بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة التعريف بالحقائق والضوابط الإيمانية
لطالب القرب من الحضرة الإلهية
طريقة ومنهج أهل الإيمان في العلاقة مع الله
(أساسيات واجبة - وضوابط لازمة – وأصول ثابتة - وتنبيهات هامة)
(الجزء الثالث والثلاثون)
- ختام الرسالة -
7- أحوال تحدث للذاكرين في طريق الإيمان -
* فهرس :
::الجزء
الثالث والثلاثون:: أحوال تحدث مع
الذاكرين الله كثيرا ..
:: الفصل السابع ::
1- من الأحوال : حال رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ؟
2- لا تزيدك إيمانا ولا تنقصك إيمانا؟
3-
ما المقصود برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ؟
4-
هل رؤية النبي في المنام مثل رؤيته في اليقظة ؟
5-
أصناف من يرون النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ؟
6-
كيف تعرف أن إحساسك بحضورك مع النبي هو إحساس صحيح؟
7-
مناقشة بعض الآراء للمنكرين والمثبتين في مسألة رؤية
النبي يقظة ؟
8- قد يسأل سائلا : أليس النبي قد مات ؟ فكيف يأتي يقظة ؟
9- مناقشة رأي بعض شارحي الأحاديث رحمهم الله في كيفية رؤية النبي؟
10- ماذا نفعل في الرؤى التي يظهر فيها صورا للنبي غريبة ولا تليق به أو فيها وصف مخالف للوصف المنقول إلينا عن هيئته الشريفه ؟
11- كلام نفيس جدا للإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله ؟
10- ماذا نفعل في الرؤى التي يظهر فيها صورا للنبي غريبة ولا تليق به أو فيها وصف مخالف للوصف المنقول إلينا عن هيئته الشريفه ؟
11- كلام نفيس جدا للإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله ؟
12- رؤية النبي والرابطة
الروحية ؟
***************************
(تابع: الجزء السابع من تقسيم الرسالة)
:: الفصل السابع::
.. أحوال تحدث مع الذاكرين الله كثيرا ..
*************************
(12)
..:: 12-
من الأحوال : رؤية
النبي صلى الله عليه وسلم ::..
(لا تزيدك إيمانا ولا تنقصك إيمانا)
- أخي الحبيب
..
- أحيانا بعد فترات من مواصلة الذكر .. مع كثرة الصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم .. مصحوبا ذلك بغلبة الشوق .. فقد يحدث أن ترى النبي
صلى الله عليه وسلم .. مناما .. وقد يحدث ذلك للبعض يقظة .. !!
- ولكن البعض
يتشكك في حدوث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
.. إما جهلا منه أو قد يكون فهم المسألة بصورة خاطئة مثل أن يكون يظن أن رؤية
اليقظة تكون عن تجسيد النبي بلحمه ودمه أمام الرائي .. وهذا خطأ تماما لو كان هذا
ما يظنه ..!!
- ولكن في
نهاية الأمر سيكون من يشكك في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة هو مخطيء بكل تأكيد فيما لا شك فيه لأنه لم يفهم
ما هو المقصود برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة .. !!
- ولكن دعني
أولا أوضح لك ثلاثة أمور مهمة تتعلق بمسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم:
1- ليست
من المسائل الشرعية التي لها حكم العبادة والتقرب إلى الله .. وبالتالي لا
تزيدك إيمانا ولا تنقصك إيمانا .. لأنها مسألة غيبية لم يطالبك بها الشرع .. وإنما
رؤية النبي تكون عن رغبة محبة في قلب المؤمن لاشتياقه لرؤية النبي صلى الله عليه
وسلم .. ويكون ذلك الإشتياق مصحوبا برجاء في القلب من الله أن يُكرِم المؤمن بهذه
الرؤية ..
- وقد جاء وصف
لهذه المحبة في الحديث حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (مِنْ
أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي .. يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي
بأَهْلِهِ ومالِهِ) صحيح مسلم.
- وفي رواية بلفظ: (من أَشَدِّ
أُمَّتي حُبًّا لي ناسٌ يكونُونَ بَعْدِي .. يَوَدُّ أحدُهُمْ لَوْ يُعْطِي أَهْلهُ
ومالهُ بِأنْ يَرَانِيَ) سير أعلام النبلاء للذهبي .. بسند صحيح.
2- أن
ما يراه الرائي ويخبر به عن رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم .. فأمره إلى الله .. إن صدق فلنفسه وإن كذب فلنفسه .. وليست هذه الرؤية
تشريع حتى نصدقه ونؤمن به ..!!
3- كل
من يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره في الرؤيا
بتشريع جديد أو بتشريع مخالف لما تركه النبي في حال حياته .. فهذا إنسان كاذب بكل
تأكيد على النبي صلى الله عليه وسلم .. بل وكاذب على الله .. لأن الله يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة3.
- فمن يزعم أنه بعد انتقال النبي
لجوار ربه .. أن الوحي لازال مستمرا بالتشريع فهو إنسان
ضلالي بلا ريب .. وكلامه مردود عليه ويُعرف عنه أنه كاذب على الدين ..!!
- فإذا علمت ما سبق .. فإليك المقصود
برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ..
*****************************
..:: ما المقصود برؤية النبي صلى الله
عليه وسلم يقظة ؟ ::..
- أخي الحبيب ..
- رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
يقظة معناها .. أنك تستشعر وكأن النبي صلى الله عليه وسلم واقف
أمامك .. ويكون هذا الشعور قوي جدا بصورة لا تحتمل الشك على الإطلاق .. لأنه سيجري
في خاطرك أنه واقف أمامك .. وهذا يسمى حضور مثال .. يعني انعكاس لصورة نبوية ..
ويكون السبب فيها أحد الملائكة المبلغة سلام النبي لمن يسلم على النبي صلى الله
عليه وسلم .
- فالذي يصدق أن النبي يسلم على من
يصلي ويسلم عليه .. وأن الملائكة تبلغ هذا السلام .. فبكل تأكيد لن
يكون صعب عليه أن يفهم كيف تكون رؤية النبي صلى الله عليه وسلم كمثال روحي واقف
أمامه .. لأن التمثيل الروحاني ما هو إلا مجرد تبيلغ لصورة روحانية .. أي مجرد
انعكاسات روحانية وليست حقيقة فعلية ..!!
- وأقرب مثال لعقلك .. هو عالم المنام
.. لأنه مجرد انعكاسات لصور روحانية وليست حقيقية .. وبما أن عالم المنام جزء من
عالم الخيال .. فلا مانع أن ما يحدث مناما قد يحدث يقظة في عالم خيال الإنسان ..
!!
- ولكن هنا سؤال: ما الذي يضمن أن
عالم الخيال هو صواب ؟!! وقد تكلمنا عليه كثيرا في أنه يختلط فيه الحق بالباطل
..؟!!
- البعض سيتعجل الإجابة ويقول: أنه بخصوص رؤية
النبي صلى الله عليه وسلم سواء يقظة أو مناما .. هو رؤية حق ..!!
- وهذا كلام
خاطيء .. ليه ؟!!
******************************
..:: هل رؤية النبي في المنام مثل رؤيته
في اليقظة ؟ ::..
- أخي الحبيب ..
- ما تراه أنت في المنام حول رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم .. هو يكون كذلك إن شاء الله تعالى .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (مَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي .. فإنَّ الشَّيْطانَ
لا يَتَمَثَّلُ بي) صحيح البخاري ومسلم.
- وفي رواية بلفظ (مَن رآني
في المنامِ فأنا الذي رآني
.. فإنَّ الشيطانَ لا يَتخيَّلُ بي) رواه أحمد .. وقال الأرنؤوط: صحيح.
- وفي رواية بلفظ (مَن رَآنِي
في المَنامِ فقَدْ رَآنِي .. فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي)
صحيح البخاري.
- وفي رواية بلفظ (مَن رَآنِي
في المَنامِ فقَدْ رَآنِي .. فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَخَيَّلُ بي .. ورُؤْيا المُؤْمِنِ
جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) صحيح البخاري.
- وفي رواية بلفظ (مَن رَآنِي
فقَدْ رَأَى الحَقَّ، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَكَوَّنُنِي) صحيح البخاري.
- معنى (لا يتكونني): أي لا يستطيع أن يكون كهيئتي ..
- وفي رواية بلفظ (مَن رآني
في المنامِ فكأنَّما رآني في اليقظةِ .. فإنَّ الشَّيطانَ لا يتشبَّهُ بي)
صحيح بن حبان.
- وفي رواية بلفظ (من رآني
في المنامِ فقد رآني إنَّه لا
ينبغي للشَّيطانِ أن يتمثَّلَ في صورتي) صحيح بن ماجه.
- ملاحظات مهمة:
1- هذا الحديث نفهم منه أن الشيطان
من الممكن أن يتصور لك بخيالات في المنام على هيئات مختلفة لبعض
الصالحين .. ليضللك ويجعلك تظن أن الذي رأيته هو حق .. حتى تطمئن له .. ثم يقول لك
ما يريد قوله من ضلال وانحراف .. فانتبه ودائما أسأل خاصة لو سمعت توجيه معين لشيء
تفعله ..!!
2- وبنظرة بسيطة فيما سبق في
الأحاديث .. سنجد أنها تتكلم عن الرؤية المنامية .. وأن
الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم .. في المنام ..
3- والتمثيل ليس فقط في الشكل
وإنما في الصوت أيضا .. لأن الصوت جزء من ذاته الشريفة صلى الله عليه
وسلم .. والله أعلم .
- قلت لك ما سبق .. لأن البعض قد
يسمع في الرؤيا قولا للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يرى صورته .. ولكنه في المنام
متيقن أن هذا صوت النبي صلى الله عليه وسلم .. فحينئذ لا حرج أن تظن أنك سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم .
4- الرؤية المنامية للنبي صلى الله
عليه وسلم هي رؤية حق .. ولكن المشكلة تكون في رؤية اليقظة .. حيث لم يوجد
نص يفيد أن الشيطان لا يتخيل في هيئة النبي في حال اليقظة ..!!
- يعني ببساطة هناك عصمة في الرؤية
المنامية .. ولكن الرؤية التخيلية في اليقظة لم يرد فيها عصمة
بذلك وإلا لكان أشار إليها صلى الله عليه وسلم ..!!
- والناس في رؤية
النبي صلى الله عليه وسلم يقظة على أصناف ..
**********************************
..:: أصناف
من يرون النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ::..
(وكيف تعرف أن
إحساسك بحضورك مع النبي هو إحساس صحيح؟)
- أخي الحبيب ..
- الناس في رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم يقظة على درجات .. وإن كان الجميع يتفق على أنه لا رؤية جسدية
مكونة من لحم ودم .. وكلامي واضح جدا ..!! وإنما هي رؤية تخيلية في حال اليقظة .
- أولا: الرؤية عند الذاكرين بصدق
توجه إلى الله:
1- تبدأ باستشعارك وإحساسك بأنك حاضر في
مجلس للنبي صلى الله عليه وسلم أو أنت واقف أمامه أو مجرد إحساس بانك في صحبته
الشريفة دون تحديد للكيفية .. كما سبق وشرحت لك منذ قليل مفهوم رؤية النبي صلى
الله عليه وسلم يقظة ..
- وهذا الإحساس يكون بإدراك حقيقي
لا ظن فيه ولا شك .. أي حضور روحي يحدث عندك .. وهذا الحضور لا
يكون بمزاجك ولا برغبتك أنت .. وإنما الأمر يحدث فجأة ودون توقع منك .. وتشعر فيه
بشيء من التحميل وكأن هناك ثقل بسيط على أكتافك ورأسك .. وقد لا تعرف ماذا تقول
إلا أن تبكي فقط ..!! ثم إذا انتهى المشهد يحدث حالة من السقيع اللطيف جدا في كل
جسمك مدة دقيقة .. ثم تعود لحالك الطبيعي مرة أخرى ..
- وهناك بعض الناس من يرتقي بهم
الحال ليس فقط مجرد إحساس وإنما يرتقي مع هذا الإحساس إلى رؤية
الصورة المحمدية صلى الله عليه وسلم أمام عينيه سواء يراه في مجلسه الشريف أو غير
ذلك من الصور الخيالية التي لا يحصيها إلا الله ..
* كيف تعرف أن إحساسك بحضورك مع النبي
هو إحساس صحيح؟
- من العلامات الفارقة في الإحساس بالحضور
كأنك مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في رؤيتك له كصورة تخيلية .. هو أنه وقت حدوث
ما سبق .. يصاحب إحساس الإنعزال عن الدنيا وعن الوساوس وأي تفكير عقلي في هذه
اللحظات .. وكأنه قد حدث لك سكينة لا توصف .. فتحجب تلك السكينة عنك العالم المحيط
بك حتى أن عقلك يتوقف عن التساؤل أو التفكير .. ولذلك لا مجال للشك أو الريبة في
هذا الحضور ..!!
2- إحساسك
الدائم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيب عنك أبدا .. وكأنك تشعر أنه
ملازم لك روحيا .. وذلك بسبب شدة اتباعك له ورغبتك في تتبعه في كل شيء كان يفعله
.. لأنه يترتب على ذلك كمال الإيمان .. كما جاء في الحديث (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ
ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ) صحيح البخاري..
- ومعنى (لا يؤمن):
أي لا يؤمن إيمان كامل ..
- وهذه رؤية قلبية نتيجة مراقبة
أفعالك لتكون متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم كما هو كان يريد منك ..
في المعاملات والعبادات .. أي ببساطة تكون متبعا له صلى الله عليه وسلم ..
* ثانيا: رؤية المصابين روحانيا ..
- وفي هذه الرؤية يختلط فيها الحق
بالباطل .. لوجود مس روحاني يفسد هذا الخيال .. حتى كانت بعض
النساء تقول أنها ترى النبي يقظة وقد عرض عليها الزواج ..!! وهذا كلام مستحيل
حدوثه ولن يكون لأنه مخالف لحقيقة قرآنية وهي قوله تعالى: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ
مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ) الأحزاب52..!!
- فالبعض من الناس المصابين بمشكلة
روحانية .. حينما يبدأون في الذكر ويستمرون عليه فترة ..
مع رغبتهم في الرؤية النبوية كما يسمعون من حولهم .. فهنا قد يتدخل الشيطان
ويوهمهم أنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم .. لأنه لا عصمة في حال اليقظة للصورة
المحمدية الشريفة .. وإنما العصمة من الشيطان في عالم الرؤية المنامية ..
- وكثيرا كنت أقول للبعض ممن يرى
هذه الصور التخيلية أمام عينه أن يكرر حوالي عشرون مرة قوله تعالى (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ
زَهُوقاً) الإسراء81..، حتى كانت الصور التي يراها أمام عينه تتكسر وتختفي ..
فيدرك أنه تلاعب من الشيطان حتى يجعله في عالم الخيال لا يخرجه منه ..
- وهناك صور قد تحدث
في حال اليقظة وتكون صحيحة .. وهذا أمر نادر الحدوث .. لكن عموما لو رأيت
في هذه الرؤية ما هو جبر لخاطرك .. فتفائل خيرا .. ولكن احذر من التوجيهات من عالم
الخيال في حال اليقظة .. لأنه يجب أن تعرض ما تراه على الشريعة .. حتى لا تضيع
..!!
***************************
..:: مناقشة بعض الآراء للمنكرين
والمثبتين في مسألة رؤية النبي يقظة ::..
- أخي الحبيب ..
- ستجد صراع بين بعض الطوائف
الدينية .. فالبعض ينكر رؤية النبي يقظة .. والبعض يقر
برؤية النبي يقظة .. والموضوع لا يحتمل هذا الصراع من أساسه ..!!
- تعالوا
نناقش شيئا من بعض أدلة المثبتين للرؤية والمنكرين لها..
ولكن الجميع اتفقوا على جواز رؤيته مناما .. ولكن أيضا اختلفوا في كيفية هذه
الرؤية في المنام ..!!
- قال بعض من أراد أن يثبت الرؤية
في اليقظة وعصمة هذه الرؤية :
1- أن
النبي صلى الله عليه وسلم قد اجتمع بالأنبياء في ليلة الإسراء .. وكان اجتماعه بهم وهو في حالة يقظة صلى الله عليه وسلم .. ولم يكن مناما .. وفي هذا جواز رؤيته
صلى الله عليه وسلم يقظة ..!!
2- وخطر
على بال شخص أن يثبت عصمة هذه الرؤية في اليقظة فقال : أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا يمكن أن يتسلط
فيها الشيطان لأن النبي قال: (الشيطان لا يتخيل بي) .. وهو إخبار عام يدل على
إطلاقه (سواء منام أو يقظة) دون تخصيص ..!!
- الجواب:
أولا: عن الإستدلال بما يؤيد الرؤية
يقظة:
1- فقد فات الشيخ المستدل بهذا الحديث
.. أنه لا يصح الإستدلال به لأنه يشير عن علاقات مع من انتقلوا عن عالم الدنيا وانقطع
التكليف عنهم .. فلا يصح قياس ما هو غيبي على ما هو مادي ..!!
2- ولا يصح الاستدلال فيما ذهب إليه
.. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حيا يرزق فعلا ولم يكن منتقلا لجوار ربه
.. فكيف يصح الاستدلال بهذا الحديث ؟!!
- وإنما كان يكفيه أن يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن رَآنِي في المَنامِ فَسَيَرانِي في اليَقَظَةِ .. ولا يَتَمَثَّلُ
الشَّيْطانُ بي) صحيح البخاري ..
-
وقد اكتفيت برواية البخاري السابقة لأنها قائمة على اليقين من الراوي .. بخلاف
روايات أخرى كان فيها شك من الرواي .. كلفظ هذه الرواية: (مَن
رَآنِي في المَنامِ فَسَيَرانِي في اليَقَظَةِ، أوْ لَكَأنَّما رَآنِي في اليَقَظَةِ،
لا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطانُ بي) صحيح مسلم.. راجع شرح القرطبي على مسلم(6/26)
..
ثانيا: أما عمن أشار لعصمة هذه الرؤية في
اليقظة من الشيطان:
- هناك من يزعم أن
قول النبي (الشيطان لا يتخيل بي) على إطلاقه (سواء
منام أو يقظة) .. فهو قول فيه تضليل لأنه حذف أول الحديث .. واجتزأ منه ما يؤيد
هواه .. لأنه يعلم أنه لو ذكر أول الحديث لكان اتضح للمسلم أن النبي صلى الله عليه
وسلم يتكلم عن الرؤية المنامية .. !! لأن جملة (فإن
الشيطان لا يتخيل بي) كانت تعقيبا على قوله (من رآني في المنام فقد رآني) ..!! بل وفي رواية جاء في
آخرها (ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ
جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) .. فأصبح بذلك أول الحديث وآخره .. يتكلم عن
الرؤية المنامية ..!!
- فمن
أين جاء بعصمة رؤية النبي في حال اليقظة .. ؟!!
ثانيا: فيمن أنكر رؤية النبي يقظة:
- فهناك من أنكر أن رؤية النبي يقظة .. وقام
بتأويل قول النبي في هذا الحديث:(مَن رَآنِي في المَنامِ
فَسَيَرانِي في اليَقَظَةِ) صحيح البخاري .. فقال: أن المقصد من الحديث هو رؤيته في الآخرة
..!!
- الجواب:
- هذا رأي خاطيء ولا يتفق مع العقل نهائيا .. وذلك
لأسباب ..
1- النبي يتحدث عن عالم الدنيا وليس عن
عالم الآخرة .. ويكفي قوله (لا يتمثل الشيطان بي) .. وفعل الشيطان من أفعال أهل الدنيا
.. فثبت بذلك أن رؤية المنام واليقظة في الحديث من أعمال أهل الدنيا..
2- لو كان مقصد النبي صلى الله عليه وسلم
رؤيته في الآخرة .. فما الكرامة حينئذ والتميز للمؤمن ..!! حيث أنه في الآخرة
سيراه الكافر والملحد والفاسق بل وكل العالمين ..!!
3- والعجيب الذي استغرب له في عقول بعض
المعترضين .. كيف يستعجبون أن يرى أحد النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة .. ولا يستعجبون
رؤيته في المنام ؟!! لأنه في كلا الحالتين الرائي يرى بقلبه صورة النبي صلى الله عليه
وسلم .. ولكن مرة وهو نائم .. ومرة وهو يقظ ..!! فالذي ينكر الرؤية في اليقظة عليه
أن ينكر الرؤية في المنام .. وإلا فهو غير عاقل .. لأن محل الإدراك لا علاقة له
بعالم المادة من أساسه .. وهو القلب الإيماني ..!!
4- مسألة رؤية النبي يقظة تتشابه إلى حد كبير مع الحالة
المنامية .. لأن كلاهما
غيبة عن الواقع .. ولكن النوم غيبة كلية عن الواقع .. والحالة الروحانية غيبة
جزئية ..
* قد يسأل سائلا : أليس النبي قد مات ؟ فكيف يأتي يقظة ؟
- قلنا
سابقا .. يأتي في صور روحانية .. وليست ذاتية جسدية ..!!
- وإذا كان هناك تصور لبعض العقول القاصرة للفهم ..
وتتصور أن الحضور هو حضور ذاتي .. للنبي صلى الله عليه وسلم .. فهو مخطأ تماما .. فهو
حضور تخيلي في حالة روحانية .. وقد يراه الرائي بهيئته الشريفة أو يراه نور أو
يستشعر بوجوده .. وكل إنسان بقدر غيبته في رسول الله صلى الله عليه وسلم - "
أي بقدر فناء نفسه في حب النبي " - .. بقدر ما سيشهد وسيرى رسول الله صلى
الله عليه وسلم .
****************************
..::
مناقشة رأي لبعض شارحي الأحاديث رحمه الله في كيفية رؤية النبي ::..
- أخي الحبيب ..
- سبق وقلت لك أن هناك اتفاق
على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام .. ولكن اختلفوا في كيفية حدوث ذلك ؟
1- هل المقصود هو رؤيته كما كان في صورة حياته الحقيقية .. وإلى ذلك ذهب بن حجر وبن سيرين وقيل هو رأي للشيخ بن تيميه ..
2- أم المقصود هو أن المنام يكون على العموم في أي صورة كانت وعرف منها أنها النبي .. وإلى ذلك ذهب الباقلاني وبن بطال والنووي وأبو العباس القرطبي شارح الأحاديث وهو أستاذ القرطبي المفسر .. ومعنى أن المنام على العموم أي أنه ليس بالضرورة رؤية هيئته الشريفة التي عاش بها بين الصحابة .. بل أي صورة في المنام علمنا منها أن النبي كان فيها .. فهي رؤية حق .. مثل من يرى وجه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام منيرا ولا يرى ملامحه .. أو تسمع صوته أو تعلم في المنام أنك واقف بجواره أو ما شابه ذلك ..؟!!
1- هل المقصود هو رؤيته كما كان في صورة حياته الحقيقية .. وإلى ذلك ذهب بن حجر وبن سيرين وقيل هو رأي للشيخ بن تيميه ..
2- أم المقصود هو أن المنام يكون على العموم في أي صورة كانت وعرف منها أنها النبي .. وإلى ذلك ذهب الباقلاني وبن بطال والنووي وأبو العباس القرطبي شارح الأحاديث وهو أستاذ القرطبي المفسر .. ومعنى أن المنام على العموم أي أنه ليس بالضرورة رؤية هيئته الشريفة التي عاش بها بين الصحابة .. بل أي صورة في المنام علمنا منها أن النبي كان فيها .. فهي رؤية حق .. مثل من يرى وجه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام منيرا ولا يرى ملامحه .. أو تسمع صوته أو تعلم في المنام أنك واقف بجواره أو ما شابه ذلك ..؟!!
- والحقيقة بالرغم من وجاهة رأي
من قال أن المقصود بالحديث رؤية هيئته الشريفة كما كان في حياته .. إلا أن رأيه لا يمكن الأخذ به دون الأخذ بالرأي الآخر معه أيضا .. لأسباب :
1- الحديث لم يخصص هيئة معينة أو كيفية معينة في رؤيته .. فلا داعي للتخصيص
على هيئة معينة طالما لا تخصيص عليها ..!!
2- لأننا بهذا المنطق أو الرأي
.. سنوقف العمل بحديث الرؤية المنامية .. على من رأوا الرسول وعرفوه وتقابلوا
معه .. لأنهم مدركون لهيئته الشريفة تمام الإدراك .. لأنه رأوه عيانا ..!!
- ولا يمكن وقف الحديث على زمن
الصحابة الذين رأوه .. لأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يختص بزمان دون
زمان ولا مكان دون مكان ولا جماعة دون جماعة .. بل هو كلام عام لأمته سواء من
كانوا يجالسونه أو من سيأتي بعدهم .
3- قد يقول قائل: المعرفة تكون من خلال الأوصاف المنقولة عنه
في كتب السيرة .. ؟!!
- أقول له:
أولا: معنى أنك استحضرت الأوصاف في خيالك فهذا
معناه أنك قمت بتحديد صورة مبدئية عن النبي .. فلماذا تنكر أن تتصوره في اليقظة
طالما أصبح لديك القدرة على تخيله ؟!!
ثانيا: حتى ولو قرأت الأوصاف .. فهل يستطيع أحد من
خلال الأوصاف كتابيه يحدد صورة إنسان كما يراه بعينية ..؟!! إلا لو كان له قدرة
تخيلية واسعة حتى يجمع ملامح الصورة في عقله ..؟!! ثم يبدا الشك في نفسه هل ما
جمعه عقله من صورة وصفية من خلال القرآءة هل صحيح أم غير صحيح ..؟!!
- بل لو أعطيت كل رسام لديه موهبة الرسم من خلال سماع الأوصاف .. فستجد كل شخص اخرج
لك صورة خلاف الآخر في الرسم ..!! فإذا كان هذا هو حال الفنان الذي يمتلك قوة خيال
للتصور في عقله .. فما بالك بعوام الناس ..!!
- وخلاصة القول:
- أن هذا الرأي القائل برؤية الهيئة الشريفة في المنام .. هو صحيح في جزئية ولكنه اغفل جزئية أخرى وهي التي أثبتها بعض أهل العلم وهي أن الرؤية ليس بالضرورة تكون لنفس ذات الهيئة الشريفة فقط وإنما ممكن تكون على هيئات أخرى .. !!
- ولذلك ما أميل إليه وأحسبه هو الصواب .. هو الرأي الجامع لعموم الرؤية المنامية .. أي صحة الرؤية المنامية متى ثبت أن فيها النبي .. وبأي صورة روحانية علمت منها أنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فهي كذلك إن شاء الله تعالى .. لأن الحديث لم يخصص
هيئة معينة في الرؤية .. والله أعلم .
***********************************
*************************
..::
ماذا نفعل في الرؤى التي يظهر فيها
صورا للنبي غريبة ولا تليق به أو فيها وصف مخالف للوصف المنقول إلينا عن هيئته
الشريفه ؟ ::..
-
أخي الحبيب ..
-
أحيانا يرى شخص في المنام النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكن
في صورة غريبة مثل أن يراه قصير القامة أو مقطوع اليد أو أبيض اللحية أو غير ذلك
.. فكيف يتم تفسير ذلك ؟
- تفسير ذلك يكون
بتأويل ما رآه من نقص أو غريب على الرائي .. ولكن كانت صورة النبي التخيلية في
المنام .. لتبصرك بمنزلة النبي في نفسك .. أو لتكشف لك تقصيرا من ناحيتك للنبي صلى
الله عليه وسلم .. وهذه تسمى رؤيا تأويلية لهذه الصورة التخيلية ..
*
ومن أجمل الكلام الذي قيل في هذه المسألة هو قول الإمام أبو العباس القرطبي (المتوفى
656 هـ) حيث قال رحمه الله :
- من المعلوم: أنه يجوز أن يرى في النوم على
حالة تخالف ما كان عليها في الوجود من الأحوال اللائقة به، ومع ذلك: فتقع تلك
الرؤيا حقًّا كما إذا رؤي قد ملأ بلدة، أو دارًا بجسمه، فإنَّه يدلّ على امتلاء
تلك البلدة بالحق والشرع، وتلك الدار بالبركة. وكثيرًا ما وقع نحو هذا.
- ثم قال بعد كلام رحمه الله: فالصحيح في معنى هذا الحديث -
إن شاء الله تعالى - أن يقال: إن مقصوده الشهادة منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن رؤيته
في النوم على أي حال كان ليست باطلة، ولا من أضغاث الأحلام، بل هي حق في نفسها، وإن تصوير تلك الصورة،
وتمثيل ذلك المثال ليس من قبل الشيطان، إذ لا سبيل له إلى ذلك، وإنما ذلك من قبل
الله تعالى. وهذا مذهب القاضي أبي بكر وغيره من المحققين. وقد شهد لذلك قوله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ: (من رآني فقد رآني الحق)، أي: الحق الذي قصد إعلام
الرائي به، وإذا كانت تلك حقًّا فينبغي أن يبحث عن تأويلها، ولا يُهمل أمرها،
فإنَّ الله تعالى إنما مثَّل ذلك للرائي بشرى، فينبسط للخير، أو إنذارًا لينزجر عن
الشر. أو تنبيهًا على خير يحصل له في دين، أو دنيا. والله تعالى أعلم.
- تنبيه: قد قررنا أن المدرك في المنام
أمثلة للمرئيات لا أنفس المرئيات، غير أن تلك الأمثلة تارة تكون مطابقة
لحقيقة المرئي، وقد لا تكون مطابقة.
- ثم المطابقة قد تظهر في
اليقظة على نحو ما أدركت في النوم، كما قد صح عنه صلى الله عليه
وسلم أنه قال لعائشة: (أريتك في سَرَقَةٍ (أي قطعة) من حرير، فإذا
هي أنت)رواه البخاري ومسلم وأحمد ..، ومعناه: أنه رآها في نومه
على نحو ما رآها في يقظته.
- ثم قال بعد كلام رحمه الله: وأما إذا لم يظهر في اليقظة
كذلك، فيعلم أن المقصود بتلك الصورة معناها لا عينها، وكذلك
الحكم إذا خالف ذلك المثال صورة المرئي نفسه إما بزيادة، أو نقصان، أو تغيُّر لون،
أو حدوث عيب، أو زيادة عضو، أو عين، أو غير ذلك.
- والمقصود بذلك أيضًا: التنبيه على معاني تلك الأمور،
وإذا تقرر هذا فيجوز أن يرى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في النوم على صفته التي
كان عليها في الوجود، ويكون من فوائد ذلك: تسكين شوق الرائي، لكونه مُستهتِرًا (أي
مولعا) بمحبته، وليعمل على مشاهدته وهذا هو الذي أشار إليه النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ لَمَّا قال: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)، أي: من رآني رؤية معظِّمٍ
لحرمتي، ومُشتاقٍ لمشاهدتي، وصل إلى رؤية محبوبه، وظفر بكل مطلوبه.
- ويجوز أن يكون مقصود ذلك
المنام معنى صورته، وهو دينه وشريعته، فيعبَّر بحسب ما رآه الرائي من
زيادة، أو نقصان، أو إساءة، أو إحسان، وكذلك الحكم إذا رأى على خلاف الصورة التي
كان عليها مما يجوز عليه.
المفهم
لما أشكل من تلخيص مسلم ج6 ص23-26
..::
رؤية النبي والرابطة الروحية ::..
- أخي الحبيب ..
- قبل ختام مسألة رؤية
النبي صلى الله عليه وسلم .. ستجد كلام على شبكة النت .. يربط بين رؤية النبي صلى
الله عليه وسلم بوجود رابطة روحية مع شيخ الطريقة الفلانية ..!! وستجد كلاما سخيفا
قد صنعه مشايخ لتقديس أنفسهم وغيرهم .. ودون الخوض في تفاصيل ما يسمى بالرابطة
الروحية أو القلبية فاعلم هذه الأمور :
1- كلمة رابطة يعني اتصال .. وهذا الإتصال ليس أنت من يفعله ولا شيخ يفعله
لك .. وإنما الله هو من يفعله لك .. فلا ترهق نفسك بسماع كلام فارغ قد يسبب لك
حجاب ..!!
2- الرابطة الروحية لا تكون إلا عن محبة قلبية وعقلية مصحوبة باتباع النبي
قدر المستطاع .. مع دوام الصلاة والسلام عليه قدر المستطاع .. ولو مائة مرة صباحا
ومثلها مساء ..
3- الرابطة الروحية لا تعني أن النبي
صلى الله عليه وسلم سيلقنك دروس شرعية .. وإنما هو إحساس وشعور بوجود مع
النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد يرتقي لرؤية .. كما سبق وشرحنا ..
4- هذه الرابطة ما هي إلا نوع من
المؤانسة والشعور بإحساس إيماني جميل بأنك في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم .
* واكتفي بهذا لك .. لأنه ليس الغرض من هذه الرسالة هو الكلام عن
الرابطة الروحية أو حتى مناقشة مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ..
وإنما هو فقط كان مجرد توضيح لحال قد يحدث لبعض الذاكرين فيحدث لهم حضور أو شعور
في اليقظة بأنهم مع النبي يأنسون به .. وقد يرتقي الموضوع إلى رؤية في اليقظة أيضا
..
- وقد ذكرت ما ذكرت لك عن الرابطة
الروحية .. حتى لا يوهمك أحد أن الشيخ فلان من الطريقة الفلانية يستطيع ان يجعل لك
رابطة بينك وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. لا .. هذا إنسان ضلالي فاسد .. لأن
الرابطة تكون عن محبة .. والذي يفعل هذه الرابطة فيك هو الله .. إن أذن وسمح أن يحدث لك ذلك.
**************************
..::
هل عدم رؤيتك للنبي يقظة مع كثرة الذكر دليل على وجود
حجاب ؟ ::..
- أخي الحبيب ..
- سبق وذكرت لك في بداية هذه المسألة أن الرؤية
ليس دليل على زيادة إيمان أو نقص إيمان .. !!
- وسبق ذكرنا في هذه الرسالة كثيرا أن البسط والقبض والمنع والعطاء والنفع والضر .. هي أفعال من الله معنا وله فيها حكمة .. والحكمة فيها قائمة على العدل الإلهي فلا تنسى ذلك ..!!
- وسبق ذكرنا في هذه الرسالة كثيرا أن البسط والقبض والمنع والعطاء والنفع والضر .. هي أفعال من الله معنا وله فيها حكمة .. والحكمة فيها قائمة على العدل الإلهي فلا تنسى ذلك ..!!
- فقد يكون الله منعك حتى لا
يفتنك .. وأيضا قد يمنعك بسبب ذنوب تفعلها في حق العباد وتصر عليها ..
- ولعله يعطيك ليختبرك لتنكشف
حقيقة إيمانك .. وقد يعطيك ليراضيك في نفسك كرامة منه إليك ..
- فأنت لا تعرف ما هي الحكمة
في العطاء والمنع . لأنها تحتمل احتمالات أربعة كما ذكرتها لك .. ولذلك إن
وجدت خيرا فاحمد الله واشكره وخاف أن تزول عنك النعمة .. وإن وجدت خلاف ذلك فاتهم
نفسك بالتقصير واعمل صالحا واجتهد مع الله وأصلح من لسانك وقلبك وصحح معاملتك مع من حولك ..
- حافظ على عبوديتك لله كوظيفة دائمة مع الله .. واتركه يدبر لك .. وأرح بالك .. فإن شاء أعطاك وإن شاء منعك .. سبحانه فهو عدل ..
- راجع في هذه الرسالة الجزء التاسع عشر - التحذير لسابع والعشرون تحت عنوان "ما منعه الله عنك حتى لا تلتفت أنت إليه وتنشغل به - لا تلتفت إلى ما أعطاه الله لغيرك - مفهوم الحجاب".
- حافظ على عبوديتك لله كوظيفة دائمة مع الله .. واتركه يدبر لك .. وأرح بالك .. فإن شاء أعطاك وإن شاء منعك .. سبحانه فهو عدل ..
- راجع في هذه الرسالة الجزء الحادي والثلاثون تحت عنوان: "كيف يكون الحجاب عن
العطاء هو نعمة العطاء".
- راجع في هذه الرسالة الجزء التاسع عشر - التحذير لسابع والعشرون تحت عنوان "ما منعه الله عنك حتى لا تلتفت أنت إليه وتنشغل به - لا تلتفت إلى ما أعطاه الله لغيرك - مفهوم الحجاب".
- أخي الحبيب ..
- كما بدأت الرسالة بتذكيرك انه لا حول ولا قوة إلا بالله .. فأقول لك في ختامها لا تنسى أنه لا حول ولا قوة إلا بالله .. في كل شيء .. ولا تعتقد في نفسك أنك تستطيع فعل شيء بدون قدرة الله .. ولذلك تعلق بمولاك .. وقل يارب .. ثم استقم بالعمل الصالح مع الله .. واطلب منه المعونة دائما أبدا .. وداوم على وظيفة العبودية بإخلاص .. حتى تكون من المتحققين بقوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) ..
- كما بدأت الرسالة بتذكيرك انه لا حول ولا قوة إلا بالله .. فأقول لك في ختامها لا تنسى أنه لا حول ولا قوة إلا بالله .. في كل شيء .. ولا تعتقد في نفسك أنك تستطيع فعل شيء بدون قدرة الله .. ولذلك تعلق بمولاك .. وقل يارب .. ثم استقم بالعمل الصالح مع الله .. واطلب منه المعونة دائما أبدا .. وداوم على وظيفة العبودية بإخلاص .. حتى تكون من المتحققين بقوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) ..
*******************************
..::
ختاما ::..
- أخي الحبيب ..
- هذا هو ختام
الرسالة التي طالما كنت أرجو كتابتها منذ عامين أو أكثر .. خاصة وقد كنت
أبحث عن مثلها في صغري ولم أجده في كتب المؤلفين في علم التزكية .. وسبحان الله
بعد ربع قرن .. يكرمني الله بأن أكتب ما لم أحسب أن أكون كاتبه في يوم من الأيام
.. كدليلا مرشدا لمن يسلك طريق الإيمان طلبا لله رب العالمين .. وقد ذكرت فيه ما
قد يصادفك في طريقك إلى الله ووضعت لك الضوابط والتحذيرات والتنبيهات والأحوال
التي قد تحدث لك ..
- وهذه الرسالة ..
ما هي إلا لمحات من حياتي .. وخلاصة عمري بين أيديكم حتى لا يخدعكم أحد في طلبك
لطريق الإيمان بالله وتزكية النفس .. وقد قمت بتحقيق كل آية وكل حديث في هذه
الرسالة .. ولم أترك معنى إلا وشرحته لك حتى لا تتوه أو يضللك فيه أحد .. ولكي لا
يفوتك من العلم شيئا ..
- وإن كنت أخطأت في شيء .. فما أبريء نفسي .. ولكن ربي غفور رحيم ودود ..
- الحمد لله الذي أعان على إكمال هذه الرسالة .. وأسأله سبحانه أن يجعل لها القبول في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين ..
- وإن كنت أخطأت في شيء .. فما أبريء نفسي .. ولكن ربي غفور رحيم ودود ..
- الحمد لله الذي أعان على إكمال هذه الرسالة .. وأسأله سبحانه أن يجعل لها القبول في كل زمان ومكان .. آمين يارب العالمين ..
- وأسأل الله العظيم أن يمدني
بكرامة منه وفضلا ويعينني على استكمال الرسائل التي لم تنتهي .. ويعينني
على إخراج كل الرسائل الذي رزقني الكتابة فيها ولكن لم يقدر لها الظهور حتى الآن
.. آمين يارب العالمين .
*****************************
-
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .. في كل زمان ومكان .. حتى ترث الأرض من وعليها ..
- اللهم لا
تؤمنا مكرك ، ولا تولنا غيرك ، ولا تنزع عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، ولا تجعلنا من
الغافلين ..
-
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
***************************
تم بحمد الله كتابة هذه الرسالة
***************************
- وكان
البدء فيها بحول الله وقوته بتاريخ -
19/سبتمبر/2019 – الموافق 20/محرم/1441
- وكان الإنتهاء منها بفضل الله بتاريخ -
17/يناير/2020 – الموافق 22/ جمادى الأول/1441
***************************
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
هذا الموضوع مصدره - مدونة الروحانيات فى الاسلام - ولا يحق لأحد نقل أي موضوع من مواضيع أو كتب أو رسائل المدونة .. إلا بإذن كتابي من صاحب المدونة - ا/ خالد أبوعوف .. ومن ينقل موضوع من المدونة أو جزء منه (من باب مشاركة الخير مع الآخرين) فعليه بالإشارة إلى مصدر الموضوع وكاتبه الحقيقي .. ولا يحق لأحد بالنسخ أو الطباعة إلا بإذن كتابي من الأستاذ / خالد أبوعوف .. صاحب الموضوعات ..
ما شاء الله .. لا قوة الا بالله
ردحذفكفيت ووفيت استاذنا الفاضل
وربي يقدرنا نوفيك حقك على تنويرك لنا الطريق .. فقد انقذتنا من مهالك مؤكدة كنا سنقع فيها لولا تداركتنا رحمة الله فوضعتنا في طريقك فله الحمد .. وسنبقى عاجزين عن الشكر مهما بلغ .. ونسأل الله ان يجزيك ما هو أهله .. آمين آمين آمين
جعل الله في قلبك نورا ، وفي لسانك نورا ، وفي سمعك نورا ، وفي بصرك نورا ، وعن يمينك نورا ، وعن يسارك نورا ، وفوقك نورا ، وتحتك نورا ، وأمامك نورا ، وخلفك نورا ، وأعظم لك نورا ، وزادك نورا .. آمين آمين آمين
اللهم صل على سيدنا محمد
النبي الأمي وعلى آله وسلم
آمين يارب العالمين
ردحذفيارب يارب يارب
( وأكتفي بهذا لك .. لأنه ليس الغرض من الرسالة هو الكلام عن الرابطة الروحية أو حتى مناقشة موضوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة )
ردحذف..
إيه يعني يامجد ؟!
يعني أن الأستاذ خالد بأذن الله العظيم
مستقبلا بيستمر بالكتابة عن :
( الرابطة الروحية / والرؤية باليقظة لسيدنا رسول الله )
يعني مازال هناك أسئلة بالموضوعين = مستقبلا بيتم التكلم عنها....
.والله أعلم.
الصلاة العظيمية لسيدي أحمد ابن إدريس
ردحذف= هذه الصلاة = أحبها جدا...
.......................
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيمِ الَّذِي مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيمِ وقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمِ وَعَلَى آلِ نَبِيِّ الله الْعَظِيمِ بِقَدْرِ عَظَمَةِ ذَاتِ الله الْعَظِيمِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِي عِلْمِ الله الْعَظِيمِ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله الْعَظِيمِ تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَا ذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِناً يَقَظَةً وَمَنَاماً وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالحمد لله علي نعمة الإسلام .. الحمد لله علي نعمة الإيمان.. الحمد لله علي نعمة سيدنا محمد ..الحمد لله علي نعمة من يساعدنا وينور لنا طريق الله حتي لا نضل ..
ردحذفجزاك الله عنا خير الجزاء ورزقك الله من فضلة الواسع ما لا تسعه العقول .. امين يارب العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وفقك الله استاذنا الفاضل ورزقنا الله وإياكما رويته صلى الله عليه وسلم
ردحذفجزاك الله خيرا استاذي الفاضل .
ردحذفكان لى سؤال استاذى فى رساله من الرسائل السابقه عن رؤيه سيدنا النبى يقظه و مناما و اخيرا الاجابه الشافيه الوافيه فعلا
ردحذف👍👍👍
و كنت قد نصحتنى استاذى دائما احترس من رؤيه اليقظه و استعين بالايه الكريمه " قل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا "
جزاك الله عنا ما هو اهله
صلوا على سيدنا النبى فهو من علمنا ما لم نكن نعلم
خير خلق الله كلهم ،، نور على نور يا سيدنا النبى
اللهم لا تحرمنا رؤيته لا صحوا و لا مناما و كل المسلمين اجمعين اللهم امين ،، امين ،، امين ،، امين
اللهم صل و سلم و بارك عليك يا سيدى و حبيبى يا رسول الله صلاه دائما مادامت السموات الارض صل الله عليه و سلم
ماشاء الله ولا حول ولاقوة الا بالله
ردحذفربنا ينور لك طريقك استاذي الفاضل كما نورت طريقي
ويزدك من فضله
بارك الله فيكم أستاذ
ردحذفاللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و صحبه وسلم.
تفسير الشيخ الشعراوى لكلمة "إذا بليتم فاستتروا"..
ردحذفالشعراوى بيقول إن أصل الحكاية متعلقة بأية
"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"
إن الصابرين دايما راضيين بقضاء ربنا سبحانه وتعالى و بيخافوا من إن الشكوى للناس تبدو وكأنها اعتراض على قضاء الله
أو اللسان يقع فيما ينقص ثواب الصبر الجميل !
فكانوا بيستتروا عند حصول البلاء حفاظا على
ثواب أجر الصبر الجميل..
وكان فيه قصة مشهورة لأحد الصحابة ،،
اللى كان بيمشى على طول أول ما الصلاة تخلص
و لما الرسول "صلى الله عليه وسلم" لاحظ ده
سأله ف عتاب رقيق يذيب الحجر قال له :
( أزهدً فينا ) ؟!
فكان رد الصحابى إن زوجته ف إنتظاره ف البيت عشان تصلى لأنهم معندهمش غير رداء واحد..!
رداء واحد هيديهولها تصلى فيه
يتبع ،،،
و لما الزوج وصل البيت زوجته سألته اتأخرت
حذفبعدد كذا تسبيحه !!!!
( ظبطه رجوعه على عدد تسبيحاتها بعد إقامة الصلاة )
فحكالها اللى حصل.. تفتكروا رد فعلها كان إيه ؟!
قالت له : أشكوت ربك لمحمد ؟!!!
ردها كان حاجة كدة فوق مستوى البشر والله..! :'))
"فا ربنا يجعلنا من الحامدين ف السراء والضراء
و لا يجعل مصيبتنا ف ديننا و لا يجعل الدنيا اكبر همنا
ولا مبلغ علمنا يا رب" 💔
اعجبتنى فنقلتها لكم ❤
اللهم صل على من علمنا ما لم نكن نعلم صلاه دائمه مباركه مادمت السموات و الارض عليه افضل الصلاه و السلام
❤❤❤❤❤❤❤
جميل يا مروه زادك للناس نفعا ♡
حذفكيف تعالج كسر الخاطر؟
ردحذففي بعض التجمعات العائلية قد تجد شخص سليط اللسان
يوجه كلام جارح
فكيف تحمي نفسك من أثر الكلمة الجارحة ؟
يقول صاحب الخاطرة :
عند سماعك قولاً مؤذياً أو جارحا من قريب أو بعيد...
يقع بالقلب ألم و يحدث في النفس خدوش،،!!!
فإذا سكت عنها وتجاوزت سُمي هذا [الحلم والعفو]
ولكن.!
كيف أتجنب هذا الألم ؟
والأهم كيف أحافظ على القلب من أذى تلك الكلمات الجارحة لكي لا تصيبك أمراض مثل :
الكراهية ، الغل ، الحسد أو مرض جسدي أو عصبي الخ...؟؟
يشير القرآن العظيم في ثلاث مواضع إلى هذه الوقاية
التي نبحث عنها :
يتبع ،،،
● قال الله عز وجل في نهاية سورة الحجر :
حذف﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ* فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ﴾
● و في أواخر سورة طه :
﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾
● و في أواخر سورة ق :
﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ الغُروبِ﴾
فلك أن تلاحظ الأمر بالتسبيح بعد كلمة ( يقولون ) فوراً...
أي عند سماع الكلام المؤذي...
فسلامة القلب أمر مهم،
وكأن *التسبيح* يقي القلب من أي أذى يسببه الكلام الجارح وليس وقاية فحسب، بل يورثك رضا تشعر به يستقر في قلبك....
إن تطبيق مثل هذه الآيات في *حياتنا اليومية* يقي قلوبنا ويشفي صدورنا بل وأثره أسرع مما نظن....
جعلنا الله وإياكم من المسبحين آناء الليل وأطراف النهار
❤❤❤❤
صلوا على من علمنا ما لم نكن نعلم صلاه دائمه مادامت السموات و الارض عليه افضل الصلاه و السلام ❤❤❤
تقريبا كل الدعوات فى القرآن الكريم ❣❣
ردحذف.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127 - البقرة)
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
(201 - البقرة)
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
(250 - البقرة)
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286 - البقرة)
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8-آل عمران)
رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
(9 – آل عمران)
رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16 – آل عمران)
.
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
(53 – آل عمران)
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147 – آل عمران)
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191 – آل عمران)
رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
(192 – آل عمران)
يتبع ،،
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193 – آل عمران)
حذف.
رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194 – آل عمران)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75 - النساء)
رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83 - المائدة)
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ
(23 - الأعراف)
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47 - الأعراف)
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ
(89 - الأعراف)
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126 - الأعراف)
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (85/86 - يونس)
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38 - إبراهيم)
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40 - إبراهيم)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41 - إبراهيم)
.
رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10 - الكهف)
يتبع ،،
رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109 - المؤمنون)
حذفربنا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65 - الفرقان)
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
(74 الفرقان)
رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7 - غافر)
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (8/9 - غافر)
رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12 - الدخان)
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10 - الحشر)
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4 - الممتحنة)
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5 - الممتحنة)
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8 - التحريم)
يتبع ،،،
السلام عليكم ورحمة الله، عندي سؤال حول حكم قراءة سورة معينة بعدد معين ثم القول بعد ذلك اللهم بحق هذه السورة الشريفة أرني ماهية إصابتي. انتشرت فيديوهات بقناة اليوتوب لشاب مصري ( لا داعي لذكر اسم القناة)يقول أنه ابن العارفين وينشر فيديوهات للكشف باسرار القران الكريم. هل يجوز عمل كشف بسورة ؟
ردحذف- أختنا الفاضلة سماح ..
حذف- لا مانع من التوسل بكلام الله .. وان تقولي بعد قراءة أي سورة .. (اللهم بحق ما قرأت .....) "طالما بتطلبي أمر مشروع" ..
- لكن لا تقرئي القرآن إلا تعبدا لله أي تقربا إلى الله .. وليس على سبيل التجربة .. كإنك بتقولي: (هقرأها وأشوف هل هتنفع ولا أجرب حاجة تانية) ..!!!
- والقراءة بالعدد تكون على سبيل التذلل والإلحاح في الطلب من الله .. وليس لأن في العدد سر ..!!
**************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
نور الله قلبك بالحق أختنا سماح ورزقك له اتباعا .. وأهلا بك في مدونتنا ويسعدنا تواصلك ومشاركتنا في التعليقات ..
حذفواحب ان أطلعك على مواضيع أستاذنا الفاضل التالية .. لها صلة باستفسارك .. أسأل الله ان يزيدك بها نورا ومعرفة .. وينفعك بها وتنفعي بها غيرك .. آمين
الكشف والاستخبار والاستخارة بالقرآن والسنة
التوسل باسم الله الخبير لمعرفة احوال الغائبين
أكذوبة خدام القرآن والآيات والسور والحروف
هذا .. والله أعلم
والله الذى لا اله إلا هو انك نعمه من الله لنا استاذنا الجليل ربى بارك لنا فيه
ردحذفا خالد السلام عليكم ورحمة لله وبركاته كان حصلى كما يقال نوع من انواع المس ولله الحمد والفضل اتعالجت ولكن بعدها صبحت احس بوجودهم والصداع بقى ملازمنى بعدها عرفت انى مفتوحة على عالمهم وان الفترة دى تسمى استدراج بالاحسان ولكن تداخلت مفاهيم كتير جدا لانى للاسف مكنتش بصلى وكنت بقرى الاوراد والاذكار بجهل وعرفت بعدين ان ده غلط على اعتقاد انه هيزودنى وابقى اقوى وااساعد الناس او كما يقال بقينا من اولياء الله استغفر الله ولله الحمد المعالج صححلى مفاهيمى جزاه الله عنى كل الخير ولكن مازالات الخيالات ملاحقنى او فيما يعرف بالصهللة وبعدها اختفت حتى المعالج قرر يعملى بلوك والله ما حصل اى غلط منى انا بحكى لانى فى فترة ضلال وتايهة جدا خدت فترة بصلى حرفيا بقلبى وبحس بيها والاذكار ولك ان تتخيل كم الخيالات او الصهللة كما يقول كان جزء صحيح وجزء خيال انا مبدورش عليها انا تايهة صهللتى وخيالى وافكارى زادوا انما دلوقتى فى اكتئاب شديد وبكى بصلى بس البكى والحزن انى عمر ربنا ما هيغفرلى اللى حصل ملازمنى بالله بخبرتك ارجو مساعدتك والله وبالله لا تعلق بالمعالج ولا غيره كان للاسف الامل الوحيد ليا انى متوهش تانى وراح املى فى ربنا كبير بس انا حرفيا شيطانة صدقت ماربنا هدانى ولكن نفسى امارة بالسوء ازاى الحق نفسى وارجع قلبى من ظلمته
ردحذفتفاءلي خيرا اختي رحاب واستبشري .. فرحمة الله واسعة فلا تضيقي على نفسك .. وكما بشرنا صلى الله عليه وسلم " لمَّا قضى اللَّهُ الخلقَ كَتبَ في كتابِهِ فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ إنَّ رَحمتي سبقَت غضَبي " " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ..
حذفوالله تعالى يقول : (۞ قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ)[سورة الزمر 53] .. ويقول : (وَهُوَ ٱلَّذِی یَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَیَعۡفُوا۟ عَنِ ٱلسَّیِّـَٔاتِ وَیَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ)[سورة الشورى 25] .. فلا يأس ولا قنوط امام رحمات الله هذه ..
وما تأتيكي من وساوس او خواطر بأن الله لا يقبل توبتك فهي من الشيطان او النفس لتقعدي عن العمل مع الله وتتوقفي عن الذكر والعبادة .. فتعوذي كثيرا كلما خطرت تلك الخواطر .. وواجهيها بقراءة آيات التوبة بتصديق ويقين فيذهب عنك ما تجدينه بإذن الله .. واستعيني على الثبات بالاستغفار والدعاء الى الله في السجود ..
ولتزدادي يقينا برحمة الله 👇🏻
اقرأي الجزء7 و الجزء 9 /
قسم رسائل الطريق الى الله .
ثبتك الله على الحق .. وبإذن الله استاذنا الفاضل يرشدك اكثر فيما يخص حالتك الروحانية ..
هذا .. والله أعلم
بالله لو حضرتك من ضمن المسؤلين او ليكى تواصل معاه خليه يفهمنى طبيعة اللى بيحصل لانى اتلبست مرتبين بعدما ما اتعالجت المرة الاولى المعالج رفض يقولى انى اتلبست وسمعت فى اليوم ده انى اقرى البقرة احنا فى حرب وبمجرد ما قريتها تعبت جدا ومقدرتش اكملها وقعدت اقاوم بانى اقول لاحول ولاقوة الا بالله بعد كل اية واردد وبمجرد ما قدرت اخلصها كل اعراض الانهاك الخاصة باول مرة رجعت ومقدرتش اقف ولا اخد نفسى والمرة التانية يقال انه منه ابليس بالله انا بدات اشك فى قوايا العقلية حرفيا كل مرة بتعالج بكون شايفة وحاسة سامعة وواعية بكل اللى بيحصل لو كل اللى بشوفه او بسمعه هو وساوس اوصهلللة او بدايات هلاوس مرضية نفسية ارجو من حضرتك تدلنى قبل ما افقد قواى العقلية انا كنت بشوف سحرة الفهم نعمة من عند ربنا فهى علاجى قبل ما اتجن او يجيلى مرض نفسى
حذفولما كنت بقرا البقرة فى اليوم اللى تعبت فيه انا حسيت بناس بتدخل فيا وتتخانق شفتنى بقتلنى للدرجادى حالتى المرضية فى الهلوسة زادت ا مرضى النفسى زاد
حذفاختنا الفاضلة رحمة:
حذفاستمعي لرقية المعوذتين مرتين متتاليتين .. بسماعات الموبايل .. واخبرينا بما شعرتي مع السماع ..
*********************
هل قرأتي القرآن بنية طلب خدام آيات أو سور ؟
هل مارستي أنواع من العلاج بالطاقة كاليوجا وما شابه ذلك ؟
هل قراتي عزائم روحانية ؟
*********************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
انا بقرا قراءن وبقول أذكار الصلاة دوما بس اول مرة بعد العلاج استوقفتني لأنهم كانوا بيقولوا كاملة أثناء علاجى فاستغربت ايه المشكاة وخلافه فاية الله نور السماوات والأرض الآية كاملة بصراحة علقت معايا قوى ولما دورت على تفسيرها وفهمتها حبيتها كانت أول مرة فى حياتى اسمعها وافتكرتها تعويذة وقعدت اقراها بجهل كتير عشان افهما بس للاسف دخلت على موقع ضلنى وانا اصلا غافلة جدا وبعيدة عن الدين كنت للاسف حتى القراءن فقعدت اذكرها وبعدها وقفت خالص الحمدلله بعد المعالج فهمنى جهلى وغلط اللى كنت بعمله ربنا يجازيه خير عنى بس لا معرفش الحمدلله يعنى عزائم روحية إنما فيه دعاء لأية النور لقيته عالنت فكنت بقوله بنية ربنا يفتح عليا فى العلم وققفت قولته كام يوم ولما قعدت مع المعالج فهمنى كل غلطاتى وازاى اصلا انا اللى يسمح أنهم يلبسونى بس لا مافيش علاج بالطاقة ولا اليوجا كل الحكاية انى بحب اسرح فى المعانى والايات عشان افهمها والنية الفهم والله ربنا تاب عليا وبقيت احب افهم حتى اسماء الله الحسنى لما بقولها يفتكر ازاى واجيب مواقف فى دماغى ولما بقول سبحان الله لما بكون فائقة بقولها وبفتكر مواقف زى يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من الحى واقعد اقول سبحان الله الحمدلله بقولها وبفتكر كل النعم واقول الحمدلله وخلافه من هذا القبيل بس وعرفت أن ربنا ابتلانى للاسف فى فتور فى العبادة زى التاخير فى الصلاة الكسل الذكر بيبقاله طعم بس حاسة أن مهما عملت انا مقصرة فى حق ربنا
حذفبعتذر يا فندم الكومنت اللى فوق خاص بيا بس لخبطة وكتبت بايميل مش مسجل بس كل هدفى حاليا حقيقى انى ازاى ارفع بلاء الفتور فى العبادة من بدايته وازاى اكفر عن اللى حصل وانا لما بقرا القراءن بحب اردد الايات ولما بسمعها من شيخ بقراءه حسنة بحبها جدا زى اية وعنده مفاتيح الغيب دى بحبها قوى وبحب اتدبر معناها حقيقى هى واية الله نور بحب ارددهم بنية تانية خالص انى ابقى بهم ربنا يرجعنى من ظلمتى وغفلتى فهل فى طريقة حتى الاغانى نفرت عنها بس انتكست وبسمع القراءن بالهاند فريه بل برتاح بيه ولله الحمد والاذكار بتريحينى ولله الحمد نفسيا هل فيه حل لده كله وعذرا للاطالة
حذفبصي يارحاب ..
حذفلو مشكلتك هي وجود فتور في العبادة .. فهذا لأنك تبحثين عن ثمرة العبادة ولا تبحثين عن الله ..!!
فالذي يريد الله .. يعمل مع الله .. ولو بالقليل .. وسيجد كرامة الله في قلبه ..
- وحالتك ممكن يكون حلا في سجدة واحدة .. وتستغفري فيها الله كثيرا .. وهتلاقي نفسك رجعتي لنشاطك تاني .. !!
- لكن المشكلة ليست في النشاط والفتور .. وإنما في الشيء الذي يسبب الفتور .. وهو غالبا إما ذنوب في حق العباد .. وإما طمع في ظهور كرامة من العبادة وليس طمعا في عبادة المعبود على وجه الحقيقة ..!!
- اقرئي أجزاء رسالة التعريف .. حتى تتعلمي كيف يكون الطريق إلى الله .. وما هي الصعوبات التي تقابلك .. وستجدي حالتك فيها .. وبقدر إخلاصك يكن خلاصك ..
**************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
للاسف ده كله عن جهل كنت بعمله يافندم انا لا افقه فى الدين سواء الفاتحة والمعوذتين للاسف فكل ما بشوف جاجة بجرى ادور عليها وافهممها واحاول انى استشعر معانيها وعظمة ربنا فيها ليس الا علشان اخشغ فى عبادتى لا طمعا فى كرامة استغفر الله ولا غيره ده اللى اقصده طمعا انى ابقى مسلمة على وجه الحق وانى اخشع فى عباداتى ليس الا
حذفأختي الفاضلة رحاب ..
حذفأرغب في التواصل معك على الهانج أوت أو الإيميل إذا أذنتِ لي
إيميلي :
hala83846@gmail.com
تحياتي لكِ
**********************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله وسلم
يارب صلى وسلم على حبيبك سيدنا محمد النبى الامى وعلى آله وصحبه والتابعين اللهم انى اشهدك واشهد حملة عرشك وملاءكتك وجميع خلقك انى ابرء من حولى وقوتى الى حولك وقوتك لاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم امدك الله استاذى وايدك ونصرك واعزك ياااارب
ردحذفالسلام عليكم
ردحذفموقف قديم,
مرة كنت في بيت جدي وكان عمري وقتها حوالي ثمان سنوات. كان وجهي سريع الاصفرار , المهم خالي قرر يرقي لي فجاء بصديق له . نمت في ذلك اليوم , وفي صباح اليوم التالي , ظهرت بقعة بنية على ركبتي اليسار اقرب ماتكون لشكل عين . فاخبر الراقي خالي بان تقوم امي برقيتي كل صباح قبل الذهاب للمدرسة , وهذا ماكانت تفعله امي , كانت تقرا اعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
موقف فارق,
لقد اصبت استاذ مرتين . مرة عندما قلت ان لا اتحدث في شخص. ومرة حينما قلت ان الانسان النكدي ابتلاء.
المهم . انا بعد ذلك التغيير وبكائي الشديد , بعدها تجاهلت الامر وهممت بمزاولة حياتي بشكل عادي. اتذكر انني حفظت سورة الرحمان واهديتها لله, كنت في الثانوية , وهذا ما فكرت به, ودعوت الله ان يعيد لي نفسي. مر الوقت و يبدو انه كان للامر مخلفات لم الحظها وقتها بل امي من لاحظت , اصبحت عصبية جدا جدا , كثيرة النوم والسرحان في اي مكان. وكنت اخبر امي بانني لا اتخيل نفسي في قرارة نفسي الا عاملة نظافة , عدا الخيالات في المنزل الجديد وكان الهدف اخافتي. مرة كنت في البلكونة في الليل واحسست بشيء من خلفي وكان قصيرا اتى مسرعا وعندما التفت اختفى, وقتها نطيت نطة واستعذت بالله . في تلك الفترة , كل ما كنت اشعر به هو الخوف , خوف شديد ملازم لي يمنعني من ان تكون حياتي طبيعية. كان وجهي يتعرق كثيييرا وعند ابسط حركة وقد لاحظ هذا احد الاطباء عندما طلب مني الجلوس في مكان الفحص لقياس الضغط وسالني وقتها لم وجهك يتصبب ثم قمت بتحليلات وكانت عادية. بعدها فكروا باحضار راقي وحصل ماسردت مسبقا. ثم مضت ثلاث سنوات تائهة وكنت اتحدى نفسي كل عام بانني ساتغير, لكن ما كنت اشعر به بالحرف الواحد هو انني بلا نفس.
اول ما فكرت به لم يكن عالم الروحانيات رغم المضايقات وامور اتحفظ عن ذكرها هنا والتي كنت اتجاهلها. بل فكرت بالتنمية البشرية , استمعت للكثير الكثير , وقرات الكثير الكثير.عن الجذب عن المقاومة وعن فائض الاحتمال وعن استجابة الكون والذكاء الاسمى ... لكن ماحز في نفسي يوما وجعلني اترك كل هذا وهو ما لم يحدث الا مؤخرا . هو الاتي. كنت اريد مشاركة امي ما اتعلمه , وكانت في كل مرة يفحمني ردها. بقدر ماهو بسيط بقدر ما يؤدي نفس غرض الفلسفة التي كنت اسردها . وقتها فكرت , مالذي تملكه امي ولا املكه , وكان الجواب , الايمان. امي تدعو الله بيقين ولا تسأل الا الله. وقتها فكرت ولم اجد افضل من القران. اضافة الى ان هذه المفاهيم تسحبك بعيدا من حيث لا تشعر .
عندما كنت اخبر امي عن المضايقات كانت تطلب مني تجاهل الامر. ولتقنعني حكت لي ماحدث معها وذلك لاول مرة. اخبرتني انها ايضا رات في منامها في بيتنا الاول شيخا قصيرجدا ابيض البشرة ذو لحية بيضاء وملابس متدلية يوقظها وقت صلاة الفجر , ومرة سمعت صوته يقول لها انهضي يا فلانة ستحضرين الشاي اللهم بارك اللهم بارك . وانه مرة اخبرها ان لا تخاف و اصطحبها الى باب البيت وعندما فتحت الباب رات مجموعة كبيرة من الناس اخبرها انهم اولاده واحفاده. واخبرتني انها تتعرض للجاثوم اذا ما نامت في صالة البيت لذلك كانت تكرهه. وكيف انها فقط تتجاهل مثل هذه الامور.
المهم,
حذفاول ما وقع بين يدي كان , وذلك في وقت التوهان , كانت سلسلة شرح الحكم العطائية للبوطي, يالله جميل ممتاز , لكن وقتها كان هناك شرخ بين ما اسمع وبين ما يعتقد قلبي عمليا.ايضا مقالات من موقع الاستاذ النابلسي .اما في وقت قرار التغيير , فكان حزب الامام النووي , والذي يختتم ب خبات نفسي في خزان بسم الله ..الى اخره. وقتها , اتخذت خطوات أعلم انها من توفيق الله ولم تكن لتصدر مني , وترتب عليها امور انجتني من مكر خفي.
فتحت بعدها اليوتيوب , وجدت شخص يقول بان نرقي انفسنا عبر الاستماع لاية الكرسي مكررة نصف ساعة , وذلك بان تستمع باذن والاذن الاخرى تسمع بها صوتك وانت تقرأ مع التسجيل. وقتها تثاءبت كثيرا وعيوني تدمع كانني ابكي. فقررت الكشف عن نفسي . بحثت مرة اخرى على اليوتيوب . وجدت شخص يدعي امكانية الكشف بسورة الدخان . قراتها ونمت , فحلمت بخالتي وهي تقول لن أسلم عليها لن اسلم عليها. لم افهم شيئا. مرت الايام , اتصلت بها في العيد , ورفضت الحديث الي وادعت انشغالها. المهم ضحكت من الامر وعرفت ان هذا تفسير ما رأيت. رجعت للقناة ابحث عن امر اخر , وجدت انه يدعي الشفاء برسم دائرة وتكتب داخلها اسمك واسم امك وعلى محيطها ايات الشفاء . اقفلت الفيديو والغيت الاشتراك فورا . وهذا كان اول فيديو له يطلب هذا الامر . ولست افهم كيف يدعي نجاح هذه الامور وكيف لا يزال الناس يتابعونه.
فكرت مع نفسي , وخلصت الى انني مخلوق والعالم الخر مخلوق , انا في بعد وهم في بعد , فاذا ما رأيت شيئا ساواجهه واقول ربي وربكم الله , اعوذ بالله
ثم فكرت ان يكون لي ورد ذكر. وجدت من يقول اقرا اية الكرسي 313 مرة وان العدد تيمنا بعدد اهل بدر. فعلت هذا , وبعد مدة تظهر علي علامات الانزعاج المختلفة.
ثم في يوم ما مسكت سجادة الصلاة وقررت صلاة ركعتين كما اخبرت مسبقا , وحصل ما أخبت به مسبقا.
اذا الامر لا ينجلي , الا عند اطالة مدة الذكر , وليس من مجرد بدء القراءة. والا فانا اقرا يوميا المعوذتين ثلاث مرات واية الكرسي.
اما عن سؤالك , حال وقوع الابتلاء , هل يتوقف الانسان عن الذكر. اجابتي هي نعم . واقصد الذكر المطول. لانه لا اعتقد ان احدا يحب ان يرى نفسه على تلك الحال ناهيك عن جهله بكيفية التصرف.
قررت بعدها ان اكتب على جوجل , الروحانيات في الاسلام , وقصدت بذلك هل جاء في الاسلام شيء عن هذه الاحوال. ففوجئت بمدونة تحمل هذا الاسم.وكنت جد سعيدة بما تحتويه لانها تتبع منهج البحث والعلم .
احس مرات انني اتعمد تضييع الذي بين يدي لكنه لا يصدر مني رد فعل, احس باكتئاب احيانا و احيانا وبلا مقدمات احس بعصبية وفي كثير من المرات تجاه امي . لقد طبعت حزب الامان , حزب الاستغفار , الحزب الكبير والصغير و حزب المدد , لكن لم استعمل ايا منها .
وبعد القراءت الكثيرة ..
حذفمتى ستعملين مع الله يا هدى .. ؟!! أم لازلتي تبحثين ؟!!
نصيحة: لا تضيعي عمرك في الأمور الروحانية .. ولكن اجتهدي مع الله أن تكوني كما أراد منك
******************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
أضحك الله سنك يا استاذ
حذفلن ابحث في الامور الروحانية من بعد هذا المنبر باذن الله
الحمد لله هذا مكان علم فلا مانع من البحث فيه والله يقول فاعلم انه لا اله الا الله , يعني القصة قصة علم على اعتبار انني سنوات ابتدائي في الايمان الحقيقي
شكرا جزيلا
اختي الفاضلة هدي ..
حذفهل يمكنك التواصل معي من خلال الإيميل او الهانج اوت ؟
إيميلي : hala83846@gmail.com
************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الامي و على آله و سلم
أزال المؤلف هذا التعليق.
حذفتم 🌹
حذفختامها مسك. طيب وعنبر. جزاك الله خيرا على هذا العطر الزكي. تقبلها الله منك وجعل لها القبول في الارض السماء
ردحذف🌹🌹اسماء الله الحسني🌹
ردحذفلا يحلا الكلام إلا بالصلاة على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
الحسيب
(الحلقة السادسة عشر)
🕋🕋 الحسيـب🕋🕋
🌹ورود الاسم في القرآن الكريم:
هذا الاسم ورد في القرآن الكريم في قول الله تعالى: { وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً} [النساء : 6] } وقوله تعالى في سورة الأحزاب: { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [الأحزاب : 39 ] وقول الله تعالى " أيضا في سورة النساء: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }[النساء : 86]
وقوله تعالى :{ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }[الأنعام : 62] وقوله تعالى:{ َنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }[الأنبياء : 47]
🌹من معاني الاسم في حق الله تعالى :
أنه يحاسب العبد على خفايا نواياه وعلى أعماله الظاهرة
قال أبو عبيدة {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }[النساء : 86] أي كافيا مقتدرا.
وقال ابن جرير: {وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً} أى كفى بالله كافيا من الشهود الذين يُشهدهم، أى جاء أيضا بمعنى الكفاية.
وقال في قوله تعالى { وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً}: أي وكفاك يامحمد بالله حافظا لأعمال خلقه ومحاسبا لهم عليها
إذا أول معنى: الكفاية والاقتدار
والمعنى الثاني: وهذا الذي اختاره ابن جرير الطبري أن حسيبا أي حفيظا يعني بذلك أن الله كان على كل شيء مما تعملون أيها الناس من الأعمال من طاعة أو معصية حفيظا عليكم حتى يجازيكم بها جزاؤه
يقول الخطابي: الحسيب هو المكافيء وقيل :الحسيب أي المُحاسب ومنه قول الله تعالى : {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء : 14] أي محاسبا.
حذفïالحليمي ذكر معنى آخر فقال: "الحسيب المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب". سبحانه حسيب من غير أن يحسب. أي أنك لكي تعرف كم ذرة رمل في جبل فهذا أمر يعجز عنه البشر! اللهم إلا إذا وجدت تقنيات عالية تصنع مثل هذا الأمر، لكن إن صنعته ستصنعه عن حساب كالحاسوب أو غيره، أما الله عزّ وجلّ فيحسب دون حاجة إلى حساب، الله سبحانه وتعالى يدرك هذه الأجزاء ومقاديرها، هذا جبل الحسنات وهذا جبل السيئات لا يحتاج إلى أن يحسب أو يجند ملائكته لكي يحسبون، الله سبحانه وتعالى يدرك الأجزاء والمقادير التي يعلمها العباد بالحساب من غير أن يحسب.
ïويقول الشيخ السعدي رحمه الله: "المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها"
فيتلخّص لنا من ذلك :أن اسم الله تعالى الحسيب يدور حول معاني :
أولها: الكافي
الثاني: الحفيظ
الثالث: المحاسب. كل هذا في طيّات معاني هذا الاسم الشريف.
ذكروا أيضا بعض المعاني الأخرى قالوا : أن الحسيب بمعنى السيّد الذي عليه الاعتماد وعلى هذا فليس في الوجود حسيب سواه، فقد تعتمد على إنسان يحبّك لكنه ضعيف لا يستطيع أن ينجّيك مما أنت فيه وقد تعتمد على إنسان قوي ولكنه لا يحبّك وقد تعتمد على إنسان قوي ويحبك ولكن لاتصل إليه.
أما الله فهو قريب ودود قادر فيجعله هذا سبحانه وتعالى محل الإعتماد، هو لطيف بعباده يلطف بهم ويعطيهم ما يريدون على وفق حكمته سبحانه وتعالى،قال تعالى:{ِإن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ: }[فاطر 14]، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم لأنهم ضعفاء ولو سمعوا مااستجابوا لكم لأنهم عجزة لايستطيعون أن يقدروا على كل شيئ فمن اعتمد على غير الله ضلّ ومن اعتمد على غير الله ذُلّ ومن اعتمد على ماله افتقر ومن اعتمد على عزّ الإنسان خُذل، فاللهمّ إنا نعوذ بك أن نَذلَّ أو نُذل أونضلّ أو نُضلّ أو نجهل أو يُجهل علينا،
ïقيل كذلك إن الحسيب هو الكريم العظيم المجيد الذي له علو الشأن ومعاني الكمال.
ï وقيل : الحسيب جل شأنه هو الذي يحصي أعداد المخلوقات وهيئاتها وما يميزها ويضبط مقاديرها وأحصى أعمال المكلفين في مختلف الدواوين فأحصى أرزاقهم وأسبابهم وأفعالهم ومآلهم ثم كيف يكون حالهم بعد الموت وعند الحساب يوم يقوم الأشهاد فيجازيهم سبحانه وتعالى على حسناتهم وسيئاتهم وحسابه واقع لامحالة لايشغله حساب واحد عن الآخر كما لايشغله سمع عن سمع .
في ضوء هذه المعاني التي تقدمت سنتدبر الآيات التي ذكر فيها اسم الله الحسيب:
قال تعالى :{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً }[النساء : 86]، فمفهوم السياق في الآيات يتكلم عن بذل السلام وعن أدب السلام، إما أن تحييه بنفس هذه التحية أو تأتي له بالأفضل، فإذا مثلا قال : السلام عليكم، قلت :وعليكم السلام ورحمة الله فزدته، أو إذا أبلغ فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قلت : كذلك قلت وعليكم،
حذفولكن ما الارتباط -في ضوء هذه المعاني- بين إفشاء السلام وتذييل الآية باسم الله الحسيب؟
أولا: يدل ذلك ذكر الله لمسألة السلام في القرآن في آية تتلى إلى يوم القيامة على أهمية هذه العبادة بين المسلمين وأنها من أعظم القربات عند الله عزوجل.
فالنبيّ صلّ الله عليه وسلم حين دخل المدينة كان أول مرسوم وأول قرار له " يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام " وإفشاء السلام منك يجب أن يشمل الناس جميعا..كل المسلمين، حتى لمن تحمل في قلبك تجاهه عداوة أو بغض..فالله يذكرك أنه حسيب، فإن ألقيت علي مسلم السلام وأنت بداخلك فتور أو اعراض عنه، أو لو أفشيت السلام بغرض مصلحة لديك عنده، فالله يقول لك انتبه إلى نيتك حتى يؤتي العمل ثمرته من الألفة والمودة.
فبذل السلام جُعل سببا عظيما "للتواد بين البشر" قال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على شيئ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" وهذه مسألة بناء مجتمع وبناء أمة. وبناء هذه الأمة يجب أن يكون على روابط وثيقة فإذا كان النبي صلّ الله عليه وسلم يجعل المفتاح في هذا الأمر اليسير جدا في بذل السلام وتنزل آية منزلة من قبل الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر اليسير تتلى إلى يوم القيامة إذاً فالأمر كبير. فكان ذكر اسم الله الحسيب تذكرة لك أنه سبحانه وتعالى يعلم بواطنك ومتى تفشي السلام عن بغض أو عن مصلحة وسيحاسبك على ذلك فأصلح نيّتك وألقي السلام وابذله وأنت لا تريد إلا رضا رب العالمين. فإذا حسُنت نيتك في مثل ذلك سيجازيك الله عز وجل عن هذا أضعاف ما تتصور وسيعود ذلك بالنفع العميم على المجتمع الإسلامي كله.
وانتبه إلى جرم قد يفعله الكثيرون وهم غافلون: أنه حين تقع خصومة بين اثنين ثم يهاتف أحدهما الآخر بادئا بالسلام وإصلاح ذات البين ..فيرده الآخر ويغلق الهاتف في وجهه ويرفض مصالحته..سيحاسب عن هذا حسابا مريرا إذ أفسد ذات البين التي سعى صاحبه لإصلاحها، يقول النبي صل الله عليه وسلم يقول: "ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة و الصيام و الصدقة ؟ - وهذه أعظم أعمال الإسلام -قالوا : بلى يا رسول الله . قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة . لا أقول : إنها تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " (صححه الألباني)
لذلك يحث الله عزوجل مثل هذا بتذكيره بـ "الحسيب" أنه سيحاسبك، سيحفظ عليك ذلك الموقف وسيجازيك به حين تعرض عنه ثم تقبل عليه تناديه يارب فيعرض عنك ولا يقبل عذرك. من هنا تأتي خطورة اسم الله الحسيب.
🌹حظ المؤمن من اسم الله "الحسيب"
*لا مفر من حساب الله:
الله لا يشغله حساب أحد عن أحد، فأنت حينما كنت تلميذا تنتظر حساب معلمك لك وتصغى بأذنك لصوته وهو ينادي أسماء من حولك، تقول في نفسك لعل الوقت ينتهى وأنجو من هذه المواجهه، لعله ينشغل مع تلميذ قبلي، وتظل تحدث نفسك وتنظر في الوقت منتظرا الجرس، وهكذا إلى أن يصل دورك أو أن تنجو..
الله سبحانه وتعالى لا يشغله حساب أحد عن أحد ولن يكون هناك دور تنتظر فيه ولن يكون هناك مفر من هذا الحساب، الكل سيحاسب وبدقة شديدة عن كل صغيرة وكبيرة، قال جلّ في علاه :{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [غافر : 17] وهو أسرع الحاسبين سبحانه وتعالى.
حذف* أن الحسيب معناه الكافي انظر إلى هذا الدعاء الجميل الذي نردده كثيرا لكن نحتاج أن نستشعره بقلوبنا، في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-حين ألقي في النار وقالها محمّد -صل الله عليه وسلم - حين قالوا{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } ( آل عمران173)" (صحيح البخاري)
ما أحبّ هذا الدعاء إلى القلوب "حسبنا الله" تشعر بها بالسكينة على قلبك، الله يكفيني، يكفي قلبي فلا أقلق ولا أنزعج ولا أرتاب ولا تصيبني من جرّاء الخوف أي إساءة ولا أي إشكال كيف وقد أنزل ربي سبحانه وتعالى على قلبي برد الرضا فصرت ساكناً هادئاً مرتاحاً.
كل هذا حين تقول : "حسبي الله" فيكفيك..قد تبتلى ولكن هذا البلاء لا يؤثر على نفسيتك فلا تشعر به بلاءا وقد قلت هذا كثيراً، وقد يحدث العكس فالبعض يُبتلى فيعيش في البلاء دون أن يمسّه البلاء، يكون دائما خائفا، تحدّثه نفسه: سوف يحدث كذا، سأفقد فلانا، سأخسر صفقة، سأتعرض لحادث..فتصيبه الأمراض النفسية والقلق والإكتئاب والمشاكل من دون أن يمسه شيء، أو يحدث له أي مشكلة.
إنما المؤمن موقفه حيال هذه الإبتلاءات { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فزادهم إيمانا} فلم يقعوا في شراك شرك الخوف بل اعتمدوا على ربهم ، السيّد الذي لا يعتمد إلا عليه سبحانه ..{ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }، فكان هذا الرزق العميم {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ } وجاءت "فضل" نكرة في سياق الاثبات على اعتبار أن تكون مطلقة. وكان يمكن أن يقول فانقبلوا "بنعمة وفضل" لكن أضاف من الله لكي يشعر قيمة هذه النعمة، فهى نعمة خاصة جدا مميزة جدا { بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ } أي كل سوء، سواء كان هذا السوء مشاكل نفسية سواء كانت ابتلاءات تصيبه بأذى في جسده أو بأذى في نفسيته أو في أهله في ماله، لم يقربه أدنى شئ {لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم } فرضى عنهم ربهم فأرضاهم ولا شك هذا هو الفوز العظيم
إذاً فمن حظ المؤمن أن يستشعر أن الله الحسيب هو الذي يكفيه لا غنىً له عنه بل لا يتصور العبد حياته دون ربه، فيديم اتصاله به ويديم افتقاره له ويتجسد ذلك في دوام الدعاء.
فتجد دائما العبد المنيب إلى ربه دائم الاتصال بربه وكلمة يارب هذه لا تخلو منها ساعة من وقته " يارب" دائماً يارب اغفر لي يارب تب عليّ يارب استرني يارب يارب ليس لي سواك.. يارب يارب.. يتصل بالله سبحانه وتعالى.
ويشير العلماء هنا إلى معنى دقيق من معانى الكفاية:
فيقولون هل احتياج الإنسان لملاذ الحياة يقدح في شعوره بكفاية الله له؟
فأنت إذا احتجت إلى طعام وشراب وإلى شمس وإلى أرض وإلى مسكن وإلى زوجة وسعيت في تحصيل ذلك هل هذا يقدح في فهمك بأن الله هو كافيك؟
فقالوا: الكفاية حصلت بهذه الأسباب لكن الله وحده المتفرد بخلقها للعبد فهذا لا يُسمى في الاعتبار إنشغالاً عن الله إلا إذا كان هذا قاطعاً عن الله، يعنى العبد إذا خرج من بيته ليعمل متوكلا على الله سائلا منه الرزق والفتح موقن بأن الله هو الفتاح الرزاق يختلف عن عبد آخر خرج مشغولا بالأسباب ناسيا للاستعانة معتمدا على عقله وحوله وقوته ومهارته فيأبى الله عزّ وجل إلا أن ينقض عزيمته ولا يحصل مراده، بل وقد يُفتن. إذاً فمتى استعان فلا قدح في سعيه إلا أن يتعلّق بالأسباب دون مسببها.
حذف* " حسبنا الله ونعم الوكيل " ما حقها منك؟:
انظر إلى قول الله تعالى لنبيه:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }[الأنفال : 64]
لو تصورت الآن بخيالك وقع هذا الكلام على قلب النبيّ صلّ الله عليه وسلم وأصحابه !! ، تخيل لو أنك في مشكلة كبيرة تسبب لك خوف وقلق بالغ ثم تجد إنسان له منزلة كبيرة يأتي بجانبك ويربت على كتفك ويقول لك : لا تخف أنا معك، أنت في حمايتي أنت في ضماني ..كيف يكون أثرها وقد ضاقت عليك الدنيا من كل مكان ؟ لا شك أنك ستشعر بالظفر وبكثير من الدفء والحنان والأمان ..أليس كذلك ؟
فحين يقول الله عزوجل: "يا أيها النبي حسبك الله" أدركها النبي صلى الله عليه وسلم ففرح واستبشر، فمن كان الله معه ماذا فقد ومن كان الله عزّ وجلّ بعيداً عنه فماذا وجد،
ولكن:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }[الأنفال : 64] ماحقها منك أنت؟
أعني ذلك الرجل الذي وقف معك ذلك الموقف وقت ضعفك فحفظك وأمنك ونصرك على ظروفك، بماذا ستقابل فعله هذا معك ؟ لعلك تريد أن تقبّل يديه وقدميه أو تفعل له أي جميل وخدمة جزاء وقوفه بجانبك في شدتك.
فحق هذه الآية الجميلة، قول الله تعالى: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر : 36] أن يكون ردك : بلى يارب ومن يكفيني غيرك؟ يقولها قلبك فتشعر بلذة تودده إليك وقربه منك، فتزداد بدورك حبا وقربا له سبحانه.
* لاشك أن المعنى الثالث :الذي ينبغي أن نتوقف عنده ملياً في اسم الله تعالى الحسيب هي مسألة المحاسبة : وضع العلماء للمحاسبة شروطاً وأركاناً ينبغي أن نفقهها.
أول الأمر : أن يكون الإنسان دائماً أبداً محاسباً لنفسه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " فمن حاسب نفسه بدقه في حياته خُفّف عليه من الحساب يوم القيامة
يقول الله سبحانه وتعالى :{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى،وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}[الليل : 5، 6،7] فيكون حسابه يسيراً وهو مجرد العرض كما أخبر النبيّ صلّ الله عليه وسلم.
حذففلا يمر بك يوم دون أن تنظر أين أنت من الطريق ؟ هل تقدمت أم تأخرت ؟
وقد تسأل الآن: على أي شيئ أحاسب نفسي؟
- حاسبها كما يحاسبك ربك، إبدأ أولاً بالأمور العظام الكبار وانظر فيها فإن وجدتها خفيفة عندك فاعلم أن هذا وزنك، يعني ماشأن الصلوات عندك؟ عظيمة هي عند الله، ما شأنها عندك وما وزنها ؟ هل هي عظيمة في قلبك ؟
ماذا عن انظر أخلاقك وسلوكياتك ! فالأخلاق عظيمة عند الله..ألم يأتي في الحديث "الرجل يدرك بحسن خلقه منزلة الصائم القائم" فهل للأخلاق مكانة عندك..؟
وهكذا سل نفسك كثيراً هذه الأسئلة، ابدأ بالعظام من الأعمال عند الله ثم تدرج شيئا فشيئا إلى أن تصل بالمحاسبة إلى خطرات النفوس.
فمثلا تضع جدولا أسبوعيا للمحاسبة ولو ابتداءا لكي تضبط أمورك، فتحاسب نفسك مثلا على إدراك تكبيرة الإحرام، وتحدد مدة للثبات أسبوعين أوثلاثة حتى ينضبط حالك في هذا الأمر، ثم تركز على غيره.
وهكذا تتدرج في الأقل فالأقل، فتبحث عن الأعمال التي لم تفعلها من قبل إذ يجب ان تضرب فيها بسهم، وضع لك قائمة بمثل هذه الأعمال تراجعها كل فترة لتعرف أي الأبواب لم تدقها بعد فتسعى لها. هذا مثال للمحاسبة على الأوامر
- كذلك تحاسب نفسك على النواهي، فتعرف ما الكبائر التي تقع فيها فتسارع في التوبة والإقلاع عنها لعل الله يكفر عنك ما سواها، قال الله عزّ وجلّ :{إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}..
واحذر من بعض الكبائر المغفول عنها، كالغيبة والكبر والعجب وآفات النفوس بشكل عام، ويساعدك في هذا كتاب "الزواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حجر الهيثمي، فأنصحك بطبعة محققة له تعينك. تقرأ فيه وتحاسب نفسك على كل كبيرة من هذه الكبائر وتسعى للتنزه منها، حتى تصل إلى باقي الذنوب واللمم الأخرى.
وأقول لك استعن وابدأ وتدرج، وكل أسبوع خصص له أمرا ونهيا تحاسب نفسك عليه، أو أكثر إن استطعت إلى أن يصل بك الأمر إلى أن تحاسب نفسك على الكلمة، " إن الرجل ليتفوه بالكلمة لا يعطي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا " فتصبح الكلمة عندك بميزان، وهذه أحوال المحسنين، أحوال عباد الله تعالى المقربين إلى الله.
واعلم أنك لو فعلت هذا سيتبين لك أنك لا تعمل إلا على عدة ذنوب مكررة لا تحاسب نفسك إلا عليها، وسيتكشف لك أمور أعظم وأخطر أنت غافل عنها تماما، مما يجعلك على خطر عظيم.
حذففغالبا ما تجد الشباب لا يؤرقه إلا ذنوب مثل إطلاق البصر، العادة السرية، مقدمات الزنا بشكل عام من حب وعشق محرم وغيره. وهو يرتكب أمور أشد وأخطر لكنه لا يعتبرها ذنباً أو غافل عن خطرها..فأنت في حاجة شديدة لتفقد ذلك.
واعلم أنه من أدب المؤمن مع ربه أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه غداً على الكبيرة والصغيرة، ويطالبه بالنقير والقطمير ومن وراء علم العبد بذلك عليه أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه غيره، فيطالب قلبه بالقيام بالحقوق قبل أن يطالبه سواه، ومتى راقب العبد معنى الحسيب تجلّى له نور الله القريب، فانبثق في قلبه نور فإذا نفسه تحاسبه على التقصير في الطاعة وتذكّره بحساب يوم القيامة.
🌹🌹أمثلة من محاسبة السلف لأنفسهم:
- أرسل رجل مؤمن طعاما إلى البصرة عن طريق وكيل وقال : بع الطعام بسعر يومه. فلما وصل هذا الوكيل إلى البصرة استدعى التجار ونصحوه أن يؤخر البيع إسبوعاً فقط ليرتفع السعر، فأخّر إسبوع وربح أرباحا طائلة وبشّر موكله بهذه الأرباح وجاء الجواب : إدفع الثمن كله لفقراء البصرة فقد دخل على مالي الشبهة.
القصة أن التاجر أمر وكيله أن يذهب إلى البصره ويبيع الطعام فور وصوله بالسعر الذي يبيعون به فالتجار قالوا له فقط إنتظر أسبوع سترتفع الأسعار وستكسب أكثر، فانتظر الرجل وربح فعلا، فلما بشّره بهذا امره أن يوزع الأرباح الزائدة على فقراء البصرة مخافة الشبهة. لأنه حبس الطعام ليزداد سعره فصار محتكراً والنّبيّ صلّ الله عليه وسلم قال :" المحتكر خاطيئ" "المحتكر ملعون " (صحيح الجامع الصغير)
إنما هكذا يحاسب الإنسان نفسه، على أدنى شيئ، انظر كيف فكّر الرجل ؟
فسبحان الله..لو كان رجلا من عصرنا بل ومن الملتزمين هل كان سيفعل فعلته؟ أم سيقول يا شيخ لم التشدد، هون على نفسك، الدين يسر إنما رزق وبركه ! وغيره مما سيقال ؟!
-آخر جاءته رسالة أن قصب السكر قد تلف فذهب إلى السوق واشترى السّكر وبعدها ربح ثلاثين ألف دينار وبعد ربحه تذكّر أن هذا الذي اشترى منه السكر ماعلم أن السّكر أصابته آفة فباعه بهذا السعر البخس فاعتبر أنه بهذا غرر به وخدعه فجاءه فقال: ياهذا لقد جاءتني رسالة من غلامي أن قصب السّكر أصابته آفة، فأقل هذه البيعة،فقال له :أنت الآن قد بلّغتني قال : كان ينبغي أن أبلغك قبل هذا وبَطُل شرائي للبضاعة، فقال البائع : قد سامحتك على هذا ، فقال : لن أقبل ولا أنام الليل إلاإذا أقلتني من هذه البضاعة، أي أنه يطلب منه أن يأخذ ماله فيقول له : أني سامحتك، فيقول له : لا أنا الآن لن أستطيع أن أنام أو أن افعل أي شيئ إلا إذا أنت أخذت حاجتك وأخذت أموالك وأنا لا أريد أن يدخل جيبي أي شيئ من هذا !!..
-وذاك الراعي قال له ابن عمر - رضي الله عنهما - بعني هذه الشاة!! فقال : ليست لي، فقال له : قل له ماتت، قال له: والله إني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها ولو قلت له أنها ماتت أو أكلها الذئب لصدّقني فأنا أمين عند صاحب هذه الشاة ولكن أين الله !!
-كان عمر ابن عبد العزيز إذا كلمه أحد بمسألة شخصية يطفأ السراج الذي يوقد من بيت المال.
- وهذا عمر رضي الله عنه رأى إبلاً سمينة فقال لمن هذه الإبل ؟ فقالوا : هي لابن عمر، قال : ائتوني به، فقال : لمن هذه الإبل ؟، فقال : هي لي، اشتريتها بمالي الحلال وبعثت بها إلى المرعى لتسمن فماذا فعلت ؟!! ، قال عمر - رضي الله عنه - : ويقول الناس يابنيّ: ارعوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين اسقوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين وهكذا تسمن إبلك ياابن أمير المؤمنين!! هل علمت لماذا هي سمينة ؟ لأنك ابني، بع هذه الإبل وخذ رأس مالك وردّ الباقي إلى بيت مال المسلمين. ،
حذفانظر كيف كان سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم حساباً شديداً على كل شيئ، حتى إذا وقفوا أمام الله عزّوجل وامسكوا كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة خُفّف عليهم من هذا الحساب،
يقول الأُقْليْشِيّ :أرباب القلوب الذين يستشعرون بأوجاع الذنوب العالمون يقيناً بمحاسبة علّام الغيوب وإحصاء حسابه لجميع العيوب أقاموا في الدنيا موازين القسط على أنفسهم وأحصوا عليها بالحساب المُحرِّر كل ما برز عنها وصدر ثم حاسبوها محاسبة الشريك النّحرير القائم بمال شريكه، الذي انفصل عن شركته بعداوة وقعت بينه وبينه فانظر هل يسمح له بأن يترك حبة أو يسقيه من مائه عند ظمأه عُبّة ؟
فلذلك انتثرت ذنوب هؤلاء من الصحائف كما ينتثر ورق الشجر اليابس بالريح العاصف فإذا قدموا قضاء الموقف برزت لهم تلك الصحائف منيرة وقد استنارت فيها المعاني والأحرف لأنها مُمحّضة مُخلَّصة بدقيق المحاسبة وشديد المطالبة فكان حسابهم عرضا لا مناقشة فيه"
وروى عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأنّ النّبيّ صل الله عليه وسلم قال : " من حوسب عُذّب " قالت عائشة : فقلت : أوليس يقول الله عزّوجلّ :{فسوف يحاسب حسابا يسيرا } قال :" إنما ذلك العرض " - أي ذلك عرض الصحائف أي تُطوى من غير أن يُناقش في أي شيئ لكن "من نوقش الحساب يهلك" (صحيح البخاري)
🌹فائدة:
روي أن رجلا سأل أي الشهداء أفضل؟ قال : الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف العلا من الجنة، ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه" (صححه الألباني)
وفي الحديث أن النبيّ صلّ الله عليه وسلم قال " ثلاثة يحبهم الله، و يضحك إليهم، و يستبشر بهم : الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل، فإما أن يقتل، و إما أن ينصره الله و يكفيه، فيقول : انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه . والذي له امرأة حسنة و فراش لين حسن، فيقوم من الليل، فيقول : يذر شهوته و يذكرني، و لو شاء رقد و الذي إذا كان في سفر، و كان معه ركب، فسهروا، ثم هجعوا، فقام من السحر في ضراء و سراء (صححه الألباني)
هؤلاء الثلاثة عمل الأول منهم كان قيام الليل، كانوا في سفر ثم نام الناس جميعا أما هو فقام يتملّق الله سبحانه وتعالى ويتلو آياته، والثاني الذي يدافع عن هذا الدّين بصدره، يفرّ الناس من المواجهة وهو يبقى ثابتا إما أن يقتل وإما أن ينال من هؤلاء الأعداء فيردهم،
حذفوالثالث رجل ينام مع زوجته الجميلة الوضيئة على فراش وطيئ جميل فما يكون منه إلا أن يقوم فزعاً ليقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ويدع شهوته من زوجته.
وقياسا على المعنى فإن فكل موقف وقفته في حياتك نازعتك فيه نفسك على شهوة شديدة مباحة تداخل معها حق لله فآثرت الله على الحلال المباح إلا خفف عنك الحساب بإذن الله .
نسأل الله تعالى أن يمنّ علينا بمحاسبة دائمة لأنفسنا وأن نشهد اسم الله تعالى الحسيب هذا دائما أبدا فلا يمر بنا يوم إلا وكنا مستشعرين لهذا المعنى نسأل الله تعالى أن يدخلنا الجنّة بغير حساب ولا سابقة عذاب،
ياحسيب كن حسيبي ووكيلي وولي في الدنيا والآخرة...
🌹🥰 يتبع ان شاء الله
🌹🥰 مع سلسلة اسماء الله الحسني
موسوعة الكلم الطيب 🌹🥰
رحم الله والديكم استاذي الحبيب خالد برحمة عباده الصدّيقين، وأكرمكم بعلوّ مقامكم مع السّابقين إليه سبحانه، وزادكم نورا وعلما وفهما، ورزقنا الله جميعا رزق الإذن لكم في إخراج ما لم يتم إلى الآن من الرّسائل، كما أسأله سبحانه ان يتولّى أمر إخراج هذا العلم وأن يبارك فيه ليصل لكافّة المسلمين إلى يوم الدّين؛أخيرا بارك الله فيكم وجعل منكم إماما للسّالكين، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
ردحذف🌹🌹اسماء الله الحسني🌹
ردحذفلا يحلا الكلام إلا بالصلاة على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
( الحلقة السابعة عشر )
🕋الرازق سبحانه وتعالي 🕋
🌹ورود الاسم في القرآن والسنة:
ورد اسم الله الرزاق مفردًا مرة واحدة في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58]
وقد قُرِئ الرازِق ها هنا في في قراءة ابن مُحيصن وغيره {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّازِقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58]
وورد بصيغة الجمع خمس مرات منها قول الله تعالى {وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المائدة:114] وقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة:11] هكذا في سورة الجمعة.
وورد قول النبي لإثبات هذا الاسم في الحديث أنه قال: (إن اللهَ هو المسعر القابض الباسط الرازق) [صححه الألباني]
✍اسـم الله الـرزاق:
نبدأ باسم الله الرزاق ثم نعرج بعد ذلك على اسمه تعالى الرازق لبيان الاختلافات الواردة.
ورد في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: (أقرئنى رسول الله إني أنا الرزاق ذو القوة المتين) [صححه الألباني] وورد الحديث الذي مر بنا في رواية الترمذي والتى صححها الألباني كذلك أن النبي قال: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق) [صححه الألباني].
حقيقة الرزق قلنا ماينتفع به، وهو العطاء المتجدد الذي يأخذه صاحبه في كل تقديرٍ يومي أو سنوي أو عمري فينال ما قسم الله له في التقدير الأزلي والميثاقي.
يعنى هذا الرزق عطاء يتجدد من الله سبحانه وتعالى للعبد على حسب أقدار، منها تقدير يومي، أي يكتب له رزق ُاليوم، وهناك تقدير سنوي، وهناك تقدير عُمُرِي وهو أرزاقه التي كُتبت لهُ على مدى عُمُرِهِ.
والرزاق سبحانه وتعالى هو الذي يتولى تنفيذ المقدر في عطاء الرزق المقسوم والذى يخرجُه في السموات والأرض. فإخراجه في السموات يعنى أنه مقضيٌّ مكتوب، وإخراجه في الأرض يعنى أنه سينفذ لا محالة.
حذففالرزق أولا مكتوب في اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك ينزل في السموات لتعرفه الملائكة وتنزل به إلى صاحب الرزق في الأرض فينفذ على صاحبه.
ولذلك قال الله تعالى في شأن الهدهد الموحد ومخاطبته سليمان {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25] الخبء: أي الشيء الخفي المخبوء. فهنا أدرك الهدهد أن الرزق مكتوبٌ في السماء قبل أن يكون واقعًا مقدرًا في الأرض. وقد قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات:22] وقال عن تنفيذ ماقسمه لكل مخلوق {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت:6] وقال {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}[هود: 6]
إذا فالرزاق سبحانه هو الذي يتولى تنفيذ العطاء الذي قدرهُ لأرزاق الخلائق لحظةً بلحظة، فهو المفيضُ بالأرزاقِ رزقًا بعد رزق ومبالغةً في هذا الإرزاق وهذا الإنفاق، ولذلك ليس من أحدٍ يُسمى بهذا الاسم إلا الله جل في علاه ولا ينبغي أن يوصف به بشر فلا يقال عن أحد أنه رزاق أبدًا لأن هذه صفه استأثر الله سبحانه وتعالى بها لنفسه. ويروى عن امرأة أنه لما هددها زوجها بمنع النفقة قالت: "إنما أنت أكال" أي تأتي لنا بالأكل أما الرزاق فهو الله سبحانه وتعالى.
-قال ابن جرير:
هو المتكفل بأقواتهم {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:79-80]
- قال الخطابى:
هو المتكفل بالرزق القائم على كل نفس بما يقيمُها من قوتها فليس يختص بذلك مؤمنًا دون كافر ولا ولياً دون عدو.
ويعجبني قول لأحد الأخوة خاص باسم الله الرزاق إذ يقول: "إذا كان الله يرزق فلان الكافر كيف لا يرزقني؟". فمهما ضاقت به السبل وقُدّر عليه رزقه دائمًا عنده يقين وحسن ظن بالله سبحانه وتعالى أن الله سيعطيه.
-يقول الحُليني:
هو المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قوامًا إلا به.
فالصحة رزق والعافية رزق، والمال رزق.
وقال "هو الرزاق رزقًا بعد رزق والمكثر الموسع على عبيده سبحانه وتعالى".
حذف-قال السعدى: الرزق نوعان
رزق عام يشمل البر والفاجر والأولين والأخرين وهذا رزقُ الأبدان، ورزق خاص وهو رزق القلوب.
وهذا معنى هام جدا في اسم الله الرزاق، فمتى تحدثنا عن "الرزاق" سبحانه تجد الناس انصرفت قلوبهم وعقولهم إلى رزق الأبدان فقط من المال وغيره. ولكن أعظم الرزق هو رزق القلب، وهو بأن يُغذيه الله تعالى بالعلم والإيمان هذا هو الرزقُ الحلال الذي يعين على صلاح الدين وهذا خاصٌ بالمؤمنين على مراتبهم بحسب ما تقتضيه حكمة الله تعالى ورحمته.
يقول النبي : (إن الله قسم بينكُم أخلاقكُم كما قسم بينكُم أرزاقكُم وإن الله عز وجل يعُطى الدنيا من يُحب ومن لايُحب ولا يُعطى الإيمان إلا من أحب) [صححه الألباني] هذا الحديث من حديث ابن مسعود رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
🌹🌹أثر الإيمان باسم الله الرزاق:
الدرس الأول: التوكل
أول شيء يتعلمه العبد من اسم الله الرزاق أن يزداد ثقةً ويقينًا في ربه فلا يتوكل إلا عليه. مشكلتنا أننا في مجتمع مادي تحكمه فلسفة مادية الكل متعلق فيه بالأسباب والنتائج، فمن يذاكر 3 ساعات سيحصل على تقدير جيد، ومن يذاكر 6 ساعات يحصل على تقدير جيد جدًا، وهكذا في كل أمورنا. وتناسينا دور المعاني الإيمانية وتقوى الله في زيادة الرزق وفي التوفيق للمعالي. وتناسينا أن الأسباب ما هي إلا وسائل وأن أرزاقنا في السماء قد قدرت من قبل إقدامنا على هذا السبب أو غيره وتناسينا أن هذه الأسباب نفسها ما هي إلا رزق يساق إلينا ليسوق غيره وركنّا إليها وتعلقت بها قلوبنا.
فأول شيء لتحقي الإيمان بمعنى اسم الله الرزاق: التوكل ، أن تسعى في اتخاذ الأسباب دون اعتماد عليها و تعلم تمامًا أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا كان.
وإذا رزقت فانفق تزدد رزقا..ولا تعتمد على الادخار سببا في حفظ الرزق..فإن هذا مما ينافي التوكل أيضا
روى البزار وصححه الألباني من حديث ابن مسعود (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صُبرة من تمر فقال ماهذا يا بلال؟ قال: شيء ادخرته لغد أو أعد ذلك لأضيافك قال: أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم يوم القيامة أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً) [صححه الألباني]صبرة من تمر: أي حفنة من التمر، ادخرها سيدنا بلال رضي الله عنه لأضياف النبي صلى الله عليه وسلم، فوجهه النبي إلى الإنفاق.
وهذا المعنى يكاد يكون مفقود في في زماننا، زمن الثلاجات.. يأتي الواحد منا باحتياجات الشهر في بيته ويقول ادخر للزمن
بل أنفق أخي ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ، واترك أهل الحرص وحرصهم ، ألا ترى الطير لا تملك خزائن لقُوتها ولا تملك ثلاجات ولا شيء ولكن تغدو خماصًا وتعود بطانًا كما قال النبي صلى اللهُ عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا) [السلسلة الصحيحة :620]
حذفوقد وكل الله ملكين ينزلان من السماء أحدهما يدعو لكل منفق والأخر يدعو على كل ممسك فيقول النبي صلى اللهُ عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفا ويقول الأخر اللهم أعطِ ممسكًا تلفا) [صحيح البخاري]
وتأمل في سورة الليل كيف ربط الله بين البخل والاستغناء عنه سبحانه فقال : {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} يبخل حين يحب المال ويصفه الله أنه إذا فعل فإنه بهذا يستغني عنه، لأنه يركن إلى ماله ويرى فيه الأمان والمستقبل والعزة فهل وجد في ماله ما يريد..كلا {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل:5]
إنفاق الشيخ ابن باز:
يروى عن الشيخ ابن باز رحمه الله أنه كان ينفق ما يقارب 68 مليون ريال سعودى في السنة كلها في سبيل الله. وروى أن امرأة مشلولة أرسلت له تشكو الله زهد الرجال في الزواج منها وأنها تتمنى بناء منزل يرغب الناس في الزواج منها..فأرسل لها الشيخ 400 ألف ريال وأمر أن يبنى لها المنزل عسى أن يتقدم أحد للزواج منها.
الدرس الثاني: توحيد الله باسمه الرزاق.
صفة الرزق من صفات الربوبية التي لا يتصف بها سوى الرب الخالق وهذا معناه أن تعلقك بالأسباب يوقعك في شرك وقدح في توحيدك..
يقول الله تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ..} فكما أن الله هو الخالق المحي المميت فكذلك هو وحده الرزاق، فلا أحد يستطيع أن ينسب الخلق إلا لله، وكذلك الإحياء والإماتة، فكذلك عليك ألا تنسب الرزق لغيره..أن تتودد إلى مديرك وتتقرب إليه لأنه هو الذي يرزقك لا شك أن في هذا مخالفة، ومن تتنازل عن دينها مقابل بقائها في عمل تحتاج رزقها منه لا شك أن في هذا مخالفة..وهي ليست بالمخالفة الصغيرة بل الأمر متعلق بالتوحيد..فلا شك أنه يحتاج منّا لوقفات واستدراك.
الدرس الثالث: كلما زادك الرزق قربا من الله وازددت به إيمانا فهو بشارة بزيادة محبة الله لك، ففي الحديث (وإن الله عز وجل يعُطى الدنيا من يُحب ومن لايُحب ولا يُعطى الإيمان إلا من أحب) [صححه الألباني] فانظر لرزقك ماذا فعل فيك؟
🌹🌹الدعاء باسم الله الرزاق:
ورد بالوصف كثيرًا عن النبي دعائه باسم الله الرزاق، من ذلك:
ما رواه البخاري من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: (لا يقل أحدكم اللهم اغفر لى إن شئت، وارحمنى إن شئت وارزقنى إن شئت، ليعزم مسألته إنه يفعل مايشاء لا مكره له) [صحيح البخاري] فدلنا النبيأن ندعو الله تعالى ونوقن بالإجابة ونعزم في المسألة اللهم ارزقنا
حذف ومنها ما رواه البخاري أيضًا من حديث عمر قال: (اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك )
وكان من دعائه والحديث رواه مسلم (أن كان يقول اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً ) [رواه مسلم] أعطهم قدر احتياجهم لا توسع عليهم فيطغوا ولا تقدر عليهم فيضيق عليهم فيجزعوا وإنما أعطهم ما يكفيهم وقنعهم بذلك.
أن النبي كان يعلم صحابته هذا الدعاء (كان الرجل إذا أسلم علمه النبي الصلاة. ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات " اللهم ! اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني.) [رواه مسلم] خمس جمعت الخير كله في الدنيا والآخرة. أن يغفر له تعالى ويرحمه ويكتُب له الهداية هداية التوفيق وكذلك يعافيه في الدنيا.
✍الفرق بين الاسمين بين اسم الله تعالى الرزاق وبين اسم الله الرازق::
يقول: الرازق سبحانه هو الذي يرزق الخلائق أجمعين وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين فلن تموت نفسا إلا باستكمال رزقها يقول النبي ( أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم) [صححه الألباني]. في لفظ آخر عن أبى أمامة في مسند الشهاب من حديثِ أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي قال: (إن روح القدس نفث في روعى أنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإنَّ الله تعالى لا يُنال ماعنده إلا بطاعته.)
إذن فالرازقُ فيه معنى الرزق المطلق، فهو يفيد ثبوت صفة الرزق لله عز وجل أما الرزاق فتفيد التكثير، أنه يرزق رزقا بعد رزق.
✍🌹ولعلنا نذكر الآن بعض مفاتيح الرزق كأسباب يأخذ بها العبد لزيادة رزقه، منها:
1_ الاستغفار والتوبة {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح : 12]
2_ التبكير في طلب الرزق يقول النبي : (اللهم بارك لأمتى في بكورها) [صحيح] ووقت البكور هو وقت ما بعد الفجر.
3_ التقوى {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق : 2]
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }[الأعراف : 96] .
حذف4_ اجتناب المعاصي قال الله {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم : 41] ، وفي الحديث (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
5_ التوكل: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق : 3]
6_ التفرغ للعبادة: عكس مايقوله الناس والدليل عليه قول الله تعالى في الحديث القدسى (يابن ءادم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأسدُّ فقرك وأملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً) وهذا اللفظ في الحاكم (يابن ءادم تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأسدُّ فقرك وأملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً، يابن ءادم لا تباعد منى فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلا)
7_ المتابعة بين الحج والعمرة فإنها سبب للرزق لأن النبي قال (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة)
8_ كثرة الإنفاق في سبيل الله قال الله: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ : 39] أنفق ينفق عليك.
9_ الإنفاق على من تفرغ لطلب العلم الشرعي: النفقة على طلبة العلم سبب للرزق، ففي الحديث أنه كان ثمة أخوان على عهد رسول الله وكان أحدهما يأتى النبيوالآخر يحترف, فشكى المحترف أخاه إلى النبي فقال له النبي : (لعلك تُرزق به).
ونفصل هنا: بأن ليس المعنى أن يتفرغ الجميع لطلب العلم ، لا وإنما كل ميسر لما خلق له..فطالب العلم لا نأمره بالعمل وخوض ميدان الحياة وما فيه من أوحال لأن طبيعته التي جبل عليها لا تناسب ذلك، فغالبا ما تجد من هذه صفته يحب الجلوس في البيت والعزلة والقراءة ولا يحب الاختلاط بالناس، فيكون في خروجه إلى العمل والحياة تبديد لقدراته التي لا يناسبها هذا المجال.
وقد تجد آخر لا يناسبه جو الطلب، بل يحب الخلطة والخروج وخوض غمار الحياة والحركة والتجريب ولا يصبر على الجلوس في المنزل أو تصفح كتاب، فهذا خلق ليكون في مجال آخر كالدعوة، فيدفعه حبه للحركة والخلطة وكراهيته للسكون والعزلة إلى التحرك بين الناس وملاطفتهم وبسط الحديث معهم ومجادلتهم..فيكون ناجحا في دعوته على عكس الأول.
حذفإذا فالمقصود أن كلٌ ميسر لما خلق له، وأن الأحكام عامة على الجميع ولكلٍ فرصته في التخصص فيما يناسب مؤهلاته وقدراته التي جبل عليها لذا قال النبي للرجل لعلك ترزق به ، فلم يقلل من عمل أحدهما ولم يلم أحدهما لمعرفته بطبائع النفوس.
10_ صلة الرحم سببٌ لسعة الرزق (من سره أن يبسط له في رزقه وينسَأ له في أثره فليصل رحمه) [رواه البخارى]
11_ إكرام الضعفاء والإحسان إليهم النبىقال: (هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم ) [رواه البخارى]
12_ الهجرة في سبيل الله .. يترك مكان الضيق إلى غيره ما فيه سعة في الرزق ولكن بضوابط الهجرة، وليس كما يحدث الآن بأن يهاجر أحدهم بالسنوات تاركا زوجته وأولاده بحجة تأمين المستقبل. مما يفتح أبواب الابتلاءات والفتن والفواحش على الزوجات.
قال الله تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 100]
يارازق ياكريم ارزقنا عفوك ورضاك
🌹🥰 يتبع ان شاء الله
🌹🥰 مع سلسلة اسماء الله الحسني
موسوعة الكلم الطيب 🌹🥰
وختامه مسك
ردحذفأعزكم الله ورفعك قدركم في الدنيا والآخرة
ونصركم وأيدكم بمدد من عنده وعطاء لا ينقطع
وجمعكم وأهليكم في جنات النعيم
وصل الله على سيدنا محمد النبي الأميي
وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلي ذريته وأهل بيته
نور على نور
ردحذفالحمد لله الذي وفقك لهذا العمل العظيم واسأل الله العظيم ان يوفقنا لننتفع به آمين
رسالة عظيمة وحسن ختامها بذكر الحبيب سيدنا محمد النبي الأمي صل الله عليه وسلم ❤❤❤
ردحذفجزاكم الله استاذنا خالد خير الجزاء وأتم الجزاء يا رب العالمين ��
وربنا يعينكم ويساعدكم على طبعها ونشرها لتكون خير معين ومرشد لكل مريد وسالك في طريق الله ..
آمين آمين آمين
تحياتي وتقديري لكم ..��
أستاذي خالد الحبيب، لديّ سؤال لو تتكرّمون:
ردحذفنعلم أنّ سلمان الفارسيّ رضي الله تعالى عنه وأرضاه قد قرّبه منه رسول الله صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما حتّى قال فيه أنّه من آل البيت، وهنا تصريح منه صريح صلّى الله عليه وسلّم أنّ مفهوم آل البيت شامل لكلّ من شاء الرّسول تقريبه منه ذلك المقام، كما أنّ مفهمم العربيّ ليس مفهوما عرقيّا ولكن لكلّ من تكلّم لغة العرب بنص حديث رسولنا الأمجد صلّى الله عليه وسلّم، فإذا علمنا أنّه أبونا الرّوحيّ صلّى الله عليه وسلّم، هل يكون مقام الإنتساب لآل البيت متاح روحيّا قياسا بما كان من أمر سلمان رضي الله عنه؟ وهل هو أشرف مقامات القرب من الحضرة النبويّة لغير الأنبياء؟
تحيّاتي لكم
أخي الحبيب نزار ..
حذفذكرتني برسالة كنت أكتب فيها وتوقفت .. رسالة (النبي الأمي الأمين هو الأب الروحي للمؤمنين) ..!!
- واختصار لإجابتك :
1- نعم هو كذلك .. وإن كان في الموضوع تفهيم لكلمة (آل) .. ويمكنك الرجوع إلى مقدمة كتاب "صلوات القلب - بالشرح) فستجد فيها ما يسرك إن شاء الله تعالى ..
- والقرآن يقول (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب6 .. !! وفي رواية لابي بن كعب وبن عباس "رواية تفسيرية" (مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ "وهو أب لهم") ..
.. ويقول النبي في الحديث الصحيح (أنا لكم بمنزلة الوالد أُعلمكم ..) صحيح النسائي.
- ويوم القيامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أمتي أمتي) .. وهم المخصوصون بالإنتساب إليه إيمانا .
- وما سبق يكفيك في إثبات ما انت وصلت إليه من فهم صحيح بخصوص الانتساب الروحي للنبي صلى الله عليه وسلم (لكن راجع مفهوم الآل ) ..!!
2- مسألة التشريف والتفضيل .. هذه مسأة غيبية لا نحكم فيها إلا بنص .. ولكن أقول بقول الله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات13 .. وبقول رسول الله (إنَّ أحبَّكم إليَّ و أقربَكم مني في الآخرةِ مجالسَ أحاسنُكم أخلاقًا) صحيح الترمذي .. وبالتالي أكرمنا عند رسول الله أتقانا لنه سيكون حسن الخلق لأنه متبع للنبي صلى الله عليه وسلم .. فيكون أشرف مقامات القرب في كل الأزمان هو التقوى لأنه يترتب عليها عمل القلب مع الله (عبادات ومعاملات) .. والله أعلم.
- فالذين قال عنهم النبي بوصفهم أنهم من (آله) تشريفا لهم .. ستجدهم موصوفون بالتقوى وحسن الخلق .. لأنه ليس سليمان فقط من قيل له ذلك ..
- والله اعلم
******************************
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم
أستاذي الحبيب خالد،
حذفسأعيد قراءة مفهوم الآل الآن في كتابكم صلوات القلب لنوال القرب, وبارك اللهم لنا فيكم وفي علمكم، وأسأله سبحانه أن يكتبكم من آل بيته صلّى الله وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما، اللهم آمين آمين آمين يا ربّ العالمين.
🌹🌹اسماء الله الحسني🌹
ردحذفلا يحلا الكلام إلا بالصلاة على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
( الحلقة ١٨ )
🕋الرقيـــب جلَّ جلاله🕋
مراقبة الله تعالى لخلقه مراقبة عن استعلاء وفوقية، وقدرة وصمدية، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، ملك له الملك كله، وله الحمد كله، وإليه يُرجع الأمر كله .. تصريف الأمور كلها بيديه، ومصدرها منه ومردها إليه، سبحـــانه مستو على عرشه لا تخفى عليه خافية، عالمٌ بما في نفوس عباده مطلع على السر والعلانية، يسمع ويرى، ويعطي ويمنع، ويثيب ويعاقب، ويكرم ويهين، ويخلق ويرزق، ويميت ويحيي، ويقدر ويقضي، ويدبر أمور مملكته، فمراقبته لخلقه مراقبة حفظٍ دائمة، وهيمنةٍ كاملة، وعلم وإحاطة ..
عن ابن عمر : أن أبا بكر قال: "ارْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ" [صحيح البخاري]، أي: احفظوه فيهم .. وقال هارون { .. إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 94] ..
فالرقيب الموكل بحفظ الشيء المترصد له المتحرز عن الغفلة فيه، ورقيب القوم حارسهم، وهو الذي يشرف على مرقبة ليحرسهم، ورقيب الجيش طليعتهم، والرقيب الأمين .. وراقب الله تعالى في أمره، أي: خافه.
🌹ورود الاسم في القرآن الكريم:
ورد اسم الله الرقيب في القرآن ثلاث مرات:
في قوله تعالى {.. وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]، وقوله تبارك وتعالى {.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وقوله {.. وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52]
🌹معنى الاسم في حق الله تعالى:
الرقيب سبحانه هو المطلع على خلقه يعلم كل صغيرة وكبيرة في ملكه، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .. قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [المجادلة:7]، وقال الله : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } [الزخرف:80] .
فبما ينبض قلبك؟ هل ينبض ب"لا إله إلا الله" أم قد زاغ مع سبل الشيطان؟
والله سبحانه رقيب راصد لأعمال العباد وكسبهم، عليم بالخواطر التي تدب في قلوبهم، يرى كل حركة أو سكنة في أبدانهم، ووكل ملائكته بكتابة أعمالهم وإحصاء حسناتهم وسيئاتهم، قال تعالى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [الانفطار: 10,12]، فالملائكة تسجيل أفعال الجنان والأبدان، وقال تعالى عن تسجيلهم لقول القلب وقول اللسان: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق: 16,18]، وهو من فوقهم رقيبٌ عليهم وعلى تدوينهم، ورقيبٌ أيضًا على أفعال الإنسان قال تعالى: { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } [يونس:61].
حذف🌹حظ المؤمن من اسم الله الرقيب:
✍أولاً: مراقبة الله تعالى في سره وعلانيته ..
_ما معنى المراقبة؟
يقول ابن القيم "المراقبة: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق على ظاهره وباطنه" [مدارج السالكين (2:65)] .. فكلما هَفَت نفسه إلى المعصية، عَلِمَ علم اليقين أن الله البصير مُطلعٌ على خفايا نفسه وعلى سره وجهره .. فلا يكن الله تعالى أهون الناظرين إليه.
فإذا تيَّقن العبد من نظر الله تعالى إليه، تتولد لديه مراقبة لله في جميع أحواله مما يجعله يرتقي درجة عظيمة من درجات الإيمان ألا وهي درجة الإحســان.
فأول المراقبة:: علم القلب بقرب الربِّ ..
قال الحارث المحاسبي: "أوائل المراقبة: علم القلب بقرب الرب ، والمراقبة في نفسها التي تورث صاحبها وتكمل له الاسم ويستحق أن يسمي مراقبًا: دوام علم القلب بعلم الله في سكونك وحركتك، علمًا لازمًا للقلب بصفاء اليقين" [القصد الرجوع إلى الله (105)]
_والمراقبة درجـــــات
يقول الإمام الغزالي "أعلم أن حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرقيب وانصراف الهمم إليه، فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره يقال: أنه يراقب فلانًا ويراعى جانبه، ويعنى بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها نوعٌ من المعرفة وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب ..
أما الحالة: فهي مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظتهإياه وانصرافه إليه
وأما المعرفة: التي تثمر هذه الحالة فهو العلم بأن الله مطلع على الضمائر عالم بالسرائر، رقيب على أعمال العباد، قائم على كل نفس بما كسبت وأن سر القلب في حقه مكشوف كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشد من ذلك
فهذه المعرفة إذا صارت يقينًا، أعنى أنها خلت عن الشك ثم استولت بعد ذلك على القلب فقهرته. فرُبَّ علمٍ لا شك فيه لا يغلب على القلب، كالعلم بالموت .. فإذا استولت على القلب، استجرت القلب إلى مراعاة جانب الرقيب وصرفت همه إليه والموقنون بهذه المعرفة هم المقربون وهم ينقسمون إلى الصديقين وإلى أصحاب اليمين" [إحياء علوم الدين (4:398)]
حذف_والمراقبة لمن وحد الله في اسمه الرقيب على نوعين:
النوع الأول: مراقبة العبد لربِّه بالمحافظة على حدوده وشرعه واتباعه لسُنَّة نبيه ..
فعلى العبد أن يسعى لتحقيق أركان القبول في جميع أعماله، وهي:
1) الإخلاص .. فإن كان يقوم بأعمال بر ظاهرة، عليه أن يقوم بأعمال خفية عن الناس في المقابل؛ لكي يُحقق معنى الإخلاص .. قال رسول الله "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل" [صحيح الجامع (6018)]
2) المتابعة لهدي النبي .. بأن يتحرى السُّنَّة في عمله.
فيوقن بأن الله معه من فوق عرشه يتابعه يراه ويسمعه، كما ورد من حديث عبد الله بن عباس أن رسول الله قال له: "يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَألت فاسْأل الله، وإذا اسْتعنتَ فاسْتعن بالله" [رواه الترمذي وصححه الألباني] ..
والنوع الثاني: إيمان العبد بمراقبة الله لعباده وحفظه لهم وإحصائه لكسبهم ..
عن أبي هريرة : أن رسول الله قال: "قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّاي" [صحيح مسلم] .. مِنْ جَرَّاي، أي: ابتغاء وجهي.
فيستشعر العبد أن الله تعالى ناظرٌ إليه حال عمله، ويرى خطارات قلبه وظاهر عمله،،
$$نموذج تطبيقي للمراقبة::
إذا فرغ العبد من فريضة الصبح، ينبغي أن يفرِّغ قلبه ساعة لمشارطة نفسه ..
فيقول للنفس: ما لى بضاعة إلا العمر، فإذا فني منى رأس المال وقع اليأس من التجارة، وطلب الربح، وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه، وأخرَّ أجلي، وأنعمَّ عليَّ به، ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا حتى أعمل فيه صالحاً ..
هل تحب أن تلقى الله بحالك هذا؟ أم أفضل منه؟!
إن كنت تريد أن تكون أفضل مما أنت عليه الآن، لِمَ لا تتحرك وقد أمهلك الله تعالى وأمدَّ في عمرك؟!
فقل لنفسك: احسبي يا نفس أنك قد توفيتِ ثمَّ رددتِ، فإياكِ أن تضيعي هذا اليوم
وينبغى أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفى العمل .. هل حركه عليه هوى النفس أو المحرك له هو الله تعالى خاصة ؟ فإن كان الله تعالى، أمضاه وإلا تركه، وهذا هو الإخلاص .
حذفقال الحسن "رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر" ..
فهذه مراقبة العبد في الطاعة وهو:: أن يكون مخلصاً فيها.
أما مراقبته في المعصية تكون:: بالتوبة والندم والإقلاع .. فكلما ورد الذنب على خاطره، يستعيذ بالله منه ويبعث على وجل قلبه .. فيكون دائمًا أبدًا مُنيـــب إلى ربِّ العالمين، كثيــر الرجوع إليه.
ومراقبته في المباح تكون:: بمراعاة الأدب، والشكر على النعم .. فإنه لا يخلو من نعمة لابد له من الشكر عليها، ولا يخلو من بلية لابد من الصبر عليها، وكل ذلك من المراقبة ..والتوسع في المباحات يبعث على الذنب لا محالة؛ لأن النفس تطغى بذلك وهي لا تأمر بخيرٍ أبدًا.
ثم تأتي مرحلة المراقبة بعد العمل .. وهي أن يكون قلبه وجلاً ألا يُقبَل عمله، وهذا من تمام المراقبة .. قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60]
✍ثـانيــــًا: حراسة الخواطر
فمراقبة الله سبحانه تعالى تقتضي أن يحترس المرء من خواطره؛ لأنها نقطة البداية لأي عمل ..وذلك بألا تسبح مع خاطرك .. فلا تطلق لخيالك العنــان وتدع نفسك تشرُد في كل ما تشتهي وتتمنى .. وكلما راودتك تلك الخواطر وأحلام اليقظة، تحرَّك واشغل نفسك بأي عمل آخر: حتى لا تسبح بخيالك بعيدًا عن هدفك.
ومن راقب الله في خواطره، عصمَّه الله في حركات جوارحه،،
✍وفوائد المراقبة ست:
1) الفوز بالجنة والنجاة من النــار .. فإن من راقب الله يُبلَّغ المنازل العلا.
2) أن يشمله الله بحفظه ورعايته في الدنيــا والآخرة .. كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم ".. ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه]
3) الأمان من الفزع الأكبر يوم القيامة ..
4) المراقبة دليلٌ على كمال الإيمان وحُسن الإسلام .. فالمراقبة ترتقي بإيمان العبد إلى درجة الإحسان، كما ذكر النبي في تعريف الإحسان "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" [رواه مسلم]، والمحسن أعلى درجة من المؤمن والمسلم .
حذف5) تُثمر محبة الله تعالى ورضاه ..
6) يرزقه الله تعالى حُسن الخاتمة .. إذا راقب قلبه واستقامت أحواله في حياته.
🌹دعاء المسألة باسم الله الرقيب🌹
ورد دعاء المسألة في قوله تعالى عن عيسى { فَلمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَليْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شيء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيم } [المائدة:117].
وورد في السُّنَّة المطهَّرة .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } .. فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }" [صحيح البخاري]
✍وفي خطبة الحاجة .. كما ورد من حديث ابن مسعود قَال: علمنا رسول اللهِ خطبة الحاجة: "إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِل لهُ، وَمَنْ يُضْلِل فَلاَ هَادِي لهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَليْكُمْ رَقِيبًا " [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
✍سُئِل ذو النون: بِمَ ينال العبد الجنة؟، فقال "بخمس: استقامة ليس فيها روغان، واجتهاد ليس معه سهو، ومراقبة الله تعالى في السر والعلانية، وانتظار الموت بالتأهب له ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسب وقد قيل" [إحياء علوم الدين (4:398)]
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا ... فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً ... وَلَا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيبُ
ألم ترَ أن اليوم أسرع ذاهبٍ ... وأن غدًا إذًا للناظرينَ قريبُ
🌹🥰 يتبع ان شاء الله
🌹🥰 مع سلسلة اسماء الله الحسني
موسوعة الكلم الطيب
🌸
🌹🌹اسماء الله الحسني🌹
ردحذفلا يحلا الكلام إلا بالصلاة على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
( الحلقة 19)
🕋اسما الله القاهر والقهار🕋
🌹الفرق بين اسم الله القاهر واسمه القهَّار:
قالوا القاهر هو:: الذي له علو القهر الكلي المطلق باعتبار جميع المخلوقات وعلى اختلاف تنوعهم، فهو قاهر فوق عباده له علو القهر مقترن بعلو الشأن والفوقية.
أي هو سبحانه وتعالى قاهر لجميع خلقه، وبهذه الصفة نثبت له صفة العلو والفوقية فلا يقوى ملك من الملوك أن ينازعه في علوه مهما تمادى في سلطانه وظلمه وإلا قهره القاهر، لأنه إذا كان –هذا الملك- له الغلبة والقوة والبطش وله العلو في الأرض فيلزم من هذا أن يكون له غلبة على بعض الناس، لكن الله عز وجل فوقه يقهره
بما له من صفة القهر، فهو غالب على أمره سبحانه وتعالى ولا يستطيع كائن ما كان أن ينازعه في صفته.
**ولذلك تجد قلب المؤمن مطمئن بهذه الصفة لعلمه أن من قهره إنما قهره بإذن الله لا لأن قاهره له الغلبة المطلقة.. وأن الله سبحانه وتعالى إذا قدّر عليه مثل هذا القدر فلا شك أن هذا لحكمة ما.
** والمؤمن إذا قدّر عليه الله أن يُقهر لحكمة فيجب أن لا يمس هذا القهر قلبه، فقد يُغلب في الأرض ويهزم كما هو حال أهل الإسلام اليوم لكن هزيمته لا تكون داخلية في نفسه لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى له صفة القهر المطلقة، فلو شاء أن يخسف بأعدائه الأرض لكان لكنها السنن الكونية والأسباب.
إذًا فمهما مورس من ظلم وقهر على العباد لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يمس ذلك يقينك وإيمانك به سبحانه وتعالى بل تزداد قوة وتوكل وكلما ازددت بلاءًا كلما كان الله عز وجل ألطف بك.
وإذا كان النبي يُخبر (أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه مما يجده من حر الحمى فقلنا يا رسول الله لو دعوت الله فشفاك فقال رسول الله إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)الراوي: فاطمة عمة أبي عبيدة بن حذيفة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 2/295
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن، فإن هذا المعنى يجب أن يرسخ في ذهنك.
** ومعلوم أن المقهور يحتمي من ملك بملك ويخرج بخوفه من سلطان أحدهما ليتقوى بالآخر، فالناس على دين ملوكهم الغالب منه يتبعونه ويستظلون بقوته. فهو يحتمي من مُلك بمُلك ويخرج بخوفه من سلطان ليتقوى بالآخر لكن الملوك جميعا إذا كان فوقهم ملكٌ قاهرٌ قادر فإلى من يخرجون وإلى جوار من يلجأون؟
حذفيقول تعالى {قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [المؤمنون: 88 ]
وفي الحديث أن النبي كان يقول (إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة . ثم اضطجع على شقك الأيمن . ثم قل : اللهم ! إني أسلمت وجهي إليك . وفوضت أمري إليك . وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك . لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك . آمنت بكتابك الذي أنزلت . وبنبيك الذي أرسلت . واجعلهن من آخر كلامك . فإن مت من ليلتك ، مت وأنت على الفطرة " . قال فرددتهن لأستذكرهن فقلت : آمنت برسولك الذي أرسلت . قال : قل : آمنت بنبيك الذي أرسلت . وفي رواية : وزاد في حديث حصين : وإن أصبح أصاب خيرا.) [صحيح مسلم]
فأنت تفر إليه..كل شيء تفر منه إلا الله فإن فرارك إليه. فلا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه...
**أما القهَّار:: التضعيف فعَّال تعطي معنى مبالغة وكثرة فالقهار هو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء أو باعتبار نوعية المقهور، فالعباد كلهم في قهر كلي وفقا لاسم القاهر قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } [الأنعام: 18 ] أي لكل المخلوقات، أما القهر الجزئي على الأفراد فهو بالقهَّار فتقول يقهر فلان الظالم.
أما باعتبار نوعية المقهور فهو سبحانه قهار للظلمة و الجبابرة و المتكبرين في الأرض، أهلك قوم نوح وقوم هود وثمود وقهر فرعون وهامان .
يقول الله {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى} [النجم: 50 ] {وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} [النجم: 51 ] {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} [النجم: 52 ] {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} [النجم: 53 ] {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم: 54 ] {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى} [النجم: 55 ] {هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 56 ]
وهذه الآيات توحي بأن الله سبحانه وتعالى له هذا القهر فقهر قوم لوط وقهر أبا جهل وقهر المشركين وقهر الفُرس والصليبيين فالله سبحانه وتعالى قهَّار لكل متجبر ظالم، يقهرهم بالإماتة والإذلال ويقهر من نازعه في صفة من صفات ألوهيته وعبادته وربوبيته ومن نازعه في أسمائه وصفاته جل جلاله.{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [الفجر: 6 ] {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7 ] {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 8 ] {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: 9 ] {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} [الفجر: 10 ] {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} [الفجر: 11 ] {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} [الفجر: 12 ] {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13 ] {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14]
🌹ورود الاسم في القرآن والسنة:
**القهَّار ورد ست مرات في القرآن:
منها في سورة الرعد {...قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16 ]
أزال المؤلف هذا التعليق.
حذفمن وجهه نظري فيما يخص رؤية الرسول صلي الله عليه وسلم..أنها تكون للانسان الموعود ..وتأتى عن محبة خالصة للرسول صلي الله عليه وسلم وشده الشوق لرؤيته.. والإخلاص فى العبادة ..وأنك فعلا تريد رؤية الحبيب المصطفى من قلبك وليس مجرد كلام ..والسبب الرئيسي لرؤية الرسول صلي الله عليه وسلم ..هو كثرة الصلاة عليه فى اليوم الواحد بالآلاف..والتفكير فيه والحنين إليه..والتحلي بأفعاله وأقواله فى الحياة وأنك تفعل هذا الشئ لأنه من أخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم ..وفى النهاية رؤية الرسول تكون عطاء من الله ومكافأة ربانية من الله للعبد نتيجة صبره على مواقف معينة فيطيب خاطره ويرضيه لانه صدق مع الله ومع حب رسوله هذا والله أعلم.
ردحذف