير .. فقد دخل في دائرة المحرمات بلا ريب .. لأنه استعان بالأسباب المحرم عليه استخدامها ..

* أما عن أدلة فعل النبي في التسليطات والإصابات الروحانية :

1- قد يكون باللجوء إلى الله داعيا وليس راقيا .. لمعرفة العلة والعلاج .. كما حدث حينما أراد به بعض اليهود ضررا بالسحر .. كما جاء في الحديث (إذا كان ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ دعا) صحيح البخاري وبن حبان .

2- اللجوء إلى الله باستخدام المعوذتين وقلنا سابقا .. أن الأدلة العامة تشير على أنه لا مانع من استخدام الوسائط الذاتية مع الرقية كاليد مع أي إصابة مهما كان نوعها .. ودليل ذلك :

- عن السيدة عائشة قالت : (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ ، ومَسَحَ عنْه بيَدِهِ ، فَلَمَّا اشْتَكَى وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ ، طَفِقْتُ أنْفِثُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ الَّتي كانَ يَنْفِثُ ، وأَمْسَحُ بيَدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه) صحيح البخاري .

3- السماح للآخرين بأن يرقوه باسم الله .. كما رقته السيدة عائشة بالمعوذتين ، وكما رقاه سيدنا جبريل عليه السلام .. كما جاء عن أبي سعيد الخدري قال : (أنَّ جِبْرِيلَ ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ ؟ فَقالَ: نَعَمْ .. قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ) صحيح مسلم .

- وعن السيدة عائشة قالت : (كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ) صحيح مسلم .

- معنى (اشتكى) : أي أصابه مرض مؤلم وموجع ..

- وتأمل قوله (مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ) : فإنها رقية عن كل ما يضر ويؤذي الإنسان على العموم ..

- وقوله ((وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ) : يدل على أنها رقية من كل داء على الإطلاق دون تخصيص لداء دون داء ..

4- التوسل داعيا بإسم الله الشافي من أي مرض مهما كان سببه .. كما جاء في الحديث عن السيدة عائشة  حيث قالت (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أُتِي بالمريضِ يَدْعو ويقولُ : (أذهِبِ البأسَ ربَّ النَّاسِ اشفِ أنتَ الشَّافي لا شفاءَ إلَّا شفاؤُك شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا) صحيح بن حبان .. وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح .

- ثانيا : استخدام الوسائط بدون رقية في العلاجات الروحانية :

- فإذا علمت ما سبق .. فقد فهمت أن الرقية من الوسواس في أصلها هي الإستعاذة بالله رب العالمين .. ودليلها ما سبق من قوله تعالى .. وقد يصاحبها استخدام وسيط ذاتي مثل (التفل) .. ولها دليل من الحديث عن أبي العلاء البياضي قال : (أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ، فَقالَ : يا رَسولَ اللهِ ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ : ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه ، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي) صحيح مسلم .

- وَمَعْنَى (يَلْبِسُهَا) : أَيْ يَخْلِطُهَا وَيُشَكِّكُنِي فِيهَا ..

- وهناك رواية ثانية لنفس القصة تشير إلى أن النبي استخدم الوسائط الذاتية (اليد والنفث والعزيمة النفسية) في علاج الصحابي عثمان بن أبي العاص .. ودليل ذلك :

- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: (لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ .. جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي؛ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ .. رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، قَالَ: "ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ"، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ"، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "إلْحَقْ بِعَمَلِكَ"، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ) صحيح بن ماجه ..

* إشكالية في الروايات السابقة :

* فرواية الإمام مسلم تقول أن النبي أرشد الصحابي عثمان .. ورواية بن ماجه تقول أن النبي ساعد الصحابي عثمان .. وكلاهما بسند صحيح ..!! وإن كان رواية مسلم مقدمة على رواية بن ماجة بلا ريب ..!!

- في رواية بن ماجه التي فيها (اخرج عدو الله) .. فيها راوي ثقة ولكن اختلط عليه في بعض الأحاديث .. ولعل يكون هذا الحديث منهم ..!! وهذا قد يسبب شك في الحديث .. !! خاصة وأن ليس له شواهد تؤيده ..!!

- وقال البعض أن هاتين واقعتين مختلفتين .. ولكن هذا القول لا يستقيم مع نهايات كلا الحديثين .. حيث قال في الأول (فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي) ، وفي الثاني (مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ) ..!! ففي الحالتين لم يعد موجودا هذا الوسواس .. فإذا كانت واقعتين أو موقفين مختلفين .. فنهايات الأحاديث تشير لعدم وجود موقف آخر .. لأن الوسواس قد انتهى .. فكيف يكون واقعتين مختلفتين ..؟!!

- ولو كانت واقعتين مختلفتين .. فليس من المعقول أن يكرر عليه النبي في المرتين أن هذا فعل الشيطان .. لأنه يتكلم مع صحابي له قدره بدليل أنه أعطاه الإمامة في الصلاة .. ولا يتكلم مع أحمق غبي ..!!

- والذي يرشدك على أن هذه كانت واقعة واحدة وحدث واحد .. هو أن علماء الحديث يشيرون للأحاديث كشواهد لبعضها البعض .. ولم يشر أحد منهم إلى أن كلاهما حادثتين مختلفتين ..!!

- فلو ثبت أن هذه حادثة واحدة .. فرواية بن ماجة مردودة بلا شك .. ومقدم عليها رواية مسلم ..

- ولو كانت حادثة متكررة فعلى القائل بتكرر الحادثة أن يثبت ذلك التكرار ، ويحل الإشكالات السابقة ..

- وإلا فحديث رواية مسلم مقبولة .. ورواية بن ماجة تكون مردودة ..!!

- ومن لديه علم في ذلك فليأتنا بعلم من ذلك .. حيث ذلك منتهى علمي في المسألة السابقة .. والله أعلم ..

* ملحوظة هامة جدا عن حديث (بن ماجه) السابق :

- مهما كانت روايات الأحاديث السابقة .. فرواية بن ماجة ليس فيها دليل على ما أسماه البعض بالتلبس الروحاني أو دخول الجن .. ومن قال ذلك من مشايخ الفكر الوهابي كالشيخ الألباني وغيره .. فقد تأول الحديث بما لم يحتمله .. وخالف بذلك علماء المسلمين سلفا وخلفا .. لأن المعلوم أن الحديث عن الوسواس .. ولا علاقة لحديث (بن ماجه) بما يُسمى بالتلبس ولا علاقة للحديث بدخول وخروج الجن من جسم الإنسان ..!!

- وإلا من يقول بذلك فهو مخالف للقرآن .. لأن الله تعالى يقول (الذي يوسوس في صدور الناس) .. فهل معنى (في) ترشدنا إلى أن الشيطان دخل في صدور الناس .. أم أنه أرسل أثر وسوسته في الصدر .. ؟!!

- بالتأكيد يقصد أثر الوسوسة يظهر في الصدر .. كالفكرة التي تدور في بالك ..!!

- ولا يخفى أنه لا يوجد شيء في الشريعة الإسلامية اسمه (لبس روحاني) أو لبس من الجن .. وإنما هذا مصطلح اخترعه البعض ليخيفوا الناس ويوهموهم بقدرة الجن الفائقة في التصرف بالإنسان ..!! 

- والذي يقول أن كلمة (مس) في القرآن معناها يشير على تلبس الشيطان بالإنسان .. فقد كذب على الله .. وعمل على تحريف كلام الله عن مقصده .. فمن يقل بهذا التحريف بعد علمه بالحقيقة فقد اكتسب إثما بإخافة الناس من الجن وتعظيما للشيطان في النفوس .. ولا يخفى أن ما يترتب على ذلك من كسب مال فهو يكون مال سحت .. وتضليل في الدين .. وكذب على كلام الله بما لم يقل به سبحانه .. !!

- فانتبه من معلوماتك يا مؤمن ولا تتبع الضلالية ..!!

- انتبه :

- فإن كلامي السابق لا يناقش مسألة دخول وخروج الجن .. وإنما أناقش دليل .. استدل به البعض على دخول وخروج الجن ..  وهو حديث بن ماجه السابق .. ولا دليل ولا حجة أصلا في هذا الاستدلال بهذا الحديث في هذه المسألة ..

- ولم أجد في مصادري المتوفرة عندي .. أنه قد أشار أحد من الصحابة ولا التابعين ولا فقهاء المذاهب الأربعة ولا علماء الحديث في شرحهم للأحاديث السابقة .. إلى أن حديث الإمام (بن ماجه) يدل على دخول الجن في جسم الإنسان ..!!

- فكيف دخل هذا الفكر الغريب على المسلمين ..!!

- ورجاء منك أخي المؤمن : من يجد دليل على أن أحد من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم حتى القرن السادس الهجري أو شراح الحديث من السلف أو الخلف أو فقهاء المذاهب الأربعة .. قد أشار لحديث الإمام (بن ماجه) على أنه يدل على دخول الجن في جسم الإنسان ... فليرشدني إلى هذا الدليل .. جزاه الله خيرا ..!!

- وللتوسعة في ذلك الأمر سيكون هناك رسالة خاصة بالمس الروحاني أو مس الشيطان .. أسأل الله التيسير في إخراجها ..

- ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!

****************************

..:: س155: لماذا لم يستخدم النبي أي وسائط خارجية في العلاجات الروحانية أو للتحصينات ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

- ببساطة لأن الله قد تكفل بإعاذتك من الشيطان بشرط أن تستعيذ به سبحانه .. لأن الشيطان من العالم الغيبي الذي لا استطاعة لك في دفعه عنك إلا بالله .. وليس لك علم تستطيع أن تحاربه به سوى الإستعاذة بالله .. أو تتذلل لعالم الجن وتستعيذ بهم لدفع الضر عنك .. ولا يخفى ما في ذلك من رهق واعتداء على كلام الله بالعصيان ..!!

- ومن يقل بجواز التذليل للجن والإستعاذة به (متسترا تحت مسمى التسخير) ويستدل كما سيدنا سليمان ..!! فطالما قال بتسخير الجن فليأتني بدليل التسخير له من رب العالمين .. لأن الله قال عن سليمان (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ) سبأ12 .. أي أن الله هو الذي ذلل له الجن ليعملون تحت إمارته .. وليس هو من يطلب منهم ذلك أو يرجوه منهم ..!!

- فالذي يستبيح التسخير ويستدل بتسخير الجن لسليمان .. فليأتنا بأمر رب العالمين له بذلك .. كما حدث مع سليمان عليه السلام .. وإلا فهو كذب على الله في استدلاله .. وصدق عليه قول الله (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) الجن6 ..!!

**************************

..:: س156: ما هي الوسائط العلاجية الخارجية التي تم استخدامها بدون رقية ؟ ::..

* قلت (خالد صاحب الرسالة) ..

1- الحجامة والخضاب : عن سلمى أم رافع خادم النبي قالت : (ما كانَ أحدٌ يَشتَكي إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وجعًا في رأسِهِ إلَّا قالَ: احتجِم، ولا وجعًا في رجليهِ، إلَّا قالَ اخضِبهُما) صحيح أبي داوود .

- معنى (اخضبهما) : والخضاب هو الحناء وهي توضع أسفل قدم الرجل .. لتمتص الألم ..

- ومفعول الحناء يشبه مفعول خل التفاح أو الماء بالملح الذي يتم وضع القدم فيه .. والله أعلم .

- عن أنس بن مالك عن النبي قال (إِنَّ أفضلَ ما تَدَاوَيْتُمْ بهِ الحِجَامَةُ ، أوْ : إنَّ من أَمْثَلِ ما تَدَاوَيْتُمْ بهِ الحِجَامَةَ) صحيح مسلم

- وعموما ستجد أن الحجامة .. استخدامها في السنة النبوية للعلاج العضوي فقط ..  وما ذكره الإمام بن القيم عن أن النبي استخدم الحجامة حينما سُحر .. فهو قول باطل وفاسد ولا يصح قوله ..!! (وهناك رسالة خاصة جدا عن الحجامة .. أسأل الله تيسير نشرها .. آمين) .

2- ماء الإغتسال والوضوء .. كما قلنا سابقا أن النبي أرشد لعلاج الحسد بماء الإغتسال .. - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري قال (مرَّ عامرُ بنُ ربيعةَ بسَهلِ بنِ حنيفٍ وَهوَ يغتسلُ فقالَ لم أرَ كاليومِ ولا جِلدَ مُخبَّأةٍ فما لبثَ أن لُبِطَ بِهِ فأتيَ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقيلَ لَهُ أدرِك سَهلًا صريعًا قالَ من تتَّهمونَ بِهِ قالوا عامرَ بنَ ربيعةَ قالَ علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ ثمَّ دعا بماءٍ فأمرَ عامرًا أن يتوضَّأَ فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ورُكبتيْهِ وداخلةَ إزارِهِ وأمرَهُ أن يصبَّ عليْهِ) صحيح بن ماجه .  

3-  العسل : عن أبي سعيد الخدري قال (أنَّ رَجُلًا أتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: أخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أتَى الثَّانِيَةَ ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أتاهُ الثَّالِثَةَ فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أتاهُ فقالَ: قدْ فَعَلْتُ ؟ فقالَ: صَدَقَ اللَّهُ ، وكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ ، اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقاهُ فَبَرَأَ) صحيح البخاري .

- وهناك ما هو غير ذلك من العلاجات .. ولكن اكتفيت بما سبق لشهرته عند عموم الملسمين .. وما سبق كان لبيان أن هناك علاجات قد فعلها أو أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم .. وكانت بدون رقية .. ولكن كلها عن علاجات عضوية ..

*************************

..:: الفصل الحادي والعشرون ::..

:: مسائل على الوسائط في العلاجات ::

*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..