ج1: رسالة المناجاة في جواز الإستخارة والسجود بغير صلاة - الإستخارة عبادة تطلب بها الخير من الله - الدليل على أن الإستخارة تصح بدون صلاة ركعتين - معنى "أستخيرك" – "أستقدرك" - الدليل على أن الإستخارة تصح بصلاة ركعتين - كيف تتصرف بعد دعاء الإستخارة - أحيانا نجد تيسير بعد الإستخارة .. ولكن تأتي العواقب غير حميدة - هل لابد أن ترى رؤيا بعد الإستخارة أو تسمع خاطر - ما هو مفهوم "الرضا بالقدر" - ما هو الفرق بين صلاة الحاجة وصلاة الإستخارة - قصص وحكاوي ومجربات وأكاذيب على العلماء - ما هي صلاة قضاء الألف حاجة.

بسم الله الرحمن الرحيم

..:: رسالة المناجاة ::..

:: في جواز الإستخارة والسجود بغير صلاة ::

 

* فهرس:

1- مقدمة عن عبادة الإستخارة وعبادة السجود ؟

2- الفصل الأول : أولا - عن عبادة الإستخارة ؟

3- الإستخارة عبادة تطلب بها الخير من الله ؟

4- أولا: الدليل على أن الإستخارة تصح بدون صلاة ركعتين ؟

5- معنى "أستخيرك" – "أستقدرك" ؟

6- ثانيا: الدليل على أن الإستخارة تصح بصلاة ركعتين ؟

7- كيف تتصرف بعد دعاء الإستخارة ؟

8- سؤال: أحيانا نجد تيسير بعد الإستخارة .. ولكن تأتي العواقب غير حميدة ؟

9- هل لابد أن ترى رؤيا بعد الإستخارة أو تسمع خاطر؟

10- ما هو مفهوم "الرضا بالقدر" ؟

11- ما هو الفرق بين صلاة الحاجة وصلاة الإستخارة ؟

12- ما هي صلاة قضاء الألف حاجة ؟

13- قصص وحكاوي ومجربات .. وأكاذيب على العلماء ؟

 **********************

..:: مقدمة عن هذه الرسالة ::..

- أخي الحبيب ..

- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. في رسالة جديدة بمفهوم جديد قد يكون لا يعلمه البعض من المسلمين .. والتي لو علموها لساعدهم ذلك إيمانيا في أمور كثيرة في حياتهم .. بل تكون عونا لهم في دوام الوصل مع الله .. ومن هذه الأمور الدينية هي الإستخارة والسجود .. وكلاهما نوع من أنواع العباد ووسيلة من وسائل القرب إلى الله .. حيث أن كلاهما نوع من التواصل مع الله ..

- وسبب كتابة هذه الرسالة .. هو أنها مرتبطة بسلوك السالكين طريق الله طلبا للإيمان .. وقد ذكرت لهم في رسالة (التعريف بالطريق إلى الله) .. أهمية السجود في حالة حدث لك اضطراب وتوقفت عن الذكر فجأة .. فاسجد لله .. وكذلك اجعل قلبك متوكلا على الله في كل الاحوال بالدعاء إلى الله .. ومن ذلك الدعاء هو استخارة الله في أمورك الحياتية ..

- ولكن البعض قد يجد مشقة في السجود أو الإستخارة .. لأنه يظن أنه يتطلب وضوء وصلاة .. وقد لا يكون خاشع .. ويأتيه الشيطان ويوسوس له في ذلك .. حتى يحرمه العلاقة مع الله ..!!

- ولذلك كانت هذه الرسالة .. لتوضيح معاني جديدة قد تكون لا تعلمها .. ومعينا لك على الشيطان لتظل تعمل مع الله بلا توقف .. فتكون موصولا بالله في كل الأحوال .. ولذلك قد أسميتها برسالة المناجاة .. لأن كلا من العبادتين هما مناجاة إلى الله .. والمناجاة هي إقبال على الله بالدعاء سرا بينك وبينه .. وهاتين العبادتين (الإستخارة والسجود) هما طريقتين مختلفتين لمناجاة الله ..

- وإليك توضيح بسيط لما أريد توضيحه لك في هذه الرسالة:

- أولا: عن عبادة الإستخارة ..

- البعض يظن أن الإستخارة طلب الخير من الله من خلال صلاة ركعتين مع الدعاء .. وهذا صحيح .. ولكن المعلومة ناقصة .!!

- لأن المعلومة الكاملة .. هي أن الاستخارة مع ركعتين هي توجيه النبي صلى الله عليه وسلم ..، ولكن الإستخارة بدون صلاة ركعتين هي أيضا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم ..!!

- فلماذا يقوم بعض المشايخ بتوجيه الناس إلى المعلومة الناقصة .. !! مع أن الناس لو عرفت أن الإستخارة جائزة بدون صلاة .. فهذا يحرك في المؤمن القوة والعزيمة للدعاء دائما والإستخارة في كل الأوقات .. مما يثبت الإيمان في القلب لأن الإستخارة هي توكل على الله وتواصل مع الله وعبودية لله .. لأنها دعاء ..!!

- ثانيا: عن عبادة السجود ..

- وكذلك الحال بالنسبة لعبادة السجود .. تجد البعض أيضا من المشايخ يقول لك أكثر من السجود .. ويذكر أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث توجيه النبي لبعض الصحابة حينما سأله عن أفضل الأعمال فقال له النبي (عليك بكثرة السجود) .. ثم يأتي بعد ذكر هذا الحديث بحديث آخر فيه توجيه نبوي لأحد صحابته قد سأله مرافقته في الجنة فقال له النبي: (فأعني على نفسك بكثرة السجود) ..

- ثم يذكر هذا الشيخ أن المقصد من السجود هو سجود الصلاة .. وهذا كلام قد يكون في ظاهره صحيح ولكنه ناقص .. لأن المعلومة الكاملة هي أنه يصح السجود لله في كل الأوقات دون صلاة كلما اشتاق القلب لذلك .. وهناك اختلاف في فهم هذا الحديث .. فهناك من سادتنا العلماء من أوقفها على سجود الصلاة .. وهناك أيضا من سادتنا العلماء من أوقفها على ثلاثة أنواع من السجود وهم سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجود الشكر .. وهناك من سادتنا العلماء من قال هو سجود في أي وقت دون تقييد بهيئة عبادة معينة كالصلاة .. لأن السجود في ذاته هو عبادة ..!!

- و نفهم مما سبق أن فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل ثلاثة آراء فقهية محترمة ولا ترجيح فيها .. لأن الترجيح يحتاج إلى دليل وبرهان يؤكد أن كلامه خاص بسجود الصلاة فقط .. وهيهات أن يثبت ذلك .. ولكن اللفظ النبوي يحتمل الثلاثة آراء دون مرجح لها إلا غلبة الظن عند كل صاحب رأي فهم رأيه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..

- ولذلك نحترم جميع الآراء المؤكدة بدليل صحيح ولها حجة قوية .. دون تزكية رأي وتهميش رأي آخر .. لاتباع مذهب وفكر معين خاص بهذا الرأي .. ثم أفرضه على الجميع وكأنه هو الرأي الديني الأوحد في المسألة ..!! فهذا يسمى تضليل في المعلومة الدينية ..!! وعن نفسي أسميها خيانة في الأمانة العلمية الدينية ..!!

- ولذلك لا نحترم التسييس الديني لرأي واحد فقط وكأن صاحب هذا الرأي كان صحابيا مرافقا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد أكد له النبي أن السجود المقصود من كلامه الشريف هو خاص بسجود الصلاة فقط لا غير ..!! 

* الخلاصة:

- في هذه الرسالة البسيطة .. نحاول أن نوضح بعض مفاهيم إضافية قد تساعدك وتفتح لك أبواب في العمل مع الله في كل الأوقات بدلا من تقييدها بوقت دون وقت .. أو بهيئة معينة يجب أن تفعلها فيها .. !!

- فضلا عن أنه من الأمانة العلمية  هو نشر المعلومة الكاملة في المسألة الدينية بكل حيادية .. ثم إن كان لك ميل إلى رأي فاذكره ولكن بعد أن تذكر الآراء الأخرى طالما تملك نفس الحجة والقوة في الإستدلال ..!! لأنك بنشر المعلومة الدينية الكاملة تساعد المؤمن وتيسر عليه أمور كان يظن أنه لا يستطيع أن يفعلها إلا في ظروف خاصة .. في حين أنه يستطيع أن يفعلها فعلا بمنتهى البساطة والتلقائية والحب ..!!

- وكما قلت لكم سابقا وأكرر وأعيد عليكم .. حتى لا يتصيد كلامي الجهلاء الذين ينشرون آراء ضالة أو لا دليل عليها ويريدون مني أن أنشرها كدليل .. !! لا .. فهذا جهل وليس رأي .. وإنما مقصدي هو نشر الآراء التي لا مرجح فيها بيقين .. لأن اللفظ الشرعي يحتمل رأي غير هذا الرأي وله قوة حجة في ذلك ..

- فإذا علمت هذه المقدمة .. فإليك تفصيل ما أردتك أن تعرفه من عبادة الإستخارة والسجود لتناجي بهما الله في كل الأوقات ..

****************************

:: الفصل الأول ::

..:: أولا : عبادة الإستخارة ::..

************************

..:: الإستخارة عبادة تطلب بها الخير من الله ::..

- الإستخارة هي عبادة إلى الله .. لأنها دعاء إلى الله بطلب الخير فيما نسأله فيه ولا نعلم هل هو خير لنا أم لا ..

- فأحيانا تحدث أحداث مفاجأة في الحياة .. وتريد أن تتخذ قرار ومتحير .. وتريد أن تستخير الله .. ولكنك تقول أين سأتوضأ وأصلي ركعتين ؟!! وهذا الأمر غالبا لن يكون ممكن ..!! مثال أن تطلب من الله أن يرشدك إلى ما فيه الخير لك .. لو ذاهب إلى طبيب أو في مستشفى .. أو ستشتري ملابس أو موبايل أو كمبيوتر .. أو أي شيء في الحياة له أهمية بالنسبة لك .. ومتحير فيه ..!! فماذا تفعل ؟!!

- أوصل قلبك بالله واستخيره سبحانه وتعالى .. في ثواني قليلة .. واتركه يدبر لك .. وكأنك تقول له: يارب لو خير يسره لي واشرح صدري له .. ولو شر أبعده عني وضيق صدري ناحيته ..

- ثم بعد الدعاء إلى الله .. اذهب مثلا لشراء هذا الشيء الذي تريد شراء ستجد نفسك إما تنقبض عن شراءه أو يتيسر لك شراءه .. ولو شعرت بانقباض أو ضيق أو عدم ميل لهذا الشيء فابتعد عنه .. ولو وجدت انشراح وتيسير لهذا الشيء فأقبل عليه .. وهكذا في كل أمور حياتك .. اجعل قلبك ولسانك موصول بالله في تعاملاتك .. حيث يثبت التوكل في قلبك في كل أحوالك ..

* وقد تتسائل أخي الحبيب فتقول: ما الدليل على ما أرشدتك إليه .. في أن الإستخارة النبوية تصح بركعتين وبدون ركعتين ..؟

- قبل أن أجيبك على سؤالك .. فعليك أن تفهم أن الإستخارة هي دعاء تدعو به إلى الله .. ويكفي لك أن تعلم أن الله قد أمرك ان تدعوه في كل الأوقات .. لأن ذلك دليل على تخصيصك لعبودية الله واعترافا منك له بأنه الرب وحده لا شريك له .. يقول تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر60 ..

- فإذا علمت ما سبق .. فإليك الدليل في أن الإستخارة النبوية تصح بصلاة وبدون صلاة ..

****************************

..:: أولا: الدليل على أن الإستخارة تصح بدون صلاة ركعتين ؟ ::..

( معنى "أستخيرك" – "أستقدرك" )

1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا - فِي الَّذِي يُرِيدُ - خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي وَإِلَّا فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ثُمَّ قَدِّرْ لِيَ الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى .. وَقال الهيثمي :رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ بِنَحْوِهِ.. وقال الإمام بن حجر العسقلاني في أخرجه في نتائج الأفكار (4/66) وقال: هذا حديث حسن: أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب: الدعاء عن أبي خيثمة، وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي خليفة، فوقع لنا موافقة عالية من الطريق..، وقال العراقي: إسناده جيد (نيل الأوطار3/87) .. وقد حقق كل روايات الحديث الإمام الشوكاني رحمه الله .. وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن .

* وفي صحيح بن حبان .. تحت عنوان :

- ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِخَارَةِ إِذَا أَرَادَ الْمَرْءُ أَمْرًا قَبْلَ الدُّخُولِ عَلَيْهِ:

1- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لِلْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي وَأَعِنِّي عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لِلْأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، ثُمَّ اقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) صحيح بن حبان .. وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن، عيسى بن عبد الله بن مالك، وثقه المؤلف، وروي عنه جمع وباقي رجاله ثقات، وأخرجه البزار (3185) 4/56 من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، عن يعقوب بن إبراهيم بهذا الإِسناد.

- وأورده السيوطي في " الجامع الكبير " 1/38، وزاد نسبته الى أبي يعلى، والبيهقي في الشعب، والضياء في المختارة.

- وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/281 وقال: " رواه أبو يعلى، ورجاله موثقون، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه " وما عزاه الهيثمي للبزار.

- ويشهد له حديث أبي هريرة وحديث جابر الآتيان.

- راجع تحقيق صحيح بن حبان للأرنؤوط ج3 ص167-168

2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا خَيْرًا لِي فِي دِينِي، وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِي عَاقِبَةِ أَمْرِي، فَاقْدُرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا لِي، فَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ مَا كَانَ، وَرَضِّنِي بِقَدَرِكَ) صحيح بن حبان .. وقال بن حجر في نتائج الأفكار(4/65): هذا حديث حسن. وقال الألباني : إسناد حسن .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن في الشواهد .. وقال حسين أسد: إسناده جيد ..

- معنى (استخيرك) : اطلب منك أن توجهني إلى ما فيه الخير يارب .

- معنى (استقدرك) : أطلب من القدرة على أن تقدرني على فعل هذا التوجيه .. فلو خير فأعطني القدرة على السعي فيه بقوة منك .. وإن كان شر لي فأعطني القدرة على منع نفسي من التوجة لهذا الشيء ..

- والله أعلم ..

**************************

..:: ثانيا: الدليل على أن الإستخارة تصح بصلاة ركعتين ؟ ::..

- عن جابر بن عبد الله : (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ») صحيح البخاري وصحيح بن ماجة .

************************

..:: كيف تتصرف بعد دعاء الإستخارة ؟ ::..

(هل لابد أن ترى رؤيا بعد الإستخارة؟)

- البعض لا يعرف كيف يتصرف بعد دعاء الإستخارة .. حيث أن هناك معلومات غالبة على عقول البعض بأنه بعد الإستخارة سيرى رؤية في المنام ترشده ..، والبعض يظن أنه سيجد خاطر يرشده وهو على السجادة .. أو سيشعر براحة نفسية او ضيق نفسي بعد الدعاء .. فيعلم بذلك أن الموضوع خير أم شر ..!!

- وهذا كله مجرد كلام اجتهادي حدث مع بعض الصالحين ..  ولكن ما سبق هو إرشاد لخواص المؤمنين .. وليس دليل إرشاد لعموم المؤمنين ليعرفوا به نتيجة الإستخارة .. !!

- وحيث أن غالب الناس لا ترى مرائي ولا تشعر بخواطر .. يبقى كيف نعرف نتيجة الإستخارة ؟

- بعد أن تدعو أو تصلي وتدعو .. فعليك أن تسعى إلى ما كنت تريد السعي إليه .. لأن أصل معرفة قدرك هو السعي في الحياة .. وليس انتظار كشف أو خاطر ..!!

- فإن وجدت فيه تيسير وانشراح أو راحة نفسية .. فهذه علامة قبول وتيسير .. وإن وجدت فيه تعسير وضيق أو عدم ارتياح نفسي .. فهذه علامة على الإبتعاد عما أنت طلبت الإستخارة عليه ..

- وإذا لم تجد علامات واضحة للتيسير أو التعسير .. فأكمل في الموضوع .. حتى تظهر علامات واضحة بالتعسير أو التيسير ..

- نصيحة: لا تعاند قدرك بعد ظهور علامات واضحة كأنها تقول لك: ابتعد ..!!

- خاصة في حالات الإرتباط: لا تتجاهل أخطاء الآخر التي تضايقك أثناء فترة الخطوبة .. وتبرر لنفسك أنه لم يكن يقصد .. !! ولا تنسى استخارتك لله .. لأنه قد تأتيك نتيجة الإستخارة أثناء سعيك في الأمر وليس بالضرورة أن تكون قبل أن تسعى فيه ..!!

**********************

..:: سؤال مهم: أحيانا نجد تيسير بعد الإستخارة .. ولكن تأتي العواقب غير حميدة ؟ ::..

- يحدث هذا لسببين:

1- لأنه ببساطة كانت نواياك هي التعلق بهذا الشيء الذي أنت سعيت إليه .. ولم يكن في نواياك أن يختار الله لك ..!!

- فأنت كنت اخترت سابقا .. وعقدت العزم على اختيارك فعلا .. فلا تلومن إلا نفسك ..!! لأن في هذه الحالة تصبح الإستخارة وكأنها منظر شكلي تقوم بتأديته حتى تقنع نفسك أنك عملت الذي عليك واستخرت الله .. حتى لو حدث مكروه لك في هذا الشيء .. تقول: لقد استخرت الله .. يبقى ليه حصل كده ؟!!

- لأنك في الحقيقة لم تستخير الله .. وإنما أوهمت نفسك أنك تستخير الله .. ولكن في الحقيقة نفسك متعلقة بهذا الشيء الذي استخرت فيه الله وتريده بشده .. فأين الإستخارة ؟!!

- مثال: فتاة يتقدم لها رجل للزواج .. فتبهر به للمواصفات المتاحة فيه .. فيكون في داخلها أنها تريده بشده .. حتى وهي تدعو الإستخارة .. فيوجد في داخلها تقول: "يارب اجعله من نصيبي" ..!! فهذه ليست استخارة وإنما صلاة طلب الحاجة ..!!

2- قد يحدث عدم التوفيق بالرغم من أن التيسير كان سهلا في البداية .. ولكن يترتب بعد ذلك مشاكل وعواقب غير طيبة وقد تكون مؤذية نفسيا .. وذلك للإبتلاء والإختبار .. حتى يتبين إيمانك .. وكيف ستتعامل مع قدر الله لك ..؟ هل برضا أم بسخط ؟!!

**************************

..:: ما هو مفهوم الرضا بالقدر ؟ ::..

- وقلنا مرارا وتكرارا .. أن مفهوم الرضا بالقدر ليس معناه .. أن ترضى بالذل والإهانة والظلم والمرض .. فهذا ليس رضا وإنما جهل وعبط .. لأن الرضا محله القلب .. أي ترضى بالقدر في قلبك من حيث أنه تدبير الله وقد رضيت به من حيث تدبيره لأن تدبيره له فيه حكمه .. ولكن في ظاهرك تجاهد وتقاوم هذا الظلم والذل والإهانة لأن الله طلب منك ذلك .. وتسعى لطلب الشفاء لأنه أرشدك للتداوي .. وقلنا في رسالة (الرقية) أن طلب الشفاء لا ينافي التوكل .. بل هو من جملة التوكل على الله .. !!

*****************************
..:: ما الفرق بين صلاة الإستخارة وصلاة الحاجة ؟ ::..
(ما هي صلاة قضاء الألف حاجة)

- راسلني البعض مستوضحا الفرق بين صلاة الحاجة وصلاة الإستخارة .. فاستكمالا للفائدة أقول لك :

- صلاة الحاجة: أنك قد تكون تطلب شيء من الله تريده أن يقضيه لك .. فتصلي ركعتين لله تتقرب بهما إلى الله كوسيلة من وسائل الطاعة .. رجاء من الله أن يقضي حاجتك ..

- ولكن صلاة الإستخارة: هي وسيلة أيضا من وسائل الطاعة فتصلي ركعتين تتقرب بهما إلى الله .. ليرشدك في موضوع أنت لا تعرف أين الخير فيه .. هل في الإستمرار فيه أم الابتعاد عنه ..

 وورد في صلاة الحاجة أحاديث منها ما هو صحيح .. ومنها ما هو ضعيف .. ومنها ما هو مكذوب .. ومنها ما هو مجرد قصص مكذوبة .. ومنها ما هو مجربات ..!!

أولا: الاحاديث الصحيحة والحسنة بصلاة قضاء الحاجة:

1- عن عثمان بن حنيف قال: (أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : ادعُ اللَّهَ أن يعافيَني قالَ : إن شئتَ دعوتُ ، وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرٌ لَكَ . قالَ : فادعُهْ ، قالَ : فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ ، إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذِهِ لتقضى ليَ ، اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ) صحيح الترمذي .. ورواه أحمد وقال الارنؤوط في تخريج المسند : إسناده صحيح ..، ورواه بن خزيمة والطبراني والحاكم والبيهقي .. والجميع بسند صحيح ..

2- عن أبي الدرداء قال: ( سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، أَوْ أَرْبَعًا - شَكَّ سَهْلٌ - يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ ، وَالْخُشُوعَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لَهُ ) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: إسناده حسن ..، وذكره الألباني في الصحيحة بأن إسناده صحيح .

3- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأَ فأسبغَ الوُضوءَ ثم صلَّى ركعتينِ يُتِمُّهُما أعطاهُ اللهُ ما سألَ معجَّلًا أو مؤخَّرًا) رواه أحمد .. وقال بن حجر في أماليه وفي نتائج الأفكار: أنه حديث حسن ..، وكذلك قال العراقي في تخريج إحياء علوم الدين بأنه حسن ..، وكذلك قال السيوطي في اللآليء المصنوعة بأنه حسن ..، وكذلك قال الشوكاني في تحفة الذاكرين بأن إسناده صحيح .. ولكن الهيثمي قال أن فيه راو غير معروف ..، وتبعه في ذلك من المتأخرين الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند قال: إسناده ضعيف ..، والألباني في الصحيحة قال بتضعيفه وكذلك في تمام المنة .. وقد اعتمد كلاهما على كلام الهيثمي في نقله عن الذهبي وبن معين بأن في سند الحديث راو مجهول .. ولذلك يوجد ضعف في الرواية .. ولكنهما غفلا أن للحديث متابعة ترتقي به للحسن ولعل هذا سبب ما حسنه السابقون بالرغم من وجود ضعف في سنده .. وهذه المتابعة ستجدها في الحديث السابق وهو شاهد لهذا الحديث .. والله أعلم .

ثانيا: الروايات الضعيفة والموضوعة في صلاة الحاجة:

1- حديث (من كانت له إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ فلْيتوضَّأْ ، ولْيُحسِنِ الوضوءَ ، ولْيُصلِّ ركعتَين ، ثم لِيُثْنِ على اللهِ ، ولْيُصَلِّ على النَّبيِّ ، ثم ليقلْ : ( لا إله إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ ، سبحان اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ ، الحمدُ لله ربِّ العالمين ، أسألك موجباتِ رحمتِك ، وعزائمَ مغفرتِك ، والعصمةَ من كلِّ ذنبٍ ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ لا تدَعُ لي ذنبًا إلا غفَرتَه ولا همًّا إلا فرَّجتَه ، ولا حاجةً هي لك رِضًا إلا قضَيتَها يا أرحمَ الراحمِين) ضيف الترمذي .. وقد ذكر الألباني في تضعيفه بأنه حديث ضعيف جدا .

2- عن أنس رفعه من كانت له حاجة إلى الله فليسبغ الوضوء وليصل ركعتين يقرأ في الأولى بالفاتحة وآية الكرسي وفي الثانية بالفاتحة وآمن الرسول ثم يتشهد ويسلم ويدعو بهذا الدعاء اللهم يا مؤنس كل وحيد ويا صاحب كل فريد ويا قريباً غير بعيد ويا شاهداً غير غائب ويا غالباً غير مغلوب يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض أسألك باسمك الرحمن الرحيم الحي القيوم الذي عنت له الوجوه وخشعت له الأصوات ووجلت له القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا فإنه تقضى حاجته) رواه الديلمي في الفردوس بسند ضعيف .. قال السيوطي:  أبو الحسن الهكاري شيخ والد الديلمي قد تكلم فيه ابن عساكر وقال لم يكن موثوقاً به .. !!

  

 3- وفي حديث آخر عن أنس بن مالك جاء فيه: (مَنْ كَانَ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ عَاجِلَةٌ أَوْ آجِلَةٌ فَلْيُقَدِّمْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً وَلْيُقِمِ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ ثُمَّ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجَامِعِ فَيُصَلِّي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَيَقْرَأُ فِي الرّْكَعَتِينِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ مَرَّةً وَخَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَتَهُ، فَلَيْسَ يَرُدُّهُ مِنْ حَاجَةٍ عَاجِلَةٍ أَوْ آجلة إِلَى قَضَاهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُ) ذكره بن الجوزي في الأحاديث الموضوعة .. أي المكذوبة على النبي ..

- وذكره الذهبي في الموضوعات (أي الأحاديث المكذوبة ولم تصح) بلفظ : (من كانت له إلى اللهِ حاجةٌ فليقدِّمْ صدقةً ، وليصُمِ الأربعاءَ والخميسَ والجمعةَ ، ثمَّ يدخلْ يومَ الجمعةِ فيصلِّي ثنتيْ عشرةَ ركعةً يقرأُ في عشرةٍ الحمدَ مرَّةً ، وآيةَ الكرسيِّ عشرَ مرَّاتٍ ، وفي الرَّكعتين مائةَ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] ثمَّ يجلسُ ويسألُ حاجتَه) ..!!

4- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آخِرِ صَلاتِكَ فَاثْنِ على الله عزوجل وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شرك لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إنى أَسأَلك بمعاقد - الْعَزِيز -[الْعِزِّ مِنْ] عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَحَدِّكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالا، وَلا تُعَلِّمُوهَا السُّفَهَاءَ فَأَنْتُمْ تَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ) ذكره بن الجوزي في الموضوعات – أي الأحاديث المكذوبة على النبي.

5- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي إِحْدَاهُمَا مِنَ الْفُرْقَانِ مِنْ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا حَتَّى يَخْتِمَ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوَّلَ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يَبْلُغَ تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ، ثُمَّ يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَمِثْلَ ذَلِكَ فِي سُجُوده، أعطَاهُ الله عزوجل عِشْرِينَ خَصْلَةً وَيُؤَمَّنُ مِنْ شَرِّ الْجِنّ والانس ، وَيُعْطِيه الله عزوجل كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيُؤَمَّنُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَيُنْزَعُ مِنَ الْفَقْرِ وَيُذْهَبُ عَنْهُ هَمُّ الدُّنْيَا ويؤتيه الله عزوجل الْحُكْمَ وَيُبَصِّرُهُ كِتَابَهُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ وَيُلَقِّنُهُ حُجَّتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلُ النُّورَ فِي قَلْبِهِ وَيَنْزِعُ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِهِ وَيكْتب عِنْد الله عزوجل من الصَّالِحين) ذكره بن الجوزي في الموضوعات – أي الأحاديث المكذوبة على النبي .

6- عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْقُرْآنَ يَتَقَلَّبُ فِي صَدْرِي، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلَمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ وَيَنْفَعُ مَنْ عَلَّمْتَهُ؟ قَالَ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي.

قَالَ: صَلِّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكتاب وَيس، وفى الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمُفَصَّلِ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ فَاحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى وَاثْنِ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بِتَرْكِ الْمَعَاصِي أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي) ذكره بن الجوزي في الموضوعات – أي الأحاديث المكذوبة على النبي .

- ثالثا: قصص وحكاوي ومجربات .. وأكاذيب على العلماء..!!

- كل الروايات التي جاء فيها لو صليت أربع ركعات وفي كل ركعة تقرأ سورة كذا بعدد كذا في كل ركعة .. فهذه حكايات تكتبها الكتب ولا علاقة لها بالنبي صلى الله عليه وسلم .. وكأنها مجربات فعلها البعض .. ولكنها ليست من السنة النبوية في شيء ..!!

- وإليك أمثلة على ذلك:

1- مثال: ( من كانت له إلى الله حاجة فليصل أربع ركعات يقرأ في الأولى الفاتحة وسورة الإخلاص عشر مرات وفي الثانية الفاتحة وسورة الإخلاص عشرين مرة وفي الثالثة الفاتحة وسورة الإخلاص ثلاثين مرة وفي الرابعة الفاتحة وسورة الإخلاص أربعين مرة وبعد الفراغ يقول اللهم بنور وجهك وجلالك وبهذا الاسم الأعظم وبنبيك محمد - صلّى الله عليه وسلم - أسألك أن تقضي حاجتي وتبلغني سؤلي وأملي - ويدعو بهذا الدعاء فإنه يستجاب له وهو هذا - بسم الله الرحمن الرحيم الله الله الله لا إله إلا الله الأحد الصمد الله الله الله لا إله إلا الله بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام اللهم إني أسألك بأسمائك المطهرات المعروفات المكرمات الميمونات المقدسات التي هي نورعلى نور ونور فوق نور ونور تحت نور ونور السماوات والأرض ونور العرش العظيم أسألك بنور وجهك وبقوّة سلطانك المبين وجبروتك المتين الحمد لله الذي لا إله إلا هو بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام يا الله يا الله يا الله يا رب يا رب يا رب يا رباه يا رباه يا رباه اغفر لي ذنوبي وانصرني على أعدائي واقض حاجتي في الدنيا والآخرة وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم) .. !!

2- مثال آخر: صلاة قضاء الألف حاجة ..!! نقلا عن البعض قال:( رأيت في كتاب الإمام الشافعي رحمه الله بخطه صلاة الحاجة لألف حاجة علمها الخضر عليه السلام لبعض العباد .. يصلي ركعتين يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب والكافرون عشر مرات وفي الثانية فاتحة الكتاب والإخلاص عشر مرات ثم يسجد بعد السلام ويصلي على النبي - صلّى الله عليه وسلم - في سجوده عشرات ويقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات ويقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عشر مرات ثم يسأل الله حاجته فإنها تقضي إن شاء الله) ..!!

- ثم قال هذا الناقل للرواية السابقة: أن الشيخ أبو القاسم الحكيم السمرقندي (فقيه وعالم حنفي له حكم ومواعظ - متوفى 342هـ) .. قد بعث إلى أحد العباد ليعلمه هذه الصلاة فعلمها له  فصلاها .. وقال الإمام السمرقندي: وسألت الله تعالى الحكمة فأعطانيها وقضى لي ألف حاجة .. فقال الحكيم من أراد أن يصليها يغتسل ليلة الجمعة ويلبس ثياباً طاهرة ويأتي بها عند السحر وينوي بها قضاء الحاجة تقضى إن شاء الله تعالى ..!!

- تعليق على ما سبق:

- الإمام الشافعي رحمه الله لم يكتب مثل هذا الكلام السابق في كتبه ..!! وكذلك الإمام أبو القاسم الحكيم السمرقندي لم يبعث أحد ولم يذكر ذلك ..!! كلها أكاذيب على العلماء ..!!

3- مثال آخير: (يتوضأ وضوءا جديداً ثم يصلي أربع ركعات بتشهدين وتسليمتين يقرأ في الأولى بعد الفاتحة ربنا آتنا من لدنك رحمة الآية عشراً وفي الثانية بعد الفاتحة رب اشرح لي صدري الآية عشراً وفي الثالثة بعد الفاتحة فستذكرون ما أقول لكم الآية عشراً وفي الرابع بعد الفاتحة ربنا أتمم لنا نورنا الآية عشراً ثم يسجد بعد الفراغ ويقول في سجوده لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إلى آخرها إحدى وأربعين مرة ثم يسأل الله حاجته تقضى بإذن الله تعالى)

- فكال ما سبق من أمثلة .. هي مجرد حكايات ومجربات ولا علاقة لها بفعل النبي ولا بالأحاديث النبوية ولا بالدين من أساسه .. حتى أنك ستجد قصص فيها قراءة القرآن في الركوع والسجود .. وهذا جهل بالدين لأن القرآن منهي عنه القرآءة في الركوع والسجود ..!!

***************************

فالصحيح هو: 

:: الفصل الثاني ::

..:: ثانيا: مسألة السجود بين يدي الله ::..

*************************

يتبع إن شاء الله تعالى

*****************

والله أعلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم

هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام -  ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..