22: رسالة التعريف بتحذيرات واختبارات طريق الإيمان - ما الدليل على إمكانية حدوث تواصل مع الملائكة وحدوث كشف ومشاهدة للعالم الغيبي - احذر دعاة ومشايخ الجهل وأنصاف الحقائق - كشف عام بأي وسيلة إدراكية - كشف بصيرة بالقلب - كشف نوراني في القلب - كشف منامي بالرؤيا - كشف من الحق بالحق للحق - كشف بالإلهام الصادق - كشف بالفراسة - كشف بالعين ومصافحة للملائكة - كشف برؤية أفعال الملائكة - كشف للمؤمن والكافر - القلب باب الكشف - كشف لعجائب الكون

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة التعريف بالحقائق والضوابط الإيمانية

لطالب القرب من الحضرة الإلهية

طريقة ومنهج أهل الإيمان في العلاقة مع الله

(أساسيات واجبة  - وضوابط لازمة – وأصول ثابتة  - وتنبيهات هامة)

(الجزء الثاني والعشرون)

9- تحذيرات عليك أن تعرفها وأنت تطلب طريق الإيمان -

* فهرس :

::الجزء الثاني والعشرون:: محاذير عليك أن تنتبه لها أثناء الذكر حتى لا تسقط نفسيا في طريق الإيمان ..

* تابع: الفصل الخامس :: مسائل على الكشف وتحذيرات خطيرة جدا::

1- ما الدليل على إمكانية حدوث تواصل مع الملائكة وحدوث كشف ومشاهدة للعالم الغيبي ؟

2- الدليل الأول: (كشف عام بأي وسيلة إدراكية) ؟

3- احذر دعاة ومشايخ الجهل وأنصاف الحقائق ؟

4- الدليل الثاني : (كشف بصيرة بالقلب) ؟

5- الدليل الثالث: (كشف نوراني في القلب) ؟

6- الدليل الرابع: (كشف منامي بالرؤيا) ؟

7- الدليل الخامس: (كشف من الحق بالحق للحق) ؟

8- الدليل السادس: (كشف بالإلهام الصادق) ؟

9- الدليل السابع: (كشف بالفراسة) ؟

10- الدليل الثامن : (كشف بالعين ومصافحة للملائكة) ؟

11- الدليل التاسع : (كشف برؤية أفعال الملائكة) ؟

12- الدليل العاشر: (كشف للمؤمن والكافر) ؟

13- الدليل الحادي عشر : (القلب باب الكشف) ؟

14- كشف لعجائب الكون ؟

***************************

(الجزء السادس من تقسيم الرسالة)

:: تابع: الفصل الخامس::

محاذير مع الذكر – لا تلتفت

*******************************

..:: تابع: الفصل الخامس ::..

:: مسائل على الكشف وتحذيرات خطيرة جدا ::

********************************

(10)

..:: ما الدليل على إمكانية حدوث تواصل مع الملائكة وحدوث كشف ومشاهدة للعالم الغيبي ؟ ::..

- أخي الحبيب ..

- قد يثير بداخلك سؤال .. بعد جولة الكشف الخاصة بالتحذير التاسع والعشرون .. فتقول : هل يوجد كشف صحيح في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

- الجواب:

- نعم أخي الحبيب .. يوجد دائما كشف صحيح رباني في أمة صلى الله عليه وسلم .. وهذا الكشف أساسه القلب السليم والحال الصادق والعمل الصالح .. واتباع النبي صلى الله عليه وسلم .

- والكشف في ديننا له أنواع متعددة .. كالفراسة الإيمانية، والإلهام الصادق من الملائكة، والكشف الغيبي لبعض العوالم الغيبية النورانية أي الملائكة .. وكالنور الذي يقذفه الله في قلب المؤمن .. وكالبصيرة .. وكالفراسة .. وكلها توابع للنور الإيماني .. وسأعطيك قصص واقعية موثقة شرعا لما ذكرته لك .. ولكن من المهم أن نجيب على السؤال التالي أولا ..

أولا: ما الدليل على صحة إمكانية حدوث كشف للعالم الغيبي .. وهل من الممكن أن تتواصل معنا الملائكة ؟!!

- تم نقل هذا الجزء كاملا بأدلته من (رسالة الغيب في الشريعة الإسلامية - للأستاذ خالد أبوعوف)

******************

..:: 1- الدليل الأول: (كشف عام بأي وسيلة إدراكية) ::..

1- يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) فصلت30-31.

- اعلم أخي الحبيب .. أن تنزل الملائكة يكون في الدنيا وعند الموت .. ولم يخصص بزمان دون زمان .. ولذلك بعض من قال أنه تنزيل عند الموت قد جانبه الصواب لأنه خالف سياق الآية بتخصيص لا دليل له عليه .. وإلا فما فائدة قوله تعالى: (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ..؟!!

- بل أن الفعل المضارع من لفظ (تتنزل): يدل على دوام الحضور الملائكي لمن استقام قلبه مع الله .. وهذا اللفظ يكون آكد في الحياة الدنيا .. لأنه يدل على تكرار حدوث وليس حدث مرة وينتهي ..!! فأبصر ما قلته لك .. والله أعلم .

* قال الطاهر بن عاشور رحمه الله (المتوفى : 1393هـ) :

- وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَنَزُّلُ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ تَنَزُّلٌ خَفِيٌّ يُعْرَفُ بِحُصُولِ آثَارِهِ فِي نُفُوسِ الْمُؤْمِنِينَ وَيَكُونَ الْخِطَابُ بِ (أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا) بِمَعْنَى إِلْقَائِهِمْ فِي رُوعِهِمْ عَكْسَ وَسْوَسَةِ الشَّيَاطِينِ الْقُرَنَاءِ بِالتَّزْيِينِ، أَيْ يُلْقُونَ فِي أَنْفُسِ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَصْرِفُهُمْ عَنِ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ وَيُذَكِّرُهُمْ بِالْجَنَّةِ فَتَحِلُّ فِيهِمُ السَّكِينَةُ فَتَنْشَرِحُ صُدُورُهُمْ بِالثِّقَةِ بِحُلُولِهَا، وَيُلْقُونَ فِي نُفُوسِهِمْ نَبْذَ وِلَايَةِ مَنْ لَيْسُوا مِنْ حِزْبِ اللَّهِ، فَذَلِكَ مُقَابِلُ قَوْلِهِ: (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) [فصلت: 25] الْآيَةَ فَإِنَّهُ تَقْيِيضٌ فِي الدُّنْيَا. وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْكَامِلِينَ لَا يَخَافُونَ غَيْرَ اللَّهِ، وَلَا يَحْزَنُونَ عَلَى مَا يُصِيبُهُمْ، وَيُوقِنُونَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، وَهُمْ فَرِحُونَ بِمَا يَتَرَقَّبُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ.

- وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَقَوْلُهُ: (الَّتِي كُنْتُمْ) تُعْتَبَرُ (كَانَ) فِيهِ مَزِيدَةً لِلتَّأْكِيدِ، وَيَكُونُ الْمُضَارِعُ فِي (تُوعَدُونَ) عَلَى أَصْلِ اسْتِعْمَالِهِ لِلْحَالِ وَالِاسْتِقْبَالِ، وَيَكُونُ قَوْلُهُمْ: (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ) فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ تَأْيِيدًا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَوَعْدًا بِنَفْعِهِمْ فِي الْآخِرَةِ.

* ثم قال بن عاشور رحمه الله بعد كلام نفيس:

- وَاعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ: (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : إِشَارَةٌ إِلَى مُقَابَلَةِ قَوْلِهِ فِي الْمُشْرِكِينَ (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) [فصلت: 25] فَكَمَا قيّض للْكَافِرِ قُرَنَاءَ فِي الدُّنْيَا قَيَّضَ للْمُؤْمِنين مَلَائِكَة يكونُونَ قرناءهم فِي الدُّنْيَا، وكما أنطق أتباعهم باللائمة عَلَيْهِم أنطق الْمَلَائِكَة بِالثَّنَاءِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.

- وَهَذِهِ الْآيَةُ تَقْتَضِي أَنَّ هَذَا الصِّنْفَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ خَاصٌّ بِرُفْقَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَائِهِمْ وَلَا حَظَّ لِلْكَافِرِينَ فِيهِمْ.

* ثم قال بن عاشور رحمه الله بعد كلام :

 - وَلَعَلَّ وَصْفَ الْمَلَائِكَةِ الْمُتَنَزِّلِينَ بِأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ يَقْتَضِي أَنَّ عَمَلَهُمْ مَعَ الْمُؤْمِنِ عَمَلُ صَلَاحٍ وَتَأْيِيدٍ مِثْلَ إِلْهَامِ الطَّاعَاتِ وَمُحَارَبَةِ الشَّيَاطِينِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَبِذَلِكَ تَتِمُّ مُقَابَلَةُ تَنَزُّلِهِمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِذِكْرِ تَقْيِيضِ الْقُرَنَاءِ لِلْكَافِرِينَ، وَهَذَا أَحْسَنُ.

التحرير والتنوير ج24 ص285-287

- وقال الإمام الألوسي رحمه الله (المتوفى: 1270هـ):

- والأخبار طافحة برؤية الصحابة للملك وسماعهم كلامه، وكفي دليلا لما نحن فيه قوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30] الآية فإن فيها نزول الملك على غير الأنبياء في الدنيا وتكليمه إياه ولم يقل أحد من الناس: إن ذلك يستدعي النبوة وكون ذلك لأن النزول والتكليم قبيل الموت غير مفيد كما لا يخفى .

- وقد ذهب الصوفية إلى نحو ما ذكرناه، قال حجة الإسلام الغزالي في كتابه- المنقذ من الضلال- أثناء الكلام على مدح أولئك السادة: ثم إنهم وهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق.

- وقال تلميذه القاضي أبو بكر بن العربي أحد أئمة المالكية في كتابه قانون التأويل: ذهبت الصوفية إلى أنه إذا حصل للانسان طهارة النفس وتزكية القلب وقطع العلائق وحسم مواد أسباب الدنيا من الجاه والمال والخلطة بالجنس والإقبال على الله تعالى بالكلية علما دائما وعملا مستمرا كشفت له القلوب ورأى الملائكة وسمع كلامهم واطلع على أرواح الأنبياء والملائكة، وسماع كلامهم ممكن للمؤمن كرامة وللكافر عقوبة اهـ.

- ونسب إلى بعض أئمة أهل البيت أنه قال: إن الملائكة لتزاحمنا في بيوتنا بالركب، والظاهر من كلامهم أن الاجتماع بهم والأخذ عنهم لا يكون إلا للكاملين ذوي النفوس القدسية وأن الإخلال بالسنّة مانع كبير عن ذلك ..، ويرشد إليه ما أخرجه مسلم في صحيحه عن مطرف قال: (قال لي عمران بن حصين قد كان ملك يسلم على حتى اكتويت فترك ثم تركت الكي فعاد) ...

- ويعلم مما ذكرنا أن مدعيه إذا كان مخالفا لحكم الكتاب والسنّة كاذب لا ينبغي أن يصغي إليه ودعواه باطلة مردودة عليه .. فأين الظلمة من النور والنجس من الطهور ..

- ثم إنه لا طريق إلى معرفة كون المجتمع به ملكا بعد خبر الصادق سوى العلم الضروري الذي يخلقه الله تعالى في العبد بذلك ويقطع بعدم كونه ملكا متى خالف ما ألقاه وأتى به الكتاب أو السنّة أو إجماع الأمة .

تفسير الألوسي ج11 ص218-219

* قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله (المتوفى: 606هـ) :

- إِنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَنِ الْمَلَائِكَةِ أَنَّهُمْ قَالُوا لِلْمُؤْمِنِينَ (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) .. وَهَذَا فِي مُقَابَلَةِ مَا ذَكَرَهُ فِي وَعِيدِ الْكُفَّارِ حَيْثُ قَالَ: (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) [فُصِّلَتْ: 25] ..

- وَمَعْنَى كَوْنِهِمْ أَوْلِيَاءَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنَّ لِلْمَلَائِكَةِ تَأْثِيرَاتٍ فِي الْأَرْوَاحِ الْبَشَرِيَّةِ، بِالْإِلْهَامَاتِ وَالْمُكَاشَفَاتِ الْيَقِينِيَّةِ، وَالْمَقَامَاتِ الْحَقِيقِيَّةِ، كَمَا أَنَّ لِلشَّيَاطِينِ تَأْثِيرَاتٍ فِي الْأَرْوَاحِ بِإِلْقَاءِ الْوَسَاوِسِ فِيهَا وَتَخْيِيلِ الْأَبَاطِيلِ إِلَيْهَا. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَوْنُ الْمَلَائِكَةِ أَوْلِيَاءَ لِلْأَرْوَاحِ الطَّيِّبَةِ الطَّاهِرَةِ حَاصِلٌ مِنْ جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ مَعْلُومَةٍ لِأَرْبَابِ الْمُكَاشَفَاتِ وَالْمُشَاهَدَاتِ.

تفسير مفاتيح الغيب ج27 ص561

***************************

..:: احذر دعاة ومشايخ الجهل وأنصاف الحقائق ::..

- أخي الحبيب .. ستجد بعض دعاة ومشايخ الجهل وأنصاف الحقائق .. الذين عمت قلوبهم عن فهم هذه المسألة الكشفية .. حتى أنكروها في الدين جحودا بها .. وجحدوا كلام الله ورسوله وضلوا وأضلوا في هذه المسألة نظرا لسعة الجهل فيهم .. ولذلك قالوا لا روحانيات في الإسلام ولا كشف ..!! وإنهم لمخطئون بكل تأكيد .. ويكفيك قوله تعالى في الدليل الأول .. لأن الملائكة هي أرواح شريفة لها تواصل مع المؤمنين الصادقين .. وينتج من ملازمتها لنا علوم شريفة ومعارف لطيفة .. وارتقاء في صفاتنا .. تسمى أيضا أرواح الصفات والمعارف .. إن كانوا يعقلون ..!!

- فهم ينكرون أن يكون للمؤمنين كرامة وصل بالملائكة سواء بالسماع أو الرؤية أو الإحساس بهم .. بل وينكرون تأييد الملائكة لهم ..!!

- وحتى تعلم مدى سخافة عقولهم .. فبالعقل البسيط نقول:

1- إذا كان العاصي يكون الشيطان له قرين .. (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) الزخرف36 ..

- ألا يكون للمؤمن قرين من الملائكة يؤيده بمدد من الله ؟!!

2- وإذا كان الكفار أرسل الله عليهم الشياطين تؤزهم أزا (أي تهيجهم إلى المعاصي وتحرضهم عليها) .. (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) مريم83.

- ألا يكون للمؤمنين حظ من الملائكة في الحياة الدنيا ليكونوا لهم من الله مددا (ليعينوا المؤمنين فيلهموهم بترك المعصية وعمل الطاعة) ..؟!! 

3- وإذا كان العاصي له قرناء من الشياطين .. (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) فصلت25 ..

- ألا يكون للمؤمنين أولياء من الملائكة في الحياة الدنيا مددا من الله ..؟!!

4- وإذا كان العاصي يؤثر فيه الشيطان بخيالاته وأباطيلة ووساوسه .. (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النحل63.. ومعنى (وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ): أي في الدنيا .

- ألا يكون للمؤمن إلهاما من الملائكة في الحياة الدنيا يثبته بالحجة واليقين والبرهان ..!!

5- وكأن هؤلاء الجهلاء لم يقرأوا قوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ) المجادلة22 ..

- ولم يقرأوا قوله تعالى (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) الرحمن60 ..

- ولم يقرأوا قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران73-74 .

6- فمن أغرب ما يمكن أن يتصوره عقل إنسان مؤمن أن يأتي جماعة من الجهلاء ينكرون إمكانية رؤية أهل الحق للملائكة .. ولكنهم يؤكدون رؤية الديك للملائكة كما جاء في الحديث .. !! ويؤكدون رؤية الشيطان للملائكة كما أخبرنا القرآن ..!!

- وكأن الحيوان والشيطان في عقيدة هؤلاء الجهلاء .. أشرف وأطهر عند الله من المؤمن الصادق .. ولذلك منعوا أن يكون للمؤمن الصادق رؤية  للملائكة ؟!!

- أهؤلاء قوم يعقلون ؟!! أم على الله ورسوله والمؤمنين يكذبون ..!! أم أن الحقد والغيرة والحسد طغت على قلوبهم .. حتى منعوا فضل الله ورحمته أن يختص بها من يشاء من خلقه ..!!

**************************

..:: 2- الدليل الثاني : (كشف بصيرة بالقلب) ::..

2- يقول تعالى: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف108 ..

- والبصيرة : هي نور الإيمان الذي يقذفه الله في القلب مصحوبا بالحجة واليقين .. للكشف والتمييز بين الحق والباطل ..

- والبصيرة نوع من الكشف .. ولكنه خاص بالقلب فقط .. ويتم منحه لمن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم .. كما جاء في كلام الله ..

*********************

..:: 3- الدليل الثالث: (كشف نوراني في القلب) ::..

3- يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) الحديد28 ..

- فإذا كان النور الذي يجعله الله للمؤمن ليس كشفا وفرقانا بين الحق والباطل في القلب .. فما فائدة هذا النور ..؟!!

- أليس هذا النور نوع من الكشف الذي ينكشف من وراءه الحق من الباطل ..!!

*****************************

..:: 4- الدليل الرابع: (كشف منامي بالرؤيا) ::..

4- يقول تعالى:(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس62-64 .

- وفي الحديث :  عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:({لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] ، قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا، وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْكُتْ، وَلَا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح لغيره .. وذكره الألباني في الصحيحة على أنه حسن .

- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ رَأَى خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهِ، وَلْيَذْكُرْهُ، وَمَنْ رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ رُؤْيَاهُ، وَلَا يَذْكُرْهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: حديث صحيح .

- وفي حديث آخر بلفظ: (أيُّها النَّاسُ، إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا المُسْلِمُ، أوْ تُرَى له) صحيح مسلم .

- يتبين لك أخي الحبيب مما سبق .. أنه قد تأتيك البشرى في المنام .. ولا يخفى على عاقل أن الرؤيا الصالحة نوع من الكشف ولكن مناما .. !!

**********************

..:: 5- الدليل الخامس: (كشف من الحق بالحق للحق) ::..

5- ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة في الحديث القدسي حيث قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به ، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ)  صحيح البخاري .

- فالذي يسمع بالله ويبصر بالله .. بكل تأكيد لن يكون له كشف باطل سواء في عالم المادة أو عالم الخيال .. مش كده ولا إيه ؟!!

- معنى (النوافل): كل طاعة يفعلها المؤمن زيادة عن الفرض الواجب عليه ..

- معنى (يرى ويبصر ويمشي ويبطش): أي هو يعمل بالحق للحق .. وليس لنفسه وما يرغبه هواه ..!!

- ويفعل ذلك ليس بعطاء إنس ولا جن .. وإنما بمدد من عطاء الله لأنه موصول بمحبة الله له .. ويستخدم هذا المدد فيما أراده الله منه .. ولأنهم رضوا عن الله بطاعته .. فأرضاهم في الدنيا بأن يكونوا أسباب الله في أرضه يجري الكرامة على أيديهم لينفعوا الناس بكرامة الله التي أعطاها لهم ..

- فلو وجدوا هؤلاء المحبوبين إذن في أنفسهم بمساعدة أحد كخاطر يوجههم .. فسيسبب الله الأسباب التي تجعل هذا المحبوب المؤمن ليساعد الآخرين بقدرة الله ومن فضل الله الذي أعطاه لهذا المحبوب .. سواء بأسباب مادية ملموسة أو بأسباب روحية غير معلومة بطريق خفي .. لأنه سر بينه وبين الله ..

- لذلك دائما أقول لكم .. أن باب قضاء الحوائج ومساعدة الخلائق .. من أكبر الكرامات .. لأنه تظهر فيها محبة الله على العبد .. !!

- فقد تكون سبب لفعل الحق كما يريد الحق سبحانه في عالم الظاهر أو الباطن .. وتكون من المحبوبين من حيث لا تدري ولا تعلم .. حيث كلما وجدت الخير والنفع تفعله مع الآخرين .. فاعلم أنك في كرامة كبيرة من الله .. سواء كنت خادما للحق في طريق الظاهر أو طريق الباطن .. وأقوى طرق الباطن على الإطلاق هو الدعاء لأنه مصحوب بمدد ملائكي .. فافهم .. وادعوا لنفسك وللمؤمنين معك ..

******************************

..:: 6- الدليل السادس: (كشف بالإلهام الصادق) ::..

6- عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:(قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ) (قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ: مُلْهَمُونَ) صحيح مسلم.

- وفي رواية البخاري بلفظ: (لقَدْ كانَ فِيما قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُ في أُمَّتي أحَدٌ، فإنَّه عُمَرُ) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ: (قَدْ كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ مِن بَنِي إسْرائِيلَ رِجالٌ، يُكَلَّمُونَ مِن غيرِ أنْ يَكونُوا أنْبِياءَ، فإنْ يَكُنْ مِن أُمَّتي منهمْ أحَدٌ فَعُمَرُ) صحيح البخاري.

- وفي رواية بلفظ (قِيل يَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كيْفَ يُحَدَّثُ؟ قَالَ: تَتَكَلَّمُ الْمَلائِكَةُ عَلَى لِسَانِهِ) رواه الطبراني .. بسند فيه ضعف لجهالة أحد رواته .. قال الهيثمى: رواه الطبرانى في الأوسط، وفيه أبو سعد خادم الحسن البصرى ولم أعرفه، وبقيه رجاله ثقات.

* قال الإمام أبو العباس القرطبي في شرح مسلم (المتوفى: 656هـ) :

- معنى (محدثون):  فسَّر ابن وهب المحدَّثين بالملهمين، أي: يُحدَّثون في ضمائرهم بأحاديث صحيحة، هي من نوع الغيب، فيظهر على نحو ما وقع لهم، وهذه كرامة يكرم الله تعالى بها من يشاء من صالحي عباده ..، وقد قال بعضهم: إن معنى (محدَّثين): مكلَّمون ، أي: تكلِّمهم الملائكة ..

- قلت (أي القرطبي) : وهذا راجعٌ لما ذكرته، غير أن ما ذكرته أعم، فقد يخلق الله تعالى الأحاديث بالغيب في القلب ابتداء من غير واسطة ملك، وقال بعضهم: إن معناه أنهم مصيبون فيما يظنونه، وإليه ذهب البخاري، وهذا نحو من الأول، غير أن الأوَّل أعم، والله أعلم.

المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم ج6 ص259-260 .. باختصار في كلامه .

* قال الإمام بن حجر العسقلاني رحمه الله (المتوفى: 852هـ) :

- قَوْلُهُ (مُحَدَّثُونَ) بِفَتْحِ الدَّالِ جَمْعُ مُحَدَّثٍ وَاخْتُلِفَ فِي تَأْوِيلِهِ فَقِيلَ مُلْهَمٌ قَالَهُ الْأَكْثَرُ قَالُوا الْمُحَدَّثُ بِالْفَتْحِ هُوَ الرَّجُلُ الصَّادِقُ الظَّنِّ وَهُوَ مَنْ أُلْقِيَ فِي رُوعِهِ شَيْءٌ مِنْ قِبَلِ الْمَلَأِ الْأَعْلَى فَيَكُونُ كَالَّذِي حَدَّثَهُ غَيْرُهُ بِهِ وَبِهَذَا جَزَمَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ وَقِيلَ مَنْ يَجْرِي الصَّوَابُ عَلَى لِسَانِهِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ وَقِيلَ مُكَلَّمٌ أَيْ تُكَلِّمُهُ الْمَلَائِكَةُ بِغَيْرِ نُبُوَّةٍ وَهَذَا وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يُحَدَّثُ قَالَ تَتَكَلَّمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى لِسَانِهِ .

- وَيَحْتَمِلُ رَدُّهُ إِلَى الْمَعْنَى الْأَوَّلِ: "أَيْ تُكَلِّمُهُ فِي نَفْسِهِ وَإِنْ لَمْ يَرَ مُكَلِّمًا فِي الْحَقِيقَةِ" فَيَرْجِعُ إِلَى الْإِلْهَامِ .. وَفَسرهُ بن التِّينِ بِالتَّفَرُّسِ وَوَقَعَ فِي مُسْنَدِ الْحُمَيْدِيِّ عَقِبَ حَدِيثِ عَائِشَةَ .. "الْمُحَدَّثُ الْمُلْهَمُ بِالصَّوَابِ الَّذِي يُلْقَى على فِيهِ" .. وَعند مُسلم من رِوَايَة بن وَهْبٍ "مُلْهَمُونَ" .. وَهِيَ "الْإِصَابَةُ بِغَيْرِ نُبُوَّةٍ" ..، وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَن بعض أَصْحَاب بن عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ قَالَ إِبْرَاهِيم يَعْنِي بن سَعْدٍ رَاوِيهِ قَوْلُهُ مُحَدَّثٌ أَيْ يُلْقَى فِي رُوعِهِ انْتَهَى .

فتح الباري ج7 ص50 .. باختصار في كلامه.

* قلت (خالد صاحب الرسالة):

- المحدَّث: هو الموفق لفهم مراد الله .. من خلال تأييد الملائكة له بجريان الحق على قلبه ولسانه .. والله أعلم .

******************************

..:: 7- الدليل السابع: (كشف بالفراسة) ::..

7- في الحديث عن أبي امامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اتَّقُوا فِرَاسَة الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظر بِنُورِ اللَّهِ) رواه الطبراني .. وقال السيوطي حسن ، وقال الهيثمي: حسن ، وكذلك حسنه المناوي والغماري .. رحمهمالله .. وذكره الألباني في الضعيفه ..!!

- قلت (خالد صاحب الرسالة): أن الحق ما ذكره السيوطي والهيثمي .. لأن الحديث وإن كان ضعيف إلا أنه يرتقي لدرجة الحسن لتعدد طرقه . ولا أدري لماذا خالف الشيخ الألباني منهجه في هذا الحديث ..!!

- نعود فنقول:

- إذا لم يكن من يرى بنور الله هو المكاشف الحق .. فمن يكون المكاشف الحق .. إذا لم يكن المكاشف بالحق على حق ..!! أفلا تعقلون ..!!

- ولكنه كشف قلب مأخوذ عن الله بنور يقذفه في قلب المؤمن .. وليس كشف مأخوذ عن جن وعفريت وشيطان، ولا مأخوذ عن ظن نفسي بدلائل عقلية .. !!

* قال الإمام الشوكاني رحمه الله .. في شرح الحديث السابق:

- ( قوله : فإنه ينظر بنور الله عز وجل) أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى وباستنارة القلب تصح الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرآة التي تظهر فيها المعلومات كما هي والنظر بمنزلة النقش فيها..

- قال بعضهم: من غض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطئ فراسته .

- قال ابن عطاء الله: واطلاع بعض الأولياء على بعض الغيوب جائز وواقع لشهادته له بأنه إنما ينظر بنور الله لا بوجود نفسه انتهى .

- ومن ثَمَّ شرطوا لحصول نورها {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} والحق سبحانه وتعالى يجزئ العبد على عمله من جنسه فمن غض بصره عن المحارم عوضه إطلاق نور بصيرته ..

* وقد نظر رجل إلى امرأة ثم دخل على عثمان رضي الله تعالى عنه فقال يدخل أحدكم علي وفي عينيه أثر الزنا ..

* (سئل) بعض العارفين عن الفراسة ما هي؟

- فقال أرواح تتقلب في الملكوت فتشرف على معاني الغيوب فتنطق عن أسرار الحق نطق مشاهدة وعيان وقال أبو عثمان المغربي العارف تضئ له أنوار العلم فيبصر بها عجائب الغيب )

فتح القدير ج1 ص142.. باختصار ..

******************************

..:: 8- الدليل الثامن : (كشف بالعين ومصافحة للملائكة) ::..

8- عن حنظلة بن الربيع الاسدي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (نَكونُ عندَكَ تُذَكِّرُنا بالنَّارِ والجنَّةِ كأنَّا رأيَ عينٍ ، رجَعنا عافَسنا الأزواجَ والضَّيعةَ ونسينا كثيرًا ، قالَ : فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : لَو تدومونَ على الحالِ الَّتي تقومونَ بِها من عندي لصافحَتكمُ الملائِكَةُ في مجالسِكُم ، وفي طرقِكُم ، وعلى فُرُشِكُم ، ولَكِن يا حنظلةُ ساعةً وساعةً ساعةً وساعةً) صحيح الترمذي .

- وفي رواية بلفظ (لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُظِلَّكُمْ بِأَجْنِحَتِهَا عِيَانًا) رواه أبو يعلى .. وذكره الالباني في الصحيحة بأن إسناده صحيح رجاله ثقات.

- وليس هناك أوضح من هذا الحديث في معاينة ورؤية ومكاشفة  الملائكة بالعين ومصافحتهم في أي مكان .. لمن كان له قلب صادق مع الله ومتبعا لرسوله صلى الله عليه وسلم ..

- وحتى لا يخدعك مخادع من مشايخ الجهل والفتنة ويقول لك: أن انتفاء حدوث المصافحة والرؤيا مذكور لوجود حرف (لو) وهو حرف امتناع يمنع حدوث الشيء إن لم يتحقق شرطه ..

- فقل له: أن الإمتناع في الحديث على كلمة (تديمون) أي على ديميومية الحضور والمصافحة .. وليس امتناع على الإطلاق .. بدليل تسليم الملائكة على الصحابي عمران بن حصين .. وسيأتيك تفاصيل هذه القصة بعد قليل ..!!

**************************

..:: 9- الدليل التاسع : (كشف بآثار أفعال الملائكة) ::..

9- عن انس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة (لَوْ قُلْتَ : " بسمِ اللهِ " ، لَطَارَتْ بِكَ الملائكةُ و الناسُ ينظرُونَ إليكَ .... قالهُ لطلحةَ حينَ قُطِعَتْ أصابعُهُ فقال : حِسِّ) رواه الطبراني ..

- وفي رواية بلفظ (لو قلتَ بِسمِ اللَّهِ لرفعتْكَ الملائِكةُ والنَّاسُ ينظرونَ) صحيح النسائي .

- وفي رواية بلفظ (حتَّى تلِجَ بِك في جوِّ السَّماءِ) رواه البيهقي في الدلائل ..

- قلت (خالد صاحب الرسالة): والروايات كلها ضعيفة السند .. ولكن قال الألباني الحديث حسن بمجموع طرقة .. ولا ادري لماذا لم يقل ذلك في حديث "فراسة المؤمن" .. علما بأن أحاديث "طارت بك الملائكة" أشد ضعفا في سندها ..!! ولكني أحترم اجتهاده ..!!

- وفي هذا الحديث تظهر كرامة الوصل بالملائكة بصورة مرئية لعموم الناس وليس لصاحب الكرامة فقط ..

- وليس في الحديث ما يمنع حدوث ذلك لأي مؤمن .. بل الحديث إشارة واضحة على تأييد الله لعباده المؤمنين مع خلال الملائكة .. تكريما لعباده الصادقين ..

- ويتضح لك أن هناك أفعال قد يفعلها الإنسان أو يقولها فتكون محل عناية من الله وتسبب لك كرامة خاصة .. والله يختص برحمته من يشاء ..

***********************

..:: 10- الدليل العاشر: (كشف للمؤمن والكافر) ::..

10- : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا») رواه أحمد .. وقال الأنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري .. وذكره الألباني في الصحيحة .

- وفي الحديث دلالة على رؤية الملائكة عيانا للناس لو أراد الله ذلك ..

- وهذا نوع آخر من الكشف يدل عليه إمكانية رؤية الناس للملائكة عيانا .. وإن كان هذا خاص بالنبي .. إلا أنه يدل على إمكانية ظهور الملائكة عيانا .. ولا مانع يمنع ذلك ..

*****************************

..:: الدليل الحادي عشر : (القلب باب الكشف ) ::..

- يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الحج46 .

- فيتبين مما سبق ان للقلب كشفا خاص به .. وكأن به عين تبصر حقائق الغيبيات .. والتي منها الإيمان .. !!

*****************************

..:: (كشف لعجائب الكون) ::..

- روي في الحديث (بسند ضعيف لم اجد أحد أشار إلى تصحيحه بأي حال) .. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ فَوْقَ - قَالَ عَفَّانُ: فَوْقِي - فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ "، قَالَ: " فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، نَظَرْتُ أَسْفَلَ مِنِّي فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ يُحَرِّفُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ، أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَوْا الْعَجَائِبَ) رواه احمد وبن أبي شيبة .. وقال الأرنؤوط: إسناده ضعيف .

- وفي طبعات أخرى لمسند الإمام أحمد جائت الرواية فيها بلفظ (يحومون) بدلا من (يحرفون) ..

- معنى (رهج): أي غبار ..

- معنى (يحرفون): أي يصرفون أعينهم عن التدبر في عجائب الملكوت ..

- وبالرغم من ضعف الحديث .. ولكني أحببت إثباته ليس كدليل وإنما لبيان ضعفه .. حيث أن الكثيرين يستدلون به ولا يعرفون درجة صحته .. ويجعلون بدلا من لفظ (أعين) .. يجعلونه (قلوب) .. !!

- وبسبب الضعف الذي في السند لم أجعله من الأدلة على الكشوفات الربانية ..


- فإذا علمت ما سبق من الأدلة .. فإليك أدلة أخرى .. ولكن في صورة قصص واقعية .. حدثت فعلا .. تثبت الكشف للعالم الغيبي النوراني (الملائكة) .. لغير الأنبياء والرسل .. فتابع معي .. وهذه القصص بمثابة استكمال لأدلة الكشف ..

******************************

****************************

(11)

..:: هل يوجد مؤمن له كشف غيبي صادق حسب الشريعة الإسلامية .. وما دليل ذلك ؟ ::..

..:: قصص من أهل الكشف في الشريعة ::..

- أخي الحبيب ..

- بعد أن أثبت لك بالدلائل أن الكشف له وجود في ديننا .. سواء كان يندرج تحت مسمى كلمة (محدَّث أو يرى ويسمع بالله أو نور في القلب) .. إلا أن في نهاية الأمر .. هذا الكشف في الشريعة الإسلامية ما هو إلا إشارة ربانية في القلب ليس للعبد فيها أي قدرة أو سبب في حدوثها منه بأي حال من الأحوال .. ولا يكتسبها وإنما يتم وهبها له كرامة من الله وفضلا ..

- فالكشف الرباني هبة من الله .. وما يهبه الله لأحد لا يمنحه له إنسان ولا يسلبه منه إنسان .. فافهم ..

- ولم أستدل بقصة الخضر لغلبة الظن عند كثير من العلماء أنه قد يكون نبيا (وإن كان ليس ذلك يقينا – والعلماء على اختلاف في ذلك) .. وعن نفسي (خالد صاحب الرسالة) لا أقول أنه نبي وإنما عبدا صالح كما وصفه القرآن ..!!

- ولم أستدل بقصة بن صياد ولا بقصة المسيخ الدجال .. وكلاهما يعتمد على الكشف .. إلا أنهما ليسا مؤمنين .. فضلا عن أن كشفهما ليس بحق .. !!

- ولم أستدل بقصة السامري في أنه رأى وكاشف سيدنا جبريل وهو على فرس وأخذ قبضة من أثر حصانه وألقاها في العجل ليجعل له صوت ..!! لأنها قصة مكذوبة ولا وجود لها أصلا في كتب أسانيد أهل الحديث .. بالرغم من انتشار هذه القصة في كتب التفاسير .. إلا أنها قصة مزيفة وباطلة ولا حقيقة لها ولا سند .. فضلا عن أن هذه القصة مخالفة لسياق النص القرآني ..!!

- وطبعا هناك قصص للانبياء لم أستدل بها أيضا .. وهي قصص صحيحة جدا خاصة بالكشف سماعا ورؤية حدثت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما حدث في المعراج السماوي .. ومثل رؤيته لمشهد للجنة والنار في حائط منزله .. ورؤيته لملائكة .. وكذلك سيدنا إبراهيم الذي كاشف عالم الملكوت .. كذلك رؤية سيدنا موسى لملك الموت .. وغير ذلك ..

- ولكننا لا نحتج بهؤلاء الأنبياء .. لأن هذه الكشوفات في أصلها خصائص رسولية ونبوية للتأييد بالوحي .. ولكن أيضا لا مانع أن يتفضل الله على بعض خلقه بشيء من نسمات هذا الكشف ..

- فهل كان يوجد من غير الأنبياء والرسل من كان لهم نسمات من الكشف الرباني ؟!!

- نعم كان يوجد من أكرمهم الله بمكاشفة شيء من العالم الغيبي ..

- ولنعطي لذلك أمثلة :

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..