21: رسالة التعريف بتحذيرات واختبارات طريق الإيمان - لا تنخدع بمقولة الشيطان (الاستعانة بالجن كما تستعين بصديقك في قضاء حاجتك) - ما المانع من أن تستمتع بالجن - هل المكاشف الروحاني يستطيع أن يفتح عليك كشف ويعرف أسرارك يا مؤمن - هل هناك مشكلة في رؤية مشاهد غيبية - لماذا عليك أن تنتبه وتحذير من عالم الخيال والكشف الروحاني - الشياطين تتواصل مع الإنسان بالإلهام والكشف السمعي والبصري - الأدلة على التخليط والتلبيس الروحاني - كيف يحدث التخليط والتلبيس الروحاني على المكاشفين - قصة واقعية في حياة النبي وحدثت مع النبي - لا تنخدع في الكشف أو بمقولة أن حولك جن نوراني - لا تنخدع بمقولة خدام القرآن والآيات والأسماء - هل ممكن استخدام وتسخير الملائكة كما أرغب - لا تنخدع بالعهد الروحاني للسور والآيات والأسماء - سيقولون لك أن الكشف مهم للمعرفة الإيمانية.

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة التعريف بالحقائق والضوابط الإيمانية

لطالب القرب من الحضرة الإلهية

طريقة ومنهج أهل الإيمان في العلاقة مع الله

(أساسيات واجبة  - وضوابط لازمة – وأصول ثابتة  - وتنبيهات هامة)

(الجزء الحادي والعشرون)

8- تحذيرات عليك أن تعرفها وأنت تطلب طريق الإيمان -

* فهرس :

::الجزء الحادي والعشرون:: محاذير عليك أن تنتبه لها أثناء الذكر حتى لا تسقط نفسيا في طريق الإيمان .. تابع التحذير التاسع والعشرون ..!!

* تابع: الفصل الخامس :: مسائل على الكشف وتحذيرات خطيرة جدا::

1- هل هناك مشكلة في رؤية مشاهد غيبية ؟

2- لماذا عليك أن تنتبه وتحذير من عالم الخيال والكشف الروحاني ؟

3- الشياطين تتواصل مع الإنسان بالإلهام والكشف السمعي والبصري؟

4- الأدلة على التخليط والتلبيس الروحاني ؟

5- كيف يحدث التخليط والتلبيس الروحاني على المكاشفين؟

6- قصة واقعية في حياة النبي وحدثت مع النبي ؟

7- هل المكاشف الروحاني يستطيع أن يفتح عليك كشف ويعرف أسرارك يا مؤمن ؟

8- لا تنخدع بمقولة الشيطان (الاستعانة بالجن هي كما تستعين بصديقك من الإنس في قضاء حاجتك) ؟

9- ما المانع من أن تستمتع بالجن؟

10- لا تنخدع في الكشف أو بمقولة أن حولك جن نوراني ؟

11- لا تنخدع بمقولة خدام القرآن والآيات والأسماء ؟

12- هل ممكن استخدام وتسخير الملائكة كما أرغب ؟

13- لا تنخدع بالعهد الروحاني للسور والآيات والأسماء ؟

14- سيقولون لك أن الكشف مهم للمعرفة الإيمانية ؟

***************************

(الجزء السادس من تقسيم الرسالة)

:: تابع: الفصل الخامس::

محاذير مع الذكر – لا تلتفت

*******************************

..:: تابع: الفصل الخامس ::..

:: مسائل على الكشف وتحذيرات خطيرة جدا ::

********************************

(1)

..:: هل هناك مشكلة في رؤية مشاهد غيبية ؟ ::..

- أخي الحبيب ..

- أريدك أن تعلم ان الرؤية لمشاهد غيبية في ذاتها لعوالم الغيب أو لأشياء غيبية دون إرادة منك .. فهذا لا مشكلة فيه .. فمن المشاهد التي نراها جميعا .. هي رؤية الأحلام والمرائي ، أو قد ترى مشاهد روحانية لا يراها غيرك في منزلك أو خارج منزلك .. فكل ذلك هو جزء من عالم الخيال .. وعالم الخيال في هذه الأمور لا مشكلة فيه .. إلا من حيث أربعة أمور :

1- أنت لا تأمن أن يكون وسيلة استدراج لك وفتنة .. ليتم اختبار إيمانك هل أنت مؤمن صادق في التوجه إلى الله .. أم أنك تريد حظوظ النفس وما تشتهر به عند الناس من حيث كونك إنسان مميز وولي صالح وصاحب كرامة ..!!

- ولو كنت من الذاكرين .. فقد ينقلب حالك من طالب لله من وراء العبادة بالذكر .. إلى طالب حظوظ نفسك مستخدما الذكر في حصول ذلك الكشف وليس ابتغاء مرضاة الله .. فيحبط عملك في الآخرة ولا ثواب لك .. لأنك لم تطلب الله .. كما سبق وشرحنا ..

* من فضلك لمزيد من التوضيح لهذه الجزئية السابقة فراجع هذه الأجزاء في الرسالة: (الجزء الثاني- الضابط الأول: لا تنخدع بزينة الكلام وعالم الكشف) ، (الجزء الثاني- الضابط الخامس: لا تخاف من عالم الخيال ولا الأحلام) ، (الجزء التاسع عشر- التحذير السابع والعشرون: ما منعه الله عنك حتى لا تلتفت أنت إليه وتنشغل به - لا تلتفت إلى ما أعطاه الله لغيرك) ، (الجزء التاسع عشر- التحذير الثامن والعشرون: كن مع الله ولا تنشغل بغيره حتى لا يسلبك مقام الذاكرين – لاتنشغل بخيالات) .

2- أنت لا تأمن أن يكون تلاعب بك من عالم الجن وليس عطاء من الله .. وهذا يتم اختباره كما سبق وصفه لك في الثامن والعشرون .. فارجع إليه ..

3- أنه لا يوجد ضامن يثبت لك بيقين أن ما تراه هو حق وليس باطل .. فلماذا تنشغل بغير الحق إلى ما فيه شك .. ؟!!

4- أن استرسالك في الرؤية الكشفية في حال اليقظة سيسبب لك خبل وفساد حال ظاهرا (على أعصابك) فتزداد عصبية وانفعال مع مرور الوقت .. وسيسبب لك فساد حال في باطنك (في صدرك) بالوسوسة بكل تأكيد .. لأن الشيطان سيتسلط عليك بكل تأكيد .. لأن هذا هو أفضل مدخل ليتلاعب به الشيطان مع الإنسان .. وكم ضل به من أقواما وناس كثيرين وجعل منهم دجالين ..!!

- فالمشاهد الروحانية التي قد يراها البعض .. ليست فيها مشكلة كرؤية خيالية إلا من حيث ما ذكرت لك ..

- وإنما المشكلة كل المشكلة فيمن يطلب التواصل مع العالم الغيبي الناري (الجن) .. ليستمتع بهم أو يتركهم يتواصلون معه وهو على علم بذلك .. ليستمتع بهم بدلا من أن يستعيذ بالله منهم .. وكأنه ارتضى بهم معيذا له في عالم الغيب من دون الله وأصبح وليا وخادما لهم يستمتع بهم ويستمتعون به ..!!

- ولا تنسي أخي الحبيب .. أنه لا استعانة في عالم الغيب إلا بالله وحده .. لأنه لا أسباب في عالم الغيب جعلها الله لك لتتخذها بخلاف عالم المادة فقد جعل لك فيها أسباب وأمرك أن تتبع الأسباب فيها .. وإلا فلماذا لم يستعين الرسل والأنبياء بالجن والملائكة ..؟!!

*********************************

(2)

..:: لماذا عليك أن تنتبه وتحذر من عالم الخيال والكشف الروحاني ؟ ::..

(الشياطين تتواصل مع الإنسان بالإلهام والكشف السمعي والبصري)

:: الأدلة على التخليط و التلبيس الروحاني ::

- أخي الحبيب ..

- أريدك أن تحذر من الكشف الروحاني .. لأنه من الخيال الغيبي الذي لا علم لك بصحته .. ولا تأمن أن يكون نتيجة مس روحاني ويترتب عليه مشاكل كبيرة في حياتك ويدمرك نفسيا ويدمر من حولك .. ولعل كلام الله يقنعك بذلك .. وإليك بعض الأدلة ..

1- يقول تعالى: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء221-222.

- وهذه الآية قيلت لمن له تواصل مع العالم الغيبي الناري .. وليس هناك أبلغ من كلام الله .. الذي يفضح لك أن هناك تلاعب من الشياطين بنفوس الإنسان الذي ارتضى أن يستسلم لطرق الغواية ويستمتع بالجن .. فيكون عقابه هو تسليط الشيطان عليه ..

- يشير لفظ (تنزل): للدلالة على أن هؤلاء لهم وحي خاص بهم ينزل عليهم من الشيطان .. كقوله تعالى (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ) الأنعام121.

- معنى (أفاك) : كثير الكذب .. والمقصود بهم الكهان وما شاكلهم من أهل الكشف في معرفة الأخبار والتجسس على أحوال الخلق مستعينا بالجن الشيطاني .

- معنى (أثيم): مرتكب للسيئات مضلل لغيره ..

- معنى (يلقون السمع): وهو الإصغاء بشدة للكشف السمعي لمعرفة الأخبار من شيطانهم الذي هو عرفها من المعلومات التي يتناقلها الملائكة فيما بينهم .

- معنى (أكثرهم): أي أكثر ما يسمعونه ويقولونه للناس هم فيه كاذبون ..

- وهذا مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم : حينما قالت له السيدة عائشة: (يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بِالشَّيْءِ، فَنَجِدُهُ حَقًّا، قَالَ: تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وًيزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ) صحيح مسلم.

* ملحوظة هامة: 

- سيأتيك المخاوي لشيطانه مجادلا لك فيقول: أن هذه الآيات قيلت للكفار وهو ليس كافر ؟

- فقل له: القرآن يؤخذ بعموم ألفاظ وليس بخصوص أسبابه .. ولذلك كل من يتخذ الإفك والإثم منهجا له في حياته فالآية تنطبق عليه .. لتشابه المنهج والقلب وإن اختلف ظاهر العقيدة .. فانتبه !!

  

2- يقول تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف36 .

- وهذه الآية تشير لتواصل الشياطين مع عالم الإنس ومصاحبتهم لهم .. ليعينوهم على الإغواء لأن النفوس الإنسية ارتضت بالغواية بذلك بدلا من الهداية .. فكان الجزاء من جنس العمل .. فإذا تابوا بصدق أذهب الله عنهم شيطانهم .. والله غفور رحيم .

- والذي يصاحبه الشيطان فهو يتلاعب به في ظاهره بالمعصية أو في باطنة بالخيال المريض أي الكشف الفاسد سواء (سماعا أو رؤية) ..

- معنى (من يعش): أي يبتعد عن العمل مع الله (عبادة ومعاملة) ..

- معنى (نقيض): أي نسبب ونجعل له شيطانا ليغويه ويضله نتيجة أنه أعرض وتجاهل أن يكون له علاقة مع الله .

- معنى (قرين): أي ملازم له ومصاحب له في حياته .

3- يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) الأعراف201 .. والخيال الروحاني نوع من المس  ..

4- يقول تعالى يخبرنا عن قول الهدهد لسيدنا سليمان عن فعل مملكة سبأ: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) النمل24 ..

- فمن الخيال أيضا تزيين الشيطان للإنسان أعمال المعصية والكفر وكيفية تنفيذها .. فيأتي للبعض في الكشف ويزين له أنه الإله .. وذلك من خلال قوة الخيال .. فيعتقد ما يراه ويصدقه ويجعله واقع فعلي  .. ومثال مملكة سبأ يتكرر مع آخرين .. مثل ما رآه الهندوس في مكاشفاتهم من آلهتهم الخاصة ، وما رآه بوذا الملحد في استمداده من الوجود .. وهكذا ..

5- قصة واقعية في حياة النبي وحدثت معه :

- هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع غلام اسمه بن صياد .. وهذه القصة تظهر تلاعب الخيال والكشف الفاسد بعقول الناس .. والتي لا يكتب عنها المكاشفين الروحانيين ولا أصحاب علم الطاقة .. حتى لا ينتبه الناس لخطورة هذا الأمر الذي قد يجعلك مشرك بالله أو يضيع عمرك في عالم الوهم .. حتى يصل بهم الأمر أنهم يعتقدون أنفسهم أنبياء ورسل .. أو أنهم المهدي المنتظر كما يحدث لبعض ضلالية زماننا هذا .. أو من يطلبون الجن يستمتعون بمعرفة الأخبار من الجن والإستعانة بهم في قضاء حوائجهم الروحانية .. وما شابه ذلك .. فإليك هذه القصة التي حدثت مع النبي صلى الله عليه وسلم لتعرف خطورة الكشف الروحاني سواء رؤية أو سماعا ..

*****************************

(3)

..:: قصة واقعية في حياة النبي وحدثت مع النبي ::..

..:: وكيف يحدث التخليط والتلبيس الروحاني على المكاشفين ::..

- حدثت هذه القصة في حضور جمع من الصحابة على رأسهم عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق ..

- وقيل أن سبب القصة هو أنه كان قد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك غلاما يهودي قد اقترب من البلوغ وشاع خبره أنه يعلم غيبيات .. فذهب النبي ليختبره .. ويكشف أمره ..!!

- ولكني لم أجد سند لهذا السبب السابق .. إلا لو كان قائله قد فهمه من السياق ..!!

- ولكن جاء في رواية أحمد أن سبب ذهاب النبي ذهب إليه لمعرفته أن هناك فتى يهودي إحدى عينيه ممسوحة وفيها مثل جحوظ غريب .. فذهب النبي مع بعض صحابته لعله قد يكون الدجال .. فحدث الآتي: (عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ ، فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ : " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ... ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ... فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ " .. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَأْتِيكَ؟ " قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ .. فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُلِطَ لَكَ الْأَمْرُ ".. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا " .. وَخَبَأَ لَهُ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] .. فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ !! .. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ ") رواه أحمد .. وأصله في البخاري ومسلم .. وقال الأرنؤوط على حديث أحمد: إسناده صحيح على شرط الشيخين .

- معنى (نفر): بعض صحابته وكان منهم عمر وأبي بكر وغيرهما .

- معنى (أطم بني مغالة): أي حصن بني مغالة .. وبني مغالة هي قبيلة من قبائل الانصار .. وكان هذا الغلام اليهودي يلعب مع أبنائهم .

- معنى (غلام): أي مراهق قد اقترب من سن البلوغ .

- معنى (أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّينَ): أي لم يعترف بالنبي أنه رسولا للعالمين .. وإنما رسول للعرب فقط ..!!

- معنى (قالَ ابنُ صَيَّادٍ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسولُ اللَّهِ): أي أن بن صياد قال للنبي أتشهد أنت لي أنني رسول الله ؟

- ملحوظة:  بعد قول بن صياد السابق (أتشهد أني رسول الله) .. جاء في رواية البخاري  بعده بلفظ: (فَرَفضَهُ النبيُّ): أي رفض النبي سؤاله ..، وفي رواية بلفظ (رضَّه) : أي دفعه منكرا عليه سؤاله ..

- معنى (آمنت بالله ورسله): قالها النبي وكأنه يقول للفتى وأنت لست من رسل الله .. ودليل ذلك سأختبرك في شيء خبأته لك فأخبرني به لو كنت (لما أراد أن يظهر للحاضرين حقيقة حال هذا الفتى .. فلو هو رسول سيعلم ما سأختبره به.

- معنى (ما يأتيك): ماذا تكاشف من الغيبيات من المرائي والأخبار .. وفي رواية البخاري بلفظ (ماذا ترى) ، وفي رواية مسلم بلفظ (ما ترى) .

- معنى (يأتيني صادق وكاذب): أي مرة يأتيني آت بكشف صادق فيما أرى وانطق به .. ومرة ياتيني آت بكشف كاذب فيما أرى وأنطق به .

- معنى (خلط عَلَيْك الْأَمر): أي خلط عَلَيْك شَيْطَانك مَا يلقى إِلَيْك من السّمع والمرائي .. فلا تعلم الحق من الباطل ..

- معنى (خبأت لك خبيئًا) أي: أضمرت لك شيئا في نفسي .. فاخبرني به ما هو ؟

- معنى (لن تعدو قدرك): أي أن منزلتك لا تتخطى منزلة الْكُهَّان الَّذِين يسمعون ما تلقيه الشياطين في أنفسهم من بعض الصدق المخلوط بأكاذيب .. ولن يبلغ قدرك أن تطالع بالغيب من قبل الوحي المخصوص بالأنبياء ، ولا من قبل الإلهام الذي يدركه الصالحون .

- معنى (اخسأ): هو لفظ يزجر به الكلب ويطرد .. والمقصود بها هنا هو زجر هذا الفتى عما هو عليه ليظهر له دنو منزلته وحقارتها طالما سيظل كذلك .. !!

* وجاءت القصة في رواية مسلم بلفظ: (ما تَرَى؟ قالَ: أَرَى عَرْشًا علَى المَاءِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ علَى البَحْرِ، وَما تَرَى؟ قالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا،فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لُبِسَ عليه) صحيح مسلم ..

- ومعنى (لُبس عليه): أي اختلط عنده الحق بالباطل .. بلا تمييز ..

- وليس معنى كلام بن صياد أنه يرى الصدق والكذب ويميز بينهما في حال الكشف .. لا .. فهو كان يعلم الكذب والصدق بعد أن تظهر نتيجة ذلك في الواقع .. فيفهم حينئذ أن ما قاله أو رآه كان صادقا أو كاذبا ..!!.. فانتبه ..!!

- معنى (تَرَى عَرْشَ إبْلِيسَ علَى البَحْرِ): أي أنت ترى عرش إبليس وهذا ليس من حقائق الغيبيات العلوية..!!

- معنى (صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا): يقصد بذلك أن له اتباع من العالم الروحاني الغيبي .. قد يصدقون مرتين ويكذبون مرة أو يكذبون مرتين ويصدقون مرة .

- والخلاصة لكل ما سبق ..

1- أن بن صياد المكاشف الروحاني الذي زعم أنه رسول يوحى إليه ويرى من المرائي ما يرى ويسمع من الأخبار ما يسمع .. كان كشفه المرئي والخبري ما هو إلا تخليط يجمع بين الحق والباطل من الشيطان ..

2- ولما اختبره النبي .. عما خبأه له في نفسه .. لم يستطع الشيطان الذي يلازمه أن يكشف له عن حقيقة ما في صدر النبي سوى بحرفين (دخ) .. ولم يستطع أن ينطق بآية الدخان كاملة .. (يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (الدخان10 ..

* أخي الحبيب ..

- لعلك تسأل: كيف الشيطان عرف حرفين مما في صدر النبي ؟

- قلت لك: لعل النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك عمر بن الخطاب أو صحابته الذين كانوا معه حينئذ .. وحاول الشيطان أن يتصنت على هذا الحوار فلم يمكنه الله سوى من حرفين فقط ..!! والله أعلم .

* أخي الحبيب ..

1- في الحديث .. يتضح لك بوضوح كامل كيف يحدث التخليط والتلبيس الروحاني على المكاشفين ويحدث خلط للحق بالباطل .. وأن صاحب هذا التلبيس يقال له: اخسأ .. امتهانا لما يفعله .. وكأنه قد نزل لمستوى ومنزلة الكلب .. فيجب إبعاده والبعد عنه .. لأن لفظ الخسأ معناه الطرد والإبعاد ..!!

2- وتفهم من الحديث .. أن نفسية المكاشف غير قابلة للمناقشة لاستيلاء الكبر والعُجب والغرور على نفسه .. لأنه يكون قد اكتسب من صفات الجن الذين يصاحبهم .. وهو واختياره .. فإما أن يبقى في غيبوبة التخليط والتلبيس الروحاني التي يعيش فيها إلى أن يموت على أوهامه .. أو يتحرر من أوهامه ويعود للواقع ويصحح علاقته مع الله ..!!

- وجاء في روايات أن بن صياد قد أسلم في مرحلة ما من عمره ولكن ليس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ..

3- وفي الحديث أن التخليط أو التلبيس الروحاني معناه هو خلط الحق بالباطل أي يحدث حالة من التخبط في نفسية المكاشف الروحاني .. ولا علاقة بدخول أو خروج الشيطان من الجسم .

* ختاما لهذه القصة:

- لعلك قد تسأل في نفسك .. لماذا لم يساعد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الغلام المراهق الذي لم يبلغ عمره حينئذ الخامسة عشر .. ويكشف له أن ما هو عليه هو باطل ؟

- الجواب:

1- النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام فأبى واستكبر بل جعل من نفسه رسول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

2- بن صياد هو بنفسه معترفا بأنه يأتيه صادق وكاذب .. ومع ذلك فهو مصر إصرارا على ما هو عليه .. وليس بعد الإعتراف توجيه ..!!

3- ومع ذلك اختبره النبي صلى الله عليه وسلم .. وأظهر عدم مقدرته على معرفة الغيب .. وظل بن صياد مستمتع بما يأتيه من أخبار ومرائي لأنه يكسبه خاصية تميز على من هم حوله بهذا الكشف الضلالي كما يحدث لكثير من أهل زماننا ..

******************************

(4)

..:: هل المكاشف الروحاني يستطيع أن يفتح عليك كشف ويعرف أسرارك يا مؤمن؟ ::..

- أخي الحبيب ..

- لا تظن ولو للحظة أن هناك من يستطيع أن يفتح عليك كشف ليعرف أخبارك وأحوالك (أي يتجسس عليك) .. وكأنه يعرف ماضيك وحاضرك ومستقبلك .. لا فهذا غير صحيح ولن يحدث .. لأنه ليس الله .. وكلابه من الشياطين ليسوا آلهة ..!!

- وإنما قد يلقي الشيطان كلمة في أذن المكاشف ثم هو يستنبط منها تصور لما يمكن أن يقوله للفريسة أو الضحية التي يكلمها أمامه ..!!

- وفي بعض الحالات يتم فتح كشف صحيح وصريح بنسبة مائة في المائة لمشاهدة فلان في مكان معين ولكن دون معرفة أحداث ولا يسمع ما يقال في هذا المكان ..

- وهذا الكشف غالبا يحدث لبعض النساء دون الرجال .. ولكن ماذا يكون المقابل ..؟!! حيث لا يوجد شيء مجاني من العالم الغيبي ..!!

- واعلم يقينا أن ما قد يراه المكاشف عنك من تفاهات (لو صادف وحصل ذلك) .. إنما تم بعلم الله .. لحكمة هو سبحانه يعلمها .. فهذا الكشف لا يتم إلا بعد أن يكون الله قد سمح للملائكة الحفظة أن يسمحوا للشيطان الجاسوس بأن يرى أو يسمع كذا فقط ..

- لطيفة خاصة جدا في قصة بن صياد:

- وفي هذه القصة دلالة على أن أهل الله والمتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم .. لا يستطيع أن يفتح المكاشف الروحاني عليهم كشفا مهما بلغ شيطانه من قدره .. لأن الذي مع الله فهو محجوب بعناية ولطف الله عن تسليط الشيطان، ولا يستطيع الشيطان أن يتصنت عليه ولا أن يعرف أحواله .. إلا بقدر الوهم ..!!

- فأبصر يا مؤمن ما ذكرته لك .. حتى تعلم قدر المؤمنين والمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!

***************************

(5)

..:: لا تنخدع بمقولة الشيطان (الاستعانة بالجن هي كما تستعين بصديقك من الإنس في قضاء حاجتك) ::..

(ما المانع من أن تستمتع بالجن؟)

- أخي الحبيب ..

- بعض الذين يطلبون الكشف الروحاني أو الذين يحدث لهم نتيجة مس أو ما شابه .. ويستبيحون ذلك الأمر ليستمتعوا به في قضاء حوائجهم .. ستجد هذه النفوس مخدوعة بمقولة علمها لهم الشيطان وهي: (الاستعانة بالجن ما هي إلا كما تستعين بصديقك في قضاء حاجتك) ..!!

- لا .. هذا كلام إنسان مخدوع بالشيطان .. أي بواسطة الشيطان .. وتم استدراجه نتيجه ما وجده الشيطان من هوى في نفسه لطلب الإستعانة بالعالم الغيبي .. فألقى في نفسه الشبهات لمجادلة المؤمنين .. (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ) الانعام121 ..  .. فأصبح إنسان يقلب لك الحقائق .. ويخلط الحق بالباطل .. وصدق الله العظيم حين يقول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) الأنعام112 ..

- لكن ليه هذا المخدوع بالشيطان خلط الحق بالباطل ؟

- لأنه قد خلط لك الحقائق الدينية ببعضها وجعل حكم المادة كحكم الغيبيات .. وقد يعلم أو يجهل أن العالم الملموس له أحكامه الدينية .. والعالم الغيبي له أحكامه الدينية .. في الشريعة الإسلامية .. ولكن الشيطان الذي هو له قرين ملازم لهذا المخدوع هو من أملاه هذه الخدعة ليوهم بها نفسه ويضلل بها المؤمنين .. (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) الأعراف30 ..

- وإليك تفصيل ما ذكرته لك من قلبهم للحقائق .. من كلام الله:

1- لو كانت الإستعانة بالجن كالإستعانة بالإنس .. فلماذا نسبها الله إلى الإستمتاع المحرم لأنه جعل فاعلها مصيره إلى النار .. وذلك في قوله تعالى (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) الأنعام128 .

2- ولو كانت الإستعانة بالجن والإستعاذة به كما هو الحال مع الإنس .. فلماذا وضعها الله في موضع الإمتهان والرهق .. حيث يقول تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) الجن6 ..

- وجاء الله بلفظ (الجن) .. ولم يقل شياطين .. حتى تعلم أنه يقصد به هذا الجنس على إطلاقه وليس خصوصية نوع منه .. يعني لا يقصد الشياطين فقط .. وإنما مطلق عالم الجن مهما كان نوعه ومهما كانت ديانته .. !!

- وبخصوص سيدنا سليمان عليه السلام .. فهذه علامة على نبوته وعطاء محض من رب العالمين ولم يطلبه من الله ولم تشتهيه نفسه .. حيث لم يقل سيدنا سليمان يارب ابعت لي جن .. ولم يتعلق سيدنا سليمان بأي جن .. حاشاه عليه السلام .

- ودائما أقول لكم .. لا يوجد مجانيات في العالم الغيبي .. ولابد من مقابل ..!!

نقلا مختصرا عن رسالة / الحق والبيان في رد شبهات المستعين بالجان .. أ/ خالد أبوعوف .

***************************

(6)

..:: لا تنخدع في الكشف أو بمقولة أن حولك جن نوراني ::..

- أخي الحبيب ..

- ستجد بعض الهواتف الروحانية تحدث لك أثناء الذكر بان معك جن نوراني .. أو قد يظهر لك أشكال نورانية يوهموك أنهم جن نوراني .. أو يتسلط عليك إنسان روحاني ويزين لك أن معك جن نوراني محيط بك ويريد التواصل معك .. فما رأيك أن أجعلك تتواصل معهم ؟

- فإياك أخي الحبيب ..

- أن تقبل بهذه الوسوسة الروحانية .. أو تقبل ما عرضه عليك هذا الإنسان الروحاني .. لأنك بذلك تكون قد سمحت له أن يتصرف فيك ويتحكم فيك بأمر منك .. وسيدمرك في حياتك .. لأنه سيفتح عليك أبواب اللعنة الروحانية لتكون من خدام الجن والشيطان ومن أولياؤهم ..

- وغالبا ما ينخدع بهذه الحيلة النساء .. ويخدعهم بها الروحانيين .. ويقول للمرأة قلب منور ومحاط بالنورانيين .. وذلك ليأخذ منها الإذن بأن يتصرف فيها روحانيا ليجعلها تتواصل مع النورانيات .. ثم تبدأ اللعنة تحدث سواء من اغتصاب روحاني أو تسليط شيطاني .. وارهاق يومي على البدن كلما قامت من نومها .. وغير ذلك من انقلاب أحوال الحياة .. لأنها خضعت لإنسان خادم للجن والشيطان ووليا لهم من دون الله .. ولا تلوم سوى نفسها لأنها طمعت فيما خدعها به وهو إحاطتها بالجن النوراني .. فتعلقت بغير الله معيذا لها .. فتم التسليط عليها جزاء وفاقا .. والله لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون ..!!

- أخي الحبيب .. لا تنسى أنه لا يوجد شيء اسمه جن نوراني .. ولا وجود له من أساسه .. إلا في وهم وخيال بعض من أضلهم الشيطان واتخذ منهم أولياء له ..

- ولا يوجد إنسان يفتح لك باب التواصل مع العالم الغيبي .. إلا لو كان مستدرج وله حال مع الشيطان ..!! فانتبه ..!! لأن عطاء الله من عالم الغيب يمنحه الله لأنه مولى الغيب ولا أسباب فيه من البشر .. حتى لا يخدعك أحد ويقول لك أنه قد يكون سبب ليفتح لك .. !!

***************************

(7)

..:: لا تنخدع بمقولة خدام القرآن والآيات والأسماء ::..

(هل ممكن استخدام وتسخير الملائكة كما أرغب ؟)

- أخي الحبيب ..

- من الأمور التي قد تحدث لك أثناء الذكر .. أن تأتيك هواتف روحانية أو يأتيك إنسان روحاني يسلطه الشيطان عليك ويوهمك أن حولك خدام للآيات أو الأسماء أو السور .. ويريدون معاهدتك ..!!

- فاحترس أخي الحبيب من هذه الأوهام والأكاذيب .. لأن القرآن الكريم لم يأتي فيه أن الذي سيقرأه متعبدا به لله فسيأتيه خادم روحاني يخدمه ..!! وليس في الشريعة الإسلامية (قرآن أو حديث) قول بأن للقرآن أو الأسماء الحسنى خدام .. وإنما هناك ملائكة كرام يحضرون مع الذاكرين الله كثيرا والذاكرات تشريفا لهم من الله وكرامة وهؤلاء الملائكة يدعون لك عند الله ..

* والناس في مفهوم خدمة الملائكة على صنفين:

- الصنف الأول : وهم الروحانيين الضلالية الذين يجعلون من الملائكة خدام لهم ويأتمرون بأمرهم .. ويكونوا تحت طوعهم .. !!

- وهذا الصنف قد ألحد في كلام الله وخالف الحقيقة القرآنية .. لأن الملائكة هم عباد الله المكرمون الذين يفعلون ما يأمرهم به الله رب العالمين ولا سلطان لأحد أن يتصرف فيهم بالأمر والنهي إلا الله رب العالمين .. ولذلك يصفهم الله تعالى بأنهم مقهورين لحكمه سبحانه .. يقول تعالى :(يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) النحل50 .. (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم6 .. (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) مريم64 .. (عِبادٌ مُكْرَمون . لا يسبِقُونَهُ بالقَوْلِ وهم بأَمْرِهِ يَعملون) الأنبياء26-27 .. !!  

- الصنف الثاني: وهم غالبا من يتسترون وراء كلمة صوفي .. ويقصدون بكلمة خدام الآيات والسور والآسماء .. أنهم خدام الأسماء الحسنى والآيات القرآنية وليس للأشخاص .. ولكن في نهاية الأمر سيخدمون الشخص الذي يتريض بالإسم أو الآية الذي يخدمه هؤلاء الملائكة .. وبالتالي الملائكة سيطيعون أمره .. لأنه خدم الإسم أو الآية التي هو أيضا قام بخدمتها من خلال التريض بها بذكرها كثيرا جدا .. ولذلك حضروا له ليأخدوا عليه العهد .. ولك الحق أن تتصرف فيهم ..!!

- وهذا الصنف لا يختلف عن الصنف الأول في ضلاله لتشابه القلوب وتشابه الفكر في النهاية ..!!

- والملائكة وصفهم الله بأنهم عباد مكرمون ولم يصفهم بالخدام .. (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ) الأنبياء26 ..!!

- وليس لأحد أن يتصرف فيهم أو يستخدمهم .. لأنهم يأخذون أوامرهم من خالقهم فقط .. وليس من مخلوق .. (عِبادٌ مُكْرَمون . لا يسبِقُونَهُ بالقَوْلِ وهم بأَمْرِهِ يَعملون) الأنبياء26-27 .. !!

- ومعنى (لا يسبقونه بالقول): أي ليس لهم سلطة فعل أي شيء إلا بعد أن يأمرهم الله .

- فإذا كان رب العالمين أكرمهم .. فلماذا تهينهم أنت بهذا اللفظ ؟!! إلا لو كان في نفسيتك الحقيقية أنك تظن أنك تأمرهم ويخدمونك أنت .. وجعلت من نفسك شريكا لله بالتصرف فيهم ..!!

- ولماذا تصفهم بلفظ الخدام .. إلا لتكشف عما في حقيقة قلبك لمن يسمع ذلك منك .. أنك صاحب كرامة وأن الملائكة تخدمك ..!! لأنك تعلم أنك لو قلت أن الملائكة تخدمك بصورة واضحة سيعلم أي مؤمن أنك ضلالي لأن الملائكة لا تأتمر بأوامر إنسان وإنما بأمر من رب العالمين ..!!

**************************

(8)

..:: لا تنخدع بالعهد الروحاني للسور والآيات والأسماء ::..

- أخي الحبيب ..

- من الأمور التي قد تحدث لبعض الذاكرين الله كثيرا والذاكرين .. أن يأتيهم الشيطان ويوسوس لهم .. بأن الله فتح عليهم بالخير .. وأن الخدام العلويين النورانيين جاؤوا لخدمتهم .. !!

- ويقول لك الشيطان: لو أردتنا أن نساعدك أو نخدمك فهذا عهدنا معك وهو أن تقرأ سورة كذا أو آية كذا، وسنأتي إليك ونحضر لك لنساعدك، أو اقرأ الإسم الفلاني وسنأتيك .. !!

- فلا تصدق هذا الكلام .. !!

- واعلم أنهم شياطين وليسوا ملائكة .. ويتلاعبون بك ليجعلوا عملك هو استخدام القرآن وأسماءه الحسنى للاستعانة بالجن والشيطان .. فتكون قد انحرفت عن طاعة الله لمعصية الله .. وقد استخدمت وجعلت من كلام الله وأسماءه وسيلة لاستحضار الجن والشيطان ليخدموك ويطيعوا أمرك .. وليس بعد ذلك خسران في الدين لأنك أهنت القرآن وأسماء الله للتوسل إلى الجن ليغيثك .. ولم تتوسل به إلى الله ليعيذك ..!!

- وطبعا أخي الحبيب .. أحب أن أكرر عليك للتذكرة :

- لا يخفى عليك .. أن لو إنسان قال لك .. اقرأ الآية الفلانية أو السورة الفلانية أو الإسم الفلاني .. ليأتيك الخدام بالأنوار وتصرفهم فيما تشاء .. فاعلم أنه إما جاهل تلاعب به الشيطان، أو ضلالي يريد تضليلك كما هو ضل .. !!

- لأن ذكر الله هو عبادة لله وليس للإستحضار والتوسل للعالم الغيبي ليأتمروا بأوامرك وينتهوا بنواهيك .. ولا يصدق ذلك إلا من اتبع هواه وطمع فيما ليس فيه مطمع وانخدع كما انخدع آدم من الشيطان حينما أراد ما نهى الله عنه ونسي أمر الله له ..!!

 

************************

(9)

..:: سيقولون لك أن الكشف مهم للمعرفة الإيمانية ::..

- أخي الحبيب ..

- سيأتيك الشيطان وأتباعه وخدامه المخادعين .. ليجعلوا قلبك يطمع في الكشف .. وتزل قدمك بعد ثبوتها .. وتنتقل من عبادتك لله إلى عبادتك للعالم الغيبي ليغيثوك .. بعد أن كنت تطلب الله مغيثا لك ..!!

- فيقولوا لك : الكشف مهم للحصول على أنوار المعرفة الإيمانية .. فاسعى لذلك .. لأن هذا سيكون فتحا من الله وكرامة لك ؟!!

الجواب:

1- لقد سبق وأخبرتك اخي الحبيب بمفهوم الفتح والحجاب والكرامة والأنوار .. ولا داعي لتكرار ذلك .. ولكن أريدك ان تلاحظ أنهم يتلاعبون معك بألفاظ لها صدى في نفسك وطمع حتى تتبع كلامهم .. كالسم في العسل ..

2- نور المعرفة لا يحتاج إلى كشف أصلا .. وهذا يعلمه من له أدنى عقل ..!! كما شرحنا سابقا أن الإيمان بمنهج يحتاج لقلب وعقل وليس لكشف ..!!

- بل أن هناك من المعارف الروحانية ما هو محكوم بك أنت فقط ولا يصح لك أن تجهر به .. !! فما فائدة هذه المعرفة البليدة التي محاطة بمطلق الأنانية النفسية ولا تساعد بها غيرك ..!!

3- تأمل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الحديد28.

- هذه الآية تجعلنا نسأل من يلهثون وراء الكشف والإستعانة بالعالم الغيبي من دون الله:

1- هل من تقوى الله التواصل مع العالم الغيبي طلبا للإستعانة به من دون الله ؟!

- بكل تأكيد .. لا .. وإلا كان الساحر من المتقين .. وكان الشيطان من الأولياء الصالحين ..!!

- ولعل هذا يجعلك تفهم لماذا الأنبياء والرسل لم يستعينوا بالملائكة .. لأنه لا تصريف لهم ولا قدرة ولا قوة إلا بالله .. ولو كان مسموح لهم أن يستعينوا بالملائكة لثبت لنا ذلك في أي قصة من قصص الأنبياء أو أحاديث الرسول .. ولكن هذا لم يحدث ..!!

2- هل نور الله الذي في الآية السابقة الذي يوجده في النفس المؤمنة .. يسمى بالملائكة أم بالجن أم بالإيمان الصادق؟

- أكيد هو نور الإيمان الصادق .. لأن الجن ليسوا نورا .. والملائكة لا تسمى نورا ولكنها خلقت من النور .. !!

- فلماذا تبحث عن الأنوار الزائفة ولا تبحث عن نور الحق المبين .. وهو نور الإيمان الصادق في العلاقة مع الله باتباع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..؟!!

****************************

(10)

..:: هل يوجد مؤمن له كشف صادق في مفهوم حسب الشريعة الإسلامية .. وما دليل ذلك ؟ ::..

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..