ج2: رسالة التعريف بطريقة ومنهج المؤمنين في العلاقة مع الله - ضوابط إيمانية هامة عليك أن تعرفها قبل أن تتبع منهجنا - لا تنخدع بزينة الكلام وعالم الكشف - اتهم نفسك بالتقصير حتى ترتقي بهمتك وعزيمتك - مجاهدة نفسك يصاحبها ابتلاء ومرافقة النبي - اطلب طهارة القلب بمعرفة صفات القلب - لا تخاف من عالم الخيال ولا الأحلام - احترم قدرك وأقدار الآخرين من مفهوم العدل الإلهي - كن عبدا لله سواء اعطاك أو منعك - العبادة رزق فارضى بما قسمه الله لك - لا تتعجل ثمرة العبادة - كن مطمئنا هادئا في علاقتك مع الله - لا تجعل الذنب حجاب في العلاقة بينك وبين الله .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة التعريف بالحقائق والضوابط الإيمانية

لطالب القرب من الحضرة الإلهية

طريقة ومنهج أهل الإيمان في العلاقة مع الله

(أساسيات واجبة  - وضوابط لازمة)

(الجزء الثاني)

- ضوابط إيمانية هامة في العبادات عليك أن تعرفها قبل أن تتبع منهج أهل الإيمان -

* فهرس :

الجزء الثاني - ضوابط في العبادات - لطالب الطريق إلى الله بحق الإيمان - عليه أن ينتبه لها أو يحترس منها:

1- الضابط الأول: لا تنخدع بزينة الكلام وعالم الكشف ؟

2- (الضابط الثاني): اتهم نفسك بالتقصير حتى ترتقي بهمتك وعزيمتك ؟

3- (الضابط الثالث): مجاهدة نفسك يصاحبها ابتلاء ومرافقة النبي ؟

4- (الضابط الرابع): اطلب طهارة القلب بمعرفة صفات القلب؟

5- (الضابط الخامس): لا تخاف من عالم الخيال ولا الأحلام ؟

6- ( الضابط السادس): احترم قدرك وأقدار الآخرين من مفهوم العدل الإلهي ؟

7- (الضابط السابع): كن عبدا لله سواء اعطاك أو منعك؟

8- (الضابط الثامن): العبادة رزق – فارضى بما قسمه الله لك ؟

9- (الضابط التاسع): لا تتعجل ثمرة العبادة؟

10- (الضابط العاشر): كن مطمئنا هادئا في علاقتك مع الله؟
11- (الضابط الحادي عشر): لا تجعل الذنب حجاب في العلاقة بينك وبين الله ؟

******************************

هذا الجزء طويل قليلا .. ولكن فيه معلومات مهمة جدا .. فانتبه لكل ما فيها .. لأنه لن يكون لك حجة علينا بعد ما أكتبه لك من علم .. إذا أردت أن لا تتعلم ..!!

****************************

(الجزء الثاني)

(ضوابط لطالب الطريق إلى الله بحق الإيمان)

عليه أن ينتبه لها أو يحترس منها

(ضوابط في العبادات)

*****************************

"بعد معرفة الحقائق الإيمانية الخمسة .. في الجزء الأول"

* إن أردت طريق الإيمان طالبا الله  .. ومتبعا لرسوله صلى الله عليه وسلم .. وفق منهجنا وطريقتنا .. فاعلم الآتي واقرأه جيدا .. لأنها ضوابط نسير عليها .. ومنهجا نلتزم بها .. فاقبلها بأدب أو صاحبنا بأدب .. ومنهجنا قائم على مجاهدة النفس وليس مطاوعة النفس .. كما تعلمنا من الله ورسوله ..

:: الضابط الأول ::

(لا تنخدع بزينة الكلام وعالم الكشف)

1- خد بالك .. طريق الإيمان بالله ليس معناه طلب كرامات ولا أنوار ولا أن الملائكة هتلف حوليك .. وإنما معناه لا تلتفت لغير الله .. وكأنك تقول (اللهم أنت مقصودي ورضاك مطلوبي) .. وبقدر عملك مع الله ستجد مددك من الله .. والآخرة دار الجزاء الأوفى ..

- وأعلم يقينا أن من زين لك طريق الله بأنه طريق كرامات وأسرار ومكاشفات .. فاعلم أنه قد اضلك وباعك لإله الهوى .. وما أكثر الطرق التي تزعم أنها صوفية ويتاجرون بما يسمونه كرامات على اليوتيوب والفيسبوك ليجذبوا به المفتونين والطالبين للزينة والأنوار والكشوفات ومعرفة سر اسم الله الأعظم ورؤية الملكوت وما شابه هذه الزينة المضللة للقلوب المؤمنة .. تحت ستار طريقة صوفية .. وما أراهم إلا طرق ضلالية .. قد تلاعب بهم الشيطان ..!!

- فهل هناك عقل يصدق أن الصوفي الحق .. يحرض الناس على الإلتفات لغير الله بطلب الكشوفات ؟!! أفلا تعقلون يا ناس ..!! فإذا كان هذا هو حال الصوفي .. فما هو حال الشيطاني ؟!!

- فمن دخل الخلوة لرؤية الجن .. فلا فرق بينه وبين الكلب والحمار .. فكلاهما يرونه ..، ومن دخل الخلوة لرؤية الملائكة .. فالديك يرى الملائكة ..

- والإنسان المؤمن الذي يفارق الدرجة الحيوانية السابقة .. هو الموصوف بوصف النبي (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَراهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإنَّه يَراكَ) صحيح مسلم .. هو من عبد الله كأنه يراه بعين المعية .. أو عبد الله بعين المراقبة لقلبه حتى يرى الله قلبه ليس فيه غيره .. فهو من المحسنين الذين طلبوا الله بحق الإيمان ... والعاقبة للمتقين .. (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) النحل128

- وصدق الله حين قال (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) الكهف110 .. ومن أصدق من الله قيلا ..؟!!

- فاجعل أعمالك هي ابتغاء مرضاة الله ولا ترجو من وراء أعمالك إلا رضا الله وعفوه وغفرانه ورضاه ومحبته‎ .. (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) غافر65 .. (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) البينة5 .

- فإذا كنت عبيد أنوار وأسرار وكرامات وطالب مثل هذه الأمور .. فلا تتواصل معنا .. لأننا نرجو الله واليوم الآخر .. وطريقتنا ليس فيها أنوار ولا أسرار ولا كرامات ولا حتى رؤيات .. ولا هتطير في الهوا ولا هتمشي على الماء .. ولا نعدك بأي شيء .. لأن لله الأمر من قبل ومن بعد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فلا نملك لك نفعا ولانستطيع لك ضر .. فأنت واجتهادك مع ربك .. وما نحن إلا مرشدين لك فقط بقدر ما بلغنا من العلم الصادق ..!!

***************************

(الضابط الثاني)

(اتهم نفسك بالتقصير حتى ترتقي بهمتك وعزيمتك)

2- أن طريق الإيمان لا يصح بدون النظر للنفس دائما بالنقص والتقصير في حق الله مهما ارتقى الانسان ..

- فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا قائلا: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ) صحيح البخاري..

- وكان يقول في صلاته قبل قراءة الفاتحة (اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ ....) صحيح مسلم .

- وكان يعلم أبي بكر الصديق أن يقول بعد الصلاة (اللَّهُمَّ إِنِّيِ ظَلَمْتُ نَفْسِي) .. فعن أبي بكر الصديق :(أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَلِّمْنِي دُعَاءً، أدْعُو به في صَلَاتِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّيِ ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمَاً كَثِيراً، ولَا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةَ مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنكَ أنتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ) صحيح البخاري ..

- وكان يعلم أبا بكر أن يقول صباحا ومساء وعند نومه بان يستعيذ من شر نفسه .. ففي الحديث :(أن أبا بكرٍ الصديقَ رضي الله عنه قال يا رسولَ اللهِ مرني بكلماتٍ أقولُهُن إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ, قال قل: اللهم فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكَه، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، وشرِّ الشيطانِ وشِرْكِه. قال: قلْها إذا أصبحتَ, وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعَك) صحيح أبي داوود.

- ولذلك لكل ما سبق .. فطريقنا الإيماني مع الله ومنهجنا قائما على أننا  نرى أنفسنا مخطئين ومقصرين في علاقتنا بالله مهما بلغنا من أعمال ..!!

- فإذا كنت مستكبر أن تكون معترفا بأنك من المخطئين .. ففارقنا يا أخي الكريم طالما أنت لا تريد أن تحترم كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا تريد أن تتبعه في إرشاداته .. وتظن نفسك انك أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهناك غيرك من يريد المساعدة في طريق الإيمان ..!!

*****************************

(الضابط الثالث)

(مجاهدة نفسك يصاحبها ابتلاء)
((ومن مكافأة مجاهدتها مرافقة النبي في الجنة))

3- طريق الإيمان بالله .. يعنى مجاهدة نفس حتى تقهر النفس على طاعة الله .. وقد تحدث لك ابتلاءات .. عليك أن تواجهها أو ترضى بها .. يعني لو أنت مؤمن بجد يبقى لازم هتعيش هذه الآية (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت69 .. وكلما ارتقيت في صبرك بالله متوكلا ومفوضا إليه أمرك وراضيا بقدره .. كلما أنعم عليك بسكينة قلبية ورضا في قلبك‎ .. (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) الفتح4 .

- وأعلم أن مجاهدة النفس تكون لمن طلب المقامات العلى ومرافقة النبي صلى الله عليه في الجنة .. ودليل ذلك :

- عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: (كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ: سَلْنِي، فَقُلْت: أَسْأَلُك مُرَافَقَتَك فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَقُلْت: هُوَ ذَاكَ، فَقَالَ: أَعِنِّي عَلَى نَفْسِك بِكَثْرَةِ السُّجُودِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد .

 - وجملة (أعني على نفسك): تنبيه على أن نيل المراتب العلية إنما يكون بمخالفة النفس ، وأنه إذا قهرها المؤمن وغلبها فقد تيسرت له أسباب الكمال .

* انتبه : مرافقة النبي تكون بقهر النفس .. ومحبة الله تكون باتباع النبي .. يبقى اتبع النبي واقهر نفسك بالطاعة زي ما قال لك .. علشان تنال محبة ومرافقة النبي .. مش كده ولا إيه ؟!!

- ولا يخفى عليك قوله تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) الشمس 7-10 ..

- ومعنى (ألهمها) : أي بين وأظهر في النفس لها طريق الخير والشر .. كما يقول تعالى (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) القيامة 14 ..

- وتقديم لفظ الفجور على التقوى .. لبيان أن التخلية من الرذائل مقدم على التحلية بالفضائل . لأنه كلما تخلى العبد عن أخطاءه كلما ارتقى في أوصافه وفضائله بالتبعية .. ويكفيه فضيلة هو ابتعاده عن الشر وتكرار الأخطاء ..!! .. والله أعلم .

**************************

(الضابط الرابع)

(اطلب طهارة القلب بمعرفة صفات القلب)

4- علشان تقهر نفسك . لازم هذا يصاحبه معرفة بالصفات القلبية التي يحاول المؤمن أن يكتسبها حتى يتطهر قلبه بنور الإيمان .. وبقدر اكتسابك لهذه الصفات القلبية بقدر ما تستطيع أن تنطفأ أفعى النفس التي تتلوى دائما وتبحث عن شهواتها ..

- وهناك دائما خمسة صفات نركز عليهم .. وهم .. التوبة والتوكل – والإخلاص والرضا واليقين ..

- ويمكنك معرفة الصفات الإيمانية الواجب على المؤمن تحصيلها .. بالتفصيل الكامل .. من خلال رسالة ستجدها كاملة على رابط (قسم رسائل الطريق إلى الله) .. ثم اذهب إلى الرسالة بعنوان .. (لا تلتفت في الطريق عن الله – لو أردت الوصول لرضوان الله) .. ستجدها الرسالة رقم (3) ..

  

- فإذا كنت انت من جماعة (أنا راضي بحالي ومش عاوز اتغير) .. فلو سمحت روح لجماعتك التي تتشابه معها  .. ولا تضيع وقتنا معك .. لأن منهجنا وطريقتنا قائمة على تعاليم الله ورسوله .. ونحن نحبهما .

**************************

(الضابط الخامس)

(لا تخاف من عالم الخيال ولا الأحلام)

5- لا تخاف من الخيالات الشيطانية ولا تلتفت لأحلام الكوابيس .. فمن كان مع الله فهو يعلم أن الله هو النافع وهو الضار .. ولا أسباب نافعة ولا شافعة مع العالم الغيبي إلا بالإعتصام بالله والاستعانة به والإستعاذة به .. لأنه سبحانه مولى الغيب ..

‎- ومعنى (مولى الغيب) : أي المتصرف في الأمور الغيبية ولم يعطيك أسباب سمح لك بالأخذ بها في التعامل الغيبي .. بخلاف أسباب الحياة .. فقد جعل لك فيها أسبابا وسمح لك بالتصرف فيها ..

- عن أبي قتادة عن النبي قال (الرُّؤْيا مِنَ اللهِ، والْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عن يَسارِهِ ثَلاثًا، ولْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّها، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ) صحيح مسلم .

- يقولون رأينا الشيطان يطعمنا السحر ويأكلنا السحر ويقطع رؤوسنا وبيهددنا بالموت في المنام ؟

- الجواب :

- حينما أقول للناس ارحموا نفسكم من خرافات الدجالين واتبعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. فيقولون: ولكن المشايخ اجمعت ان هذا فعلا شيء يحدث ..!!

- أقول لهم قال رسول الله لا تصدقوا تلاعب الشيطان بكم في المنام .. فيقولوالي : ولكن قال المشايخ أن هذا يحدث فعلا ..!! وهوه أنت بقى اللي هتفهم أكتر من كل المشايخ دي ..!!

- فأقول لهم : لا طبعا مش بفهم زيهم .. لأني اتعلمت آخد العلم من كلام الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. مش من مجموعة ضلالية بيحضروا الشيطان بالقرآن على المصابين .. !! ولست بالرجل الذي يصدق عالم الخيال إلا برؤية حق وليس بتلاعب الشيطان بي كل يوم بأحلام وهمية ..!!

- دعونا من هذه الطائفة .. ولكن احذر أن تعيش بيننا بهذه الأفكار البالية والمتعفنة والتي نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نصدقها أو نتكلم فيها ..!!

- وإليك ما يفضح لك ما يتاجر به هؤلاء المرتزقة .. حديث قد يكون لأول مرة تسمع عنه .. فاقرأه وتعلم من المرشد الاعظم صلى الله عليه وسلم وكفاية جهل .. كرامة للنبي ..!!

- عن جابر بن عبد الله قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ رَأْسِي قُطِعَ، قالَ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ: إذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بأَحَدِكُمْ في مَنَامِهِ، فلا يُحَدِّثْ به النَّاسَ) صحيح مسلم .

- عن جابر بن عبد الله قال: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ علَى أَثَرِهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِلأَعْرَابِيِّ: لا تُحَدِّثِ النَّاسَ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بكَ في مَنَامِكَ .. وَقالَ: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَعْدُ، يَخْطُبُ فَقالَ: لا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ به في مَنَامِهِ) صحيح مسلم.

- وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها ، فإنها من الله ، فليحمد الله عليها وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان ، فليستعذ من شرها ، ولا يذكرها لأحد ، فإنها لن تضره) صحيح البخاري .

* وعالم الأحلام فيه خداع كما فيه رؤى .. فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرُّؤيا ثلاثٌ .. فرؤيا حقٌّ .. ورؤيا يحدِّثُ بِها الرَّجلُ نفسَهُ .. ورؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ .. فمن رأى ما يَكرَهُ فليقُم فليصلِّ ...) صحيح الترمذي .

* بعد ما سبق بيانه .. احذر أن تكون من النفوس الحالمة بالأحلام الوهمية سواء يقظة أو مناما .. ثم ترفض أن تتبع كلام النبي السابق .. فرجاء ارحل عنا وابتعد ولا تؤذينا بخرافاتك .. طالما أنت ترفض سماع كلام النبي صلى الله عليه وسلم :

- النفوس الحالمة : وهي من أسوا النفوس التي تعاملنا معها على الإطلاق .. وقد نعذرهم بسبب ما تم لهم من خداع من جماعات الظلام سواء رقاة او روحانيين .. ولكن لا نعذرهم حينما نرشدهم إلى كيفية التعامل مع هذه الأفكار الضالة والمنحرفة .. ونخبرهم بكلام النبي صلى الله عليه وسلم وبإرشاداته .. ويظلوا يعتقدون في أحلامهم الشيطانية ويهجروا كلام نبيهم اتباعا لوسوسة الشيطان سواء كان من الجن أو من الإنس ..!!

- وهذه النفوس هي التي اتخذت من عالم الاحلام مرشدا لها في الحياة .. ومرآة لمعرفة الغيبيات .. حتى اعتقدوا فيها بيقين واستسلموا لأحلام الشيطان وخضعوا له .. وأصبح كل يوم لهم حلما بالصراع مع الجن والشيطان بأي طريقة ..!! ولا ننسى أن نذكر لكم كيف أن الجن يطعمونهم ويشربونهم الأسحار .. !! فيا لهم من مساكين وغلابة ..!!

- ويظلوا يعتقدون مثل هذا الحلم الشيطاني أوالخبل الشيطاني والروحاني الذي لا وجود له في عالم الحق .. إلا في نفوسهم التي ارتضت باتباع شياطين الإنس من الرقاة والروحانيين الذين أوهموهم بمدى أهمية الأحلام ..!!

- فهؤلاء عليهم أن يعرفوا الفرق بين الحلم والرؤيا .. ويتوقفوا عن هذه الخزعبلات التي طالما عاشوها مع شياطين الإنس الذين خدعوهم بأن هذه الأحلام هي مرائي وتدل على وجود أسحار وجن وشيطان وما شابه ذلك ..!!

* وأعلم هناك قاعدة عندي ملتزم بها :

* " أن الحلم يبقى حلم .. والخيال خبال .. والواقع شاهد إثبات "

- ومعنى ما سبق :

- يعني اترك الأحلام لعالم الأحلام ولا تعتقد فيها ولا تهتم .. لأنها ضرب من الخيال وغالبا من النفس أو تحزين من الشيطان .. ونادرا ما تكون رؤيا ..!!

- والخيال الذي تراه في منزلك أو حينما تغمض عينك (سواء ترى ظلمات أو أنوار) قد يكون عن خبال الجن والشياطين فلا تلتفت إليه ..

- وكذلك ما تراه من توهمات خيالية لا تلتفت إليه .. لأن الخيال غالبا ما يصاحبه اضطراب نفسي إلا ما كان فيه وصال عن كشف قلبي حقيقي يدل على صدق إيمان ..!!

- ويتبقى في النهاية أن الواقعية في الحياة ومعاملاتك مع الناس هي التي تكشف لنا عن معدنك الحقيقي وشخصيتك الإيمانية ..!! لا خيال ولا حلم ولا غيره ..

- ومعنى (الخبال الروحاني) : كل ما يؤثر فيك بصور خيالية ليجعلك تعتقد فيها وتطلبها (كالأنوار) .. أو يؤثر فيك بصور خيالية ليجعلك تخاف فتضطرب (كالأشكال المخيفة مثل الثعبان والعيون الصفراء التي تراها أمامك) .. وكل ذلك لزعزعة النفس ويجعلها متوهمة أمور ..

*******************************

( الضابط السادس)

(احترم قدرك وأقدار الآخرين من مفهوم العدل الإلهي)

6- إياك أن تنظر لأحداث الحياة خاصة التي تراها مؤلمة دون أن تتذكر دائما .. أن الله هو العدل الحكيم في فعله وتدبيره .. (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء35 .. وتتذكر دائما (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يونس44 .. ولا تنسى قوله تعالى (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) الكهف49 .. ولا تنسى قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) فصلت46 ..

- ويقول تعالى في الحديث القدسي : (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا) صحيح مسلم.

- يبقى من العار عليك أن تشك في عدل الله .. لو ظننت ولو للحظة واحدة أنه حكم على عبد من عباده بظلم ..!! ثم كيف تحكم في مسألة غيبية لا علم لك بها من أساسه ؟!! فهل أنت شريك لله في ملكه حتى تحكم على فعل الله ؟!! فكيف تجعل من نفسك حاكما على أفعال الخالق وتتهمه وتسيء الظن به وتقول أنه ظلم من خلقه كافر أو مريضا أو قليل الحظ .. ؟!! فهل من الإيمان عندك أن تسيء الظن بالله وتجحد أنه العدل الحق ..؟!! أفلا تعقلون !!

- بل ولو كان لك قليل من العقل لقال لك: أنه لا مجال لك فيما هو غيب عنك ولا سبيل للوصول إلى معرفته .. فاترك الملك للمالك واهتم بشئون نفسك .. واترك شئون الألوهية للإله .. واعلم أن تدبير الله له حكمه .. فكن بصيرا بما ذكرته لك .

- واتقي الله في نفسك ولا تفتح أبواب شيطانية أنت في غنى عنها .. وإلا فانت متهم في عقلك وإيمانك .. لأن ما تقوله يخالف العقل والإيمان .

******************************

(الضابط السابع)

(كن عبدا لله سواء اعطاك أو منعك)

7- كن عبدا لله في كل أحوالك شاكرا لأنعمه ما علمت منها وما لم تعلم .. فإن أعطاك قليلا الحمد لله وإن منعك فالحمد لله .‎. وكن من الشاكرين له على الدوام (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ13 .. لأن عطاءه فيه خير ومنعه فيه لك خير .. وهو المعطي المانع .. فافهم الحكمة لتزداد نورا في قلبك .

- إياك في علاقتك معنا ان تعبد الله "عبادة الحرف" .. وإلا كانت حقيقتك أنك من الخاسرين .. يقول تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج11 ..

- وعبادة الحرف كما قلنا سابقا .. هي أن تعبده فقط حتى تحقق ما تريد من رغبات نفسية ثم تقطع علاقتك معه .. أو لو ابتلاك فأنت تمتنع عن عبادته كانك تعاقب الله !! .. !!

- ففارقنا يا أخي طالما أنت ارتضيت أن تعبد الله عبادة نفعية وليست علاقة محبة بين العبد وربه ..!! لأن طريقك ليس هو طريقنا .. لأننا ارتضينا أن نعبد الله على النفع والضر والعطاء والمنع والبسط والقبض .. وإلى الله عاقبة الأمور ..

*******************************

(الضابط الثامن)

(العبادة رزق – فارضى بما قسمه الله لك)

8- العبادة رزق .. فكن متمسك بما في يديك وارضي به .. وإن شاء زادك وإن شاء أبقاك على ما أنت عليه .. وحتى وإن منعك ما تريد .. فالتزم الأدب بالرضى .. مع الاستغفار بالقلب‎‎ ..

- وعن أبي هريرة قال (أنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ (أي أصحاب المال الكثير) بالدَّرَجَاتِ العُلَى، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ، فَقالَ: وَما ذَاكَ؟ قالوا: يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقالَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَفلا أُعَلِّمُكُمْ شيئًا تُدْرِكُونَ به مَن سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ به مَن بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنكُم إلَّا مَن صَنَعَ مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ قالوا: بَلَى، يا رَسولُ اللهِ قالَ: تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً. قالَ أَبُو صَالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: سَمِعَ إخْوَانُنَا أَهْلُ الأمْوَالِ بما فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقالَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذلكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ) صحيح مسلم.

لا تلتفت لما رزق الله به غيرك من متاع الدنيا .. لأن العاقبة للمتقين .. يقول تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) الزخرف32 ..

- والمعنى من التفسير الميسر: نحن قسمنا بينهم معيشتهم في حياتهم الدنيا من الأرزاق والأقوات  ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات: هذا غنيٌّ وهذا فقير وهذا قويٌّ وهذا ضعيف؛ ليكون بعضهم مُسَخَّرًا لبعض في المعاش. ورحمة ربك -أيها الرسول- بإدخالهم الجنة خير مما يجمعون من حطام الدنيا الفاني .

- يقول صلى الله عليه وسلم : (من يَأخُذُ مِنِّي خَمسَ خِصالٍ فيَعمَلُ بِهنَّ، أو يُعَلِّمُهنَّ مَن يَعمَلُ بهنَّ؟ قال: قُلتُ: أنا يا رسولَ اللهِ. قال: فأخَذَ بِيَدِي فعَدَّهنَّ فيها، ثم قال: اتَّقِ المَحارِمَ تَكُنْ أَعبَدَ النَّاسِ، وارضَ بِما قسَمَ اللهُ لك تَكُنْ أَغنى النَّاسِ، وأَحسِنْ إلى جارِكَ تَكُنْ مُؤمِنًا، وأَحِبَّ للنَّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسلِمًا، ولا تُكثِرِ الضَّحِكَ؛ فإنَّ كَثرَةَ الضَّحِكِ تُميتُ القَلبَ.) رواه أحمد .. وقال الارنؤوط: إسناده جيد .. وذكره الألباني في صحيح الترمذي وصحيح الجامع .

- ومعنى (اتق المحارم) : احذر الوقوع فيما حرم الله عليك ..

- ومعنى (كثرة الضحك يميت القلب): النهي هنا عن كثرة الضحك وليس عن الضحك .. وكثر الضحك هنا المقصود بها – والله أعلم - تشير إلى الإنبساط الذي يصاحبه غفلة .. فيقل إنكسارك إلى الله ويقل عملك مع الله .. وقد يؤدي كثرة الضحك إلى السخرية من الآخرين وهذا فيه إماته للقلب بلا شك لأنه فيه اسوداد للقلب بحقوق العباد ..!! فانتبه لحالك يا مؤمن ..!!

* فإذا كنت من الذين يقولون لماذا فلان يفعل وأنت لا تفعل مثله .. وتنظر لما أعطاه الله لغيرك حاقدا عليه ومنكرا فضل الله عليه .. ففارقنا إلى ما تشتهيه نفسك .. فلا نحب أن يكون بيننا حاسد ولا حاقد ولا كارها أن يجد فضل الله مع أحد ..

****************************

(الضابط التاسع)

(لا تتعجل ثمرة العبادة)

9- لا تتعجل أن تجد ثمرة للعبادة (كالسكينة والطمأنينة أو الرؤيا الصالحة) .. لأن العبادة وحدها هي رزق .. وما ينتج من وراء هذه العبادة رزق آخر .. فلا تلتفت إلى ما ليس واصل إليك .. (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ) الزمر66 .. فلعل ما أعطاه الله لغيرك هو فتنه له وندامة .. ولعل ما أعطاه الله لك هو عين الكرامة .. فانتبه وافهم الحكمة ..!!

- وقد تقول كيف يكون في سكينة ورؤى صالحة ويفسد حاله ؟

- أقول لك : يظن البعض أن السكينة المؤقتة أو المرائي الصالحة دليل على أنه أصبح وليا لله .. فيقل عمله ويصيبه العجب والرياء في عبادته .. فيصبح من الخاسرين .. فانتبه ..!!

*****************************

(الضابط العاشر)

(كن مطمئنا هادئا في علاقتك مع الله)

10- كن هادئا مطمئنا في علاقتك بالله .. وتعامل مع مولاك بالحب .. ولا تكن كما الناس يبحثون عن الحسنات .. ولكن كن كما الأحباب يجلسون مع الله .

 ‎

- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) هود23 ..

- والإخبات : هو الخضوع برضا لما طلبه الله منك .. من فعل الطاعة والإبتعاد عن المعصية ..

- من فضلك اجعل علاقتك مع الله علاقة مودة .. وتحرر من عقدة الذنب وربطها بفكرة الإله الذي ينتظر منك مجرد الذنب ليعاقبك عليه كما يزعم بعض من يزعم (وقد كذبوا لأنه حليم وهو أرحم الراحمين) .. وتحرر من أفكار جماعات ارتضت الكذب على الله وتزييف الحقيقة الإلهية في قلوب المؤمنين .. حتى جعلوا الذنب في قلوب المؤمنين أكبر من رحمة الله وغفرانه ..!! فكيف سيقف هؤلاء أمام رب العالمين بعد أن كذبوا عليه أمام الناس ..!!

- بل أريدك أن تتعامل مع الله على أنه يحبك ويريد لك الخير .. فهل يوجد أجمل من قوله تعالى لك (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر53 ..

- وإذا صادفتك مشكلة فاجلس في مكان وتكلم مع الله في نفسك أو بلسانك .. حتى لو ستشكو له حالك وما يضايقك ..

- فاجعل أُنسك بالله .. فكن في معية الله مناجيا له .. وناجيه بقولك: يارب ..

- ودائما اجعل الله هو المكان الآمن الذي تعود إليه في كل مشكلة .. وكأنك تذهب إلى الفضاء الواسع بروحك وقلبك مناجيا له قائلا .. مولاي مولاي .. من لي سواه أشكو إليه حالي .. فأنت هو الحنان المنان .. فاجبر بخاطري ولا تسلط علي همومي واحزاني .. وافرجها علي يارب يا ارحم الراحمين ..

- فلن تجد أحن منه عليك أبدا .. لأنه خالقك ومولاك وربك ..

************************************

(الضابط الحادي عشر)

(لا تجعل الذنب حجاب في العلاقة بينك وبين الله)

- قلت لك أخي الحبيب في الجزء الأول .. أن من الخطأ أن لا تتعامل مع الله بدون يقين .. خاصة في مسألة الغفران وإجابة الدعاء .. !!

- فأنت تعلم أنه غفور رحيم .. ولكن مع ذلك .. تجعل الذنب وكأنه حجاب بينك وبين الله .. وبدلا من أن يكون سببا في رفع الهمة والعزيمة والعمل مع الله .. أنت جعلته سببا للإحباط والتراجع في العلاقة مع الله .. لأنك لم تؤمن يقينا بأن الله غفور رحيم ..!!

- ولو كنت مؤمن يقينا في الله بأنه غفور رحيم ما كنت توقفت عند حدود الذنب حتى أصبح سببا في قطع العلاقة مع الله أو سببا لك في الإحباط من الناحية التعبدية عموما ..!!

- فلا تجعل يقينك عن الذنب في قلبك أكبر من يقينك عن كرامة الله بالرحمة والغفران في قلبك .. واعلم أن اليقين مهم جدا حينما تعترف بذنبك وتقصيرك أمام الله كل يوم وليلة وحينما تطلب منه أن يغفر لك ذنبك وتقصيرك .. ودليل ذلك:

- في الحديث الذي يعلمه كثير من المسلمين .. سنجد أن اليقين مهم جدا في مسألة الغفران .. حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ ..... قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ) صحيح البخاري ..

- ثم يأتيك بحديث آخر حتى لا يجعل الذنب طوق في رقبتك ليحبطك ويمنعك العمل مع الله ... بل ليشدد من عزيمتك ويرفع من همتك في العمل مع الله مهما تكرر منك الذنب حتى لو تبت منه ورجعت إليه : (إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا - ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا - فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ - فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - أوْ أصَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ؟ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ - أوْ قالَ أذْنَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا .. فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ) صحيح البخاري.

- ويكفيك أخي الحبيب أن يكون لك يقين في قوله تعالى ليطمئن قلبك تماما .. حيث يقول (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر53 ..

- يقول تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) النساء110

- ويقول تعالى في الحديث القدسي (يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ) صحيح مسلم .

- ويقول تعالى في الحديث القدسي (يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً) صحيح الترمذي .

- معنى (عنان السماء): السحاب أو حتى حدود السماء التي لا نعرفها حتى الأن ..!! والمعنى: أنَّه لو كَثُرَت ذُنوبُك كثرةً تَملَأُ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ من شرقها لغربها .. واستغفرت فإن الله سيغفر لك .

- معنى (قراب الأرض): بمليء الأرض .. والمعنى: أنه لو كثرت ذنوبك وأصبحت بقدر ما تحمله الأرض في باطنها وعلى ظاهرها .. واستغفرت فإن الله سيغفر لك .

- يقول تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة199 .

- فهل بعد كل ما سبق .. أصبح عندك اعتقاد بيقين أنه غفور رحيم ويغفر الذنوب جميعا .. أم لازلت في شك وخائفا من ذنوبك التي حجبتك عن الله ومنعتك عن القرب منه سبحانه ..!!

- أخي الحبيب : تحرر من أصنامك الفكرية وارتقي في فهم العلاقة مع الله .. وإلا ستظل حبيس الأوهام باكيا على حالك .. متوهما أمورا لا وجود لها إلا في عقلك ولا وجود لها في الدين ..!!

* وهنا سؤال: كيف نفهم الفرق بين اليقين في الغفران والرحمة وبين أن الإبتلاء سبب للغفران ؟

- الجواب :

- هناك فرق بين أن تؤمن بيقين أن الله غفور رحيم (فهذا فرض على قلبك أن يؤمن به) .. وبين كيفية طرق الغفران التي يدبرها الله لك ليمنحك الغفران والرحمة .. !!

- فالغفران هو الحقيقة الإلهية التي يجب أن تؤمن بها بيقين .. ولكن كيفيات تحقيق الغفران فهذه طرق يعلمها الله وحده .. فقد يبتليك ليغفر لك .. وقد يلهمك الدعاء الذي به يغفر لك .. وقد يغفر لك بلا أسباب لأنه أحبك لصدق عملك معه ..

* سؤال ثاني: ماذا يفعل من تعلق قلبه بذنب ؟

- الجواب :

1- لا تنظر إلى الذنب وإنما انظر إلى الله الذي تعصيه حين فعل الذنب .. فيحدث لك حياء منه حينئذ ..

2- فإن لم تستحي ونظرت فعلا إلى الله وغلبتك الشهوة .. فتذكر الموت لتتعظ فتقول لنفسك: مذا لو جائني الموت الآن فماذا أفعل ؟

3- فإن لم لم تستحي من رؤيتك لله ولم تتعظ من الموت (وهذا غالبا ما يحدث) .. فقل: يارب فوضت إليك أمري .. فإني مغلوب على حالي .. فانتصر لي يا ربي على شهوتي .. فإنك قادر وعبدك ليس بقادر .. آمين يارب العالمين .

* سؤال ثالث : ماذا يفعل من لا ينسى ذنبه ؟

- الجواب :

- ليس لك إلا طريق واحد .. وهو أن تؤمن بيقين أن الله غفور رحيم .. وأن الله أكبر من كل شيء حتى الذنوب ..!! فاعبده وتوكل عليه ..

* سؤال رابع وأخير : ماذا عن حقوق العباد ؟

- لو كان احق العباد هو ميراثا .. فأعد حق الميراث إلى الورثة .. وإلا ستظل لعنة مصاحبة لك مهما صليت وصمت وقرأت قرآن .. 

- ولو كان حق العباد هو كلاما بغيبة .. أو حقوقا صعب عليك أن تواجه بها أصحابها .. فتصدق لهم كثيرا واستغفر لهم كثيرا (في كل أوقاتك كلما استغفرت لنفسك) .. وداوم على علاقتك بصدق التوجه إلى الله وهو سيدبر لك الأمر في الآخرة بمحض فضله .. 

- والله أعلم .

***********************************

:: فإذا فهمت ما سبق .. فاعلم الآتي ::

أن علاقتك بالناس جزء لا يتجزأ من طريقتنا ومنهجنا

وعليك ان تلتزم بهذه الضوابط في علاقتك بالله مع الناس

(الضابط الأول)

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..