ج25: رسالة التعريف بتحذيرات واختبارات طريق الإيمان - لا تخاف من الشيطان وأعوانه - عبادة اتباع المشايخ - عبادة الهوى النفسي - إياك وهؤلاء المشايخ حتى لا تعيش في حجاب التِّيه - لا تتبع منهجية اليهود والنصاري في اتباع مشايخك - المشايخ لا يغيرون قلوب وإنما يرشدون لصلاح القلوب - إياك ومشايخ الخرافة والضلال - واحترم عقلك ودينك ؟ كيف تصدق أن الصلاة والحج والعبادات تنفع بعالم الخيال - الصلاة لا تسقط عن العبد مهما بلغ من الإيمان حتى ولو رسول - قصة الشيخ عبد القادر الجيلاني مع الشيطان .

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة التعريف بالحقائق والضوابط الإيمانية

لطالب القرب من الحضرة الإلهية

طريقة ومنهج أهل الإيمان في العلاقة مع الله

(أساسيات واجبة  - وضوابط لازمة – وأصول ثابتة  - وتنبيهات هامة)

(الجزء الخامس والعشرون)

12- تحذيرات عليك أن تعرفها وأنت تطلب طريق الإيمان -

* فهرس :

::الجزء الخامس والعشرون:: محاذير عليك أن تنتبه لها أثناء الذكر حتى لا تسقط نفسيا في طريق الإيمان ..

:: الفصل الثامن :: تحذيرات في طريقك إلى الله – لا تلتفت إليها ::

1- التحذير السادس والثلاثون: لا تخاف من الشيطان وأعوانه ؟

2- التحذير السابع والثلاثون: إياك وهؤلاء المشايخ حتى لا تعيش في حجاب التِّيه ؟

3- التحذير الثامن والثلاثون: لا تتبع منهجية اليهود والنصاري في اتباع مشايخك ؟

4- عبادة اتباع المشايخ - عبادة الهوى النفسي ؟

5- التحذير التاسع والثلاثون: المشايخ لا يغيرون قلوب وإنما يرشدون لصلاح القلوب ؟

6- التحذير الأربعون: إياك ومشايخ الخرافة والضلال - واحترم عقلك ودينك ؟ كيف تصدق أن الصلاة والحج والعبادات تنفع بعالم الخيال ؟!!

7- التحذير الحادي والأربعون: الصلاة لا تسقط عن العبد مهما بلغ من الإيمان حتى ولو رسول ؟

 ***************************

(تابع - الجزء السادس من تقسيم الرسالة)

..:: الفصل الثامن ::..

:: تحذيرات أثناء الذكر ::

***********************

..:: التحذير السادس والثلاثون ::..

..:: لا تخاف من الشيطان وأعوانه ::..

- أخي الحبيب ..

- في بعض حالات خاصة لبعض الناس التي كانت مصابة بمس أو لديها شفافية روحانية (أي لها إدراك للعالم الروحاني) .. فيشعر المؤمن أثناء الذكر أو بعده أو في منامه .. بأن الشيطان يأتي لتخويفه أو ليصيبه باليأس من الذكر .. ويخبره بأن ما يفعله لا قيمة له ولا تأثير له وأنه لا يبعد الشيطان عنه ..!!

- الجواب :

- تذكر قوله تعالى (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) آل عمران175.. أي يخوفكم بأولياءه وأعوانه وخدامه الذين هم على شاكلته في منهجه سواء من الجن أو الإنس .

- إذا أخافك الشيطان في نفسك .. فاعتصم بالله بكل يقين واستعذ بالله منه .. لأنه لا سلطان له عليك .. فكن موقنا بذلك .. وإلا سيتسلط عليك مرارا وتكرارا لو خفت منه واستجبت لكلامه وصدقته في نفسك ..!!

- واعلم أنك لو استجبت له في تأثيره عليك لتيأس من الذكر بأنه لا قيمة له ولا منفعه .. فقد يحرمك الله من نعمة الذكر لأنك استجبت للشيطان .. حيث أنه بالعقل البسيط .. لو لم يكن الذكر له منفعة أو لا تأثير له .. فلماذا أجراه الله على لسانك ولماذا انزعج الشيطان من هذا الذكر لدرجة أنه تحرك فيك بالوسوسة ليحطمك نفسيا ويجعلك تتوقف عن الذكر ..؟!!

- فاحترس أخي الحبيب ولا تتراجع عن الذكر أبدا .. وخليك فاكر أنه كرامة من الله أجراها على لسانك .. ولو لم يكن الله يريدك أن تذكره لحرمك من هذه النعمة ..!! فافهم ..!!

- وتذكر قوله تعالى بيقين تام: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة51.

- فلا يخيفك أحد .. طالما هو مولاك .. واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما اخطأك ما كان ليصيبك .. ومن كان حسبه الله فهو كافيه ونعم الوكيل ..  نعم المولى نعم النصير ..

************************** 

..:: التحذير السابع والثلاثون ::..

..:: إياك وهؤلاء المشايخ حتى لا تعيش في حجاب التِّيه ::..

- أخي الحبيب ..

- أحيانا بعد فترة من الذكر .. يأتيك خاطر نفسي بأن تتقرب إلى شيخ ليرشدك .. حتى تكون على بصيرة من أمرك .. وتسأله كلما طرأ على حالك أي أمر طاريء أو غريب .. ليوجهك إلى ما فيه رضى الله ..

* ولكن اعلم ان هناك صفات في الشيخ إن لم تجدها فارحل عنه .. حتى لا تعيش في حجاب التوهان والحيرة باضطراب نفسي وإيماني . وهذه هي الصفات التي عليك أن تنتبه لها:

الأولى: الثبات على الكتاب والسنة .. بدليل يقيني واضح وبرهان صادق .. لما يعلمه لك ..

الثاني: العمل بأخلاق الكتاب والسنة .. ولا تهتم بمظهره الشكلي ولا مركزه الديني .. وإنما اهتم بتصرفاته ومعاملاته وكيف ينظر لمن يخالفه الرأي .. وكيف ينظر لخطأ الآخر في الإستدلال .. 

- مثال ذلك على نظرته للآخر (من حيث المخالفة والخطأ): فإن وجدته يحتقر الآخر أو يبدعه أو يكفره أو يحرض العوام على الآخر والتشهير به على أنه ضال .. بالرغم من وجود حجة يقينية واستدلال صحيح مع الآخر ولا معارض له في الشرع وعليه جماعة من العلماء .. إلا أن هذا الشيخ التحقيري يأبى أن يجد له رأي مخالف له أو لمشايخه .. لأنه لا يرى إلا ما يراه هو فقط ومشايخه ..!!

- فإن وجدت مثل هذا الشيخ الذي يتبع هذا الأسلوب .. فاهجره وقل له سلام .. حتى يتوب ويتأدب مع أهل العلم .. ويتوقف عن كتم العلم ويوضح الرأي والرأي الآخر دون استكبار في نفسه وعبودية لمشايخه ..!!

- أما عن أسلوب التوبيخ بالجهل وتوصيف فعل الآخر بالضلال والبدعة والإنكار عليه في استدلاله .. فإنما يكون هذا مع الضلالية والجهلاء والذين يتلاعبون بالقرآن والأحاديث .. حسب أهوائهم الخاصة لخدمة مذهبهم وأفكارهم أو ارضاء لمشايخهم .. في مخالفة صريحة منهم لكتاب الله وكلام رسوله .. أو استدلال بالحق على باطل لا وجود له في الشرع ..!! 

الثالث: العقل والحكمة في تفهيم الدين والإيمان .. مع إعطاء المتلقي مساحة له للمناقشة بالحسنى ..

الرابع: الحيادية في تعليم الفقه الديني بلا تعصب ولا مذهبية ولا تفريق بين المسلمين .. أي لا يكتم العلم الديني على مشايخه فقط ليوهمك أن هذا هو الدين .. لا هذا يسمى تضليل ديني وليس علم ديني ..!! وهؤلاء غالبا ستجدهم مع من يجعلون أنفسهم في سرادق جماعة "تحت مسمى سلفي أو صوفي أو إخواني أو شيعي أو وهابي أو قرآني " أو ما شابه ذلك ..

- فغالبا ما يحبس هؤلاء أنفسهم في أفكارهم الخاصة ويجعلون منها دين .. وقلما من تجده في حيادية صادقة في توصيل المعلومة الدينية ويتأدب مع الآخرين ويحترمهم في مخالفتهم بالرغم من وجود دليل صادق بيقين يؤيد ما ذهبوا إليه في رأيهم (طبعا بدون تأويل ولا تلاعب بالنصوص الشرعية لتتفق وأهوائهم الخاصة) ..!! 

الخامس: الإرشاد إلى كيفية الإيمان بيقين في قلبك ، ويحرك فيك محبة الله ورسوله .. وليس يحرك فيك الطمع النفسي لرؤية الغيبيات والتواصل معهم .. حتى تتعلق بالأغيار !! لأن من يفعل ذلك فقد أهانك في إيمانك وأفسد فيك صفات الإخلاص والتوكل واليقين الإيماني في قلبك ..!!

* وكل ما سبق من الصفات له شاهد من كتاب الله .. ويكفيك آية واحدة تجمع لك كل ما سبق وهي قوله تعالى: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام153..

- فإن لم تجد شيخ ينطبق عليه ما سبق .. فافعل الآتي:

1- اتبع هذه الوصية النبوية التي أوصى بها النبي سفيان بن عبدالله الثقفي حينما سأل النبي فقال: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ حدِّثْني بأمرٍ أعتصِمُ بِهِ .. قالَ: قُلْ ربِّيَ اللَّهُ ، ثمَّ استقِم قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، ما أخوَفُ ما تخافُ عليَّ ؟ فأخذَ بلسانِ نفسِهِ ثمَّ قالَ : هذا) صحيح الترمذي وصحيح بن حبان..

            

- معنى (بلسان نفسه): أي أن النبي أشار إلى لسانه الشريف .. يقصد بذلك أن يمسك الصحابي لسانه عن القيل والقال في الغيبة والنميمة وأعراض الناس والكذب وما شابه ذلك .. أي لا ينطق به إلا فيما يرضى الله أو ليصمت .

- ومقصد الحديث هو أن تتوجه إلى الله وتتعلق به وتتوكل عليه .. واستقم في علاقتك معه بفعل الطاعات وتجنب المحرمات .. وخد بالك من لسانك لأن اللسان بيهلك الإنسان وبيضيعه ..!!

2- وفي طاعتك مع الله .. أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلا ونهارا .. لأنها تنقلك من ظلمات النفس إلى نور الحق .. لأنها وسيلة لجلاء القلوب من ظلمة الغفلة إلى نور اليقظة ..

********************************

..:: التحذير الثامن والثلاثون ::..

..:: لا تتبع منهجية اليهود والنصاري في اتباع مشايخك ::..

(عبادة اتباع المشايخ – عبادة الهوى النفسي)

- أخي الحبيب ..

- أحيانا قد تحب شيخا وتطمئن له نفسك .. ولكن لا تجعل هذا الحب يحجب في عقلك وقلبك أنه مجرد إنسان قد يخطيء وقد يصيب .. وليس معصوما من الخطأ .. بل وأن الخطأ لا ينقصه من مقامه شيئا طالما يتقي الله في علمه ولا يكتم العلم وأراء العلماء .. ولا يجعلك هذا الحب تتحيز لطائفة أو لفرقة أو لجماعة ويوهمك أنه على الحق وحده وغيره على باطل ..!! فإن وجدت أحد يقول لك ذلك فاهجره هجرا جميلا حتى يتوب عن عبادة نفسه ومشايخه ..!!

* ما هي عبادة اتباع المشايخ ؟

- يقول تعالى عن بعض منهجية اليهود والنصارى في انحرافاتهم (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ) التوبة31.

- ومعنى الآية ليس كما تظن أنهم يعبدون مشايخهم .. كما يعبدون الله .. وإنما المقصد أنهم اتبعوا علمائهم اتباع أعمى حتى قدسوهم وجعلوا من كلامهم شرع يلتزمون به .. وكأنه وحي من الله .. فما يقوله علمائهم فهو صواب كأنه شريعة ..!!

- فكان اتباعهم الأعمى وتقديسهم لهم .. كأنهم اتخذوهم أربابا لهم .. لأنهم يسمعون كلامهم سماع تسليم بالصواب المطلق حتى انحرفوا عن شريعة الحق وكلام الله ..!!

- ولذلك ستجد أخي الحبيب .. كلما وجدت جماعة منغلقة على نفسها ولا تدرس سوى أراء مشايخها فقط وتحجب غيرهم .. فاعلم أنهم قد أحاطوا مشايخهم هؤلاء بهالة من التقديس المذموم الذي تكون نتيجة اتباع هوى وانحراف في الدين بطريقة ما أو بأخرى .. وستجدهم يتبعون في نهاية المطاف منهجية اليهود والنصارى في اتباع مشايخهم مهما قلت لهم أنهم على باطل أو على خطأ .. لأنهم عموا وصموا عن اتباع الحق ورضوا بمشايخهم أربابا من دون الله ورسوله .

- وخاف أخي الحبيب أن يكون أصاب قلبك وعقلك عمى باتباع الجماعات والطوائف وقدستهم .. فتدخل مع الذين قال عنهم الله:(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) الأحزاب67 .

- أخي الحبيب ..

- أما عن عبادة الهوى النفسي .. وأن تستمع لصوت نفسك فقط .. وأنك على حق دون غيرك وأن علمك هو الصحيح لأنك قرأت بعض مقالات على النت أو بعض الكتب .. في حين أنت جاهل بالدين وقد تكون لا تعقل ما تقرأه .. وتطيع هواك كأنك تطيع الله .. بل قد تكون على علم .. ولكن نظرا لأنك خادم لهواك .. فيطمس الله على نور البصيرة في قلبك عقلك .. فاحذر من أن تكون من أهل هذه الآية (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) الجاثية23.

*****************************

..:: التحذير التاسع والثلاثون ::..

.. المشايخ لا يغيرون قلوب وإنما يرشدون لصلاح القلوب ::..

- أخي الحبيب ..

- الأصل في العلاقة مع الله هو الدعاء يصاحبه التفويض .. ولذلك قد يصادفك بعض الصالحين فيدعو لك بدعوة صلاح الحال مع الله ويكون هذا الدعاء مؤيد بتأمين بعض الملائكة .. فيصيبك الله من بركات هذه الدعوة فيتغير حالك .. فكان الدعاء إلى الله سبب في تغير أحوالك ..

- ولكن عند بعض نفوس الهوى .. ممن يحبون صبغة مشايخهم بهالة من التقديس .. وغالبا ستجدهم عند بعض المنتسبين للتصوف (وما هم بصوفية) .. يقول أن الشيخ ينظر إليك فيغير من قلبك بنظرة واحدة ..!!

- ونحن نسألهم: لماذا لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم .. أن يغير قلب عمه أبو لهب ليكون من المؤمنين ؟ ولماذا لم يغير قلوب المنافقين ليكونوا مؤمنين بالرغم من أن الوحي أخبره بهم ؟ ولماذا كان الجهاد من أساسه طالما حضرة النبي صلى الله عليه وسلم كان من الممكن أن يغير من القلوب بنظرة ؟!! وماذا نفعل حينئذ في قوله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) القصص56.

- ولماذا العمل ومجاهدة النفس حينئذ طالما هروح للشيخ ويغير حالي ؟!! وحينئذ ما فائدة قوله تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً) الإسراء19.

- ولماذا هؤلاء المشايخ لا يغيرون من أحوال مريديهم إلى الإيمان الصادق بدلا من التمسح بالأضرحة وتقبيل أيديهم وأرجلهم وتحريضهم على وضع أموال النذور في صندوق الضريح وهم يعلمون أن هذا النذر بهذه الكيفية هو حرام ؟!! أو لماذا لا يقف هؤلاء المشايخ في خطبة الجمعة ويوزعون نفحاتهم من عيونهم على الموجودين فيغيرون من نفوسهم ويبدلون ظلمة النفس إلى نور الهداية والتقوى ؟!!

- أم أن تغيير القلوب بنظرة .. هذه خصوصية لبعض مشايخ المنتسبين للتصوف .. حتى أوهموا البعض بأن الشيخ يتصرف في القلب ..!!

- وحينئذ ما فائدة قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ) صحيح مسلم.

- وما فائدة قوله تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر23 ..

- فما هذا السخف العقلي والتحريض على تقديس بعض المشايخ .. والمخالفة الصريحة لصحيح العقل والنقل ..!!

- راجع رسالة مفهوم النظرة والمدد عند أهل الحق وأهل الباطل أ/ خالد أبوعوف .

**************************

..:: التحذير الأربعون ::.. 

..:: إياك ومشايخ الخرافة والضلال - واحترم عقلك ودينك ::..

(الصلاة والحج والعبادات لا تنفع بعالم الخيال)

- أخي الحبيب ..

- ينتشر موضوع (الصلاة والحج والعبادات بالروح) عند طائفة من يسمون أنفسهم صوفية وما هم بصوفية وإنما هم ضلالية .. واتخذوا من وراء الصوفية ستارا ليخفوا حقيقتهم الروحانية الملوثة باتباع الشيطان وولاية الجن من دون الله ..!!

- فما هو موضوع (العبادات الروحية) التي يزعمها هؤلاء الضلالية ؟

- تجدهم لا يذهبون للصلاة سواء في المسجد أو في بيتهم .. وإذا قلت لهم لماذا لا تصلي يا شيخ .. يقول لك : أصلي بروحي في الحرم النبوي أو المكي .. ولكن أنت مش واخد بالك .. لأني أكون بجسمي معاكم ولكن روحي تصلي هناك ..!! وهكذا يقول في الحج وغيره ..

- فهؤلاء الضلالية .. تلاعب بهم الشيطان حتى جحدوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله .. حيث كان صلى الله عليه وسلم يصلي بجسده الشريف حتى آخر لحظات حياته وأوصى بالصلاة ..

- فقد يقولوا لك: هو كان في المدينة فلماذا يذهب للصلاة بروحه ؟

- فقل لهذا المتمصوف الضلالي: ولماذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يذهب بروحه ليصلي في مسجد المدينة أو مكة .. أثناء غزواته وفي مرضه ..؟!! 

- ولذلك كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم مهم أن نعرفه .. وذلك حتى يتبين لنا أن هؤلاء الضلالية ما هم إلا جماعة كذبه على الله ورسوله .. وأنهم لا يرجون الله واليوم الآخر وإلا كانوا اتبعوا الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم .. حيث يقول تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) الأحزاب21.

- فكان فعل النبي شاهد على ضلال هؤلاء وكذبهم في الدين ..!! ولا يصدقهم إلا جاهل أو مغفل ..!!

- ولم نسمع في الدين .. بأن أحد ذهب للصلاة بروحه دون جسده .. وفي الحج يذهب بروحه دون جسده .. لأن العبد المؤمن وصف لا يطلق إلا على من له جسد وروح لأداء التكليفات الإلهية .. ولفظ العبودية على الإنس لا يطلق على الروح فقط ..!!

- ومن عجيب فعلهم .. أنهم يجعلون العبادات بروحهم .. ولكنهم في المعاملات خاصة مع النساء تكون بكل جوارحهم .. !! فلماذا لا تكون المعاملات أيضا بالأرواح ؟!! أم أن المعاملات مع النساء لها حسابات آخرى عند هؤلاء ؟!!

- أخي الحبيب :

- الصلاة لا تصح أن تكون إلا بالنفس (جسدا وروحا) .. لأن النفس بها السعي والكسب .. ولذلك إذا وجدت متمصوفا يزعم أنه صوفي لا يصلي ويقول لك ذهبت بروحي أصلي في المسجد أو عند الكعبة وهو جالس في مكانه لا يصلي .. فاعلم أنه قد ضل سواء السبيل وسلك مسالك الشيطان بلا ريب ..!!

- فاهجره وابتعد عنه فورا .. لأنه غالبا هو روحاني فاسد مخاوي الشيطان .. ويستتر وراء كلمة صوفي وحقيقته أنه ضلالي ..!!

- فانتبه أخي الحبيب من هؤلاء الضلالية .. لأنهم ليسوا صوفية وإنما جماعات روحانية مدسوسة على الصوفية ..!!

- ونرجو له من الله التوبة إن تاب .. آمين .

****************************

..:: التحذير الحادي والأربعون ::..

..:: الصلاة لا تسقط عن العبد مهما بلغ من الإيمان حتى ولو رسول ::..

- أخي الحبيب ..

- أحيانا مع كثرة الذكر والمداومة عليه .. قد يأتيك الشيطان في هيئة نور ومعه أنوار كثيرة كأنهم ملائكة محيطة به يحملونه على عرش  ويقول لك: أنا ربك فتوقف عن العبادة ولا تعب عليك بعد الآن .. ولست في حاجة للعبادة بعد الآن ويكفيك أن ترشد عبادي لأفعل بهم هذه الكرامة التي فعلتها معك ..!!

- فانتبه أخي الحبيب .. لأن العبادة لا تسقط عن المؤمن أبدا .. وإنما الشيطان يريد أن يغويك ليقطع عليك العبادة فتدخل في سخط الله  .. وتذكر قول الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) الأحزاب21.

* وأشهر قصص السالكين في هذا التحذير هي قصتين لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله:

 - كان ذات مرة جالساً فى خلوته يذكر الله ويسبحه .. فإذا بالخلوة تمتلىء نوراً ثم سمع صوتاً جميلا قويا فيه هيبة .. يقول له: يا عبد القادر .. لقد أحببناك وقربناك .. ولذلك انعمت عليك بمتع الدنيا ولا حرام عليك بعد الآن .. فافعل ما تريد ..!!

- فقال الشيخ: إخسأ يا لعين ..

- فانطفأ النور وسمع صوتا قبيحا فيه غلا وكراهية وهو يقول: علمك نجاك يا عبدالقادر .. والله لقد أخرجت سبعون ولياً من ديوان الولاية بها.

* ورويت هذه القصة بأسلوب آخر (وقد تكون واقعة أخرى) ..

- وهي أن الشيخ بعد مجلس ذكر كان يسير ببعض مريديه ليلا في الطريق .. فظهر نور في السماء عظيم وصوت يقول له: يا عبد القادر قد أحببناك ورفعنا عنك الصلاة كرامة لك .. فقال الشيخ عبد القادر: اخسأ يا لعين .. فانطفأ النور وتحول إلى ظلام .. فقال الشيطان: لقد أضللت بهذه الحيلة كثيرا من العبَّاد ..!!

- وحينما سأله مريديه كيف عرفت أنه الشيطان فقال: لو كان الفرض من الممكن أن يرفع عن أحد ويسقط عنه لكان أولى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن النبي ظل يصلي حتى آخر عمره وأوصى بالصلاة وهو يموت .. ولذلك علمت يقينا أنه الشيطان ..!!

- والغرض من القصة .. هو إظهار تلاعب الشيطان بالإنسان ومحاولة إغوائه وتضليله مهما بلغ مقامه ودرجة قربة .. وإظهار كيف أن الله يسمح بتسليط الشيطان .. وأيضا إظهار كيف أن الله يثبت الذين طلبوا الله بصدق توجه .. ولذلك لم يمكن الشيطان منهم .. مع إظهار فضيلة صاحب العلم الفقير إلى الله .

- وبقدر النوايا تُمنح العطايا .. وبقدر عملك يكن مددك ..

- وراجع في هذه الرسالة:(التحذير الرابع عشر): انتبه من خواطرك حتى لا تهلكك ؟ يأتيك الشيطان قائلا: من الأدب أن تتوضأ بالمسك وماء الورد محبة في الله ..!!

************************

:: الفصل الثامن ::

تحذيرات في طريقك إلى الله

************************

..:: التحذير الثاني والأربعون ::..

..:: انتبه من صلاة القلب – سم في العسل ::..

(اتَّبع أولا (في ظاهرك) – واتَّبع ثانيا (في باطنك))

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..